اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كيف بنيناها؟ كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج. والارض مدد والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب قال الله عز وجل افلم ينظروا الى السماء كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج الاستفهام هنا للتوبيخ يوبخهم عز وجل لماذا لم ينظروا في هذا لماذا لم ينظروا الى السماء وما فيها من عجائب القدرة الدالة على ان الله تعالى قادر على احياء الموتى الذي انكره هؤلاء المكذبون وقوله افلم ننظر الى السماء يشمل نظر البصر ونظر البصيرة نظر البصر يكون في العين ونظر البصيرة يكون بالقلب. وهو التفكر وقوله الى السماء فوقهم كيف بنيناها قد يقول قائل ان كلمة فوقهم لا فائدة منها لانها معروفة لان السماء معروفة انها فوق ولكن نقول ان النص على كونها فوقهم اشارة الى عظمة هذه السماء وانها مع علوها وارتفاعها وسعتها وعظمتها تدل على كمال خالقها وقدرته جل وعلا كيف بنيناه بناها الله عز وجل بقوة وجعلها قوية وقال جل وعلا وبنينا فوقكم سبعا شدادا اي قوية وقال تعالى والسماء بنيناها بايد اي بقوة وانا لمسعود وهذا البناء لا نعلم كيف بناها الله عز وجل لكننا نعلم انه خلق السماوات والارض في ستة ايام خلق الارض في اربعة والسماء في يومين كما قال تعالى فقظاهن سبع سماوات في يومين وقولها زيناها اي حسنا منظرها بما خلق الله تعالى فيها من النجوم العظيمة المنيرة المنتظمة في سيرها وهذه النجوم قال قتادة رحمه الله وهو من ائمة التابعين قال رحمه الله خلق الله هذه النجوم الثلاثة زينة للسماء وعلامات نهتدى بها ورجوما للشياطين فمن ابتغى فيها شيئا سوى ذلك فقد اضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به يشير الى ما ينتحله المنجمون من الاستدلال بحركات هذه النجوم على الحوادث الارظية حتى انهم حتى انهم يبنون سعادة الشخص وشقاءه على هذه النجوم مثلا سوى الصف مثل ما يقولون اذا ولد في النجم الفلاني فهو سعيد واذا ولد في النجم الفلاني فهو شقي وهذا لا اثر لها. اعني تحركات النجوم في السماء ليس لها اثر فيما يحدث في الارض ثم قال تعالى وما لها من فروج يعني ليس في السماء من فروج اي من فطور وتشقق بل هي مبنية محكمة قوية والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج. هذه ثلاثة امور اولها الارض مدها الله عز وجل مع انها بالنسبة للسماء صغيرة جدا لكنها ممدودة للخلق مسطحة لهم كما قال تعالى والى الارض كيف سطحت ثانيا القينا فيها رواسب اي جبالا ثابتات لا تزعزعه الرياح فهي راسية وكذلك ايضا مرسي للارض والقى وانبتنا فيها من كل زوج بهيج اي من كل زوج سار لناظره والمراد بالزوج هنا الصنف يعني ان ما يموت في الارض اصناف متعددة متنوعة حتى انك ترى البقعة من الارض وهي صغيرة تشتمل على انواع من هذه الاصناف تختلف في الوانها وتختلف في احجامها وتختلف في ملمسها ما بينها شديدة ولينة الى غير ذلك من الاختلافات العظيمة بل انك بل انها تختلف حتى في مذاقها اذا كانت من ذوات الثمر كما قال تعالى ونفضل بعضها على بعض في الاكل فمن القادر على هذا الاخ على ان يخلق هذه الاشياء آآ اللي فيها من كل زوج بهيج مع انها في مكان واحد وتسقى بماء واحد الارض ايضا واحدة الجواب هو هو الله عز وجل. من يقدر على هذا؟ انك تاتي الارظ المعشبة التي انبت الله تعالى فيها من اصناف النبات فتتعجب ترى هذه مثلا زهرتها صفراء وهذه بيضاء وهذه بنفسجية وهذه وهذه منظمة الى غير ذلك من الايات العظيمة فهذا اكبر دليل على ان الله قادر على احياء الموتى الذي هؤلاء المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا ائذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد. فالقادر على خلق هذه المخلوقات العظيمة قادرة على احياء الموتى ثم يقال من الذي خلق الانسان هو الله واعادة الخلق اهون من ابتدائه كما قال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه فاذا كنتم ايها المشركون تقرون بان الله هو الخالق وانه الذي خلقكم واوجدكم فلماذا تنكرون ان الله مع ان امره اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون. قال الله تعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب يعني ان الله تعالى حثنا على ان ننظر الى السماء والى الارض وما يحدث فيهما تبصرة اي لاجل التبصرة والذكرى قال العلماء الفرق بين التبصر والذكرى ان التبصرة مستمرة. والذكرى عند النسيان. فهذه الايات تذكرك اذا نسيت وتبصرك اذا جهلت وقد يقال ان الفرق بينهما ان التبصرة في مقابل الجهل والذكرى في مقابل النسيان. وكلا القول الحق. المهم انك اذا نظرت الى السماء والى الارض وما فيها مما اودعه الله عز وجل من النبات فانك سوف تبصر بقلبك وتذكر ايضا اذا نسيت ولكن لمن هذه التبصرة والذكرى؟ لكل عبد منيب؟ ليس لكل انسان ما اكثر ما ينظر الكفار في الايات ولكن ماتوا الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. انما الذي ينتفع بها هم كل عبد منيب اي رجاع الى الله عز وجل