اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. افعينا بالخلق الاول بل هم في لبس من ولقد خلقنا الانس ونعلم ما توسوس به نفسه. ونحن اليه من حبل الوريد. اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يقول الله عز وجل افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد الاستفهام هنا للنفي وعين بمعنى تعبنا والخلق الاول هو ابتداء الخلائق يعني هل نحن عجزنا عن ابتداء الخلائق حتى نعجز عن اعادة الخلائق من المعلوم ان الجواب لا كما قال تعالى او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض بالحق ولم يعي بخلقهن اي لم يتعب بذلك فاذا كان جل وعلا لم يتعب بالخلق الاول فان اعادة الخلق اهون من ابتدائي كما قال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهذا استدلال عقلي يراد به اقناع هؤلاء الجاحدين لاعادة الخلق فان الذين كفروا زعموا ان لا يبعثوا وانه لا بعث وانكر هذا واستدلوا لذلك بدليل واهن جدا فقالوا من يحيي العظام وهي رميم فقال الله تعالى قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ثم ساق الادلة العقلية الدالة على ان الله تعالى قادر على ان يحيي العظام وهي رميم ثم قال تعالى بل هم في لبس من خلق جديد اي هم مقرون باننا لم نعي بالخلق الاول واننا اوجزناه لكن هم في لبس من خلق جديد ولهذا حصل الاضراب هنا حيث قال بل هم يعني ان هذا عجب من حالهم كيف يوقظون باول الخلق ثم ينكرون البعث بعد الموت بل هم في لبس اي في شك وتردد من خلقه في لبس من خلق جديد وهو اعادة الخلق واني اسألكم الان هل القادر على ابتداء الخلق يكون قادرا على اعادته من باب اولى الجواب؟ نعم. وهذا دليل عقلي لا يمكن لاي انسان ان يفر منه ثم قال عز وجل مستدلا على على قدرته على البعث ولقد خلقنا السماوات والارض نعم ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. يعني ابتدأنا خلقه فاوجدناه وجعلنا له عقلا وسمعا وبصرا وتفكيرا وحديثا للنفس ونعلم ما توسوس به نفسه يعني ونحن نعلم ما توسوس به نفسه اي ما تحدثه به نفسه دون ان ان ينطق بها فالله تعالى عالم به. بل ان الله عالم بما سيحدث به نفسه في المستقبل والانسان نفسه لا يعلم ماذا يحدث به نفسه في المستقبل انظر الان ما يوسوس به الانسان نفسه في الحاضر يعلمه الانسان. اليس كذلك؟ والله تعالى يعلمه ونقول بل الله يعلم ما سوف يوسوس ما سوف توسوس به نفسه في المستقبل والانسان لا يعني ان الله يعلم ما ما ستوسوس به نفسك غدا وبعد غد والى ان تموت وانت لا تعلم اذا كان الله يعلم ما توسوا به النفس فما الذي يوجب لنا هذا العلم؟ يوجب لنا مراقبة الله سبحانه وتعالى. وان لا نحدث انفسنا بما يغضبه وبما يكرهه علينا ان يكون حديث نفوسنا كله بما يرضيه علينا ان يكون حديث نفوسنا كله بما يرضيه لانه يعلم ذلك افلا يليق بنا ان نستحي من ربنا عز وجل ان توسوس نفوسنا بما لا يرضى قال الله ونحن قال الله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيدا نحن اقرب اليه من حبل الوريد. حبل الوريد هو الاوجاج وهي وهما عرقان العظيمان المحيطان بالحلقوم يسمى الوريد ويسمى الوجه وجمعه اوداج ويضرب المثل فيهما ويضرب المثل بهما في القرآن يقول نحن اقرب اليه من حبل الوريد. اي شيء اقرب اليك؟ اقرب شيء الى قلبك هو حبل الوريد هذه اقرب من المخ واقرب من كل شيء فيه الحياة هما الوريد الوريدان اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد اختلف المفسرون في قوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد هل المراد قرب ذاته جل وعلا او المراد قرب ملائكته والصحيح ان المراد قرب ملائكته ووجه ذلك ان قرب الله تعالى صفة عالية لا تليق ان تكون شاملة لا يليق وان تكون شاملة لكل انسان لاننا لو قلنا ان المراد قرب ذات الله لكان قريبا من الكافر وقريبا من المؤمن انتبهوا لماذا يلزم ذلك اجيبوا لان الله قال خلقنا الانسان اي انسان خلقه المؤمن والكافر ونحن اقرب اليه الى هذا الانسان الذي خلقناه من حبل وريد فاذا قلنا الاية الشاملة وقلنا ان القرب هنا القرب الذاتي صار الله قريبا بذاته من ممن الكافر وهذا غير لائق بل الكافر عدو لله عز وجل لكن الراجح ما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان المراد بالقرب هنا قرب الملائكة اي اقرب اليه بملائكتنا ثم استدل لقوله بقوله تعالى اذ يتلقى المتلقيات فاذ بمعنى حين وهي متعلقة باقرب اي اقرب اليه في هذا الحال حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قريب فان قال قائل كيف يرضيه الله المسند اليه والمراد به الملائكة الهذا نظير قلنا نعم له نظير يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه قرأناه المراد بذلك من جبريل ونسب الله فعل جبريل اي لنفسه لانه رسول. كذلك الملائكة نسب الله قلوبهم اليه لانهم رسله كما قال تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم اتم بلى ورسلنا لديهم مكتوم وما اختاره شيخ الاسلام رحمه الله هو الصواب فان قال قائل وهل الله تعالى قريب من المؤمن على كل حال؟ قلنا بل في بعض الاحوال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته فهذا قرب في حال الدعاء مصداق ذلك قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني ايش؟ قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان كذلك هو قريب من المؤمن في حال السجود لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وعلى هذا فيقول الله تعالى قريبا من المؤمن حال عبادته لربه وحال دعائه لربه اما القرب العام فهو للمؤمن والكافر فهو نعم. فانه فان المراد به القرب بالملائكة على القوم الراجح وقوله اذا تلقى المتلقيان هما ملكان بين الله مكانهما من العبد فقال عن اليمين وعن الشمال قعيد عن اليمين وعن الشمال ولم يقل على اليمين وعلى الشمال لانهما ليس على الكتفين بل هما في مكان قريب اقرب من حبل الوريد ولكن قد يقول قائل ملحد انا التمس حولي لا المس احدا. اين اين القعيد فنقول هذا من علم ايش؟ من علم الغيب الذي لا تدركه عقولنا وعلينا ان نصدق به ونؤمن به كما لو لمسناه بايدينا او شاهدناه باعيننا او غير ذلك من ادوات الحواس علينا ان نؤمن بذلك لانه قول من قول الله عز وجل فنقول عن اليمين وعن الشمال قعيد. قاعد مستقر احدهما يكتب الحسنات والثاني يكتب السيئات هذا المكتوب عرضة للمحو والاثبات المكتوب الذي بارز الملائكة عرضة للمحو والاثبات لقول الله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب يعني اصل ام الكتاب هو لو المحفوظ مكتوب فيه ما يستقر عليه العبد ما يستقر على العلم مكتوب لكن ما كان قابلا للمحو والاثبات فهو الذي في ايدي الملائكة قال الله عز وجل ان الحسنات نعم واقم اول الاية واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات حسنة تذهب السيئة تمحوها بعد ان كتبت وهذا باعتبار ايش؟ ما في ايدي الملائكة اما ام الكتاب الاصل فمكتوب فيها ما يستقر عليه العبد. نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يستقر على الايمان والثبات في الدنيا والاخرة نعم اه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. ما يلفظ منافيهم وقول مجرورة بمن؟ الزائدة اعرابا المفيدة معنى واصلها بدون زيادة ما يلفظ قولا لكن تأتي حروف الجر احيانا زائدة في الاعراب لكنها تفيد معنى التوكيد ولهذا النفي اذا اقترن المنفي بمن الزائدة او بالباء الزائدة مثل وما ربك بظلام للعبيد انه اوكب في العموم من النفي المجرد منحرف الجر الزائد طيب ما يلفظ من قول اذا جعلنا من سائدة اعرابا مفيدة معنا فما فائدة ما لها التوكيد على العموم اي قول يلفظه الانسان لديه رقيب عتيد سبحان الله رقيب مراقب ليلا ونهارا لا ينفك عن الانسان عتيد حاضر ما يمكن يغيب ويوكل غيره هو قائد مراقب حاضر لا يفوته شيء من قول اي قوم؟ نقول اجيبوا يا اخوان خلقه في القول لان من هذه زائدة وقول نكرة في سياق النفي في العموم اي قول يكون وظاهر الاية الكريمة ان القول مهما كان يكتب سواء كان خيرا ام شرا ام لغوا يكتب لكن المحاسبة على ما كان خيرا او شرا. ولا يلزم من الكتابة ان يحاسب الانسان عليها وهذا ظاهر اللفظ وهو احد قولين لاهل العلم ومن العلماء من يقول انه لا يكتب الا الحسنات والسيئات فقط اما اللغو فلغو لا يكتب فاي قول اولى؟ الاول اولى وهو العموم اما النتيجة فواحدة لانه حث على القول بانه بان الكاتب يكتب كل شيء يقولون انه لا يحاسب الا على الحسنات والسيئات لكن كوننا نقول بالعموم هو المطابر لظاهر الاية ثم هو الذي فيه الدليل على ان الملكين لا يفحتان ولا يتركان شيئا مما يدل على كمال عنايتهما بما ينطق به الانسان وبناء على ذلك يجب علينا ايها الاخوة ان نحترز قواعد الاحتراز من اقوال اللسان فكم زلة اللسانية اوجبت الهلاك والعياذ بالله قال ابن قال ابو هريرة رضي الله عنه في الرجل الذي قال والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان قد غفرت له واحفظت عمله قال انه تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته نسأل الله العافية احذر لسانك ان تقول فتبتلى ان البلاء موكل بالمنطق احذر افات اللسان ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل حفظ اللسان ملاك الامر كله فقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل افلا ادلك على ملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله قال اخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا لا تطلق لا تتكلم قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما بما نتكلم به؟ فقال لهم ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فالمؤمن يجب ان يحذر لسانه حتى ان الرسول عليه نعم يجب ان يحذر لسانه فانه افة عظيمة ولهذا قال الرسول عليه عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وحينئذ نعرف ان الصمت مفظل على الكلام لان الكلام قد لا يجد الانسان خير هو ابشر ثماني اقول لكم الكلمة اذا اذا اطلقتها وخرجت من فمك فهي كالرصاصة تطلقها على ولدك هل يمكنك ان تمنع الرصاصة اذا خرجت من فوهة البندقية لا خلاص انطلقت تفسد او تصلح كذلك الكلمة فالعاقل يمنع لسانه ولا يتكلم الا بخير والخير اما في ذات المتكلم به واما في غيره يعني قد يكون الكلام ليس خيرا لا بنفسه لكنه خير من جهة اثاره قد يتكلم الانسان بكلام اللغو في مجلس هو الكلام ما فيه ليس امرا بالمعروف ولا نهي عن منكر وليس اثما ووزرا لكن يتكلم من اجل ان يفتح الباب للحاضرين لان احيانا تستولي على المجلس الهيبة ولا احد يتكلم فيبقى الناس كأنه في غم فيتكلم من اجل ان يفتح الباب للناس وتنشرح صدورهم ويحصل تبادل الكلام الذي قد يكون هناك نقول هذا الكلام الذي تكلمه وفتح باب الكلام وازال عن الناس الغمة يعتبر ايش؟ خير لذاته ولا لغيره خيرا لغيره وهذا داخل ان شاء الله في قول الرسول عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت نسأل الله ان يرزقنا واياكم حفظ السنتنا وجوارحنا عما يغضبه وان يستعملها فيما يرضيهن وهو على كل شيء قدير