اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انما هل امتلأت وتقول وتقول هل من مزيد؟ يوم نقول جهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد؟ وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ياءون فيها ولدينا مزيد يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد يوم هذه ظرف زمان والظروف الزمنية والمكانية وكذلك حروف الجر لابد لها من متعلق اي لابد لها من فعل او ما كان بمعنى الفعل تتعلق به. فما هو متعلق قوله يوم نقول لجهنم نقول هو محذوف التقدير اذكر يوم نقول لجهنم وليعلم انه يوجد في اللغة العربية. كلمات تحذف بل ربما جمل تحذف فيما اذا دل عليها السياق فهنا الكلمة التي تتعلق بها كلمة يوم محذوفة تقدير اذكر يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد يسألها الله عز وجل هل امتلأت؟ وهو يعلم سبحانه وتعالى انها امتلأت او لم تمتلئ لانه لا يخفى عليه شيء لكن انه يسألها هل امتلأت؟ ليقرر لها ما وعدها سبحانه وتعالى فان الله يقول وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. فيسأله هل انت يأتي يعني هل حصل ما وعد ما وعد الله به؟ لان الله تكفل بان يملأ الجنة ويملأ النار. فتقول هل من مزيد هل هنا اسم استفهام؟ لا هل هنا اداة استفهام وهي حرف هل هي استفهام طرف او استفهام نفي انتبهوا للفرق هل هي استفهام طلب؟ بمعنى انها تطلب الزيادة او استفهام نفي بمعنى انها تقول لا مزيد على ما فيها في هذا للعلماء قولان القول الاول ان المعنى هل من مزيد اي لا مزيد على ما ما فيه. وهل تأتي للاستفهام لاستفهام النفي كما بقوله تعالى هل من خالق غير الله من السماء والارض ايمان الخالق وعلى هذا فتكون النار ممتلأت. اذا قالت لا مزيد على ذلك فالمعنى انها امتلأت وقيل هل للطلب اي تطلب الزيادة واذا اختلفوا العلماء بالتفسير او غير التفسير فالمرجع الى ما قاله الله ورسوله فلننظر اي القولين اولى بالصواب ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة عليها قدمه او قال عليها رجلا فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط فاي اي القولين اولى بالصواب انها استفهام طلب. يعني تطلب الزيادة ولكن رحمة الله سبب غضبه يضع عليها عز وجل رجله على الوجه الذي اراد ثم ينزوي بعضها ينضم بعضها الى بعض وتتضايق وتقول لا مزيد على ذلك او تطلب ثم ينتهي الموظوع فحقت كلمة الله انه ملأ جهنم من الجنة والناس اجمعين في الحديث الذي زرته اثبات القدم او الرجل لله عز وجل فهل هو قد الحقيقة؟ او قدم بمعنى المقدم يعني يضع الرب عز وجل من يقدمهم الى النار حتى يملأها وهل الرجل الذي هي الحقيقة او الرجل بمعنى الطائفة؟ لانه يقال رجل من جرائم مثل طائفة من جرائم ايهما او لا؟ الاول يعني ان المراد رجل حقيقة لله عز وجل الا انها لا تشبه ارجل باي وجه من من الوجوه. نعلم علم اليقين انها ليست مثل ايدي المخلوقين مثل ارجل المخلوقين من اين علمنا انها ليست مثل ارض المخلوقين لا من اين علمنا ان رجل الله لا تشبه ولا تماثل ارجل المخلوق ايش لا لا انتبه انتبه ها؟ من من قوله من قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. طيب والمقصود من قوله تعالى يومئذ نقول جهنم هو تحذير الناس لان كل واحد منا لا يدري ايكون من حطب جهنم او يكون ممن نجا منها. نسأل الله ان ينجينا واياكم منها ثم قال عز وجل وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد اي قربت للمتقين مكانا غير بعيد واذن به الجنة للمتقين غير بعيد هذا اي ما تشاهدون من قرب الجنة ايش ما توعدون اي هذا الذي توعدون فان الله تعالى وعد المؤمنين العاملين الصالحات وعدهم الجنة وصدق وعده عز وجل. ولكن لمن؟ لكل اواب حفيظ. الاواب صيغة مبالغة من اب يؤوب بمعنى رجع. اي لكل اواب الى الله اي رجاع اليه. حفيظ اي حفيظ لما امرهم الله به. وهذا كقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعبدالله ابن عباس احفظ الله يحفظك. المعنى انه حفيظ لاوامر الله لا يضيعها ولا يقابلها بكسل وثواني بل هو نشيط فيها واذا اذنب بترك واجب او فعل محرم تجده يرجع الى الله من كل اواب فهو اواب رجاء الى الله تعالى من المعاصي الى الطاعات وكذلك حفيظ حافظ لما امر الله به محافظ عليه قائم به هذا ما توعدون من كل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. من هذه بدل من مما سبقها خشي الرحمن اي خافه عن علم وبصيرة لان الخشية لا لا تكون الا بعلم الدليل قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فهي خشية اي خوف ورهبة وتعظيم الله عز وجل لانها صادرة عن علم وقول من خش الرحمن في الغيب لها معنيان المعنى الاول انه خشي الرحمن مع مع ان مع انه لم يره لكن رأى اياته الدالة عليه والمعنى الثاني خشيه بالغيب اي بغيبته عن الناس يخشى الله وهو غائب عن الناس. لان من الناس من يخشى الله اذا كان بين الناس ومدى انفرد فانه لا يخشى الله مثل من المرائي المنافق اذا كان مع الناس تجده من احسن الناس خشية اذا انفرد لا يخشى الله كذلك ايضا من الناس من يكون عنده خشية ظاهرية لكن القلب ليس خاشيا لله عز وجل فيكون بالغيب اي بما غاب عن الناس سواء كان في في عمله في مكان خاص او ما غاب عن الناس في قلبه فان خشية القلب هي الاصل وجاء بقلب منيب اي جاء يوم القيامة بقلب منيب اي رجاع الى الله عز وجل يعني انه مات وهو منيب الى الله فهو كقوله ولا تموتن الا وانتم مسلمون المعنى انه بقي على الانابة والرجوع الى الله عز وجل الى ان مات الى ان لقي الله لان الاعمال بالخواتيم نسأل الله ان يختم لنا ولكم بالخير ثم قال تعالى ادخلوها اسلام ذلك يوم الخلود ادخلوها امر هل هو امر الزام او امر اكرام جيت؟ اكرام امر اكرام لان الاخرة ما فيها تكليف والزام بل اما اكرام واما اهانة فقوله تعالى في المجرمين ادخلوا ابواب جهنم هذا امر اهانة. وقوله المؤمنون هنا ادخلوها بسلام هذا امر اكرام. وقوله بسلام الباهون للمصاحبة المعنى دخولا مصحوبا بسلام. سلام من ايش؟ سلام من كل اية. اصحاب الجنة سالمون من الامراض وسالمون من الهرم وسالمون من الموت وسالمون من الغل وسالمون من الحسد وسالمون من كل شيء كل شيء يطيع فيه السلامة فاهل الجنة سالمون. ادخلوها بسلام ذلك اي هذا اليوم يوم الخلود اي اليوم الذي لا هلاك بعده. خلود دائم سرمدي لا نهاية له لهم ما يشاؤون فيها اي لهؤلاء المتقين ما يشاؤون فيها اي في الجنة ولدينا مزيد. يعني مزيد على ما يتمنون ويشاؤون. لان الانسان بحكمه مخلوقا يعجز عن ان يستقصي كل شيء وتنقطع امنيته بحيث لا يدري ما يتمنى. لكن هؤلاء اهل الجنة كل ما يشتهون فيها فانه موجود طيب لو اشتهى الانسان ثمرة معينة كرمان او عنب او ما اشبه ذلك يجدها يجدها في اي وقت؟ في اي وقت كل شيء يشتهي الانسان ويطلبه فانه موجود لا يمتنع بل قال الله عز وجل ولدينا مزيد يعني نعطيهم فوق ما ما يشتهون ويتمنون ومن الزيادة النظر الى وجه الله عز وجل. ولهذا استدل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم بهذه الاية على اثبات رؤية الله عز وجل وقال ان هذه الاية لهم ما يشاؤون فيها ولدينا المزيد كقوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة نسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم منهم وان يرزقنا النظر الى وجهه الكريم في جنات النعيم