اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان في ذلك لذكرى لمن وكان له قلب لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وكما اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص اه لما كانت قريش تكذب النبي عليه الصلاة والسلام وتنكر البعث وتقول اين متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون حذرهم الله عز وجل ان يقع بهم ما وقع ما سبق من الامم. فقال وكم اهلكنا قبلهم من قرن اي كثيرا من القرون اهلكناهم والقرن هنا بمعنى القرون كما قال تعالى وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح فاممنا كثيرة اهلكها الله عز وجل لما كذبت الرسل تنقبوا في البلاد اي بحثوا في البلاد يريدون المفر والملجأ من من عذاب الله ولكن لم يجدوا مفرا ولهذا قال هل من محيص؟ اي لا محيص له ولو ترى اذ فزع فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا امنا به وانى لهم التناوش من مكان بعيد فما اصاب القوم الذين كذبوا الرسل اولا يصيب هؤلاء ثانيا يقرب شوية اقرب اقرب اه يساوي الصف يصيب هؤلاء ثانيا لان الله تبارك وتعالى يقول او لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالهم ثم قال عز وجل ان في ذلك كذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ان في ذلك اي ما سبق من الايات العظيمة ومنها ما قصى الله تعالى او ما اشار الله به في هذه الايات الكريمة ما من اهلاك الامم السابقة فيه ذكرى لنوعين من الناس. الاول من كان له قلب اي ما كان له لب وعقل يهتدي به التتبع او القى السمع وهو شهيد اي استمع الى غيره ممن يعظه وهو حاضر القلب فبين الله تعالى ان الذكرى تكون لصنفين من الناس الاول من له عقل ووعي يتدبر ويتأمل بنفسه ويعرف والثاني من استمعوا الى غيره لكن بشرط ان يكون شهيدا اي حاظر القلب واما من كان لا يستمع للموعظة او يستمع بغير قلب حاضر. او ليس له عقل يتدبر به. فانه لا ينتفع بهذه الذكرى. لانه غافل ميت القلب