اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ستة ايام في ستة ايام وما مسنا من لغوب. فاصبر على ما يقولون بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبحه وادبار السجود واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب. يوم يسمعون الصيحة بالحق لذلك يوم الخروج يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. ثم قال عز وجل ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب هذه ثلاث مخلوقات عظيمة بين الله عز وجل انه خلقها في ست ايام واكد هذا الخبر بثلاثة مؤكدات القسم ولا وقد لان تقدير الاية والله لقد خلقنا السماوات والارض فالسماوات معلومة لنا جميعا وهي سبع سماوات طباقا والارض هي هذه الارض التي نحن عليها وهي سبع كما جاءت به السنة صريحا وكما هو ظاهر للقرآن في قوله الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن وما بينهما اي بين السماء والارض والذي بين السماء والارض مخلوقات عظيمة يدل على عظمها ان الله جعلها عديلة لخلق السماوات وخلق الارض فهي مخلوقات عظيمة والان كلما تقدم العلم بالفلك ظهر من ايات الله عز وجل فيما بين السماء والارض ما لم يكن معلوما لكثير من الناس من قبل من ستة ايام اولها الاحد واخرها الجمعة ولو شاء عز وجل لخلقها بلحظة لان امره اذا اراد شيئا ان يكون ان يقول له كن فيكون لكنه جل وعلا يخلق الاشياء باسباب ومقدمات تتكامل شيئا فشيئا حتى تتم كما انه لو شاء لخلق الجنين في بطن امه بلحظة لكنه يخلقه اطوارا حتى يتكامل كذلك السماوات لو شاء لخلق السماوات والارض وما بينهما لو شاء لخلقها بلحظة. لكنه عز وجل يخلق الاشياء تتكامل شيئا فشيئا وقال بعض العلماء وفيه فائدة اخرى وهي ان نعلم عباده التأني في الامور وان لا يأخذ الامور بسرعة لان المهم هو الاتقان وليس العجال والاسرار وما مستنا من لغوب اي ما مسنا من تعب واحياء وهذا كقوله تعالى اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن هو عز وجل خلق هذه السماوات العظيمة والاراضين وما بينها بدون تعب ولا اعياء وانما انتفع عنه التعب جل وعلا لكمال قوته وقدرته وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا فاصبر على ما يقولون. امر الله نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصبر على ما يقول وقد قال عز وجل في اية اخرى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجلهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من اصبر فان العاقبة للمتقين فاصبر على ما يقولون وهم يقولون ان محمد الكذاب وساحر وشاعر وكاهن ومجنون وانه لا بعث وان كانوا يوقنون بالرب عز وجل وانه خالق السماوات والارض لكن لا يقرون بامور الغيب المستقبلة فامره الله ان يصبر على ما يقول والصبر على ما يقولون يتضمن شيئين الاول عدم التضجر مما يقول هؤلاء وان يتحمل ما يقوله اعداءه فيه وفيما جاء به والثاني ان يمضي في الدعوة الى الله والا يتقاعس وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب سبح تسبيحا مقرونا بالحمد في هذين الوقتين قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال اكثر المفسرين المراد بذلك صلاة الفجر وصلاة العصر وهما افضل الصلوات الخمس قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة والبردان هما الفجر وفيه برودة الليل والعصر وفيه برودة النهار وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها نفعل فالصلاة التي قبل طلوع الشمس هي الفجر والصلاة التي قبل غروبها هي العصر وفيه دليل على ان المحافظة على هاتين الصلاتين من اسباب دخول الجنة والنظر الى وجه الله الكريم وافضلهما العصر لان الله تعالى خصها بالذكر حين امر بالمحافظة على الصلوات. فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر كما فسرها بذلك عالم الخلق بكتاب الله وهو الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس. المراد ايش الفجر وقبل الغروب المراد صلاة العصر ومن الليل فسبحه ايضا سبحي الله من الليل ومن هنا للتبعير يعني يسبحوا ايضا من الليل جزءا من الليل ويدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء ويدخل في ذلك ايضا التهجد وادبار السجود اي وسبح الله ادبار السجود اي ادبار الصلوات وهل المراد بالتسبيح ادبار الصلوات هنا؟ هل المراد النوافل التي تصلى بعد الصلوات كراتبة الظهر بعدها وراتبة المغرب بعدها وراتبة العشاء بعدها او المراد التسبيح الخاص الذي هو سبحان الله والحمد لله والله اكبر فيه قولان للمفسرين ولكنه لو قيل بهذا وهذا لكان له وجه ومن الليث فسبحه وادبر السجود واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم ذلك يوم الخروج اي انتظر لهذا لهذا النداء الذي يكون عند النفخ في الصور وحشر الناس يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك اي اليوم يوم الخروج من القبور