الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد من المعلوم ان الله سبحانه وتعالى جعل مواسم من الخيرات يتسابق فيها المتسابقون الى الطاعات من اجل تنشيط الهمم واكثار الاعمال الصالحة واحسانها لانه كل ما تكررت هذه المواسم قوية العزائم ولكن يا ترى هل اذا فاتت هذه المواسم فاتت الازمان التي هي مقر الاعمال ام ان الاعمال باقية ما بقي الانسان على هذه الدنيا الجواب هو الثاني ان الاعمال الصالحة مطلوبة من العبد ما دام في هذه الحياة الدنيا قال الله تبارك وتعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم بالدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون اي استمروا على اسلامكم الى الموت وقال الله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي الموت كما فسره بذلك الحسن البصري وغيره من العلماء فلم يجعل الله لانقطاع العمل الا الموت فالانسان مأمور ان يقوم بطاعة الله سبحانه وتعالى ما دام في هذه الحياة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فلم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم انقطاع العمل الا بالموت ولننظر هل لهذه الايام وظائف يقوم بها العبد تقربا الى الله عز وجل؟ نقول نعم فمثلا انتهى شهر الصيام هل انتهى الصوم الصوم لا يزال مشروعا والحمد لله في كل وقت واعلاه وافضله ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصوم الانسان يوما ويفطر يوما وهذا هو صيام داوود ثم يليه بعد ذلك ما كان اكثر فاكثر ومن هذا صيام ايام الست ست من شوال قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر وهذه الايام لا يدرك فضلها الا اذا اتم الانسان رمظان كاملا وعلى هذا فمن عليه قضاء وصامها قبل القضاء فانه لا ينال الثواب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ورتبه على صيام رمضان كاملا. من صام رمضان ثم اتبعه ويتبين هذا بالمثال لو ان الانسان كان عليه خمسة ايام من رمضان لو كان على الانسان خمسة ايام من رمضان ثم اخر قضاءها وصام الايام الستة قبلها فهل يقال انه صام رمضان لا يقال انه صام خمسة وعشرين يوما من رمضان فلا بد من من صيام رمضان كاملا حتى ينال اجره وهذا ليس مبنيا على خلاف العلماء رحمهم الله في جواز التنفل بالصوم قبل القضاء بل هذه مسألة مستقلة بين الرسول عليه الصلاة والسلام حكمها وان صيام الستة ايام من شوال بمنزلة راتبة التي تكون بعد بعد الصلاة المفروضة اما التطوع بغير الست بالصوم قبل القضاء فهذا محل نزاع بين العلماء فمنهم من اجازه ومنهم من قال انه لا يجوز ان يصوم تطوعا حتى يؤدي الفريضة وهذا احوط واولى بالمرء واحق بالعمل لانه ليس من من من الخير ان تبدأ بالنفل وتدع الواجب الواجب اهم اذ انك لو مت لكان دينا في ذمتك لكن النفل ان فعلته فهو خير وان لم تفعله فليس عليك اثم ولا حرج ومن ذلك ايضا اي من الصيام المشروع ان يصوم الانسان من كل شهر ثلاثة ايام سواء من اول الشهر او وسطه او اخره لكن الافضل ان تكون في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ومن ذلك ان انه ينبغي للانسان ان يصوم يوم الاثنين والخميس فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يصومهما ويقول هما يوم ان تعرض فيهما الاعمال على الله فاحب ان يعرض عملي وانا صائم ومنها صوم اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة لغير الحاج فان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والتي بعده وكذلك صيام بقية الايام العشرة من واحد ذي الحجة الى التاسع فان الصوم فيها له مزية على غيره على غيرها من الايام قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام العشر والصيام من العمل الصالح لا شك ومنها اي من مما ينبغي صومه صوم اليوم العاشر من محرم والتاسع معه او الحادي عشر او الثلاثة جميعا التاسع والعاشر والحادي عشر او او صوم غالب الشهر عشان المحرم ومن الصيام المشروع ايضا صيام شعبان فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه كله او يصومه الا قليلا منه كما ذهبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها القيام هل انتهى بانتهاء رمضان الجواب لا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم جميع ليالي السنة لكنه كما قال الله عنه ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثه الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك وافضل القيام قيام داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وهذا كما انه افضل شرعا فهو ارفق بالانسان طبعا لان الانسان ينام نصف الليل يأخذ نوما كثيرا ثم يقوم ثلث الليل يتهجد الله عز وجل. ثم ينام سدس الليل ليستريح قبل ان يبدأ اعماله اليومية ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام افضل القيام قيام داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. فاذا اجتمع وقت النزول الالهي مع كون الانسان يتهجد لله عز وجل ويتقرب اليه واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد حصل في هذا خير كثير للانسان ثم بقية العبادات لا تزال مشروعة والحمد لله كالوضوء والذكر قبله وبعده وكذلك الانفاق لله عز وجل سواء كان صدقة يتصدق بها على غيره او يتصدق بها على اهله بالانفاق عليهم بل او على نفسه. حتى الانسان اذا انفق على نفسه كان ذلك صدقة يثاب عليها ويؤجر عليها قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن ابي وقاص واعلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك فقال حتى ما تجعله في فم امرأتك مع ان الانفاق على الزوجة من باب المعاوضة لانك تنفق عليها في مقابل استمتاعك بها. ومع هذا تؤجر عليه وقال النبي عليه الصلاة والسلام السائع العظمة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله قروا واحسبه قال كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفطر والسائر والمساكين هو القائم بحضانتهم وكفايتهم وتوجيههم وتربيتهم وهذا يشمل حتى المساكين الذين هم تحت برعايتك من الاولاد ذكورا كانوا اناثا وكذلك الاخوات والزوجات وغيرهم المهم ان الفضل فضل الله ان الفضل فضل الله واسع والحمد لله والعبادات كثيرة نسأل الله تعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ومن حكمة الله عز وجل انه لما انتهى موسم فرض الصيام بانتهاء رمظان دخل موسم حج البيت الحرام الذي هو ركن من اركان الاسلام ايضا فان اشهر الحج تبتدأ من اول يوم من شوال اذ ان اشهر الحج شوال وذي القعدة وذو الحجة وهذه الاشهر كلها زمن لاداء لاداء الحج سواء اكان فريضة ام تطوعا وجعل الله تعالى هذه الاشهر لانه قد يحتاج الناس اليها كما لو كانوا في بلاد بعيدة وكانت وكانت المواصلات صعبة فان هذه هذه المدة هي التي تكفي غالبا للوصول الى البيت. ولهذا كان الناس فيما سبق كانوا يتأهبون للحج من دخول شهر شوال اما الان والحمد لله وقد سهلت المواصلات فانهم ربما لا يتهيئون الا ونام لا يتهيأون ولا يستعدون الا في زمن متأخر ولا نعلم فلعل يوما من الايام ان يحتاج الناس الى ما كانوا يحتاجون اليه من قبل من الابل والبغال والحمير فاننا لا ندري هل الامور تبقى على ما هي عليه الان او تختلف الامر كله بيد الله عز وجل فالانسان متقلب دائما بين مواسم الخير حج آآ صوم حج ثم يأتي بعد ذلك الشهر الحرام شهر محرم وهكذا ابدا فلله فلله الحمد على هذه النعمة ونسأل الله ان يعينا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته نعم بارك الله فيكم. السائل صبحي الف الف من الرياض. يقول هل على الامام في صلاة التراويح حتما ان يختم القرآن؟ واذا لم استطع ان يختم والشهر شارف على الانتهاء فما الحكم ليس على الامام في صلاة التراويح في في نهار رمضان ان يختم القرآن. نعم. لقول الله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن ولكن ان ختمه من اجل ان يكون الجماعة الذين وراءه يستمعون الى كتاب الله سبحانه وتعالى من اوله الى اخره كان خيرا وان لم يفعل فلا حرج المهم من يحرص على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كونه لا يزيد على احدى عشرة او ثلاث عشرة ركعة مع التأني والطمأنينة وفسح المجال امام الناس للدعاء في حال السجود وفي حال التشهد خلافا لما يفعله كثير من الناس اليوم من الائمة تجده يسرع اسراء شديدا يخل بالطمأنينة بالنسبة لمن وراءه ثم انه لا لا يمكنهم من ان يدعوا الله عز وجل لا في السجود ولا في التشهد احيانا اتظن ان الامام لم يقرأ الا التشهد الاول الى قوله وان محمدا عبده ورسوله ثم يسلم وهذا من الخطأ بلا شك لان الامام مؤتمن وولي امر على من وراءه فلا يجوز له ان يفعل بهم هذا وقد ذكر العلماء رحمهم الله انه يكره الامام ان يسرع سرعة تمنع المأموم فعل ما يسن وعلى هذا فاذا اسرع سرعة تمنع المأموم كان ما يجب كان ذلك حراما عليه اه سؤال يشكل على كثير من الاخوة المستمعين الكرام. السؤال هو فضيلة الشيخ عن دعاء الختمة في اخر ليلة من رمضان. هل هو وارد عن الرسول الكريم او عن السلف الصالح رضوان الله عليهم الختمة التي يدعى بها في اخر رمضان ليس لها اصل في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا عن خلفائه الراشدين ولا عن احد من الصحابة فلا اعلم الى ساعة هذه ان انه ورد عنهم انهم كانوا يدعون مثل هذا الدعاء طلعت نعم ورد عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه كان اذا ختم القرآن جمع اهله فدعا وهذا في غير الصلاة وليس كل مشروع خارج وليس كل شيء مشروع خارج الصلاة يكون مشروعا فيها لان الصلاة محددة في افعالها ومحددة في اذكارها ولكن بعض اهل العلم رأى ان هذا يقاس على ما ورد عن انس ابن مالك رضي الله عنه وانه دعاء وخير والصلاة محل دعاء وخير وان كانت امكنة الدعاء فيها معلومة في السجود والجلوس بين السجدتين والتشهد والقيام بعد الركوع فرأى انه يستحب الدعاء عند انتهاء القرآن ولو في الصلاة ولكن الذي اراه انا ان ذلك ليس لا يستحب لان الاستحباب حكم شرعي يحتاج الى دليل والاصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على مشروعيتها ولكن اذا كنت خلف امام يرى استحباب ذلك ودعا بعد انتهاء القرآن فلا ينبغي لك ان تخرج من الصلاة او ان تدع الصلاة معه من اول الامر من اجل هذا الامر من اجل هذه الختمة وقد نص الامام احمد رحمه الله على ان الانسان اذا تم بامام يقنت في صلاة الفجر فانه يتابع الامام ويؤمن على دعائه مع ان الامام احمد رحمه الله لا يرى استحباب القنوت في صلاة الفجر لكن كل هذا من اجل الائتلاف وعدم التفرق وهي نظرة جيدة من الامام احمد رحمه الله الذي ارى ان الانسان لا يفعلها ولكنه اذا اهتم باحد يفعلها فليتابعه وليؤمن على دعائهم وهو بهذه النية اعني نية الائتلاف وعدم التفرق مثاب ان شاء الله تعالى