اعوذ بالله من الشيطان الرجيم احسان ما يحكمون. من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله ات وهو السميع العليم. ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه. ان الله لغني عن العالمين. قال الله تعالى نبدأ بالدرس الجديد. ام حسب الذين يعملون السيئات الشرك والمعاصي ان يسبقونا يفوتون فلا ننتقم منهم قوله ام حسب ام هذه منقطعة لان ان تأتي في اللغة العربية على قسمين متصلة ومنقطعة فالفرق بينهما ان المتصلة بمعنى او وانها تأتي بعد همزة التسوية وانها تأتي بين متقابلين ثلاث علامات ذهب المتصلة تأتي بمعنى اوفى وبعد همزة التسلية وبين متقابليه مثالها قوله تعالى سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرها فهنا تجدون ان امن بمعنى يعني هذا وهذا ثواب وثانيا تجدون انها بعد همزة التسوية سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم وتجدون انها بين متقابلين انذرتم لم تنزعه ومثلها قوله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم ومنه ايضا سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ولها امثلة متعددة اما المنقطعة فهي التي تأتي بمعنى بل ولا تقع بعدها تسوية ولا بين متقابلين وهنا ام حسب بمعنى بل احس بل احسب وهذا الاضراب اضراب انتقال وليس ابطالا يعني بعد ان ذكر الله سبحانه وتعالى وانكر على الذين حسبوا ان يتركوا ان يقولوا امن وهم لا يحسنون انتقل سبحانه وتعالى الى الى ذكر صنف اخر من الناس وهم الذين لم يقولوا امنا ولم يؤمنوا بل هم يعملون السيئات ويظنون ان الله تعالى لن محيط بهم ام حسب الذين يعملون السيئات يعني يعملون الاعمال السيئة والسيء ما يسوء فاعله وكل عمل محرم فانه سيء لانه يسوء صاحبه بما يجد فيه من العقوبة الحاضرة والمستقبلة وقوله الشرك والمعاصي افادنا المؤلف ان الشرك ان السيئات هنا تعم الصغائر والكبائر الكبائر اللي اعلاها الشرك والصغائر ما دون الكبائر وهي المعاصي فهي تشمل كل ما يسوء فاعله من من معصية الله تعالى في الشرك فما دونه حسب ان يسبقون هذا مفعول حسن اي يسبقون يفوتوننا يفوتون فلا ننتقم منهم والسبق بمعنى الفوات كما تقول سبقت فلانا يعني فته فلم يدركه فهؤلاء يظنون الذين يعملون السيئات ان الله سبحانه وتعالى لا يدركه وان الله لا ينتقم منهم وهذا بلا شك سوء ظن بالله تبارك وتعالى ولهذا قال جاء ما يحكمون ساء ما يحكمون اي ساء حكمهم هذا وهو فستانهم بانهم لم بان الله تعالى لن ينزلك يقول ساء بمعنى بئسه وبئس فعل ماضي جامد لانشاء الذنب فيحتاج الى فاعل ويحتاج الى مخصوص والمقصود دائما يحذف استغناء عنه او بل بعبارة لدلالة الفاعل عليه ولهذا قال المؤلف جاء بمعنى ما بمعنى الذي فهي اسم موفور يحكمونه قدر المؤلف الهى لتكون عائدا الى الموصول جاء الذي يحكمونه اذا الذي فاعل اين المقصود قال المؤلف حكمهم هذا حكمهم هذا هذا هو المخصوص وكل فعل من الافعال الجامدة التي للذم او او المدح تحتاج الى فاعل وتحتاج الى مخصوص تقول مثلا نعم دار المتقين الجنة نعم دار المتقين الجنة اين الفاعل جاوب الجنة هي المخصوص بالملح والجنة هذه اعرابها لك فيه وجهان احدهما ان تجعلها مبتدا مؤخرا والجملة خبرا مقدما والثاني ان تجعلها خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي الجنة اما الاول فهي فعل وفاء على ما هي عليه يقول بئس ما يحكمون حكمهم هذا ولا ريب انما حكموا وظنه لا ريب انه رن سوء لا يليق بالله فان الله تعالى يقول في ايات كثيرة وما هم بمعجزين وما كان الله ليجزاه من شيء في السماوات ولا في الارض فهؤلاء الذين استمروا في عمل السيئات وظنوا ان الله تعالى لا يقدر عليهم ولا ينتقم منهم هؤلاء اظافوا والعياذ بالله شرا الى شرهم قال تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات فليستعد له وهو السميع لاقوال العباد العليم بافعالهم قال من كان يرجو من هذه الشرطية وجواب الشرط على رأي المؤلف محذوف تقديره فليستعد له وسنناقشه في هذا الامر قال المؤلف من كان يرجو قال الله تعالى من كان يرجو وقال المؤلف في تفسير يرجو يخاف وهذا صرف لللفظ عن ظاهره والرجاء غير الخوف الرجاء اي الامل اي العمل وهذا هو الصواب بمعنى يفي لقاء الله ان يأمل ان يلقى الله عز وجل راضيا عنه فان اجل الله لاتى كما في قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد وليس هناك ما يوجب طرف اللفظ عن ظاهره بل ان المعنى اي انسان يرجو لقاء الله وانه يلقاه وهو راض عنه فان الامر ليس ببعيد فان اجل الله اي المدة التي جعلها الله سبحانه وتعالى حائلا بينك وبين لقائه سوف تأتي يعني سوف يأتي ذلك ويحتملن قوله فان اجل الله اي المدة التي قدرها للقاء وهذا احسن المدة التي قدرها للقائه لابد ان تأتي فان اجل الله به اي باللقاء لانه اللقاء مؤجل كل شيء مؤجل به باجل معلوم لات اللام وشرابه ها؟ لا بالالفية. لأ. اللام للتوكيل اللام للتوكيد لانها واقعة في خبرهم فان اجل الله لاثم فهي للتوكيد وقد ذكرنا لكم ونحن نشرحها في الالفية ان محلها ان تكون في اول الجملة ولكنهم اخروها لان ان للتوكيد فكره ان يجتمع مؤكدان متواليين وزحلقوا اللام الى مكانها في الخبر فان اجل الله لات وآت قلت انها خبر اما ومع ذلك فهي مكسورة والمعروف ان خبر ان يكون مرفوعا فكيف صح ذلك نقول ان ات انها اسم ناقص ولا لا؟ او منقوص ها؟ منقوص لان الاسم اما منقوص او مقصور او ممدود او صحيح الى اخره فهنا نقول لانها منقوصة اصله لاتي باليم فحذفت الياء وعوض عنها التنويه دعاة وعلى هذا فنقول ات الخبر انا مرفوع بها وعدم رفعه ضمة مقدرة على اخره على الياء المحذوفة. على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنة وهو اي الله سبحانه وتعالى السميع لاقوال العباد العليم بافعالهم نعم السميع يعني للسمع الذي لا يخفى عليه شيء كل شيء من المسموعات فان الله تعالى مدركه كما ان السمع كما مضى علينا ينقسم الى قسمين سمع وادراك وسمع اجابة فالاول مثل قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك والثاني مثل قوله تعالى ان ربي لسميع الدعاء ومثل قول المصلي سمع الله لمن حمده. فان المعنى انه استجاب وذكرنا فيما سبق ان سمع الادراك ينقسم الى اقسام منها ما يقفظ التهديد ومنها ما يقتضي الوعيد النصر والتأييد. ومنها ما يقصد به مجرد الادراك والمثال الاول الذي للتهديد قوله تعالى لا لا نبي شيء واضح ما يحتاج بالنسبة لكذا وبالنسبة لكذا نعم؟ لقد سمع الله قوله النبي قال ان الله فقير نعم هذا المراد به التهديد ومثال المراد به النصر والتأييد سامي ها؟ مثال احمد انني معكما اسمع وارى اي نعم. ومثال المقصود به مجرد ذلك يا غانم الذي يراد به مجرد بيان ان الله تعالى محيط بالشيء مجتمع له. وسمع الله قوله في نعم وكونه تعالى سميعا هل يلزم منه اثبات الاذن الجواب؟ لا يجوز لا يلزم كما ان كونه بصيرا لا يلزم منه اثبات العين ولكن العين ثبتت بدليل اخر لولا ان الله اثبت لنفسه دين اخر ما اثبتناه فالسميع ما نقول يلزم من كونه سميعا ان يكون له اذن كما لا يلزم من كونه متكلما ان يكون له لسان وشفتين وما اشبه ذلك فان فاننا نعلم ان الارض تحدث اخبارهم ولا تحدث الا بعد سماع وهل لها اذن ما لها اذن فيما نعلم ليس لها اذن وهل لها لسان ما نعلم ان لها لسان فعلى هذا نقول لا يلزم من اثبات السمع اثبات الاذن طيب فاذا قال قائل انه ثبت في الحديث الصحيح ما اذن الله لشيء اذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن الجواب ان ما اذن له اي ما استمع له استمع له ولا يلزم من هذا ايضا اثبات الاذن لانه ما هو صريح والصفات ما يمكن ان ان يثبتها بالاحتمال لابد من ان تكون المسألة واضحة وصريحة لا ما اذن بان يعني يقدر لا معناها السمع لا ما هي معناها بحث معناها السمع لان معلق بصوت لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ولا الله عاد ادي للناس من جهة الاذن الشرعي مثلا رخص لهم او اباح لهم انه اعظم من هذا. فان التوحيد وغيره مما افضل من قراءة القرآن لا شك انه يعلم به اكثر. وقوله العليم العليم يقول المؤلف بافعاله والحقيقة ان العلم يتعلق بالافعال والاقوال ايضا كتخصيصه بالافعال هذا فيه نظر لان الذي يختص بالافعال انما هو الرؤية اما العلم فانه اعم يتعلق بالافعال ويتعلق بالاقوال ويتعلق بحديث النفس ويتعلق بالجهر كل شيء يقول تعالى ومن جاهد قال المؤلف جهاد حرب او نفسه اه نسيت ان اقول اين جواب من كان يرصد لقاء الله نعم المعلم قدره بقوله فليستعد له وجعله محذوفا وعندي انه لا بأس ان نقول ان جواب الشرط هو قوله فان اجل الله لاتي فان اجل الله لاثم ويكون هذا المعنى ان الذي يرجو لقاء الله فانه سيحصل له فانه سيحصل له ولا حاجة ان نقدر شيء محذوفا لان الاصل عدم الحل وهذا الذي قدره المؤلف مثل ما قدره في قوله تعالى من كان عدوا لجبريل من كان قل من كان عدو لجبريل فانه نزله على قلبه قد تقدم ان المؤلف قدره بقوله ها فليمت غيظا. وذكرنا هناك انه لا حاجة لهذا التطبيق نعم ايه الامل مبني على المحبة. يعني ما تؤمن الشيء الا وانت تحبه فالرجاء رجاء الشيب من الامل على حصوله قال ومن جاهد لهذا حرب او نفس المؤلف من هذه العبارة ان الجهاد ينقسم الى قسمين جهاد حرب وذلك بجهاد الاعداء وجهاد نفس بان تجاهد نفسك على فعل الطاعات وعلى ترك المحرمات من جاهد فانما يجاهد لنفسه قال في معناها فان منفعة جهاده له لا لله فالذي يجاهد والجهاد بذل الجهد الشيء الذي يجاهد لا يجاهد لله وانما يعمل لنفسه كقوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه وقول المؤلف فان منفعة جهاده له لا لله نعم له لانه مأجور سواء جاهد نفسه او جاهد غيره مع انه اذا جاهد غيره قد تكون المنفعة ايضا للغيث فان هذا الغير في الجهاد ربما يدخل في دين الله وحينئذ يحصل له منفعة المهم ان الله سبحانه وتعالى لا ينتفع بهذا الجهاد ولهذا قال فان الله ان الله لغني عن العالمين هذا كالتعليل لقوله فانما يجاهد النفس والله تعالى غني عنه لا ينتفع بطاعته ولا يتضرر بمعصيته وقوله غني عنهم وش معنى الغني معناه الذي لا يحتاج اليهم لما عنده من الجود والسعة والتدبير للامور فهو لا يحتاج الى الى العالمين كلهم قال الملك العالمين الانس والجن والملائكة مستعدة؟ ها؟ وعن عبادته اي نعم غني عنهم لا يحتاج اليه. اليه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعموه. كذلك غني عن عبادته لان عبادتهم انما تكون لهم اما الله سبحانه وتعالى فانه لا ينتفع بطاعة الطاعين ولا يتضرر بمعصية العاصين وقوله ان الله لغني الجملة هنا مؤكدة بكم مؤكد اثنين وهو ان واللام ان الله لغني عن العالمين على من ظن ان الله تعالى لا يقدر على الانتقام منه بعمل السيئات بقوله ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقون. ويستفاد منه ايضا منها تهديد عامل السيئات باخذ الله لهم وانهم لن يعجزوا الله ويستفاد من هذا تحريم ظن السوء بالله لقوله شاء ما يحفون. ثم قال تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لاثم وهو السميع العليم. من فوائد هذه الاية تطمين اولئك الذين يرجون لقاء الله بان ما رجوه فسيأتي ثانيا من فوائدها اثبات الجزاء. وثالثا اثبات يوم القيامة لقوله فان اجل الله لآخر. ومن فوائدها اثبات اسمين السميع العليم لله. ومن فوائدها اثبات ما تضمناه. من صفة فالاول تضمن صفة السمع والثاني تضمن صفة العلم وقوله تعالى ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين من فوائد هذه الاية ان الانسان لابد ان يقابل لابد ان يحصل له مشقة للقيام بما يجب عليه. لان الجهاد معناه بادر للوجوه لادراك امن الشرع. ومن فوائدها ان من جاهد فان من جاهد في العمل الصالح فان جهاده لنفسه لا ينتفع الله به. ومن فوائدها اثبات الله سبحانه وتعالى عن خلقه لقوله فان الله غني عن العالمين ومن فوائدها ان من لم يجاهد فان ضرره ها على نفسه لانه اذا كان من بعد الجهاد لك فما بفقده عليه