نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب القرشي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأته فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري في في الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله والسنن وايامه. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج القشيري في المسند المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هما اصح الكتب المصنفة واللفظ للبخاري. هذا هو الحديث الاول من الاحاديث العشرة من جوامع الكلم النبوي. وقد رواه البخاري ومسلم. والعزو اليهما عن الصحة اي مخبر بها. فاذا عزي الحديث الى البخاري ومسلم مع او الى احدهما كان صحيحا. وجعل لقب المتفق عليه علما على الحديث الذي اتفقا على روايته عن صحابي واحد اذا وجدت بعد حديث ما قولهم متفق عليه فاعلم انه تفيد امرين احدهما انه حديث صحيح فكل حديث يتبع بقولهم متفق عليه فهو من صحاح الاحاديث والاخر ان الحديث المذكور مروي في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن صحابي واحد ان الحديث المذكور مروي في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن صحابي واحد وتارة يتبعون ذلك بما يبين تعيين اللفظ المذكور لايهما كقوله هنا واللفظ للبخاري اي ان سياق الحديث المثبت بين يديك هو عند البخاري وحده ويكون مسلم مشاركا له في اصل روايته عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فيه لوامع الاولى وضع ميزان الاعمال الباطنة. الثانية ما يعتد به من الاعمال وبيان ما يترتب عليها. الثالثة فضل الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الرابعة ضرب الامثال لارادة تبين المعاني. ذكر المصنف وفقه الله اربع لوامع مستفادة من هذا الحديث. فاللامعة اولى وضع ميزان الاعمال الباطنة. والميزان هو المعيار الذي به الاشياء وتقاس. والميزان هو المعيار الذي تعدل به الاشياء وتقاس حديث المذكور معيار للاعمال الباطنة. يوقف على صحتها واجزاء الهاء وحصول اجرها وثوابها ذكر هذا ابن تيمية الحفيد. وعبدالرحمن ابن سعدي رحمهما الله. فجعل حديث عمر انما الاعمال بالنيات ميزانا للاعمال الباطنة فاذا وضعت فيه الاعمال الباطنة علم ما لتلك الاعمال من الصحة والاجزاء وما لها من الاجر والجزاء. واللامعة الثانية بيان ما يعتد به من الاعمال وبيان ما يترتب عليها. وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى جملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل فتفيدان معا معرفة ما يصح من الاعمال وما لا يصح. فتفيدان معا معرفة ما يصح من الاعمال وما لا يصح. وما يترتب على ذلك من الثواب والجزاء والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. ارادة القلب العمل تقربا الى الله. فهي اسم لقصد القلب مريدا عملا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. واللامعة الثالثة الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. فالجملة الاولى متعلقة بالقصد والعمل. والجملة الثانية متعلقة بالاجر والجزاء فمن كانت هجرته الى الله ورسوله قصدا وعملا كانت هجرته الى الله ورسوله واجرا. وطابق الجزاء العمل تحقيقا لوقوع اجره وطابق الجزاء العمل تحقيقا لوقوع اجره. فكأنه قال فمن كان مهاجرا الى الله ورسوله فقد تحقق اجره وانه اجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والهجرة شرعا ترك ما يكرهه الله ويأبى الى ما يحبه ويرضاه. ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه والهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نوعان. والهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما هجرة القلوب الى الله بالاخلاص. والى الرسول صلى الله عليه وسلم بالطاعة والاتباع. هجرة القلوب الى الله بالاخلاص والى الرسول صلى الله عليه وسلم بالطاعة والاتباع. والاخر هجرة الابدان. بمفارقة بلد والتحول عنه. هجرة الابدان بمفارقة بلد والتحول عنه. لما يستدعي ذلك الخروج ايجابا او استحبابا ذكر هذين النوعين ابو عبد الله ابن القيم في الرسالة التبوكية وفي الكافية عافية واللامعة الرابعة ضرب الامثال لارادة تبيين المعاني. لان المثال يوضح المقال قال فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا يتبين فيه اثر النية وهو الهجرة. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا لعاملين احدهما هاجر وجعل هجرته الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والاخر هاجر وجعل هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فاتفقا في صورة العمل. وهي الهجرة. وافترقا في النية الباعثة لهما الحاملة على العمل فنتج من افتراق نيتهما تباين حالهما. فاما الاول فصار مهاجرا الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اجرا وجزاء. فتحق له من هجرته غاية مطالب واعلى المراتب واما الثاني فلم يصب من هجرته الا كونه نكحا لمن طلب امرأة يتزوجها او تاجرا بمن طلب دنيا يتجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لان العرب تأنف من ترك الارض التي اعتادت لزومها بالسكنى. فهي شديدة الحب لاوطانها اللصوق بها فلا يخرج العربي من ارضه الا بغلبة عدو او حال ابي ربيع ثم يرجع الى دياره. فلما جاء دين الاسلام وامر المسلمون بان يتحولوا من بلدانهم لانها دور كفر الى المدينة لانها دار اسلام كان ذلك شاقا على النفوس. بتركها الالفة الذي اعتادته والدار الذي عرفته. فلما وقع منهم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بتحولهم عن ديارهم الى ديار ليست هي الديار التي اعتادوها عظم اجرهم عند الله عز وجل. فكان لهم من المقام الحميد. والمنصب الكريم والرتبة المنيفة والمقام العالي ما ليس لغيرهم من المسلمين. فان المهاجرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خير من غيرهم. نعم