بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد قال المؤلف وفقه الله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه هذه الجمل لا نحتاج الى اعادة القول فيها لانها سبق الا على سبيل الاجازة فالحمد لله معناه وصف المحمود بالكمال وصف الله تعالى بالكمال مع المحبة والتعظيم فانت اذا قلت احمد الله اي احبه واعظمه واصفه بالكمال ان الحمد للاستغراء واللام في قوله لله للاستحقاق والاختصاص اي ان المستحق للحمد كله المختص به هو الله عز وجل جملة نحمده التوكيد للجملة الاسمية قبلها ونستعينه نطلب منه العون على الامور كلها نستغفره نطلب منه المغفرة والمغفرة هي ان يستر الله ذنب العبد ويتجاوز عنه كما يدل عليه الاشتقاق فانها مشتقة من المغفر الذي يستر به المقاتل رأسه ليقيه من من الثياب ونتوب اليه هذه الجملة اه انتشرت في كتب العلماء رحمهم الله لكنها ليست في الحديث الذي هو حديث الحاجة فان قالها الانسان فارجو ان لا يكون عليه بأس وان حذفها فهو اولى ونعوذ بالله من شرور انفسنا اي نعتصم به من شرور انفسنا وهي جمع شر وذلك لان النفس لها شروط كما قال الله تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي مرور النفس اما كف عن الطاعات واما غابة في السيئات هذي شرور النفس فهي تأمر بالسوء الذي يتضمن اما ترك الواجبات واما فعل المحرمات ومن سيئات اعمالنا يعني ونعوذ بالله من سيئات اعمالنا لان السيئات الاعمال لها اثار وخيمة فكم من انسان اصيب بسيئاته ولو لم يكن من ذلك الا ما ذكره الله تبارك وتعالى في قوله فان تولوا اي عن الحق اعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وهذي من الاثار السيئة ان المعاصي والعياذ بالله تجر الانسان الى الاعراض عن طاعة الله وقد قال العلماء رحمهم الله ان المعاصي بريد الكفر وهي ثلاث مراحل طغائر بريد الكبائر كبائر بريد الكفر لان النفس اذا اذا تعودت المعصية والاستكبار عن طاعة الله ادى ذلك الى ان ترتكب ما هو اكبر من يهده الله فلا مضل له من يهده الله فلا مضل له اي من يقدر الله تعالى ان يهتدي فلا احد يصده عن عن هداية الله وكذلك من اهتدى فعلا فانه لا احد يذلك اذا كان الله تعالى قد قدر له الهداية فهي تنفي اه ذلك دفعا ورفعا بمعنى ان من قدر الله له الهداية فانه لا يمكن احدا ان يضله ادي واحد ثانيا ومن كان مهتديا بالفعل فانه لا احد يخرجه من الهداية الى الظلال ما دام الله قدر ذلك له العكس ومن يضلل فلا هادي له اي من قدر الله تبارك وتعالى ان يكون ضالا فلا هادي له قال الله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون كمل ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم اللهم اتنا فيمن هديت وهذه العبارة فلا هادي له هي التي جاءت بها السنة واما قول بعض الناس ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فهذا نعم جاء في القرآن لكنه لم يأتي بهذا في هذا الحديث واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد اعترافا باللسان واعتقادا بالجنان ولابد من الامرين بالشهادة الاعتقاد في الجنان والجنان هو القلب والاقرار باللسان فلو اقر بلسانه مع انكار قلبه لم تنفعه الشهادة كما في حال المنافقين ولو انه اعتقد في قلبه ولم ينطق بها لسانه دل هذا على ان اعتقاده فاسد والا لنطق بها اللسان فالاول منافق والثاني مستكبر اشهد ماذا قلنا فيها تقر باللسان واعتقد في الجنان ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا اله هذه نافية الجنس تحتاج الى اسلم وخبر فما هو اسمها اسمها اله خبرها محذوف التقدير لا اله حق الا الله ولا يصح ان يكون خبرها الله لان لا لا تعمل في المعارف قال ابن مالك رحمه الله عمل ان نجعل لل بنكرة فلا تعمل في المعارك وعليه فنقول لابد ان يكون الخبر محذوفا تقديره حق والله بدلوا منه والله علم على ذات الرب عز وجل لا يسمى به لا يسمى به غيره وحده لا شريك له التأكيد للنفي والاثبات فقوله وحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اشهد نقول فيها ما قلنا في الاولى وهي اعترافا بها في اللسان واعتقادا لها بالجماع ان محمدا هو محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي عليه الصلاة والسلام عبده المتعبد له وليس له من هذه الناحية حق في الربوبية ابدا قال الله تبارك وتعالى له امرا اياه قل لا اقول لكم عندي خزائن الله فارزقكم ولا عالم الغيب فاقيكم ما في الغيب ولا اقول لكم اني ملك قال انا بشر وكذلك قال الله تعالى امرا اياه قل اني لا املك لنفسي ايش قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجدم من دونه ملتحدا الا بلاغا الا بلاغا هذه تثنى منقطع يعني لكن ما اقوله بلاغا من الله ورسالاته ورسوله اي مرسله اذا هو عبد لا يعبد ورسول لا يكذب فيجب علينا ان نعتقد ان محمدا رسول الله عبد من عباد الله بل عبوديته هي اخص العبادة اخص انواع العبادة عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام وانظر الى قوله لما قيل له اه كيف تفعل هذا وكان يقوم حتى وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا افلا اكون عبدا شكورا عبده ورسوله صلى الله عليه طيب اه خالف في هذا طائفتان طائفة او غلت في الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى اوصلته الى حد الربوبية يستغيثون به ويدعونه ويعتقدون ان له تدبيرا في الكون والثانية بالعكس اه كذبت رسالته وقالت انه ساحر مجنون كذاب كاهن اما نحن فنقول انه عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين صلى الله عليه هذه جملة خبرية لكنها بمعنى ايش بمعنى الدعاء فانت اذا قلت صلى الله عليه فكانما تقول اللهم صلي عليه وصلاة الله عليه هي عند كثير من العلماء ثناؤه على الله على عبده في الملأ الاعلى يعني يرفع ذكره في الملأ الاعلى ويثني عليه وهي ايضا تتضمن رحمة خاصة لانها من الصلة ففيها رحمة اخص من الرحمة العامة عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ذكر ثلاثة الان والاصحاب والاتباع فاذا ذكرت الثلاثة وجب ان تفسر الال لانهم المؤمنون من قرابتهم مثل علي ابن ابي طالب حمزة بن عبد المطلب العباس ابن عبد المطلب بن عباس وامثاله واذا نعم واصحابه جمع صح وهم الذين اجتمعوا بالرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم مؤمنين به وماتوا على ذلك ولا يشترط على القول الصحيح لا يشترط طول الصحبة بل متى اجتمع به اقل اجتماع وهو مؤمن به فهو صاحي وهذه من خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لان غير النبي لا يسمى صاحب مصاحبه صاحبا الا مع طول الصحبة ومن تبعهم باحسان لم يقل من تبعهم فقط بل قيد من من تبعهم باحسان كما قيد الله ذلك في قوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان ولابد من هذا القيد لان كثيرا من الناس يقول انهم متبعون ولكن لم يحسنوا المتابعة اما زادوا واما نقصوا وسلم تسليما كثيرا سلم تسليما كثيرا ما في اكل لا وسلم تسليما اكد الفعل بمصدر سلمهم اي وقاهم من الاذى والظرر وعليه ففي الصلاة حسن مطلوب وفي السلام ايش دوال المكروه اذا ذكر الان وحده صار الان جميع الاتباع فاذا قيل اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فالمراد باله كل من اتبعه في دينه ولهذا نقول ان الرجل اذا قال اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فقد دعا لنفسه صح صحيح؟ كيف ذلك لانه من اتبع طيب اذا ذكر الان والاصحاب صار الان كل من اتبعه والاصحاب اخص فيكون من باب عطف الخاص هذا العام وبعد فان الايمان باسماء الله وصفاته احد اركان الايمان بالله تعالى احد اركان الايمان بالله لان اركان الايمان ستة الايمان بالله وملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره هذا الركن الذي هو الايمان بالله له ثلاث اشياء له ثلاث اركان وهي الايمان بوجود الله والايمان بربوبيته والايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته الايمان بوجوده على النقيض من الذين انكروا وجود الله وهل يوجد احد انكر نعم يوجد اناس يدعون ان الله سبحانه وتعالى لا وجود له وان هذه الطبيعة طبيعة تتفاعل وتتكون بنفس بنفسها وليس لها مدبر وهؤلاء لا شك في الحادهم وكفرهم ولا يمكن ان تستقيم عليه قدم انسان الثاني الايمان بربوبيته اي بانفراده بالربوبية فما هي الربوبية تشمل ثلاثة اشياء الخلق والملك والتدبير وعليه فالخالق ففي الرب هو الخالق ايش المالك المدبر لا احد يخلو سوى الله ولا احد يملك ملكا تاما عاما شاملا الا الله عز وجل ولا احد ايش يدبر تدبيرا كاملا لا معارض له ولا معقب لحكمه الا الله عز وجل اما اما نعم الثالث الايمان بالوهيته اي بانفراده بالالوهية لانك تقول لا اله الا الله فلا اله حق الا الله اما الاصنام التي تعبد من دون الله فهي وان سميت الهة فقد قال الله تعالى ان هي الا ايش؟ اسماء سميتموها وليست حقيقة اسمى بلا مسمى ان هي الا اسماء سمعتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان والثاني اه الرابع الايمان باسمائه وصفاته اي بانفراده بها فمن انكر اي اسم من اسماء الله فانه لم يحقق لمن يد الله ومن انكر اي صفة من صفاته فانه لم يحقق الايمان بالله