الرحمن الرحيم الثانية في نصوص القرآن والسنة اجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما اصل الصفات حيث لا مجال للرأي فيها وذلك السمع والعطف اما السمع فقوله تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وقوله انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهر بالانسان العربي الا ان يمنع منه دليل شرعي وقدم الله تعالى اليهود على تحريفهم وبين انهم بتحريف من ابعد الناس عن الايمان فقال اتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون. وقال تعالى ان الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا فلان المتكلم فلان المتكلم بهذه النصوص اعلم بمراده من غيره وقد خاطبنا باللسان العربي المبين ووجب على ظاهره والا لا اختلفت الاراء وتفرقت الامة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اه اما بعد فقد سبق القول لانه يجب علينا ان نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من اسماء الله وصفاته وبين الادلة على هذا والان نأخذ هذه القاعدة الثانية المهمة جدا الواجب في نصوص القرآن والسنة اجراؤها على ظاهرها جولة يعني الواجب يعني الواجب على الامة ولا سيما العلماء منهم اجراء نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها والظاهر من الكلام هو هو المتبادل منه عند الاطلاق هذا ظاهر الكلام هو المتبادر منه عند الاطلاق واعلم ان الكلام قد يكون نصا لا يحتمل التأويل وقد يكون ظاهرا يحتمل تأويلا مرجوحا وقد يكون محتملا للوجهين على السواء فهذه ثلاثة اقسام القسم الاول ما لا يحتمل التأويل بمعنى انه يكون نصا في الموضوع والنصية ليست لذات اللفظ ولكن للفظ ولما يحيط به من القرائن فقد تكون الكلمة نصا في كلام في سياق وتكون في سياق اخر ليست نصا حسب ايه حسب السياقة والقرائن وقد تكون وقد يكون الكلام محتملا لمعنيين احدهما ارجح فالواجب الاخ بالراجح وقد يكون محتملا لمعنيين بدون ترجيح فالواجب التوقف الواجب التوقف لانه ما في ترجيح والكلام محتمل ولا يجوز ان نحمل الكلام على احد محمليه دون دليل فيجب علينا ان نأخذ بظاهر الكلام في القسم الاول وهو النص وفي الثاني وهو الظاهر يجب عليه ولا يجوز العجول عن ذلك ولهذا ادلة سمعية وعقلية اما السمع فقوله تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المذنبين ذكر الله عز وجل ان هذا القرآن نزل به الروح الامين. الروح الامين هو جبريل ووصفه بالامانة لئلا يقول قائل لعله خان فاخفى شيئا او زاد شيئا او غير لان المقام مقام عظيم مقام ابلاغ كلام الرب عز وجل الى الى من؟ الى عباده فلا بد ان يكون المرسل به امينا لابد ان يكون امينا والا لحصل الشك والتردد فاثبت الله عز وجل امانة الواسطة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو جبريل انه امير ثم ذكر محل النزول هل هو على السمع فقط او على القلب الذي هو محل الوعي الجواب تاني على قلبك لان الانسان قد يرد على سمعه شيء شيء ثم لا يفقهه تماما لكن اذا كان ينزل على القلب الذي هو محل الوعي والحفظ والادراك صار هذا اقوى في ثبوته ثم بين العلة من من هذا الانزال يعني حكمة قال لتكون من المنذرين ولسنا بصدد بيان فوائد الاية لان المقصود الاستدلال بها على هذه القاعدة بلسان عربي مبين بلسان هذه متعلقة بنزل او متعلقة بقوله وانه لتنزيل تنزيل بلسان عربي اللسان يعني اللغة العربية التي ينطق بها العرب لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعث في العرب وقد قال الله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فكان القرآن بلسان عربي مبين هل مبين بمعنى بين او مبيد بمعنى مظهر او كلاهما الى لان ابانا تكون لازمة وتكون متعدية فيقال ابانا الصبح ايبان ويقال ابانا الخفية اي اوضحه واظهره فهو فهو بين في نفسه مبين لما يخفى بلسان عربي مبين موضح للشيء واذا كان نزل باللسان العربي فما الواجب اذا تلونا القرآن الكريم ان نحمل اياته على ما يدل عليه اللسان العربي اجيبوا جماعة نعم فان لم نفعل لقد حرفنا الكلمة عن مواضع وقال الله عز وجل انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقوله ان نعم وقوله بالظم عطفا على قوله اما السمع فقوله وقول انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون انزلناه قرآنا عربيا الظمير في انزلناه المفعول القرآن عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن ان ينسب الى غيره ولا يمكن ان يظهر به عما تدل عليه هذه اللغة العربية انزلناه قرآنا عربيا الضمير في انزلناه مفعول القرآن عربيا بحال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن ان ينسب الى غيره ولا يمكن ان يظهر به عما تدل عليه هذه اللغة العربية وكفى باللغة العربية فخرا ان ينسب القرآن الكريم اليها عربيا الايات الثانية انا جعلناهم قرآنا عربيا الهى في قوله انا جعلناه مفعول اول وقرآنا عربيا مفعول ثاني لان جعل هنا بمعنى صير اي سيرناه باللغة العربية ليش حكمة قال لعلكم تعقلون اي تعقلون معناه وتفهمون معناه على على اي شيء يحمل هذا المعنى على ما يقضيه اللسان العربي على ما يقتضيه اللسان العربي استدل الجهمية لقوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا على ان القرآن مخلوق ولكن هذا الاستدلال غير صحيح لان معنى صيدناه باللغة العربية اي جعلناه بهذا اللسان العربي وهو كلام ولا غير كلام كلام وكلام الخالق غير مخلوق فلا دليل فيه لما قال وقال نعم وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره في اللسان العربي الا ان يمنع منه دليل شرعي انت فهمت معلوم ما دام باللسان ما دام نزل باللسان العربي وجعله الله قرآن عربيا لنعقله اذا يجب ان نحمله على ما يقتضيه اللسان العربي حسب الظاهر الا ان يدل عليه يمنع منه دليلا شرعا. فان منع منه دليل شرعي وجب حمله على ما يدل عليه الدليل مثال ذلك الصلاة مثلا الصلاة في اللغة ضعف في الشرع عبادة ذات اقوال وافعال معلومة الزكاة في اللغة انما والزيادة وفي الشرع حق خاص باموال مخصوصة طيب وهكذا كالحج في اللغة القصد وفي الشرق قصد مكة لاداء المناسك وهلم جرا كما نقله الشرع عن معناه الاصلي في اللغة فانه حقيقة فيما نقله الشرع اليه ولهذا استثنينا فقلنا الا ان يمنع منه دليل شرعي وقد ذم الله تبارك وتعالى اليهود على تحريفهم وبين انهم بتحريفهم من ابعد الناس عن الايمان نسأل الله السلامة لان الانسان اذا بنى عقيدته على ما يقتضيه كتاب فانه يبعد ان ينتقل عن هذا بخلاف الجاهل الجاهل يسهل ان ان تنقله مما هو عليه الى ما تريده منه لكن الذي يبني عقيدته على كتاب مقدس عندك فانه يبعد عجيب ان يتحول وهم حرفوا التوراة تعريفا ظاهرا حتى حرفوا امر الله عز وجل حين امرهم اذا فتحوا البلاد ان يقولوا قطة ان يدخل الباب سجدا وان يقولوا حطة فماذا فعلوا قال المفسرون انهم دخلوا على استاههم يعني على اذنابهم وعلى وراء ايضا الا و عكس السجود السجود يسجد الانسان ويضع جبهته على الارض كما هو معروف لكن هم لا جعلوا يمشون على ورق وماذا قالوا في حطة قالوا حنطة هبطة يعني يحط عنا ذنوبنا لكنهم قوم يريدون الاكل قالوا حنطة تحرفوا حرف النص على اهوائهم ولهم تحذيرات كثير ايضا لما حضروا قال الله عز وجل مخاطبا هذه الامة افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون هؤلاء لا يبعد ان يهتدي ليش؟ لانهم يرون انهم على على صواب ومن كان كذلك بعد جدا ان يتحول عما كان عليه وقال الله تعالى من الذين هادوا يحرفون الكلمة عن مواضعه كلمة يحرفون تسجد على الطالب لان جاره مشغول ما لا يصح ان يكون متعلقا بها فيقال القرآن ابلغ ما يكون فصاحة فاذا كان الكلمة لو حذفت لاستغني عنها فانها تحذف في بعظ المواظع مثل هذا من الذين هادوا يحرف المبتلى محذوف والتقييم من الذين هادوا قوم يحرفون كلمة عن مواضعه ومثل هذا قوله تعالى ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا يمكن ان تجعل المرأة بالمبتدأ والتقدير ومن اهل المدينة قوم مرضوا عن النفاق فانتبه لهذه الفائدة يقول عز وجل يحرفون الكلمة عن مواضعهم والكلم يعني كلام الله عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا. نسأل الله العافية سمعنا وعصينا مجاهرة الكبرياء والرد والرفع واسمع غير مسلم يعني اسمع لا اسمعك الله فهو دعاء عليه افهمت اسمع غير مسمع ايش معنى غير مسلم لا اسمعك الله كما تقول اسمع اصم الله اذنيك وراعنا يقولون يا رسول الله ويقصدون الرعونة واسمع وانظرن المزمع نعم واسمع غير مسمع وراعي بين بالسنتهم وطعن في الدين ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين ان يقولوا راعنا حتى وان ارادوا بها معنى صحيحا لئلا يشبهوا اليهود في مقصدهم فقال يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعيا وقولوا انظرنا وبمناسبة سياق الاية هذه اود ان اذكركم ان الانسان اذا نهى الناس عن شيء وكان لابد لهم منه ان يذكر لهم بدله مما احل الله ليش لانه اذا سد الباب عليهم فلا بد ان يكسروه اذا لم اجد منفذا فاذا وجدوا منفذا لم يبقى لهم عذاب ولهذا قال لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ومن ذلك ايضا قول لوط لقومه اتأتون الذكران من العالمين وايش وتذرون ما خلق لكم ربكم من ازواجا فهو يدلهم على شيء محلل وينهاهم عن شيء محرم ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له الرجل ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قدموا له تمرا طيبا من اين هذا قالوا يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاع والصائم بالثلاثة قال هذا عين الربا ولكن بيعوا الرديء بالدراهم واشتروا بالدراهم طيبا هذا معنى الحديث المهم انتم ان شاء الله دعاة الى الله دعاة الرواة اذا شيء يحتاج الناس اليه فلا بد ان تذكروا لهم البديل الحلال لا تشدوا على الناس الطريق فانكم ان سلبتم الطريق ايه كسروا الباب تسور الجدار