يقول المثال الحادي عشر قوله تعالى في الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه الحديث على ظاهره ما فسرناه بغير ظاهره واوله من عادى لي وليا لقد اذنت بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. ولهذا ركعتان اه نعم رأى صلاة الفريضة الفجر ركعتان وسنتها ركعتان ايهما احب الى الله؟ الفريضة وهكذا جميع العبادات اذا كانت من جنس واحد ففرظها احب الى الله من نفي يقول ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل اي بالتطوع الذي ليس بواجب حتى احبه حتى هذه للغاية اي الى ان احبه واعلم ان حتى تكون للغاية وتكون ابتدائية تعليلية فقول الله تبارك وتعالى عن المنافقين لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا هذه ايش قائية ليش؟ ما يصلح للمعنى لانهم لا يريدون الا تنفقوا حتى انفضوا فاذا انفضوا فانفقوا عليه. لا يريدون التأليف يعني من اجل ان ينفضوا عن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتكون للغاية كثيرا مثل قوله لن نكره عليه عاكفينا حتى يرجع الى طيب يقول نعم ابتدائيا مثل قول الشاعر حتى ماء دجلة اشكل لان العبادة يكون مبتدأ الابتدائية هو الذي يكون بعدها مبتدأ طيب السمع حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعطينه ادعى هؤلاء المعطلة عدوانا وظلما ان ظاهر الحديث ان الله نفسه جل وعلا وحاشاه يكون سمع الانسان وبصره ويده ورجله اعوذ بالله هذه اجزاء من مخلوق فكيف يكون الخالق جزءا من الخلق هل هذا معقول لا ولذلك اسمعوا الرد عليه. والجواب ان هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع. الثامن والثلاثين من كتاب الرقاب وقد اخذ السلف اهل السنة والجماعة في ظاهر الحديث واجروه على حقيقته ولم يؤوله كما ادعى هؤلاء المعطلة. ولكن ما ظاهر الحديث هل يقال ان ظاهره ان الله تعالى يكون الولي وبصره ويده ورجله او يقال ان ظاهره ان الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون ادراكه وعمله لله وبالله وفي الله الاول والثاني الثاني لا شك قطعا والاول لا يمكن ان يرجع فاذا احب الله تعالى عبدا سدده سدده في اقواله التي تدرك بالسمع وفي افعاله التي تدرك للبشر. وكذلك ايضا في نسعه وبطشه. فيكون الله تعالى سامع هذا الانسان اي ان هذا قسم وفي بصره فيحجب سمعه عما يغضب الله. وبصره عما يغضب الله عز وجل. وكذلك مسعاه وبطشه يكون على وفق ما يحبه الله عز وجل واستمع يقول ولا غير ان القول الاول ليس ظاهر الكلام بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث فان في الحديث ما يمنعه من وجهين الاول ان الله تعالى قال وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. حج ومعلوم ان العبد دائم من الرب معنا معلوم ان الرب شيء والعبد شيء اخر. وقال ايضا ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. فاثبت عبدا ومعبودا ومتقربا ومتقربا اليه ومحبا ومحبوبا وسائلا ومسئولا ومعتيا ومعطاء ومستعيذا ومستعاذا به. ومعيذا ومعاذا. فسياق الحديث تدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الاخر وهذا يمنع ان يكون احدهما وصفا في الاخر او جزءا من اجزاءه وصفا في الاخر اذا قالوا انه سمعه وبصره او جزءا منه اذا قالوا انه يده ورجله واعتقد ان هذا ظاهر والحمد لله اليس كذلك عبد ورب وسائر ومسؤول واضح؟ وما ذكره من البقية وهذا يوجب ان هنا اثنين متبين كل واحد سوى الاخر. الوجه الثاني ان سمع الوليد وبصره ويده ورجله كلها اوصافه او اجزاء في مخلوق حادث بعد ان لم يكن نقول نعم او لا نعم طيب ولا يمكن لاي عاقل ان يفهم ان الخالق الاول الذي ليس قبله شيء يكون سمعا وبصرا ويدا ورجلا لمخلوق بل ان هذا معنى تشمئز منه النفس ان تتصوره ويحصو اللسان ان ينطق به ولو على سبيل الفرض وتقدير فكيف يسوغ ان يقال انه ظاهر الحديث القدسي وانه قد صرف عن هذا الظاهر سبحانك اللهم وبحمدك ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك والحمد لله هذا ايضا واضح فاجلابهم علينا واجنابهم علينا وصياحهم علينا في مثل هذه الامثلة تبين انه كله هوى وظلم وعدوان واذا تبين بطلان القول الاول وامتناعه تعين القول الثاني وهو ان الله تعالى يسدد هذا الولي بسمعه وبصره وعمله بحيث يكون ادراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله ورجله كله لله نعم حنا قلنا فيما سبق لله وايش؟ وبالله وفي الله فسرناها قال لله اخلاصا لا يريد بعمله الا الله عز وجل وبالله استعانة يعني يعبد الله بالله ولولا الله مات مكة من عبادته وفي الله شرعا واتباعه لان في الظرفية فيكون معنا في الله اي في شرع الله فيتم له بذلك كمال الاخلاص والاستعانة والمتابعة وهذا غاية التوفيق وهذا ما بين السلف وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ موافق لحقيقته متعين بسياقه وليس فيه تأويل ولا الكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة المهم انه ما من نص قرآني او سنة يكون ظاهره معنى باطلا ابدا لان الله تعالى وصف القرآن بانه نازل بالحق ووصف الرسول بانه ارسل بالحق ولا يمكن ان يكون في كلام الله او رسوله الذي يثبت عنه معنى باطل اطلاقا المثال الثاني عشر قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قوله صلى الله عليه وسلم فيما روي عن الله تعالى انه قال من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا. ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني يمشي اتيت هرولة وهذا حديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه وروى نحوه وروى نحوه من حديث ابي هريرة ايضا وكذلك روى البخاري البخاري نحوه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد الباب الباب الخامس عشر وهذا حديث من من النصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى وانه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى وهذا الحديث كغيره من نصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى هذه ترد عليكم كثيرا الافعال الاختيارية هل معناها ان الله يجبر على الافعال؟ لا مرادهم بالافعال الاختيارية التي تكون بارادة وهذا القسم من الصفات ينكرها اهل التعطيل يقولون انه لا ولا يجب ولا يأتي ولا يكره ولا يضحك ولا يغضب ولا يسخط ولا يعجب ليش؟ لانه من هذه الاشياء حادثة. والحادثة يقول الا لحادث ولم يعلموا ان ان هذه من كماله عز وجل وانه فعال لما يريد في كل وقت. نرجع الى الحديث آآ وانه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وقوله وجاء ربي الشاهد من هذه الاية قوله لا اجيب بعونك يا اخي وقوله وقوله وجاء ربك والملك صفا صفا وذلك يوم القيامة. جاء ربك اي هو نفسه عز وجل لكن كيف يجي؟ الله اعلم. الله اعلم. والملك اي الملائكة. فالمراد به الجنس. صفا صفا اي مؤمن صف من وراء الصف وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربه او يأتي بعض ايات ربك؟ وقوله الرحمن على العرش استوى وقوله صلى الله عليه وسلم ما ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يقعد ثلث الليل الاخر وقوله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقول الله الا الطيب الا اخذه الرحمن بيمينه الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على قيام الافعال به تبارك وتعالى فقوله في هذا الحديث تقربت منه واتيت هرولة من هذا الباب تبي ايش؟ الافعال الخيرية. والله تعالى يفعل ما يشاء. يتقرب ذراعا او شبرا او ما شاء. ويأتي ايضا كما يشاء هرولة او ببطء او ببطء كل هذا امره الى الله. والسلف اهل السنة والجماعة. يجرون هذه النصوص على ظاهرهم وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل وهذا الحمد لله قاعدة مقررة مستدل عليها بالكتاب والسنة والعقل ومرت عليك اليس كذلك طيب قال شيخ الاسلام رحمه الله في شرح حديث النزول صفحة ستة وستين واربع مئة جيم خمسة من مجموع الفتاوى قال واما دنوه نفسه وتقربه من بعد عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الافعال الاختيارية بنفسه ومجيئه قيام الفارق نعم من يثبت قيام الافعال الاعتزالية لنفسه. ومجيئه يوم القيامة ونزوله ما فيها صبر عندكم ها فهذا يثبته من يثبت قيام الافعال الاختيارية عندكم بنفسه؟ بنفسه فالظاهر ان فيها صدق والله اعلم يراجع الفتاوى لان قوله قياما لافعال القيام بنفسه ومجيئه. من ينتدب لهذا؟ نعم. الافضل