نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. الحديث التاسع عن ابي نجيح العرباض ابن سارية السلمي رضي الله عنه انه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم اقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة نرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله كأن هذه كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد الينا؟ فقال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عبد حبشي. فانه يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين. تمسكوا بها عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة رواه ابو داود سليمان ابن الاشعري السجستاني في السنن وابو عيسى الترمذي وابو عبدالله محمد بن يزيد الربيعي المعروف المعروف ما جاء في السنن واللفظ لابي داوود وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا هو الحديث التاسع من الاحاديث العشرة من جوامع الكلم النبوي. وقد رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجه في سننه فمثله يقال فيه رواه اصحاب السنن سوى النسائي. او يقال رواه الاربعة سوى النسائي ويعرف حينئذ المراد بالاربعة. انهم ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة في سننهم والحديث المذكور حديث صحيح قال فيه الترمذي حسن صحيح وقال ابو نعيم الاصبهاني هو من اصح حديث الشاميين. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فيه لوامع الاولى الانتفاع بالمواعظ وابلغها موعظة مودع الثانية الوصية بتقوى الله. الثالثة الوصية بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. وان كان عبدا حبشيا. الرابعة كثرة الاختلاف بعده صلى الله عليه وسلم. الخامسة ان المخرج من فتنة الاختلاف هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ومجانبة محدثات الامور. السادسة ذم المحدثات الدين ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة ست لوامع مستفادة من الحديث فاللامعة الانتفاع بالمواعظ وابلغها موعظة مودع. والمواعظ جمع موعظة وهي الامر والنهي المقترن بالترغيب والترهيب. وهي الامر والنهي المقترن بالترغيب والترهيب. ذكره ابن تيمية الحفيد وابن القيم وابن ابي العز في شرح الطحاوية وابلغها موعظة مودع. اي مفارق لمن يوصيه. فكأنه يوصيه وصية من لا من لم يلقاه بعدها. واللامعة الثانية الوصية بتقوى الله والوصية اسم لما عظم شرعا او عرفا. والوصية اسم لما عظم شرعا او عرفا ومن جملته تقوى الله والتقوى شرعا اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. واعظمها فتقوى الله والذي يخشاه العبد من ربه امران احدهما فويت الكمالات والاخر لحوق النقائص والافات. فالعبد يخشى من الله ان يعاقبه الكمالات عليه فلا يحظى بها. ويخشى منه ايضا ان يلبسه ثوب النقائص والافات والمراد بامتثال خطاب الشرع اتباعه. وهو نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري وامتثاله بالتصديق خطاب الشرع الخبر وامتثاله بالتصديق. والاخر خطاب شرع الطلب وامتثاله بالفعل والترك. وامتثاله بالفعل والترك. قل لا الثالثة الوصية بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان عبدا حبشيا. وتقدم ان الوصية اسم لما عظم شرعا او عرفا. ومن جملة ذلك السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان عبدا حبشية والسمع هو القبول والطاعة هي الامتثال والمراد بالمتولي امرنا اي من صار متأمرا فينا بالحكم والسلطنة فاوصى النبي صلى الله عليه وسلم بان نسمع ونطيع لمن ولي علينا الحكم والسلطنة وان كان الحبشيا يأنف الاحرار حال الاختيار الانقياد له واللامعة الرابعة كثرة الاختلاف بعده صلى الله عليه وسلم بما يقع بين الناس من الافتراق في الدين المورث حصول الفرقة بينهم فان مبدأ الاختلاف التفرق في الدين ونهايته نشوء الفرق. فوقع الامر كما اخبر صلى الله عليه وسلم بوقوع الاختلاف. وتفرق الناس في دينهم. مما جعلهم فرقا متباينين يتنازعون بينهم دينهم واللامعة الخامسة ان المخرج من فتنة الاختلاف هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء المهديين الراشدين مجانبة محدثات الامور. فالمخرج من فتنة الاختلاف المخبر عنها يكون امرين احدهما اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والخلفاء جمع خليفة وهو اسم لمن يتولى الحكم والسلطنة. سموا خلفاء لان بعضهم يخلف بعضا ولا يختص هذا الاسم بمن يتولى حكم المسلمين كلهم بل هو واسم لكل حاكم. فالحاكم والسلطان والخليفة والامير والرئيس كلها اسماء لمسمى واحد وهو المتولي الحكم والسلطنة والمهدي الراشد منهم هو الجامع العلم والعمل فوصف الرشد متعلقه العلم. ووصف الهداية متعلقه العمل واللامعة الخامسة ذم المحدثات في الدين. وهي البدع لان محدثة الدين تسمى بدعة كما تقدم. نعم