نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. الحديث العاشر عن ابي صفوان عبد الله بن بشر المزني رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني بشيء اتشبث به. قال لا يزال لسانك لك رطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وابن ماجة للترمذي. وقال حسن غريب من هذا الوجه فهو حديث صحيح ذكر المصنف وفقه الله الحديث العاشر من الاحاديث العشرة من جوامع الكلم النبوي. وقد رواه الترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي وهو حديث صحيح. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فيه لوامع الاولى كثرة شرائع الاسلام الثانية الحض على ما يتمسك العبد منها الثالثة فضل ذكر الله. ذكر المصنف وفقه الله ثلاث لوامع من الحديث فاللامعة الاولى كثرة شرائع الاسلام. اي اعماله وتكفير شرائعه فيها منفعتان عظيمتان. احداهما التوسعة على الخلق التوسعة على الخلق. فمن عجز عن عمل قدر على غيره. والاخرى تعظيم اجورهم. بكثرة ابواب الخير. تعظيم اجورهم بكثرة ابواب الخير ومن حسان التراجم في رياض الصالحين قوله باب كثرة ابواب الخير واللامعة الثانية الحض على ما يتمسك به العبد منها اي من شرائع الاسلام والحظ هو الحث بقوة والمحثوث على لزومه بقوة هو ادامة ذكر الله سبحانه وتعالى فلا يفقده العبد من لسانه. فيكون اللسان رطبا به لدوام جريان به فان وصف الرطوبة للسان يكون تارة من استدامة الريق وتارة من استدامة الشرب. فيسمى لسانا رطبا. فذكر رطوبته هنا مع الذكر يدل على ان المطلوب من العبد ان يكون لسانه ملازما ذكر الله سبحانه وتعالى لا ينفك عنه. فيكون حينئذ ذاكرا الله سبحانه وتعالى واللامعة الثالثة فضل ذكر الله. اي بيان ما فيه من الزيادة الحسن وذكر الله شرعا اعظام الله وحضوره في القلب واللسان او احدهما اعظام الله وحضوره في القلب واللسان او احد فمتى وجد هذا المعنى سميت تلك الحال ذكرا فالذكر تارة يكون بالقلب فقط ويكون تارة باللسان فقط. ويكون تارة بهما معا. وهذه الحال ثالثة هي الحقيقة برتبة رطوبة اللسان بذكر الله. فان اللسان لا يجري بذكر الله متتابعا دون انقطاع الا مع حضور القلب فيجتمع القلب القلب واللسان على ذكر الله فتتحقق رطوبة اللسان به. وهذا المعنى الذي ذكرناه من معنى ذكر الله يفيد عدم انحصاره في التسبيح والتحميد والتهليل بل كل مقام يشهد فيه هذا المعنى فهو من ذكر الله قال عطاء بن ابي رباح رحمه الله مجلس يتعلم فيه العبد الحليم والحرام من ذكر الله. وجعل مجلس العلم من ذكر الله لوجود معنى الذكر وهو حضور الله واعظامه في القلب واللسان او احدهما. فتلك الحال تحيط مجلس العلم تجعله ذكرا لله. والحاضرون فيه كلهم ذاكرون الله مقالا او حالا. فالمتكلم منهم به ذاكر بالمقال المنصت اليه ذاكر بالحال. وهو اعظم مجالس ذكر الله. فاعلى المجالس التي يذكر فيها الله هي المجالس التي يتعلم فيها العلم. واذا كانت في في زمن او مكان يفقد فيه العلم كانت اعظم واعظم. فان العبادة يقترن بها من معاني التفظيل ما يجعلها فوق غيرها بالنظر الى زمان او مكان او حال وهذا يعظم الرغبة في مجالس العلم. فكل فضيلة في ذكر الله تتحقق في مجالس تعليم العلم. وتحققها لاهله واعلى مراتب تحقق ذكر الله عز وجل. فانها كانت مجالس محمد صلى الله عليه وسلم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل مجالسنا عامرة بذكره. وان يكثر لنا النصيب الاوفر من التعلم والتعليم والتفهم والتفهيم. نعم