معاني سورة الضحى بسم الله الرحمن الرحيم. والضحى والليل اذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى. وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى. وجدك عائلا فاغنى. فاما اليتيم فلا تقهر مسائل فلا تنهر. واما بنعمة ربك فحدث قوله والضحى اسم ضوء الشمس اذا اشرق وارتفع والمراد به هنا النهار كله. قول المصنف والمراد به هنا النهار كله فيه اشارة الى وقوعه على غير هذا المعنى في موضع اخر من القرآن فان الضحى في القرآن يجيء على معنيين احدهما معنى عام وهو النهار كله معنى عام وهو النهار كله وعلامته مقابلته بالليل ومنه قوله تعالى واغطش ليلها واخرج ضحاها وقوله والضحى والليل اذا سجى فالضحى في الايتين مقابل بالليل. فيكون اسما للنهار كله والاخر معنى خاص وهو اول النهار معنى خاص وهو اول النهار وعلامته مقابلته بالعشية اخر النهار وعلامته مقابلته بالعشية اخر النهار ومنه قوله تعالى كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او طه نعم السلام عليك. قوله سجى سكن بالخلق وثبت ظلامه. قول المصنف وثبت ظلامه اي تمكن واستحكم فالتسجية هي التغطية المتمكنة ولا تكون وصفا لليل الا اذا سكن وقوي ظلامه ومبتدأ الليل يسمى ايش تغشية ومنه قوله تعالى والليل اذا يغشى فالغشاء اثم للغطاء ايش الخفيف فالغشاء اسم للغطاء الخفيف اي الرقيق الذي يشف عما وراءه فيبتدأ الليل بتغشية الدنيا شيئا فشيئا غطاء خفيفا فاذا تمادى واستحكم سمي هذا تسجية وهي المذكورة في قوله تعالى والليل اذا سجى نعم سلام عليكم. قوله ما ودعك ما تركك قوله وما قلى وما ابغضك ذكر المصنف وفقه الله ان القلة في الاية معناه البغض فقوله تعالى وما قلى اي وما ابغض والمراد البغض المنفي هنا نفي بغض الله رسوله صلى الله عليه وسلم الا ان الله لم يضفه الى نفسه فقال ما ودعك مضيفا ذلك الى نفسه المقدسة سبحانه ولم يقل وما قلاك بل قال وما قلى ففرق بينهما وسياق الكلام ان المعنى كذلك فقوله ما ودعك ربك وما قلى اي وما قلا من الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يقل الله ما ودعك ربك وما قلاك بل قال ما ودعك ربك وما قلى فلماذا وقع الكلام هكذا والداعي الى ذلك تبعيد وقوع بغضه سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم تبعيد وقوع بغضه سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم فلمحو ذلك من النفوس وتبعيده اشد البعد قال الله ما ودعك ربك وما قلى. وما يقع في كلامي متأخر المفسرين في مثل هذا الموضع من قولهم بانه وقع رعاية للفاصلة اي ليقع التشابه بين اواخر الاية بالالف المقصورة في قوله والضحى وقوله سجى وقوله قلا انما يصلح مثله في كلام المخلوق الذي يتكلفه. واما كلام ربنا سبحانه فكماله فوق هذا فلا يصح اطلاق القول بانه وقع رعاية للفاصلة. اي طلبا للفصيح من الكلام في موافقة فواصل الاي بعضها بعضا ليتحقق السجع. فان هذا مطلوب المخلوق الناقص في كلامه وبيانه واما الله عز وجل الذي له اكمل الوصف في كلامه وبيانه فغير مفتقد اليه. نعم قوله وللاخرة خير لك من الاولى ولا الدار الاخرة خير لك من دار الدنيا قوله ولا الدار الاخرة خير لك من دار الدنيا هذه الخيرية هي من باب افعل التفضيل فقوله وللاخرة خير لك اي اخير لك والمراد بافعل التفضيل هنا اي هي اعظم خيرا لك من دار الدنيا وقولهم خير وشر هما من باب افعل التفضيل فاصلهما اخير واشر فاذا قلت فلان خير الناس اي اخيرهم واذا قلت فلان شر الناس اي اشرهم لكن العرب لكثرة استعمالهم هاتين الكلمتين في التفضيل سهلوهما باسقاط الالف والى ذلك اشار ابن مالك في الكافية الشافية بقوله وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشر وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشر نعم قوله فاوى فضمك الى من يكفلك وجعل لك مأوى تأوي اليه قوله ضال لا تدري ما الكتاب ولا الايمان. ذكر المصنف وفقه الله ان الضلال الذي جعل وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم معناه لا تدري ما الكتاب ولا الايمان اخذا من قوله سبحانه ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان اي كنت غافلا عما يراد بك من انزال الكتاب عليك وامرك بدين الاسلام المشتمل على الايمان. ومتابعة خبر القرآن في ما يتعلق بالجناب النبوي اكمل واتقى من ان يتجرأ العبد على تفنين الكلام في اشياء من الضلال تفسيرا لهذه الاية. والكلام عن الجناب النبوي والمقام المحمدي يسلك فيه الادب ومن الادب الاقتصار على خطاب الشرع فيما تعلق به صلى الله عليه وسلم وعدم جعله مادة للانشاء بان يبتدأ العبد ما شاء من الكلام عما يتعلق به صلى الله عليه وسلم فقوله تعالى ووجدك ضالا فهدى لا ينبغي ان يوصل المتكلم لسانه بالقول في بيان الضلال المذكور بغير ما جاء في القرآن الكريم. في قوله ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان من فهذا هو الامر الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم غافلا عنه فهداه الله عز وجل اليه. نعم قوله فهدى فدلك وارشدك الهداية المذكورة هنا وقعت خبرا اما الهداية المذكورة في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم فوقعت ايش طلبا فوقعت طلبا فقولك اهدنا الصراط المستقيم تسأل الله عز وجل ان يهديك الصراط المستقيم وقوله تعالى ووجدك ضالا فهدى اي وجدك غافلا عما يراد بك فدلك وارشدك اليه والهداية المنعم بها نوعان احدهما هداية بيان وارشاد هداية بيان وارشاد والاخر هداية توفيق وسداد هداية توفيق وسداد نعم قوله عائلة فقيرة قوله فلا تقهر فلا تغلبهم مسيئا معاملته قوله فلا تنهر فلا تزجر