معاني سورة الزلزلة ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قوله اذا زلزلت الارض زلزالها رجت رجا شديدا. قوله رجت رجا شديدا الرج هو التحريك والهزل الرج هو التحريك والهز والزلزلة التي تقع في الارض نوعان والزلزلة التي تقع في الارض نوعان الاول زلزلة في جهة من جهاتها زلزلة في جهة من جهاتها والثاني زلزلة في جبهاتها زلزلة في جميع جهاتها فالنوع الاول هو كل زلزلة قبل يوم القيامة فالنوع الاول هو كل زلزلة قبل يوم القيامة والنوع الثاني لا يقع الا مرة واحدة تقدمة ليوم القيامة والنوع الثاني لا يقع الا مرة واحدة تقدمة ليوم القيامة فالزلازل التي تكون في الحياة الدنيا لا يجيء شيء منها عاما فالزلازل التي تكون في الحياة الدنيا لا يكون شيء منها عاما بل يقع في جهة دون اخرى. واما الزلزلة الكبرى التي لتكونوا يوم القيامة فتعم الارض جميعا وجعلت الزلازل التي تكون قبل يوم القيامة في بعض جهات الارض تنبيها على الزلزال الاعظم وجعلت الزلازل التي تكون في الارض قبل يوم القيامة تنبيها على الزلزال الاعظم قبل يوم القيامة بالتذكير والوعظ والارشاد فايها الممسوسون بالزلزلة هنا او هناك اعلموا انكم تقدمون على زلزلة اعظم هي زلزلة يوم فينبغي ان تتعظوا وتعتبروا نعم السلام عليكم قوله اثقالها ما تثقل به مما في بطنها. ذكر المصنف وفقه الله في تفسير قوله تعالى اثقالها ما تثقل به اي ما يكون ثقلا فيها. مما في بطنها اي في جوف الارظ ولم يفسره بقوله ما تثقل في به من الموتى لان ما تثقل به الارض لا يختص بالموتى بل كل ما في الارض هو مما يعد من اثقالها فمثلا مما في باطنها الكنوز على اختلاف انواعها من ذهب او فضة او نفط او غاز او غير ذلك باعتبار اختلاف الاعصار والاحوال. نعم قوله يومئذ يقبلون الى الموقف والحساب قوله اشتات اصناف متفرقين قوله ذرة هي النملة الصغيرة ذكر المصنف ووفقه الله ان الذرة هنا هي النملة الصغيرة فقوله فمن يعمل مثقال ذرة اي مثقال نملة صغيرة من خير فانه يراه ومن يعمل مثقال تلك النملة الصغيرة من شر فانه يراه ولم يفسره بان يقول الذرة هي الوحدة المعروفة التي تتكون منها المادة فان المادة في عرف المتأخرين من اهل المعارف الدنيوية هي وحدة للمادة فعند هؤلاء يكون قوله فمن يعمل مثقال ذرة اي مثقال تلك الوحدة من المادة من خير او شر فانه يراه ايهما الصحيح تفسيره بهذا الذي ذكروه؟ او بقولنا النملة الصغيرة نعم لماذا لان هذا اخص لا هم يقولون هذه النملة مكونة من وحدات من الذرات كيف تكون اخص لان القرآن عربي والذرة في كلام العرب هي النملة الصغيرة. ولا تعرف العرب الذرة بمعنى الوحدة الدقيقة المكونة للمادة. وانما هذا اصطلاح حادث ومن قواعد تفسير القرآن خاصة والخطاب الشرعي عامة انه لا يفسر صلاح الحادث انه لا يفسر بالمصطلح الحادث لان كلام الشرع اعلى واعظم واسبقوا من هذه الاصطلاحات الحادثة فمثلا قوله تعالى فلما رأى كوكبا هل يصح ان نقول الكوكب هو جسم فلكي معتم غير مضيء ام لا يصح لا يصح لماذا لان هذا اصطلاح حادث ومن الخطأ الواقع كثيرا تفسير خطاب الشرع ولا سيما القرآن بالمصطلحات الحادثة فان القرآن عربي ولا يفسر الا بما تعرفه العرب في لسانها. وما تعرفه العرب في لسانها هو اعظم مما يدعيه المتأخرون في معارفهم. فمثلا قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق. معناه في كلام العرب لتركبن متحولين من حال الى حال فتنقلون بين حال الى حال فمن حال الصحة الى حال المرض ومن حال القوة الى حال الضعف ومن حال القدرة الى حال العجز ومن حال السرور الى حال الحزن وكذا مقابلها فمن حال الحزن الى السرور ومن الضعف الى القوة ومن المرض الى الصحة ومن العجز الى واما المتأخرون فيزعم زاعمهم ان معنى قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق ان المراد بها خلاف طبقات الجو وان الجو واقع على طبقات مختلفة. فاذا خرج من طبقة جوية انتقل الى اخرى واذا خرج من طبقة جوية خرج الى ما بعدها. فان هذا المعنى ليس اعظم في قلوب العارفين بمعاني كلام العرب عامة وبالقرآن خاصة من هذا المعنى. فالمعنى الذي يذكرونه وهو بعظ ذلك المعنى والمعنى الذي نجده فيما ذكرته العرب اشد تأثيرا في النفوس فانت الان في حال فرح وكنت قبل مدة في حال حزن وتخوف ان يفوتك الحج. فنقلك الله من حال الحزن الى حال الفرح والسرور وكنت يوما ما تشكو من علة ومرض فاخرجها الله من بدنك وسلها منك كأن لم يمسك شيء وكنت قبل عاجزا عن اكل الطعام لا تستطيع الا شرب الحليب. فنقلك الله من ذلك وهيأ لك من اسباب القوة في بدنك باطنا وظاهرا اييسر لك اكل انواع مختلفة من الطعام فهذا اشد عجبا واعظم تأثيرا واصدق خبرا واكمل يقينا مما يذكره هؤلاء مشدوهين من هذه المعارف المتأخرة لكن الشأن في معرفة معاني كلام عربي والانتفاع بذلك في تفسير كلام الله وشهوده بالقلوب. فلما صار هؤلاء اخذون بالعلوم الظاهرة اغتروا بها وظنوا ان فيها من المعارف والعلو ما ليس في المعارف الموجودة في كلام ربنا سبحانه وتعالى مما تعرفه العرب في بلسانها نعم