بسم الله الرحمن الرحيم. قال نصنف رحمه الله تعالى سؤال ما الدليل على تفاضل اهل الايمان في جواب قال الله تعالى والسابقون السابقون اولئك المقربون. الى قول واصحاب اليمين ما اصحاب يمين. وقال تعالى فاما ان كان من المقربين روحه وريحانه وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من من اصحاب اليمين. وقال تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد. ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. الايات وفي حديث الشفاعة ان الله يخرج من النار ان كان في قلبه وزن دينار من ايمان. ثم من كان في قلبه نصف دينار من ايمان. وفي رواية من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة. ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن قره ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذره. لما قرر المصنف رحمه الله الا فيما سلف ان الايمان يزيد وينقص اتبعه بسؤال متعلق فيه وهو السؤال عن حال اهله فيه هل هم متفاضلون ام لا؟ ثم اجاب رحمه الله تعالى عن ذلك بما اليه وانما اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا السؤال لان من المتكلمين في الاعتقاد من القائلين بزيادة والنقص من يقول ان اهله في اصله سواء وانما التفاضل بالاعمال التي يثابون عليها. فاراد ان يبين ان اهل الايمان متفاضلون فيه اصلا وفصل بحسب ما يكون في قلوبهم وما يترتب من الجزاء على اعمالهم. واشار الى هذا المعنى بقوله في سلم الوصول واهله فيه على تفاضل هل انت كالاملاك او كالرسل؟ وورد المصنف رحمه الله تعالى ما يدل على وجود التفاضل بين اهل الايمان واختلاف رتبهم. فاورد الايات من سورة الواقعة وفيها ذكر السابقين واصحاب اليمين. وقد دل على تفاضلهم تفاضلهم في الجزاء فانه لما كان لهؤلاء حظ من التقريب والروح والريحان ولاولئك غيره على انهم متفاضلون فيما استحقوا عليه الجزاء وهو ما كانوا عليه من ايمان ثم اتبعه بقوله لله تعالى فمنهم ظالم لنفسه. ولو ابتدأها المصنف بقول الله تعالى فيها. ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. فهذه الاية اصل في قسمة المؤمنين لان الله سبحانه وتعالى نسبهم اليه على وجه الاصطفاء. فقال الذين اصطفينا من عبادنا وبهذه الاية تبطل قول من قال من المفسرين في غير هذا الموضع ان الظالم لنفسه هو الكافر فان الظلم وان كان عشما ووصفا لكافر لكنه يقع ايضا اسما ووصفا للمؤمن كما في هذه الاية فان الله عز وجل اخبر عن ان الذين اورثوا الكتاب بالايمان به هم من اصطفاهم الله عز وجل من عباده وجعلهم على مراتب ثلاث فالمرتبة الاولى مرتبة السابق بالخيرات وهو من وفى فعل الواجبات وترك المحرمات وزاد عليها التقرب بالنوافل وترك المكروهات. ودونها المرتبة الثانية وهي مرتبة المقتصد وهو الذي وفى بما عليه من الواجبات وترك ما منع منه من المحرمات. ودونهما المرتبة الثالثة وهي مرتبة الظالم لنفسه وهم من خلط عملا صالحا باخر سيئا فهو موفوا بقدر من الفرائض واضاعوا قدرا وامتنعوا من قدر من المحرمات ووقعوا في قدر وقد بينا ما يناسب هذا المعنى على وجه الوفاء في التقرير على كتاب اهم المهمات للعلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى. وهذه الاية دالة على تفاوت اهل الايمان فيه. ثم ذكر المصنف الاحاديث الواردة في الشفاعة لمن يخرج من النار ويدخل الجنة وان الناس يتفاوت ما في قلوبهم فمنهم من في قلبه من الخير ما شعيرة ومنهم ما يزن برة ومنهم ما يزن درة يعني نملة ومنهم من في قلبه وزن دينار ومنهم من في قلبه نصف دينار ارن من ايمان وهذا دال على تفاضل اهل الايمان فيه. وهذان السؤالان وهما السؤال المتعلق بزيادة الايمان ونقصه وما لحقه من بيان تفاضل اهل الايمان فيه يوجب العلم بهما ان طالب العلم ان يكون في اعلى هذه المراتب. وان يتمثل السبيل المفضية به الى زيادة ايمانه. فان الايمان يزيد وينقص والمرء يقبل على ربه ويدبر. فلابد من ملاحظة قلبك ومراقبة وسكناتك لتطمئن على زيادة ايمانك. فان نقصان حظك من الايمان الكامل اشد في سوء عاقبته من نقصان حظك من دنياك. وقد يغتم المرء ويهتم. اذا فاته شيء من حظه من الدنيا. فانقص عليه بدل او حرم من زيادة يستحقها. وهو يتلطخ في يومه ونهاره قاذورات من من الخطايا تنقص ايمانه ثم يمر عليها لا يأبه بها. والمؤمن ينبغي له ان يكون ناظرا الى خطيئته جاعلا لها بين عينيه يستحث بها مركب روحه للازدياد من الخير. وان ينسى حسناته فان العبد ربما دخل الجنة بسيئة وربما دخل النار بحسنة. كما قال سعيد بن جبير وغيره كم من امرئ دخل النار بحسنة وكم من امرئ دخل الجنة بسيئة؟ قال ابو عباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في تفسير كلام السلف الوارد في هذا ذلك ان فاعل الحسنة فعلها فبقيت بين عينيه يمن بها على ربه ويستعلي على خلق الله عز وجل. فزخت في قفاه الى جهنم. ومواقع السيئة بقي يلاحظها يخاف ان يؤاخذه الله سبحانه وتعالى بها فرحمه الله سبحانه وتعالى وادخله الجنة ودراسة العقائد لا يراد بها مجرد المعلومات ولكن يراد بها الوصول الى الحقائق الايمانية التي تستحث خطانا وتصحح خطانا وتقربنا الى ربنا وتحملنا على في تكميل عبوديتنا فان العلم ان لم يقربنا الى الله فلا منفعة منه. واذا كان حظنا منه الجاه الرئاسة والمنصب والمال فهو وبال وشر. وانما يمدح العلم بقدر ما ينفع ويرفع عند الله سبحانه وتعالى واعظم ما يقربك الى الله سبحانه وتعالى علم الحقائق الايمانية المعروف باسم الاعتقاد عند المتأخرين لكن لما انا درسه مقتصرا على بيان المعلومات دون ملاحظة ما وراء ذلك من الحقائق الايمانية صار المتكلم يتكلم في نقصان الايمان وزيادته وتفاضل اهله ولا يحدث ذلك في قلبه تغيرا. ويعرض لعذاب القبر ونعيمه فلا يحرك فيه ساكنة ويتكلم عن الجنة والنار فلا يغير من احواله حالا. وكل ذلك من الوقوف على صورة العلم دون حقيقته ما ذكر ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله سبحانه وتعالى. فينبغي ان يكون من مقصد طالب العلم في دراسة العقائد ان توقفه او على الحقائق الايمانية التي تقربه الى المعارف الربانية فتسمو بها نفسه وتقرب الى ربه سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليك. سؤال ما الدليل على ان الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق؟ جواب قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس امركم بالايمان بالله وحده قال اتدرون ما الايمان وحده قال الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا من المغنم الخمس. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان وهو ما الدليل على ان الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق فانه قد يطلق الايمان ويراد به الدين كله كما تقدم. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى الدليل على ذلك من السنة وهو حديث وفد عبد القيس في الصحيحين من رواية عبد الله ابن عباس وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امركم بالايمان لله وحده ثم قال لهم اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ ثم فسره صلى الله عليه وسلم بما يشمل امرين احدهما الاعتقادات الباطنة والثاني الاعمال الظاهرة والدين مرده الى هذين الامرين فقوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يرجع الى الاعتقادات الباطنة. وقوله واقام الصلاة وايتاء او الزكاة وان تؤدوا من المغنم يعني من غنيمة الغزو الخمس يرجع الى الاعمال الظاهرة فهذا دليل على ان الايمان يطلق ويراد به الدين كله. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما الدليل على تعريف الايمان اركان الستة عند التفصيل. جواب قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له جبريل عليه السلام اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن قدر خيره وشره. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان وهو ما الدليل على تعريف الايمان الستة عند التفصيل اي لا عند الاطلاق فعند الاطلاق يفسر بانه الدين كله واما عند تفصيل فانه يفسر بالاعتقادات الباطنة. وهذا معنى قول المصنف عند التفصيل اي على ارادة خاص للمعنى العام. واورد في ذلك حديث جبريل وفيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وانما عدل المصنف رحمه الله تعالى عن ذكر دليل من قال لانه لم يأتي في القرآن قط قرن الاركان الستة جميعا. وانما جاء فيها خمسة دون ذكر القدر. فالقدر انما جاء مفردا في القرآن الكريم وافراده لتعظيمه كما تقدم بيانه فذكر دليل السنة على ذلك وهذا التعريف الذي ذكره المصنف لا يراد به ما تواطأ عليه المنطقيون في صناعة المعرفات فان صناعة المنطق والفلسفة لها قوانين تتعلق بالمعرف كما اشار الى ذلك الاخضري في السلم المنورق قوله معرف الى ثلاثة قسم حد ورسم ولفظي علم. وهو لا يريد هذا المعنى. وانما يريد التصور العام والخبر العام عن الحقيقة التي تتعلق بالايمان فذكر ان حديث جبريل مخبر عن ذلك بذكره هذه الاركان نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما دليلها من الكتاب جملة؟ جواب قال الله تعالى ليس البر انت تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الملائكة والكتاب والنبيين. وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وسنذكر ان شاء الله دليل كل على انفراده. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الدليل على هذه الاركان من الكتاب وانما اخره لما وقع في القرآن من الانفصال بين ذكر القدر وبقية الاركان فقدم الحديث لكمال جمعه والاصل في ترتيب الادلة ان يقدم الدليل القرآني ثم يتبعه الدليل من الحديث النبوي. فاذا عدل اهل العلم عن ذلك فاعلم انه لمعنى كما اتفق في ايضاح رسالة شروط الصلاة واركانها وواجباتها امام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فانه قدم ذكر الحديث الدال على شرط دخول الوقت ثم قال ودليل الاوقات قوله تعالى اقم الصلاة الاية فاخر الاية لان الحديث اوفى منها في الدلالة على المعنى المراد ومن هذا الموضع فان المصنف رحمه الله تعالى قدم الدليل من السنة لانه اتموا في بيان المراد واخر دليل تاب لان اركان الايمان الستة لم تأتي في القرآن مقترنة جميعا وانما جاء فيه خمسة اركان كما في هذه الاية سورة البقرة وجاء القدر مفردا وافراده دليل على تعظيمه. وقد ذهب بعض المتكلمين في العقائد الى ان القدر وقع مفردا لانه يرجع الى الايمان بالله. وهذا غلط لان كل ركن من اركان الايمان سوى الايمان بالله يمكن ردها الى الايمان بالله فاننا لم نؤمن بالملائكة ولا بالكتاب ولا بالرسل ولا بقدر الا تبعا لايماننا بالله لكن ليس هذا هو المراد فكل ركن من هذه الاركان مراد لذاته وليس تابعا. فلو ان انسانا امن بجميع الاركان وكفر بالقدر فانه كافر وليس بمؤمن. وانما افرد القدر تعظيما له. فان العرب لم تكن تعرف هذا التقدير السابق الازلي. ولذلك كانوا ينسبون ما يقع بهم الى تصرف بعضهم من الخلق او تصرف غيب لا يعلمونه لكنهم لا يعقلون هذا المعنى وهو ان الله سبحانه وتعالى قدر قدرا سابقا فهم في مشيئة الله سبحانه وتعالى في تقديره واختلف هذا ايضا الاشارة الى ما سيقع من الفتنة به. فان اول فتنة اخلت بحقيقة الايمان هي فتنة القدر عند البصريين كمعبد الجهني واتباعه. فدل هذا الافراد من التعظيم على الانباء بالفتنة العظيمة التي وقعت في صدر الاسلام. فان تلك الفتنة في حقيقة الايمان مما يتعلق اركانه وقعت بالقدر قبل غيره. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما معنى الايمان بالله عز وجل جواب هو التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق ضده ولم يعقب به وهو الاول فليس قبله شيء وهو الاخر فليس بعده شيء. ولم يعقب به ولن يعظم به وهو الاول فليس لبن قوسين. كل النسخ عندكم التصديق الجازم هذا اللي بين قوسين عندكم جميعا اي طبعا اللي معه ما معنى هذي معناها في نسخة ولا كيف؟ ما اشار في الحاجة الى ما يفسرها. كان ينبغي انه يذكر لان هذا موضع فيه اشكال. فكان ينبغي هل هو زاده من قبل نفسه حتى لا يقع كلام الشيخ في خلل؟ ام انه في نسخة؟ فنحن نجزي على انه في نسخة لكن ينبغي اصلا ان لا يوضع القوسان وانما يوضع معقوفتان. المعقوفتان التي تكون فيها عقل وليس عكف عندما تكون فيها عطف يعني مكسورة هكذا وهكذا كالكتاب كشكل كتاب ويقابلها اخرى مثلها ويوضع الكلام بينهما هذا تسمى معقوفة اما القوس لا يستعمل في هذا ويشير الى انها زيادة في نسخة. نعم. احسن الله اليكم وهو الاول فليس قبله شيء. والاخر فليس بعده شيء. والظاهر فليس فوقه شيء. والباطن فليس دونه شيء حي قيوم احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وتوحيده بالهيته وربوبيته واسمائه وصفاته. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا يتعلق بالايمان وهو متعلق بالايمان بالله عز وجل. وهذا ايذان بافتتاح تفصيل اركان الايمان فانه فرغ من اجمال حقيقة الايمان وبيان اركانه مجملة ثم شرع يفصل اركانه واحدا واحدا وابتدأ ذلك بركنه الاعظم وهو الايمان بالله. فسأل عن ذلك بقوله ما معنى الايمان بالله عز وجل؟ ومراده معناه الشرعي لا معناه اللغوي لان الكتاب موضوع لبيان الحقائق الشرعية للحقائق اللغوية واهمل بيان المعنى اللغوي حرصا على ايضاح الاهم. فان المتعلم ينبغي ان تجمع همته على الاهم له. وهذا الكتاب موضوع للمبتدئين من المتعلمين فلم يرد المصنف رحمه الله تعالى ان يفرق هممهم ذكر الحدود اللغوية وانما على بيان الحقائق الشرعية. ففسر الايمان بانه هو التصديق الجازم. وقيد الجازم قيد اللازم. فان الايمان بمجرد التصديق غلط كما بينه ابن عباس ابن تيمية في كتاب الايمان من وجوب فمن يفسر الايمان شرعا بانه التصديق فليس الامر كذلك بل النصوص على خلافه. فليس هو تصديق مطلق بل هو تصديق مخصوص وهذا التصديق المخصوص هو التصديق المتيقن الثابت الذي لا يتغير ويشار اليه بالجزم فقول المصنف رحمه الله تعالى هو التصديق الجازم اي الثابت المتيقن الراسخ فليس مجرد التصديق فالاكتفاء بقول الايمان هو التصديق غلط بل لا بد من زيادة التصديق الجازم حتى يعلم بانه تصديق مخصوص وهو ما اشتمل على اليقين والرسوخ والثبات واللزوم. ثم هذا التصديق مرده الى القلب كما قال المصنف من صميم القلب وصميم القلب هو وسطه والمراد خالصه وهذا الى ثبوته فان المتيقن هو المستقر ولذلك قال الله سبحانه وتعالى فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي الموت لانه تستقر الروح فيه بالخروج من البدن الى مآلها الذي تؤول اليه ويستقر البدن بمفارقة الروح له بتركه في اللحد فاصل اليقين هو الاستقرار. وهذا هو المعنى الموجود في التصديق الجازم. وهذا التصديق الجازم رده المصنف رحمه الله تعالى الى اشياء اولها وجود الله. وثانيها الوهية الله وثالثها ربوبية الله. ورابعها اسماء الله وصفاته. فالايمان مرده الى هذه الاشياء واهل العلم انما يذكرون الوجود قيدا قبل ذكر الربوبية لان الايمان بكونه رب متوقف على كونه موجودا. لان المعدوم لا يصلح ان يكون ربا فضلا ان يكون معدوما. فهم يذكرون في ابتداء ما يتعلق بحقيقة الايمان وجود الله ثم ربوبية الله ثم الوهية الله ثم اسماؤه وصفاته ولذلك قلنا ان القدر اللازم المجزئ من الايمان بالله هو الايمان به موجودا ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى فلا بد من ذكر قيد الوجود قبل ذلك لانه لا يكون رب الا وله وجود ثم فسر المصنف رحمه الله تعالى وجود الله عز وجل بقوله الذي لم يسبق بضد اي لم يكن قبله مضاد او يقول لها فهو الاول وليس قبله شيء. ولم يعقب به اي لم يتبع بنظير ومثيل له سبحانه وتعالى فهو الاول ليس قبله شيء وهو الاخر ليس بعده شيء. وهذا قد ذكره المصنف بعد في تفسيره فقال وهو الاول فليس قبله شيء والاخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء. وهذه الاسماء الاربعة الواردة في سورة الحديد وفي الحديث في صحيح مسلم عن ابي هريرة في تفسيرها جامعة لنوعين من الاحاطة كما ذكر ابن عباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والعلامة عبد الرحمن ابن سعدي في شرح الكافية الشافية. احدهما الاحاطة الزمانية فهو الاول والاخر. والثاني الاحاطة المكانية فهو الباطن والظاهر هو المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك ذكر الالوهية والربوبية والاسماء والصفات لانه سيفسرها فيما يستقبل. وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق