بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال على كم قسم دلالة الاسماء الحسنى من جهة التضمن على اربعة اقسام الاول الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الاسماء الحسنى وهو الله. ولهذا لا تأتي الاسماء جميعها وصفات له كقوله تعالى هو الله خالق بارئ مصور. ونحو ذلك ولم هو قد تتابع لغيره من الاسماء. الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل. كاسم تعالى السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الاصوات. سواء عنده سرها وعلانيتها. واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات. سواء دقيقها وجليلها. واسمه العليم المتضمن علمه محيطا الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. ولا اصغر من ذلك ولا اكبر واسمه قدير المتضمن قدرته على كل شيء انجادا وعدم وغير ذلك. الثالث ما تضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك. الرابع ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسهم جميع النقائص كالقدوس السلام. لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يذكر اسئلة تعلقوا بالايمان بالله سبحانه وتعالى. وقد انتهى به بيانه فيما يتصل بالايمان بالله الى الاسماء الحسنى وذكر فيما سلف انواع دلالتها ثم اورد سؤالا ها هنا هو على كم من دلالة الاسماء الحسنى من جهة التضمن. والتضمن ها هنا لا يراد به الدلالة اللفظية الوضعية التي تقدمت فان التضمن كما تقدم هو دلالة اللفظ على جزء معناه وهذا معنى اصطلاحي يتعلم بالدلالة اللفظية الوضعية وليست هذه الدلالة هي المرادة ها هنا بل المراد بقوله من جهة التضمن باعتبار المعنى اللغوي للتضمن وهو الاشتمال. فهو لا يريد المعنى الاصطلاحي لدلالة التظمن انما يريد المعنى اللغوي وهو الاشتمال فان التظمن هو اشتمال الشيء على امر ما فاورد سؤالا يتعلق بدلالة الاسماء الحسنى من جهة ما تشتمل عليه من معنى وما تتضمنه من هذه الجهة واجاب عنه بجعلها على اربعة اقسام. الاول الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الاسماء حسن وهو الله. ولهذا تأتي الاسماء جميعها صفات له كقوله تعالى هو الله الخالق البارئ نصور ونحو ذلك ولم يأتي هو قط تابعا لغيره من الاسماء. فالقسم الاول من هذه الاقسام من اسماء الله هو الاسم الذي يتضمن جميع معاني الاسماء وهو عند المصنف اسم واحد هو الله. لان الالهية ترجع اليها جميع صفات الله سبحانه وتعالى كما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والسفارين في غذاء الالباب والدليل على رجوع جميع صفات ربنا الى الالهية ان الاسماء الالهية كلها تقع صفات اللهو اي على الاصطلاح النحوي فليس المراد هنا الاصطلاح العقدي للصفات وانما المراد الاصطلاح النحوي للصفة فهنا الخالق والبارئ والمصور في الاية كلها صفات للاسم الاحسن الله. فهذا معنى قوله ولهذا تأتي الاسماء جميعها صفات له. ولم يأتي هو قط تابعا لغيره من الاسماء. اي صفة باسم متقدم عليه ويشكل على ما ذكره قوله تعالى في سورة إبراهيم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض فان هذه الاية وقع فيها الاسم الاحسن الله صفة للعزيز. فيكون الحميد صفة اولى او نعت اول. والاسم الاحسن الله صفة ثانية او نعت ثان. والجواب عن هذه الاية من وجهين اثنين. الوجه الاول انه قرأ في هذا الموضع في قراءة سبعية برفع الاسم الاحسن الله الذي فلا يكون تابعا لما قبله ويحصل الترجيح بين القراءات باعتبار المعاني ومن المعاني القرآنية ان الاسم الاحسن الله وقع غيره تابعا له ولم يقع هو تابعا لغيره. والجهة الثانية ان العرب كما ذكر ابن عصفور رحمه الله تعالى قد تؤخر احيانا الموصوفة عن الصفة. وجعل هذه الاية من هذا الضرب فالعزيز والحميد وصفان متقدمان للاسم الاحسن الله. وهذا الذي ذكره ابو الحسن ابن عصفور رحمه الله تعالى وجه حسن مناسب لنسق القرآن في وقوع الاوصاف تابعة للاسم الاحسن الله لا العكس. ثم انما ذكره المصنف رحمه الله الله تعالى من اختصاص هذا الامر بسم الله فيه نظر فان من اسماء الله عز وجل اسماء تتضمن جميع معاني الاسماء الحسنى كما ذكره العلامة عبدالرحمن بن سعدي في فتح الرحيم الملك العلام. فان العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي جعل الاسم الاعظم لله كل اسم من اسمائه ترجع اليه بقية الاسماء. ومن ذلك مثلا صمد فان الصمد هو السيد الكامل الذي قامت اليه الخلائق في حوائجها وافتقرت اليه. فمثلها هذا الاسم ترجع اليه ايضا جميع معاني صفات ربنا سبحانه وتعالى. والحاصل انه يصلح على ما ذكره من هذه القسمة ان نقول القسم الاول الاسم المتظمن لجميع معاني الاسماء الحسنى مثل الله صمد والعلي واشباه هذه الاسماء التي ترجع اليها معاني صفات ربنا سبحانه وتعالى وقد ذكر طرفا منها ابنه سعد في البحث المذكور من كتابه فتح الرحيم الملك العلام ومن كتابه ايضا مجموع الفوائد ثم ذكر القسم وهو ما يتضمن صفة ذات لله عز وجل. والمراد بصفة الذات الصفة الالهية. التي لم يزل الله بها ازلا وابدا. والصفة الالهية التي لم يزل الله متصفا بها ابدا وازلا. مثل صفة السمع فان هذه الصفة هي مضمن اسم الله السميع. وصفة البصر فانها مضمن اسم الله البصير كما قال المصنف في الامثلة التي ذكرها. فاسماء الله سبحانه وتعالى تتضمن صفات ومن هي الصفات صفات الذات ومنها نوع اخر يأتي ذكره. ثم ذكر القسم الثالث فقال ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك. وصفة الفعل هي الصفة الالهية التي الله عز وجل بقدمها نوعا وحدوثها احادا. هي الصفة الالهية التي يوصف الله بقدم نوعا وبحدوثها احدا. فمثلا الخالق فيه صفة الخلق والرازق فيه صفة الرزق. والباري فيه صفة البرأ والمصور فيه صفة التصوير. وهذه الصفات قديمة النوع لربنا سبحانه وتعالى فانه لم يزل خالقا رازقا بارئا مصورا. وهي غير قديمة باعتبار الاحاد اي الافراد التي تكون منها. فان خلق فلان كان قبل خلق فلان فان فلانا ولد قبل عشرين سنة وان فلانا ولد قبل عشر سنوات فيكون خلق ذلك متقدم على خلق هذا. وهذا معنى قولهم قديم النوع غير قديم الاحاد. او حديث الاحاد اي ان الافراد التي ترجع اليه يتجدد حدوثها كما مثلنا. ثم ذكر القسم الرابع وهو ما ثم نتاجه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس والسلام. فهي الاسماء الدالة على النفي فهي الاسماء الدالة على النفي. وتقدم ان النفي الذي يعزى الى الاسماء هو نفي في المعنى وليس نفيا في المبنى والمراد بالمبنى صورة الكلمة. فليس شيء من اسماء الله عز وجل مسلوكا على النفي في صورة وانما النفي مسلط على المعنى. فمثلا القدوس مثبت الصورة اي البناء. ولكنه يتضمن نفي وكذلك مثله السلام ومثله السبوح. فكل هذه الاسماء دالة على نفي النقائص والعيوب والافات عن سبحانه وتعالى. واذا حققت النظر في هذه القسمة الرباعية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى امكنك ان تردها الى قسمين اثنين. القسم الاول ما دل على اثبات الكمالات او نفي النقائص والافات. ما دل على اثبات الكمالات او نفي النقائص والافات القسم الثاني ما دل على صفة فعل او على صفة ذات. ما دل على صفة فعل او على صفة ذات واضح؟ طيب القسم الاول ايش؟ ايش عندكم؟ ايش قلنا؟ ما دل على نسبة الكمالات؟ اثبات الكمالات مثل الله والصمد او نفي النقائص والافات مثل قدوس والسلام. والقسم الثاني ما دل على ما دل على صفة او صفة ذا صفة فعل مثل الخالق الرازق. صفة ذات مثل سميع البصير. وذكرت لكم فيما سلف ان جودة التقاسيم من محاسن التعليم. جودة التقاسيم من محاسن التعليم. فاذا امكنك ان ترد الانواع الى اصول تجمعها فهذا اولى ما يكون. لان المقصود في وضع القسمة تيسير العلم والتشغيب بتطويرها يمنع منه. واذا وضحت وبين مدركها ومناطها الذي علقت به فان تصور يكون واضحا جليا. نعم. احسن الله اليكم. سؤال كم اقسى من الاسماء الحسنى من جهة اطلاقها على الله عز وجل جواب منها ما يطلق على الله مفردا او مع غيره وهو ما يتضمن صفة الكمال باي كالحي القيوم الاحد الصمد ونحو ذلك. ومنها ما لا يطلق على الله الا مع مقابله. وهو ما اذا افرد نقصا كالضار النافع والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك. فلا يجوز اطلاق الرواية الخافض ولا المانع ولا المدل كل على انفراده. ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك. لا في الكتاب ولا في السنة ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم. لم يطلق في القرآن الا مع متعلقه كقوله تعالى انا من المجرمين منتقمون. او باضافة الى الصفة المشتق منها. كقوله تعالى جند انتقام. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بقسمة الاسماء من جهة اطلاق على الله سبحانه وتعالى فقال كم اقسام الاسماء الحسنى من جهة اطلاقها على الله عز وجل؟ ثم اجاب عنه ما يدل على ان اسماء الله سبحانه وتعالى باعتبار الافراد والاقتران تنقسم الى قسمين. شف المسألة ايش؟ باعتبار الافراد والاقتران تنقسم الى قسمين القسم الاول الاسماء المفردة التي تذكر دون ذكر مقارن لها. مثل الله والعليم والحليم. والنوع الثاني الاسماء المقترنة وهي التي تذكر مقابلة ولا ينفك احدها عن الاخر. وقد له المصنف رحمه الله تعالى بالضار النافع والخافض والرافع والمعطي المانع والمعز المذل. ولم يثبت في ذلك شيء وانما الذي ثبت هو في القابض الباسط كما في حديث الذي رواه بعض اصحاب السنن ان الله هو المسعر الرازق القابض الباسط فهذا الاسم مع هذا وقع مقترنين على وجه المقابلة. فيذكران مع بعضهما لان الكمال لا يظهر الا بقرن هذا بهذا. فلم يطلق في السنة هذا الاسم دون مقابله. وهذه المقابلة تارة تقع بين اسمين وتارة تقع بين الاسم ومتعلقه. فمن ذكر اسمين ما لك ومن ذكر الاسم ومتعلقه قوله تعالى انا من المجرمين منتقمون. فهذا الاسم ذكر مع متعلق فلا يطلق بدون هذا المتعلق او باضافة ذو الى الصفة المشتق منها كقوله تعالى والله عزيز ذو قام فمثل هذا الاسم اذا اطلق على الله سبحانه وتعالى دون ذكر مقابله او دون الاظافة الى الصفة المشتق منها لم يظهر كماله وانما يظهر كماله اذا وقع على هذا الوجه. وهذا على قول من يقول ان المنتقم من اسماء الله سبحانه وتعالى واصح القولين ان المنتقم ليس من اسماء الله سبحانه وتعالى. وانما من صفات سبحانه وتعالى الانتقام. والذي دلت عليه النصوص ان اسماء الله سبحانه وتعالى باعتبار الافراد والاقتران قسمتها على القسمين الاولين النوع الاول المفرد مثل الله الحليم العليم والقسم الثاني المقترن الذي يذكر مع مقابله والذي انه جاء في السنة منه هو ما ذكرت لك من اسم القابض الباسط فهذا وارد في السنة الصحيحة في الحديث المشار اليه واما غيره فرويت فيه احاديث لا تصح مثل الخافض والرافع والمذل فادي رويت في حديث عد الاسماء وهو حديث ضعيف عند اهل المعرفة بالسنن والاثار. نعم. احسن الله اليكم. سؤال تقدم ان صفات الله تعالى منها ذات فما مثال صفات الذات من الكتاب؟ جواب مثل قوله تعالى من يداه ممسوطتان وقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قوله ولتصنع على عيني وقوله ابصر به واسمع. وقوله انني معك ما اسمع وارى قوله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. وقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائتم قوم الظالمين. وقوله وناداهما ربهما ام انهكما عن تلكما الشجرة وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وغير ذلك تقدم ان صفات الله سبحانه وتعالى تنقسم باعتبار الذاتية والفعلية الى قسمين اثنين اولهما الصفات الذاتية وهي التي لم يزل الله متصفا بها ابدا وازلا والثاني الصفات الفعلية وهي التي يوصف الله عز وجل بقدمها نوعا وبتجدد افرادها. فهي متعلقة بمشيئته واختياره سبحانه وتعالى وهنا شرع المصنف رحمه الله تعالى يفصل جملا مما يتعلق بما سبق ذكره فاورد سؤالا يتعلق بايراد امثلة الصفات الذاتية من الكتاب فاورد جملة من الايات فالاية الاولى فيها صفة اليد وقد وقعت مثناة في هذه الاية. وصفة اليد وقعت في القرآن الكريم مفردة ومثناة ومجموعة فاما المفردة فكقوله تعالى تبارك الذي بيده الملك واما المثناة ففي قوله تعالى بل يداهما مبسوطتان واما المجموعة فكقوله تعالى في سورة ياسين مما عملت ايدينا والافراد لبيان جنس الصفة والجمع وقع مشاكلة في الكلام. فان العرب اذا ذكرت مضافا الى ضمير جمع فانها تجمعه طلبا بسهولة جريانه على اللسان كما ذكره ابن فارس في فانه لو ذكرت تثنيته اليدين هنا لثقل ذلك على اللسان فجيء بها مجموعة طلبا واما التثنية فهي الصفة. فصفة الله عز وجل باعتبار اليد اننا نعتقد ان لله سبحانه وتعالى يديني. وانما لم نقل ان له يدا او ان له ايد ثم نطلب توجيه الكلام على هذا لان العرب اذا اطلقت المفرد او الجمع ربما ارادت غيره. اما اذا اطلقت المثنى فانها لا تريد سوى حقيقته واضح القاعدة هذه؟ يعني لو جاء واحد وقال طيب نثبت ان لله ايدي ثم نقول بيده المراد بها جنس الصفة انا اقول يدين ان ذكر اثنتين لا ينافي وجود غيرها. صح؟ يرد هذا لكن نقول ان العرب اذا اطلقوا المثنى فلا تريد الا حقيقته بخلاف الافراد والجمع. فتجمع على ما ذكرته لك. ثم ذكر الاية الثانية وفيها اثبات صفة الوجه وكذلك الاية الثالثة ثم ذكر الاية الرابعة على عيني وفيها اثبات صفة العين وقد وقع ذكر هذه الصفة في القرآن مفردا كهذه الاية ومجموعا كما في قوله تعالى فانك باعيننا ولم تقع في القرآن مثناة ولا في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانما استفيد ذلك من حديث ايش؟ احسنت. واستفيد ذلك من الحديث المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر دجال قال انه اعور وان ربكم ليس باعور. والعرب تطلق الاعور على ذي عينين. احداهما صحيحة سليمة والاخرى فاسدة معيبة. فقوله صلى الله عليه وسلم وان ربكم ليس باعور يستفاد منه اثبات العينين لله عز وجل على هذا المعنى كما ذكره ابو عبد الله احمد بن حنبل وعثمان بن سعيد الدارمي رحمهما الله تعالى وحين اذ يكون الاصل في صفة العينين التثنية وذكر الفرد على ارادة اثبات جنس الصفة وذكر الجمع على ارادة مشاكلة الكلام. لان مشاكلة الكلام بتسهيل لفظه من مقاصد العرب في كلامها كما في قوله سبحانه وتعالى في سورة التحريم ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وحفصة وعائشة ليس لهما الا قلبان فجمع لما اضيف الى ظمير تثنية فان جمعه حينئذ اسهل على اللسان واجرى فيه وهذا من مسالك العرب في كلامها كما ذكره ابن فارس في الصاحبي وغيره من اهل العلم رحمهم الله تعالى. فان قيل ان قولكم ان حديث وان ربكم ليس باعور دليل على اثبات صفة العينين من قياس الخالق على المخلوق سبحانه وتعالى. والقياس ممتنع كما قال ابن في الوسطية ولا يقاس ايش؟ بخلقه واضح الاشكال؟ الاشكال يقول انتم قستم ان الدجال اعور وان ربكم ليس باعور. استم بين الدجال وبين الرب عز وجل اختلف المأخذ في النفي والاثبات فما الجواب صفة صفة كما في المخلوق الله تعالى اولى به هذا قياس الاولى. رجعنا للقياس اه احسنت قلنا ان هذا مستفاد من لسان العرب وليس من القياس فان هذا معنى مأخوذ مما تعرفه العرب في الاعور فان العرب لا تعرف الاعور ممسوحا احدى العينين بالكلية الذي لا يوجد الله له عين واحدة فان هذا لا تسميه العرب اعور وانما تسمي الاعور من كان ذا عينين احداهما سليمة والاخرى معيبة. فهذا فهم الوضع اللغوي وليس باعتبار القياس العقلي. فمن ظنه قياسا فقد غلط وانما هو مبني على فهم كلام العرب في العور ثم ذكر في الاية التي تليها صفة البصر والسمع ثم ذكر في الاية التي تليها صفتا السمع ايش؟ انني معكم واسمع وارى. والرؤية لله سبحانه وتعالى. ثم ذكر في الايات التي بعدها العلم ثم ذكر في الاية التي بعدها الكلام ثم ذكر في الايات الثلاث الاواخر صفة النداء وهي راجعة الى صفة الكلام نعم احسن الله اليكم. سؤال ما مثال صفات الذات من السنة؟ جواب كقوله صلى الله عليه حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. وقوله صلى الله عليه سلم يمين اللهم الا تغيبها نفقة. سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء انه لم يغث. يغد ضرب يضرب. نعم فانه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء. وبيده الاخرى الفيض او القبض يرفع ويخفض. وقول صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال ان الله لا يخفى عليكم ان الله ليس باعور. واشار بيده الى عينه الحديث وفي حديث الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك كم عظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم انكم لا تدعون اصم ولا غائبا. تدعون سميعا بصيرا قريبا. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله ان يوحي بالامر تكلم بالوحي. الحديث وفي حديث البعث يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك الحديث واحاديث كلام الله لعباده في الموقف وكلامه لاهل الجنة لذلك مما لا يحصى. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى صفات الذات بامثلتها الواردة في القرآن اتبع ذلك سؤال اخر يتعلق بايراد امثلة من صفات الذات من السنة النبوية. وابتدأها بحديث ابي موسى الاشعري في صحيح مسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ففيه اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى ومعنى سبوحات وجهه اي بهاء وجهه ونوره وضيائه. وهذه اللفظة سبوحات لا تعرف في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا في هذا الحديث. كما ذكره ابو عبيدة القاسم بن سلام الهروي رحمه الله تعالى وفي هذا الحديث ايضا من صفات الذات النور. فان الله سبحانه وتعالى نور في ذاته. لا انوار ومن عجائب ما جرى على لسان ابي بكر ابن العربي رحمه الله تعالى في الكتاب الاسمى وهو لما يطبع اثبت هذه الصفة صفة ذاتية. وقال ولا يمتنع ان يكون الله سبحانه وتعالى في ذاته نورا ليس كسائر الانوار وهذا الكلام في تفسير هذا الحديث صحيح كما سيأتي ان شاء الله تعالى في اسم النور في كتاب فتح الرحيم الملك في العلام ونصر هذا ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. فالنور يقع صفة ذات ويقع صفة فعل كما سنبينه في الموضع المشار اليه ثم ذكر الحديث الثاني وفيه اثبات اليمين لله سبحانه وتعالى. ومعنى يغظ يعني ينقص منه وفيه ايضا اثبات صفة اليد الاخرى لقوله وبيده الاخرى. وقد وقع في بعض الاحاديث وهو حديث ابن عمر عند تسميتها بالشمال الا ان هذه اللفظة شاذة والصحيح في هذا الموظع هو هذه الرواية بيده الاخرى. واما الشمال فلم يثبت الحديث الوارد فيها. ثم وقع في هذه الرواية للبخاري الفيض او القبر واكثر الله على القبض. وهي الرواية الثابتة. واما الفيض فهي رواية وقعت على الشك. ومعنى الفيض الاحسان والعطاء ثم اورد الحديث الثالث وهو ان الله ليس باعور واشار بيده الى عينه وفيه اثبات صفة العين لله سبحانه وتعالى. وهذه الاشارة المراد بها تقريب المعنى. وايضاحه وليس المراد بها تشبيه وانما اشار النبي صلى الله عليه وسلم لايضاح معنى الصفة. فاذا اريد تقريب المعنى جاز ذلك في المواضع التي اشار النبي صلى الله عليه وسلم فيها. وهي عدة احاديث ولا يراد بذلك التشبيه لان الله عز وجل لا يشبهه احد من خلقه. ومن منع هذا متوهما انه يقع فيه التشبيه فقد جنى على الشريعة لان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المبين لنا قد اشار بيده ومراده من الاشارة ليس الاعلام بان صفة العين له كصفة العين لنا وانما المراد تقريب المعنى لنا فاننا نعرف بالوضع العربي ان العين يحصل بها ادراك المرئيات فكذلك العين يتعلق بها صفة الرؤية للاشياء سبحانه وتعالى. ثم ذكر حديث الاستخارة عند البخاري وفيه اثبات صفة العلم والقدرة لله سبحانه وتعالى ثم ذكر حديث ابي موسى في الصحيحين وفيه اثبات صفة السمع والبصر والقرب. وسبق ان ذكرت لكم ان القرب الذي يثبت لله سبحانه وتعالى هو خاص بالمؤمنين. وما عدا ذلك من الايات الموهمة خلافه فالمراد بها قرب الملائكة ثم ذكر حديثا اخر وهو حديث النواس بن سمعان وفي اسناده ضعف اذا اراد الله ان يحيي بالامر تكلم بالوحي وفي الاحاديث غيره ما يدل على اثبات صفة الكلام لله عز وجل ومنها حديث البعد في الصحيح يقول الله تعالى يا ادم قولوا لبيك فان هذا الحديث فيه اثبات صفة الكلام. لان القول لا يكون الا بكلام. ثم قالوا احاديث كلام الله لعباده في الموقف وكلامه لاهل في الجنة اي دالة على اثبات صفة كلام وغير ذلك مما لا يحصى. واكثر الصفات التي وردت فيها الادلة هي صفة العلو والكلام لربنا سبحانه وتعالى. وهذا اخر التقرير على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق