بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤالا ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة؟ جواب او الادلة ذلك من الكتاب كثيرة منها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض وقوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون له ولو نور السجون وقوله تعالى كان عدو لله وملائكته ورسله لو كان فان الله عدو للكافرين. وتقدم الايمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره وفي صحيح مسلم ان الله تعالى خلقه من زور والاحاديث في شأن كثيرة. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان الركن الاول من اركان الايمان وهو الايمان بالله اتبعه بذكر الركن الثاني. وهو الايمان بالملائكة فعوض جاء فيه اسئلة ابتدأها بقوله ما الدليل على الايمان بالملائكة من الكتاب والسنة؟ فذكر في جوابه ان ادلة ذلك كثيرة فالقرآن الكريم والسنة النبوية مملوءة من الادلة الدالة على الايمان بالملائكة واثبات وجودهم ومنها قوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ومنها قوله تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته والمراد بهم الملائكة وهم الذين عند الله سبحانه وتعالى. ومنها قوله تعالى من كان عدوا لله ورسله وجبريل وميكال. فان هذه الاية متظمنة لذكر الملائكة عموما ولذكر اثنين بهما خصوصا وهما جبريل وميكال عليهما السلام. فاخرج بالذكر بعد العام تنبيها الى جلالتهما او علو قدرهما. واما الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك حديث جبريل وقد تقدم وهو في الصحيحين من رواية ابي هريرة وعند مسلم وحده من حديث عمر ابن الخطاب. ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وفيه وخلقت الملائكة من نور وهذا معنى قول المصنف ان الله تعالى خلقهم من نور ومعنى خلقهم من نور اي ابتدأ القاهم من نور وليس المراد انهم اجسام نورانية. فمن يقول في الملائكة انهم اجسام نورانية استنباطا من هذا الحديث ما هو غلط وانما ابتدأ خلقهم من نور كما ابتدأ خلقنا من طين. وابتدئ خلق الشياطين من نار ولا يوجد شيء يوصف بانه نور الا الله سبحانه وتعالى. وما عدا ذلك من المخلوقات فانه لا يوصف بكونه نورانيا ان الله سبحانه وتعالى هو النور. واما ما وقع في صحيح مسلم من لفظ واجعلني نورا. فالصواب رواية في حي واجعل لي نورا وليس واجعلني نورا بالاضافة للفعل وانما المحفوظ واجعل لي نورا وهذه الرواية معناها ان تجعل لي نورا استنشد به. واما الرواية الاخرى التي ورد بها مسلم فمعناها ان يجعل المخلوق نفسه وهو العبد الداعي نورا وهذا هو الذي يدل عليه تتبع الادلة. والاحاديث في كان الملائكة كثيرة جدا وقد اخرجهم جماعة التصنيف ومنها كتاب الحدائق في اخبار الملائك للسيوف رحمه الله تعالى فانه جمع فاوعى. نعم احسن الله اليكم. مما يدل على هالمسألة هذه التي ذكرنا لكم في حديث جبريل فجاء في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل في صورته التي خلقه الله عليها له ست مئة جناح فذكر ان هذه الصورة وانها مدرجة ولم يذكر انه نور. نعم احسن الله اليكم. سؤال ما معنى الايمان بالملائكة؟ جواب هو الاقرار الجازم بوجودهم وانهم خلق من خلق الله قبول مسخرون وعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامر يعملون. لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يستكبرون عن عبادته ولا يستخسرون. يسبحون الليل والنهار لا يسخرون ولا يسألون ولا يستحسرون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالملائكة كثير وهو السؤال عن معنى الايمان بالملائكة اي ما يتضمنه ذلك. ثم اجاب عنه بقوله هو الاقرار اللازم بوجودهم اي انهم موجودون وانهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون. وهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. ولم يذكر للمصنف رحمه الله تعالى تتمة لازمة في الايمان بالملائكة اذا ذكر معناه وهو ان يقال وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله فان هذه السفنة لازمة لبيان غاية عظيمة من غايات وجودهم وهو مبلغين رسالة الله عز وجل الى من اصطفاه الله عز وجل من خلقه من الانبياء بامر الله سبحانه وتعالى وجماع الايمان بالملائكة كما سبق ان يقال الايمان بانهم عباد مكرمون من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي عن الانبياء بامر الله. وما عدا ذلك من وظائف الملائكة فانها ليست من اصل الايمان بهم وانما هي زائدة على ذلك كمعرفة ان اسرافيل موكل بالقبر وان ملك الموت موكل بقبض الارواح وهلم جرا انما اعظم المطالب الايمانية ان تعلم ان من وظائف الملائكة النزول بالوحي على الانبياء ليبلغوهم رسالة الله اليهم نعم احسن الله اليك ومعنى لا يسلمون لا يملون ولا يستكثرون لا يقصرون نعم طوال اذكر بعض انواع باعتبار ما هنأهم الله لهم ووكلهم به. جواب هم باعتبار ذلك اقسام كبيرة فمنهم الموكل باداء الوحي الى الرسل. وهو الروح الامين جبريل عليه السلام. ومنهم الموكل بالقبر وهو الميكائيل عليه السلام ومنهم الموكل بالصور وهو اسرافيل عليه السلام. ومنهم الموكل بقبض الارواح وهو ملك الموت. واعوانه نوكل باعمال العباد ومنكرهم الكافرون. ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه من خلفه وهم المعقبات ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه. ومنهم الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر. ومنهم الموكل بالفتنة قبل منكر ونكير. ومنهم حملة للعرش ومنهم منكبوبيون ومنهم الموكل بالنطق في الارحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها. ومن الملائكة يدخلون البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم منهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر. ومنهم صفوف قيام لا يذكرون. ومنهم ركع سجد لا يرفع ومنهم غير ما ذكر ولا يعلم جنود ربك الا هو. وما هي الا ذكرى للبشر. ونصوص ان اقسم من الكتاب والسنة لا تخفى او رد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالملائكة وهو السؤال عن بعض انواعه باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به اي من وظائفهم التي يقومون بها فان لهم اعمالا وصلت اليهم ثم اجاب عنه بانهم بهذا الاعتبار اقسام كثيرة لتعدد وظائفهم في اعمالهم فمنهم الموكل باداء الوحي للرسل وهو الروح الامين جبريل عليه السلام فان جبريل عليه السلام هو الذي كان بالوحي على انبياء الله سبحانه وتعالى. ومنهم الموكل بالقبر اي بالمطر. وهو ميكائيل عليه السلام كما هي ذلك في احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم الموكل بالسور وهو القرن الذي ينفق وفيه عند بعث الخلق وهو اسرافيل عليه السلام كما ثبت في صحيح مسلم. ومنهم الموكل بقبض الارواح وهو ملك الموت واعوانه وانما ذكر المصنف الاعوان تبعا لغيره ممن حمل الايات التي جمع فيها ذكر ملائكة الموت على انهم اعوان الملك كما قال تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فهذه الاية تدل على تعدد الملائكة الذين يتوفون الخلق وقوله تعالى ثم توفته رسلنا هذا دال على تعددهم والاظهر ان التعجز باعتبار التبعية في العمل. واما باعتبار القبض فانه يختص بملك واحد. كما قال تعالى قل يتوفاكم ملك الموت ثم تكون هذه التبعية كما جاء في حديث البراء بن عاجب ثم لا يتركونها لحظة فاما ان يأخذه الملائكة ليست الموكلون بتتميم امرهم من ملائكة الرحمة او من ملائكة العذاب. فالاصل ان قبض الارواح يختص بملك الموت وحده. وما بعد له مما يجني على الميت من تتمة احواله بعد الموت فهذا يجري من ملائكة الرحمة او ملائكة العذاب. ومنهم الموكل باعمال العباد وهم انفراد الكاتبون. كما جاء ذلك في القرآن الكريم. ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن قلبه وهم المعقدات الذين يحفظون المرء بامر الله سبحانه وتعالى فلا يتتبعهم احد في التعقيد عليهم بل هم المعقبون لامره فلا يخلفهم احد في تغيير حاله او تدبير امره. ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه. اي من خزنة الجنة. وروي اسم رضوان في حديث ضعيف لا يثبت. والثابت تسميته خزنة الجنة وملائكتها ومنهم الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية اي من الخزنة في جهنم الذين يزورون الناس اي يدفعونهم بشدة ورؤساؤهم تسعة عشر ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونهي كما جاء ذلك بحديث عند الترمذي باسناد حسن وتقدم ان المحفوظ في اسم هذين الملكين احدهما تحليتهما المنكر والنكير والاخر تجديدهما من ما يسميان وذكر في الاول منهما كسر نونه ايضا. فيقال منكر ومنكر. ذكر ذلك نعاني في شرح نبض السيوطي المعروف بابيات التثبيت. ومن الملائكة ايضا حملة العرش الذين يحملون عرش ربنا سبحانه وتعالى الا ومنهم الفروضيون والفروبيون روي ذكرهم في حديث ضعيف لا يثبت. واختلف اهل العلم في على قولين احدهما انهم الملائكة المقربون مأخوذ من كرب اذا كرب مأخوذ من كرب الى طرب. والثاني انهم ملائكة العذاب مأخوذ من الفرض وهو شدة الامر وكلاهما محتملان ولم يثبت في ذلك حديث كما سلف. ومنهم الموكل بالنطق بالارحام وكتابة ما ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور كما ثبت في الصحيحين يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم ومنهم ملائكة سياحون اي سيارون يسيرون في الارض يتتبعون مجالس الذكر ومنهم صفوف قيام لا يفترون ومنهم ركع سجود فيرفعون منهم غير من ذكر وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر. ونصوص هذه الاقسام من الكتاب والسنة بلا تخفى وقد ذكر الله رحمه الله تعالى بعض ذلك فيما سلف من الادلة. وهؤلاء الملائكة منهم من وقعت تسميته فجبريل وميكائيل واسرافيل ومنهم من لم تقع تسميته كملك الموت وخزنة الجنة. وما يروى ان مثل ما في الموت عزرائيل لا يثبت فيه شيء ابدا. نعم احسن الله اليكم ظالم ما دليل الايمان من كتبه؟ جواب ادلته كثيرة مما قوله تعالى يا ايها الذين امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي وقوله تعالى يا ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباب من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. الاية كثير في ذلك قوله تعالى وقل امنت تبنا انزل الله من كتابه لما فرغ رحمه الله تعالى من الركن الثاني وهو الايمان بالملائكة اتبعه بما يتعلق بالركن الثالث وهو الايمان بالكتب وانما ناسب الذكرى بعد الايمان بالملائكة لان من وظائف الملائكة النزول بكتاب الوحي على الانبياء. فلكونه من اعمالها جعلت ثالثا بعدها واورد فاتحة سؤالاته المتعلقة بذلك وهو ما دليل الايمان بالكتب؟ فاورد ادلة تدل على الايمان بالكتب منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله يعني القرآن والكتاب الذي انزل من قبل من جميع الكتب المتقدمة على القرآن الكريم مما عرف اسمه او زهل مما انزله الله على الانبياء ومنها ايضا قوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق الى اخر الاية فقوله وما انزل الينا اي بالكتاب الذي انزل الينا وهو القرآن وقلوا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل الى اخره الاية اي ما انزل على الانبياء السابقين ومنهم قوله تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وهذا يشمل كل كتاب انزله الله سبحانه وتعالى والمراد بها الكتب المنزلة على الانبياء. نعم. احسن الله اليكم سؤال هل سميت من الكتب في القرآن؟ جواب؟ سمى الله منها في القرآن والتوراة والانجيل والزبور والصحف ابراهيم وموسى وذكر الباقي جملة فقال تعالى اللهم لا اله الا هو الحي القيوم نزل وقال تعالى واتنا داود زهورا. وقال تعالى ان لم ينبه بما في صفوف موسى وابراهيم الذي وقال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقومن الناس فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الايمان به تفصيلا. وما ذكر منها ادمانا وجذعا ان الانسان به اجمالا فنقول فيه ما امر الله به رسوله وقل امنت بما انزلت الله من كتابه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا ثانيا من سؤالات الايمان بالكتب وهو السؤال عن تسميتها آآ في القرآن الكريم فقال هل سميت جميع الكتب بالقرآن؟ اي الكتب المنزلة على الانبياء ثم اجاب عنه بما يفيد ان الله سبحانه تعالى سمى منها عدة القرآن بانيها التوراة وثالثها الانجيل ورابعها الزبور وخامسها صحف ابراهيم فهذه هي الكتب الخمسة المذكورة باسمائها في القرآن. وصحف موسى عليه الصلاة والسلام هي التوراة كما وقع تسميتها في موضع اخر من القرآن. وذكر الله سبحانه وتعالى الباقي مجمل. واورد من الايات على ذلك قوله تعالى وانزل التوراة والانجيل من قبل وقال تعالى واتينا داود زبورا وقال تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى. وقال تعالى ان هذا للصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى قال تعالى في البيان المجمل لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب الاية. فما ذكر الله منها تفصيلا باسمه وجب علينا الايمان به تفصيلا وما ذكر منها اجمالا وجب علينا الايمان به اجمالا. فما جهلناه من كتب الانبياء نؤمن به وما عرفنا اسمه فاننا نؤمن به باسمه ككتاب موسى انه التوراة وكتاب عيسى انه الانجيل وكتاب داود انه الزبور وان الله انزل على ابراهيم عليه الصلاة والسلام صحفا كما ذكر ذلك في كتابه. واصل الزبور اسم لجميع الكتب لكنه اختص بعد ذلك بالعلنية بما انزله الله عز وجل على داوود. فمثلا قول الله تعالى ولقد كتبنا بالزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. معنى الاية فلقد كتبنا زبور يعني ايه الكتب لان الجبر هو الجمع يعني الكتب المنزلة على الانبياء ولقد اهتمنا بالزبور من بعد الذكر الذكر يعني يعني اللوح المحفوظ كما ذلك من ذكرها ها فذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في الشفاء العليم. فوقع التصحيح به في البخاري في كتابه التوحيد. فان الذكر اسم للوح المحفوظ ايضا كما انه اسم للقرآن فمعنى الاية ولقد كتبنا في الكتب المنزلة على الانبياء بعد ما كتبناه في اللوح المحفوظ ان الارض يلجها عباد الله الصالحون نعم احسن الله اليكم واما معنى الايمان بكتب الله عز وجل. ثواب معنوي التصديق الجازم بان جميعها منزل من عند الله عز وان الله تكلم بها حقوقه فمن المسموع منه تعالى من وراء الحجاب ما بلغه الرسول الملكي الى الرسول البشري. ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى. وما كان البشر ان يكلله الله الا وحي او من وراء رجال او يرسل رسولا فيؤدي به من يشاء وقال تعالى للموسى اني اصطفيتك على مما تدركها وبكلامي. وقال تعالى الله موسى تكليما. وقال تعالى في شأن التوراة وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتصلي لكل شهيد. وقالت موسى واتيناه الانجيل. وقال تعالى زهورا وتقدم ذكرها وقال تعالى في شأن القرآن لكن الله يشهد بما ان زللت انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا. وقال تعالى وقال تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين من المنذرين بلسان عربي مبين. الايات وقال تعالى فيه ان الذين كفروا الذكر لما جاءهم وانه لكتاب عجيب. لا يأتيه باطل بين يديه ولا الايات غيرها كثير. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا فقال من الاسئلة المتعلقة بالايمان بكتب الله وهو ما معنى الايمان بكتب الله عز وجل؟ ثم اجاب عنه بما يتضمن امرين احدهما التصديق الجادم بان جميعها منزل من عند الله عز وجل والاخر ان الله انما بها حقيقة فهي من كلام الله سبحانه وتعالى. وبقي وراء هذين المعنيين معنيان ايضا احدهما ان الله انزلها ليحكم بها الانبياء بين الناس والاخر انها جميعا منسوخة بالقرآن الكريم. فهذه المعاني الاربعة هي التي يتضمنها معنى الايمان بكتب الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى انزلها وهي كلامه. والمقصود من انزالها ان يحكم بها الانبياء بين الناس بما اختلفوا فيه وهي جميعا منسوخة بالقرآن الكريم. وكان مما ذكره المصنف رحمه الله تعالى ان الله يتجلى بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي. فيسمعه الرسول البشري من الله عز وجل من وراء حجاب. كما وقع هذا لموسى الكليم ونبينا صلى الله عليه وسلم لما من عرج به الى السماء ومنها ما بلغه الرسول الملكي الى الرسول البشري فاوحاه الله عز وجل الى الرسول من البشر بواسطة رسول من الملائكة بعثه الله اليه ومنها ما كتبه الله عز وجل بيده كما جاء ذلك في التوراة فان الله عز وجل لا كتب التوراة بيده كما ثبت في صحيح مسلم. واورد المصنف فيما فيدل على ذلك ايات عدة منها قوله تعالى وما كان للبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا وهذا الاستثناء بعد النفي دال على جمعيته وقطعيته فهو من اعظم ما يبين مسالك تسليم لله سبحانه وتعالى للبشر ثم اورد قوله تعالى لموسى اني اصطفيتك على الناس وبكلامي وقوله تعالى الله موسى تسليما المكلم هو الله والمكلم هو موسى عليه الصلاة والسلام. وقال في شأن التوراة وكتبنا له في الالوان شيء اي بيده سبحانه وتعالى. وقال في عيسى واتيناه الانجيل وقال في داوود واتيناه داوود زبورا. تقدم ذكرهم بلفظ بنزين يعني في قوله تعالى بما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم الى اخر الاية. ثم ذكر ما جاء في القرآن وفيه قوله تعالى الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمك. وقال تعالى وقرآن خلقناه فان نزلناه مفرقا لتقرأه على الناس على اه مقدم ونزلناه تنزيلا. ومنها قوله تعالى وانه لتنزيل رب العالمين الاية. ومنها قوله تعالى ان الذين كفروا لما جاءهم وانه لكتاب عزيز الاية. وخبر انا محذوف. فتقدير الكلام ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم خسروا في الدنيا والاخرة. وحذفه الله سبحانه وتعالى فلم يذكره اشارة الى عظيم تحققهم به وانه واقع بهم لا محالة فانهم لما كفروا الذكر لما جاءهم خسروا في الدنيا والاخرة ومن شدة خسارهم لم يستحقوا ذكرا لذلك. وهذا اخر التقرير على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق