الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جواب قال الله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وقال تعالى وما كان لهم ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيلا من رب العالمين. وقال تعالى حديثين قال عن التسليم هينة مؤتمن وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها. يعني نصدق ما فيها من الصحيح وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير. ويحكم عليها بالنسخ او التقرير لهذا يخضع له كل متمسك بالكتب القديمة مما لم ينقلب على عقبيه. كما قال تبارك وتعالى الذين اتيناهم كتابا من قبله يوم به يؤمنون. واذا انه الحق من ربنا ان كنا من قبل مسلمين وغير ذلك لما فرض المصنف رحمه الله تعالى من بيان معنى الايمان بكتب الله عز وجل وانتهى الى القول بان من جملته الايمان بان القرآن ناسخ لما سلفه من الكتب عقد اسئلة تتعلق بالقرآن الكريم. لا تخرج اندراجها في الايمان بكتب الله عز وجل. بل هي لاحقة بهذا الركن التابعة له. متعلقة في اعظم كتب الله وهو القرآن. وابتدأ هذه الاسئلة بقوله ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة؟ ثم لم يجبر المصنف عنه بكلام من قبل نفسه. بل اورد الايات الدالة على ما يبين منزلة القرآن وهذا من ابلغ الجواب فان ما استغني فيه بجواب خطاب الشريعة فايراده اكمل. فالخطاب المذكور في الكتاب والسنة اكمل من غيره. وينبغي للمفتي والمعلم وغيرهما ان يلتزموه الوسع كما ذكر ذلك ابن القيم في اخر اعلام الموقعين. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ايات تبين منزلة القرآن الكريم. وهؤلاء الايات وما في معناها تدل على عظمة القرآن انه اجل كتب الله التي انزلها على رسله فلم ينزل الله عز وجل شيئا من الكتب اعظم من القرآن الكريم والايات التي اوردها المصنف تبين ان القرآن الكريم تحقق بصفتين عظيمتين اولاهما تصديقه الكتب المتقدمة. والثانية هيمنته عليها فاما تصديقه الكتب المتقدمة فمعناه ان ما فيه مصدق للكتب السابقة المنزلة على الانبياء لا يخرج عنها كما قال تعالى مصدقا لما بين يديه. وقال ولكن تصديق الذي بين يديه. واما هيمنته عليها فهو كونه شاهدا على تلك الكتب مستوليا عليها لعلوه لكونه ناسخا وهي منسوخة. مع ما جعل الله عز وجل له من انواع الكمال فهو صدق في الاخبار عدل بالاحكام. واذا كان هذا وصف القرآن بالنسبة الى ما تقدمه من الكتب انه يعلوها ويهيمن عليها فان علوه وهيمنته كلام غير الله عز وجل اولى واحرى فان العظة بالقرآن والانتفاع بعلومه اعظم من الاتعاظ والانتفاع بعلوم مفقودة من كلام الخلق والمرء يجد للقرآن الكريم سلطانا على النفوس وهيبة تلامس القلوب ووقع هذا من لا يعول الخطاب العربي ولا يعرفون القرآن. عرضت عليهم آيات من القرآن الكريم فعجبوا منها اشد العجب. وكانت سبب الاسلام بعضهم. وقد ذكر ان رجلا كان من النصارى صحب جماعة من اهل الاسلام في رحلة في سفينة وكانت للرحلات يقول امدها فقام بعض الناس بهذه السفينة وذكر الناس وخطب فيهم وكان يمزج تذكيرا بشيء من ايات الكتاب فلما فرغ بعد ان ذلك ورجع الى رحله من تلك السفينة ومحل اقامته جاءه هذا رجل فسأله عن بعض الكلام الذي يعرض في كلامه وانه لا يكون له صفة كلامه كلام من هذا؟ فقال هذا كلام الله سبحانه وتعالى. ومن طهر قلبه وكمل يقينه رسخ هذا الامر في قلبه رسوخا لا بالكلية فعظم اقباله على القرآن ونفعه واتفاعه به لوفاء القرآن الكريم بكل شيء. وتقدم بالتراجم من تمام الدعوة رحمه الله تعالى في كتاب فضل الاسلام باب استغناء في الكتاب عن كل ما سواه. الاستغناء بالقرآن عن كل شيء ومما ينبغي ان يعلمه طلاب العلم ان الاستغناء بالقرآن الكريم في طلب العلم يفتح لهم العلوم النافعة ويتضح بالنظر في اياته مشكلات المسائل لكنه يحتاج الى قوة اقبال عليه وصدق معرفة في محبته. ولا ينبغي ان يغفر طالب العلم القرآن الكريم قراءة وحفظا وتدبرا وعملا حتى يقيم علمه ومن لا يكن له نصيب من ذلك فان علمه ناقص. وان حفظ ما حفظ من المتون. وان كما وعى من كلام الناس فان كلام الله سبحانه وتعالى من تدبره بقلب صادق في مشكلة من مشكلات مسائل اتضحت له المسألة جلية لا يستجيب منها. وغيره يبقى متشككا مترددا في معرفة وجهه المسألة ومر مظاهر من هذا بحمد الله وسابغ فضله وسابق فتحه في جملة من المشكلات التي تنحل باية من كتاب الله سبحانه وتعالى. وهذا الامر العظيم بالانتفاع بالقرآن وجده من صدق ممن كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب الذين لما سمعوا القرآن قالوا امنا به انه الحق من ربنا وقال الله تعالى في وصفهم ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. وفيض الدمع انما هو اثر ما وجدوه في قلوبهم والمقصود المطلوب هو ما يوجد في القلوب من الخشوع والانكسار والاقبال على الله عز وجل. واما فيض الدمع واستعراض البدن فهي تابعة له وليست هي المطلوبة اصلا نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما الذي يجب التزامه بحق القرآن على جميع الامة جواب هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه قال الله تعالى هذا كتاب انزلناه مباركون فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. وقال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. وقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لنضيع اجر المصلحين. وهي عامة في كل كتاب والايات في ذلك كثيرة. واوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال فخذوا بكتاب الله تمسكوا به وفي حديث علي مرفوعا انها ستكون فتن. قلت ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله وذكر الحديث. اوعد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخرا يتعلق بالقرآن الكريم فقال ما الذي يجب التزامه في حق القرآن على جميع الامة. ثم اجاب عنه بقوله هو اتباعه ظاهرا وباطنا. وهو الذي جاء الأمر به في قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه. ويندرج في هذا الاتباع التمسك القرآن والقيام بحقه. فالذي امرنا به في القرآن ان نتبعه. متمسكين به قائمين بحقه ومن اسرار التصرف القرآني ان الله سبحانه وتعالى لم يأمر باتباع القرآن في اية الانعام بل قدم قبل الامر ما يدل على علو رتبته وعظيم شأنه. فقالوا هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه وعزل عن قول انزلناه فاتبعوه. بل بين قدره لتتعلق النفوس به. وتعتني باتباعه فهو كتاب مبارك اي ذو بركة والبركة الخير الكثير. فخير القرآن كثير لا ينقطع وقال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. وقالوا والذين يمسكون بالكتاب اقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين. وايراد هذا الفعل مضعفا للاشارة الى قوة التعلق به فقولك مسك بالكتاب ابلغ من قولك امسك بالكتاب لما فيه من تظعيف الفعل الدال على تقوية اخذه وذكر الله عز وجل اقامة الصلاة بعد ذكره لانها اجل اعمال للكتاب الممسكين به فان اجل اعمالهم الظاهرة البدنية هو اقامة الصلاة. ثم ذكر الاحاديث في ذلك عدة منها وصيته صلى الله عليه وسلم في حديث زيد ابن ارقد في صحيح مسلم فخذوا بكتاب الله به وفي حديث علي عند الترمذي انها ستكون فتن قد ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله. الحديث الطويل المشهور وهو حديث ضعيف والايات والاحاديث المذكورة وما في معناها تدل على وجوب اتباع القرآن ظاهرا وان الخير والفلاح كله بالقرآن. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما معنى التمسك بالكتاب والقيام وتدبر اياته واحلاله حلاله علموا حرامة والانقياد لاوامره والانسجام بزواجره والاعتبار بامثاله. والابتعاظ بقصصه والعمل محكمه والتسليم بمتشابهه. والوقوف عند حدوده والدفع عنه بتحريف الغالين وانتحال المبطلين نصيحة له بكل معانيها والدعوة الى ذلك على بصيرة. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر من المتعلقة بالقرآن فقال ما معنى التمسك بالكتاب؟ اي بالقرآن والقيام بحقه. ثم ذكر كلاما انشأه بذلك فقال معددا وجوه ذلك حفظه وتلاوته والقيام به اناء الليل والنهار الى اخره والتمسك بالكتاب والقيام بحقه يعود الى الاصل المتقدم المأمور به وهو اتباع الكتاب واتباع الكتاب له درجتان. الدرجة الاولى فرض مثل ايش ها كحفظ الفاتحة وايضا والايمان به والعمل به والتحاكم اليه. كل هذه ايش؟ فرض. والثاني درجة نافلة آآ مثل ايش ففي حفظ رفض ما زاد عن الفاتحة لحفظ ما زاد عن الفاتحة. طيب بعدين وين يوقف مما اختص بفضيلة ان حفظ القرآن كله ارتفاع. لكن حفظ ما زاد المختص بفضيلة اذناتنا مثل ايش؟ اية الكرسي والمعوذتين وغير ذلك. ولذلك فان من وعى الشرع علم ان من كبر سنه وتأخر في حفظ القرآن فاولى ما يبدأ به بعد الفاتحة الايات والسور التي لها فضيلة خاصة فهي ينبغي ان يحمل نفسه عليه بان يحفظ اية الكرسي وسورة الملك والايتين من اخر سورة البقرة ثم جر ومثل لا خلاص انتهينا سورة الكهف صح لان النافذة غير الحفظ. ها لا انتينا من حفظ النبي مثال اخر عن النافلة. احسنت وتلاوته وتلاوته من تلاوة القرآن نافلة التداوي به التداوي به. هذه من جملة النوافل التي تتعلق باتباع القرآن وهو التمسك بالكتاب والقيام بحقه ورد العلم الى اصوله اولى من ارساله بفضوله. فان هذا الكلام الذي ذكره يتسلسل بتعدد الانواع لكن رد العلم الى الاصول التي تضبطه او لا؟ فتعرف ان العبد مأمور باتباع قال ثم تعرف ان الذي امرنا باتباعه منه على درجتين داهما درجة القوم والثاني درجة نافلة طيب للفائدة من بركات القرآن نحن نذكر في المشكلات قال الشيخ والقيام به اناء الليل والنهار ذكر الله عز بل في اية من ايات كتابه حال بعض اهل الكتاب ممن يتلون كتاب الله سبحانه وتعالى في هذه الاوقات فقال من اهل من كتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم السجود. الفائدة في تدبر القرآن يا اخوان قال لي مرة الشيخ بدر رحمه الله تعالى خذ هذا واعطاني كتاب عمدة التفسير للعلامة احمد شاكر رحمه الله واراني فائدة ملحقة في اخره كلام الشيخ احمد شاكر انه قال لا ينبغي تسمية فواصل الكلام الوارد في كتب اهل الكتاب باية. فمن عزا الى الاصحاح الثاني واصحاح الثالث او انجيل متى او غيرها كما يقع في الكتب التي الاعتقاد فلا ينبغي ان يقول الاية رقم كذا من انجيل او انجيل متى او غير ذلك هذا معنى كلام احمد شاكر رحمه الله استحسنه الشيخ بكر وهذه الاية نص في ان فواصل الكتب السابقة تسمى ايضا ايش؟ ايات قال يتلون ايات الله من اهل الكتاب يعني هم يتلون كتابهم المنزل عليهم. فالقواصد التوراة انجيل يسمى ايات كما تسمى فواصل القرآن الكريم. ومن تدبر القرآن الكريم ونظر فيه بعين الفحص تفجرت له ينابيع العلوم في انواع المنطوق والمفهوم وهذا اخر البيان في هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق