بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال ما حكم من قال بخلق القرآن؟ جواب القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه. ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. تكلم الله به وانزله على نبيه وحيا وامن به المؤمنون حقا. فهو وان خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالاذان وابصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن. فالانامل والمداد والاقلام والاوراق والمكتوب بها غير مخلوق والالسن والاصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق. والصدور والمحفوظ فيها غير مخلوق. والاسماع مخنوقة والمسموع غير مخنوق. قال الله تعالى انه قرآن كريم في كتاب مكنون وقال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين لاوتو العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون. وقال تعالى واتلوا ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجبه حتى يسمع كلام الله. وقال ابن مسعود رضي الله عنه اديموا النظر في المصحف. والنصوص في ذلك لا ومن قال القرآن او شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا اكبر يخرجه من الاسلام بالكلية لان القرآن كلام الله تعالى منه بدا واليه يعود وكلامه وصفته. ومن قال شيء من صفات الله مخلوق كن فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع الى الاسلام. فان رجع والا قتل كفرا ليس له شيء من احكام المسلم لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يذكر اسئلة تتعلق بالايمان بالكتب فانه لما ذكر هذا الركن مد القول فيه بذكر اشياء تتعلق بالكتاب المكرم المنزل على اخر الرسل وهو محمد صلى الله عليه وسلم وكان من جملة تلك الاسئلة ما ذكره بقوله ما حكم من قال بخلق القرآن؟ اي حكم من زعم ان القرآن مخلوق ثم اجاب عنه بقوله القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه. فالحروف والمعاني كلها من الله. واضافته الى الله عز وجل تقتضي انه لا يكون مخلوقا. لان الله وتعالى ليس مخلوقا فما كان منه لا يكون كذلك. ثم حقق المصنف رحمه الله تعالى كون والمعاني منه فقال ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف تكلم الله به قولا انزله على نبيه وحيا وامن به المؤمنون حقا فهو وان خط بالبنان اي الاصابع والمراد به كتابة القلم وتلي باللسان وحفظ بالجنان اي القلب وسمع بالادان وابسطه العينان لا يخرجه ذلك عن كلام الرحمن فالانامل والمداد والاقلام والاوراق مخلوقة. والمكتوب بها غير مخلوق والالسن والاصوات مخلوقة والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق. والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق. والاسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ثم اورد ايات في ذلك تدل على تحقيق ان القرآن كلام الله غير مخلوق فقال قال الله تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون اي في كتاب محفوظ. وهذا الكتاب المحفوظ هو عند الله سبحانه وتعالى. وقال تعالى من هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون. فان الله عز وجل اضاف الايات الى نفسه فقال وما يجحد باياتنا فدل ان وجدانها في صدور الذين اوتوا العلم من الحفظة العاملين بها ان ذلك وجدان مناسب لحالهم من كونه محفوظا في صدورهم. فالصدور مخلوقة لكن المحفوظ فيها وهو كلام الله من القرآن غير مخلوق. وفي الاية الثالثة قول الله سبحانه وتعالى من كتاب ربك فاضافه الى نفسه وما كان فلا يكون مخلوقا هو في الاية الرابعة قال الله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وهذه اية مصرحة بان القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى. لا يتردد في ذلك مؤمن مصدق بالرب عز وجل ثم اورد عن ابن مسعود انه قال اديموا النظر في المصحف اي اكثروا من النظر في المصحف والمصحف اسم للصحف التي يكتب فيها القرآن اذا جمعت وكانت متفرقة في الصدر الاول ثم جمع على هذا النحو فاسم المصحف لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وانما وجد بعده. ومن هنا استدل الذهبي رحمه الله تعالى في مواضع من ميزان الاعتدال على نكارة الاحاديث التي ورد فيها لفظ المصحف بان المصحف لم يكن موجودا بهذا الاسم في النبي صلى الله عليه وسلم وانما وجد في زمن الصحابة. وهذا الاثر اثر صحيح عن ابن مسعود. رواه الطبراني وابن ابي شيبة باسناد صحيح خلافا لما يوهمه ما ذكره المحشي على الكتاب وفيه فضل القراءة في وقد نقل النووي في كتاب التبيان اجماع السلف على ان القراءة في المصحف افضل من القراءة عن ظهر قلب ثم قال المصنف والنصوص في ذلك لا تحصى اي انها كثيرة كلها تثبت ان القرآن كلام الله غير مخلوق. واثر ابن مسعود هو اديم النظر في المصحف وجه الاستدلال به هو ان ما في المصحف هو كلام الله سبحانه وتعالى فالسحب التي كتب فيها المصحف مخلوقة لكن المكتوب فيها وهو القرآن غير مخلوق. ثم لما حقق المصنف ان القرآن كلام الله غير مخلوق قال ومن قال القرآن او شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا اكبر. يخرجه من الاسلام بالكلية الكفر الاكبر كما سبق هو ستر اصل الايمان. كما ان الكفر الاصغر هو ستر كمال الايمان. وهذه المسألة متعلقة الايمان لان من الايمان بالله والايمان بكتبه الايمان بان القرآن كلامه وانه ليس مخلوقا فمن خالف في ذلك فهو كافر كفرا اكبر يخرجه من الاسلام بالكلية. فينتقض به دينه. وقد نقل الاجماع على جماعة من اهل العلم رحمهم الله تعالى لا يأتي عليهم الحصر. بل قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الامام حكاه عنهم بل حكاه قبله الطبراني. فلالكاء والطبراني في كتاب السنة ذكر عن خمسمائة من علماء المسلمين ان من قال ان القرآن مخلوق انه كافر خارج من الملة. ثم بين وجه ذلك بقوله لان القرآن كلام الله. منه بدأ اي صدر منه وتكلم به حقيقة واليه يعود اي برفعه من الصدور والسطور في اصح اقوال اهل العلم قبل يوم القيامة وكلامه صفته اي هو صفة لله عز وجل. ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر لانه نسب الى الرب ان منه شيئا مخلوقا فيرتد بذلك ويعرض عليه الرجوع الى الاسلام فان رجع ونزع عن قوله والا قتل كفرا ليس له شيء من احكام المسلمين لانه كافر مرتد. وانما عظم هذا الامر من جهة الحكم عليه بالردة لانه تعلق بشيء يرجع الى اصل الايمان. فعظم حكمه وحكم لكفره ولدته وهذا اخر تقريره على هذا الكتاب وبالله التوفيق