السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس العشرون في شرح الكتاب الخامس من برنامج تعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واثنتين وثلاثين والاربعمائة بعد الالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله ويليه الدرس الخامس في شرح الكتاب السادس وهو قرة العين بشرح طرقات امام الحرمين للعلامة محمد الحطاب الرعيني قد انتهى بنا البيان في كتابه الاول عند قول المصنف رحمه الله ما دليل الايمان بالرسل؟ نعم. بسم الله الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. احسن الله اليكم قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال ما دليل الايمان بالرسل؟ جواب ادلته كثيرة من الكتاب السنة منها قوله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مبينا الذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالله ورسله. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من الركن المتقدم من اركان الايمان وهو الايمان بالكتب اتبعه بذكر مسائل تتعلق بالركن التالي له وهو بالرسل واستفتح ذلك بقوله سائلا ما دليل الايمان بالرسل؟ ثم اجاب عنه رحمه الله تعالى فقال ادلته كثيرة من الكتاب والسنة. واورد اية دالة على ذلك مع ما تبعها من سورة النساء واورد حديثا في الصحيح كلاهما دالان على الايمان بالرسل. فاما الاية فدلالتها على الايمان بالرسل من وجوه اصلحها قوله تعالى والذين امنوا بالله ورسله اي جميع رسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم. واما الحديث فذلك ظاهر من قوله امنت بالله ورسله فعطف الايمان بالرسل على الايمان بالله سبحانه وتعالى. والذي دل عليه القرآن في ايات مختلفة متفرقة ان الناس باعتبار الايمان بالرسل ينقسمون الى ثلاثة اقسام. القسم الاول من يكفر بالرسل جميعا. وهذا كافر ليس من اهل الايمان. والثاني من تؤمن ببعضهم ويكفر ببعضهم. وهذا كافر كما قال الله في هذه الاية لما ذكر المفرقة اولئك هم الكافرون حقا. فالكفر بنبي او رسول واحد كالكفر بهم جميعا والثالث المؤمن بجميع الرسل وهؤلاء هم اهل الايمان ممن يؤمن بالرسل والانبياء الذين بعثوا اليهم وبما اخبر عنه اولئك الانبياء من رسل وانبياء تقدموا عليهم او يأتون بعدهم ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقة الرسل الشرعية. والرسول شرعا يقع على معنيين احدهما عام والاخر خاص. فاما العام فهو ايش؟ رجل انسي ايش؟ حر اوحي اليه وبعث الى قوم رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم. فهذا يشمل كل مبعوث ومنه قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فيندرج فيه النبي. والثاني خاص وهو رجل كنسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم مخالفين ومنه قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي فجعل بينهما فرقا فكلاهما معنى شرعي لكن الاول يقع على العموم والثاني على الخصوص وحينئذ يكون قول مصنفي ما دليل الايمان بالرسل واقعا على المعنى العام ام الخاص؟ واقعا على المعنى العام الذي يشمل الانبياء نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما معنى الايمان بالرسل؟ جواب هو التصديق الجازم بان الله تعالى ابعث في كل امة رسولا بعث في كل امة رسولا منهم يدعوهم الى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه وان جميعهم صادقون بارون راشدون كرام بررة اتقياء امناء هداة مهتدون البراهين الظاهرة والايات الباهرة من ربهم مؤيدون. وانهم بلغوا جميع ما ارسلهم الله به لم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند انفسهم حرفا ولم ينقصوه. فهل على الرسل الا البلاء المبين وانهم كن لهم على الحق المبين. وان الله تعالى اتخذ ابراهيم خليلا. واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وكلم موسى تكليما. ورفع ادريس مكانا عليا. وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وان الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل وهو ما معنى الايمان بالرسل ثم اجاب رحمه الله تعالى عن ذلك بشذور متفرقة وفروع مختلفة هي اقرب الى من نسق البيان منها الى الواجب الايماني. ومعرفة الحقائق الشرعية لاركان الايمان هي من اعظم المقاصد وقد سبق ان بينا ان القدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل يرجع الى الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم. لماذا؟ ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا هو القدر الذي يتعلق ابتداء بحقيقة الايمان بالرسل وجوبا على كل احد من الخلق. فاذا عقل هذا المعنى كان ما وراءه واجبا باعتبار بلوغ الدليل او غير واجب بل من فروع العلم المستحبة كما سبق بيانه في هذا المحل. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما ذكر اوصافا للانبياء والرسل وانهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة اتقياء امناء الى اخر ما ذكر كل خصلة حميدة فانبياء الله ورسله بها موصوفون. وكل خصلة دميمة فانبياء الله ورسله انها بريئون وهذه قاعدة خصال الانبياء. فان الجامع لخصال الانبياء ان كل صفة حسنة فهي لهم وان كل صفة ذميمة هم منها برءاء. واذا طردت هذا الاصل في مشكلات العلم في جملة من المواضع في تفسير القرآن انحل عنك الاشكال وانقطع الجدال فان من استصحب معرفة كمال الانبياء لم يحاكمهم الى سواه بخلاف من جوز عليهم اشياء لا تليق بهم. ثم ذكر بعض ما لبعضهم من الكمالات فقال وان الله اتخذ ابراهيم خليلا. واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا. وكلم موسى تكليما. ورفعه ادريس مكانا عليا. ومعنى ذلك ايش؟ ايش معنى رفع ادريس مكانا عليا؟ نعم السماء الرابعة هذا احسن ما قيل في تفسير الاية ورفعناه مكانا عليا لماذا؟ لانه هو ثابت في الصحيحين فان النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ما لك بن صعصعة وانس في الصحيح لما ذكر الانبياء والرسل في طباق السماء عرج به ذكر ان ادريس في سماء الرابعة. لكن هنا اشكال. هل ادريس مختص بذلك حتى يذكر رفعه به الا يشاركه في الرفع في السماء انبياء؟ منهم من هو فوقه؟ ما الجواب؟ بلى. يشاركه انبياء فان فاتحتهم كان ادم عليه الصلاة والسلام ثم في السماء السابعة ابراهيم عليه الصلاة والسلام. اذا ما معنى ذكر ادريس في رفعه المكان العليم والصحيح ان مكان رفعناه مكان العلي يعني في السماء الرابعة. بالنسبة له هو كيف وطيب كيف صار بالنسبة له هو؟ هم ذكر مجاهد وغيره قال ورفعناه مكان عليا اي رفع ولم يمت كعيسى وهذا حسن من جهة نظيره لما ذكرت الرفعة لعيسى وش كانت الرفعة في سورة النساء وغيرها؟ رفعته حيا لم يمت. هذا وجه حسن لكن يحتاج الى دليل. فهمتم انتو الاشكال؟ يعني ما معنى ذكره في المكان العلي مع ان هناك غيره قد رفع ممن دونه او من بعده. صار هذا مثل لم يمت وانما رفع طيب لماذا خص انا رفعنا مكان عليا؟ لماذا ما قيل ايضا في يوسف رفعنا مكانا عليا؟ يعني يوسف ثالثة وهارون في الخامسة وموسى في السادسة. الجواب بما فتح الله عز وجل به ان الانبياء الذين ذكروا ممن هم بعده كلهم ممن كان قومه اهل تكذيب. الا ادريس لم يكن قومه اهل تكذيب. ما كانوا مكذبين به ولا مخالفين له. فخرج عن نظرائه. اهل سماء الذين ذكروا من الانبياء الله عز وجل ممن هم فوق رتبة ادريس كانت اممهم مخالفة لهم بل كلهم الا ادم وهو في الاولى. لكن بقية الانبياء الذين فوق ادريس عليه الصلاة والسلام وهم هارون وموسى وابراهيم اممهم لهم مخالفون لكن ادريس لم تكن امته له مخالفة ومع ذلك رفع. ايهما الحقيقي بان يرفع من كانت الامة مخالفة له ومع ذلك ادريس ليس من هذا الجنس. الامة التي بعث فيها كانت موافقة له. وما الدليل على ان الامة كانت موافقة له لان بعض المؤرخين يذكر خلاف ذلك الدليل ما في صحيح البخاري عن ابن عباس كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلها على التوحيد. وادريس على الصحيح هو من اجداد نوح واختيار البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه فيكون قد بعث في الامم الموحدة الموافقة من مشرك المخالفة الموحدة الموافقة فلما بعث الموحدة الموافقة وجعل في الرابعة استحق الامتنان عليه بقوله تعالى ورفعناه مكانا عليا ثم قال وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم. ومعنى وكلمته اي خلق بالكلمة وليس الكلمة وانما خلق بكلمة الله عز وجل كن وروح منه اي روح من الارواح التي خلقها الله عز وجل على وجه الاختصاص بالكمالات التي ليست لها فهي روح لا كسائر الارواح تشاركها في اصل خلقتها بل تزيد عليها فضيلة بما لها من الكمالات ثم قال وان الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات كما ذكر ذلك الله في كتابه. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله سؤال هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه؟ جواب اتفقت دعوتهم من اولهم والى اخرهم على اصل العبادة واساسها. وهو التوحيد بان يفرج الله تعالى بجميع انواع العبادة اعتقادا وقولا وعملا ويكفر بكل ما يعبد من دونه واما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوه ما لا يفرض على الاخرين ويحرم على هؤلاء ما يحل للاخرين امتحانا من الله تعالى ايكم احسن عملا؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل وهو هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه. ثم اجاب عنه بقوله اتفقت دعوتهم من اولهم الى اخرهم على اصل العبادة اساسها وهو التوحيد واما الفروض المتعبد بها فانهم مختلفون فيها. ويخبر عن هذا قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. اي كل نبي من الانبياء له شرعة ومنهاج فارق بها غيره. واما في الاصل فانهم مجتمعون على اصل واحد كما روى البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء اخوة لعلات امهاتهم شتى ودينهم واحد ومعنى اخوة لعلات اي ابوهم واحد وان اختلفت امهاتهم فان الاخوة لعلات في كلام العرب توضع على هذا المعنى والام هنا باعتبار الاصل فاصل امرهم وهو الدين واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ودينهم واحد فهم في توحيد الله عز وجل مجتمعون وعليه متفقون. واما في الشعائر والمناهج فان الله عز جعل لكل واحد منهم شريعة ومنهاجا. وبقوله صلى الله عليه وسلم ودينهم واحد يعلم من يقول الاديان السماوية. لان السماوية المضافة الى الله سبحانه وتعالى هو دين واحد وليست اديان متعددة وانما يقال الدين السماوي في شريعة موسى. يعني الشريعة التي شرعها الله لموسى والدين السماوي في الشريعة التي شرعها الله لعيسى والدين السماوي بالشريعة التي شرعها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فليس هناك اديان سماوية بل الدين السماوي دين واحد وانما اختلفت الشرائع التي يؤمر بها الانبياء يا اما فعلا واما تركا وكفا. واما الكتب السماوية فانها متعددة فان الله انزل على موسى التوراة وعلى عيسى الانجيل وعلى محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا القرآن فيعلم الفرق بين المسألتين نعم احسن الله اليكم. سؤال ما الدليل على اتفاقهم في اصل العبادة المذكورة؟ جواب الدليل على ذلك من على نوعين مجمل ومفصل. اما المجمل فمثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نحييه اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقوله تعالى واسأل من ارسلنا من وقبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهتين يعبدون. الايات واما المفصل فمثل قوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غير افلا تتقون؟ وقوله والى ثمود اخاهم صالحا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله والى عاد اخاهم هودى. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله والى مدين اخاه شعيبا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون ان الذي فطرني. وقال موسى انما الهكم الله الذي لا اله اله الا هو وسع كل شيء علما. وقال تعالى وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواهن النار. وقال تعالى قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار وغيرها من الايات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان الرسل فقال ما الدليل على اتفاقهم في اصل العبادة المذكورة؟ اي ما الدليل على كون دينهم واحدا في اصله وهو التوحيد. فذكر رحمه الله تعالى ان الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين. مجمل ومفصل. والفرق وبين الاجمال والتفصيل هو ان الاجمال وقعت دلالته عامة على جميع الانبياء. واما دلالة التفصيل فتعلقت فيها الدلالة بكل نبي باسمه. واورد المصنف رحمه الله تعالى الادلة من القرآن الكريم لظهورها في ذلك. فذكر رحمه الله تعالى جملة من الاجلة المجملة كقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وفي الاية الاخرى الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وما كان في هذا المعنى ثم اتبع ذلك بادلة مفصلة فيما جاء عن نوح وعن صالح وعن هود وعن شعيب وعن ابراهيم وعن موسى وعن عيسى وعن محمد عليهم الصلوات والسلام. فهذه الايات تنضح بالدلالة على اتحادهم في ادلة مفصلة في كونهم جميعا جاؤوا بامر واحد وهو توحيد الله عز وجل. فكانوا يقولون اعبدوا الله ما لكم من اله غيره سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها من الحلال والحرام جواب قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا ولو الله لجعلكم امة واحدة ولكن يبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا خيرا قال ابن عباس رضي الله عنهما سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد كلمة والحسن البصري وقتادة والضحك والسدي. وابو اسحاق السبيعي وفي صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن معشر الانبياء اخوة لعلات ديننا واحد يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول ارسله وضمنه كل كتاب انزله. واما الشرائع فمختلفة في الاوامر والنواهي والحلال والحرام ليبلوكم ايكم احسن عملا. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالرسل فقال ما دليل اختلاف شرائعهم في فروعها؟ من الحلال والحرام. ولو انه رحمه الله تعالى اكتفى بقوله فدليل اختلاف الشرائع كان اولى لان جعل الفروع اسما لما سوى توحيد الله سبحانه وتعالى فيه نظر على ما تقدم بيان في محله ثم اجاب عنه في قوله تعالى لكل جعلنا منكم الشرعة ومنهاجا فان هذه الاية اصل اختلاف شرائع الانبياء وان كل نبي من الانبياء جعل الله له شريعة امره فيها بما امره. وصح عن ابن عباس عند ابن جرير الطبري انه قال في تفسير قوله تعالى شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة اي سبيلا تسلكونها في عبادة الله عز وجل وسنة دون وتهتدون بها وجاء مثله عن جماعة من التابعين كمجاهد وعكيمة والحسن البصري وقتادة والضحاك والسدي ابي اسحاق السبيعي والسدي اذا اطلق في كتب التفسير فانه السدي الكبير ليس الصغير كما ذكره المعلق فقال هو محمد ابن مروان السدي صاحب التفسير وانما هو السدي الكبير واسمه ظن محمد ابن عبد الرحمن ذهب عني اسمه الان لكن هو السدي الكبير ثم اورد ما يصدق ذلك ما في صحيح البخاري كما تقدم نحن معاشر الانبياء اخوة لعلات ديننا واحد يعني بذلك التوحيد ومعنى الاخوة لعلات عند العرب كما سلف هم اخوة الذين تعددت امهاتهم فابوهم واحد وامهاتهم متعددة. ثم بين رحمه الله تعالى ان العلة من اختلاف الشرائع في الاوامر والنواهي الحلال والحرام ابتلاء الخلق كما قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا اي بائتماره بامتثال ما امر به هو اجتنابه ما نهي عنه. نعم. احسن الله اليكم. سؤال هل قص الله جميع الرسل في قال جواب قد قص الله علينا من انبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة. ثم قال تعالى ورسل قد قصصناهم عليك من قبل كبير اظن اسمه اسماعيل الاسم محمد بن عبد الرحمن اسمه اسماعيل احسن الله اليكم. ثم قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا وقصصهم معاليك فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل واجمالا فيما اجمل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر من اسئلة المتعلقة بالايمان وبالرسل وهو هل قص الله جميع الرسل في القرآن؟ ثم اجاب عنه بقوله قد قص الله علينا من انبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة. وهذا من احسن الاجوبة فانه ذكر ان ما تحصل به الكفاية في العبرة والاتعاظ قد خصه الله عز وجل علينا فما نحتاج اليه في حصول ذلك هو موجود في كتاب الله عز وجل. ووراء ذلك رسل لم الله عز وجل علينا بالاكتفاء بما ذكره الله عز وجل من قصص من سماهم. فيؤمن العبد بما جاء مفصلا على وجه التفصيل وبما جاء مجملا على وجه الاجمال. كما قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك. نعم احسن الله اليكم. سؤال كم صرنا منهم في القرآن؟ جواب سمي منهم فيه ادم ونوح وادريس وهود وصالح وابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب. ويوسف ولوط وشعيب ويونس وموسى وهارون والياس وزكريا وليسعوا هذا الكيف وداوود وسليمان وايوب وذكر الاسباط جملة وعيسى ومحمد صلى الله عليه اجمعين ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر للاسئلة المتعلقة بالايمان بالرسل فقال كم سمى من في القرآن ثم قال مجيبا عنه سمى منه فيه ادم يصير السؤال كم سمي لابد لانه قال سمي منهم فيه ادم ونوح. فالضبط هذا غلط. كم سمي منهم في القرآن ثم اجاب فقال سمي منهم فيه ادم نوح وادريس وهود الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى من الانبياء الذين وقعت تسميتهم في القرآن ومنفعة ذكر من سمي منه في القرآن ذكر زيادة شيء يؤمن به يتعلق بذلك الرسول وهو اسمه. فلو قيل لانسان من هو الرسول الذي بعث الى ثمود؟ كان الجواب هو صالح. فاذا كان يجهله ثم عرف بدليل من القرآن وجب عليه الايمان به. وقد نظم هذا جماعة من اهل العلم كالشجاع والباجوري في انظام مشهورة وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى سمى من الانبياء على وجه الاجمال الاسباط. وهذا على احد ان الاسباط انبياء. والصحيح ان الاسباط في بني اسرائيل كالقبائل في بني اسماعيل. كما ذكره الخليل ابن احمد وجماعة فليسوا انبياء وانما فيهم الانبياء وانتصر لذلك ابو العباس ابن تيمية في رسالة مفردة لخصها السيوطي في رسالته دفع التعسف عن اخوة وذكر فيها ابو العباس ابن تيمية انه لا يعرف عن احد من الصحابة انه ذكر ان الاسباط انبياء. قال السيوطي ولم اره في كلام احد من التابعين. فالذي يظهر ان ذكر الاسباط عند عد الانبياء انما المراد ان النبوة صارت في بني اسرائيل في اسباطها لما قطعوا اثني عشر. وفائدة ذكرها ان النبوة صارت مستمرة في بني اسرائيل كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت الانبياء في بني اسرائيل لا تسوسهم اذا مات نبي قام نبي. فهذا فائدة ذكر الاصبار. ومعنى ذلك ان النبوة صارت فيهم طردة فيكون فيهم نبي بعد ان بعث الله اليهم موسى عليه الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليك. سؤال من هم اولو العزم من الرسل جواب هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه. الموضع في سورة الاحزاب وهو قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح. ومنك من نوح وابراهيم موسى وعيسى ابن مريم الاية الموضوع الثاني في سورة الشورى وهو قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. الاية ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى سؤالا اخر من الاسئلة المتعلقة بالايمان بالرسل وهو قوله من هم اولو العزم والرسل. ثم ذكر انهم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفراده في موضعين احدهما في سورة الاحزاب والاخر في سورة الشورى. وهذا الجواب مفسر لقوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ففسر اولو العزم من الرسل بانهم هؤلاء الخمسة استدل بذكرهم مجموعين في هاتين الايتين. طيب هل يصلح هذا دليله؟ في ايات ذكر فيها؟ جماعة اخرين الانبياء. فلماذا صار هؤلاء احق دون غيرهم؟ ما الجواب؟ ما ورد من جمع ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب اكثر من ذلك. حديث الشفاعة. طيب حديث الشفاعة في محمد صلى الله عليه وسلم وفيه عيسى عليه والسلام. وفيه موسى عليه الصلاة والسلام وفيه نوح عليه الصلاة والسلام. فيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وفيه ادم طيب ها استدلنا فيما سبق قلنا لكم ان الدليل دليل الشفاعة لانه الناس حينئذ يقصدون من؟ الاعظم. يقصدون الاعظم. فهم قصدوا ستة. هم هؤلاء الخمسة وادم. ثم اخرجنا ادم بقول الله تعالى ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزم هذا اقوى دليل هذا اقوى الادلة انهم يتوجه اليهم في طلب الشفاعة فدل على اختصاصهم بمعنى ليس لغيرهم من الانبياء. واخرج ادم لاية سورة طه. اما مجرد كونهم مجموعين في هاتين الايتين لا يصلح دليلا على الانفراد. ولقد ذهب عبد الرحمن بن زيد بن اسلم الى ان اولو العزم وصف لجميع الانبياء هذا فيه قوة واختاره علي ابن مهدي الطبري ذكره عنه الثعلب في تفسيره الكشف والبيان. فكل نبي هو ذو عزم وهذا القول فيه فيه قوة لان العزم هو الجد. وكل الانبياء اولو اولو جد. فهذا القول فيه قوة لكن اذا نظرنا الى حديث الشفاعة يبقى في النفس شيء من عمومه. ثم يرد على هذا شيء اخر ان العزم الذي نفي عن ادم كانه كان قبل النبوة. لانه متى نسي؟ في الجنة الجنة دار جزاء ولا دار عمل؟ جزاء وليست عمل. فيكون وصف النبوة صار له بعد ان انزل. والذي نفي عنه ولم نجد له عزما كان قبل النبوة. فالقول بان العزم وصف للانبياء جميعا هذا فيه قوة قوية. وان كان مهجورا الناس على ان اولي العزم هم الخمسة لكن فيه فيه ما فيه. والله عز وجل قال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ومن تكون بيانية وليست تبعيضية. يعني لبيان ان جنس الرسل هم اولو عزم. هذا القول فيه قوة. ويكاد يكون هو الاقرب للنفس لكن ان تمسك بالقول المشهور فان الدليل الدال على قوته هو حديث الشفاعة مع ما سبق بيانه وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق