السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقد مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الرابع والعشرون في شرح الكتاب الخامس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب اعلام السنة المنشورة. في العلامة للحافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله. ويليه الدرس التاسع عشر بشرح الكتاب وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين العلامة محمد بن محمد الحطاب الرعينية رحمه الله تعالى فقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول منهما الى قول المصنف رحمه الله سؤال كيف صفة الموقف من كتاب نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد احسن الله اليكم قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة الموقف من الكتابة جواب قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم افئدتهم هواء الايات. وقال تعالى نوع المد. نوع المد هواء. احسن الله اليكم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء. الايات. وقال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له. الا من اذن له وقال صوابا. الايات. وقال تعالى وانذرهم يوم العازفة اذ القلوب الحناجر كاظمين. ما من ظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. الايات وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة الايات وقال تعالى سنفور لكم ايها الثقلان. الايات وغير ذلك كثير. اورد المصنف رحمه الله الله تعالى سؤالا اخر من الاسئلة المنتظمة تحت ركن الايمان باليوم الاخر. وهذا السؤال عن صفة الموقف من الكتاب. ولم يستفتح رحمه الله تعالى ذلك ببيان المقصود بالموقف فان تصور احكام الاشياء مبني على تصورها هي اولا والموقف شرعا هو مقام العباد يوم القيامة قبل الحساب. مقام العباد يوم القيامة قبل الحساب فهو الموضع الذي يقيم فيه الناس منتظرين الحساب من الله سبحانه وتعالى. والموقف بمعنى الاقامة هو المعروف عند العرب في لسانهم. ومن التراكيب الاعجمية الشائعة اليوم قولهم موقف كذا وكذا ازاء كذا وكذا كقولهم موقف المسلم من الفتن فان هذه كلمة لا تقع بمعنى يصلح لهذا المقام عند العرب. ويريدون به ما ينبغي ان يكون عليه العبد امام الفتن هذه العبارة لا تؤدي هذا المقصود فهي من التراكيب الاعجمية التي شاعت في عناوين المحاضرات والكتب وانما تبدل بمثل قول الواجب على المسلم عند الفتن او ما ينبغي للعبد عند الفتن ونحو ذلك فمن التعابير اللاحقة بهذا فيما سلف قولهم موقف المسلم ازاء كذا وكذا ويجب على العبد ان له موقف فان الوقوف عدم الحركة ولا يدل على القيام بشيء وهذا لا يصلح مناسبا لما ارادوه من معنى وانما الصالح له اذا كان بمعنى الاقامة والانقطاع الى الموضع. هذا هو المراد في مثل هذا المحل فان الناس يقيمون يوم القيامة منتظرين الحساب من الله عز وجل فهو الموقف متقدم الحساب. وذكر المصنف رحمه الله تعالى من الكتاب تنبيها الى ان اثبات الموقف وهو مقام العباد يوم القيامة قبل الحساب. ثابت بدلائل الوحي من القرآن والسنة واستفتح ذلك بذكر اية من القرآن دالة عليه. فذكر قول الله سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار اي ترتفع فيه الابصار وتجحظ فلا يرتد طرفها فان شخوص البصر هو لسانه دون انقطاعه فاذا صار الانسان جاهظ العينين لا يرتد طرفه اي لا يحرك عينه سمي شاخص البصر وهم في تلك الحال على ما وصفهم الله مهطعين مقنعي رؤوسهم اي مسرعين فان الاقطاع هو الاسراع كما قال تعالى مهطعين الى الداع اي مسرعين الى الداعي الذي يدعوهم مقنعي رؤوسهم اي رافعي رؤوسهم ينتظرون ماذا يكون بينهم؟ لا يرتد اليهم طرفهم اي من شغلهم برفع ابصارهم لا يرتد لا يرجع اليهم بالنظر في انفسهم او فيما حولهم بل ابصارهم شاخصة من هول الموقف تنتظر ما يفصل فيه بين الناس وافئدتهم هواء اي خالية فارغة لشدة الهول الذي هم فيه. فكان افئدتهم خلت من كل شيء تنتظر ما يفصل فيه بينها ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى ويوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلم هنا الا من اذن له الرحمن وقال صوابا فلا كلام حينئذ الا باذن الله سبحانه وتعالى. وهذا في قوله تعالى الا من اذن له الرحمن اي ان يتكلم فيقول صوابا. يفسر به الايات اللواتي فيها الكلام كما في قوله تعالى وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. فان الهمس في قول كثير من المفسرين من الصحابة والتابعين هو صوت وطأ اقدامهم على الارض. فلا كلام حينئذ الا صوت اقدامهم اذا انتقل عليها الى الارض. وقال بعض المفسرين الا همسة يعني الا صوتا خفيا. وحينئذ اذا قيل بانه الصوت الخفي قيل انه صوت خبي يأذن الله سبحانه وتعالى به. فيكون هذا جمعا بين هذين النوعين من الايات التي فيها نفي الكلام واثباته يوم القيامة. ثم اورد قول الله عز وجل وانذرهم يوم الازفة. وهو من اسماء يوم القيامة سمي ذلك للتنبيه الى اقترابها فانه يقال ازف الشيء اذا اقترب والقيامة ازفة بمبعث النبي صلى الله الله عليه وسلم كما قال تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر وقال اتى امر الله فلا تستعجلوه. وهي ايضا معجلة بما يعجل فيها من الجزاء فان الجنة تزلف وازلفت الجنة للمتقين والنار ايضا تزلف اي وتعد لاهلها فلاجل ما يكون فيها من التعجيل والتقريب سميت يوما ازفة. وبين الله سبحانه وتعالى حال الخلق فيها قال اذ القلوب لدى الحناجر اي بلغت القلوب الحناجر كما قال الله عز وجل في وصفها في موضع اخر من القرآن وبلغت القلوب الحناجر وليس المعنى انها انتقلت من مواضعها حتى صارت في الحناجر. ولكن المراد الاشارة الى حال الهلع فان الانسان اذا اصابه هلع شديد في الدنيا ارتجف قلبه حتى يرى ارتجافه قد بلغ حنجرته هذا امر معروف في احوال الهلع. يشار به الى شدة الخوف والهلع التي تعتلي الانسان حتى يبلغ قلبه حنجرته ثم قال الله عز وجل كاظمين اي ساكتين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. ثم اورد فيها قول الله عز وجل في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وهذه الاية اصل في تقدير المدة التي يقيم الناس فيها في الموقف فانهم يقيمون فيها هذه المدة خمسين الف سنة. وفي صحيح مسلم التصريح بذلك. في حديث طويل عن ابي هريرة رضي الله عنه وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة يقضى فيه بين العباد فاشار الى ان القضاء الذي يكون ذلك اليوم مدته خمسين الف سنة. ثم اورد قول الله عز وجل سنفرغ ايها الثقلان وهو اسم للجن والانس وهذا ميعاد لهم ان الله عز وجل سيفرغ لهم بحسابهم في الموقف الذي يجمعهم فيه ينتظرون حساب الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم. سؤال كيف صفة الموقف من السنة جواب فيها احاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين. قال يقوم احدهم في رشحه الى انصاف اذنيه. شهيد يقوم احد يعني في عرقه زنة ومعنى يعني بفتح اوله وثانيه وكذلك المعنى عرقه نعم يقوم احدهم في رشحه الى انصاف اذنيه. رشحه عرقه. يعني وزنا ومعنا. احسن الله اليكم. نعم وحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا. ويلجمهم حتى يبلغوا اذانهم. وهذه في الصحيح وغيره كثير اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر من الاسئلة المتعلقة بيوم القيامة لاحق بما قبله فهو سؤال عن كيفية صفة الموقف لكن في النظر الى الوارد في السنة ثم اجاب عنه بقوله فيها احاديث كثيرة اي في صفة الموقف احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. منها وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقوم احدهم في رشحه يعني في عرقه الى انصاف اذنيه وهذا العرق ناشئ من اقتراب الشمس منه فان الشمس تقرب منهم حتى تكون ميلا اي على بعد ميل والميل هو ميل المسافة لان اسم الميل اذا اطلق في معهود الخطاب في العرف النبوي وفي عهد الصحابة رضي الله عنهم انما يريدون به من المسافة فلشدة قرب الشمس منهم يشتد الحر عليهم حتى يعرقوا بعرق عظيم يكون فيهم من يكون رشحه الى انصاف اذنيه. وفيهم من يقل ذلك كما جاء في صحيح فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ حقويه وهو مجمع عظم فخذه الذي يقرب من بطنه ومنهم من يكون الى انصاف اذنيه ومنهم من يلجمه العرق الجاما. فالناس متفاوتون في مقاديرهم من العرق. والرواية الاخرى في الصحيح يعرق الناس وهي حديث ابي هريرة. يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا توهم بعض المتكلمين في معاني الحديث ان هذه الرواية واية تخالف الرواية الاخرى لانهم فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا ان العرق يرتفع فوق الارض سبعين ذراعا فيكونون في بحر من العرق. فعند ذلك كيف يستوي ان يكون حال بعضهم في كعبيه وبعضهم الى ركبتيه الى اخر هذه الاوضاع. واجابوا عن ذلك بان هذا من اختلاف الاحوال فيكون في جهة غامرا للناس ويكون في جهة على خلاف ذلك. وكل ذلك من الغلط في فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم حتى يذهب في الارض سبعين ذراعا فان هذه الكلمة وردت في احاديث عدة وهي كلمة يذهب في الارض اي ينزل ويغوص في الارض فهي محمولة في هذا الحديث على هذا المعنى فينزل عرقهم ويمتد في الارض سبعين ذراعا بمنزلة المطر النازل من السماء فاذا كثر فان المطر ينزل في الارض على حسب كثرته فاذا كان كثيرا نزل الى متر واذا كان اكثر نزل الى مترين وربما بلغ اكثر من ذلك فنزل اكثر في الارض اكثر من ذلك فذلك العرق عرق عظيم لشدته وقرب الناس به ينزل في باطن الارض ويغوص سبعين ذراعا فيكون العرق الموصوف حينئذ نوعان احدهما عرق فوق الارض والاخر عرق تحت الارض فاما العرق الذي تحت الارض فمنتهاه الى سبعين ذراعا. واما العرق الذي فوق الارض فانه يختلف باختلاف احوال الناس فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ حقويه ومنهم من يلجمه العرق الجاما. وفي هذا جمع بين الاحاديث لها وفق اللسان العربي والمعهود من الخطاب الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم سؤال كيف صفة العرض والحساب من الكتاب؟ جواب قال تعالى يومئذ لا تخفى منكم خافية. الايات وقال تعالى وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما ما خلقناكم اول مرة. الايات وقال تعالى ويوم نحشر من كل امة يكذب باياتنا فهم يوزعون. حتى اذا جاءوا يقالوا كذبت باياتي ولم تحيطوا بها علما. ام ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وقال تعالى الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ولو يعمل مثقال ذرة شرا يره. وقال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعون عما كانوا يعملون. وقال تعالى الايات وغيرها. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بمقام اخر من مقامات الايمان باليوم الاخر. وهو متعلق بالعرض والحساب. فقال فاصفة العرض والحساب من الكتاب. ولم يفصح رحمه الله تعالى عن حقيقة العرض والحساب والصلة بينهما بين هاتين الكلمتين ان العرض بعض الحساب. يرحمك الله. فان الحساب اعم. فيكون العطف المذكور في هذه الجملة من عطف العام على الخاص. فالعام هو الحساب والعرض فرد من افراده. وتقدم ان الحساب شرعا هو ايش؟ عندكم اختبار يوم ثلاثة خمسة كم ما رجعت الى الان؟ اعمال العبد متى يوم القيامة؟ عدوا اعمال العبد يوم القيامة عد اعمال العبد يوم القيامة وهو نوعان احدهما ايش؟ نعم. وهو ثم احسنت احدهما الحساب اليسير وهو تقرير الله للعبد على ذنوبه. مع العفو عنه ويسمى ايش؟ العرض ويسمى العرض والاخر الحساب العسير هو مناقشة الحساب. مناقشة العبد مناقشة العبد واستقصاء اعماله عليه. مناقشة العبد واستقصاء اعماله عليه. وحينئذ فيكون العرض بعض بعض الحساب. ويتجلى من ذلك معنى قولنا ان العطف ها هنا من عطف العام على الخاص. واورد المصنف رحمه الله تعالى في بيان حقيقتهم اية من الكتاب منها قوله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية اي لا يغيب منكم شيء ابدا هنا اشكال وهي ان الله سبحانه وتعالى قال يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية مع ان الله الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من قبل خافية فما وجه تخصيص عدم الخفاء بذلك اليوم فهمتوا الاشكال؟ هل يخفى على الله شيء؟ لا ولذلك الشاعر يقول فلا تظنن ان الله يغفل ساعة ولا لا ان ما ايه يخفى ما هو بيخفى ولا انما يخفى عنه يغيب. بعض الناس يقول يخفى عنه يغيب. والله لا يخفى عنه شيء. لكن يخفى يغيب فالله لا يخفى عنه شيء. فما معنى قوله يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. ما الجواب؟ اعملوا اذهانكم يا اخوان لازم الواحد يفكر في المشكلات هذي. هذي رياضة ذهنية مثل الرياضة البدنية وهي اهم منها. نعم ها جواب سهل يعني يعني لا تفيد تقييدا ولا تفيد معنى جديدا اذا ما معنى اذا يومئذ تعرضون كانت مغنية يقول لا تخفى منكم خافية لكن لماذا قال يومئذ تعرضون لا تخفى منكم فاضية يا نهار هل تخفى على الله في الدنيا؟ كيف يظهر الله عز وجل اعمال العباد بعضهم لبعض؟ قال يومئذ يعرضون لا تخفى منكم خافية. يعني نعم. طيب كل الناس قال يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. لان الانسان في الدنيا اذا فارق العمل امكنه جحده فينكر انه قد عمله. ولكن يوم القيامة لا يمكنه جحده. لماذا؟ لانه يظهر له كما قال الله عز وجل في اية سورة الزلزلة قال يروا اعمالهم فلا يمكن ان يقول انا ما فعلت لانه يرى هذا العمل. اما في الدنيا فانه لا يرى هذا العمل. هذا وجه معنى قوله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. اي لا يمكنكم دعوة وانها خافية عنكم لا تعلمون بها بعد ان فعلتموها. ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة يعني انكم تأتون الله سبحانه وتعالى كما خلقكم ليس مع المرء شيء من مال ولا ولد ولا غيره كما قال تعالى وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. ثم اورد قول الله عز وجل ويوم نحشر من كل امة فوجا من يكذب باياتنا يعني ان الله عز وجل يحشر من كل امة من كذب من تلك الامة فهم يكونون فوجا يعني جمعا كثيرا فهم يوزعون اي يدفعون ويجمع اولهم على اخرهم. ثم قال الله سبحانه وتعالى في بيان ما يكونون عليه قالوا ووقع القول عليهم بما ظلموا. اي حقت عليهم كلمة العذاب فهم لا ينطقون. ومعنى النطق المنفي هنا النطق بحجة لانه ثبت في ايات اخرى ايضا انهم يتكلمون فالجمع بينهما بان النطقة المنفية عنهم نطق الذي يدلون فيه بحجة ولذلك قال الله عز وجل في نفيه هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون وهذا يبين معنى النطق الممنوع عنه وهو النطق الذي يدلون فيه بحجة توجب عذرهم. ثم قال وقال تعالى يومئذ يصبر الناس اشتاتا اي اوزاعا متفرقة ليروا اعمالهم اي تظهر لهم اعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والضمير عائد الى ماذا؟ العمل ونبهنا وجزاء العمل. انه يرى العمل ويرى جزاء عمل ثم اورد قول الله عز وجل فربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون يعني في محاسبتهم وقوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون يعني محاسبون نعم. احسن الله اليكم. سؤال كيف صفة ذلك من السنة؟ الجواب فيه احاديث كثيرة. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب قالت عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب تعبا يسيرا. قال ذلك العرض. وقال صلى الله عليه وسلم جاءوا بالكافر يوم القيامة فيقال له ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تبتدي به؟ فيقول نعم. فيقال قد سئلت ما هو ايسر من ذلك وفي رواية فقد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي. فابيت الا الشرك قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم. وينظر بين يديه فلا ان النار تلقاء وجهه. فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة. وقال الله عليه وسلم يدنو احدكم يعني المؤمن من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول اعملت كذا وكذا قولوا نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم. فيقرره ثم يقول اني سترت عليك في وانا اغفرها لك اليوم وغير ذلك من الاحاديث. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالعرض والحساب لكنه بالنظر الى الوارد في كيفيته من جهة السنة. فقال كيف صفة ذلك من السنة ثم اجاب عنه بقوله فيه احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عدة احاديث منها حديث عائشة في الصحيحين من نوقش الحساب عذب الحديث وفيه بيان الفرق بين الحساب العسيري والحساب اليسير وان الحساب اليسير مختص باسم العرض ثم ذكر بعد ذلك حديثا اخر عن انس رضي الله عنه في الصحيحين وفيه ما يقع يوم القيامة من مناقشة الله سبحانه وتعالى للكفار على اعمالهم وتبكيتهم عليها وتقريعهم على سوء صنيعتهم فيها ومنه قوله تعالى له ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقال وقد سئلت ما هو ايسر من ذلك وفي رواية فقد سألتك ما هو اهون من هذا وانت في صلب ادم الا تشرك بي ابيت الا الشرك هذا دال على وقوع تبكيك الله عز وجل وتقريعه للكافرين والظالمين على اعمالهم ثم ذكر حديث علي بن حاتم رضي الله عنه في الصحيحين ايضا او عند البخاري وحده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان اي احد يعرب عن معنى اللفظ فان الترجمة هو الاعراب عن لفظ بلغة اخرى. فيتكلم بكلمة ويبين هذا الكلام بلغة اخرى كما ذكر محسن المساوي رحمه الله تعالى في شرحه على منظومة الزمزم في علوم القرآن بيتا لطيفا قال تفسير لغة بلغة هو الذي يدعونه بالترجمة او لفظة قريبة تنظر في هذا الكتاب المذكور. ثم ان هذا الحديث وقع فيه عند البخاري في رواية الكشميهني ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب. ثم قال فينظر ايمن منه يعني عن يمينه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر اشهى منه فلا يرى الا ما قدم يعني من عمله وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه لان النار تكون حائلا بين الناس وبين الوصول الى الجنة. فان الناس لا يصلون الى الجنة الا بجواز ويجوزونها على الجسر المنصوب على متنها وهو الصراط. فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة. ثم ذكر حديثا اخر في الصحيح ايضا النبي صلى الله عليه وسلم قال يدنو احدكم يعني المؤمنين من ربه يعني يقرب حتى يضع كنفه عليه اي اكره عليه فسره به عبدالله ابن المبارك وغيره فيسره الله عز وجل فيقول اعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم ويقول عملت كذا فيقول نعم فيقرره. ثم يقول يقرره يعني يثبت عليه اعماله. ثم يقول اني سترت عليك في وانا اغفرها لك اليوم. فيستر الله عز وجل على عبده في الدنيا والاخرة. وقال الله سبحانه وتعالى اني سترت وعليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم مستعملا لفظ المغفرة دون لفظ الستر في الاخرة فانه لم يقل اني سترت عليك في الدنيا واشترها عليك في الاخرة. لان المغفرة ابلغ من الستر. فان المغفرة فيها اخفاء الذنب مع التأمين من اثره وضرره. فيها اخفاء الذنب مع التأمين من اثره وضرره. فان الغفر اصله التغطية فالله عز وجل يستر بالمغفرة ذنب العبد ثم يقيه ضرره وشرره الناشئ عنه فيكون ابلغ من مجرد الستر عليه فهو ستر وزيادة وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق