السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالسه التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الخامس والعشرون لشرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واثنتين ثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو اعلام السنة المنشورة في علامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله ويليه الدرس العشرون من الكتاب السادس وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للعلامة محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول منهما الى قوله رحمه الله كيف صفة نسي في الصحف من الكتاب. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم ما على نبينا محمد قال المصنف رحمه الله تعالى سؤال كيف صفة نشر الصحف من الكتاب؟ جواب قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا السين والجيم هذه ايش؟ رمز يقرأها كيف الاخ قال سؤال وجواب هكذا القراءة الصحيحة. نعم. وقال تعالى وقال تعالى واذا الصحف نشرت وقال تعالى الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه. ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرته ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. وقال تعالى اما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابي الى قوله الخاطئون وفي اية الانشقاق فاما من اوتي كتابه بيمينه وقال واما من اوتي كتابه ظهره فهذا يدل على ان من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من امامه ومن يؤتى كتابه بشماله اله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل. لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يفيض في بيان للافراد المتعلقة بالركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر. ومن متعلق عندهم نشر الصحف وفيه اورد المصنف سؤالا فقال كيف صفة نشر الصحف من الكتاب والاغماض بذكر الصحف دون اظافة لا يليق بهذا المحل. لان اسم يقع على معان متعددة. والمخصوص منها عندهم في هذا المحل صحف الاعمال. فكان ينبغي الاعراض عنها والافصاح بها لتعرف. فيقال كيف صفة نشر صحف الاعمال من الكتاب؟ فانها هي التي يتعلق بها القول في احكام اليوم الاخر. وتسمى ايضا الدواوين الاسماء الشرعية لها ثلاثة احدها الكتاب. وثانيها الصحف وثالثها الدواوين والمراد منها جميعا ما تدون فيه اعمال العبد وتحفظ عليه من ما تكتبه الملائكة الشهود الحفظة والايمان بنشر الصحف يوم القيامة من مفردات الايمان باليوم الاخر ودلائله كثيرة في الكتاب والسنة. واورد المصنف رحمه الله تعالى طرفا من دلائل القرآن عليها. ومنها تعالى في سورة الاسراء وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي الزمناه في عنقه فان كل انسان قد كتب عليه قدره الذي قدره الله عز وجل ثم قال ونخرج له يوم كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك الى تمام الاية ففيها ذكر الكتاب. وفي الاية التالية ذكر الصحف مصرحا بها في قوله تعالى واذا الصحف نشرت وفي الاية التي تليها من سورة الكهف فيها ذكره باسم الكتاب في قوله ووضع الكتاب وقوله ما لهذا الكتاب. وفي ما يلي من سورة الحاقة التصريح بالكتاب ايضا في قوله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه وفي الاية الاخرى واما من اوتي جابه بشماله وفي ايتي الانشقاق واما من اوتي كتابه بيمينه واما من اوتي كتابه وراء ظهره هؤلاء الايات تدل على ان صحف الاعمال تنشر يوم القيامة اي تفرج وتظهر وتبرز ناس ويكون اخراجها على صفة النشر فتتطاير بين يدي الخلق ويتلقف كل واحد منهم عمله كانه يعرفه معرفة اكيدة لا يجحدها ولا ينكرها. فاما من كان مؤمنا فانه يأخذ كتابه بيمينه. واما من كان كافرا فانه يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره هذا قول الجمهور وهو اصح الاقوال المحكية فيها. فان من اهل العلم من فرقوا بين وضعي الشمال ووراء الضهر فجعلوا احدهما للكافر وجعلوا الاخر للمنافق. ومنهم من جعل احدهما للمسلم العاصي والاخر للكافر. والصحيح ان المسلم كيفما كانت حاله مؤمنا تقيا او عاصيا ابيا فانه يأخذ كتابه بيمينه بالنظر الى مآله. واما من كان كافرا او منافقا فانه او يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره. وانما جعل اخذ المؤمن الكتاب باليمين لما فيه من اليمن وهو البركة والتفاؤل بها وجعل اخذ الكافر كتابه بشماله تحقيرا له فانه يحقق بذلك من جهتين احداهما انه لا يتلقف الكتاب من امامه بل من وراء ظهره والمهينة الدليل هو من يؤتى من وراء ظهره ويتسلط عليه بذلك. والاخرى من جهة تلقفه له بالشمال فان الشمال عند العرب مستقبحة مرزولة بل عند الامم كافة الا من خرج عن الفطرة والدين سؤال ما دليل ذلك من السنة؟ جواب فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم سيدنا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ فيقول ربي اعرف مرتين فيقول اقول سترتها في الدنيا واغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة حسناته. واما الاخرون او الكفار فينادى عليهم على رؤوسهم الاشهاد ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. وقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال يا عائشة اما عند ثلاث فلا اما عند الميزان حتى او يخف فلا. واما عند تطاير الكتب فاما ان يعطى بيمينه او يعطى بشماله فلا. وحين يخرج عنق من النار الحديث بطوله رواه احمد وابو داوود وغير ذلك من الاحاديث. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف قلة صفة نشر الصحف من الكتاب وهي صحائف الاعمال اتبعه بسؤال يتعلق ببيان ادلتها من السنة لما تقرر من اقتران احدهما بالاخر في كونهما وحيا فقال ما دليل ذلك من السنة؟ ثم اجاب عنه قوله فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم يدنى المؤمن من ربه اي يقرب المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه اي ستره كما قال الخطابي والحربي وعلى ذلك السلف رحمهم الله تعالى فيقرره بذنوبه ان يعرض عليه ذنوبه للاقرار بها فيقول تعرف ذنب كذا؟ يقول اعرف يقول ربي اعرف مرتين. يرحمك الله تمام الحديث وفيه ثم تطوى صحيفة حسناته. اي صحيفة عمله واضيفت الى الحسنات تغليبا لان حال المؤمن تغلب عليها الحسنات مع انه قد يجامع السيئات ايضا في عمله واما الاخرون او الكفار فينادى عليهم ويفضحون على رؤوس الاشهاد. وهذا الحديث في الصحيحين ثم اورد حديث عائشة عائشة رضي الله عنها عند ابي داوود وغيره وفيه قوله صلى الله عليه وسلم واما عند تطاير الكتب فاما يعطى بيمينه واما يعطى بشماله فلا فالشاهد منه ذكر تطاير الكتب. وهذا الحديث يروى من وجوه فيها ضعف مرسلة وموصولة يحصل بمجموعها تحسين الحديث لا بتمام لفظه التام عند ابي داود واحمد وانما يثبت مختصرا في ذكر هذه المواضع الثلاثة. فانه جاء موصولا عند احمد من حديث عائشة. لكن بسند فيه ضعف لوهاء بعض رواته وجاء عند ابي داوود بسند فيه ارسال. ويروى له شاهد قل من ذكره عند عبد الرزاق في تفسيره من مرسل قتادة فيحصل بمجموع هذه الطرق تحسين هذا الحديث تحسينا بمجمل لفظه لا بتفاصيل الفاظه وسردها الطويل في رواية ابي داوود واحمد. نعم. طيب في سؤال قال قال الله عز وجل فيقول سترتها في الدنيا واغفرها لك اليوم. ما الفرق بين العبارتين؟ لماذا ما قال غفرتها لك في الدنيا والاخرى او اخترتها لك في الدنيا والاخرى ها فاي هم اكمل المغفرة. طب لماذا تخلف عنها المغفرة في الدنيا؟ ها لان المغفرة فيها وقاية من ضرر الذنب. بخلاف الستر ليس فيه وقاية من ضرر الذنب. الستر في عدم اظهار واشهار وافتضاح. ولكن يجد العبد ضرر ذنبه. واما المغفرة فلا يجد معها العبد ظرر الذنب فكان المناسب للدنيا الستر فعبر به والمناسب للاخرة المغفرة فعبر بها. نعم الكتاب وكيف وكيف وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال تعالى الوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. وقال تعالى ومن خفت موازينه فأولوا اولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وقال تعالى في الكافرين فلا نقيم لهم يوم قيامة وزنا وغير ذلك من الايات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى متعلقا اخر من متعلقات الايمان في اليوم الاخر وهو الايمان بالميزان. ولم يفصح رحمه الله تعالى عن حقيقته الشرعية فان ان الميزان له حقيقة شرعية وهي ما هي حقيقة الميزان الشرعية طيب ولو كفتان هذا وصف زائف ما توزن به اعمال العبادة يوم القيامة. طيب في ميزان اخر او لا القرآن مذكور وين الدليل من القرآن؟ على معنى ميزان ليس على معنى موزون. ها؟ وما الدليل؟ ان متى حنا نقول في ميزان اخر هذا معناه ان الميزان اللي ذكره الاخ. نعم. ايه ومن ثقلت موازينه يومئذ قيام. يوم القيامة ما خرجت عن الاخر. يعني الذي قالها الاخ يعني معناه انه ما توضع فيه ايش؟ الاعمال او اصحابها او كتبها صحائفها يوم القيامة هذا خلصنا منه. طيب والمعنى الثاني؟ يعني وش هو الميزان ما هو ما هو ميزان الدنيا؟ يقول الميزان شرعا يعني فررت من الاخ في ماذا؟ انت في اي جانب في امور؟ الدين والاخذ ذكره في امور الدنيا. فنقول حينئذ ان الميزان يطلق شرعا على معنيين احدهما العدل. احدهما العدل الشرعي والقدري وهو المراد في الدنيا. والاخر ما توضع فيه الاعمال وعمالها وصحائفها. يوم القيامة. وهذا هو الميزان ايش الاخروي وهذا هو الميزان الاخروي. والمقصود منهما في كلام المصنف هو هو الثاني لانه هو الذي يكون من متعلقات الايمان باليوم الاخر. واورد المصنف رحمه الله تعالى ادلة دالة من القرآن الكريم عليه ومنها قوله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وقوله تعالى والوزن يومئذ الحق قوله تعالى ومن خفت موازينه وقوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. فهؤلاء الايات تشتمل على اثبات الميزان بذكره مجموعة وتارة بالاشارة الى مصدره وهو الوزن في ايتين من الايات الاربع المذكورة واختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في كون الميزان واحدا او اكثر من واحد والصحيح من اقوال ان الميزان واحد وجمع باعتبار تعدد الموزون فيه. فلما كانت توزن فيه الاعمال وتوزن عمالها وتوزن ايضا صحائف الاعمال مع تكاثر هذه الانواع واختلافها من الخلق عددت في القرآن الكريم في مواضع فذكرت مجموعة والا فالميزان واحد وهذا وجه الجمع بينما جاء فيه ذكر الميزان مفردا وما جاء فيه ذكره مجموعة. وقول المصنف رحمه الله تعالى في سؤاله وكيف صفة الوزن ليس فيه تعرض لكيفية الميزان. لان كيفية الميزان غائبة عنا. كما قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد في كلام الله كيفية تلك الموازين بمنزلة الاخبار المغيبة عنا اي التي نؤمن بها من غير اطلاع على كيفيتها فالقول في الميزان كالقول في بقية الاخبار المتعلقة بصفة الله واحوال يوم القيامة واهواله التي لا نعلمها فليس ما عرظ له المصنف تعرض لبيان كيفية الميزان وانما تعرض لبيان كيفية صفة الوزن والمراد بها اقامته على الوجه السوي وهو القسط وذلك بالتراجع بين من الحسنات والسيئات ثقلا وخفة. فصفة الوزن النظر الى الثقل والخفة في الميزان. نعم سؤال ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ جواب فيه احاديث كثيرة منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان وانها ترجح بتسعين سجلا من السيئات. كل سجل منها مدى البصر ومنها قوله صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه اتعجبون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده لهما في الميزان اثقل من احد. وقال صلى الله الله عليه وسلم انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرأوا الا نقيم له يوم القيامة وزنا وغير ذلك من الاحاديث. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من الادلة القرآنية الدالة على اثبات الميزان اتبع ذلك بسؤال عن ادلة ذلك من السنة فقال ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ ثم اجاب عنه بقوله فيه احاديث كثيرة وذكر رحمه الله تعالى طرفا منها فقال منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان والمراد بحديث البطاقة حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما وهو حديث مشهور اشتهر بتلقيبه باسم حديث البطاقة. وللحافظ حمزة الكناني جزء معروف باسم جزء البطاقة. اسند فيه هذا الاحاديث مع احاديث اخرى واشتهر هذا الجزء لان حمزة لما حدث بهذا الحديث كان انسان حضره فاخذته شدة من هول هذا الحديث فشهق عند سماعه ومات فاشتهر هذا الحديث باسم حديث بجزء حمزة الكناني الحافظ رحمه الله تعالى وهو مطبوع اكثر من طبعة وليس في الحديث الا ذكر لا اله الا الله وانما اشار المصنف الى الشهادتين لان الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم برسالة تابعة لها والمقصود بالسجل ديوان من الصحف وهو اعظم من بطاقة واحدة كل سجل منها مد البصر اي طويل لا يبلغه البصر صرفه الى منتهى البصر. وهذا الحديث حديث صحيح. ومنها قوله في حديث ابن مسعود اتعجبون من دقة ساقيه الحديث عند احمد باسناد حسن وفيه قوله لهما في الميزان اثقل من احد. ثم ذكر الحديث الف وهو في الصحيحين وفيه انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرأوا فلا نقيم لهم يوم وزنا وغير ذلك من الاحاديث الدالة على اثبات الميزان. وهذه الاحاديث فيها التصريح بوزن العمل في حديث اي حديث من هذه الاحاديث وزن العمل؟ حديث البطاقة وفيها التصريح بوزن العامل في اي حديث؟ في حديث ابن مسعود وفي الحديث الاخر الحب السمين. وبقي وزن الصحف. وهذا ما دليله؟ هم صحيح الحديث الاول كيف تقولون الحديث الاول هو العمل؟ الذي وضع في الاول هل هو العمل ام بطاقة فيها العمل بطاقة بطاقة وليس هذا وزنا للعمل. والحجة في وزن العمل حديث مشهور ايضا. وهو ما ختم به البخاري صحيحه وهو حديث ابي هريرة كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده صارت السنة مفصحة للاجمال الواقع في القرآن فان ذكر الوزن في القرآن وقع مجملا وفصل في السنة وانه على انحاء احدها وزن العامل واصلح شيء في حديث ابن مسعود والثاني وزن العمل واصلح شيء فيه حديث ثقيلتان في الذي ختم به البخاري والثالث وزن الصحف واصلح شيء فيه حديث عبد الله بن عمرو المسمى بحديث البطاقة وحينئذ يصل الوزن في اصح الاقوال واقعا على الثلاثة. وذكرنا ذلك نظما فقلنا ايش انا ما راجعت الواسطية هذا في شرح الواسطية ذكرناه. الوسطية هي من الكتب العشرة المقررة الان السؤال هذا يا شيخ الوزن في اصح قول للعمل. ايش مع صحفه تلك الامل او قريبا من هذا البيت. يراجعونه في الواسطية. نعم سؤال ما دليل الصراط من الكتاب؟ جواب قال الله عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثيا. وقال تعالى يوم ترى المؤمنين المؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم الايات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا يتعلق بطرد اخر من افراد الايمان باليوم الاخر وهو الصراط. ولم يفصح رحمه الله تعالى عن حقيقة الصراط مع تنوع معناه الشرعي فان الصراط شرعا يقع على معنيين احدهما ايش؟ الاسلام وهو مراد في الدنيا والاخر جسر منصوب على متن جهنم جسر منصوب على متن جهنم وهو المراد في في الاخرة. وهو المراد في الاخرة. فيكون المقصود من هذين المعنيين الشرعيين عند مصنفي هو ثانيهما لكونه من متعلقات الايمان باليوم الاخر واورد سؤالا عنه فقال ما دليل الصراط من الكتاب واورد فيه قوله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا الاية فان الورود والوفود عليها لابتغاء المرور على الصراط والوفود عليها لابتغاء المرور على الصراط فان الناس يفدون على جهنم وتكون الجنة من ورائها على جهنم جسر هو الصراط. فيريد الناس في الموقف ان يخرجوا من جمعهم الى الجنة فاما الكافرون فانه اذا تجلى الله عز وجل للخلق وامتحنهم ثم قال يتبع كل من كان ليعبدوا طاغوتا او وثنا ما كان يعبده تبع هؤلاء معبوداتهم. ظنا انها تأخذ بايديهم الى النجاة فتسقطهم في نار جهنم لان الله كتب عليهم انهم حطبها. فيبقى المسلمون والمؤمنون والمنافقون كلهم متشوقون الى عبور الجسر الى الجنة. فيأمرهم الله عز وجل بالسجود له. فاما المؤمنون فيسجدون. واما المنافقون تعود ظهورهم طبقا لا يستطيعون السجود ثم تلقى عليهم الظلمة. فيجعل للمؤمنين انوار يهتدون بها للصراط الذي يرونه فيعبرون واما المنافقون فانهم لا نور لهم فيسقطون في نار جهنم. وهذا وجه ايراد قوله تعالى اية اخرى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. فان النور المقصود هنا هو النور الذي يذلون به على الصراط فهو ملازم للصراط. فلاجل كونه ملازما له ذكره المصنف رحمه الله تعالى دليلا على وهذا هو الوارد في الاحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما عن ابي سعيد الخدي وابي هريرة رضي الله عنهما يحصل مجموع القطع باحوال هذه الانواع الثلاثة من الخلق المؤمنين والكافرين والمنافقين وان مصيرهم على هذا الوجه فيقتص المرور بالصراط بالمؤمنين فقط في اصح اقوال اهل العلم وسيأتي من الحديث النبوي فيبينه؟ نعم. سؤال ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ جواب فيه احاديث كثيرة. منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة يؤتى بالجسر فيجعل بين يدي ظهري جهنم. قلنا يا رسول الله وما الجسم؟ قال مدحضة مذلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسدة مفلطحة لها شوكة عقيفا تكون بنجد يقال لها السعدان يمر المؤمن كالبرق وكالريح وكاجاويد الخيل والركاب. فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى اخرهم يسحب سحبا الحديث في الصحيح. ليس يسحب سحبا يسحب سحبا. عندكم مشكولة يسحب لا يسحب سحبا. نعم. احسن الله. حتى يمر اخرهم يسحب سحبا. الحديث في الصحيح. وقال ابو سعيد رضي الله عنه بلغني ان الجسر ادق من الشعرة واحد من السيف. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا متمما سابقه ما تقدم من اقتران الكتاب بالسنة فقال ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ اي ما دليل الصراط وصفته من السنة ثم واجاب عنه بقوله فيه احاديث كثيرة ثم اكتفى رحمه الله تعالى بذكر حديث واحد من تلك الاحاديث الواردة عن النبي الله عليه وسلم في اثباته وتفصيل حقيقته وهو في الصحيحين وفيه يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم اي على متن جهنم فهو منصوب على ظهرها ثم قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله وما الجسر؟ قال منحضة مزلة. والمدحضة هو الزلق. فهو لا تثبت عليه قدم. ولذلك قال اي تزل الاقدام عليه فانما كان من الارض زلقا لا تثبت عليه قدم الا بمشقة. ثم قال عليه الخطاطيف والخطاطيف والكلاليب هي الات معقوفة في رؤوسها والفرق بينها في فعلها فان الخطاف يمتد ويرسل. واما الكلوب فانه لا يمد ويرسل. فالخطاب غالبا ما كل ما مصحوبا بسلسلة فهو يلقى من بعيد ويخطف به مثل السنارة. واما الكلاليب مفردها لاب وكلوب فانها لا ترسل ارسالا وانما تمد مدا يسيرا وهو معقوف الرأس معروف عند اهل هذه البلاد فيما يستخرجون به الطعام الحار اذا صنع الانسان مأدبة وطبخ فيها شيئا من الغنم او ما كان اكبر حجما فانهم يستعملون هذه الكلاليب تحريكها واستخراجها بعد نضجها. ثم قال وحسكة مفلطحة اي شوكة مفلطحة الشكل منضغطة لها شوكة عقيفاء اي معقوفة الرأس تكون بندي يقال له السعدان وهي شوكة معروفة في البلاد النجدية. يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح تجاويد الخيل والركاب وفي قوله يمر المؤمن عليها وفي لفظ عند مسلم يمر المؤمنون عليها دليل صريح في اختصاص المرور بالصراط على المؤمنين كما سلف وهذا في بيان احوال الخلق في مقادير سبقهم وان منهم من يعبر كالبرق ومنهم من يكون كالريح ومنهم كن اجاويد الخيل اي افظلها ومنهم من يكون كالركاب والمراد بالركاب الابل المعدة للركوب عليها مما يستعمله في ذلك ثم بين احوال الناس وانهم يكونون على ثلاثة احوال احدها ما ذكره بقوله فناج مسلم اي لا يمسه شيء وثانيها ما ذكره بقوله وناج مختوش اي يصيبه شيء له حد فيه ولكنه ينجو وثالثها ما اشار اليه بقوله ومكدوس في نار جهنم اي مدفوع في نار جهنم اعاذنا الله واياكم من ذلك ثم قال في اخر الحديث حتى يمر اخرهم يسحب سحبا يعني لا يكاد ينقل قدميه على الصراط الا بمشقة فهو ثقيل المشية لضعف عمله والناس يمرون بحسب اعمالهم ثم اورد رحمه الله تعالى في هذا حديثا موقوفا عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بلغني ان الجسر ادق من واحد من السيف وهذا الحديث عند مسلم في صحيحه وقول الصحابي بلغني ان الجسر ادق من الشعر واحد من السيف يشبه ان يكون مرسلا ومراسيل الصحابة معلوم انها مقبولة ولا يقال ان هذا لعله مما اخذ عن اهل الكتاب. لان ابا سعيد الخدري لا يعرف بذلك. لكن هذا الحديث في النفس منه شيء وان كان في صحيح مسلم وكأنه غلط من عيسى ابن حماد شيخ مسلم والاشبه ان المحفوظ ان القائل ليس ابو سعيد الخدري بل القائل سعيد بن ابي هلال. راويه عن زيد بن اسلم شيخ الليث بن سعد فيه فان من تتبع طرق الحديث وقف على هذه العلة. ومما يقويها ان الصحابة يقل فيهم قول بلغني اشبه ان قائل ذلك هو رجل بعده وهو سعيد ابن ابي هلال كما وقع التصريح به عند ابن منده في كتاب الايمان وفي جزء الليث ابن سعد من رواية يحيى ابن بكير عنه. فالاشبه انه غلط ولا يعرف هذا الوصف في شيء من الاحاديث الثابتة عن صلى الله عليه وسلم مما يقوي القول بانه مرسل. وهذا من ما يقال فيه بعض الالفاظ الواردة في الصحيح التي لا لا تقدح في صحة اصل الحديث لكن يكون اللفظ فيه غلط من بعض الرواة وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق