السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالسه التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس السادس والعشرون في شرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب اعلام السنة المنشورة. اعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله ثم يليه الدرس الحادي والعشرون من الكتاب السادس وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للعلامة محمد بن محمد الحطاب الرعينية رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى قوله رحمه الله تعالى سؤال ما دليل القصاص من الكتاب؟ نعم. الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤاله ما دليل قصاصيا كتابا؟ جواب قال الله تعالى ان الله لا وقال تعالى الى قوله والله يهدي بالحق الايات وقوله تعالى وخذوا بينهم لا يظلمون. الايات ذكر رحمه الله تعالى سؤالا اخر رحمك الله. لاحق بما تقدمه من الاسئلة المتعلقة الايمان باليوم الاخر وهذا التتابع دال على ان السؤال متعلق بنوع مخصوص من القصاص خلافا لما يوهمه اطلاق سؤاله فانه مختص بالقصاص يوم القيامة. ومن لطائف تبويبات البخاري قوله باب القصاص يوم القيامة فلم يطلق رحمه الله تعالى الترجمة لان الحديث الوارد فيها متعلق بتلك الحال والدنيا دار للقصاص ايضا لكنها غير متعلقة بالايمان باليوم الاخر فيما يجري فيها من القصاص. وانما القصاص المندرج في متعلقات الايمان باليوم الاخر هو القصاص يوم القيامة. ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقته. فزاد في اغماضه فلم يكن السؤال كفيلا ببيان المراد ولا تعرض رحمه الله تعالى لبيان حقيقته والقصاص يوم القيامة هو اداء حقوق الخلق بعضهم لبعض والفصل بينهم هو اداء حقوق الخلق بعضهم لبعض والفصل بينهم ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قالة ان ان الحقوق الى اهلها فان هذا الحديث مصرح بان القصاص الكائن يوم القيامة يتعلق بالحقوق وهذا القصاص غير منحصر في الحقوق التي تكون بين الناس بل يعم الناس وغيرهم كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث ليقتصن للشاة الجلحاء من الشاة القرناء والشاة الجلحاء هي التي لا قرن لها فيقتص لها يوم القيامة. وسيأتي بيان اوسع لحقيقة القصاص بحسب ما يذكره المصنف رحمه الله تعالى من الاحاديث فيما يستقبل. واورد المصنف رحمه الله تعالى عدة ايات تصرح بذلك. فالاية الاولى وهي قوله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة فيها الاشارة الى القصاص لان الله عز وجل اخبر ارى انه لا يظلم احدا من الخلق مثقال ذرة له او عليه. فيستوفي الانسان حقه يومئذ ويجزى لما له وفي معناها قول الله تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب على قوله والله يقضي بالحق وقوله تعالى وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون. فان القضاء اشارة الى الفصل بين الخلائق الفصل بين الخلائق جريان القصاص بينها. فالاشارة الى القصاص مذكورة في الاشارة الى وقوع القضاء فان من جملة القضاء بين الخلائق ان يؤدى كل حق الى صاحبه. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما الدليل بالقصاص وصفته من السنة؟ جواب فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى منه انني اسف الدماء وقوله صلى الله عليه وسلم فانه ليس ثم ذو قبل ان يؤخذ في اخيه من حسناته فان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه وطرحت عليه وقوله صلى الله عليه وسلم والنار بعضهم من بعض المضارع كانت بينهم في الدنيا حتى اذا هدوا ولقوا اذن لهم في دخول الجنة كلها الصحيح وغيرها كثير. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليل القصاص من القرآن الكريم اتبعه بسؤال ثان يتعلق من بيان دليل القصاص وصفته من السنة. ثم اجاب عنه بقوله فيه احاديث كثيرة. وصدق رحمه الله تعالى فان الاحاديث في هذا الباب كثيرة وهي اوفى في بيان المراد منه من الايات الواردة فيه. فان ذكر القصاص في القرآن وقع مجملا واتى بيانه مفصلا في السنة النبوية في احاديث في الصحيحين منها قوله صلى الله عليه سلم اول ما يقضى بين الناس بالدماء اي اول ما يفصل بين الناس بالدماء. وقوله صلى الله عليه وسلم من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلل منه اليوم اي ليطلب المسامحة منه اليوم اي في الحياة الدنيا فانه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل ان يؤخذ لاخيه من حسناته فان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه. فاذا لم يستنفذ احد حقه في الدنيا فان الله عز وجل يأخذ له حقه في الاخرة على هذا النحو. فانه يؤخذ من حسنات ذلك وتجعل لصاحب الحق فان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه وطرحت عليه. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح ايضا يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على طنطرة بين الجنة والنار. وهذه القنطرة تكون بعد الصراط والقنطرة هي الطريق المرتفع. وذكر بعض اهل العلم كالقرطبي في التذكرة صراط اخر وفيه نظر بل الاشبه وفقا للنصوص انه قنطرة تتبع الصراط ومن اهل العلم من قال فانها بقية الصراط القريبة من الجنة. والامثل انها قنطرة مرتفعة بان وصف القنطرة يختص بالارتفاع فهي قنطرة مرتفعة لا يعبر عليها الى الجنة. الا بعد اختصاص المؤمنين بعضهم من بعض حتى اذا هذبوا اذن لهم في دخول الجنة وهذه الاحاديث كلها في الصحيح اما اتفاقا او انفرادا. وهذه الاحاديث وغيرها تبين ان القصاص نوعان احدهما قصاص عام يكون بين الخلائق جميعا. حتى البهائم فيقتص لبعضها من بعض كما في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها. حتى يقاد بالشاة الجلحاء من الشاة القرناء الحديث مصرح بوقوع القصاص بين البهائم العجماء. والاخر قصاص خاص وهو ما يكون بين المؤمنين اذا عبروا الصراط فيقص لبعضهم من بعض حتى يدخلوا مهذبين انقياء لا تخالطهم شائبة من كدر مظلمة ولا غيرها واضح؟ طيب ما الفرق بين النوعين؟ استنبطوا. الفرق الاول ها ان الاول قد يعقبه لمن ان الاول قد يعقبه دخول النار لكافر او مسلم مستحق دخولها. اما الثاني فلا يعقمه الا دخول الجنة. هذا وجه فرق الثاني احسنت والفرق الثاني ان الاول قبل الصراط والثاني بعد الصراط اكتبوا والفرق الثالث تكتبوا الفروق المقصود هذا هذا رياضة عقل الانسان يتعود فيك يستنبط الفرق الثالث ان الاول للخلق جميعا مؤمنهم وكافلهم عاقلهم وبهيمهم فيقع بين الناس وبين البهائم العجماء. واما التالي فانه يختص بايش؟ يختص بالمؤمنين فقط. طيب وغيره يا محمد. اي نعم. ايش؟ هذي مندرجة في التالف نقول انه يعم كل الخلق المؤمن هم كافرهم منافقهم بهيمهم وانسهم وجنهم اسماء وش الدليل على ذلك؟ حتى هذا انت ما نص عليه الذي ذكرته ده غير نصوص في الاول. الفرق الرابع اية تركية. القصص العام الحديث وش هو؟ لتؤدن الحقوق. الاول اداء حقوق. واستخلاصها. والثاني تهذيب وتنقية والثاني تهذيب والتنقية. يعني الاول من باب كما يقال من باب نفي الشيء وتخليته والثاني من باب تحليته وتكميله. هذا الفرق كم؟ الرابع ايش؟ المكان الاول اين؟ ها؟ احسنت. ان الاول في ارض الحساب واما الثاني فانه بعد اجتياز نار جهنم وهي دار من دار الجزاء فيكون الثاني في دار الجزاء الاول في دار الحساب والثاني في دار الجزاء. هذا الفرق كم؟ الخامس. طيب كيف ما اي هذا عموم الخلق يعني عموم الخلق لكن نقول الاول يكون فيه من لا له. واما الثاني فان كل اهله لهم حسنات. لماذا؟ من يكون في الاول؟ البهائم اجمع البهائم العجماء لا حسنة ولا سيئة. والكافر كذلك في اصح القولين انه يقدم القيامة ولا حسنة له انه يجازى بحسناته في الدنيا كما في حديث انس في صحيح مسلمين فهذه ستة فروق وادمان النظر الفكرة يستنبط به الانسان من دقائق المسائل ما قد لا يجده في كتاب فان تحقيق هذا المقام وبيان الفرق فيه ما لم احد مع ان النصوص ناطقة به وموجب ذلك هو ان الكلام على الايمان باليوم الاخر صار عند كثير من المنتسبين الى الشريعة بمنزلة الموعظة والترغيب والترهيب لا بمنزلة العلم الذي يتعلق به الادراك ويحتاج الى معرفة مسائله والوقوف عليها. فكثر الاجمال فيه. وينبغي امعان النظر فيه ومعرفة مسائله واحكامه زد على هذا ان غلبة الرد على المخالف في ابواب العقائد حجب اكثر الناس عن ادراك الحقائق الشرعية لابواب الخبر. فتجد معرفة بعض الناس باقوال المخالفين اكثر من معرفة بالاعتقاد الذي يجب عليه في مسائله ودقائقه واحكامه. ومن هنا اقفلت ابواب ينبغي اعمالها في ابواب الاعتقاد كباب الفروق بين مسائله. فان جما غفيرا من مسائل الاعتقاد لا يتبين الا بمعرفة الفرد. ليس من الاعتقاد الصحيح هو الاعتقاد الفاسد بل بمعرفة الفرق بين المسائل المستقرة الثابتة في الاعتقاد الصحيح وينبغي ان يعتني طالب العلم ببناء علمه على طريقة الراسخين من الاوائل الذين كانوا يستوفون في تقرير الحقائق قبل التعرض الى النقائض. فان النقائض التي تتعلق بالرد ربما ضاع معها علم كثير خلاف من تبين الحقيقة الشرعية كما هي فانه يحصل له تصور صحيح لابواب الشرع. وهذا متفق في مواضع عدة من ابواب الخبر وابواب الطلب. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما دم الحوض من الكتاب قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم انا اعطيناك الكوثر السوء ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسألة اخرى تتعلق بامر اخر من امور الايمان باليوم الاخر فقال سؤال ما دليل الحوض من الكتاب وسياق السؤال في متعلقات الايمان باليوم الاخر يدل على ارادة حوض مخصوص وهو الحوض الذي يستسقي منه الناس يوم القيامة. الحوض الذي يستسقي منه الناس يوم القيامة. ثم اجاب عنه بقوله قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم انا اعطيناك الكوثر. عندكم بعدها السورة؟ اللي عندك فيها ها نعم؟ لا معنى لها هذه لان الدليل اين هو؟ انا اعطيناك الكوثر بقية السورة فصلي لربك وانحر لا لا تعلقا لها فالله اعلم بحقيقة وجود هذه الكلمة. ما وجه الدلالة من هذه الاية على اثبات الحوض؟ نعم احسنت لان الحوض يمد من الكوثر فيشطب من ميزابين يستمدان الماء من الكوثر فماء الحوض هو من الكوثر ويصب فيه بميزابين والميزاب الالة المعروفة التي توضع في اعلى البيوت اذا جاء المطر في اسطحها نزل الماء عن طريقها الى السفن فلاجل ما بين الكوثر والحوض من التلازم لتعلق ماء الحوض بماء الكوثر ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الاية عليها وهو متبع في ذلك البخاري رحمه الله فان البخاري قال في صحيحه باب الحوض وقول الله الا انا اعطيناك الكوثر والكوثر غير الحوض فان الكوثر هو النهر الذي اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة لكن لما كان الحوض ملازما له لان ماءه مستمد من الكوثر اضيف اليه ورعاية من وجوه الاستدلال عند ائمة التفسير رحمهم الله تعالى ومنهم الامام البخاري في صحيحه سؤال ما دليله وصفته من السنة؟ الجواب في احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها قوله صلى الله عليه وسلم انا الحوض وقوله صلى الله عليه وسلم اني فرطت لكم المشاهدون عليهم يقولوا والله لانظر الى حور الان. وقوله صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر ما هو من المسك. وقوله صلى الله عليه وسلم اجيب على نهر الحافظة وامام جبريل فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر وغيره من الاحاديث فيه كثيرة. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليل الحوض من الكتاب اتبعه بسؤال يطلب وفيه بيان دليل الحوض من السنة. واستفتح جوابه بقوله رحمه الله تعالى فيه احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر لاستفاظتها وكثرتها. وقد افردها الحافظ بقي ابن مخلد بكتاب اسمه احاديث الحوض ثم بينه جماعة من الاندلسيين رحمهم الله تعالى وذكروا فيه احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه كلما مسندة فيها اثبات الحوض. ومن هنا شهر ان الحوض رويت فيه احاديث متواترة اي متكاثرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال القائل لما ذكر الاحاديث المتواترة ممثلا لها قال مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية كفاعة والحوظ ومسح خفين وهذي بعض ممن قال ما عرفناه. هذا وصف نحن نريد اسمه ها ايه التاودي ابن سودة الداودي ابن سودة المري في شرحه على صحيح البخاري ذكره محمد بن جعفر الكتاني في الازهار المتناثرة في الاحاديث المتواترة. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من تلك الاحاديث جملة منها قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح انا فرضكم على الحوض يعني سابقكم المتقدم بين ايديكم الى الحوض فالفرض هو السابق المتقدم. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين اني فرط لكم يعني متقدم لكم واني شهيد عليكم واني والله لانظر الى حوضي الان. ما معنى انظر الى حوضي هذا يفيد ان الحوض موجود لكن اين موجود؟ بعض الشراح بعض المتكلمين على هذه المتأخرين قالوا حوضي موجود الان في الارض لكن الناس لا يدركون مكانه وهذا غلط لان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا لما خطب الناس فقال لهم والله اني لانظر الى حوضي الان اي كشف له صلى الله عليه وسلم فرآه كما كشف له الجنة والنار فرآهما. ففيه اثبات وجود الحوض. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا اخر في الصحيحين ايضا حوض مسيرة شهر ماؤه ابيض من اللبن. وريحه اطيب من المسك حيزانه والكيزان العكوز والكوز هو انية لها عروة تكون واسعة الفم. يوضع فيها الماء وهي معروفة الى اليوم ميزانه كنجوم السماء وهذا الوصف يشمل امرين احدهما في كثرة عددها والاخر في ضيائها وتوهج نورها من شرب منه فلا يظمأ ابدا. لان من يشرب ومنه فمنتهاه ايش؟ الجنة. ومن دخل الجنة فانه لا يظرأ ابدا. ثم ذكر قوله صلى الله عليه وسلم اتيت على فان حابتاه يعني جنابتاه جانبه من هنا وجانبه من هنا قباب اللؤلؤ المجوف والضباب جمع قبة فعليه قباب من اللؤلؤ بمنزلة الخيام لكنها من لؤلؤ مجوف والمجوف هو ما له خلاء في فهو ذو خلاء في جوفه. فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر. ودلالة هذا الحديث على المعنى المتقدم من دلالة التلازم لان الكوثر هو الماء الذي يفيض الى الحوض بالميزابين المذكورين في الحديث الوارد عند مسلم في صحيحه وغير ذلك من الاحاديث فيه كثيرة. وكثرة هذه الاحاديث ينبغي ان ينبري لها من اعتني بها رواية ودراية وقد كفينا كثيرا من الرواية واما الدراية فان استنباط ما ورد في الاحاديث النبوية باوصاف الحوض واحكامه قليل فمسائله متفرقة والذي يتتبع هذه الاحاديث فيجمعها يقف كثير من الاوصاف الشرعية والاحكام المتعلقة بالحوض. فينبغي ان يعتني طالب العلم بذلك ليمرن نفسه في كيفية استنباط المسائل. فمثلا من الاوصاف التي جاءت في الحوض في الحديث المذكور عندكم. ماؤه ابيض من اللبن فاذا اراد الانسان ان يجمع اوصاف ماء الحوض فسيقف على احاديث عدة تارة تتعلق بلونه وتارة تتعلق ببرودته فيجمعها في صعيد واحد ثم يجمع ما بريحه وغير ذلك من اوصافه. ثم يستخرج فوائده ومن لطاف الفوائد من هذا الحديث ما ذكره ابن هبيرة في كتاب الافصاح ان قوله صلى الله عليه وسلم ماؤه ابيض من اللبن فيه اثبات اللون للماء وان من يقول من الطبائعيين الماء لا لون له انه قول مخالف للنص الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ان وصله من شدة البياض حتى يكون اشد من اللبن دال ان الماء له لون يتميز به ومن كانت الرقا الملاحة عرف الفرق بين الوان مياه الدنيا. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق