السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه حائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس السابع والعشرون في شرح الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف هو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى ثم يليه الدرس الثاني والعشرون في شرح الكتاب السادس وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين العلامة محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى قول المصنف رحمه الله تعالى سؤال ما دليل الايمان بالجنة والنار. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قالوا صلوا رحمه الله تعالى سؤال ما دليل الايمان بالجنة والنار؟ جواب قال الله تعالى فاتقوا الله التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم امة تجري من تحتها الانهار. الاية وغيرها ما لا يحصى. وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ولك الحمد. انت الحق وعدك حق. ولقاؤك حق. وقولك حق والجنة والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله ان عيسى عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجه. وفي رواية من ابواب الجنة الثمانية ايها شاء. لا المصنف رحمه الله تعالى يذكر اسئلة تتعلق بمباحث الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر وانتهى مراده منها الى ما يتعلق بالجنة والنار. وابتدر الاسئلة المتعلقة آآ بهما بقوله ما دليل الايمان بالجنة والنار؟ ولم يفصح رحمه الله تعالى سؤاله هذا او في اثناء جواب المستقبل عن حقيقة الجنة والنار. ومن مسالك ما يحتاج الى بيانه عند النظر لاول وهلة ان يكون المذكور معروفا وفيه قالوا المعرض لا يعرف فالجنة والنار مشهورتان بالذكر في الكتاب والسنة. وان كان الاولى الافصاح عما يراد بيان حقيقته ومتعلقات تلك الحقيقة لان تصور الشيء يعين على معرفة الاحكام المتعلقة به. ولذلك نقول ان الجنة شرعا هي دار النعيم المقيم في الاخرة هي دار النعيم المقيم في الاخرة. الدار هذي قيدت بشيئين. ايش النعيم وهذا النعيم ما حاله؟ مقيم وهل يكون في الاخرة نعيم غير مقيم؟ فالجواب نعم اليس عبور الصراط نعيما؟ عبور نعيم ام هل يبقى مع اهل الجنة ام يكون مرحلة وينتهون منها؟ مرحلة وينتهون منها. فلذلك عندما قيل دار النعيم المقيم يعني الباقي لا ينقطع. اما ما قبل ذلك الشرب من الحوض عبور الصراط لمن حازه نعيم لكنه غير ثم هذا النعيم محله الاخرة فلو قدر وجوده قبلها فانه لا يكون جنته كما يهيأ الانسان من اسباب الخير في الدين والدنيا في حياته قبل الاخرة. فان هذا لا يسمى جنة وان سماه بذلك بعض مجازر كما يجد الانسان من طمأنينة وسكينة قد يسمى جنة لكن لا يراد به الجنة الحقيقية التي علقت بها الاحكام واذا كانت الجنة تعرف هكذا فحينئذ فالنار شرعا؟ لا دائما حاول العبارات الشرعية الشقاء قليل في القرآن لكن دار العذاب الاليم دار العذاب الاليم في الاخرة. دائما يا اخوة احرصوا على ما عبر به الشرع. دار العذاب الاليم في الاخرة ويتعلق بهذين الدارين الايمان بهما على الوجه الذي سيبين المصنف فيما يستقبل معناه لكنه قدم للسؤال عن دليله فقال ما دليل الايمان بالجنة والنار؟ اي الايمان بدار النعيم المقيم ودار العذاب الاليم في الاخرة ثم اجاب عنه بذكر اية وعدة احاديث فذكر قول الله سبحانه وتعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة حتى بلغ قول الله عز وجل وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها انهار فهذه الاية مصرحة بالجنة والنار. واقتصر المصنف عليها ثم قال وغيرهما ما لا يحصى كثرة فانه لا يوجد من اركان الايمان بعد الايمان بالله اكثر ذكرا في القرآن من الايمان باليوم الاخر اكثر ما يذكر في القرآن من اركان الايمان هو الايمان بالله ثم يليه كثرة ذكر الايمان باليوم الاخر تارة بالتصريح به وتارة ذكر الجنة والنار وتارة بذكر الحساب وغير ذلك من متعلقات الايمان باليوم الاخر. فالايات التي ذكرت فيها الجنة والنار خاصة باسمهما او عامة بالرد الى اليوم الاخر كثيرة في القرآن جدا. ويكفي من القلادة ما بالعنق ولهذا اختصر المصنف على اية واحدة لظهور ذلك ثم ذكر رحمه الله تعالى ثلاثة احاديث في الصحيحين تدل على الايمان بالجنة والنار فالحديث الاول حديث ابن عباس وفيه قوله صلى الله عليه وسلم والجنة حق والنار حق اي ثابتة فالحق والثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل. ثم ذكر حديث عبادة من شهد ان لا اله الا الله وفيه او ذكر حديثين احدهما حديث ابن عباس والاخر حديث عبادة وفي حديث عبادة قوله والجنة حق والنار حق تصريحه فيهما ثم ذكر انه وقع في رواية وهي لمسلم من ابواب الجنة الثمانية ايها شاء لهذا اثبات ابواب ثمانية للجنة في صفتها. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما معنى الايمان بالجنة والنار؟ جواب معناه التصديق الجازم بوجودهما وانهما مخلوقتان الان. وانهما باقيتان بابقاء الله لهما لا ليالي ابدا ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من نعيم. وتلك من العذاب. ذكر المصنف الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالايمان بالجنة والنار وهو الاستفهام عن معنى الايمان بالجنة والنار. ثم اجاب عنه معناه تصديق الجازم وعبر بالتصديق الجازم لان الايمان في الوضع اللغوي هو التصديق الجازم فليس مطلقا ومن الغلط الجاري قول بعضهم عند ذكر حقيقة الايمان اللغوية هي التصديق وذلك غلق فليس الايمان تصديقا مجردا بل تصديق مخصوص هو التصديق الجازم لان التصديق يكون على درجات اعلاها ما قارن الجزم والمراد به على وجه ثابت لا يتزعزع ولا يرد عليه شك. وحينئذ يكون معنى قوله معناه التصديق الجازم بوجودهما اي الايمان بوجودهما انهما موجودتان وانهما مخلوقتان الان انهما باقيتان لابقاء الله لهما لا تثنيان ابدا ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من نعيم وتلك من العذاب والمذكورات بعض الافراد المتعلقة بمعنى الايمان بالجنة والنار. والاولى الاتيان بعبارة حاوية المجموع بان يقال معنى الايمان بالجنة والنار التصديق الجازم بكل ما اخبر به الله او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم مما يتعلق بهما. تصديق الجازم بكل ما اخبر به الله عز وجل او صلى الله عليه وسلم مما يتعلق بهما فمثلا ان الله يخرج من اناسا ثم يدخلهم الجنة. هذا يتعلق بالامام الجنة والنار ام لا يتعلق؟ يتعلق ومع ذلك لم يذكره المصنف. مثال اخر ان الله عز وجل ينشأ للجنة خلقا يدخلهم فيها. هذا يتعلق بالجنة او لا يتعلق يتعلق ولم يذكره لانه اقتصر على بعض الافراد. والاولى الاتيان بعبارة جامعة وهي التي ذكرت لكم مما يندرج فيه ما ذكر بعد وما لم يذكر نعم احسن الله اليكم. سؤال ما الدليل على وجودهما الان؟ جواب اخبرنا الله عز وجل ان انهما معدتان فقال في الجنة اعدت للمتقين. وقال في النار اعدت للكافرين. واخبرنا انه تعالى فاسكن ادم وزوجه الجنة قبل اكلهما من الشجرة. واخبرنا تعالى بان الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا وقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت اكثر اهلها الفقراء واطلعت في النار واكثر اهلها النساء الحديث وتقدم في فتنة عذاب القبر اذا مات احدكم يعرض عليه مقعده. الحديث وقال صلى الله عليه وسلم ابردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم. وقال صلى الله عليه وسلم اشتكت النار الى ربها عز وجل فقالت ربي اكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فاشد ما تجدون من الحر واشد ما تجدون من الزمهرير. وقال صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء. وقال صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبريل قيل الى الجنة فقال اذهب فانظر اليها الحديث. وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم الشمس وعرضت عليه ليلة الاسراء وفي ذلك من الاحاديث الصحيحة ما لا يحصى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤاله الاخر يتعلق بالايمان بالجنة والنار فقال ما الدليل على وجودهما الان؟ ثم اجاب عنه بقوله اخبرنا الله عز وجل انهما معدتان اي مجهزتان مهيئتان لاستقبال الخلائق فقال في الجنة اعدت المتقين وقال في النار اعدت للكافرين. واخبرنا انه تعالى اسكن ادم وزوجه الجنة قبل اكلهما من الشجرة وهذه الجنة عند جمهور اهل العلم هي الجنة التي تكون دارا للجزاء. وذهب بعض اهل العلم الى انها جنة اخرى ليست دار الجزاء والصحيح انها دار الجزاء. لان المعبود في الخطاب الشرعي اذا ذكرت الجنة والنار فالمراد بهما ايش؟ ما يكون جزاء. ولو قدر انها ليست كذلك جاء في الخطاب الشرعي ما ينبه على اخراج ذلك الفرض من معهود الخطاب الشرعي. ومن الادلة على ذلك وهو الدليل الثالث ان الله اخبرنا بان الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا اي ال فرعون وعرضهم كائن في القبر ان الانسان في القبر يصل اليه ما يصل من دار النعيم ان كان منعما ومن دار الجحيم ان كان معذبا وقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت اكثر اهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت اكثر اهلها النساء اطلاعه ورؤيته صلى الله عليه وسلم لهما دال على وجودهما. وهذا الاطلاع كائن بكشفهما له. فان نبينا صلى الله عليه وسلم كشف له الحجاب عنهما فاطلع عليهما صلى الله عليه وسلم حقيقتا فرأى في الجنة ان اكثر اهلها الفقراء ورأى في النار ان اكثر اهلها النساء ثم ذكر ان من الادلة ما تقدم في فتن في عذاب القبر اذا مات احدكم يعرض عليه مقعده اي في الجنة والنار وهذا الحديث في الصحيح ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ابردوا بالصلاة اي اخروها حتى يدخل وقت الابراد اذا اشتد الحرب فان شدة الحر من فيح جهنم والفيح هو الوهج ومنها حديث اشتكت النار الى ربها عز وجل فقالت ربي اكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فاشد ما من الحر واشد ما تجدون من الزمهرير. وهذا الحديث على حقيقته عند جمهور اهل العلم وذهب بعضهم الى انه ضرب مثلا على وجه التقريب والصحيح انه حقيقة فان الاخرة يكون في الدنيا ما يوجد من اثارها كوجدان نفس النار في شدة الحر وشدة البرد. وكذلك ما يعرض من ما عرض النبي صلى الله عليه وسلم من كشف الجنة والنار له. فانها عرضت عليه في دار الدنيا. فاتصل من احوال الاخرة رب شيء بالدنيا لكن ذلك يكون على وجه القلة والندرة ولا يكون اصلا مطردا لان الدنيا دار ابتلاء المحنة والاخرة دار جزاء واثابة خيرا او شرا. ثم اورد حديث الحمى من فيح النمل فابردوها بالماء يعني ان الحمى التي تعتلي الانسان هي من وهج جهنم وهذا من الاقوال التي تتصل فيها النار الدنيا فابردوها بالماء يعني خففوها بالماء. وابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد كلام ينبغي ان يفهم على وجهه فانه رحمه الله تعالى لما ذكر هذا الحديث في كتاب الطب النبوي من زاد المعاد ذكر ان ذلك مختص باهل الحجاز وليس عاما في كل بلد. فان من البلاد ما ينتفع فيها المحموم بالابراد عليه بالماء ومنها ما لا ينتفع به. وهذا بعض الاخوان يقول هذا من التحكم على السنة يقول ابن القيم يقول كذا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كذا. حنا نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ما نتبع ابن القيم. هذا كلام جميل مظهره ساقط مخبر لان الظن بالعالم الراسخ ان يتكلم في فهم الاحاديث بمجرد هواه او بما قامت عليه الادلة ما الظن به؟ ما قامت عليه الادلة. فنظيره نظير حديث ابي ايوب ولكن شرقوا وغربوا. لو انا واحد في غير جهة المدينة في القبلة مثل جهة الرياض قال ولكن شرقوا وغدوا انه عند قضاء الحاجة يستقبل الشرق او الغرب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك. ولكن انتم تقولون لا الجهة الاخرى الشمال والجنوب يقول لا وهذا القول الذي قاله في الفهم صحيح ام غير صحيح؟ غير صحيح. النبي صلى الله عليه وسلم في اول الحديث قال لا تستقبلوا القبلة البولي ولا غائط. لكنه لما قال ولكن شرقوا وغربوا لاحظ اي بلد بلد المدينة فكذلك عندما نعت هذا صلى الله عليه وسلم فانه نعت ما يصلح لاهل الحجاز لانها كانت بلد الاسلام حينئذ. وقد يكون في بلد اخر من درجة الحرارة برودة ما لا يناسب ان تخفض فيها الحرارة بالماء وهذا امر معروف عند الاطباء والشرع لا يأتي بما يخالف العقل الصحيح فلا بد ان يعرف وجه حكم الشرع حتى لا يخطئ فيه الانسان فمثل هذا الكلام الذي ذكره ابن القيم هو باعتبار ما دلت عليه التجربة المقطوع بصحتها قدرا. ففهم هذا الحديث على وجهه. ولا يقال حينئذ انه تحكم ثم اورد حديث لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبريل الى الجنة فقالت له وانظر اليها الحديث فهذا دال على وجود الجنة والنار وقد عرضت في مقامه صلى الله عليه وسلم يوم كسبت الشمس وعرضت عليه ليلة الاسراء وفي ذلك من الاحاديث الصحيحة ما لا يحصى. فالاحاديث في اثبات بوجود الجنة والنار الان متكاثرة. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما الدليل على بقاء ما لا تفنيان جواب قال الله تعالى في الجنة خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. وقال تعالى وما هم من بمخرجين. وقال تعالى فيها عطاء غير مجدود. وقال تعالى ان هذا لرزقنا ما له ومن نفاد. وقال تعالى ان المتقين في مقام امين. الى قوله لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى وغيرها من الايات. فاخبر تعالى بابديتها وابدية حياة اهلها وعدم انقطاع عنهم وعدم خروجهم منها وكذلك النار. وقال تعالى فيها ان طريق جهنم فيها ابدا. وقال تعالى ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابد لا يجدون وليا ولا نصيرا. وقال تعالى ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. وقال تعالى وما هم بخارجين من النار. وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيهم وقال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يحفظ عنهم من عذابها وقال تعالى فيها ولا يحيى وغير ذلك من الايات. فاخبرنا تعالى في هذه الايات وامثالها ان اهل والنار الذين هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها انهم خالدون فيها ابدا. فنفى تعالى خروجهم منها بقوله وما هم بخارجين. ونفى انقطاعها عنهم بقوله لا يفتر ونفى ثنائهم فيها بقوله لا يموت فيها ولا يحيى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. الحديث وقال صلى الله عليه وسلم اذا صار اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. جيء بالموت حتى يجعلوا بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا اهل الجنة لا موت يا اهل النار لا موت ويزداد اهل الجنة فرحا الى فرحهم. ويزداد اهل النار حزنا الى حزنهم. وفي لفظ كل طالب فيما هو فيه. وفي رواية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يوم الحسرة ان قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. وهي في الصحيح وفي ذلك جاء حديث غير ما ذكرنا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر فيه بقية ما ذكر من معنى الايمان بالجنة والنار وهو السؤال عن دليل بقائهما. فقال ما الدليل على بقائهما؟ لا تهنيان ابدا ثم اجاب عنه بايراد طرف من الايات القرآنية والاحاديث النبوية منها قوله تعالى خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم والتأبيد يدل على طول المدة. والتأبيد يدل على طول وقد تنقطع وقد لا تنقطع لكن في الايات الواردة في الجنة والنار في خلودهما فهي دالة على عدم الانقطاع للاية الاخر الواردة في هذا المعنى. ثم ذكر قوله تعالى وما هم منها بمخرجين اي من النار وهذا في حق من لم تصبه الشفاعة فهو من العامي الايش؟ المخصوص فمن لم تصبه الشفاعة يبقى في النار ولا يخرج منها. وقال تعالى عطاء غير مجدود اي غير مقطوع لان الجد هو القطع. وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة. وقال تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ. اي من وانتهاء بالدال المهمل وليس بالدال المعجمة. ومنه قوله تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق ان ينتهي وينقضي. واما ما كان بالدال المعجمة فالمراد به بلوغ الامر والوصول اليه. ومنه قوله تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. يعني ان استطعتم ان ان تبلغوا وتصلوا الى النفوذ من اقطار السماوات والارض فافعلوا ومن لطائف المنظومات منظومة في الفرق بين الدال والذال للمراد وقد شرحها الجعبري رحمه الله تعالى. ثم ذكر منها قوله تعالى ان المتقين في مقام امين اي مأمون لا يلحقهم فيه نقص ومنها قوله تعالى لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى اي التي في الحياة الدنيا وغيرها من الايات فاخبر تعالى بابديتها وابدية حياة اهلها وعدم انقطاعهم عنها وعدم خروجهم منها وكذلك النار. قال تعالى فيها ان طريق جهنم خالدين فيها ابدا. الاية الاولى وما هم عنها منها بمخرجين اهل الجنة لا يخرجون ابدا لكن اهل النار التي الذين جاء عدم خروجهم يخص بما بمن لم تصبه الشفاعة فذهب الى ظن ان الاية في النار وهي في الجنة على ما ذكره المصنف. ثم اورد في الاية المتعلقة بالنار الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا. وقال تعالى خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا. وقال تعالى فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. وقال تعالى وما هم بخارجين من النار. اي من لم تصبهم الشفاعة وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. اي لا ينقطع عنهم ولا يخفف وهم فيه مبلسون اي ايسونا. فالابلاس هو الاياس. ومنها قوله تعالى لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم عذابه او قال تعالى انه من يأتي ربه مجرما اي ايش؟ مجرما يعني كافرا طيب وليقتل مسلم وهو مجرم؟ يقصح بذنب عظيم. المجرم والاجرام في الكتاب والسنة يراد بهما الكافر فمن الخطأ تسمية بعض المذنبين باسم المجرم. الشرع له تصرفات لطاف اسماء وحقائق الاشياء والذي يعدل عنها يقع في الغلط. فالان عندما يستقر في اذهان الناس ان المجرم هو الذي يقتل نفسا او غير ذلك. ثم يقرأ هذه الاية ماذا يفعل منها يفهم ان هذا المتلبس بقتل مسلم او غير ذلك مجرم فيكون تكون هذه الاية فيه. والايات التي وردت في المجرمين المقصود بها كافرين مثله الفرظيون يقولون هلك هذا والله يقول ان امرؤ هلك وهؤلاء يقولون هلك والهالك لا يكون الا من تساقطت السوء واستحق التبار. فالشرع الشريف نفى هذا المعنى ونحاه وجاء بعبارة جامعة مانعة فقال ان امرؤ هلك فاذا اريد الضرب مثال قيل هلك امرؤ ولا يقال هلك هالك وهذا عند الفرظيين في عدة مسائل ومثله في ابواب عدة من الدين لكن ينبغي ان تعلم قاعدة الكلية ان اللفظ المستعمل في نظام الشرع مقدم على غيره من الالفاظ ما يترتب على ترك هذا اللفظ من الوقوع في منها في هذا المحل ما ذكرنا. ثم قال المصنف وامثالها ان اهل النار الذين هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها فانهم خالدون ابدا فنفت على خروجهم بقوله وما هم بخارجين ونفى انقطاعها عنهم بقوله لا يفتر عنهم ونفى ثنائهم فيها بقوله لا يموت فيها ولا يعني باق في في تلك الدار وفي الحديث واما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. وش معنى الحياة الان المنفية عنهم ولا يحيى ولا يحيوا يعني بعبارة يعني اخف اهي الحياة التي ينتفعون بها هي الحياة التي ينتفعون بها ويفسره قوله تعالى لا يقضى عليهم يموت وايش؟ ولا يخفف عنهم من عذابهم. فيفسر هذه الاية. لا يموت ولا يحيا يعني لا يحيى لا يخفف عنهم من عذابها كما ذكر الله عز وجل. ثم ذكر بعد ذلك احاديث اخرى منها حديث اصال اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ويكون في صورة كبش املح كما ثبت في الصحيحين. وذلك المصور هو الموت وليس ملك الموت فيذبح وينادى يا اهل الجنة لا موت ويا اهل النار لا موت فيزداد اهل الجنة فرحا الى فرح ويزداد اهل النار حزنا الى حزنهم وفي لفظ عند مسلم كل خالد فيما هو فيه وفي رواية عنده ايضا ثم قرأ تعالى ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه المؤذنهم يوم الحسرة اي الذي يتحسر فيه الناس. اذ قضي الامر يعني فصل في الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون مع هذه النجارة لهم الا انهم غافلون ولا يؤمنون. وهذه الاحاديث كلها في الصحيح اما اتفاقا او انفراد مسلم اخرها وفي ذلك الاحاديث غير ما ذكرنا. والجنة والنار ومتعلقات يوم القيامة في القرآن الكريم والاحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان احكامهما ما يشبه العليل ويدوي الغليل العمدة في الخبر عن الجنة والنار النقل المحض. اشار الى هذا ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. لماذا لانهما غيب لانهما غيب. فكما يقال اسماء الله وصفاته فوقيفية. لانها غيب يقال احوال الجنة والنار ايش؟ توقيفية لانها غيب ليس لانسان ان يأتي ويمثل الجنة مثل ان فيه نشرة طلعت اسمها طريق الجنة وطريق النار وحاطين خظار ومياه هذا حرام ما يجوز. لان الجنة النار احكامهما واحوالهما توقيفية. فلا يجوز للانسان ان يمثلهما ولا يمثل احوالهما. والذي يعرف هذا تعظم عنده مثل هذه الامور. وبعض الناس يقول هذه لترغيب الناس وتقريب المعاني لهم. تقرب الناس ترغب الناس وتقرب بهم الشريعة بما اذنت به الشريعة اما ما عدا ذلك فانه هوى وضلالة. قال ابو زرعة الرازي من لم يعظه الكتاب والسنة الا الله من لم يعظه الكتاب والسنة فلو عظه الله. ايما ارحم بهذه الامة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ام نحن؟ الله ورسوله الله عليه وسلم فالواجب على العبد في بيان احكامهما واحوالهما ان يقف على النصوص ولا يزيد شيئا تنكيسه واذا رأيت حال الوعظ والارشاد المتعلق بالجنة والنار عند كثير من الناس تصنيفا او وجدت في كثير من كلامه مغادرة هذا الاصل العظيم. ويتخوف احدهما عند الاسماء والصفات ويقول توقيفية لان انه فهم معنى توقيف لكثرة الخلاف فيها ولكنه لا يفهم معنى التوقيت في الجنة والنار لان الامة رطبة مجمعة على الجنة والنار الا في فروع من احكامهما فلاجل اجتماع الامة باختلاف فرقها صار الامر سهلا عند من لا يعيه لكن من يعي حقيقة التوقيف واتباع الكتاب والسنة فانه لا يزيد شيئا بذكر امر في الجنة او النار لان الامر فيهما توقيفي فاذا اتى الانسان ومثل بشيء وشبه بشيء وصور شيء ورسم شيء وتكلم بشيء ليس بالكتاب والسنة فانه مردود عليه كائنا كان لان الجنة والنار امرهما توقيفي فلا تجوز الزيادة عنه. ومما يؤسف له ان طلاب يعرفون مسائل لكنهم لا يحسنون تطبيقها على احكام الناس. فهو يعلم الجنة والنار واحكامهما. ثم اذا جاءت مثل هذه المسائل قد لا تشدد على الناس اذا صورت الجنة او صورت النار او الف كتابه عليه صورة نار وصورة جنة قال هذا تقريب والمراد بها ترغيب والتخويف لا ولا تفوض الا بما في الكتاب والسنة. ما عدا ذلك لا خير فيه. زبناء الاذهان وحفالات الافكار هذه تلقى خلاف ظهر الموقن المؤمن ويتمسك الانسان بما ورد في الكتاب والسنة فانه ابلغ واعظ واعظم زاجر وهذا اخر البيان على هذه الجملة بالكتاب وبالله التوفيق