السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقد مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الثامن والعشرون في شرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واثنتين وثلاثين بعد اربعمائة والالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله ثم يليه الدرس الثالث والعشرون في شرح الكتاب السابع وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للعلامة محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله. وقد انتهى من البيان في الكتاب الاول الى قوله رحمه الله تعالى ما الدليل على ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الاخرة؟ لكن قبل الشروع في الدرس نحن في الدرس الاخير من فتح الملك العلام جعلنا عندكم بحث في مسألة ما هي اخر درس تكلم الشيخ عن الشجاعة. صح؟ واوردنا حديث للجباني. اجرا قل نبحث الجواب عن هذا الحديث. من بحث منكم؟ بحثته؟ كتبت بحثك ولا هذا هذي الورقة طيب احد بحثه غير الاخ؟ هذا الورقات ورقات نقرأها ان شاء الله نؤجل الجواب فيما يستقبل لكن ذكرونا بالمسألة لا ننسى نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد احسن الله قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال ما الدليل على ان المؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الاخرة جواب قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقال تعالى في الكفار كلا فاذا حكم اعداءه لم يحجب اولياءه. وفي الصحيح عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة. فقال كما ترون هذا كما ترون هذا لا تطاعون في رؤيته. فان استطعتم ان لا تؤمنوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. وقوله كما ترون هذا اي كرؤيتكم هذا تشبيه للرؤية بالرؤية نار مرضي بالمرء. وما ان قوله في حديث تكلم الله عز وجل ظربت الملائكة باجنحتها خضع لقومه كانه سلسلة ما لا صبال. وهذا تشبيه تعالى الله ان يشبهه في ذاته او صفاته شيء من خلقه النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو اعلم خلقهم لله عز وجل. وفي صهيب عند مسلم في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربه عز وجل. ثم على هذه الاية للذين احسن الحسنى وزيادة. وفي الباب احاديث كثيرة صحيحة صريحة الا من شرح سنن الوصول خمسة واربعين حديثا. عن اكثر من ثلاثين صحابيا. ومن رد ذلك وكذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله. وكانوا من الذين قال الله تعالى فيهم نسأل الله العفو والعافية وان يرزقنا لذة النظر وجهه امين لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يورد سؤالات تتعلق بالايمان باليوم الاخر فان من جملة مسائله ما ذكره رحمه الله تعالى سائلا عنه بقوله ما الدليل على ان يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الاخرة. وايراد السؤال على هذه الصيغة اعلام بانه لا يثبت رؤية غيرهم للرب سبحانه وتعالى. فهو يرى ان رؤية الرب سبحانه وتعالى خاصة بالمؤمنين وهي كذلك فيما يتعلق بالتنعيم والتشريف. اما فيما يتعلق بالامتحان والتعريف فان فيها ثلاثة اقوال عند اهل السنة. اصحها ان غير المؤمنين من الكفار والمنافقين يرون الله سبحانه وتعالى في عرصات يوم القيامة امتحانا وتعريفا كما ثبتت به الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فتكون رؤية الله في الاخرة نوعان. احدهما رؤية الامتحان والتعريف هي لجميع الخلق في عرصات يوم القيامة. والاخر رؤية الانعام والتشريف خاصة بالمؤمنين ولا تكون الا في الجنة. فحصل الفرق بين هاتين الرؤيتين من وجهين احدهما ان الاولى رؤية عامة. مقصودها الامتحان والتعريف. واما الثانية ورؤية خاصة بالمؤمنين مقصودها الانعام والتشريف. والفرق الثاني ان الاولى تكون في عرصات يوم القيامة قبل استقرار الخلق في مآلاتهم من جحيم او او دار نعيم واما الرؤية التانية فانها تكون في الجنة فقط. ثم ان المصنف رحمه الله تعالى لما اورد وسؤاله على الصورة المذكورة فقال ما الدليل على ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الاخرة؟ اجاب عنه بايراد ثلاث بايات وحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاورد قول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة يعني منعمة الى ربها ناضرة بابصارها. لان النظر اذا عدي الى اقتضى ان يكون ذلك نظرا بالعين ثم اورد قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وثبت تفسير الحسنى بالجنة والزيادة بالنظر الى وجه الله سبحانه وتعالى. ثم اورد قوله تعالى في الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحدود فاذا حجب اعداءه لم يحجب اوليائهم. وهذه الاية تتعلق بحجب الانعام والتشريف والتشريف محجوب عن الكفار والمنافقين. وانما يكون الانعام والتشريف للمؤمنين. فالمراد بالحجب في اصح التفسيرين هو حجب رؤيته انعاما وتشريفا. اما حجب رؤيته سبحانه وتعالى امتحانا وتعريفا فانها ثابتة في الاحاديث الصحاح. بل من اهل العلم من استخرج لها وجها من القرآن الكريم وهو قوله سبحانه وتعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه بارجاع الضمير الى الله سبحانه وتعالى اي ملاق الله سبحانه وتعالى وتلك الرقية تتضمن الرؤية. نص على هذا السجزي في رسالته المشهورة في الاعتقاد وابن رحمه الله تعالى لان اللقاء لا يكون الا بمعاينة ثم اورد رحمه الله تعالى حديث جليل ابن عبد الله في الصحيحين وفيه انكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته الحديث. ولفظة عيانا عند البخاري وحده. وقد ابن حزم فلم يصب لانها تروى من حديث غير واحد من الثقات عن قيس ابن ابي حازم عن اسماعيل ابن ابي خالد عن جرير ابن عبد الله فتضعيفها لاجل الكلام في ابي شهاب الحناط راويها عند البخاري فيه نظر اتبعه زيد ابن ابي انيسة عند الطبراني في السنة ذكره الحافظ ابن حجر فيفتح الباري فهذه اللفظة صحيحة رواية ودراية ثم بين رحمه الله تعالى المراد بالتشبيه في قوله كما ترون ربكم ان المراد تشبيه الرؤية بالرؤية تشبيه المرء بالمرء فليس المقصود ان يشبه الله سبحانه وتعالى بالبدر وانما تشبه رؤية الخلق لله عز وجل يوم القيامة برؤيتهم للبذل في هذه الدنيا فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء. واستطرد صنف فبين ان التشبيه الوارد في الحديث النبوي ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا او خضعانا وهما ضبطان صحيحان لقوله كأنه سلسلة على صفوان ان هذا تشويه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع فهو لسماع صوت الله سبحانه وتعالى بسماع صوت السلسلة اذا جرت على صفوان يعني على حجر وليس المراد صوت الملائكة بل من قال هو صوت الملائكة فهذا قول الجهمية كما قاله الامام احمد رحمه الله تعالى فالمراد بالصوم صوت الله لكن ليس المشبه فيه تشبيه الصوت وانما المشبه تشبيه سماع الصوت الالهي بسماع صوت اذا جرت على صفوان اي حجر ثم قال رحمه الله تعالى وفي حديث صهيب عند مسلم وهذا دليل اخر في كشف حجاب ويضبط ايضا في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل يعني في الجنة ثم تلا هذه الاية للذي ان احسن الحسنى وزيادة. فالحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجه الله الكريم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان في الباب احاديث كثيرة صحيحة استوعبها رحمه الله تعالى في شرح سلم الوصول المسمى بمعارج القبول. فان من محاسن كتاب معارج استيعابه للادلة فان اعظم الكتب الاثرية في استيعاب ادلة العقائد السلفية هو كتاب معارج القبول ولا يوجد له نظير اللهم لوامع الانوار للسفارين في ذكر ما يتعلق بالايمان في اليوم الاخر. لان له كتابا مفردا فيه فمد القول وبسطه في ذكر الادلة واما من جهة اركان الايمان الستة ومسائل الاعتقاد فلا يوجد كتاب جمع ادلتها ككتاب معارج القبول العلامة حافظ الحكم رحمه الله تعالى واحاديث الرؤية من الاحاديث التي ذكر تواترها لكثرتها كما قال التاودي بن سودة مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذي بعض. فقوله ورؤيا اشارة الى الاحاديث الواردة في رؤية الله عز وجل يوم القيامة. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما دليل الايمان بالشفاعة من تكون ولمن تكون ومتى تكون؟ جواب قد اثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة ثقيلة واخبر تعالى انها فاهم كله ليس لاحد فيها شيء. فقال تعالى قل الله الشفاعة جميعا فاما متى تكون فاخبرني عز وجل انها لا تكون الا باذنه. كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عند وقال تعالى ما من شهير الا من بعد ابنه. وقال تعالى ثم لكم في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله. اما من بعد ان وقال ولا تنفع الشجاعة عندهم قالوا فكما اخبرنا تعالى انها لا تكون الا من بعد ابنه. اخبرنا ام انه لا يأذن الا لاولياء للمرتدين الاخيار. كما قال تعالى لا يتكلمون الا من له الرحمن وقال سرابا وقال لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا واما لمن تكون فاخبرنا انه لا يأذن ان يشفع الا لمن ارتضى. كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن الارتقاء. وقال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له وهو سبحانه لا يرتضي الا اهل التوحيد والاخلاص. واما غيرهم فقال تعالى ما للظالمين من حميد ولا شفيع يطاع. وقال تعالى عنهم فما لنا منه شافع ولا صديق حميم. وقال تعالى فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انه اوتي الشفاعة ثم اخبر انه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه حامد يعلمه اياه. لا يبدأ بالشفاعة الظلام حتى يقال له ارفع رأسه وقل يسمع وسلتر واشفع تشفع الحديث. ثم اخبر انه لا يشفع في جميع العصاة من اهل التوحيد دفعة واحدة بل قال فيحد لي حدا فادخله الجنة. ثم يرفع فيسكب كذلك فيحد له حدا الى اخر حديث وقال له ابو هريرة رضي الله عنه من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بمسائل اليوم اخر علم تعلقه بها من جهة ايراد المصنف هذا السؤال في ضمنها. والا باعتبار صياغة سؤال فانه لا يتميز المراد بالشفاعة اهي الشفاعة التي تكون في الدنيا ام التي تكون في الاخرة؟ وهي الشفاعة التي تكون عند الخالق ام الشفاعة التي تكون عند المخلوق؟ لكن اذا ذكرت الشفاعة في مسائل الاخرة فالمراد بها الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى. وهذه الشفاعة سبق ان بينا ان حدها شرعا انها سؤال الله حصول نفع للمشفوع له. سؤال الشافع الله حصول نفع للمشفوع له نفع المرتجى نوعان احدهما جلب خير والاخر دفع شر. فاذا اطلقت الشفاعة في اخرة فالمراد بها هذا المعنى. وقد اثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة قيود ثقيلة واخبر انها ملك لله عز وجل ليس لاحد فيها شيء. فقال تعالى قل لله الشفاعة جميعا اي هو الذي يملكها وهو سبحانه وتعالى يملكها من شاء من خلقه. فاذا قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع او ان الافراط يشفعون او ان الشهداء يشبعون فليس المراد انهم يملكون الشفاعة لكن المراد انهم يملكون الشفاعة فيتفضل الله عز وجل عليهم بتمليكها فيشفعون لمن كتب الله عز وجل انهم يشفعون له. واما ملك الشفاعة فانه لله وحده. ولذلك قال الله عز وجل تحقيقا للملك قل لله الشفاعة. ثم اكد هذا الملك بقوله جميعا. فلا يخرج فرد من الافراد عن هذا الميت ثم اجاب رحمه الله تعالى عن متعلقات سؤاله لا على وجه الترتيب فانه في سؤاله قال وممن كونوا ولمن تكونوا ومتى تكونوا؟ واما في جوابه فبدأ بعكس ذلك فبدأ بقوله فاما متى تكون ثم اجاب عن ان تكون ثم اجاب بقوله لمن تكون؟ فالجواب على غير ترتيب السؤال. وكان في جوابه المتعلق بقوله اما متى كن قال فاخبرنا عز وجل انها لا تكون الا باذنه. يعني باذن الله عز وجل كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال تعالى ما من شفيع الا من بعدي اذنه الى غيرها من الايات الواردة في هذا المعنى المثبتة ان الشفاعة لا تكون الا بعد اذن الله سبحانه وتعالى. ثم قال واما ممن تكون فكما اخبرنا تعالى انها لا تكون الا من بعد اذنه اخبرنا ايظا انه لا يأذن الا لاوليائه المرتظين الاخيار. كما قال تعالى لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا وقال لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا فليس كل احد يشفع وانما الشفعاء الذين بينهم الله عز وجل في كتابه او بينهم النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. فالشفاعة من الابواب التوقيفية فلا يحكم بان احدا يشفع في عينه او وصفه الا بدليل شرعي. فاذا قيل فلان من الشفعاء احتاج الى دليل يعين انه باسمه شافع. واذا قيل ان وصف من الاوصاف يشفع اهل فلابد من دليل مبين ان ذلك الوصف ممن ثبتت له الشفاعة. فاذا قيل مثلا ان محمدا صلى الله عليه وسلم يشفع كان هذا القول صوابا. لان شفاعته صلى الله عليه وسلم بعينه ثابتة له. واذا قيل ان الافراط يعني الاطفال الذين يموتون صغارا يشفعون كان هذا القول صوابا لصحة الاحاديث في كون من وصف بهذا الوصف انهم من الشفعاء ثم قال واما لمن تكون فاخبرنا انه لا يأذن ان يشفع الا لمن ارتضى كما قال تعالى ولا يشبعون يعني اولئك الشفعاء الا لمن ارتضى اي لمن ارتضى الله سبحانه وتعالى وقال يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا ثم قال المصنف وهو سبحانه لا يرتضي الا اهل التوحيد والاخلاص. واما غيرهم يعني من الكافرين فان الله عز وجل لا يرضى الشفاعة لهم كما قال تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع وقال فما لنا من شافعين وقال فمن تنفعهم شفاعة فاثبتها للمؤمنين ونفاها عن المشركين. ثم قال وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه اوتي الشفاعة ثم اخبر انه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه اياها لا يبدأ بالشفاعة اولا حتى يقال له ارفع رأسك وقل يسمع يشفع الحديث في الصحيحين. الى تمامه. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يحد له حد فيدخلهم الجنة جنة ثم يرجع ثانية ثم يرجع ثالثة. وهذه غير شفاعته الاولى. فان مبتدأ هذه الشفاعة ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع الشفاعة العظمى في موقف القيامة. فيأتي الى ربه سبحانه وتعالى فيحمده بمحامد ويسجد بين يديه فيشفع اولا في الشفاعة العظمى في حصول الحساب للناس والفصل بينهم ثم يشفع صلى الله عليه وسلم في اخراج من ادخل النار ان يدخل الجنة ثم اورد بعد حديث ابي هريرة من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وهو عند البخاري وهذه الجملة من كلام المصنف رحمه الله تعالى ترجع الى اصل عظيم في الشفاعة بينه اهل السنة والحديث وهو وان الشفاعة نوعان احدهما الشفاعة المثبتة وهي المشتملة على اذن الله ورضاه النوع الاخر الشفاعة المنفية وهي الشفاعة الخالية من اذن الله ورضاه. وقد تكون ذلك النفي تارة عن الشافع وقد يكون تارة عن المشفوع له. فان الالهة المزعومة نفي عنها كون الشفاعة لها فهي منفية عن الشفعاء والكافر نفي عن كونه يشفع له فهي منفية عن المشفوع له. والاذن والرضا يتعلق الاذن باذن الله عز وجل والرضا برضاه عن الشافع والمشفوع له فليس رضا فقط عن المشفوع له بل هو رضا عن شافعي وعن المشفوع له كما قال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله من يشاء ويرضى. يعني يرضى عن الشافعي والمشفوع له. فان حذف المتعلق من مقاصده ارادة العبور فلما حذف متعلق الرضا اهو عن الشافع ام المشفوعية؟ ام هما معا؟ دل على عمومه فلابد من الرضا عن الشافع وعن المشفوع له. وهنا مسألة هل يشفع الله عز وجل ام لا يشفع؟ ها ايش؟ في الحديث ايش؟ طيب ها يشفع يشفع عند من؟ عند نفسه سبحانه وتعالى. وش الدليل؟ ها طيب هذه المسألة مع جلالتها وهناك اكثر من رسالة اكاديمية في الشفاعة لكن لا تسمع لها فكرة ولا ترى لها ركزا فانتم خذوها جزاكم الله خير حتى تستفيدوا هل يشفع الله ام لا يشفع الله والمقصود شفاعته عند نفسه ليس المقصود شفاعته عند عند خلقه وسبق ان ذكرناها لكم لكن حتى تراجعوا وتستفيدوا تراجعوا كتب الحديث وتبحثون عن ذلك وكذلك الكتب المصنفة في الشفاعة وهي اكثر من كتاب راجعوها لعلكم تجدون فيها شيئا يفيدكم في هذه المسألة. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق