السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الثلاثون في شرح الكتاب الخامس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واثنتين وثلاثين بعد والالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله. ثم يليه الدرس الخامس والعشرون من الكتاب السادس وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين لعلامة محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى قوله رحمه الله تعالى سؤال دليل الايمان بالقدر جملة نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال العلامة حافظ للحكمي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه وعلمكم سؤال ما دليل الايمان بالقدر جملة؟ جواب قال الله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. وقال تعالى ليقضي الله امرا ان كان مفعولا وقال تعالى وكان امر الله مفعولا. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه الاية. وقال تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله. وقال تعالى الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمته واولئك فهم المهتدون وغير ذلك من الايات وتقدم في حديث جبريل وتؤمن بالقدر خيره وشره. وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان ما اصاب لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. وقال صلى الله عليه وسلم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. وقال صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس وغير ذلك من الاحاديث. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان اركان الايمان الخمسة المتصلة بالذكر في غير موضع من القرآن اتبعها بسادس تلك الاركان وهو الركن الواقع منفردا في القرآن الكريم وهو الايمان بالقدر واستفتح ذكرى مسائله بقوله رحمه الله تعالى في سؤال سأله ما دليل الايمان بالقدر جملة ومراده بقوله جملة ما يتعلق باجمال مسائله دون تفاصيلها لان ادلة القدر نوعان النوع الاول الادلة الاجمالية وهي المثبتة له اجمالا. والنوع الثاني الادلة التفصيلية. وهي الادلة المبينة لتفاصيل جمله كما سيأتي في مواضعه عند ذكر تلك التفاصيل. وهذه الادلة التفصيلية تدل على تلك المسائل اصالة وتدل بالتبع على الاصل الكلي وهو اثبات القدر. وكان حقيقة المصنف ان يبين قبل ذكر دليل الايمان حقيقته. لان العلم مسائل ودلائل. ومما يعين على تبين المسألة الوقوف على حدها وحقيقتها فكان ينبغي ايراد سؤال يتعلق ببيان معنى القدر ترعن ثم يذكر بعد الدليل عليه. وتقدم ان الايمان بالقدر شرعا هو ايش ما قلنا بكائنات ابدا. علم الله الكائنات. يعذب بنفسه احسن من علم الله الكائن هناك علم الله الكائنات وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها. خلقه ومشيئته اياها. هن الكائنات ايش يعني؟ الوقائع والحوادث. يعني كان يكون كائنا وكائنة فالامر اذا وقع يسمى كائن. ولذلك تجدونه في كتب التاريخ احيانا قولهم كائنة عظيمة في البلدة الفلانية يعني امر عظيم وقع في البلدة الفلانية. وهذا الحد المذكور هو الحد الشرعي للقدر وحينئذ يأتي محل هذا السؤال المذكور عند المصنف ما دليل الايمان بقدر جملة؟ ثم اورد رحمه الله تعالى بالجواب عنه جملة من الادلة القرآنية والنبوية فقال قال الله تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا وهذا تعيين للقدر بلفظه. ووصف امر الله عز وجل بانه مقدور نافذ لا يتخلف وقال تعالى ليقضي الله امرا كان مفعولا. والقدر والقضاء في احسن الاقوال. كلمتان تدل احداهما على الاخرى عند الانفراد. فان اجتمعتا انفردت كل واحدة بمعنى. فالقول فيها كالقول في الاسلام والايمان وحينئذ فالقضاء منفردا هو ايش؟ القضاء منفردا هو لمضى القدر سابقا واما مع الاقتران بالقدر اذا قيل الايمان بالقضاء والقدر؟ ما الفرق بينهما اذا اتحدا كل القدر ما الانسان فيه دعاء اعتقد الله عز وجل. ماذا تفهمون من قول الله عز وجل فقضاهن سبع سماوات. ها؟ ما سبق. ما يوافق الاية ها؟ سبع سماوات. كيف قدر الله؟ يعني اخرجهن على هذه الصورة يعني اخرجهن على هذه الصورة. فالقدر يتعلق بالمقدر السابق. والقضاء يتعلق بالخروج ذلك المقدر والقضاء يتعلق بخروج ذلك المقدر. فمثلا خلق السماوات السبع قبل خلقهن يسمى قدرا وبعد بروز صورتهن يسمى قضاء. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ايضا قوله تعالى ما اصاب من مصيبة وقوله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان وقوله تعالى الذين اذا اصابتهم مصيبة الايات وهؤلاء الايات من جنس بعد العام فان الايتين السابقتين دالتان على عموم القضاء والقدر. وهؤلاء الايات جاريات في القدر مؤلم جاريات في القدر المؤلم. وانما خصت بذلك لان النفس تجري مع الاقدار الملائمة وانما تشق عليها الاقدار المؤلمة فلاجل الانباه الى الايمان بالقدر المؤلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هؤلاء الايات ثم ذكر رحمه الله تعالى من السنة حديث جبريل فقال وتؤمن بقدر خيره وشره يعني الحديث الذي فيه ذكر جبريل ليس معناه الحديث الذي رواه جبريل وانما لقب بهذا لانه حديث ذكر فيه جبريل في القصة المعروفة في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم وحده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن ابي هريرة. ولم ياتي في الاحاديث الثابتة وحلوه ومره. وانما وقعت في كلام جماعة من السلف. فالتعبير بها سائغ فيؤمن الانسان بالقلب خيره وشره حلوه ومره ثم اورد حديث واعلم ان ما اصابك لم يكن لاخطئك وما اخطأك لم يكن يصيبك هو حديث صحيح مروي من حديث جماعة من الصحابة كما تقدم بيانه في شرح كتاب التوحيد عند باب ما جاء في القدر ثم ذكر حديث ابي هريرة بعده عند مسلم وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ثم ذكر وجه الاستدلال به فقال ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. وهذه الكلمة قدر بالتخفيف وتشدد ايضا. فيقال قدر الله قدر الله ثم ختم بحديث عبد الله ابن عمرو لابن عمر في مسلم كل شيء بقدر حتى العج والكيس يعني ان الحمقى والضعف بقدر وكذلك العقل والرشد بقدر سابق قدره الله سبحانه وتعالى على العبد وهذا الحديث جاء باوسع صيغ العموم وهي كلمة كل فيدل على ان كل المقدرات جارية على وفق قدر الله عز وجل سواء ما كان منها ملائما للنفس او مؤلما لها. واذا كان الكل من الله عز وجل وجب الايمان به ولا يتم عقد الايمان حتى يؤمن الانسان بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره. فان وجدت في نفسه منازعة للقدر ساءت حياته كما قال ابراهيم الحربي الحافظ من لم يؤمن بالقدر تنكد عيشه. نعم احسن الله اليكم. سؤال كم مراتب الايمان بالقدر؟ جواب الايمان بالقدر على اربع مراتب. المرتبة الاولى الايمان بعلم الله محيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وانه تعالى قد علم جميع خلقه قبل ان يخلقهم وعلم ارزاقهم واجالهم واقوالهم واعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم واسرارهم وعلانيتهم. ومن هو منهم من اهل الجنة ومن هو منهم من اهل النار. المرتبة الثانية الايمان بكتابة ذلك وانه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه انه كائن. وفي ضمن ذلك الايمان باللوح والقلم الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته النافذة وقدرته الشاملة وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون بمشيئة الله احسن الله اليكم. المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته النافذة. الشاملة وقدرته النافذة وقدرته الشاملة. اللي عندك في الطبعة الجديدة ايه هذا اثر التصحيح واراد يصححها الطابع وضع الصواب والخطأ كله اثبته. قدرته الشاملة احسنت الله عليكم المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافع لا زال بحاجة الى خدمة فلعل احدكم ينهض بها يعني آآ يقابله على النسخة التي في حياة الشيخ طبعت في حياة الشيخ قد ذكر لي جماعة من تلاميذه انها هي التي صححها الشيخ في المطابع في مكة فهي المعتمدة اما النسخ القديمة قديمة. فالافضل ان يعاد تصحيحها في مواضع مرت علينا فيها اشكالات. فلابد من اصلاح الكتاب وفق هذه النسخة لان لا تنسى بعد ذلك ثم يتركونها الناس ثم يجعلون هذه هي المعتمدة. مثل ما وقع في بعض الكتب الان جعلت اشياء هي المعتمدة وهي ليست كذلك مثل ما ذكرت لكم تآليف ابن سعدي رحمه الله تعالى وقع فيها ذلك وهي ليست معتمدة. احيانا نسبة الكتاب تشتهر وهي ليست كذلك ليست للمصنف مثل كتاب نسب ابن القيم رحمه الله تعالى في علوم القرآن وتتابع الناس فترة طويلة على نسبة الى ابن القيم ثم باخرة وجد احد الباحثين ان هذا هو مقدمة تفسير ابن النقيب وليس كتاب ابن القيم وفي كلمات مشكلة فاعاد طبعه وتحقيقه باسم مقدمة تفسير ابن النقيب وهي مقدمة نابعة فهي كلام للنقيب وليست كلاما لابن القيم وبقي الناس مدة على ان هذا من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى فلابد ان يبني طالب العلم علمه على التحقيق في تصحيح الكتب في كلام تكلميها في نسبتها الى اصحابها في المختار من طباعاتها في المنتقى من مخطوطاتها كم من مخطوطة يعظمها الناس وهي لا تساوي لاغترارهم بها. فبعض النساخ ينقل المخطوطة كما هي فتجد في اخرها يقول وكتبه منصور بن يونس البهوتي. فيأتي اليه من يأتي ويقول هذا بخط منصور البهوتي. اغترارا بفعلة الناسخ الجاهل. الذي نسخ دون ان ينبه ان هذه نسخة منسوخة حتى يتميز معنى قوله وكتبه منصور ابن يوسف فهو وجده في الاصل هكذا ونقله هكذا. وهذا كثير في المخطوطات. ولابد ان ان يتعلم الانسان كيفية التمييز بين المطبوعات والمخطوطات هذي من الة العلم النافعة ويستعين بالكتب التي تتحدث عن هذا وهي كثيرة. نعم اسأل الله ان يكون المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون. ولا ملازمات مات بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن. فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة. وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم يأتي الله اياه الا لعهد. وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله مشيئة الله اياه. لا لعدم قدرة الله عليه الا ان تكون هناك فاصلة منطوطة بعد كلمة لم يكن سر الجملة وما لم يشأ الله تعالى لم يكن. فافضل القول. ما فائدتها؟ تعلق الجملة بالجملة الاولى فتصير التي بعدها تعليلية. وما لم يشأ الله تعالى لم يكن. فاصل الخطأ لعدم مشيئة الله اياه لا لعدم قدرة الله عليه. هكذا يتضح الكلام. يعني ان الذي لم يشأه الله تعالى لم يكن لماذا لم يكن؟ لعدم بمشيئة الله اياه. نعم. احسن الله اليكم. وما لم يشأ الله تعالى لم يكن بعدم مشيئة الله اياه لا لعدم قدرة الله عليك تعالى الله عن ذلك وعز وجل وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما المرتبة الرابعة الايمان بان الله تعالى خالق كل شيء وانه ما من ذرة في السماوات ولا في الارض ولا فيما بينهما الا خالقها وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. لما بين المصنف رحمه الله تعالى دليل القدر وهو محتاج فيما سلف الى معرفة حقيقته التي ذكرناها اورد سؤالا لا يتبين الا بمعرفة الحقيقة فقال كم مراتب الايمان بالقدر؟ فان الاطلاع على المراتب لا يكون الا بعد معرفة حقيقة الشيء. كما ان الاركان لا تدرك الا بالاطلاع على حقيقة ما هي ركن له. ثم اجاب عنه ببيان مراتب القدر. فقال الايمان القدر على اربع مراتب وهذه المراتب الاربع مأخوذة من حقيقة القدر التي تقدمت. فان حقيقة القدر شرعا علم الله الكائنات وكتابته لها خلقه ومشيئته اياها. ويتفرع من هذه الحقيقة وجود اربع مراتب قدر. فالمرتبة الاولى الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء. الذي لا يعزب عنه اي لا يبعد ولا يغيب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وانه تعالى قد علم جميع خلقه قبل ان يخلقهم. الى اخر ما قال وهذه المرتبة هي مرتبة علم الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المرتبة الثانية فقال الايمان بكتابة ذلك اي كتابة المقادير وانه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه انه كائن وفي ضمن ذلك الايمان باللوح والقلم. لان القلم كتابة القدر واللوح المحفوظ هو الموضع الذي كتب به القدر. فمن امن بكتابة القدر اندرج في ايمانه بكتاب القدر الالة التي كتب بها القدر وهي القلم والموضع الذي كتب فيه القدر وهو اللوح المحفوظ يعني عند الله سبحانه وتعالى. وهذه المرتبة هي مرتبة الكتابة. ثم ذكر المرتبة الثالثة فقال الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ثم قال وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون. ثم قال تنبيها ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن. فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة. فكل شيء قدره الله فلا بد من كينونته وبروزه وما لم يشأ الله تعالى لم يكن اي لم يشأ الله عز وجل ان يبرز فليس المانع منه هو عدم قدرة الله عز وجل عليه. بل المانع منه هو عدم مشيئة الله سبحانه وتعالى له لان الله عز وجل على كل شيء قدير. فقدرة الله عز وجل متعلقة بكل شيء كعلم الله عز وجل فالله عز وجل قال وهو بكل شيء عليم فعلمه متعلق بكل شيء وكذلك قدرته متعلقة بكل شيء فلا يتخلف عن قدرة الله عز وجل شيء وما لم يشأه الله سبحانه وتعالى ولم يقدره فليس لعدم القدرة عليه بل لمشيئته سبحانه وتعالى النافذة لم يقدر ولا كان. وهذه المرتبة هي المشيئة ثم ذكر المرتبة الرابعة فقال الايمان بان الله تعالى خلق كل شيء وانه ما من ذرة في السماوات وما في الارض الى اخر ما قال وهذه المرتبة هي مرتبة الخلق. فصارت مراتب الايمان بالقدر اربعة. الاولى مرتبة العلم. والثانية مرتبة كتابة والثالثة مكتبة المشيئة والرابعة مرتبة الخلق وهذه المراتب الاربع تندرج في درجتين فالعلم والكتابة مقترنان لانهما قبل وقوع المقدم لانهما قبل وقوع المقدر. والمشيئة والخلق مقترنان. لانهما مصاحبان ايش؟ مصاحبان وقوع المقدر. ما يحتاج يقول لي وقوعي. اكثر حروف التعدية الان عند الناس ضعيفة في فغالب الناس يضعون حروف تعدية لا حاجة اليها. فان تقول مقارنان وقوع المقدر. واظحة طيب نوضح الاخ نقول لان الله سبحانه وتعالى كما سبق جعل القدر في اربع مراتب العلم والكتابة يكونان وقوع المقدر يعني قبل بروزه وظهوره. فمثلا انت الان تكتب الدرس. قبل كتابتك الدرس وجد من مراتب القدر علم الله بانك ستكتب الدرس وكتابة ذلك في اللوح المحفوظ. ثم لما كتبت انت هذا الدرس وجدت مشيئة الله سبحانه وتعالى لكتابتك وخلقه لها. فانه هو الذي خلقك وخلق فعلك فتكون المرتبتان الاوليان متعلقتين بما يكون قبل بروز المقدور وقبل ظهوره. وتكون المرتبتان الاخيرتان مصاحبتين وقوع المقدور. وحينئذ هل بين من قسم القدر الى اربع مراتب ومن قسمه الى درجتين فرق ام لا يوجد فرق؟ ما الجواب؟ لا يوجد لا يوجد فرق. ايش انها من جهة الحقيقة يعني اضرب لكم مثال التوحيد من العلماء من قسم ثلاثة ابتسامة ومنهم من قسمه الى قسمين توحيده في المعرفة والاثبات والتوحيد في القصد والارادة والطلب. هذا التقسيم هذان تقسيمان بينهما فرقا ليس بينهما فرق قسمين يقول الاخ ابو عمر ان تقسيمه الى قسمين وهو توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في القصد والطلب متعلق بالعبد اي بما يجب على بما يجب على العبد فيجب عليه ان يوحد الله في المعرفة والاثبات وان يوحده قصد الارادة والطلب. وتقسيمه الى ثلاثة متعلق بما يجب لله على العبد فيجب لله على العبد ان يوحده في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات. فالتقسيم الاول نظر فيه الى التقسيم الى العبد والتقسيم والثاني نظر فيه في التقسيم الى الى الخالق سبحانه وتعالى. فهما في الحقيقة يؤولان الى شيء واحد لكن بينهما فرق باعتبار التقسيم والا من جهة حقيقته فانهما يؤولان الى حقيقة واحدة. وحين ذلك يكون اختلاف تنوع ام اختلاف تضاد؟ اختلاف ولن يرجع الى حقيقة واحدة كذلك هذا التقسيم الثنائي والرباعي المتعلق بالقدر ليس هو اختلاف تضاد بل اختلاف تنوع باعتبار اختلاف المأخذ فالذي نظر نظرا عاما اجماليا قسمه الى المراتب الاربع والذي نظر نظرا ميز فيه بينما يكون قبل وقوع المقدور وحال وقوعه قسماه الى درجتين. ومعرفة المآخذ والاعتبارات من اهم المسالك في التحقيقات. يعني من اهم مسالك تحقيق العلم ان تلاحظ المأخذ والاعتبار الذي انيط به كلام المتكلم في حد او تقسيم او غير ذلك. وفي هذا المعنى قال التفت زاني واختلاف العبارات لاختلاف ايش؟ الاعتبارات واختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات. فالذي لا يفهم هذه المسالك ربما ضرب كلام اهل العلم بعضه ببعض كما صنف احدهم في التوحيد فقال ان لاهل السنة قولين في تقسيم التوحيد القول الاول كذا والقول الثاني كذا وليس هذا قولا منفردا وانما لهم مأخذان تقسيم والا التقسيم الاول يؤول الى التاني والتقسيم الثاني يؤول الى الاول. ومتى قويت ذلك حصلت هذه المسالك ويحتاج الطالب العلم الى تقوية نفسه بهذه المدارك العظيمة في اخذ العلم وتلقيه. ومن هنا تأتي اهمية دوام صحبة الشيوخ لان المسائل العلمية قد تعقل في مدة يسيرة. لكن المسالك العقلية لا الا بصحبة طويلة واكدوا هذه المسالك في صحبة الشيوخ كيفية التعليم والافتاء وملاحظة الخلق وما يصلح به الناس. وكان من مضى يدرك هذا المعنى فتدوم صحبتهم اشياخهم مدة عشرين سنة او ثلاثين سنة وربما جلسوا للتدريس والافتاء ولم ينفكوا من الاجتماع باشياخهم في بعض دروسهم لملاحظة هذا الاصل العظيم اما فاليوم فقد ضيع كثير من الناس هذا المأخذ ولاجل هذا وقعوا في حي صبيصة كما يقال واختلطت عليهم الامور وادخلوا في اخذ العلم وتناوله ما ليس منه. ومن اهم ما ينبغي ان يوليه المعلم عنايته ايقاف المتعلمين على مسالك العلم وليس على مجرد المسائل العلمية وانما على المسالك التي توصلهم اليه فان هذا هو الذي يرقيه العلم ويعجل بهم في درجاته. واما مجرد القاء المسائل اليهم فهذا خير. لكنه لا يصنع منه طلاب علم وانما يصنع منهم مستمعين وقد يكون فيهم اذكياء وحفظة ويفهمون ويحفظون لكن المقصد الاعظم عند المعلم البصير ان يوقف الطلب على مسالك العلم ليستطيعوا ان يواصلوا في العلم ويفهموا ربما ما لم يفهمه هو فان العلم افهم المقصودة وقد لا يقسم لك ويقسم لبعض من جاء بعدك ممن تلقن عنك فينبغي ان تلقنه الطرق التي تؤدي به الى ان يكون مثلك او اعظم منك. فانك متى عانيت هذا في نفسه افدته. ومتى كان اخر نظرك ان تلقي اليه المسألة ليفهمها عنك لم تصنع منه طالبا تخلفه بعدك في نفع الناس. وكان من مضى يعتنون بتخليف نفر بعدهم يعلمون الناس. ويجتهدون في التماس ذلك بمن يأخذ عنهم ويوجهونه الى ما ينفعه وينفع المسلمين بعده فعظم الانتفاع به وضعف هذا الامر اليوم فصار اكثر المعلمين لا يعتني الا بامر درسه اما ان يلاحظ في المتعلمين ان يبني فيهم امورا ويرقيهم في درجات تفضي بهم الى مواصلة الطريق القيام بمهمة التعليم والافتاء بعده فقد صار قليلا. فينبغي ان يجتهد المعلم والمتعلم في فهم هذا الاصل وان عنايتهم وهذا اخر البيان على هذه الجملة والكتاب وبالله التوفيق