السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الحادي والثلاثون في شرح الكتاب الخامس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واثنتين وثلاثين بعد اربعمائة والالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله ويليه الدرس السادس والعشرون من كتاب قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للعلامة محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول منهما الى قول المصنف رحمه الله تعالى سؤال ما دليل المرتبة الاولى وهي الايمان بالعلم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المصنف رحمه الله وتعالى ما دليل المرتبة الاولى وهي الايمان بالعلم؟ جواب قال الله تعالى هو الله الذي لا لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. وقال تعالى وان الله قد احاط بكل شيء علما وقال تعالى عالم الغيب لا يعزف عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. وقال تعالى لا يعلمها الا هو الايات. وقال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته وقال تعالى ان ربك هو اعلم بمن قل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين وقال تعالى اليس الله باعلم بالشاكرين؟ وقال تعالى اوليس الله اعلم بما في صدور العالمين. وقال تعالى وان قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلم ما لا اتعلمون وقال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعزاء تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا اتعلمون؟ وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله ايعرف اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم قال فلم يعمل العاملون؟ قال كل يعمل لما خلق له او لما يسر له. وفيه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اولاد المشركين فقال الله اعلم بما كانوا عاملين. وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقهن وفي اصلاب ابائهم وخلق للناس اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وفيه قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل عمل من الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار. وان الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة وفيه. وقال صلى الله عليه وسلم ما منكم من نفس الا وقد علم الله منزلها من الجنة النار قالوا يا رسول الله فلم نعمل؟ افلا نتكل؟ قال ما اعملوا فكل ميسر لما قال ثم قرأ واتقى وصدق ثم قرأ قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الى قوله فسنيسره العسرى وغير ذلك من الاحاديث. لما بين المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف مراتب الايمان بالقدر وهي اربع العلم والكتابة والخلق والمشيئة وكل ذلك مندرج في بيانه الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. شرع رحمه الله تعالى يبين الادلة لتلك المراتب. فقال سائلا ما دليل المرتبة الاولى؟ وهي الايمان العلم والعلم هنا عهدي فالمقصود العلم المتعلق بالمقادير وكان ينبغي تقييده لان المناسب في مقام التعليم هو الافصاح. فكان اللائق ان يكون السؤال ما دليل المرتبة الاولى وهي الايمان بعلم الله المقادير. او يستغنى عن ذكر مرتبة الاولى. فيقال ما دليل علم الله بالمقادير وسأل المصنف رحمه الله تعالى عن ذلك ولم يبين حقيقة معنى العلم المقادير والمراد بالعلم بالمقادير اطلاع الله على المقادير واحاطته بها اطلاع الله على المقادير واحاطته بها. فاذا سئلت ما معنى علم الله المقادير الجواب هو اطلاع الله عليها واحاطته بها. ودلائل هذه المرتبة كثيرة في القرآن والسنة ذكر المصنف رحمه الله تعالى طرفا منها فمما اورده قوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الاية والشاهد منها تسمية الله عز وجل عالم الغيب والشهادة اي عالم الغيب وعالم الشهادة وهذان الاسمان من الاسماء ايش؟ المضافة من الاسماء المضافة. وهل من اسماء الله المفردة العالم ما الجواب؟ محمد. لماذا ليس من اسماء الله؟ لو قال لك واحد عالم الغيب والشهادة يعني العالم ما الجواب؟ ها؟ يعني الذي وقع في القرآن بالاضافة فهو ليس من اسماء الله لانه لم يقع في القرآن ولا السنة الصحيحة تسمية الله بالعالم وانما وقع على وجه التقييد وسمي الله عز وجل بالعليم. وما وقع مقيدا مضاعفا فانه يبقى كذلك. وقد سئل شيخنا ابن باز رحمه الله وانا اسمع ابان قراءة كتاب توحيد ابن خزيمة عليه عن تسمية الله بالنور. فقال ليس من اسماءه ربنا عز وجل النور. فقال له سائله فان الله قال الله نور السماوات والارض. قال نعم نور السماوات والارض ولا يسمى النور. والشاهد ان وقوع الاظافة لا يسوغ تسمية الله بما ورد فيها على وجه الافراد. فمثلا لا يقال الهازم اخذا من اسم الاحزاب الوارد في الحديث الصحيح على وجه الاظافة ثم اورد الاية الثانية وهي قوله تعالى وان الله قد احاط بكل شيء علما ودال على شمول علم الله عز وجل ثم اورد الاية الثالثة وهي قوله عالم الغيب وهو محل الشاهد منها ومعنى قوله لا يعزب اي لا يبعد عنه ولا يخفى عليه مثقال ذرة. ثم ذكر الاية التالية وهي قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب ووقع تفسيرها بقوله تعالى ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث الى تمام الاية. ثم ذكر اية وهي قوله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته والشاهد منها قوله الله اعلم العلم الى ربنا سبحانه وتعالى. وقبل هذه الاية قوله تعالى رسل الله. وهذا الموضع الوحيد في القرآن الذي وقع فيه تتابع الاسم الاحسن الله الله مرتين. فاذا سئلت اين في القرآن؟ الله الله. فما الجواب؟ ها في هذا الموضع لكن لا ينبغي التكلف في مثل هذه المسائل. وانما الموافق كهذه المسألة فلا بأس بها. واما قول بعضهم سائلا شيخنا الزيات رحمه الله اين في قول الله تعالى كلكع وهو يقصد جعل الله الكعبين وهذا من التنطع الذي لا ينبغي ثم ذكر رحمه الله تعالى اية اخرى وهي قوله تعالى ان ربك هو اعلم بمن اضل عن وهو اعلم بالمهتدين ثم ذكر قوله تعالى ان ليس الله باعلم بالشاكرين والاية التالية مثلها في الدلالة الا ان الله عز وجل خص علمه بما في صدور العالمين لخفائه. فان علم الصدور من علم الغيب. ثم ذكر قوله تعالى في اية سورة البقرة قال اني اعلم ما لا تعلمون. وفي الاية التي تليها والله يعلم وانتم لا تعلمون. ثم ذكر جملة من الاحاديث النبوية واولها في الصحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم الله اعلم بما كانوا عاملين. فرد العلم الى الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث الذي يليه وهو في الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم وهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. فعلم الله عز وجل بمآلهم متقدم على وجود وفي الحديث الاخر المعنى نفسه ثم ذكر حديثا اخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من نفس الا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار. فكذلك هو دال على هذا المعنى. فهذه الادلة من الاية القرآنية والاحاديث النبوية دالة على ان من مراتب قدر الله سبحانه وتعالى علمه بالمقادير فجميع قدير قد احاط الله سبحانه وتعالى بها علما فلا يخرج شيء من الاقدار الجارية على الناس ملائمة او مؤلمة عن علم الله عز وجل ولا يكون فيهم شيء دون علمه. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق