السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات. وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الثاني والثلاثون في شرح الكتاب الخامس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثالثة اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة الف وثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي ويليه الدرس السابع والعشرون من كتاب قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين العلامة محمد ابن محمد الخطاب الرويعيني رحمه الله تعالى. وقد انتهى من البيان في الكتاب الاول منهما الى قول المصنف رحمه الله ما دليل المرتبة الثانية؟ نعم. احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب امين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى سؤال ما دليل المرتبة الثانية؟ وهي الايمان بكتابة المقادير. الجواب قال الله تعالى وكل كشيء احصيناه في امام مبين. وقال تعالى ان ذلك في كتابه. وقال تعالى في حاجة موسى وفرعون قال فما بالك القرون الاولى؟ قال علمها عيون بربي في كتاب. لا يضل ربي ولا ينسى. وقال تعالى وما تحمل ومن انثى ولا تضع الا بعلمه. وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتابه لعن الله يسير وغير ذلك من الايات. وقال صلى الله عليه وسلم ما من نفس منفوثة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت كتبت شقية او سعيدة. رواه مسلم. وفيه قال سراقة ابن ما لك ابن جعشم يا رسول الله بين لنا ديننا كأن خلقنا الان فيما العمل اليوم؟ افيما جثت به الاقلام وجرت به المقادير ام فيما نستقبل؟ قال لا بل فيما جثت به الاقلام وجرت به المقادير. قال فهم العمل؟ فقال اعملوا فكل ميسر وفي رواية كل عامل ميسر لعمله وغير ذلك من الاحاديث. لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يستوفي في مراتب الايمان بالقدر تتمة لكلامه رحمه الله تعالى في اركان الايمان. فانه فرغ في سلف من الكلام في اركان الايمان خمسة حتى انتهى الى سادسها وهو الايمان بالقدر. ثم بين من مسائله من ضمنها البيان والتعريف بان القدر له اربع مراتب المرتبة الاولى هي مرتبة العلم والمرتبة الثانية هي مرتبة الكتابة والمرتبة الثالثة هي مرتبة في المرتبة الرابعة هي مرتبة الخلق. ثم شرع يفيض رحمه الله تعالى في بيان ما يتعلق بكل مرتبة من المراتب وفرغ قريبا من ذكر ما يتعلق بالمرتبة الاولى وهي مرتبة العلم. ثم اتبع ذلك سؤال يتعلق بالمرتبة الثانية فقال ما دليل المرتبة الثانية وهي الايمان بكتابة المقادير ثم ما اجاب عنه ببيان دليله. وكان ضمينا به ان يبين معنى كتابة المقادير وكتابة المقادير شرعا هي جمعها بقلم القدر في محل معلوم. هي جمعها بقلم القدر في محل معلوم وكتابة المقادير لها محلان. احدهما اللوح المحفوظ والثاني صحف الملائكة فان المقادير تكتب في هذا وذات فتكتب في اللوح المحفوظ وتكتب في صحف الملائكة والفرق بينهما من وجوه احدها ان المكتوب اللوح المحفوظ عام. واما المكتوب في صحف الملائكة فخاص بزمن مقيد كعام او يوم. والثاني ان المكتوب في اللوح المحفوظ لا حقه زيادة ولا نقصان. واما المكتوب في صحف الملائكة فيلحقه ذلك. وهو معنى قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. فالمحو والاثبات بالزيادة والنقصان واقع في صحف الملائكة. اما اللوح المحفوظ وهو ام الكتاب فانه لا يدخله ابدا نقص ولا تغيير. واورد المصنف رحمه الله تعالى طائفة من الادلة الدالة على ثبوت هذه المرتبة. فاورد طرفا من الايات وحديثا واحدا. فذكر قول الله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين. اي في يؤتم به ويرجع اليه وهو اللوح المحفوظ. وقال في الاية الاخرى ان ذلك في كتاب. وقال قال علمها عند ربي في كتاب وقال في الاية الرابعة الا في كتاب ان ذلك على الله يسير. فهؤلاء الاية اصرحات بوقوع كتابة المقادير. واورد حديثا اخر في الصحيح وفيه ما من نفس منقوصة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار. والا وقد كتبت شقية او سعيدة وذكر الكتابة قد يراد به الاشارة الى شيء خاص من القدر وهو كتابة المصدوق وقد يراد به الى اصل القدر وهو تقدير الله سبحانه وتعالى. والرواية الاخرى للحديث صريحة في ارادة كتابة المقادير لقوله فيه افما جفت به الاقلام وجرت به المقادير؟ فشفاف الاقلام كناية عن ثبوت المقادير المكتوبة بقلم القدر فلا تغير ولا تبدل. ومحل هذه كما سبق هو ما كان منها في اللوح المحفوظ فما كان من المقادير فانه مكتوب. اما كتابة عامة لا يدخلها التغيير وذلك في اللوح المحفوظ او اجابة خاصة يدخلها الزيادة والنقص وذلك في صحف الملائكة. وبيان ذلك مثلا ان الله سبحانه وتعالى يقدر في اللوح المحفوظ ان العبد يسقم بعد صحة ثمن به المرض سنين طوالا ثم يتعاطى دواء فيشفى ثم يخرج بحاجة من حوائج الدنيا يصيب مهلكة فيموت. فاما الملائكة ففي صحفها متعلقة بذلك العبد. فانه كتب لها في تلك الصحيفة ان العبد يمرض هذه السنة. فلا تعلم من ذلك الا المرض. ثم يكتب وفي السنة بعدها المرض ثم يكتب المرض ثم يدخله المحو. لان الله عز وجل كتب لعبده الشفاء فتنقله الملائكة من اللوح المحفوظ بتقدير الله سبحانه وتعالى ذلك. فيدخل المحو والاثبات في صحف واما اللوح المحبوب فقد كتب فيه الامر جميعا. فهذا فرق ما بين ما في اللوح المحفوظ وما بين ما في صحف الملائكة نعم احسن الله اليكم سؤال كم يدخل في هذه المرتبة من التقارير؟ جواب يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع الى العلم التقدير الاول كتابة ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة عندما خلق الله القلم وهو التقدير الازلي الثاني التقدير العمري حين اخذ الميثاق يوم قال الست بربكم الثالث التقدير العمري ايضا عند تخليق النطفة في الرحم الرابع التقدير الحولي في ليلة القدر الخامس التقدير اليومي وهو تنفيذ كل ذلك الى مواضعه. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بهذه المرتبة فقال كم يدخل في هذه المرتبة؟ اي مرتبة الكتابة من التقادير ثم فاجاب عنه بقوله يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع الى العلم اي الى علم الله سبحانه وتعالى. وهذه القسمة الخماسية اصل الكلام فيها مأخوذ عن ابي عبد الله ابن القيم في شفاء العليل فانه بنى بعض ابواب كتابه على تراجم هذه القسمة الخماسية فبوب خمسة ابواب جعل بابا لكل نوع من هذه الانواع الخمسة من التقدير التي كتبها الله سبحانه وتعالى. وجعل اولها التقدير الاول وهو كتابة ذلك قبل خلق السماوات والارض الف سنة كما ثبت في حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح مسلم عندما خلق الله القلم وهو التقدير الازلي. يعني الذي كان ازلا ثم ذكر الثاني وهو التقدير العمري حين اخذ الميثاق يوم قال انست بربكم وهذا عند ابن القيم اخص من الاول لتعلقه باخذ الميثاق. والثالث التقدير العمري ايضا عند تخليق النطفة الرحم اذا اراد الله ان يخلق الخلق. والرابع التقدير الحولي اي السنوي في ليلة القدر والخامس التقدير اليومي الذي يكون في كل يوم وهو تنفيذ كل ذلك الى مواضعه. اي انفاذ المقادير واجراؤها. وهذه القسمة الخماسية المشهورة من كلام ابي عبد الله ابن القيم. ومن تبعه فيها نظر. فان النوع الثاني من التقدير وهو الذي سماه التقدير العمري حين اخذ الميثاق وسماه بعضهم بتقدير الميثاق وسماه بعضهم بالتقدير البشري الصحيح انه متعلق بالتقدير الازلي فهو فرض من افراده ولهذا اعرض عن ذكره اكثر المتكلمين في القدر والصواب انه يرجع الى الاول داره او شيخنا ابو عبد الله ابن باز رحمه الله وهو مقتضى الاثري والنظر فهو مندرج في جملة التقدير الازلي والحق ان كتابة المقادير نوعان. فالنوع الاول كتابة مجبلة. وهي الكتابة ازلية التي كانت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. والنوع الثاني كتابة مفصلة وهي الكتابة المختصة بمحل دون غيره. وهي ثلاثة انواع احدها التقدير العمري عند تخليط النطفة في الرحم. وثانيها التقدير السنوي وثالثها والتقدير اليومي. وهذه القسمة هي القسمة المنضبطة نقلا وعقلا فيرد اليها ما يستقبل من الكلام الذي سيذكره المصنف رحمه الله تعالى. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما دليل تقدير الازلي قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قدر ان نبرأها وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرش على الماء. وقال صلى الله عليه وسلم ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب. فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تكون الساعة الحديث في السنن. وقال صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة جف القلم بما هو كائن. الحديث في البخاري وغيره غير ذلك كثير. لما قرر المصنف رحمه الله تعالى ان كتابة المقادير تنقسم الى اقسام خمسة شرع يذكر دليل كل واحد منها وابتدأ ذلك ببيان دليل التقدير الازلي فاورد قول الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا بكتاب من قبل ان برأها اي نقدرها تقدير المرء والاخراج لها وفي الصحيح ايضا قوله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرفه على الماء فذلك يدل على كتابتها ثم اورد ايضا حديثا اخر وهو قوله صلى الله عليه من لم ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة هذا دال على كتابة التفضيل اجمالا. ثم ذكر حديثا اخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة جف القلم بما هو كائن كلها احاديث صحيحة ومنها ما هو في الصحيح ومنها ما هو خارجه وهي دالة مع الاية واخر من الايات القرآنية على ثبوت كتابة المقادير ازلا. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما دليل التقدير العمري الميثاق؟ جواب قال الله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم بربكم قالوا بلى شهدنا الايات. وروى اسحاق ان رجلا قال يا رسول الله اتبدأ الاعمال ام قد مضى القضاء قال ان الله تعالى لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء النار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعمل اهل النار. وفي الموطأ ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الاية واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى خلق ادم ثم مسح على ظهره بيمينه حتى استخرج منه وذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء بعمل اهل النار يعملون. الحديث بطوله. وفي الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذا للكتابان؟ فقلنا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا فقال للذي في يده ان هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزال ولا ينقص منهم ابدا. ثم قال للذي في شماله هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل النار واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اكمل على اخرهم فلا يزال فيهم ولا ينقص منهم ابدا اجمدا على الاخرين. احسن الله اليكم. ثم اجمل على اخرهم فلا يزال فيهم ولا ينقص منهم ابدا. فقال اصحابه ففيما العمل يا رسول الله ان كان امر قد فرغ منه قال سدده وطالبوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة. وان عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ بكم من العباد فريق الجنة وفريق في السعير. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليل التفضيل العمري الميثاق ويسمى تقدير الميثاق اضافة الى وقوعه في ذلك اليوم. ويسمى ايضا التقدير البشري لاختصاصه بالمخاطبين بالامر والنهي وهم الانس والجن. والرسل من الانس فنسب اليهم وقيل التقدير البشري وتسميته بالتقدير الميثاق اولى. وذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يدل على ثبوته وهو قوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا وهذه الاية هي في اقرارهم بالربوبية لله سبحانه وتعالى في اصح القولين لا على تقدير اهل الجنة والنار منهم فان الاحاديث التي ذكرها المصنف لا تتعلق فيما صح منها هذه الاية كحديث ان الله تعالى لما اخرج ذرية ادم من ظهره اشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفيه فقال هؤلاء الجنة وهؤلاء بالنار فهذا اشهاد اخر وحكم اخر عليهم. واما حديث عمر الذي جعل مبينا للاية واستدل به على ذلك فهو حديث ضعيف لا يثبت لانقطاعه وان كان اصل معناه ثابتا لكن قوله تفسيرا للاية لم يثبت فيه شيء فاصل تقدير خلق من الخلق للجنة وخلق من الخلق للنار ثابت في احاديث اذا عدة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا ختم به هذه الادلة وهو حديث عبدالله ابن عمر عند الترمذي وغيره قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذان اليابان فقلنا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين. فيه اسماء الجنة واسماؤها ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزال فيهم ولا ينقص منهم ابدا. يعني اكمل اذا وختم على اخرهم وتمم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ابدا. ثم قال للذي في شماله نحو ما قال للذي في بيمينه الا انه جعله لاهل النار. وهذا الحديث اسناده جيد. وقال الترمذي فيه حديث حسن صحيح قريب. وانما يريد بالغرابة تفرده لانه لا يروى الا من وجه واحد من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما الا ان الذهبي رحمه الله قال في الميزان حديث منكر لماذا؟ لماذا الذهبي؟ قال عن هذا الحديث حديث منكر جدا. جواب في الكتاب عندكم لا تنظرون والمتن عمر ايش الرسول صلى الله عليه وسلم ايش؟ امي لا يقرأ. وما قال ان نفسه اقرأ عليه. قال هذا كتاب في اسماء اهل الجنة وليس في اسماء اهل النار نبذهما يعني القاهما نبذ اذا بين النبذ يعني الالقاء وان كان ينطق على الالقاء بشدة لكنه هو الالقاء. وبعضهم قال يعني فنبذهما يعني نبذ يديه ها طيب والقرآن هو من كتاب رب العالمين؟ طيب القرآن قال هذا الكتاب من رب العالمين ما يفضح؟ لا ما يلزم نقل الكتاب قدر هذا الكتاب اخذه النبي صلى الله عليه وسلم وذهب. رده الى عز وجل واذ ذلك وجه النكارة كتاب يمسك في اليد فيه اسماء الاف مؤلفة يعني الان كنت اكبر مجلد بيدي اكبر مجلد الان بيدي كم يكون فيه اثم؟ اهل الجنة اعدادهم كثيرة جدا يعني الاف تعرفون دليل للهواتف اكبر دليل الهواتف امسكه. هذا يكون لاي مدينة قدر ان دليل هواتف المملكة العربية السعودية. كلها جمع في مجلد طيب فاهل البلدان الاخرى؟ طيب اهل هذا الجيل والجيل الاخر والذي قبله وما قبله. فهذا وجه استنكار الذهبي له. ان انه جرم كثير في محل قليل. جرم كثير في محل قريب. الجرم يعني الجسم. يعني قدر يقدر للاجسام بالكتابة كثير يكون في محل قليل. فهمت يا شيخ فهمت وجه النصارى؟ هذا وجه النثارة. ولكن الله فيفتح الباري في سطر واحد عرضا قال لما ذكر حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فحدثهم بما هو كائن وبما يكون الى يوم القيامة. قال ففيه جمع الكلام الكثير في الزمن القليل اية له صلى الله عليه وسلم كجمع الجرم الكبير في المحل القليل اية له صلى الله عليه وسلم وذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هذا الذي اخرجه وهذا من الفوائد النافعة في كتاب فتح الباري. يقول يعني كما ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث عما كان وما سيكون الى يوم القيامة في يوم واحد خطط فيه الناس وهذا اية له صلى الله عليه وسلم فكذلك وقوع تلك الكتابة لاهل الجنة جميعا في هذا الجرم اية دالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث حديث ثابت وفق المعنى الذي ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري وفيه بيان هذا التقدير الا انه كما سبق مندرج في التقدير الازلي فلا يكون فيه اثبات نوع اخر نعم سؤال ما دليل التقدير العمري الذي عند اول تخليق النطفة؟ جواب قال الله تعالى هو اعلم وبكم اذا انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم. فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليجمع خلفه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكمل مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ووالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار يدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها وفيه روايات غير هذه عن جماعة من الصحابة بالفاظ اخر والمعنى واحد. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر عن دليله تقدير العمري الذي عند اول تخليق النطفة وورد في تصديق ذلك دليلا من القرآن واخر من السنة فاما دليل القرآن قوله تعالى هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض. واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم. ووجه الاستدلال بهذه الاية بقوله واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فهو اعلم بكم بما اجرى عليكم من القدر في هذا المحل كما اجراه عليكم من انشائه من الارض في المقام الاول. ثم ذكر حديث عبد الله ابن مسعود في الصحيحين وليس عندهما ذكر النطفة وانما ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك الى تمام الحديث. وهذا الجمع في المقام الاول يسمى نقطة كما وقع في القرآن وفي السنة في احاديث اخرى. هذا الحديث مبين لاجمال التقدير العمري الذي يكون عند اول تخليق النطفة. وروي من حديث جماعة من الصحابة واصحها حديث عبد الله ابن مسعود الذي رواه الشيخان واختاره ابن الصلاح فادخله في الاحاديث الكلية ثم تبعه انه فادخله في الاربعين في مباني الاسلام قواعد الاحكام نعم احسن الله اليكم سؤال ما دليل التقدير الحولي في ليلة القدر؟ الجواب؟ قال الله تعالى فيها وكل امر حكيم امرا من عندنا الايات. وقال ابن عباس رضي الله عنهما يكتب من ام الكتاب في ليلة القدر تكون في السنة من موت او حياة ورزق ومطر. حتى الحجاج يقال يحج فلانا ويحج فلان. وكذا قال الحسن وسعيد ابن جبير ومقاتل وابو عبدالرحمن السلمي وغيرهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر فيه بيان دليل التفضيل الحولي في ليلة القدر والمراد بالتفصيل الحولي التقدير السنوي الذي يكون في ليلة القدر ثم اجاب عنه ببيان دليله بقوله فيها اي في ليلة القدر يصرف كل امر حكيم امرا من عندنا. وروي في ذلك تفسيرا للاية السابقة كلام لجماعة من الصحابة فمن بعدهم كعبد الله ابن عباس والحسن البصري وسعيد بن جبير ومقاتل بن سليمان وابي عبد الرحمن السلمي واصح المنقول في ذلك ما رواه الحاكم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يفرغ فيها امر الدنيا الى مثلها من قابل يفرح فيها امر الدنيا الى مثلها من قاضي يعني من السنة المستقبلة ففي ليلة القدر تكتب التقادير السنوية في صحف الملائكة نعم. سؤال ما دليل التقدير اليومي؟ جواب؟ قال تعالى كل يوم هو في شهر وفي صحيح الحاكم قال ابن عباس رضي الله عنهما ان من ما خلق الله تعالى لوحا محفوظا من جردة بيضاء دفتاه من يعني صحيح الحاكم يعني لماذا سمي صحيح الحاكم لنشترط الصحة. نعم. احسن الله اليكم. نظرة او مرة وفي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل. ويفعل ما يشاء. فذلك قوله تعالى كل يوم هو وفي شهر وكل هذه التقادير في التفصيل من القدر السابق وهو الازلي الذي امر الله تعالى القلم عندما خلقه ان يكتبه في اللوح المحفوظ وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنه قوله تعالى انا كنا نستنصف ما كنتم تعملون. وكل ذلك صادر عن علم الله الذي هو صفته تبارك وتعالى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هناك سؤالا يتعلق ببيان دليل التقدير يومي واورد فيه قول الله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن اي في تقدير من التقرير الذي يجري على الخلق واورد في تفسير ذلك اثرا رواه الحاكم وغيره بيد ان اسناده لا يثبت ثم قال المصنف رحمه الله تعالى وكل هذه التقادير بالتفصيل من القدر السابق وهو الازلي فهي راجعة له ولاجل ذلك قلنا ان استجابة التقادير نوعان احدهما كتابة اجمالية وهي الازلية والاخرى كتابة مفصلة وهي بانواعها الثلاثة ثم قال المصنف وهو الازلي الذي امر الله تعالى القلم عند خلقه ان يكتبه في اللوح المحفوظ. فان الله لما خلق القلم قال له اكتب ولاجل هذا الامر ذكر في الحديث ان اول ما خلق الله القلم قال لهم اكتب يعني اول ما خلق القلم بادره الله عز وجل بالامر فقال له اكتب وليس هذا الحديث دالا على اولية خلق القلم ان المخلوق اولا هو العرش وليس القلم. كما قال ابن القيم في النونية والناس مختلفون في القلم الذي كتب به من الديان هل كان بعد العرش او هو قبله؟ قولان عند ابي العلي الهمداني. والحق ان العرش قبل لانه عند الكتابة كان ذا اركان. فكان العرش مشيدا عند الامر بالكتابة فخلقه هو السابق في اصح القولين ثم قال المصنف وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون اي ان ذلك هو استنساخ الملائكة للقدر المفصل من اللوح المحفوظ الذي فيه القدر مجمل فكانت الملائكة تستنسخ هذه المقادير بامر الله سبحانه وتعالى من ام الكتاب. فتكون في صحفها وروي ذلك عن ابن عمر وابن عباس فاما المروي عن ابن عمر فلا يثبت واما المروي عن ابن عباس فروي من وجوه احسنها ما اخرجه ابو عبيد القاسم ابن سلام في كتاب الناسخ والمنسوخ مختصرا في تفسير هذه الاية واسناده صحيح ما هو دال على هذا التفسير ان الملائكة تستنزف المقادير التفصيلية من اللوح المحفوظ وكل ذلك صادر عن علم الله الذي هو صفته تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم. سؤال ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟ جواب اتفقت جميع وبالسماوية والسنن النبوية على ان القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح لهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بسقف المقادير وجريانها وجفوف القلم بها. قال بعضهم افلا نتكل على كتابنا وندع فمن قال لا اعملوا فكل ميسر ثم قرأ فاما من اعطى واتقى الاية الله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها اسباب وهو الحكيم بما نصبه من الاسباب في المعاش والمعاد. وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والاخرة. فهو مهيأ له ميسر فاذا علم العبد ان مصالح اخرته مرتبطة بالاسباب الموصلة اليها كان اشد اجتهادا في فعلها والقيام بها واعظم منه في معاشه ومصالح دنياه وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع احاديث القدر ما كنت اشد اجتهادا مني الان وقال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له ارأيت دواء ورب الناس هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله. يعني ان الله تعالى قدر الخير والشر واسباب كل منهما لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من سرد مراتب كتابة المقادير وبيان ادلتها اورد سؤالا عظيما وهو ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟ اي اي شيء ينبني على كتابة المقادير سابقا في الشقاوة والسعادة لكل احد فبين رحمه الله تعالى ان جميع الكتب السماوية والسنن النبوية التي جاء بها الانبياء مجمعة على ان القدر السابق في الازل لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه. بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح. فان صلى الله عليه وسلم لما قيل له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر اي لما خلق له كما وقع في بعض الالفاظ فامرهم بالعمل ووجه ذلك ان الله عز وجل قدر المقادير وهيأ اسباب كما قال الله سبحانه وتعالى انا هديناهم السبيل اما شاكرا واما كفورا. وقال وهديناه النجدين الله عز وجل العباد من اسباب السعادة واسباب الشقاوة. فمن شاء اخذ باسباب السعادة فحاز بها مصالح الدارين ومن شاء وقع في اسباب الشقاوة فلحقه النقص في الدارين. وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى ما يعزى الى بعض الصحابة انه قال لما سمع احاديث القدر ما كنت اشد اجتهادا مني الان اي ان الاحاديث المروية في ذلك حملتني على الاجتهاد في العمل لان الله عز وجل بين ان الخلق ينقسمون الى فريقين فريق في الجنة حظهم السعادة في السعير حظهم الشقاوة ثم هيأ لكل اسباب ذلك فالعاقل يحمله معرفة المآل عن الاجتهاد في بالاخذ بالاسباب الموصلة الى السعادة. ثم ذكر قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز حديث عظيم فيه وصية بهذه الاصول الثلاثة. ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام نافع متفرق في بيان معناه في الوابل الصيب وفي زاد المعاد وفي شفاء العليل. ثم اورد حديث ابن ابي خزامى عن ابيه واسناده حسن وفيه لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت دواء نتداوى به فرقا نستلقيها هل ترد من قدر الله شيء قال هي من قدر الله اي ان الله قدر الاجواء والدواء. وكذلك قدر المآل والاعمال فهو قدر مآل الجنة ومآل النار وقدر اعمال الجنة واعمال اهل النار. فالانسان مخير فيما شاء ان ويختار لنفسه العاقل ينبغي ان يحمده تقدير القدر عن الاجتهاد في طلب السعادة لنفسه والفرار من الشقاوة واسبابها نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا جميعا من السعداء وان يجنبنا اسباب الشقاوة والبلاء. نعم