السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس تعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الثالث والثلاثون. في ارحم الكتاب الخامس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثالثة اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة في علامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى الدور الثامن والعشرون من الكتاب السادس وهو قرة العين العلامة محمد بن محمد الحطاب الرعين رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى قول المصنف ما دليل المرتبة الثالثة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال ما دليل المرتبة الثالثة؟ وهو الايمان بالمشيئة. جواب قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وقال تعالى ولا ولن لشيء اني فاعل ذلك غدا. الا ان يشاء الله. وقال على من يشاء الله يظلمه ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. وقال تعالى ولو شاء يا الله يجعلكم امة واحدة. وقال تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا وقال تعالى ولو يشاء الله لانتصر منهم. وقال تعالى فعال ما يريد. وقال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقال تعالى انما لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. وغير ذلك من مما يأتي ما لا يحصى. وقال صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد اصرفها كيف يشاء. وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في الوادي ان الله تعالى قبض ارواحكم حين شاء وردها شاء وقال صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء. وقال صلى الله عليه عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله وحده. وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقال صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى رحمة امة قبض نبيها قبله واذا اراد الله هلكة امة عذبها ونبيها حي وغير ذلك من الاحاديث في ذكر المشيئة والارادة ما لا يحصى لا يزال القول موصولا لبيان ادلة مراتب القدر فان المصنف رحمه الله تعالى ذكر وفيما سبق ان مراتب القدر اربع اولها مرتبة العلم وثانيها مرتبة الكتابة وثالثها مرتبة مشيئة ورابعها مرتبة الخلق وفرغ فيما سلف من ذكر ادلة المرتبتين الاوليين. ثم ذكر هنا سؤالا يطرب فيه بيان دليل المرتبة الثالثة وهو الايمان بالمشيئة فقال ما دليل المرتبة الثالثة؟ ولم تفصح رحمه الله تعالى عن حقيقة المشيئة المرادة هنا استغناء بكونها متقررة عند الاخر لكن المناسب في مقامات التعليم البيان. فكان حقيقة به ان يبين ان المشيئة المرادة هنا في مشيئة الالهية والمراد بالمشيئة الالهية ارادة الله واختياره. فان من صفات الله سبحانه وتعالى مشيئته وذكر رحمه الله تعالى دلائل ذلك من القرآن والسنة. فنظم جملة من الادلة من القرآن والحديث فمن ذلك قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وقوله تعالى الا ان يشاء يا الله الى تمام الايات وفي احداهن ولعلها سبعتهن قوله تعالى فعال لما والتصريح بالفعل متعلقا بالارادة دالا على مشيئة الله عز وجل فهو يفعل سبحانه وتعالى ما نريد لا راد لامره ولا معقب لحكمه. ثم اورد في ذلك قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقوله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. فلا يعجزه سبحانه وتعالى شيء وما شاءه عز وجل قال له كن فيكون. وبهاتين الايتين يعلم وان المفعولات تكون بعد قوله سبحانه وتعالى كن لا في اثنائه. فالجاري على لسان بعض الناس من قولهم يا من امره بين الكاف والنون غلق لمخالفته الاية القرآنية فان امر الله عز وجل بعد الكاف والنون اذا قال لشيء كن فانه يكون ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله او يجعل صدره ضيقا حرجا. واستدل المصنف رحمه الله تعالى بجملة من الاحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما وكل احاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال في اخرها وغير ذلك من الاحاديث في ذكر المشيئة والارادة ما لا صعب وتصريحه بذكر الارادة في اخر كلامه اعلام بان الايات والاحاديث الواردة في اثبات ارادة الله عز وجل متضمنة اثبات مشيئته. لان مشيئة الله سبحانه وتعالى هي بعض ارادته فان الله عز وجل له ارادتان الاولى ارادة قدرية كونية خلقية وتسمى المشيئة والاخر ارادة شرعية دينية امرية ولا تسمى مشيئة فاسم الارادة على معنى المشيئة يختص بالارادة الكونية فقط اما الارادة الشرعية فلا تسمى مشيئة. والفرق بين هذين النوعين من وجهين. الاول ان ما كان مندرجا في الارادة الكونية فلا بد من تحقق وقوعه. فالمراد كونه واقع لا محالة بخلاف المراد شرعا فقد يقع وقد لا يقع. وتانيهما ان الشرعية تتعلق بمحاب الله ومراضيه. بخلاف الكونية فما كان مرادا شرعا فهو هو محبوب لله. واما ما كان مرادا كونا فقد يكون محبوبا لله وقد لا يكون محبوبا له سبحانه وتعالى وسيذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما يستقبل الاشارة الى هذين النوعين وهذه مسألة مذلة اقدام ومظلة افهام تنازعتها الطوائف متقابلة. فان القدرية من المعتزلة اثبتوا الارادة الشرعية فقط. وقابلتهم الجبرية فاثبتت الارادة الكونية فقط فغلطت كل طائفة فيما تركت من حقيقة ارادة ربنا سبحانه وتعالى. ونشأ من غلطهما في ارادة غلطهما في القول في القدر. وهدى الله عز وجل اهل السنة والحديث والاثر. فاثبتوا الارادتين لله عز وجل كلا بمعناه وببيان متعلقه المذكور سابقا. نعم. احسن الله اليكم سؤال قد اخبر الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفاته انه يحب المحسنين والمتقين والصابرين ارض عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد مع كون كل ذلك بمشيئة الله وارادته. وانه لو شاء لم يكن ذلك فانه لا يكون في موته ما لا يريد الجواب ولمن قال كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه. جواب اعلم ان الارادة في النصوص جاءت على ارادة كونية قدرية هي المشيئة. ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا. بل يدخل فيها الكفر والايمان والطاعات والعصيان والمرضي والمحبوب والمكروه وضده. وهذه الارادة ليس لاحد خروج منها ولا محيص عنها قوله تعالى ضد ايش عندنا نسخة اخرى وضد يعني كأن الشيخ ذكر مثلا الكفر والعصيان والمكروه وضده اما يذكر المتقابلات ثم يقول وضده لا محل له ثم انا نشر الكتاب جعلها بين المعقوفتين ولم يشر الى هذه النسخة من زيادة نسخة خطية او لاستقامة المعنى احد عنده النسخة القديمة نحن غلقنا اذ لم نعتمد النسخة القديمة اغترظنا بان هذه منشورة باخرة وناشرها اعتمد على نسخة قديمة الشيخ والمعتمد من تصانيف العلامة حافظ الحكمي ما طبع في حياته تحت تصحيح قلمه وبعضه ومنه هذا الكتاب موجود في مؤلفات حافظ الحكم طبع قديما وصورته مكتبة ابن تيمية. فاذا وجدتموه فخذوه فهو المعتمد. لان هذه النسخة في مواضع فيها اشياء غامضة منها هذا المحل الذي لا يستقيم به الكلام. نعم احسن الله اليكم كقوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدرا ضيقا حرجا. وقوله تعالى ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. الايات وغيرها. وارادة دينية شرعية المختصة بمرض الله ومحابه. وعلى مقتضاها امر عباده ونهاهم كقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله تعالى يريد الله ان يبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حليم وغيرها من الايات. وهجر الارادة لا يحصل اتباعها الا لمن سبقت له بذلك الارادة الكونية تجتمع الارادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع. وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصي. والله سبحانه دعا عباده عامة الى مرضاته وهدى لاجابته من شاء منهم كما قال تعالى والله يدعو الى دار السلام يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا الاخر يتعلق بالمشيئة. سأل فيه عن وجود المتقابلات من محبة الله للمحسنين والمتقين والصابرين رضي الله عن الذين امنوا وعملوا الصالحات وعدم محبته للكافرين ولا الظالمين وانه لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد مع كون كل ذلك بمشيئة الله وارادته فانه سبحانه وتعالى لو شاء لم يكن ذلك الكفر ولا الظلم ولا فانه لا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه وتعالى. فاشكل ما جرى من هذه الحال المذكورة على بعض الناس الذين قالوا كيف يشاءوا ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه. فاذا كان الله لا يرضى الكفر ولا الظلم ولا انواع الفواحش والموبقات فكيف يشاؤها ويريدها سبحانه وتعالى؟ ثم اجاب المصنف رحمه الله تعالى عن ذلك باحقاق الحق في بيان قسمة الارادة الالهية وانها جاءت في نصوص الكتاب والسنة على نوعين احدهما ارادة كونية قدرية خلقية اي تتعلق بالخلق هي المشيئة تسمى مشيئة ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا. فقد يكون في افرادها ما يحبه الله ويرضاه منها ما لا يحبه الله ولا يرضاه فيدخل فيها الكفر والايمان والطاعة والعصيان والمرضي والمبغض والمحبوب والمكروه وهذه الارادة ليس لاحد خروج عنها ولا محيص عنها. بل لا بد من تحقق وقوع المقدور فيها كقوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا فارادة هذا وارادة ذاك مع تقابلهما كلاهما من ارادته سبحانه وتعالى وهي الارادة الكونية التي تسمى بالمشيئة. ومثله قوله تعالى ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا الاية اما النوع الثاني فالارادة الدينية الشرعية الامرية اي التي تتعلق بالطلب فعلا فن وهي مختصة بمراضي الله ومحابه. فلا يأمر الله عز وجل فيها الا بما يحبه ويرضاه. وقد تحقق وقوعها وربما تخلى. فان الله اراد من عباده الطاعة والايمان واتباع الانبياء ومنهم من يمتثل ذلك ومنهم من لا يكون كذلك. وعلى مقتضاها امر الله عباده ونهاهم. في قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. اي ارادة شرعية. وقوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين ربكم وغيرها من الايات وهذه الارادة لا يحصل اتباعها الا لمن سبقت له بذلك الارادة الكونية لان ارادة الكونية تتعلق بجميع المفعولات ولابد من تحقق وقوعها. فتندرج في الطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى ويريدها. فمن اراد الله عز وجل له ارادة شرعية ان يكون مطيعا المهتديا فتلك الارادة الشرعية مندرجة في ارادة الله عز وجل الكونية. قال فتجتمع الارادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع. فكونها كونية من جهة ان الله عز وجل شائها. وكونها شرعية من جهة كون الله عز وجل احبها. وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصي. فان الفاجر العاصي اراد الله عز وجل ذلك منه كونا اجورا وعصيانا فهو مندرج في المشيئة الالهية وليس مندرجا في الارادة الشرعية قال فالله سبحانه دعا عباده عامة الى مرضاته وهدى لاجابته من شاء منهم كما قال تعالى والله يدعو الى دار السلام الى تمام ما ذكرت فبين ان الله سبحانه وتعالى اراد من الخلق ارادة شرعية ان يعبدوه ويطيعوا وعمم الدعوة لهم وهداهم النجدين كما قال تعالى وهديناه النجدين اي الطريقين طريق الشر وطريق الخير فمنهم من يمتثل ذلك ويطيع ويؤمن بالله ويتبع الانبياء فيكون مندرجا في الارادة الشرعية لربنا سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما دليل المرتبة الرابعة من الايمان بالقدر وهي مرتبة الخلق جواب قال الله تعالى الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. وقال تعالى هل من قالت غير الله يرزقكم من السماء والارض. وقال تعالى هذا خلق الله فارواني ماذا خلق الذين من دونه وقال تعالى الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء. وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وقال تعالى ونفس وما سواها الهمها بجورها وتقواها. وقال تعالى من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم خاسرون. وقال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. وغير ذلك من الايات وللبخاري في خلق افعال العباد عن حذيفة دعاء ان الله يصنع كل صانع وصنعته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انك انت وليها ومولاها. وغير ذلك من الاحاديث. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا السؤال طلب الدليل على المرتبة الرابعة من مراتب الايمان بالقدر وهي مرتبة الخلق. والمراد بالخلق الايجاد اديروا من ربنا سبحانه وتعالى. ثم نثر جملة من الاية والاحاديث الدالة على ذلك كقوله تعالى الله الخالق كل شيء وقوله تعالى هل من خالق غير الله؟ الى اخر ما ذكر من الايات. ثم اتبعها حذيفة رضي الله عنه عند البخاري في خلق افعال العباد واسناده صحيح ان الله يصنع كل صانع وصنعته فهو يخلق العبد ويخلق فعله. واورد ايضا حديث زيد ابن ارقم اللهم ات في تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. فذلك دال على ان الذي يخلق التقوى ويزكي النفس هو الله سبحانه وتعالى الذي خلق النفس. فلا يكون شيء من المقدورات الا وهو مخلوق لله سبحانه وتعالى. فما وجد في هذا الوجود من مقدر مصنوع فهو خلق الله سبحانه تعالى وصنعه نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ والخير كله في يديك والشرع ليس اليك. مع ان الله سبحانه خالق كل شيء. جواب معنى ذلك ان افعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث التصافي بها وصدورها عنه. ليس فيها شر بوجه فانه تعالى حكم عدل وجميع افعاله حكمة وعدل يضع الاشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى. وما كان في نفس المقدور ومن شر فمن جهة اضافته الى العبد لما يلحقه من المهالك وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا. كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. وقال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن ان الناس انفسهم يظلمون. لما قرر المصنف رحمه الله تعالى عموم خلق الله عز وجل وان جميع المقادير لا تكون مبداة موجودة مقدرة الا بفعله سبحانه وتعالى اورد اشكالا ينشأ من قول النبي صلى الله عليه وسلم والخير كله في يديك والشر ليس اليك. مع ان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء كما قال الله تعالى الله خالق كل شيء. وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وما هنا اما تكون مصدرية فيكون المعنى وعملكم او تكونوا موصولة فيكون المعنى والذي تعملون. والاول ارجح وكلاهما دال على عموم خلق الله عز وجل كالاية الاولى الله خالق كل شيء. فحينئذ كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك مع ان كل المخلوقات خلق لله عز وجل واجاب المصنف عن ذلك تبعا لغيره بالتفريق بين الفعل والمفعول. فالفعل المضاف الى الله سبحانه وتعالى خير محض. من جهة اتصافه سبحانه وتعالى به وصدور عنه فان الافعال الالهية كلها على الكمال. كما قال الله عز وجل ولله المثل الاعلى قال ابن عباس الوسط الاعلى ومن جملة ذلك فعله سبحانه وتعالى فانه يكون على اكمل الوجوه اما بالنظر الى المفعول وهو نفس المقدور فان ما فيه من شر يكون باعتبار تعلقه بالعبد لما يلحقه من هلاك وشقاء بسببه. فلو قدر مثلا ان رجلا امسى قرير العين في فراشه. فلما اصبح وجد دابته التي هي مركبه قد هلكت او كانت سيارة فوجدها احترقت. ففعل الاحتراق من حيث اضافته الى الله سبحانه وتعالى ليس فيه شر لان افعال الله عز وجل كلها على الحكمة والعدل فلم يجري هذا الا لحكمة وبعدل من الله عز وجل. واما من جهة المفعول وهو المخلوق اي السيارة التي احترقت الى تعلقها بمالكها وهو العبد فان ذلك شر له لذهاب بعض ما له عليه. ولا يقع هذا شر فيما يجري من المفعولات الا جزاء وفاقا لما اكتسبه الانسان كما قال الله عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. فكل المصائب والبلايا التي تجري على العبد مما كسبت يداه وجناه على نفسه فكان ما يلحقه من بلاء جزاء وفاقا على ما اجرته يداه وكسبه بنفسه والله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا. ويعلم بهذا التقرير ان معنى قوله صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك اي ليس في شيء من افعالك الالهية شر البتة. فكل افعال الله عز وجل قادرة عن حكمة وعدل وما كان كذلك فالشر بمنأى عنه. واما المفعول وهو المقدور باعتبار تعلقهم بالمخلوق فانه يكون شرا عليه. ومن دقائق المآخذ في العلم عامة في اعتقادي خاصة تمييز مناطات المسائل فان تمييز من اعطاك المسائل يتبين به الحق من الباطل والصواب من الخطأ. واذا اختلطت هذه المآخذ على العبد وقع في الضلال او الخطأ بالنظر الى رتبة المسألة ودرجتها. كما سبق في تقابل القدرين والجبرية فالقدرية اثبت الارادة الشرعية فقط والجبرية اثبت الارادة الكونية لجهلهم بمناطق المسألة ومأخذ هذه ومأخذ هذه وان لكل مسألة موقعها وبلاء العلم من الاجمال واكثر وغلطي ينشأ منه ومن القياس كما جاء عن الامام احمد رحمه الله تعالى. فاذا غمضت عليك مسألة فانظر الى ومأخذها الذي علقت به في موارد الشرع من الادلة. ثم في كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى فانه يتبين لك لذلك الحق الصراح وعامة النظار من المتكلمين في العلم قديما وحديث يكون نظرهم واحدا اما يحققون فانهم ينظرون بنظرين ولا ينظرون بنظر واحد. والنظر الواحد هو الذي يجعل مصب فهمه وتفقده في المسألة على جهة واحدة. واما صاحب النظرين فهو الذي ينظر الى جهتين فاكثر. والتثنية باعتباره تعدد النظر غالبا في المسائل الى نظرين فاذا ميز هذا النظر وذاك وقف على جلية الامر كهذه المسألة التي فرق فيها بين الفعل والمفعول فوصل المرء الى الحق الحقيق الذي يسلم به من الضلال والخطأ فاجعل هذا اصلا لك في اخذ العلم وفهمه فانك تنبل بذلك وتدرك وبهذا ارتفعت رتبة من اشير اليه من اهل العلم رحمهم الله تعالى غير ان كل ذلك دائر في مقام التوفيق من الله سبحانه وتعالى. فاذا رزق العبد التوفيق من الله عز وجل امده الله عز وجل باسباب العلوم الخفية وفتح له من قوامض العلم ومداركه ما يعزب علمه عن كثير من السابقين والمتأخرين لان العلوم من الالهية ومنح ربانية وليس بمستكثر على المتأخر ان الله عز وجل له ما لم يجعله للمتقدم. لكن الشام في صحة القصد واخلاص النية وسلامة المقصد وصحة فانها اذا اجتمعت سلك الله عز وجل بالمرء مركبا سهلا في العلم فبلغه مأمنه ومأمونه منه والعلم يسير سهل على من فتح الله عز وجل له ابوابه. وما ذلك الا كخزانة مصمتة من حديد. فان تلك رسالة يشق فتحها على من لم يكن معه مفتاحها. واما من معه مفتاحها فانه يفتحها كاسهل ما يكون. وكذلك العلم من ضيع مفاتيحه لا يكون عنده شيء من العلم. ولكن من هيأ الله عز وجل له مفتاح العلم فان وصوله ودخوله اليه ونبوغه فيه سهل ميسور. ولكن هذه الخزانة بيد الله سبحانه وتعالى. ومفتاحها بيد الله سبحانه وتعالى فلا بد ان يكون من اعظم مواردك في طلبة العلم اقبالك على الله عز وجل في تصحيح نيتك فيه ودوام تضرعك ودعائك له سبحانه وتعالى فانك اذا كنت كذلك فان الله عز وجل يفتح عليك فتوح الخلص من عباده نسأل الله عز وجل ان يفتح علينا وعليكم فتوح العارفين. نعم. احسن الله اليكم. سؤال هل للعباد قدرة ومشيئة على افعالهم المضافة اليهم جواب نعم للعباد قدرة على اعمالهم ولهم مشيئة وارادة وافعالهم تضاف اليهم حقيقة وبحسب ما كلفوا وعليها صابون يعاقبون. ولم يكلفهم الله الا وسعهم. وقد اثبت لهم ذلك بالكتاب والسنة ووصفهم به ولكنهم لا يقدرون الا على ما اقدرهم الله عليه. ولا يشاؤون الا ان يشاء الله. ولا يفعلون الا بجعله اياهم فاعلين. كما تقدم في نصوص المشيئة والارادة والخلق. فكما لم يوجدوا انفسهم لم يوجدوا افعالهم فقدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وافعالهم تابعة لقدرته ومشيئته. وارادته وفعله. اذ هو خالقهم وخالقهم قدرتهم وارادتهم ومشيئتهم وافعالهم. وليس مشيئتهم وارادتهم وقدرتهم وافعالهم هي عين مشيئة الله وارادة وقدرته وافعاله كمال سم اياه تعالى الله عن ذلك بل افعالهم المخلوقة لله قائمة بهم ذائقة بهم مضافة اليهم حقيقة. وهي من اثار افعال الله القائمة به اللائقة به المضافة اليه. حقيقة او فاعل حقيقة والعبد منفعل حقيقة. والله هاد حقيقة والعبد مهتد حقيقة. ولهذا اضاف كلا من الى من قام به فقال تعالى من يهد الله فهو المبتدأ. فاضافة الهداية الى الله حقيقة واضافة الاهتداء العبد حقيقة فكما ليس الهادي هو عين المهتدي. فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء. وكذلك يضل الله ومن يشاء حقيقة وذلك العبد يكون ضالا حقيقة. وهكذا جميع تصرف له في عباده. فمن اضاف الفعل والانفعال الى العبد كبر. ومن اضافه الى الله كفر. ومن اضاف الفعل الى الخالق والانفعال الى المخلوق كلاهما حقيقة فهو المؤمن حقيقة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا يتعلق بما سبق من مرتبة المشيئة خلق وهو هل للعباد قدرة ومشيئة على افعالهم؟ المضافة اليهم لان الله سبحانه وتعالى له المشيئة التامة وبيده الخلق الكامل. فاورد المصنف سؤالا يترتب على فهم دينك المقدمتين وهو اثبات كون للعباد قدرة ومشيئة ام لا؟ واجاب عن ذلك بقوله نعم للعباد قدرة على اعمالهم ولهم مشيئة وارادة فهم يتخيرون من العمل ما يشاؤون. وافعالهم تضاف اليهم حقيقة. فهم الفاعلون لها وبحسبها كلفوا اي علق بهم الامر والنهي فان التكليف هو تعليق الامر والنهي وليس معنى التكليف الزام ما فيه مشقة فان هذا معنى حادث لا يوجد في لسان العرب انما المعروف في لسان العرب ووقع الشرع على طريقته هو معنى التعلق ومنه سمي لما يكون على الوجه كلفا بتعلقه به. فكذلك تسمى الاحكام الشرعية. تكليفا بهذا الاعتبار لكن لا تجعلوا تكاليف على معنى ارادة المشقة وسبق بيان هذا باطول في مقام اخر. ثم قال وعليها يتابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله الا وسعهم اي ما في قدرتهم. واثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة. ثم قال ولكنهم لا الا على ما اقدرهم الله ولا يشاؤون الا ان يشاء الله ولا يفعلون الا بجعله اياهم فاعلين. فقدرة العبد ومشيئته وخلقه تابعة لارادة الله ومشيئته وخلقه. فكما انهم لم يوجدوا انفسهم لم يوجدوا افعالهم. فقدرتهم ومشيئتهم وارادتهم وافعالهم تابعة لقدرة الله ومشيئته وارادته وفعله. ثم قال وليس مشيئته وارادتهم وقدرتهم وافعالهم هي عين مشيئة الله وارادته وقدرته وافعاله. بل يضاف لله عز وجل ما له ويضاف للعبد ما له كما قال الله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاضاف لنفسه مشيئة واضاف للخلق مشيئة ثم قال رحمه الله تعالى بل افعالهم المخلوقة لله قائمة بهم لائقة بهم مضافة اليهم حقيقة قتل اي انهم الفاعلون لها حقيقة باختيار ومشيئة واقتدار. قال وهي من اثار افعال الله القائمة به به المضافة اليه حقيقة. فالله فاعل حقيقة والعبد من فعل حقيقة. فالفعل شرف بينهما لكن درجة الاشتراك مفترقة فتعلقها بالرب سبحانه وتعالى فعل وتعلقها للعبد انفعال وهاتان الكلمتان الفعل والانفعال هي من المقولات العصر الفلسفية التي جرت على لسان الفلاسفة قديما ثم درجت واستعملها العلماء في مقامات عدة والبيان واليها اشار الشجاع في اخر نظمه في المقولات العشر اذ قال ان يفعل التأثير ان ينفعل تأثر ما دام كل كمل وحاصل معناه ان الفعل هو تأثير الشيء في غيره. ان الفعل هو تأثير كثير الشيء في غيره وان الانفعال هو تأثر الشيء بغيره. وان الانفعال هو تأثر الشيء بغيره. فلو اوقد احدكم نارا ثم جاء باناء فيه ماء بارد. ثم دب الحرارة من الموقد الى الماء. فان الايقاد وهو التسخين فعل. وان التسخن ايش؟ انفعال وان التسخن انفعال ومثله التبرد والتبريد فالاول فعل والثاني انفعال فالفعل تأثير الشيء في غيره والانفعال تأثر الشيء بغيره. وعلى ذلك يكون معنى قوله فالله فاعل الحقيقة يعني مؤثر. والعبد من فعل الحقيقة يعني متأثر. ثم قال والله هذه الحقيقة والعبد مهتد دقيقة ولهذا اضاف كلا من الفعلين الى من قاما به فقال تعالى من يهد الله فهو المهتد فاضافة الهداية الى الله حقيقة واضافة الاهتداء الى العبد حقيقة فكما ليس الهادي هو عين المهتدي لان الهادي هو الله. والمفتدي هو العبد. فكذلك ليس الهداية هي عين الابتداء. بل بداية فعل الرب والاهتداء فعل العبد. وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة وذلك العبد يكون ضالا حقيقة. وهكذا تصرف الله في عباده. فمن اضاف الفعل والانفعال الى العبد كفر. لانه جعل العبد خالقا لفعله هذه مقولة المعتزلة ومن اضافه الى الله كفر فاذا اضاف الفعل والانفعال الى الله ايضا كفر لان الله عز وجل يؤثر ولا ولا يتأثر. ومن اضاف الفعل الى الخالق والانفعال الى المخلوق كلاهما حقيقة فهو المؤمن حقيقة لان لله عز وجل ما يليق بجلاله وللعبد ما يناسب حاله. فاللائق بجلال الله عز كالإثبات الأفعال الكاملة هو اللائق بحال العبد اثبات الانفعالات الظاهرة فالعبد يظهر عليه انفعال بتقدير لله عز وجل هداية او ضلالا قوة او ضعفا صحة او سقما شبابا او هرما فكل هذه انفعالات لفعل الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما جواب من قال اليس ممكنا في قدرة الله ان يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا. جواب بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة. الآية وقال تعالى ولو شاء ربك امن من في الارض كلهم جميعا. وغيرها من الايات ولكن هذا الذي فعله بهم وهو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته. فقول قائل لما كان من عباده الطائع عاصي كقول من قال لما كان من اسمائه الضار النافع والمعطي والمانع والخافض والرابع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك ان افعاله تعالى هي المقتضى اسمائه واثار صفاته بالاعتراض عليه في افعاله اعتراض باسمائه وصفاته بل وعلى الهيته وربوبيته فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا نسأل عما يفعل وهم يسألون. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالقدر وهو طلب الجواب عن قول القائل اليس ممكنا في قدرة الله ان يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا اي فتجتمع الارادة الكونية والشرعية في حق العباد جميعا ثم اجاب عنه بقوله بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى ولو شاء الله لجعلكم ثم واحدة اي جنسا واحدا في طاعتكم واقبالكم وعبادتكم. وقال تعالى ولو شاء ربك لا امن من في الارض كلهم وغيرها من الايات الدالة على قدرته سبحانه وتعالى على ذلك. ثم قال ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجبه ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته اي قسمته مؤمن وكافر وطائع وعاص وضال ومهتد هو موجب ربوبية الله عز وجل والاهيته. فقول القائل بما كان من عباده الطائع والعاصي كقول من قال لما كان من اسمائه الضار النافع والمعطي والمانع الى ذلك فان المعترض على مفعول الله عز وجل معترض على فعله سبحانه وتعالى فيكون معترضا على مخترع اسمائه واتان صفاته بل على الهيته وربوبيته سبحانه وتعالى. فالله عز وجل قادر على ولكن حكمته وكمال ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته اقتضت ان يكون العباد على درجات مختلفة ايمانا وكفرا وطاعة وعصيانا. بقي الانباء الى ان ما ذكره المصنف من الاسماء المتقابلة لم يثبت فيها شيء ولم يثبت من الاسماء المتقاملة الا القابض والباسط. في حديث ان الله هو المسعر القابض الباسط هذا الحديث صح عند ابي داوود وغيره في الاسماء المتقابلة وما عدا ذلك فروي في احاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحاصل ما تقدم ان الاعتراظ على المفعول اعتراض على الفعل فالاعتراظ على وجدان عاص ومطيع ومؤمن وكافر اعتراض على فعل الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم سؤال ما منزلة الايمان بالقدر من الدين؟ جواب الايمان بالقدر نظام التوحيد كما ان الايمان بالاسباب التي توصل الى خيره وتحجز عن شره نظام الشرع. ولا ينتظم امر الدين ويستقيم الا لمن امن بالقدر وامتثل الشرف. كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بالقدر. ثم قادم قال له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فمن نفى القدرة زاعما منافاته للشرع فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته. وجعل العبد مستقلا بافعاله خالقا لها فاثبت مع الله تعالى خالقه. بل اثبت ان جميع المخلوقين خالقون. ومن اثبته به على الشرع محاربا له به نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله تعالى اياها وكلفهم بحسبها زاعما ان الله كلف عباده ما لا يطاق. كتكليف الاعمى بنقضي المصحف فقد نسب الله تعالى الى الظلم. وكان في ذلك ابليس لعنه الله تعالى اذ يقول قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم. واما حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره. وان الله خالق ذلك كله. وينقادون للشرع امره ونهيه يحكمونه في انفسهم سرا وجهرا. وان الهداية والاضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله. ويضل من يشاء بعدله وهو اعلم بمواضع فضله وعدله هو اعلم بما ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى في ذلك الحكمة البالغة والحجة دامغة. وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا على القدر مترتب على الشرع وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وترك على القدر. كيف تجي العبارة هذي احد عنده النسخة القديمة وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع هكذا لا على القدر نعم هاد النسخة ايش اللي عندكم اللفتة المصفوفة اه جديدة بس معتمدة الطبع القديم. احرصوا على الطبعة هذي اللي صورتها ابن تيمية. يجدونها هي افضل من هذه. نعم احسن الله اليكم وانما يعزون انفسهم بالقدر عند المصائب فاذا وفقوا للحسنة عرفوا الحق لاهله فقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. ولم يقولوا كما قال الفاجر انما اوتيته على علم عندي. واذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الابوان ربنا ظلمنا انفسنا وان لم اغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم رب بما اغويتني. واذا اصابته مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. ولم يقولوا كما قال الذين كفروا وقالوا لاخوانهم الذين ظلموا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. ختم المصنف رحمه الله تعالى مطالب الايمان القدر في السؤال عن منزلته وكان المناسب في ترتيب العلم ان يقدم السؤال عن مرتبة الايمان بالقدر في اول مطالبه لتتشوف النفوس اليه وتتطلع الى مآخذه في العلم والدين فسأل عن منزلة الايمان بالقدر من الدين ثم اجاب عن ذلك بقوله الايمان بالقدر نظام التوحيد. وهذه الجملة قطعة من اثر روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يصح. ومعناها الايمان بالقدر اصل يستقر به التوحيد فلا يستقر به التوحيد ولا يثبت الا اذا ضم العبد الى توحيد ربه ايمانه بقدره ثم ثم قال وكما ان الايمان بالاسباب التي توصل الى خير وتحجز عن شر هي نظام الشرع ولا ينتظم امر يهديني ويستقيم الا لمن امن بالقدر وامتثل الشرع. فان العبد مأمور بامتثال الشرع فعلا وتركا ومأمور بالايمان بالقدر حلوه ومره خيره وشره وانه كن له من الله سبحانه وتعالى ومن جميل كلام ابراهيم الحربي الحافظ قوله من لم يؤمن بالقدر تنكد عيشه فلا يستقيم امر الانسان في دينه ودنياه الا بالقدر ايمانا به ثم اشار الى مرتبته فقال كما قرر النبي صلى الله عليه عليه وسلم الايمان بالقدر ثم قال لمن قال له افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم بين حال طائفتين متقابلتين ممن يغلقون في منزلة القدر. فالطائفة الاولى من نفى القدر زاعما منافاته للشرع. وهؤلاء معطلون لله عز وجل عن علمه وقدرته. وجاعلون العبد مستقلا بافعاله خالقا لها فاثبتوا مع الله عز وجل خالقا اخر. والطائفة الاخرى من اثبتت القدر تحتج به على الشرع نابية عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله سبحانه وتعالى الجاعلين العبد مجبورا اجبارا لا اختيار له في فعله مكلفا بما لا يطيقه وليس في وسعه وهؤلاء قد نسبوا الله سبحانه وتعالى الى الظلم. فهما طائفتان متقابلتان. وكلا المقالتين الرديتين من المقالات التي انتحلتها بعض الطوائف المنتسبة الى فرق اهل القبلة. ثم رحمه الله تعالى حال المؤمنين في الايمان بالقدر فقال واما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره وان الله خالق ذلك كله وينقادون للشرع امره ونهيه ويحكمونه في انفسهم سرا وجهرا وان الهداية والاضلال بيد الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء بعدله وهو اعلم بمواقع فضله وعدله. وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة اي التي وتقضي على كل مخالف. وان الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا لا على القدر. العبد انما تابوا ويعاقبوا باعتبار خطاب الشرع امتثالا وتركا وليس بالنظر الى ما يجري به القدر. ثم بين انهم انفسهم بالقدر عند المصائب. فاذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لاهله. فينسبون الحسنة لله عز وجل ولا ينسبون هنا لانفسهم كما قال الله عز وجل عنه الحمد لله الذي هدانا لهذا الى تمم الاية وقال عن مقابلهم انما اوتيته على علم عندي واذا اقترفوا سيئة اي اصابوا خطيئة قالوا كما قال الابوان ادم وحواء ربنا ظلمنا انفسنا الاية ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم ربي بما اغويتني واذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ولم يقولوا كما قال الذين كفروا وقالوا الظالم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا الى تمام الاية. والحاصل ان المؤمنين بالله عز وجل بالقدر كله خيره وشره. ويجعلون القدر حجة على المصائب وليس حجة على معايب وهذه المسألة مما خلط فيها من مسائل القدر فان من الخلق من يجعل القدر حجة على خطيئته والذي دل عليه نظام الادلة من القرآن والسنة ان القدر يحتج به على المصائب دون المعايب. فما كان من مصيبة تلم بالعبد احتج فيها بالقدر. واما ما كان من معيبة يقترفها فانه لا يجوز له ان يحتج بالقدر. ففاعل المعصية لا يقول ان هذه المعصية قدرها الله سبحانه وتعالى عليك ويجعل قدر حجة له فانه مخطئ ضال بذلك لان الله عز وجل جعل له اختيارا ومشيئة وهو الذي اختار المعصية بنفسه. واما عند وقوع المصيبة فان الانسان يحتج بالقدر وان المصيبة جرت بقدر الله سبحانه وتعالى فيرضى بها ويسلم. والى هنا تم الركن السادس من اركان الايمان ويستقبل المصنف رحمه الله تعالى بقية الكلام على الايمان ثم يتبعه بالاحسان ثم يطلب موردا اخر من موارد مسائل الاعتقاد نستكملها ان شاء الله تعالى في الدرس المقبل