السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات. وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت التعليم وعلى اله وصحبه حافزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الرابع والثلاثون في شرح الكتاب السادس من برنامج التعليم المستمر في سنته الثالثة في اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب اعلام السنة المنشورة بعلامة حافظ بن احمد الحكمي رحمه الله فقد انتهى بنا البيان الى قوله سؤال تمشعه الايمان. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى وكم شعب الايمان؟ الجواب قال الله تعالى ليس البران تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من اذلنا بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. واتى المال على حبه لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقاموا الصلاة واتى الزكاة والموقون بعهدهم اذا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا اولئك هم المتقون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون وفي رواية بضع وسبعون شعبة قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. لما بلغ المصنف رحمه الله من افاضة الخول فيما يتعلق ببيان اركان الايمان. ومنطوى في ذلك من جملة مباحثها بقيت منها بقية يكون جعلها خاتمة وهي بيان عدد شعب الايمان وايضاح عدها. واستفتح المسائل المتعلقة بشعب ايماني بقوله سؤال كم شعب الايمان ولم يبين رحمه الله تعالى حقيقة الشيء المطلوب عده فكان اللائق به ان يقدم بيانا يستوفى منه معرفة حقيقة الشعب ثم يطلب بعده عددها وشعب الايمان هي خصاله. فالشعبة الايمانية هي الخصلة الايمانية. وهذه الخصال هي او ايمان التي يترتب منها فاذا قيل كذا وكذا من شعب الايمان يعني من خصاله. والطريق الى حصان الايمان هو التوفيق. فلا طريق الى اثبات كون شيء خصلة من خصال الايمان الا بدليل بناطق من كتاب او سنة او اجماع. وفيها صنف المصنفون اوتواهم المعروفة باسم شعب الايمان في كتاب البيهقي والحليمي وغيرهما رحمهما الله تعالى. ومما ينبغي ان يتبادر الى المتوقف السؤال عن الفرق بين اركان الايمان وشعبه. فما الفرق بينهما؟ ما الجواب يقول الاخ لو كان يزول كله والشعب يزول بعضه. واضح؟ اللي قاله؟ لكن هذا يشكل عليه ان اول المعدود عندهم في شعب الايمان الايمان بالله. هذي اول شعبة يعبدونها فيتجب كلام الاخ او لا يتجه لا يتجه. نعم طيب هم يقولون شعب الايمان. الشعبة الاولى ايمان بالله. الشعبة الثانية الايمان بالملائكة. شعبة ثالثة الايمان بالنبيين ها؟ الاركان الاخيرة اسطول الايمان طيب احسنت بعدين نبهنا عليها ان الاركان هي مندرجة في جملة الشعب. ان عندما قلنا انه ليس شيء يكون شعبة شعب الايمان الا بدليل. هذه الاية التي صدر فيها المصنف ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة اللي ذكرها لعبدي الشعب وهي اركان الايمان. فحينئذ اركان الايمان من درجة في شعبه. والفرق بينهما من وجوه الوجه الاول ان شعب الايمان حقيقة شرعية واركان الايمان مواضعة اصطلاحية ان شعب الايمان حقيقة شرعية وان اركان الايمان مواضعة اصطلاحية. ما معنى هذا الكلام؟ الجواب ايوا دي؟ ايه نعم وقال الاخ عندما قلنا حقيقة شرعية اي جاء النص عليها في خطاب الشرع كهذا الحديث الايمان بضع وستون او سبعون شعبة. اما اركان الايمان مواضعة اصطلاحية يعني اصطلح عليها العلماء رحمهم الله وادراك كون الشيء حقيقة شرعية او وضع اصطلاحية يعين على الصواب في فهمه وعدم الاخلال بشيء من مقتضياته هذا الفرق الاول والفرق الثاني ان شعب الايمان منها ما هو ركن يزول الايمان جوانب ان شعب الايمان منها ما هو ركن يزول الايمان بزواله. ومنها ما لا يزول الايمان بزواله. ان شعب الايمان منها ما هو ركن نزول الايمان بجواله ومنها ما ليس كذلك. اما الاركان فزوال شيء منها زوال للايمان كله دواد للايمان كله. مثاله الايمان بالله عز وجل شعبة من شعب الايمان وهو ركن اذا زال زال الايمان الحياء شعبة من شعب الايمان فاذا زالت لا يزول لا يزول الايمان فما كان ركنا اذا زال زال الايمان كله. واما ما كان شعبة فينظر. فانها ربما يزول الايمان بزوالها اذا كانت ركنا او لا اذا لم تكن كذلك. اذا تبين هذا فان المصنف رحمه الله تعالى في سؤاله كم شعب الايمان عنه بايراد الاية من سورة البقرة المتظمنة لذكر بعض تلك الشعب فهي منبهة على عد جملة منها وجاء التصريح بالعدد في حديث ابي هريرة في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وستون هذا لفظ البخاري. وفي رواية بضع وسبعون شعبة. وهذا لفظ مسلم. وعند مسلم رواية ثالثة ستون او سبعون على الشك. والمحفوظ من هذه الروايات هي رواية البخاري. فالمحفوظ الايمان بضع وستة دون شعبة وفي الحديث بيان درجاتها وانها متباينة المراكز فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. وفي ذكر هؤلاء الثلاث في الحديث تنبيه الى ان شعب الايمان من ما هو قولي؟ كقول لا اله الا الله ومنها ما هو عملي كاماطة الاذى عن الطريق ومنها ما هو قلبي الحياء. نعم. احسن الله اليكم. سؤال لما فسر العلماء هذه الشعب؟ الجواب قد عدها جماعة من شراح الحديث تصنفوا فيها التصانيف فاجادوا وافادوا ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الايمان. بل يكفي الايمان بها جملة وهي لا عن الكتاب والسنة فعلى العبد امتثال اوامرها واجتناب زواجرها وتصديق اخبارها. وقد استكمل شعب الايمان الذي عددوه حق كله من امور الايمان. ولكن القطع بانه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج الى توقيف اورد للمصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بطلب تفسير العلماء هذه الشعب المذكورين في قوله صلى الله عليه وسلم بضع وستون او بضع وسبعون. فبين ذلك بقوله قد عدها جماعة من شراح الحديث. وجوابه تنبيه الى ان المفسر هو العدد لا يريد حقيقة الشعب وانما اراد تفسير العدل. فقال قد عدها يعني تلك البضع وستون او عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فاجادوا وافادوا كتصنيف البيهقي والحليمي واختصار وتزوين شعب الايمان ثم قال ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الايمان بل يكفي الايمان بها جملة فهي لا تخرج عن الكتاب والسنة فلو لم يعرف الانسان اعداد تلك الشعب صح ايمانه. ثم قال وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة اي معدودة فيهما. فعلى العبد امتثال اوامرها واجتناب كوادرها وتصديق اخبارها يعني الشريعة. وقد استكمل شعب الايمان. والذي عددوه اي في شعب الايمان حق كله من امور الايمان لان النصوص تأتي متظمنة كونه ايمانا كحديث حسن العهد من الايمان في علم ان حسن العهد شعبة من شعب الايمان ثم قالوا لكن القطع بانه هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج الى توقيت. يعني ان الجزم بان هذه الشعب المعدودة عند او الشعب المعدودة عند الحليم هي المراد بهذا الحديث يحتاج الى توقيت فهي من اجتهاد العلماء رحمهم الله تعالى قد تشير الى اصل عظيم ثم تكله الى اجتهاد الناس ترغيبا لهم في الفضل. كحديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة فانه لم يأتي بالنصوص الشرعية عدها واحدا واحدا. والحديث الوارد في ذلك ضعيف. وانما يلتمس ذلك من جملة نقول في كتابه والسنة فكذلك شعب الايمان جاء بيان عددها انه بضع وستون في اصح الروايات لكن لم يأتي في مقام واحد حملا للناس على طلب الفضل كي يجتهد العبد في معرفة كون ذلك الامر من شعب الايمان ام لا فاذا تبين انه له من شعب الايمان اجتهد في امتثاله. نعم. احسن الله اليك. سؤال اذكر خلاصة ما عدوه جواب قد لخص الحافظ في الفتح ما اورده ابن حبان بقوله ان هذه الشعب تتفرع من اعمال القلب واعمال اللسان واعمال البدن اعمال القلب المعتقدات والنيات على اربع وعشرين خصلة. الايمان بالله ويدخل فيه الايمان بذاته وصفاته وتوحيده بان انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واعتقاد حدوث ما دونه والايمان بالملائكة وكتبه ورسله والقدر خيره وشره والايمان باليوم الاخر ويدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب والميزان. والصراط والجنة والنار ومحبة الله و الحب والبغض فيه ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه ويدخل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم اتباع سنته والاخلاص ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق. والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والتوكل والرحمة والتواضع ويدخل فيه توقير كبير ورحمة الصغير وترك الكبر والعجب وترك الحسد وترك الحقد وترك الغضب واعمال اللسان وتشتمل على سبع خصال التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه والدعاء والذكر ويدخل فيه الاستغفار واجتناب اللغو. واعمال البدن وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة. منها ما بالاعيان وهي خمس عشرة خصلة. التطهر حسا وحكما ويدخل فيه اطعام الطعام واكرام الضيف والصيام فرضا ونفلا والاعتكاف والتماس ليلة القدر والحج والعمرة والطواف كذلك. والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك والوفاء بالنذر والتحري في الايمان واداء الكفارات. ومنها ما يتعلق بالاتباع وهي ست خصال. التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين ويدخل فيه اغتنام العقوق. وتربية الاولاد وصلة الرحم وطاعة السادة والرفق بالعبيد. ومما يتعلق بالعامة وهي سبع عشرة خصلة. القيام بالامارة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة اولي الامر. والاصلاح بين الناس ويدخل فيه قتال الخوارج والمغاة والمعاونة على البر ويدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. واقامة الحدود والجهاد ومنهم مرابطة واداء الامانة ومنه اداء الخمس والقرض مع وفائه واكرام الجار وحسن المعاملة. ويدخل فيه جمع من حله وانفاقه في حله ويدخل فيه ترك التبذير والاسراف ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس واجتناب الله وإماطة الأذى عن الطريق فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة بإعتبار ضم بعضه الى بعض مما ذكر. والله اعلم. ورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا يتعلق بشعب الايمان هو فقال اذكر خلاصة ما عدوه يعني العلماء الذين فسروا شعب الايمان البضعة او السبعين ثم اجاب بقوله قد لخص الحافظ في الفتح واطلق رحمه الله تعالى الحافظ والفتح ولم يبين من هما حقيقة بالمصنف ان يبين اصطلاحه ان كان له اصطلاح فان من اداب التصنيف التي نصوا عليها انه اذا كان له اصطلاح نستعمله في تصنيفه بينه في مقدمته. فكان جديرا بالمصنف ان يكون قد بين في مقدمته انه اذا اطلق الحافظ فيريد به فلانا كما درج عليه بعض الفضاح التوحيد ومنهم الشيخ سليمان ابن عبد الله ومن تبعه من تصريحهم بانهم اذا الحافظ ارادوا ابن حجر ووهن المصنف عن ذلك وعلم بالمشهور المعبود انه اذا اطلق وصف الحافظ فانه يراد عند المتأخرين الحافظ ابن حجر احمد ابن علي ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى وكتابه هو كتاب فتح الباري الذي شرح فيه صحيح البخاري وهو كتاب عظيم من محاسن التأليف التي عنيت بشرح في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكمل معرفة الانسان بالحديث رواية ودراية حتى يأخذ حظه ومن كتاب فقه الباري اما بقراءته كله او بقراءة ما يتيسر له من ابحاثه ولا ينبغي ان يقبل طالب العلم ذلك بشدة الانتفاع به ولو انه قرأ مقدمته باختلاف ابوابها درسا فانه ينتفع انتفاعا عظيما بباب الرواية الدراية فيها مباحث نفيسة سواء في باب الرواية او في باب الدراية. وكانت محط انظار العلماء من العناية بمقدمات الكتب واذا استطاع الانسان ان يقرأ الفتح كله فان ذلك مكرمة عظيمة. وقد ادركت رجلا من علماء الافغان يقال له الشيخ عبدالعزيز الافغاني قرأ فتح الباري عشر مرات قراءة تدبر وتأمل وتفكر مع الاشتغال بغيره من الحوائج وابواب العلم. والانسان اذا اقبل على الشيء ادركه. ثم ان المصنف رحمه الله تعالى ذكر ان الحافظ في الفتح تلخص ما اورده ابن حبان في صحيحه بقوله وهذا الملخص ليس مقصورا على كلام ابن حبان بل ضم اليه الحافظ في الفتح كلام غيره من اهل العلم كالبيهقي والحليم فهو من مجموع كلامهم. فكان المصنف اقتصر على اولهم وهو ابن حبان لان اقدمهم ثم ذكر رحمه الله تعالى ما جاء في كلام الحافظ ابن حجر الملخص من كلام غيره ان هذه تتفرع من اعمال القلب واعمال اللسان واعمال البدن. والمراد بالعمل هنا معناه اللغوي وهو الفعل وان كان قلبيا او لسانيا او بدنيا. ويندرج في ذلك لو كان اعتقاديا فهو معنى عام هو حاصل ذلك ان شعب ايمانك تنقسم على القلب واللسان والبدن. ثم ذكر ان اعمال القلب منها المعتقدات والنيات وانها على اربع خصلة واهل العلم يفرقون بين المعتقدات والنيات فيجعلون المعتقد قول القلب والنيات عمل القلب وقد سبق ان ذكرت لكم ان القلب له قول وعمل. فقوله اعتقاده. وعمله هو حركاته الارادية ورأس هذه الحركات النية ويندرج فيه المحبة والرجاء والخوف وغيرها من الاعمال القلبية. فذكر انها على اربع وعشرين خصلة الايمان بالله يدخل فيه الايمان بذاته وصفاته وتوحيده بانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واعتقاد حدوث ما دونه يعني ان غيره محدث مخلوق والايمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره والايمان باليوم الاخر فيدخل فيه جملة من المسائل اعدها المصنف ثم ثم قال ومحبة الله والحب والبغض فيه ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه ويدخل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته الى تمام ما ذكر ثم ذكر اعمال اللسان فقال وتشتمل على سبع خصال التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه هو الدعاء والذكر ويدخل وفيه الاستغفار واجتناب اللغو. ثم قال واعمال البدن وهي القسم الثالث من شعب الايمان وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة. منها ما يتعلق بالاعيان يعني بافراد العبيد كل واحد بحسبه وهي خمس عشرة خصلة التطهر حسنا وحكما يدخل فيه اطعام الطعام واكرام الضيف ثم قال بعد ذلك ومنها ما يتعلق بالاتباع يعني الذين ينضمون الى الرجل ويكون قائما عليهم من خاصته قال التعبد بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين باجتناب العقوق وتربية الاولاد وصلة الرحم وطاعة السادة الرفق بالعبيد قال ومنها ما يتعلق بالعامة يعني بالناس كافة لا من ينضوي اليه من خاصته الذين يقوم عليه بل يكون عامة الناس وهي سبع عشرة خصلة القيام بالامارة مع العدو ومتابعة الجماعة وطاعة ولي الامر والاصلاح بين الناس ويدخل فيه قتال الخوارج معاونة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى ان قال رحمه الله تعالى فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار افراد ما ضم بعضه الى بعض مما ذكر. يعني انه يمكن ان تفرض بعض الافراد عن بعضها فيبلغ العد سبعا وسبعين خصم والاشبه عدم الحاجة الى هذا الافراد كي يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم بضع وستون في اصح الروايتين بضع من الثلاث الى تسع هذا تعرفه العرب في كلامها. وروي فيه حديث مرفوع لا يجوز عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانما يثبت من جهة العربي وما ذكره المصنف هو اجتهاد ممن تكلم في هذا الفن من العلماء الذين ذكرنا بعضهم فيما سلف وهذا الباب وهو باب شعب الايمان مما يضعف الاعتناء به في باب الاعتقاد وفي باب العمل فتجد ان مسألة شعب الايمان عند كثير ممن يتناول الكلام فيها على وجه الاتساع كانها مسألة بينة فاذا اردت ان تفصح عبارته عن افرادها وجدت نقصا كبيرا في استيضاح حقائقها. وانا اطلب لكم مثلا فان مما عد المصنف وغيره من شعب الايمان صلة الرحم. وربما رأيت من يعد هذه الشعبة في شعب الايمان ثم اذا سألته بما يتحقق صلة الرحم؟ وما هي الرحم التي توصل؟ لن تجد المسألة بينة عنده وهذه افة من يأخذ العلم اخذا سهلا ولا يعظم الشريعة. فيؤول ذلك الى عدم استبانته للحقائق الشرعية. وهذا ظاهر علوم المتأخرين فتجد كثيرا من الناس يقول لك ان شعب الايمان بضع وستون في رواية صحيحة ومنها كذا ومنها كذا ومنها كذا فاذا اردت ان ان تستطع منه عن حقيقة هذه الشعبة لن تجد ما يدل عليها. وتجد من الطلبة الاهمال في استيضاح هذه الحقائق الشرعية وبعض الناس لما عرض عليهم تقديم رسالة علمية في شعب الايمان قالوا هذا موضوع سهل. فقلت لمن سهل له ذلك اسأله عن قدر الرحم التي تحصل بها هذه الشعبة ما هي؟ الجواب انهم لا يحارون علما وكانهم لاول مرة تطلق المسألة اسماعهم من اراد ان يتكلم عن شعب الايمان لابد ان يلاحظ امورا اولها الدليل الدال على ثبوت تلك الشعبة وانها من الايمان وتانيها ما حقيقة تلك الشعبة وثالثها معرفة المخالف فيها. فهذه المسائل العظام في باب الاعتقاد على وجه التوسع هي من اعظم المطالب والناس صاروا يتوسعون في باب الخلاف في الاسماء والصفات ويهملون الخلاف في خصال الايمان وشرائعه مما بث فيهم اقوال الخوارج والمرجئة على حد سواء فوجدت رواجا اما الاعتقاد او بالفعل وترك ما امر الله سبحانه وتعالى به فيه فمثلا هذه المسألة وهي مسألة الرحم من احسن ما ضبطت به ردها الى العصبة في الفرائض او العاقلة في الديات وانها بذلك فمن درج في العصبة في الإرث او كان عاقلة في الديات فإنه يندرج في الرحم. وقد تتسع وقد تضيق بحسب ما تدعو اليه تلك الحال. كما ان العرف معمول به في ذلك. والعرف في اقليمنا مثلا ان الناس المجتمعين في جد الخامس يكونون رحما متقاربة. واول ما يتناولهم اسم العصبة والعاقلة هم هؤلاء ثم ينظروا الى من فوقهم اذا احتيجت اليهم فهذه المسألة واحدة من شعب الايمان هذا في باب الاعتقاد. واما في باب العمل فانظر الى عدم تبين حقائق شعب الايمان وما يؤول اليه الامر من عدم امتثال الشريعة في العمل بمقتضى هذه الخصلة. فمثلا اماطة الاذى عن الطريق تجد ان من الناس من يعرف اماطة الاذى عن الطريق لكن اذا نظرت الى عمله وجدت انه لا يأبه باماطة الاذى عن طيب وربما يكون احدنا ممن يحضر ويخرج ويقبل ويدبر بالطرق في حضور الدروس ويرى ظررا عاما بامكانه ان يزيل اخوه ويتوقف ازالته عليه ولا يأبه به شيئا. فاين اماطة الاذى من الطريق في ايمانك؟ ينبغي ان يعظم طالب العلم شعب الايمان وان يعتني بها وارجو ان يهيأ الله سبحانه وتعالى من يكتب في هذا الباب كتابة راشدة صحيحة يتبين فيها دلائل هذه الشعب وحقائق والمخالف فيها حتى يعبد الناس ربهم على بصيرة. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما دليل الاحسان بالكتاب والسنة جواب ادلة كثيرة منها قوله تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء. وقال صلى الله عليه وسلم لعمال العبد ان يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده ما له؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا سؤالا يتعلق بالمرتبة الثالثة من مراتب الدين. فان المصنف في اول كتابه بين ان الدين له ثلاث مراتب اولها مرتبة الاسلام ثم استوفى بيانها ثم اتبعها في المرتبة الثانية وهي مرتبة الايمان فاستوفى بيانها ثم ختم بالمرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي مرتبة الاحسان والمصنف رحمه الله تعالى رتب كتابه في نسق متتابع لكنه لم يجعل له اصولا تبينه ومن تدبر وقف على هذه الاصول التي يفصل فيها الكتاب الى مقاصد متناسقة في مطالبها. وهذا مطلب من تلك المطالب وهو بيان ما يتعلق بالاحسان واود رحمه الله تعالى اول الاسئلة المتعلقة به بقوله ما دليل الاحسان من الكتاب والسنة؟ واخر رحمه الله تعالى حقيقته لانه قال بعد ذلك ما هو الاحسان في العبادة؟ والعرب قد تؤخر المطالب العظمى ما تعلق بها فمثلا ربما ذكر في العرب فضل الشيء قبل ان تذكر حقيقته او ذكرت ما يدل عليه قبل ان تذكر حقيقته وهذا عندهم مرتب لتقديم ما ينبغي العناية به. فان البخاري مثلا ابتدأ كتاب العلم بباب في فضل العلم ولم يبين ما هو العلم. اكتفاء بان العلم بين واضح وان الفضل تتشوق اليه النفوس. بل البداءة به افضل من البداءة من بيان حقيقته. ثم في ثنايا كتابه بين ما يتعلق بحقيقة العلم في جملة من التراجع. وكذلك المصنف الدليل ها هنا لاجل هذا الامر. فان معرفة الدليل الدالي عليه مطلب عظيم لان باب الاحسان مما زلت به الاقدام ومما يؤسف له ايضا ان باب الاحسان من المطالب المستضعفة في مطالب الدين عند المعلمين والمتعلمين ولا ادل على ذلك من قلة اللهج بها وباب الاحسان وهو تزكية النفوس باب عظيم وهو من اعظم العلوم التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم لكنها اختصرت لاجل تأخر مباحثها. فصار اذا وصل اليها الطالب متعلما او الشيخ معلما قد كلف القوات هو ضعفت عن بيان ما يتعلق به من المسائل. فيأتي باب الاحسان قليلا مما ولد الخطرات والوساوس والاقوال الفاسدة في باب الافساد بل صار من المخالفين لاهل السنة والجماعة من المتأخرين من هم عنايته بباب الاحسان اكثر من عناية اهل السنة والجماعة بل صار في هؤلاء المخالفين من يعتد بكتب اهل السنة والجماعة في كتاب الجواب الكافي ومدارس السالكين واغاثة اللهفان فيقررها مناهج تعليمية وطوي بساط تقريرها مناهج تعليمية عند اهل السنة والجماعة مما يدل على شدة الامر في اكمال باب الاحسان وضعفه في نفوس الناس. فينبغي ان يجتهد طالب العلم في ان يكون له حظ من فهم باب الاحسان بمعرفة العبادة مما قرره السلف رحمهم الله تعالى في تصانيف الزهد كالزهد لاحمد او الزهد ابي داود او الزهد البيهقي او الزهد ابن ابي عاصم او الزهدي بموسى او الزهري وفعل الجراح او الزهدي الناجي من السري فان هذه كتب عظيمة او مما قرره الائمة المصنفون في القرون الوسطى من المسند الجماعة ابن تيمية في الرسالة العراقية او تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين او في الجواب الكافي فهو مطلب عظيم ينبغي ان تكونوا له من الايقاظ بما يورثه لكم من العلم والعمل. فان من فهم باب الاحسان اعتقادا وامتثله عملا ارتقى الى المرتبة العظيمة وهي مرتبة الاحسان. ومن جهله لا يمكن ان يقوم به. فالذي يجهل حقيقة الاحسان ومداركه مقاصده ومسائله وما ينطوي عليه من الابحاث يضعف عن ذلك. وربما وقع اهل السنة والجماعة في اشياء يخالف قوله قواعدهم بالدين بباب الاحسان فان عظم طريقة اهل السنة والجماعة هي اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة والتابعين. وقد دب اليه من المخالفين او من الاهواء والاراء الفاسدة اشياء في باب تزكية النفس ومعاملة الاحسان مما لم يقم به دليل في الكتاب ولا في السنة فصار يستحلي الانسان في نفسه ان يزكيها بشيء ليس في كتاب ولا في سنة ولا اثرت ولا كان عليه عمل الناس في هذه البلاد. بل ضعف الناس عن عمل ما كان عليه اهل الاحسان وصلاح النفوس في هذه البلاد لانفسهم اشياء تخرج عن طلب التزكية للنفس كما ينبغي وصاروا يقبلون عليها اقبالا كثيرا. كالقصائد المشجعة ملحن على التي تسمى بالاناشيد. فهذه الاشياء انما يتفوت بها الانسان في حال التعب كسفر او شدة نصب على اوضاع معينة شرعا وقد اتخذها بعض الناس مطية يريدون بها تزكية نفوسهم ومحال ان تأتي بذلك فانما هذا اكثر من طه ضعف ايمانه ووهن ايقانه وربما ترك بعد ذلك ما كان عليه وانتقل منها الى اشياء محرمة كالغناء الصراح بالموسيقى او ما فوق ذلك من الشرور. وهذا منشأ الشيء الذي يستصغر غلطا فانه يتعاظم حتى يكون شرا كما قال البربهاري رحمه الله تعالى ان البدع تبدأ صغارا حتى تعود كبارا. وصدق رحمه الله تعالى فان هذه الاشياء كان مما الا يؤبه به في بلادنا؟ وربما اجتمع الناس الى قصيدة في الزهد بصوت حسن. اما ان تكون دأب صباحا ومساء لانه نهارا ثم يقال انها تورث الايمان والاحسان وان النفوس تزكوا بها فمحال ذلك. فترك الطريقة الشرعية هو عدم تعاطي الموصوفة بالكتاب والسنة للاحسان يؤول بالناس الى ان تزين لهم وساوسهم وارائهم وافكارهم الوقوع في اشياء تخالف الطريقة الشرعية فينبغي ان يحرص الانسان على باب الاحسان وان يجتهد في الفقه فيه وان يكثر من قراءة كتب الزهد للائمة العظام في كتاب الزهد لاحمد والزهد وكيع وزوج لهنات والزهد لابن ابي عاصم والزهد للبيهقي فان هذه الكتب نور على نور فانها كتب من اعظم التي فيها كلام السلف في باب الاحسان واقوالهم واحوالهم وهي في مشكاتها مقتبسة من القرآن والسنة. وكان اهل القطر يعتنون بكتاب الزهد للامام احمد فلم يكن ينقطع اقرؤه في حلق العلماء الكبار حتى ضعف الامر فصار هذا الكتاب الكتب التي ليس لها ذكر بين المتعلمين بل يرون انه كتاب رواية يأخذه الانسان يكون فيه تخريج حديث او اثر وهذا جمود العلم الذي اخرج به الناس العلم الشرعي عن حقيقته الى انماط واحوال استحدثوها خالفوا بها طريقة سلفهم. فلا بد من العناية بباب الاحسان وتزكية النفس واقتباسه من كلام السلف رحمهم الله تعالى والاستغناء بالكتاب والسنة فيما ورد في هذا الباب ذكر المصنف رحمه الله تعالى السؤال الاول فقال ما دليل الاحسان من الكتاب والسنة؟ ثم اورد جملا من الايات المبينة للاحسان وانه من الاعمال العظيمة تارة بمحبة المحسنين الى الله وتارة بمدحهم وتارة بكون الله معهم وتارة حقيقة الاحسان ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بعروة الوتقى وثارة في بيان ثوابهم للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقولي فالجزاء الاحسان الا الاحسان ثم ذكر احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الاحسان فيها حديث ان الله كتب على كل شيء وحديث نعمان العبد ان يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له يعني دعاء له النعم والفضل ونيل الثواب الجزيل. وهذه الايات والاحاديث تدل على ان الاحسان مرتبة من مراتب الدين. لاثباتها الذكر فيها. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما هو الاحسان في العبادة؟ الجواب فسره النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث سؤال جبريل لما قال له فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الاحسان على مرتبتين متفاوتتين اعلاهما عبادة الله كأنك تراه وهذا مقام وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه. وهو ان يتنور القلب بالايمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الاحسان. والثاني مقام المراقبة وهو ان يعمل العبد على استحضار ومشاهدة الله اياه واطلاعه عليه وقربه منه. فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لان استحضاره ذلك بعمل يمنعه من الالتفات الى غير الله تعالى وارادة بالعمل. ويتفاوت اهل هذه المقامين بحسب قوة نفوذ البصائر. حفظ المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالاحسان فقال ما هو الاحسان في العبادة وتقييده بقوله في العبادة تنبيه الى اختلاف متعلق الاحسان فان الاحسان له متعلقان داهما ايصال العبد النفع الى غيره. وثانيهما اتقان العبد الشيء وتجويده اتقان العبد شيء وتجويده. فهذان متعلقان بالاحسان تختلف احكام الاحسان فيهما بحسب المتعلق والمذكور هنا يرجع الى الثاني وهو اتقان العبد الشيء وتجويده اي اتقانه للعبادة وتجويدها ثم اجاب المصنف رحمه الله تعالى عنه بقوله فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قدم على تفسير غيره ذكره ابن جرير في جامع البيان وهي قاعدة من القواعد النافعة في فهم بالكتاب والسنة فما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيره فان تفسير النبي صلى الله عليه وسلم يقدم على غيره وليس تفسيره صلى الله عليه وسلم جار على الطرائق المنطقية والقواعد الاصولية كما يعمد اليه حذاق الاذكياء من المتأخرين عند ايراد الحدود والتعريفات. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر من كلامه ما يتبين به الشيء. وقد يكون راجعا الى حقيقته او الى ثمرته او الى امر متعلق به مما هو معروف في كلام المناطق لكن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقدم على كلام غيره. فافصح عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم من حديث عمر لما قال له فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراه. فبين النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان بذكر مراتبه وهذه من طرائق البيان عند النبي صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم ان علماء والعقليات يذكرون ان بيان حقيقة الشيء يكون باحدى ثلاث طرائق الاولى بيانه بالحج والثاني بيانه بالرصد والتالت بيانه باللفظ بيانه باللفظ وهذه الطرائق كما سبق لا يجري عليها الكلام النبوي فان النبي صلى الله عليه وسلم ربما وافق كلامه بيانه بالحج او بيانه باللفظ او بيانه بالرسم باعتبار يكون اقرب الى مدارك المتلقين. والنبي صلى الله عليه وسلم بين الاحسان هنا بذكر مرتبتيه اللتين تدلان عليه. وقبل بيانهما يرجع القول الى بيان الاحسان باعتبار حقيقته كما تدل عليه مراعاة قواعد بيان الحدود. فانا ذكرنا فيما قبل ان الاحسان يقع على معنيين ان الاحسان الله يقع على معنيين احدهما اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. اتقان الباطن والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. وهو معنى عام يكون رديفا والاسلام فان الاحسان اذا اطلق اندرج فيه الايمان والاسلام وكذلك الاسلام اذا درج فيه الايمان والاحسان وكذلك الايمان اذا اطلقت الاسلام والاحسان فيكون هذا المعنى معنى عاما. والثاني اتقان الاعتقادات الباطنة اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة على مقام المشاهدة او المراقبة. اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة على مقام او المراقبة وهذا معنى خاص. يكون هو المراد عند قرن الاحسان في الايمان والاسلام. يكون هو المراد عند قرن الاحسان بالايمان والاسلام. فاذا وجدت ذكرا للاحسان مع الايمان والاسلام في كلامها الشرح او في كلام الناس فاعلم ان الايمان هو الاعتقادات الباطنة وان الاسلام هو الاعمال الظاهرة وان الاحسان هو اتقانهما على مقام المشاهدة او المراقبة. ومقام الاحسان بينه النبي صلى الله عليه وسلم بذكر المرتبتين المنطويتين في حده على ما ذكرنا فالاولى مرتبة المشاهدة وهي اعلاهما كما قال المصنف عبادة الله كأنك تراه فهذا مقام المشاهدة والمراد بالمشاهدة مشاهدة اثار صفات الله لا ذاته. مشاهدة هذان صفات الله لا ذاته فان العبد لا يشاهد في هذا المقام ذات الله وانما يشاهد اثار الصفة فهو يشاهد اثار صلة الرحم ان شهدوا اثار صفة القوة وتشاهدوا اثار صفة الرزق وهلما جرا. قال وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه به وهو ان يتنور القلب بالايمان وتنفذ البصيرة في العرفان يعني في المعرفة والبصيرة النافذة بالمعرفة الكاملة حتى يصير الغيب كالعيان يعني حتى يصير ايمانك بالغيب كايمانك بالمشاهد بالعين وهذا هو حقيقة مقام الاحسان يعني ان تنور القلب بالايمان ونفوذ بصيرته في المعرفة حتى يستوي الغيب والعيان هذه هي المرتبة التي يقصد الوصول اليها الاحسان ثم قال والثاني مقام مراقبة وهو ان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله اياه اي ان الله يشاهده واطلاع عليه وقربه منه فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى. لان استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله وارادته بالعمل. فالمقام الاول يشاهد فيه العبد اثار صفات الله سبحانه وتعالى. والمقام الثاني العبد ان الله سبحانه وتعالى رقيب عليه. وهذا المقام اقل من المقام الاول لان المقام الاول يحتاج الى معرفة كاملة بالله وبامره وباسمائه وصفاته حتى يشهدها العبد شهودا تاما. واما المقام الثاني فانه يكفي العبد فيه ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى مراقب له مطلع عليه باعماله. ثم قال المصنف ويتفاوت اهل هذين المقامين بحسب قوة نفوذ المصائب يعني ان الناس في كل مقام من هذين المقامين تختلف مراتبهم. فاهل المرتبة الاولى وهم اهل مقام المشاهدة متفاوتون فيها الناس في درجاتهم بالمشاهدة فمنهم من له مشاهدة عظيمة ومنه من دون ذلك والعبد في نفسه تقوى مشاهدته تارة تضعف تارة اخرى ومن كملت مجاهدته تمت مشاهدته. فاذا كمل الانسان مجاهدته لنفسه في ما يرضي الله سبحانه وتعالى فانها تكمل مشاهدته. ومن الناس من يضعف على هذه المشاهدة ولكنه لا يضعف عن استحضار ان الله سبحانه وتعالى رقيب عليه مطلع عليه وانه قريب منه لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافيه. واذا كان ابن القيم رحمه الله تعالى اعتذر في بعض كلامه في مدارج السالكين وفي الطريق الهجرتين عن الافصاح عن هذه المقامات لعزوب اللسان عن الوفاء بحقائق الوجدان مع ما كان يجد رحمه الله تعالى من كمالاتها فان امثالنا احوج الى الاعتذار عن بيان هذه المقامات ببيان اللسان فان الانسان يرى محله من التلطف بالذنوب والمعاصي وقلة الطاعات كمل ايمانه وقوي ايقانه وجدت من حلاوة كلامه في بيان الايمان في الاحسان ومراتب اهله وما فيهم واعمالهم ما لا تجده في كلام غيره. وهذا يؤنسه من قرأ كلام السلف رحمهم الله تعالى. ثم من طالع كلام المخلصين من عباد الله سبحانه وتعالى ممن حظي بهذه المقامات ككلام ابي العباس ابن تيمية او تلميذه ابن القيم او حفيده بالتلمذة ابن فرج ابن رجب رحمهم الله في اخرين من علماء الاسلام. فكلام اولئك انفع واشمل النفوس. واعلى من كلام اولئك كلام الله سبحانه وتعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وقل ما رأيت رجلا فتح عليه في باب العلم الا وندم في اخر حياته على تفريطه في الاعتناء بكلام او كلام النبي صلى الله عليه وسلم. فانه في كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ندمه على عدم افراغ عمره لفهم كلام الله سبحانه تعالى. واتفق كذلك هذا الامر للعلامة الفراهي وهو من متأخري المفسرين من اهل الهند من اشهر مفسر المتأخرين واحسنهم فهما بالقرآن وله مدرسة عظيمة في فهم القرآن فانه ندم على عدم تزجيته ما مضى من عمره في فهم القرآن والعلامة الشنقيطي نقل في حجه الاخير انه ندم على عدم عنايته بفهم السنة كما اعتنى بفهم القرآن. فينبغي ان يطلب الانسان الدواء من الكتاب والسنة بامعان النظر في فهم كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ويستعين بكلام العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير كلام الله وشرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستقلن بنفسه ولا سيما في باب الاحسان بفهم هذه المدارك والمطالب فان النفوس لها وساوس وربما زينت في باب الاحسان للانسان اشياء يظنها مما يترقى بها وهو في الحقيقة يتردى بها. وهذا وقع لجماعة من من عجل عن فهم كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بفهوم السلف وكلام السلف فاوجد طريقة او حقيقة في هذا الباب اتبعها فلم تزل تلك الطريقة تبعد وتبعد شيئا فشيئا حتى الت الى ما الت اليه فان مبتدأ التصوف مثلا كان طلب الزهد الدنيا ثم شطت اقدام اهله بافهامهم حتى تولد من ذلك الانسلاخ من الدين عند جماعة من اهل الحلول والاتحاد مما انقلبت عند بعضهم المحرمات الى مباحات. وهذا لا يوجد في المتأخرين بل في اهل زماننا من من لا زال على هذه طريقة ممن يظن ان باب الاحسان يوصله الى هذه المرتبة التي يكون بها الحرام مباحا حتى تنقلب كل المحرمات الشرعية الى مباحات عنده وهذا كله من الضلال في باب الاحسان. والناس صاروا يستخفون الضلال في باب الاحسان. ويسمون ذلك ترقية ايمانية وتربية ايمانية وهداية نورانية فاذا فحصتها على ميزان الكتاب والسنة وجدتها انها الاعيب شيطانية. وهذا واقع ظاهر في بعض الناس الذين صاروا يفعلون شيئا من الاعمال يقولون رأينا رؤى يؤمر بها ان نفعل كذا وكذا وان الانسان يستفيد في ايمانه من فعل هذا الشيء وهو شيء لم يأتي بالكتاب ولا في السنة او يرتبون لهم اوضاعا في تهذيب نفوسهم وتزكيتها لم تأتي في الكتاب والسنة ويظنون ان ذلك تربية ايمانية ويسمونها بهذا الاسم. واذا اردت التربية الايمانية او التزكية الايمانية على الاصح لغة شرعا او الصحيح لغة او شرعا فانظر الى ما في كتاب الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. ففيهما ما يكفينا وما ضل الناس الا بالزهد في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. وقديما قال ابو زرعة الرازي من لم يعظه الكتاب والسنة فلا وعظه الله انتهى كلامه. ومن لم يزكه القرآن والسنة فلا زكاه الله. فان الذي يطلب تزكية باوضاع يرى انها تقربه الى الدين يقع في الظلال كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في كلام الله ان من اعتقد ان شيئا من الاقوال او الاعمال تنفع الناس ايمانهم اكثر مما جاء في الكتاب والسنة فهو على طريق ضلال. هذا ميزان عظيم ينبغي ان يستوضحه طالب العلم. ولا يكون طالب العلم ممن يدهده مع الناس كيفما مشت بهم خيلهم بل يميز الطرائق التي تتسلل اليهم. واذا اردت صدق كلامي ولا اكون مبالغا فانظر الى الرسائل التي تأتيك على جوالك وكم فيها من اعمال واقوال لم يأت بها الشرع. فان احد هذه الرسائل مما سمعت ان كاتبا كتب الى اخر يقول له اقرأ هذه الرسالة وابحث عن الخطأ فيها ثم كتب له بسم الله الرحمن الرحيم كتب سورة الاخلاص ثم قال اقرأ مرة ثانية وكتب سورة الاخلاص ثم قال اقرأ مرة ثانية ثم قرأ سورة الاخلاص ثم بعد ذلك قال الان قرأت القرآن كاملا لان قل هو الله احد من القرآن فاذكروا قد قرأت القرآن. فلما سمعت هذا الرجل يقرأ الرسالة عليه قلت اين النية؟ اين النية؟ هو هذه الرسالة لكن اين نية قراءة قل هو الله احد؟ هو يبحث الان عن الخطأ. وهذا من اقل الرسائل التي فيها اشياء تخالف مقتضى الايمان ومدارس الاحسان عند اهل السنة والجماعة فلا ينبغي ان يكون طالب العلم غير مميز لما يكون من حوله بل طالب العلم ينبغي له ان يستوضح كل شيء بالدليل والبرهان ولا يكون امعة يتبع الناس كيفما قالوا وربما تكلم الناس باشياء عظيمة في الدين ثم تجد من ينتسب الى العلم يجعل هذه الاشياء من الدين ثم تخرج الناشئة فتقول ان الشيخ فلان قال كذا والشيخ فلان قال كذا. لا حجة بعد الكتاب والسنة. والحي لا تؤمن عليه الفتنة وانما الحجة في القرآن والسنن والاثار وما كان عليه العلماء. اما ما يستحدثه الناس يقولون تبعا للشيخ فلان تبعا للشيخ فلان. ونحن سألنا الشيخ فلان قال لا بأس بهذا الشيء يرسمون صورة يضعون فيها نار في الجهة ويضعون خضرة في الشيء الثاني ويجعلونها في المساجد ويقولون يتعظ بها الناس طريق الجنة وطريق النار ثم يقول ان الشيخ فلان زكاها فكان ماذا؟ ان الشيخ فلان زكاها العبرة هل هذا وصف النار؟ وهل هذا وصف الجنة الذي جاء في القرآن والسنة؟ هل كان هذا مما كان طريقة السلف رحمهم الله تعالى؟ الجواب لا. اذا لا عبرة في قول احد ولا بفعل احد. فطالب العلم ينبغي له ان يميز في هذه المقامات مقام الايمان ومقام مقام الاسلام ولا يكون امعة يأخذ دينه كيف اتفق تارة يأخذون من الجرائد وتارة من المجلات وتارة المواقع الانترنت ثم بعد ذلك يسمون هذا ايمانية او غيرها من التسميات التي لها حقائق شرعية ولكن ما يذكر فيها ليس من ضمن الحقائق الشرعية ينبغي ان يكون الانسان في هذا وهو باب الاحسان خاصة على طريقة السلف وان يقتدي بمن مضى وكنا فيما نرى وفيما رأيتم انتم نرى من من اهل العلم والفضل من لهم من مراتب الاحسان ما اذا رآه الانسان مرة واحدة عملا في قلبه الافاعيل ويسمع كلاما كثيرا في محاضرة علمية ثم لا يحدث فيه شيئا لان العبرة بالفعل اضعاف العبرة بالقول. فكان من العلماء ومن المصلحين من اهل الخير من اهل الاحسان ما يزيدك احسان الله سبحانه وتعالى احد العلماء الصالحين من الاحياء الان خرج بعد درسه واراد احد تلاميذه ان ان يوصله معه فلما ركب معه قال نريد ان ان نمر هنا بعض المحادث فدخل الى محل تجاري وهذا الرجل يا اخوان قد جاوز الثمانين فمر الى محل تجاري واخذ اشياء ثم اخذها وركبها في سيارة هذا الرجل ثم مر بيوتات معينة في المدينة التي هو فيها يضع عندها شيء ويطرق الباب ويمشي هذا الشيء لا يعلمه الا واحد او اثنين عن هذا الرجل لكن هؤلاء هم اهل الاحسان هؤلاء هم اهل الاحسان الذين بهم النفوس وتسكن القلوب فالجلوس اليهم خير وانفع من الجلوس الى امثالنا. والتفريط في الجلوس الى العلماء الكبار والزهد فيهم. لان الناس لا يرون منهم واشياء يريدونها هم لا يسبب لطالب العلم ان يترك هؤلاء الجلوس الى هؤلاء ولو كان ما يقوله لك مما تعرفه يزيدك قرب من الله سبحانه وتعالى لذلك ذلك الرجل الامير لما رأى محمد بن واسع يرفع اصبعه يدعو الله عز وجل قال لا اصبع محمد الواسع احب الي من الف سيف هو اصبع يحرك دعاءك قال احب اليه من الف سنة. كذلك الانتفاع بكلمة واحدة في باب الاحسان من رجل عالم صالح شاب في العلم خير من ان تبحث على مقالات فلان وفلان وتقرأ في التربية الايمانية. دع عنك الاوراق وخذ العلم والدين على الرجال المعروفين به. فان علم الاوراق لا ينفع لكن العلم المأخوذ عن اهلهم هو افة الدين وهو الذي يبقى وهو الذي ينفع وهو الذي يثمر بالانسان القرب من الله سبحانه وتعالى. فلا يزهدنك في بهؤلاء والاجتماع بهم كون ما عندك من العلم هو ما عندهم حتى قال بعض السفهاء كيف تذهبون الى فلان؟ وانتم عندكم من العلم ما عنده وهذه من لانه يظن ان العلم مسائل وجاهد ان العلم حقائق وقرب من الله سبحانه وتعالى ان تذهب الى فلان قد تحفظ ما يحفظ او تزيد على على محفوظات لكن ليس قربك من الله سبحانه وتعالى وانت بنفسك اعرض كقربه من الله سبحانه وتعالى فيما يظهر من اعماله من كثرة قراءته للقرآن وادمانه الصيام وكثرة صدقاته واحسانه للطلبة في طول الجلوس اليهم وانت لا تجلس في في ما تجلس الى عشر معشار ما كان يجلس اولئك ينبغي ان يجتهد الانسان على التماس باب الاحسان من اهله. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحسن حالنا واحوال المسلمين. نعم. احسن الله اليكم سؤال ما هو ضد الايمان؟ الجواب ضد الايمان الكفر. وهو اصل له شعب كما ان الايمان اصل له شعب. وقد عرفت مما تقدم ان اصل الايمان هو التصديق الاذعاني المستلزم الانقياد بالطاعة. فالكفر اصل الجحود والعناد المستلزم الاستكبار والعصيان. فالطاعة كلها من شعب الايمان وقد سمي في النصوص كثير منها ايمان كما قدمنا. والمعاصي كلها من شعب الكفر. وقد سمي في اوصي الكثير منها كفرا كما سيأتي. فاذا عرفت هذا عرفت ان الكفر كفران كفر اكبر يخرج من الايمان بالكلية. وهو الكفر الاعتقاد قضي ينافي لقول القلب وعمله او لاحدهما وكفر اصغر ينافي كمال الايمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان مراتب الدين شرع في مطلب جديد وهو بيان ما يضاد الايمان وينقضه. او ينقصه. واستفتح ذلك بقوله سائلا ما هو ضد الايمان ثم اجاب عنه بقوله بد الايمان الكفر. وهو اصل له شعب الى اخر ما قال ولم يبين حقيقة هذا الضد فلم يبين رحمه الله تعالى ما هو الكفر وتقدم ان الكفر سلاحا وشرعا كفر صلاة اصطلاح ولا شرح؟ شرعا ان الكفر شرعا هو ستر الايمان. ستر اصل الايمان او كماله. يعني ستر اصل الايمان او كماله. هذه هي الحقيقة الشرعية للكفر. فاذا ستر اصل الايمان او كماله يكون وقع العبد بالكفر فان كان اصله فله حكم وان كان كماله فله حكم كما سيأتي. وبين المصنف في جوابه ان الكفر له شعب كما ان الايمان له شعب. ثم بين ان اصل الايمان هو التصديق الاذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة. يعني التصديق الجازم في القلب فهو اصل الايمان الذي ينشأ منه ما بعده. واطلاق كون اصل الايمان التصديق فيه نظر وان كما ينبغي ان يقرن بما يدل على الجزم. اشار الى ذلك ابو العباس ابن تيمية الحديث في كتاب الايمان. فلابد ان يقال التصديق الجازم فهو ليس تصديقا عابرا بل تصديق جازم مستقر له اصله الثابت في النفس وتبدو منه اثاره. واذا كان كذلك الكفر اصله الجحود والعناد المستلزم الاستكبار والعصيان. ثم قال فالطاعات كلها من شعب الايمان والمعاصي كلها من شعب الكفر. لكن لها درجات فكما ان شعب الايمان في التفاوت فكذلك شعب الكفر تتفاوت. ثم قال المصنف فاذا عرفت هذا عرفت ان الكفر كفرا احدهما كفر يخرج من الايمان بالكلية وهو كفر الاعتقادي المنافي لكفر القلب وعمله او لاحدهما. وكفر اصغر ينافي كمال الايمان مطلقة وهو الكفر العملي الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك. وهذه احدى مقاصد قسمة الكفر في واحد من العبارات فان الكفر يقسم باعتبارات عدة كما ان الايمان يقسم باعتبارات عدة. وهذا المأخذ المذكور هنا يتعلق ببيان قسمة الكفر باعتبار قدره فالكفر باعتبار قدره ينقسم الى قسم احدهما كفر اكبر والثاني كفر اصغر. والكفر الاكبر هو ايش؟ حده شرعا ستر اصله. ستر اصل الايمان. واما الكفر الاصغر فحده شرعا ستر كمال الايمان. ستر كمال الايمان. هذه حدود كلها شرعية. وان لم توجد في كتب المتأخرين. لكنها دل عليها الشرع واللسان العرب. فاما النوع الاول وهو الكفر الاكبر الذي هو حقيقته ستر اصل الايمان فهو يخرج من الايمان بالكلية. وهو الكفر الاعتقادي نريد بقوله وهو الكفر الاعتقادي يعني في اصله. المنافي لقول القلب وعمله او لاحدهما. ثم قال وكفر اصغر ينافي كمال الايمان ولا ينافي مطلقة وهو الكفر العملي. يعني في صورته. يعني في صورته. والفرق بينهما ان كفر الاعتقاد في اصله مخرج من المنة وان كانت صورته الظاهرة عمى. كما سيأتي في كلام المصنف من السجود الصنم او الاستهانة بكتاب الله او سر الرسول صلى الله عليه وسلم او الحجر في الدين. هذه في صورتها عملية. لكن في اصلها هي اعتقادية واما ما سماه بالكفر العملي فانه في المقصود في صورته الظاهرة هو كفر عملي ولا يرجع على اصل الايمان بالابطال لان اصل الايمان وهو الاعتقاد المقترن بالتصديق الجازم موجود ولكن وجد من العمل ما حصل به ستر كمال الايمان. نعم. احسن الله اليك. سؤال بيني كيفية منافاة الكفر لاعتقادي للايمان بالكلية. وفصل لي ما في ازالته اياه. جواب قد قدمنا لك ان الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح فقول القلب هو التصديق وقول اللسان هو التكلم بكلمة الاسلام. وعمل القلب هو النية والاخلاص وعمل الجوارح والانقياد من الطاعات فاذا زادت جميع هذه الاربعة قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح زاد الايمان بالكلية. واذا زالت القلب لم تنفع البقية فان تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة. وذلك كمن كذب باسماء الله وصفاته او باي شيء مما ارسل الله به رسله وانزل به كتبه. وانزال عمل القلب مع اعتقاد الصدق. فاهل السنة مجمعون على وايماني كله بزواله وانه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته. وانقياده كما لم ينفع ابليس وفرعون عونه وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم. بل ويقرون به سرا وجهرا. ويقول ليس بكذاب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا طلب فيه بيانته منافاة الكفر لاعتقاد للايمان بالكلية مع التفصيل. فبين انه قد تقدم ان الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. ثم بين قول القلب فقال فقول القلب هو التصديق. وذكر التصديق كما سبق لابد من قرنه بالجزم يخرج التصديق غير المستقر. وتقدم ايضا ان القول بان قول القلب هو اعتقاده واقراره اولى من على معنى التصديق لما فيه من الاجمال. ثم قال وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الاسلام وعمل القلب وهو النية والاخلاص وعمل الجوارح والاكثار بجميع الطاعات ثم قال فاذا زالت جميع هذه الاربعة قول القلي وعمله وقول الانسان وعمل الجوارح زال الايمان كله بالكلية اذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية. فلو كان الانسان له عمل لكن دون تصديق قلب جازم لم ينفعه ما بقي. قال فان تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة. يعني شرط في اعتقاد الامر بتلك الاقوال والاعمال وكونها وذلك كمن كذب باسماء الله وصفاته او باي شيء مما اوصى الله به رسله وانزل به كتبه فانه يزول بزوال هذا التصديق القلب يزول عنه الايمان ثم قال وان زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فاهل السنة مجمعون على زوال الايمان كله بزواله ومثل ذلك زوال عمل الجواد فاذا زال العمل من الانسان فانه ولو قال انني مصدق وانني مؤمن فاهل السنة مجمعون على زوال الايمان كله بزواله لان العمل من جملة حقيقة الامام فليس العمل خارجا عن هذه الحقيقة ولا يوجد ايمان بلا عمل كما دل عليه الكتاب والسنة وانعقد عليه الاجماع. ولا ينفع دعوى التصديق فان الانسان الذي يزعم انه مصدق ثم يبقى دهره لا يركع لله ركعة ولا يصلي ولا يزكي ولا غير ذلك من الاعمال الصالحة فانه بدعواه وهذه حال من ادعى التصديق ولم يأتي بما يوجبه ذلك التصديق فلا ينفعه كما لم ينفع ابليس وفرعون وقومه والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به. فكذلك من يزعم انه مصدق ثم لا يمتثل ما يدعوه اليه الايمان هو نظيرهم في زوال الايمان عنه. وهذه المسألة مما اغمضها دخول الاصطلاح والمواضعات فيها حتى صارت مسألة غامضة على الناس. واذا قرأ الانسان كلام الائمة القدامى في بيانها كالمذكور في كتاب الابانة لابن بطة او كتاب السنة للالكاء صارت له المسألة واضحة تعب الناس وشغبوا على انفسهم وخرجوا من السنة الى الارجاع او الى ضده لانهم هجروا كلام الاوائل. وسبق ان اقرأنا بحمد الله ما يتعلق بهذا من كتاب الكبرى في ضمن برنامج منتخب الابواب والفصول الماضي فلا بد من مراجعته لاحسان فهم هذه المسألة فانها مسألة عظيمة غمضت فيها الناس وعزبت على افهامهم باخرة واوجدوا مواضعات اصطلاحية فرقتهم وجعلت اهل السنة اقساما ينسب احدهم وينسب احدهم الى الخارجية وصار من هؤلاء وهؤلاء من ينسب اشياء الى السنة والجماعة والسلف فهي ليست طريقة اهل السنة الجماعة والسلف وربما كانت مسألة من المسائل التي اختلف فيها السلف ولم يحكموا على المخالف فيها بكونه مرجأ او كونه خارجيا ثم صار المتأخرون ينسبون هذه المسألة مسألة مميزة مفرقة فمن وافق فيها هذا القول فهو سني ومن خالف هذا القول فهو عند اولئك مرجون او عند هؤلاء خارجي وماتت البرية الا من الاخذ بزلة عالم او التشاغل بكلام من دون اما من يذهب الى العلماء الكبار فينظر الى اجتماعهم وما زال فيه واحد منهم يتركه ولا يتشاغل بكلام غيره غيرهم فانه لا تصير هذه المسألة مشوشة عليه وليحذر طالب العلم المسائل الطبولية التي تخرج بين الفينة والبينة يكون مبدأها زلة عالم او تشاغل من من اهل العلم الكامل به حتى يتكلم في مسائله فيشغب عن الناس فينقسم الناس الى فريقين مادح وقادح بل اذا عجت عجاجتها امتل الناس اليها ينبغي الا يرجى الانسان نفسه فيها بل ينظر الى طريقة العلماء الكبار وما تكلم به العلماء الكبار ثم يأخذ به والعلماء الكبار المقصود بهم الراسخون في العلم مع كبر السن فالراسخ في العلم المشهود له ولو لم يكن في هيئة او لجنة منسوبة الى الكبر اما ان الانسان يستفيد من علمه واذا انفرد واحد بقول فان الدين اعظم من ان يتبع فيه الانسان انفراد واحد بل كن مع الجماعة ارحم لك واسهم عند ربك سبحانه وتعالى ولا تكونن منضويا في حزب هؤلاء ولا حزب هؤلاء حتى لا يضيع دينك فان مبادئ المسائل العلمية ان يكون الناس في دعواهم منتصرين لها ثم ينقلب الامر الى ان يكونوا منتصرين لاشياخهم ومن يحبون ويزعمون ان ذلك تعصبا وهو في الحقيقة تعصب لفولان او فلان وافراغ النفس من ذلك عزيز. لكن مع المجاهدة تكن للانسان الحال. نعم احسن الله اليكم سؤال كم اقسام الكفر الاكبر المخرجين من الملة؟ جواب علم مما قدمناه انه اربعة اقسام كفر جهل وتكذيب وكفر جحود وكفر عناد واستكبار وكفر نفاق. سؤال ما هو كفر الجهل والتكذيب؟ جوابه كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الامم الذين قال الله تعالى فيهم الذين كذبوا بالكتاب وبما ما به رجولنا فسوف يعلمون. وقال تعالى واعلم عن الجاهلين وقال تعالى ويوم نحشر من كل امة مجا ممن يكذب باياتنا فهم ينزعون. حتى اذا جاءوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما امد كنتم تعملون. الايات وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله الايات وغيرها سؤال ما هو كفر الجحود؟ الجواب هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومع وظيفته باطنة ككفر فرعون وقومه بموسى وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه وجعلوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وقال تعالى في اليهود فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به. وقال وتعالى وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون. سؤال ما هو كفر العناد والاستكبار؟ جواب هو ما كان انقياد للحق مع الاقرار به ككفر ابليس يقول الله تعالى فيه الا اني سابى واستكبر وكان من الكافرين. وهو يمكنه جحود امر الله في السجود ولا انكاره. وانما اعترض عليه وطعن في حكمة الامر به وعدله. وقال ااسجد لمن خلق رضينا وقال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقت من طين سؤال ما هو كفر النفاق؟ الجواب هو من كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا اول رعاة الناس ككفر من سلول وحزبه. والذين قال الله تعالى فيهم ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنون يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله ورضا ولهم عذاب اليم مما كانوا يكذبون الى قوله ان الله على كل شيء قدير. وغيرها من الايات. يرى المصنف رحمه الله تعالى هنا مسألة عظيمة من مسائل الايمان وهي بيان حقيقة اقسام ضده وهو الكفر الاكبر. لان الكفر الاكبر كما سبق هو ستر اصل الايمان وبه يخرج العبد من الملة. قد جعله المصنف رحمه الله تعالى اربعة اقسام. فالاول كفر جهل وتكثيب والثاني جحود والتاجور عناد واستكبار. والرابع كفر نفاق. وهذه طريقته في هذا الكتاب وفي معارج القبول. اما ابن القيم رحمه الله تعالى فان زاد ثالثا وهو كفر الشك في مدارج السالكين. وعد بعض اشياخنا هذه الاقزام ستة بقسمة كفر الجهل والتكذيب الى واحد وزيادة كفر الشك فتكون ستة بل من قول في كلام اهل العلم من اهل السنة والجماعة في قسمة الكفر الاكبر منه من قسمهم اربعة اقسام ومنهم من قسمهم خمسة اقسام ومنهم من قسمه ستة اقسام ومنهم من وافق في القسمة وخالف في المقسوم فتجده يذكر ان الكفر اربعة اقسام ثم واحدا من هذه الاربعة المعدودة عند المصنف ويعد عوضا عنه كفرا الدعوة او الدعاء. كما وقع في كلام بعض ائمة الدعوة النجدية في الدرر الثنية وانما اختلفت طرائق اهل العلم رحمهم الله تعالى في قسمة الكفر الاكبر لانهم لم الحصر وانما ارادوا بيان الاصول. فاصول الكفر الاكبر عند جماعة اربعة وعند جماعة خمسة وعند جماعة ستة. واضح واضح المسألة انهم ارادوا اصول ما يرجع اليه الكفر الاكبر فاختلفوا في عدها ولم يريدوا الحصر. فلا يأتين احد فيقول ان بينهم اضطراب بل اختلف عدهم لاختلافهم في عد ما يكون اصلا يرجع اليه الكفر وهذا امر نسبي يختلف من احد الى احد واحسن المآخذ في قسمة الكفر الاكبر ان ينظر الى مقابلها مما يتعلق بالايمان. ما هو مقابلها ما يتعلق بالايمان اليس الكفر ضد اللي ايش؟ الايمان. فالايمان على ماذا يقول؟ لا هذي حقيقته ثقته لكن ما يبدر من العبد حتى يقوم عليه ايمانه. ها؟ غير الاركان ايش؟ الاركان هذي حقيقة الشيء لكن الذي يصح به الشيء الصلاة حقيقتها اقوال وافعال لكن لها شيء خارج عنها ما يسمى شروط الصلاة لان في صحبها. فكذلك الايمان هناك ما يقوم عليه من ما يصح به مما يسمى شروط لا اله الا الله التي هي في الحقيقة للايمان شروط لا اله الا الله. فالذي يريد ان يستخرج انواع الكفر الاكبر ينبغي ان يلاحظ هذه الشروط التي ايش شروط للايمان وهي شروط لا اله الا الله المذكورة في قول الشاعر علم يقين ايش؟ واخلاص وصدق كمع محبة والقبول لها فتكون اقسام الكفر الاكبر التي هي اصوله التي يرجع اليها كم؟ سبع. الاول كفر العلم وش يقدر يقابله؟ احسنت. كفر الجهل والثاني كفر اليقين احسنت كفر الشك ثالث اخلاص شو يقابله؟ كفر النفاق. الرابع الصدق. ويقابله كفر التكليف. والخامس المحبة المقابلة كفر البغض والكراهة وهذا ذكر بعض ائمة الدعوة النجدية هو السابع القبول ويقابل الكفر اعراض والسابع الانقياد ويقاوم الكفر العناد والاستكبار. فهذه القسمة السباعية هي اصح مأخذا. واظهر متعلقا من غيرها من القسم التي ذكرها اهل العلم وهم يريدون فيما بان لهم اصول اقسام الكفر الاكبر التي يرجع اليها لكن عند التدبر تجد انه تعلقها ما يثبت به الايمان من شروطه وهي شروط لا اله الا الله كما ان هذه الشروط هي شروط ايش؟ شروط لا اله الا الله وشروط ايش شروط ان محمدا رسول الله من ذكر هذا؟ وين؟ في هذا الكتاب ايش رأيكم؟ هذه المسألة ذكرها وين ها؟ في هذا الكتاب وفي كتاب اخر او ضحى بيانا تاما في كتاب مفتاح السلام مفتاح السلام الذي ببرنامج الدرس الواحد وهو من احسن الكتب في بيان شروط لا اله الا الله مفتاح السلام في شروط كلمة الاسلام. وهذه المسألة من المسائل التي يجهلها كثير من الناس. فاذا قلت لاحدهم ما شروط ان محمدا رسول الله؟ قال ليس لها شروط. شروط ان لا اله الا الله. وهذا كلام قد قيل ليس كلاما من نفس الخيال هل هذا قد قيل في احدى المحاسن واهل العلم نصوا ومنهم الشيخ حافظ على ان شروط لا اله الا الله هو شروط ان محمد رسول الله فتكون هي شروط الايمان ويكون مخرج الكفر الاكبر في اقسام العظمى من هذه الشروط كما بيناه وهي مسألة عزيزة من مسائل الايمان والكفر مما يضعف العناية به حتى وقع الناس في جهل وغلط في الكلام في اصوله وفروعه. ثم اورد المصنف اسئلة اربعة تتعلق ببيان الانواع الاربعة التي عدها فعرظ السؤال الاول فقال ما هو كفر الجهل والتكذيب؟ ثم اجاب عنه هو ما كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار من قريش والمذكور والمراد ما تعلق بنفي العلم او نفي الصدق لان الجهل يقابله العلم والتكذيب يقابله التصديق او الصدق. واورد المصنف رحمه الله تعالى ايات تدل على حدوث الكفر به. كما قال تعالى الذين كذبوا الكتاب وبما ارسلنا به. وقال في الاية الاخيرة بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. وهذا كفر الجهل. ثم اورد السؤال وهو قوله ما هو كفر الجحود؟ والمراد به كفر الاعراض. ومرجعه الى عدم القبول كما قال المصنف ما كان بكتمان حق عدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفة باطنه. وهذه العبارة لا يكون بها الوضوح لا سيما مع قوله رحمه الله في كفر العناد هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الافراد به. فذكر الانقياد بالمسألتين والصحيح ان كفر الجحود هو عدم القبول وكفر العناد والاستكبار هو عدم الانقياد. ان كفر الجحود هو عدم القبول وكفر العناد هو عدم الانقياد والفرق بين القبول والانقياد بيناه في شرح مفتاح السلام وهذا الكتاب والايضاح عليه مهم جدا لابد ان يستحضره عدة مرات بسماعه فبينا الفرق بينهما ثم ذكرا من كفر الجحود كفر فرعون وقومه كفر اليهود بمحمد صلى الله عليه فانهم كانوا يعفون الحق ولكنهم اعرضوا عنه. ثم ذكر السؤال الثالث من هذه الاسئلة اربعة وهو طول العناد والاستكبار ثم بينه بانه ما كان بعدم الانقياد عن اقرار وذكرنا ان الانقياد هو متعلق هذا الباب فكفر عناد الاستغفار هو عدم الانقياد ككفر ابليس الذي ابى واستكبر الى اخر ما قال رحمه الله تعالى ثم اول السؤال الاخير فقال ما هو كفر النفاق؟ ثم بين انه ما كان بعدم التفسير للغرب وعمله مع الانقياد ظاهرا للنفس وهذا كما سبق هو عدم الاخلاص فكفر النفاق هو عدم الاخلاص قال كفر ابن سلول وحزبه والذين قال الله تعالى فيهم ومن الناس من يقولوا امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين الى اخر ما ذكر الله سبحانه وتعالى عن احوال المنافقين. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما هو الذي لا يخرج من الملة جواب هو كل معصية اطلق عليه الشارع اسم الكفر مع مقاييس الايمان على عامله. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وقوله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فاطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا انه كفر. وسمى من يفعل ذلك كفارا مع قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. الى قوله انما المؤمنون اخوة يصبحون بين اخويكم اثبت الله تعالى لهم الايمان واخوة الايمان ولم ينفي عنهم شيئا من ذلك. وقال تعالى في القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. فاثبت تعالى له اخوة الاسلام ولم ينكها عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. والتوبة معروضة بعد. زاد في رواية ولا يقتل وهو مؤمن. وفي رواية ولا نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم. الحديث في الصحيحين مع حديث ابي ذر فيهما ايضا قال صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة. قلت وان وان سرق قال وان زنا وان سرق ثلاثا ثم قال الرابعة على رغم انف ابي ذر فهذا يدل على انه لم ينفعني والسارق والشارب والقاتل مطلق الايمان بالكلية مع التوحيد. فانه لو اراد ذلك لم يخبر بان من مات على لا اله الا الله دخل الجنة وان فعل تلك المعاصي فلن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة انما اراد بذلك نقص الايمان ونفيك مالك وانما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله اياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها. بل يكفر اعتقاد حلها وان لم يفعلها. والله سبحانه وتعالى اعلم. لما بلغ المصنف رحمه الله تعالى ببيان اقسام الكفر الاكبر اعتقادي معه بسؤال يتعلق ببيان الكفر الاصغر وهو العملي الذي لا يخرج من الملة ثم اجاب عنه بقوله هو كل معصية اطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الايمان على عامله. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي يضرب بعضكم رقاب بعض وقوله في الحديث الاخر وكلاوي في الصحيح وقتاله كفر فاطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا انه كفر ثم من يفعل ذلك كفارا ثم اورد الاية الدالة على ذلك. وهذا الحد الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى للكفر العملي هو على وجه التقريب اما على وجه التحقيق فان الكفر العملي هو ستر كمال الايمان. فكل ما كان المستور فيه كمال فانه كفر عملي اما الكفر والاعتقادي فهو ستر اصل الايمان وانواع كفر كمال الايمان كثيرة منها ما ورد المصنف رحمه الله تعالى هؤلاء الايات ثم في الحديث الاخر لا يجوز زاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسلب السارق حين يسلب وهو مؤمن الى اخر الحديث ثم قال فهذا يدل على انه لم ينفي عن والسارق والشارب والقاتل مطلق الايمان مع التوحيد. مع انه جعل القتال كفرا لكن لما لم يسلك عن القاتل مطلق الايمان اسوة بالزاني والسارق والشارب. علم يعني الخمر علم ان ما هو فيه من الكفر انه كفر اصغر لا يخرج من المنده وهذا الذي اراده المصنف في قوله وانما اراد بذلك نقص الايمان ونفي كماله وانما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله اي ان تلك المعاصي الموبقة مما هي كفر اصغر لا تكفر الكفر الاكبر بمجرد الفعل. بل اذا ضم اليها الاعتقاد بالاستحلال باعتقاد كونها حلا وهو مستلزم لتكذيب للكتاب والرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمها فهو كافر باعتقاد حلها سواء على لو لم يفعلها وهذه دقيقة من دقائق باب الايمان وهي ان ما كان من الكفر الاصغر لا يكفر تكفيرا يخرج به العبد من الملة بنفسه وانما يكفر اذا ضم اليه اعتقاد الحلم. فمثلا من ما يدرج في المعاصي التي سميت بالكفر الاصغر قتال المسلمين. فمن شارك في قتال المسلمين او قتل مؤمنا وقع في كفر اصغر. لكن لا يكون خارجا من ملة بل هو من المسلمين الا ان يعتقد حل ذلك فان اعتقد حل ذلك رجع هذا الى اصل الايمان فابطله ونقضه فيكون كافرا باعتقاده. ولو لم يفعل فلو ان انسانا اعتقد حل الخمر او اعتقد حل الزنا وان لم يزني وان لم يشرب الخمر فانه كافر. لان الاعتقاد الذي انطوى عليه قلبه قد زعزع اصل الايمان هو التصديق الجازم المستقر في القلب فيزول بذلك الايمان بالكلية والاستحلال هو اعتقاد الحل ليس شيء سوى ذلك فاذا اعتقد الحلم يقال مستحل اما اذا فعل فلا يصح ان يقال مستحل فلو ان انسانا الخمر او اكل الربا او زنا فانه بفعله لا يكون مستحلا وانما الاستحلال هو اعتقاد الحل ومنها الغلب الظن بان العمل هو استحلال. وينشأ من ذلك القول بكفر هؤلاء فان من الناس من سهل الامر في الاستحلال فجعل الفعل استحلالا واحتاط لنفسه فقال ان الفعل الدائم المطلع دال على الاستحلال وهذا كلام لا ينفر في قوانين الشرع وقواعده فان اكثار الانسان من المعصية لا يدل على انه حلها فلو ان انسانا يشرب الخمر يصبح على الخمر ويمسي على الخمر ويصبح على الخمر ويمسي على الخمر ويصبح على الخمر ويمسي على الخمر مع قيامهم بما وقع له من الفرائض فهو يشرب الخمر ثم ينام ثم يستيقظ الظهر ويصلي صلاة الفجر قضاء يصلي الظهر ثم يصلي العصر ثم يصلي المغرب ثم يذهب الى الحانة وبعد المغرب ويشرب في الليل ثم بعد ذلك قبل الفجر ثم يصلي العشاء بزعمه قضاء ثم في الصباح نفس الشيء ثم على حاله هكذا في اكثر ايامه فهذا يكون كافر ام غير كافر ها ما الجواب؟ لانه لا يعتقد حله بل هو يعتقد انه محرم لكنه مدمن مدمن الخمر فهو عارض وفاسق فسقا عظيما. ولذلك كما يقال هذا في الحكم على الافراد يقال في الحكم على الحكومات والحكام. فان القول في الدين واحد لا يتغير متعلقه فادمان الحكومات المنسوبة الى الاسلام هداهم الله ما يخالف شرع الله لا يكون كفرا بنفسه لكن ان اعتقد فهو كفر فاذا فتحوا البنوك او الملاهي التي يكون فيها الخمر والزنا وغير ذلك هذا لا يكون كفرا بالفعل وانما بالاعتقاد اذا اعتقدوا حلها وانها مورد من موارد الاقتصادية والسياحية هذا كفر اكبر مخرج عن الملة وان زعموهم انهم مسلمين اما ان قالوا والله انها حرام ولكن ماذا نفعل؟ الاقتصاد العالمي او انها حرام ولكن السياحة ارتضت ذلك في احوال الناس فهم فساق عاصون المعصية فلا بد ان تجعل قاعدتك واحدة. اما الذي يفرط واذا كان الامر يتعلق بهؤلاء له حكم ويتعلق بهؤلاء له حكم لا ليس هذا في دين الله عز وجل انما هذا في الاهواء والاذواق والاراء النفسانية اما في الحقيقة الشرعية فالحقيقة الشرعية واحدة. انما كان كفرا لا يكفر فيه الانسان الا بالاستحلال قلب او كثر اذا اعتقد حله ولو لم يفعله فانه كافر اذا اعتقد الانسان حل الزنا او حل الخمر او غير ذلك من المحرمات المجمع عليها المقطوع بها ضرورة فان هذا كفر مخرج عن ملة الاسلام ولو لم يزني ولا شرب الخمر ولا اكل الربا. نعم. احسن الله اليك. سؤال اذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة الكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من كفر العمل فيما يظهر. فلما كان مخرجا من الدين وقد عرفت من الاصغر بالعمل جواب اعلم ان هذه الاربعة وما شاكلها ليس هي من الكهف العملي الا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح ما يظهر للناس ولكنها لا تقع الا مع ذهاب عمل القلب من نيته واخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك وان كانت عملية في الظاهر بينها مستلزمة من كفر اعتقادي ولابد ولم تكن هذه لتقع الا من منافق فارق او معاند مارد؟ وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على ان قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهم ما لم ينالوا الا ذلك مع قولهن لما سئلوا انما كنا نخوض ونلعب. قال الله تعالى قل ابالله واياته ورسله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. ونحن لم نعرض الكفر اصغر من عمله مطلقا بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الانقياد. ولم يناقض قول القلب ولا عمله. اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا عظيما واجاب عنه بجواب اعظم ولا سيما في اخر كلامه. فقال اذا قيل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب باب من القرآن وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك. كله من الكفر العملي فيما يظهر اي في صورته. فلما كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الاصفر بالعمل ثم اجاب عنه بقوله اعلم ان هذه الاربعة وما شاكلها اي ما كان من جنسها ليس هي من كفر العمل الا من جهة كونها رافعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس فهي في الصورة الظاهرة عمل. ولكنها لا تقع الا مع ذهاب عمل القلب من نيته واخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك. فتصديق القلب الباطن يزول بحدوث هذه الاعمال. فانه لا يتجرأ عليها ولا يبلغها الا من فرغ قلبه من اصل الايمان بالكلية بدلالة النصوص الشرعية لا بالاراء فان هذه الاشياء مما ثبت فيه انه كفر بنفسه مخرج من الملة فدل انه اذا اخرج عن الملة مع كون صورته عملية ان ذلك دال على ان الباطل قد زال ما فيه من الايمان ثم قال المصنف مبينا فهي وان كانت عملية في الظاهر فانها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا لان من الاعمال ما يكون مستلزما للكفر الاعتقادي ولابد فلا يصدر من العبد الا مع فراغ قلبه من الايمان. وهذه هي الاعمال التي ورد النص بزوال الايمان معها بالكلية مع كونها اعمالا ظاهرة. هذا ضابطها هي الاعمال التي ورد النص هي الاعمال التي ورد النص بزوال الايمان معها مع كونها عملية فهذه يعلم انها في الصورة عملية لكنها في الباطن مما اقترن بزوال اصل الايمان بالكلية كسب رب سبحانه وتعالى او سب الرسول صلى الله عليه وسلم او الاستهزاء بالله او باياته او برسوله فهذه اشياء عملية. دل القرآن على ان مخرجة لاصحابها من الايمان. فيقال حينئذ ان هؤلاء ما وقع منهم من كفر في صورته الظاهرة عمليا فانه للكفر الاعتقاد ولابد ثم قال المصنف ولم تكن هذه تقع الا من منافق مارق او معاند مارد بهذا ان الاعمال الكفرية الظاهرة نوعان ان الاعمال الكفرية الظاهرة نوعان ما يدل بصورته على زوال الاعتقاد الباطل. ما يدل بصورته على زوال الاعتقاد الباطل. مثل ايش؟ مثل سب ربنا سبحانه وتعالى او سب الرسول صلى الله عليه وسلم. او رمي القرآن في القاذورات او الاستهزاء بالله او باياته او برسوله. والثاني ما لا يستلزم زوال الاعتقاد الباطل وما لا يستلزم زوال الاعتقاد الباطن. مثل ايش؟ مثل ايش من الاعمال الكفرية الظاهرة. اعمال كفرية الظاهرة كقتال فقتال المسلمين هذا لا يستلزم زوال الباطل. اما السجود للصنم من الاول ام من الثاني؟ من الاول وليس من لانه لا يصدر السجود لغير الله عز وجل تعبدا الا من قلب قد فرغ من اصل الايمان. فاعمال الكفر فيها الى ما تقترن به من الدلالة والمنظور فيه بذلك الى النصوص الشرعية التي دلت على هذا او ذاك فان النصوص الشرعية دلت على ان ما كان من ذلك الجنس في سب الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم او السجود لغير الله تعبدا انه كفر اكبر مخرج من الملة مستلزم لزواج التصديق الباطل. واما الاعمال التي جاءت في ظاهرها مما سمي باسم الكفر كقتال المسلمين او غير ذلك من اعمال الكفر فانها لا يزول معها زوال الباطل. ومنها الاعمال ما يتنازعها هذا ويتنازعها هذا ويحتاج فيها الى نية تبين المقصود العبد هل هو ذو عقيدة يزول بها اصل الايمان ام ليس ذا عقيدة يزول بها اصل الايمان؟ ثم قال المصنف الله تعالى بعد ان ذكر ما وقع في غزوة تبوك قال كلاما عظيما. قال ونحن يعني اهل السنة لم نعرف الكفر الاصغر بالعمل مطلقا لا نريد عند ذكر الكثرة العملي ان نقول الكفر العملي مطلقا يعني اي كفر عملي لا وانما المقصود كفر عملي مخصوص قال بل بالعمل المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله. فما كان من هذا الجنس فهو كفر اصغر فيكون الكفر الاصغر هو الكفر العملي المحض. هذا هو الكفر الاصغر. الكفر العملي المحض. ويقصد بتمحيضه يعني تخليصه الذي لا لا يستلزم الاعتقاد ولا يناغم قول القلب او عمله. اما الكفر العملي مطلقا فقد يكون اكبر وقد يكون اصغر. فقد يكون اكبر وقد يكون اصغر ولاجل هذا الغموض لا ينبغي التعلق كثيرا بهذه المصطلحات لانها تغمض عن الناس فبعض الناس يقول الرسول صلى الله عليه وسلم او الله او غيره هذا كفر عملي وكفر عملي تقولون لا يخرج من الملة نقول هذا كفر عملي باعتبار صورته انه مطلق العمل يشمله لا نقصد به العمل الذي اراد به اهل السنة الذي يوجد معه بقاء الاعتقاد والايمان. اما تلك الاعمال التي في صورتها عملية لكن يزول معها الامام بالكلية فهذه حينئذ تكون من الكفر العملي الذي قارنه اعتقاد اوجب كفرا. كما لو ان شارب الخمر قال الخمر حلال شبه الخمر كفر ايش؟ عملي وقوله الخمر حلال اعتقادي فيجول به باطن ايش؟ يزول به باطنه يزول به الايمان لانه استحل والمقصود ان يقوله في حال افاقته يعني يقول في حال شكره يعني واحد سكران ويقول الخمر حلو والخمر حلال هذا ما ما يكفر لانه ليس متأهلا لذلك فلابد من معرفة مأخذ مسألته. ومثل ذلك المسائل التي تغمض في هذا الباب مما كان من هذا الجنس. مما يتناوبه الاصغر والاكبر فانه ينظر الى طلب استحلاله هل يستحلون؟ فاذا استحله فانه كافر خرج من الملة. نعم. احسن الله اليكم. سؤال الى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق. جواب ينقسم كل منهما الى قسمين اكبر وهو الكفر واصغر دون ذلك. لما فرغ المصلي رحمه الله تعالى من بيان ظد الايمان الاكبر اورد اضادا للايمان تارة تكون بمعنى الكفر الاكبر وتارة لا تكون المعنى وهي الظلم والفسوق والنفاق. فبين ان هذه الانواع من جهة قسمتها كذلك تنقسم الى قسمين اكبر هو الكفر واصغر هو دون ذلك فكما ان الكفر منه اكبر واصغر فكذلك الظلم منه اكبر واصغر والمفسوق منه اكبر واصغر والنفاق منه اصلا واكبر. نعم. احسن الله اليكم والمامتة لكل من الظلم الاكبر والاصغر؟ جواب مثال الظلم الاكبر ما ذكره الله تعالى في قوله ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك كيدا من الظالمين. وقوله تعالى ان الشرك عظيم وقوله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من ومثال الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتكم بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة. وتلك حدود الله. ومن يتعدى حدود والله لقد ظلم نفسه. وقوله تعالى ولا تمسكهن ضرارا لتعتدوا. ومن يفعل ذلك فقد ظلم انا بزاف سؤال ما مثال كل من فسوق الاكبر والاصغر؟ جواب مثال فسوق اكبر ما ذكره الله وتعالى بقوله ان المنافقين هم الفاسقون. وقوله تعالى الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه وقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهم كانوا قوم سوءهم فاسقين ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة. ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا. واولئك اولئك هم فيسبحون. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. روي انها نزلت في الوليد بن عقبة سؤال ما مثال كل من النفاق الاكبر والاصغر؟ الجواب مثال النفاق الاكبر ما قدمنا ذكره في الايات من صدر وقوله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. الى قوله ان المنافقين لدرك اسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. الايات وقوله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا اشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. وغير ذلك من ومن تاب النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واحاديث اربع منكن فيه كان منافقا. الحديث. لما بين المصنف رحمه الله تعالى السؤال المتقدم ان الظلم والفسوق والنفاق تقسم الى قسمين اكبر واصغر اسوة بالكفر اورث ثلاثة تتضمن بيان مثال لكل واحد من هذه الانواع الثلاثة وعدل المصنف رحمه الله تعالى عن بيان حقائق هذه الاشياء مع ان اللائقة ولا سيما في مقام التعليم بيان حقائقها حتى لا تلتمس على المتعلم او المتكلم في فنقدم قبل ذكرى حقائق هذه الامور ثم نرجع الى ما ذكره رحمه الله تعالى من المثل. فنقول اما الظلم شرعا فهو ايش؟ احسنت من ذكر هذا؟ طيب لو قال لك واحد تصرف في الغير ما الجواب؟ طيب. انت قرأت فيها شيء؟ ولا هذا حافظ من قبل ذكرناه؟ هي احسنت هذه مسألة ترى كبيرة جدا وفيها رسائل مصنفة لانه ينشأ منها مقالات المعتزلة وغيرهم في ابواب الاعتقاد هذه المسألة وهي حقيقة الظلم كبيرة ومن احسن من افاضة الكلام عليها ببيان طريقة اهل السنة والرد على المخالفين ابو العباس ابن تيمية في شرح حديث ابي ذر الغفاري يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وهي رسالة مفردة نافعة. وقول اهل السنة في بيان حقيقة الظلم ان الظلم شرعا هو الشيء في غير موضعه وضع الشيء بغير موضعه. وهو كما ذكر المصنف وغيره ينقسم الى نوعين احدهما الظلم الاكبر والثاني الظلم الاصغر. فالظلم الاكبر ايش؟ ايش يصير ضابط؟ وضع الشيء في موضعه مما يتعلق باصل الايمان ووضع الشيء في غير موضعه مما يتعلق باصل الايمان. ويكون الظلم الاصغر وضع اي بغير موضعه مما يتعلق بكمال الايمان. وذكر المصنف رحمه الله تعالى مثال الظلم الاول قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. هذا ظلم اكبر. وهو مخرج من الملة يتعلق باصل مال. ومنها الثاني ما ذكره الله سبحانه وتعالى في الطلاق في عدة سور مما يجري من الرجال على النساء فانه ظلم اصغر لانه وضع الشيء في غير موضعه مما ما يتعلق بكمال الايمان لان عدل الرجل مع زوجه من كمال الايمان ومن شعب الايمان. ثم في السؤال الذي يليه طلب مثالا عن الحجق الاكبر والاصغر. وكان حقيقة ان يقدم بيان حقيقة الفسوق. فالفسوق شرعا ايش؟ ايش الفسوق ها خروج عن طاعة الله من وين جبت هذا؟ هل ترى المسائل مهمة جدا وقد لا تجدونها الكتب لكن الشرع دل عليها الايمان مثلا لما قلنا الكفر هو ستر الايمان يدل عليه قوله تعالى ومن يكفر بايش؟ بالايمان قد يعني من يستر الايمان هذا يكون الكفر هو ستر الايمان اذا ستر اصله اكبر واذا ستر كما لا يصلح. كذلك هذه الاية قوله تعالى ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. هذي فيها بيان معنى الفسوق شرعا. ان الفسوق شرعا هو الخروج عن امر الله سبحانه تعالى هو الخروج عن امر الله سبحانه وتعالى. وهو قسمان احدهما الاكبر وهو الخروج عن امر الله سبحانه تعالى مما يتعلق باصل الايمان. والثاني الاصغر وهو الخروج عن امر الله تعالى مما يتعلق بكمال الايمان. ثم ورد المصنف رحمه الله تعالى مثالا على الاول في قوله تعالى الا ابليس كان من الجن فنسخ عن امر ربه واورد من المثال الثاني قوله تعالى ولا تقبل لهم شهادة ابدا في حق القذفة الذين يقذفون احدا في عرضه وكذلك في الاية الثانية ان جاءكم فاسق بنبأ تبينوا ثم قال المصنف روي انها نزلت للوليد ابن عقبة يعني ان الاية السابقة نزلت في الوريد بالعقبة وقوله روي اشارة الى الى ضعفها الى ضعفها. وسبق ان ذكرنا لكم في هذه الاية فائدة جليلة جدا. هذه الاية لماذا؟ وغير المجموع ذكر الله نقل الاجماع من ابي موسى ديني الحافظ رحمه الله تعالى. وهذا فرق بين المحدث الكامل وبين المحدث الذي يتعلق بجمع الطرق فقط. لان هذه القصة رويت في ظعيفة او واهية لكن اصلها ثابت في انعقاد الاجماع عند المفسرين انها نزلت في ولد عقبة نقله ابو موسى المديني فيدل ذلك على ثبوت اصل القصة. واما تفاصيلها التي وردت فلم يثبت منها شيء. فالسلامة ان يقال نزلت عقبة كما ثبت ذلك بالاجماع. واما تفاصيل القصة التي رويت فانه لا يثبت منها شيء. ثم بعد ذلك اورد الاخير وهو طلب مثالي على النفاق الاكبر والاصغر اورد مثالا على كل ولكنه لم يبين حقيقة النفاق الاكبر والاصغر. وذكرنا فيما ان النفاق شرعا ايش؟ اظهار الايمان وابطال الكفر. ايش رايكم؟ واقول قلبون. ها؟ وش يصير ضد الاخلاص وش الفرق بين الاسلام وقول اظهار الايمان؟ هو قال اظهار الايمان واظهار الكفر. تقول اظهار الاسلام وابطال الكفر تقول انه اظهار الاسلام اولى من اظهار فنقول اظهار الايمان. نحن هذا بحثنا فيه يا اخوان فيما سبق. الله سبحانه وتعالى نفى عن ناقص الايمان الايمان فقال للاعراب لا تقولوا امنا ولكن قولوا اسلمنا. اليس المنافقون اولى بفتيه عنهم وجعل في الاسلام دون الايمان الاولى ان يعبر كما قال الاخ ايش؟ اظهار الاسلام وابطال الكفر. اظهار الاسلام وابطال الكفر لان المنافق لا يظهر الايمان الامام مرتبة عالية اذا كان ناقص الايمان لم يصل اليها من الاعراب كيف يصل اليها هذا المنافق؟ وانما اظهار الاسلام وابطال الكفر ان اهل العلم سهلوا في التعبير في قولهم اظهار الايمان مع انهم لا يريدون الايمان وانما يريدون الاسلام متابعة لما جاء في كتاب الله عز من دعواهم فان الله عز وجل قال ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر. فدعواهم اظهار الايمان فسهلوا وقالوا اظهار الايمان واتقان الكفر لكن حقيقته ان النفاق هو اظهار الاسلام وابطال الكفر هذا هو الموافق للدلالة الشرعية والوضعية لغوية وحينئذ يكون النفاق الاكبر هو اظهار الاسلام وابطال الكفر مما يتعلق باصل الايمان وان النفاق الاصغر هو اظهار الاسلام وابطال الكون مما يتعلق بكمال الايمان. واورد المصنف مثلا عن الاول مثل قوله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. هذه الاية بالنفاق الاكبر ومثل قوله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك يا رسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون هذه من احوالنا ومن الثاني قوله صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخا واذا اؤتمن خانه وفي الحديث الاخر حديث عبد الله بن عوف في الصحيحين اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق. فهذه من اعمال النفاق التي هي من النفاق وهي تدل ايضا على ان النفاق فصال وشعب كما ان الكفر فصال وشعب. وهذه الجملة المتأخرة من على هذه الحقائق تنبهك الى اهمية استيضاح الحقائق الشرعية وفهمها كما وضعت لها في الشرع الايمان والكفر والظلم والنفاق وحقائق شرعية فلابد ان يكون الاعراب عنها بينا بما يوافق خطاب الشرع اما الكلام العائم فانه يولى المتعلم الحائر الكلام العائم يولد المتعلم الهائل. فتجد من الناس من يتكلم عن الايمان او عن الكفر او النفاق لكن لا يضعوا حدوده. ثم يخرج المتعلمون ويظنون انهم فهموا هذه الابواب ثم يجعلون الكلام فيها على غير مواقعهم. فيجعلون شيئا من الاكبر في الاصغر او شيئا من الاكبر لكن استيضاح الحقائق الشرعية يجعل ذلك بينا واضحا. وكان هذا عند الاوائل واضحا جليا. واستغنوا بالكتاب والسنة عن الكلام فلا تجد كلام للائمة الكبار القدامى من الصحابة والتابعين واتباعهم في ايضاح الكفر الاصغر والكفر الاكبر او النفاق الاصغر والنفاق الاكبر. لكن لما ضعفت بعض الناس احتيج الى بيانه فتكلم فيه من تكلم من اهل السنة. وهو يحتاج الى كمال بيان وحد على ما ذكرنا من ذلك. وكم الانسان بالتعاليب المصنفة في كتب الاعتقاد عند المتأخرين ليخرج بحقيقة شيء من هذه الحقائق ثم لا يجده. لان الناس شغلوا بالظواهر وتطوير الكلام عن تبيان الحقائق ومما يدل على ذلك مسألة ستأتينا ان شاء الله تعالى في الدرس المقبل وهي بيان حقيقة العين. وانا اقول لكم من الان ابحثوا ما هو تعريف العين؟ نحن كثير نسمع حديث العين حق وفلان فيه عين. ما معنى العين؟ ما هي الحقيقة الشرعية للعين؟ لان الحقيقة الشرعية الشيء تمكنك من فهمه وتبعدك عن الغلط فيه. لكن عدم بيان الحقيقة الشرعية جعل الناس يجعلون اشياء ليست من العين يقولون عين عين عين ويذكرون هذا الحديث العين حق. واذا جئت ومحصت الامر لم تجده عين كما بينت الشريعة. فلابد ان يجتهد طالب العلم باستيضاح الحقائق الشرعية دائما اجعل همك ان تفهم الشيء الذي علقت به الاحكام الشرعية. الله اعلم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين