يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين صلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه به وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد نعقده في تدارس علم بالادب تتدارس علم ادب طلب العلم من خلال كتاب ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه. تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم وفي المجالس السابقة احبتي انتهينا من الفصل الاول من هذا الكتاب وهو الفصل الذي يتحدث عن فضل العلم وفضل العلماء وطلبة العلم وما اعد الله سبحانه وتعالى لهم من الثواب العظيم في الاخرة. ومن النصر والتأييد والتمكين والتسديد في هذه الحياة الدنيا ثم ختم ابن جماعة هذا الفصل بذكر قاعدة عامة تبين لماذا فضلت الشريعة العالم العامل بعلمه على العابد. وعرفنا ان العالم العابد العامل بعلمه. العالم لابد فيه شيء من العبادة. لكن لماذا فضلت الشريعة العالم؟ العامل بعلمه على العابد المنشغل نفسه لان العالم الذي يعلم الناس الخير وينشر الوعي والفكر الصحيح ويقيم شعائر الدين نفعه عميم. وينشر الصلاح في المجتمعات وعلى هذه الارض. بينما العابد المنشغل بنفسه الذي لم يتفرغ لتعليم الناس الخير نفعه مقتصر عليه وعلى من حوله. على الدائرة المختصرة حوله على اهل بيته على زوجته وعلى ابنائه. واما العالم فنفعه عظيم يعم كل هذه الارض. باذن الله. فلذلك فضلت الشريعة في نصوصها المختلفة العالم العامل على العابد المنشغل بنفسه ثم اليوم احبتي قبل ان يشرع ابن جماعة في الحديث عن ادب العالم وعن ادب المتعلم والفصول الاخرى عقد فصلا مختصرا يتحدث فيه عن عمل قلبي مهم جدا جدا في حياة طالب العلم واكثرنا يغفل عن هذا العمل عمل قلبي. لكنه مهم جدا بل هو اساس النجاح لطالب العلم في الدنيا وفي الاخرة هذا العمل القلبي الذي سيتحدث عنه هو النية حسن النية والاخلاص لله سبحانه وتعالى في رحلة طلب العلم ان يقصد طالب العلم بتعلمه وجه الله سبحانه وتعالى. ان يقصد رفعة هذا الدين. ان يرفع شعاره وان يهدم معاقل الباطل والاوثان ان يقصد طالب العلم الخير للناس. ولا يقصد اي شيء من المقاصد الاخرى الفاسدة التي تكدر على هذا المقصد السامي. دعونا احبتي نشرع فيما ذكره ابن جماعة ونعلق عليه. وسنعرف الاخلاص باذن الله باذن الله تعالى تعريفا يقرب صورته اليكم يا طلبة العلم يقول ابن جماعة رحمة الله عليه في هذا الفصل المختصر الذي عقده يقول واعلم ان جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء انما هو في حق العلماء العاملين الابرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم والزلفة لديه في جنات النعيم هذه القاعدة التي ابتدأ بها ابن جماعة هذا الفصل ذكرناها سابقا في اثناء حديثنا عن الايات والاحاديث التي تمتدح العلم واهله وعرفنا ان العلم الذي تمتدحه النصوص الشرعية وتثني على اهله انما هو العلم الذي يورث عمله وخشية من الله سبحانه وتعالى وليس العلم الذي يشتري به صاحبه الدنيا ويطلب به وجوه الناس. هذا العلم لا يمتدح صاحبه بل هو مذموم عند الله سبحانه وتعالى. فهنا ابن جماعة يؤكد على هذه الفكرة. فيقول جميع ما ذكر من فضيلة العلم انما هو في حق العلماء العاملين هذا هو العلم احبتي اذا اردتم المقياس المعيار للعالم الصادق وللعالم الكاذب فانظروا في عمله. من موافق قوله عمله فهذا صادق واما من خالف قوله عمله فهذا كاذب فهذه قاعدة انطلق منها ابن جماعة في بيان ما هو العلم النافع الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. ثم بين بعد ذلك الاخلاص تبعا لهذه الفكرة. فقال لا من طلبه بسوء نية او خبث طوية او لاغراض دنيوية لاحظوا لا من طلبه بسوء نية او خبث طوية او لاغراض دنيوية من جاه او مال او مكاثرة في الاتباع والطلاب بابن جماعة كانه حاول ان يحصر النوايا الفاسدة التي تكدر على هذا العلم ولا تجعله خالصا لله سبحانه وتعالى فهناك احبتي نعم من يشرع في طلب العلم لكن لا يريد به وجه الله الكريم. ولا يريد به رفع معالم الدين. وانما يريد به تصدر ويريد ثناء الناس عليه وان يشار اليه بالبنان. ويريد كما قال ابن جماعة المكاثرة في الاتباع والطلاب. ويصبح رأس جماعة وله جمهور يصفقون له. هناك من يطلب العلم وهو يفكر بهذه الاحلام. ويتمنى ويطمع ان يصل الى هذه المراحل. هذا همه وشغله في طلبه العلم وللاسف عندما تضيع سنوات العمر في الكد والتعب والتحصيل من اجل هذه الامور الفاسدة. فان هذا هو الخسران. فان هذا هو الخسران الكبير. ان يبذلك الله سبحانه وتعالى فيصرف نيتك الى اعمال الدنيا والى اهلها والى مالها ومتاعها ولا يجعل هذه النية خالصة له تتعب وتحصل لكن تأتي يوم القيامة فاذا كل هذا التعب اصبح هباء منثورا. لماذا لانني عندما خطوت الخطوات الاولى في هذا العلم لم اراقب هذا القلب. لم اراقب الهدف الصحيح الذي ينبغي ان يكون مستصحبا معي خلال هذه الرحلة المباركة في هذه الحياة الدنيا في طلب العلم وتحصيله وهو رضا الله عز وجل ونشر الخير واصلاح المجتمعات وانما نظرت الى والى ثناء الناس علي والى الجمهور والتصدر. فنسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية. اذا هو يتكلم كما قلنا عن عمل مهم وهو الاخلاص لله عز وجل. فما هو الاخلاص احبتي؟ تعددت تعاريف العلماء للاخلاص وعلماء السلوك الزهد والتصوف ذكروا تعاريف شتى متنوعة وكل عالم عرف الاخلاص بما ظهر له. وبما بدا له من العلم. وانا احبتي في الحقيقة احب التعريف الذي يذكره الامام اه السالك سهل التستري. رحمة الله تعالى عليه. في تعريفه للاخلاص فاجده جامعا لابوابه في الجملة. يقول الامام سهل الدستري عليه رحمة الله تعالى نظر الاكياس اي الاذكياء. في تفسير الاخلاص فلم يجدوا غير هذا الان سيتكلم عن تعريف الاخلاص ما هو قال ان تكون حركاته وسكناته في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا انتهى كلامه رحمه الله نعيد التعريف مرة اخرى. تعريف يشمل كل جوانب الاخلاص التي يحتاجها المسلم في هذه الحياة الدنيا ويغلق كل منافذ الرياء التي يمكن ان تتطرق الى قلب المؤمن يقول سهل الدستري عليه رحمة الله نظر الاكياس في تفسير الاخلاص فلم يجدوا غير هذا ان تكون حركاته وسكناته. الحركات التي تتحركها. السكنات التي تسكنها بعد التحرك. كلما جلت في هذه الدنيا طالبا للعلم معلما آآ مفتيا قاضيا هذه الحركات وهذه السكنات التي تكون بعد الحركة باختصار هو يريد كل تحركاتك في هذه الحياة ان تكون لله سبحانه وتعالى وحده لا يمازجه شيء. لا يوجد اي شيء يمازج هذا القلب سواه سبحانه وتعالى لا يمازجه شيء. ما هي الاشياء التي يمكن ان تمازج فتعكر الاخلاص؟ وتعكر صفاء النية. قال النفس والهوى والدنيا تريد نفسك تريد التصدر تريث الطلاب وثناء الناس عليك وتقبيل الرأس والايدي اه الهوى هوى النفس الذي يعكر مزاج الاخلاص تريد الدنيا باموالها ومتاعها ورفاهيتها هذا كله يبطل ذاك العمل يبطل تلك النية الخالصة. الله سبحانه وتعالى ينظر في هذا القلب فاذا وجد فيه غيره فلا مكان لحبه سبحانه وتعالى. فحبه اسمى من ان يشاركه حب والاخلاص له سبحانه وتعالى اسمى من ان يمازجه شيء. نعم هذا هو الاخلاص بصورة مختصرة جامعة باذن الله والان دعونا ننطلق الى كلام ابن جماعة وما اورده من الاحاديث النبوية في تعظيم امر الاخلاص والتحذير من الرياء وبيان عقوبته الشديدة يقول اه ابن قدامة ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه في الحديث الاول قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من طلب العلم الماء لاحظوا الحديث حديث شديد من طلب العلم ليماري به السفهاء ليجادل المماراة المجادلة والخصومة ليماري به سفهاء الناس او يكاثر به العلماء او يكاثر به العلماء. التكاثر. انا احفظ كذا وكذا وكذا وانا انهيت كذا وكذا وكذا وحصلت من الشهادات الاكاديمية وحضرت وجلست الى اخر هذه المكاثرات التي للاسف تحدث بين طلبة العلم او يكاثر به العلماء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار عديد شديد وهذا الحديث رواه الترمذي وغيره وحكم طائفة من اهل العلم على هذا الحديث بانه حسن وذكر بعضهم الى انه حسن بغيره باعتبار تعدد طرقه حسن لغيره باعتبار تعدد طرقه مضمون هذا الحديث احبتي ربما كثير من طلبة العلم يغفل عنه وقد يكون واقعا فيه من رأسه الى اخمص قدميه قضية اه ان طالب العلم اذا حصل شيئا من العلوم يبدأ بالمماراة والمجادلة والخصومة مع زملائه في الدراسة. كل طالب تجد عنده شيء من يسعى لان يفرض هذه الاجواء اجواء انني حصلت علما على اخوانه بالمماراة والمجادلة ومعاقل الدين تهدم وكليات الدين اه يغزوها اعدائها الامة وهذا الطالب منشغل بمواراة زملائه واصدقائه بشيء من العلم يسير حصله فهذه ايش نتيجته؟ من طلب العلم يماري به السفهاء هو في النار هو في النار يعني ما قال النبي عليه الصلاة والسلام ان هناك عقوبة اخف او معاتب او لا ينبغي له ان يفعل ذلك قال كلمة شديدة قالوا هو في النار او الحالة الثانية او ليكاثر به العلماء خاصة عندما يتشبع الانسان بشيء من العلوم ويحصل ويتصدر تبدأ عملية المكاثرة والمقاومة يمتدح نفسه وما حصله من العلم ومجالسة للعلماء السنوات الطوال وما فعله هنا وفي ذاك البلد ويبدأ يذكر سيرته من اجل ان يكاثر وان يظهر تفوقه على غيره من الدعاة ومن المصلحين في بلده. وهذه نتيجة الامر الثالث ولماذا يفعل ذلك؟ للامر الثالث الذي ذكره صلى الله عليه وسلم قال او يصرف به وجوه الناس اليه. يريد كل الناس لا تنظر الا اليه. اذا ذكرت تذكر اسمه واذا فاذنت تثني عليه واذا اشارت تشير اليه واذا ارادت ان تعود في شيء من ملمات الحياة الدنيا تعود اليه. هو يريد هذا هو هذا شعور ومرض يعاني منه كثير من المتصدرين للعلم. حب رجوع الناس اليهم ان الناس تقصدهم فقط. الناس تثني عليهم فقط تتجمع حولهم تقبل الايدي والرأس من وجد في قلبه مثل هذه الامراض من طلبة العلم عليه ان يتدارك نفسه من الان من هذه اللحظة والا هذا ليس كلامي هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم. والا في النار وردد هذه الكلمة النار هذا العذاب الشديد العظيم المهول الذي ينتظر من يمارس هذه الممارسات الخاطئة لان العلم الشرعي هو اطهر العلوم لا ينبغي ان يدنس بشيء من هذه الافعال لو طلب الانسان شيء من علوم الدنيا من الهندسة او الطب او ما شابه ذلك. فطلب به الدنيا واموالها امرا اخف احبتي لكن العلم الشرعي ان توقع عن رب العالمين تتحدث بهذا الدين باسم الدين وانت في النهاية لا تريد الدين وانما تريد الدنيا اياك اياك ان تجازف بنفسك لتكون ممن يسقط في نار جهنم يوم القيامة اياك ان تجازف بهذه الروح وبهذا التعب وبهذا الكد وبهذا التحصيل ثم في النهاية تكون النهاية بئيسة. صدقني يا طالب العلم لا يوجد شيء يستحق في دنيا هذه النهاية. لا يوجد شيء يستحق الدنيا الناس الذين تطلبهم وتحب ان يثنوا عليك غدا سينقلبون عليك الناس لا تسير على اه امزجة مستمرة مضطردة. اليوم مع فلان وغدا يعكر مزاجه شيء تنقلب على فلان. صدقني يا طالب العلم انك بطلب الدنيا تخسر كثيرا كثيرا وتبتعد عن الجادة التي ينبغي عليك ان تسلكها. والله لو انك طلبت الله سبحانه وتعالى لتأتين الدنيا وهي راغمة اليك لو طلبت الله سبحانه وتعالى لتعزن في الدنيا قبل الاخرة. ولكن عليك بالله وان تكون مع الله وان تطلب بهذا العلم نشر الخير والصلاح والوعي في المجتمعات. سئمنا من تجار الدين. سئمنا من اولئك الذين يطلبون الشهادات من اجل الوصول الى المناصب وتحصيل الاموال وتكديسها. هؤلاء هم معول هدم في جدار هذه الامة. والامة سئمت منهم. الامة تنتظر من طلبة العلم الاخلاص بفضل الله سبحانه وتعالى ان يكون علمهم فقط له. يريدون الخير والصلاح وان تنهض هذه الامة من جديد. ولا يريدون الدنيا ولا لا يريدون المناصب ولا يريدون الرفاهية وانما هي الرحلة القصيرة التي نحياها في هذه الدنيا. نهبها لله سبحانه وتعالى ثم ننقلب بعدها الى دار اخرى بجوار ربنا عز وجل. نسأل الله عز وجل الا يضيع لنا تعبه. وان يصلح نياتنا وان اجعلنا دائما معه في حركاتنا وفي سكناتنا. انه ولي ذلك والقادر عليه. هذا الحديث احبتي روي طبعا بالفاظ اخرى من طلب العلم ليماري به السفهاء ليماري به السفهاء او يكاثر به العلماء. وردت في رواية اخرى يكاء بدل يكافر يجاري به العلماء في رواية اخرى يجاري به العلماء بدل يكافر. وفي رواية ثالثة يباهي به العلماء. وكل هذه الالفاظ تدور حول نفس المعنى لكن يعني هو ابن جماعة قال هذا الحديث اخرجه الترمذي اه وللترمذي في الحقيقة لم يخرج هذا الحديث بلفظ يكاثر وانما اخرجه بلفظ يجاري الترمذي لم يخرج هذا الحديث بلفظ يكاثر به العلماء. وان كان ابن جماعة نسبه الى الترمذي بهذه اللفظة. وانما اخرجه الترمذي بلفظ يجاري به العلماء. فهذا فقط تعليق على الحديث نذهب الى حديث اخر احبتي اه ذكره ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه هذا الحديث قالوا عنه صلى الله عليه وسلم من تعلم علما لغير او اراد به غير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار رواه الترمذي لاحظوا قضية النار النار التي يتوعد بها النبي صلى الله عليه وسلم من يتاجر بالدين في الحقيقة الامر اه مخوف الأمر شديد وعلى طالب العلم ان ينتبه ترى القضية قضية جنة ونار. ليست القضية قضية اه شيء دنيوي او بلاء دنيوي وينتهي قضية قضية جنة ونار طبعا هذا الحديث الذي اخرجه من جماعة في اسناده انقطاع اه لكنه يعتضد بالاحاديث الاخرى التي تأتي بعده هذا الحديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم من تعلم علما لغير الله لا يريد الله سبحانه او اراد به غير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار. في لك مقعد جاهز في نار جهنم ينتظرك طيب نكمل الحديث الذي يليه وروي عنه صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لاحظوا لذلك قلت لكم العلم الشرعي امره اصعب من الامور العلوم الاخرى علوم الدنيا لو طلبت بها الدنيا وانشغلت بها امرها اخف لم تتاجر بالدين. تاجرت بالدنيا مع الدنيا. لكن ان تتاجر بالدين وتشتري به دنيا هذا شيء صعب من من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله. العلوم التي الأصل ان تكون لله سبحانه وتعالى يبتغى بها وجه الله سبحانه. لكنه ايش قال عليه الصلاة والسلام لا يتعلمه الا ليصيب به من الدنيا يريد منصب يريد الاموال يريد الرفاهية يريد تجمع الناس عليه على الحياة الدنيا الا ليصيب به عرضا من الدنيا ما هو الوعيد الذي ينتظره الان؟ قال لم يجد عرف الجنة يوم القيامة لم يجد عرف الجنة. العرف الرائحة الطيبة الزكية فيتوعده النبي صلى الله عليه وسلم يقول له لم يجد عرف الجنة. يعني ليس الجنة بل حتى رائحة الجنة لن تجدها رائحة الجنة التي تشم مسيرة خمسمائة عام لن تشمها بعيد شديد يدل على مدى المسافة البعيدة البعيدة بين عالم الدنيا العالم الذي يريد الدنيا وبين جنات النعيم نعم خبت وخسرت يا طالب العلم اذا كنت من تجار الدنيا وافلحت وفزت اذا طلبت بهذا العلم وجه الله. والله احبتي لو طلبتم العلوم الكثيرة وحفظتم الالفيات وحصلتم ما حصلتم وجمعتم ثم اردتم الدنيا فانه الخسران ولو حفظتم عدد ميسور من المتون والمصنفات واردتم بذلك وجه الله سبحانه وتعالى. بذلتم طاقتكم ما تستطيعونه. لكن الدافع لطلب هذه العلوم كان لك هو العلم كان ابوه العلم وتعليم الناس وارشادهم الى الخير. صدقوني هذا العلم اليسير يبارك فيه الرب سبحانه وتعالى. ويطرح لصاحبه البركة في الدنيا في الاخرة فالقضية ليست قضية كم او كمية المعلومات التي تحصلها. وانما القضية اساسا هي قضية ماذا تريد. ان تفعل بهذه العلوم. واين ان توجها وماذا تقصد؟ بطلبك لها وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا الاحاديث الاخير الذي يريده هنا وهو حديث شديد حديث اول من تسعر بهم النار واظنه مشهور لديكم ان اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة فذكر النبي صلى الله عليه وسلم الشهيد اولا ثم ذكر بعد ذلك طالب العلم فماذا قال فيه؟ طالب العلم خصوصا قال او رجل تعلم علم وعلمه وقرأ القرآن. تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به الله سبحانه وتعالى امر الملائكة ان تأتي به حتى نتفاهم معه فاتي به فعرفه نعمه فعرفها. الله سبحانه وتعالى عرفه النعم التي انعم بها عليه. قال هو الست من اعطيتك والبصر لتطلب العلم الست من منحتك الصحة والعافية لتستطيع طلب العلم منحتك المال منحتك اشياء كثيرة في هذه الحياة الدنيا العقل الاسلام الهداية يعرفه بهذه النعم التي كانت سبب في وصوله الى مناصبه هذا الذي يصل الى المنصب ويشتري بدينه الدنيا ويريد هذه الحياة وينكب عليها هو غافل ان الذي منعه السمع والبصر ليطلب العلم هو الله ان الذي منحه المال واعطاه السيارة التي يذهب بها الى الجامع ويعود هو الله. الذي منحه العقل الذي يفكر ويستخلص به العلوم هو الله وتعالى الذي امده عمرا من الذي منعه العمر حتى يحصل تلك الشهادات وتلك العلوم هو الله نسي كل هذا وانكب على الدنيا فعرفه نعمه فعرفها فقال له الله سبحانه وتعالى فماذا عملت بها؟ ايش فعلت بهذه النعم التي حصلت اعطيتك النعم ومنحتك العلم. هو بحد ذاته العلم هو نعمة ايضا من النعم لا نغفل عن هذا. يعني الانسان الله سبحانه وتعالى قد يعطيه سمعا وبصرا عقله لكن لا يمدح العلم. هذا الرجل منحه الله العقل والسمع والبصر والعقل والعلم. فماذا فعلت فهذا الرجل يريد ان يدافع عن نفسه يظن ان الله سبحانه وتعالى غافل عن الحياة الدنيا. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. هي رسالة رجال الدين نعم هي ليست فقط للظلمة والمتجبرين من جبابرة الارض. بل لمن يبرر لهم اجرامهم ولمن يفتي كما يريدون رسالة لهم ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. الا ستأتي عند الله يا عالم السوء ويا طالب العلم الذي اردت الدنيا ستقف بين يدي الله وسيسألك الله سبحانه وتعالى هذا السؤال ماذا عملت بها؟ فبماذا تجيب؟ فيقول هذا الرجل دفاعا عن نفسه تعلمت فيك العلم وعلمته يا رب انا تعلمت العلم من اجلك وعلمته من اجلك وقرأت فيك القرآن الله سبحانه وتعالى ماذا يقول له؟ كذبت كذبت هذه الكلمة لا يقولها مخلوق الان الله سبحانه وتعالى يقولها لك يا عالم السوء يا اصحاب اللحى المأجورة يا طلبة العلم الذين تريدون الدنيا الله سبحانه وتعالى يقول لكم كذبتم كذبت وانما تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقط قيل فقد قيل اخذت حظك بهذه الحياة الدنيا قيل عنك عالم وسطر اسمك في الجرائد وصدرت على الشاشات وعلى التلفاز افتيت كما يريد فلان وفلان وتاجرت بالدنيا وحصلت المناصب والقصور والسيارات اخذت ما نصيبك في الحياة الدنيا. فلا تطالب الله سبحانه وتعالى يوم لا تطالب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بنصيب فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه فسحب على ماذا على وجهه تخيل الصورة التي يعطينا اياها النبي صلى الله عليه وسلم. ثم امر به فسحب على وجهه الوجه على ارضية يوم القيامة يسحب امام الناس جميعا تسحب وتجر ثم يلقى به في النار ثم امر به او ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار الحديث الشديد بتفاصيل ومعالمه التي يرسمها لتلك الحالة البئيسة لذاك العالم عالم السوء وتاجر الدنيا. كيف سيقف ذليلا بين يدي الله؟ كل الخلق ينظرون اليه يتذكرون ماذا كان يقول في هذه الحياة الدنيا تبريرا لاجرام المجرمين. يتذكرون ماذا يقول على المنابر حينما كان ينظر ويتصدر ويتكلم بالظلم والاجرام ويبرر الظلم والاجرام ويفتي بالظلم والاجرام. يتذكرونه يتذكرونه وهو يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. ويقول الله عز وجل له ماذا فعلت بعلمك الله سبحانه وتعالى عالم هل هو يستفسر منه؟ هل يريد ان يعرف ماذا كان يعمل بعلمه؟ هو شاهد في هذه الحياة الدنيا سبحانه. لكن يريد ان يري الخلق جميعا هذه النهاية الدليل لهذا الرجل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. فنسأل الله السلامة والعافية وان لا يفتننا في في هذه الحياة الدنيا واذا اراد بالعباد فتنة ان يقبضنا اليه غير مفتونين. لا ضالين ولا مضلين ثم بعد ذلك اه ابن جماعة يذكر مجموعة من الاثار عن السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم في اهمية اه الاخلاص لله سبحانه وتعالى. فذكر اثرا عن حماد بن سلمة. هذا الاثر الذي يذكره عن حماد بن سلمة اورده الخطيب البغدادي في الجامع لاخلاق واداب السامع يقول حماد ابن سلمة رحمه الله تعالى من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به الله اكبر من طلب الحديث وهذا قديما كان عند اهل العلم يهتمون في آآ اصول السلف الاولى في طلب الحديث وتدوينه وتسجيله وتحصيله والرحلة فيه. فيقول حماد بن سلمة من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به الله سبحانه وتعالى يمكر به يستدرجه يعطيه الصحة ويمنحه شيء من النعم ليستمر وهذا من الاستدراج ان يمنحك الله الصحة وانت على باطله وعلى نيتك الفاسدة ويعطيك ويعطيك ويمنحك هذا نوع استدراج ومكر من الله سبحانه وتعالى بك. تريد ان دعا الله. تريد ان تتاجر بهذا العلم؟ الله سبحانه وتعالى يمكر بك. حتى لو حصلت ما تشاء في هذه الحياة الدنيا. يوم القيامة ينتظر في لحظة واحدة ستنتهي من هذه الحياة الدنيا ستدخل في القبر ثم تبدأ رحلة اخرى. رحلة السؤال والحساب عما فعلته في هذه الحياة الدنيا وعن علمك. لماذا طلبته وماذا قصدت به؟ من طلب الحديث لغير الله مكر به والاثر الاخر عم بشرب من الحارث وهذا الاثر ايضا ذكره الخطيب البغدادي رحمة الله عليه لكن في كتاب الزهد والرقائق الاثر الثاني عم بشر ابن الحارثي رحمه الله تعالى اوحى الله تعالى الى داوود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا فيصدك عن محبتي. هناك كلمة وقعدت يعني عندنا بشك لكن ليست في الاثر والله اعلم. قال فيصدك عن محبتي اولئك قطاع الطريق على عبادي هذا الاثر بالتأكيد هو فيما يظهر شيء من الاسرائيليات التي نقلت عن الامم السابقة والاسرائيليات التي تنقل عن الامم السابقة كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم ولكن نأخذ العبرة ولكن نأخذ العبرة طب ايش اللي بدنا الحادث ينقل اثر يروى في الكتب السابقة عن داوود ان الله اوحى الى داوود ماذا؟ يا داوود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا فيصدك عن محبتي اخواني هذا الاثر مهم جدا لان كثير من العوام اليوم يذهبون الى علماء السوء او العلماء الذين يتاجرون بالدين او العلماء الذين يأتون بفتاوى شاذة توافق هواهم فيستفتونهم ويقولون الشيخ الفلاني افتى خلاص انتهى الامر مع ان هذا العام في قرارة نفسه يعلم ان الشيخ الفلاني مأجور. او يفتي كما يريد فلان وفلان. او ان كلامه يخالف ما عليه الامة سلفا وخلف ولكن لان فتواه وافقت هواه قال جعلته بيني وبين الله اياك ان تفعل هذا اياك ان تفعل هذا حتى لا تأتي يوم القيامة فتقول وانت في نار جهنم ايها العامي. تقول انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا سبيلا. لا تذهب الى عالم مفتون وانت تعلم انه عالم مفتون. وانه يتاجر بالدنيا او ان فتاواه سهلة هينة لا تنضبط اصول الشريعة لانه لم يتشبع من علوم الشريعة. وانما هو متصدر متشبع بما لم يعطى. ايها العامي اذا عرفت ان الرجل الذي تسأله ليس اهلا للتصدر وانما وجدت عنده فتوى توافق هواك فسألته انت اثم امام الله ومسؤول واياك ان تظن ان هذا العالم سيتحملها فقط او هذا المتصدر سيتحملها فقط. انت انت تتحمل هذه الفتوى وهذا الذنب معه يوم القيامة لا تجعل بينك وبين الله عالما مفتونا. فيصدك عن محبة الله. يصدك عن درب الاستقامة. يا طلبة العلم. اياكم من تجار الدين اياكم من علماء السوء حتى ولو تكلموا باسم الدين. حتى ولو حصلوا شيئا من علوم الدنيا لا تجعلوهم بينكم وبين الله. فانهم سبب في بصدكم عن درب الاستقامة ودرب الصلاح والوصول الى نهاية الطريق. سبب في ابعادكم عن منهج اهل السنة والجماعة. عن مسلك السلف الصالح رحمة الله عليهم عن سير الاوائل. يذهبون بكم في دهاليز الحياة الدنيا في تلك الطرق المظلمة التي لا تعلمون نهايتها. بل قد تكون نهايتها في في نار جهنم. لا تجعلوا بينكم وبين الله عالما مفتونا ثم ختم فقال اولئك قطاع الطريق. انظر هذا الوصف. اولئك قطع طرق. نعم هؤلاء يقطعون الطريق على العباد. العباد. الذين يريدون السير الى الله سبحانه وتعالى فيجدون عالم سوء او داعية سوء يصرفهم عن درب الاستقامة عن درب الصلاة عن منهج السلف الصالح الى شعب الحياة الدنيا والى والى الزيغ والى التجارة بهذا الدين. ماذا يفعل بهم؟ هذا العالم. هو قاطع طريق. هو صدهم عن درب الله سبحانه وتعالى. فهذه التوصيفات مهمة. علينا ان ندركها في زمن الفتن وان نعرف ان هناك اهل الصلاح واهل للفساد. وان هناك من يحمل العلم بحق وهناك من يحمل العلم للدنيا. من اجل فلان وفلان هذه الاثار التي ذكرها وانا اذكر لكم اثرا اختم به ثم اه ثم سأذكر بعض مظاهر الرياء في حياة طالب العلم المعاصر. حتى تكون المادة فعلا عملية واقعية. نذكر بعض مظاهر الرياء يمكن ان نتعرض لها نحن ايضا ممكن ان نتعرض لها نحن ايضا ونحن في غفلة. حتى لا نحذر منها باذن الله. الاثر الذي اختم به او ربما اثرين اه الاثر الاول عن سفيان الثوري. يقول سفيان الثوري ما ازداد عبد علما فازدادت الدنيا رغبة الا زاد عن الله بعدا ما ازداد احد علما. اه يعني هناك طالب علم يحصل العلوم ويرتقي نحو صرف منطق وبلاغة وفقه واعتقاد واصول تفسير نرتقي ما ازداد عبد علما وكلما ارتقى في طريقه في العلم طمع في هذه الدنيا اكثر واكثر كلما ازداد عبد او من ازداد آآ او ما ازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة الا ازداد عن الله بعدا. يعني هو في ازدياد دائم. ازدياد في العلم. ازدياد رغبة في الدنيا. وازدياد بعد عن الله لاحظوا الزيادة المضطردة لكنها زيادة بئيسة كئيبة نهايتها وخيمة تزداد في الدنيا وتزداد في العلم وتزداد ايضا لكن تزداد ماذا؟ بعدا عن ربك سبحانه وتعالى. وما فائدة العلم اذا لم يكن طريقا الى الله اذا كان بالعكس طريق مبعد عن الله سبحانه. كان الجهل كان اسلم لك. لو بقيت جاهلا لكان ذلك اسلم لك. اليس كذلك تطلب العلم وتريد الدنيا انت تبتعد عن الله سبحانه. كن جاهلا افضل فهذا اثر مهم والاثر الاخير عن سفيان الثوري ايضا يقول سفيان الثوري ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي. من الذي يقول؟ سفيان الثوري. امام كبير من ائمة الحديث احبتي عندما اسمع هذا الاثر وانظر في نفسي وفي حال اخواني وطلبة العلم والعلماء اليوم اجد ان هناك مفارقة كبيرة بين فهم السلف للنية الصالحة والاخلاص وبين فهمنا. اليوم نجد طالب العلم يظن نفسه قد تجاوز قنطرة سورة الاخلاص تماما يعني لا يحتاج الى ان ينظر في الاخلاص. موضوع لا نقاش فيه انه مخلص. موضوع لا نقاش فيه انه مخلص وانه تجاوز قنطرة الرياء والنفاق وخطرات القلب. وبلغ المرتقى وسفيان الثوري امام من ائمة السلف ومن ائمة الحديث يقول ما عالجت شيئا معالجة ومدافعة ومزاحمة للنيات الفاسدة على قلبه وهو يدافعها ويزاحمها ويأبى ان يدخلها ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي يقول دافعت اشياء وخواطر فاسدة قد تدافع شهوة النساء قد قد تدافع شهوات كثيرة. لكن يقول سفيان ان الاخلاص حافظ على النية الصالحة امر عظيم. عالجت من اجله ودافعت خطرات الشهرة وحب الثناء وحب التصدر وحب الدنيا كثيرا من اجله. ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فيا طالب العلم يا اخي الحبيب اياك ان تظن للحظة واحدة انك تجاوزت القنطرة وانك بلغت المراتب العليا في الاخلاص. اذا بدأت تفكر بهذه الطريقة فاعلم انك في رياء. اذا بدأت تفكر بهذه الطريقة وانك مخلص ولا تحتاج الى شيء من المدافعة فاعلم انك بدأت تنحرف عن الطريق وانك في غفلة وانك في سهو. اذا كان عمر بن الخطاب يخشى على نفسه من النفاق والرياء. فماذا انت تسلم؟ ماذا تسلم يا طالب العلم مما تسلم؟ الا تخشى على هذا القلب ان يكون منغمسا في الرياء وانت في غفلة هذه الدواب لابد ان تأتي اثناء المحاضرات فيا طالب العلم راجع نيتك. حاسب نفسك في كل يوم في كل ساعة حاسب نفسك بقدر طاقتك. المهم ان تحاسب نفسك لا تظن انك سلمت من الخطرات. اذا ظننت انك سلمت من الخطرات فانت في غفلة في بعد عن الحقيقة عن الواقع. هذا القلب الشيطان لن يدعه سيبقى يحاول يترصد له من كل المنافذ ليدخل فكيف تظن انك سلمت في هذه الحياة الدنيا؟ والله لن تسلم حتى تطوى تحت الارض. هي هكذا الحياة. فبعض طلبة العلم او بعض الناس عندما تتكلم في الاخلاص وتذكره بهذا الموضوع وتجديد النية يظن نفسه يقول يا شيخ لا تكلمني في هذه القضية. ترى انا الحمد لله اموري تمام انتهيت من هذه القضية منذ زمن وهذا لغفلته ولجهالته وحمقه والله لو عرف ما هو الاخلاص بحق ان تكون الحركات والسكنات لله سبحانه وتعالى لا يمسه شيء من نفس ولا هوى ولا دنيا كما عرفه سهل التستري لعلم انه بعيد بعيد عن ادعاء الاخلاص بعد جميل كما وعدتكم الان نتكلم عن بعض مظاهر الرياء التي يعاني منها ونعاني منها جميعا في وقتنا اه الحاضر يا طالب العلم اذا وجدت نفسك تحب التصدر في المجالس وان يقدمك الناس في الحديث ويضيق صدرك اذا لم يفسح لك المجال في المجلس لتتكلم براجع اخلاصك فراجع اخلاصك هذه الاولى الثانية يا طالب العلم اذا وجدت نفسك تدافعك دائما للحديث على وسائل التواصل الاجتماعي والكتابة والتعليق على كل امور الدين. وعلى كل نوازل الامة فراجع اخلاصك. هناك طلبة شغلهم الشاغل اذا عرف شيئا او وقعت نازلة او حدث شيء وباشروا على وسائل التواصل يبدي وجهة النظر يحلل ويرد على فلان ويتكلم ويجد طلاب يمدحونه ما شاء الله فلان يكتب بشكل جيد ورد على فلان وكتب على فلان. هذه هي هذا هو والرياء بحد ذاته هذا هو الرياء بحد ذاته. احيانا في امور معينة نعم يكون الشخص صادق انا لا نتكلم عن هذه الصور. لكن ما نشاهده اليوم من تدافع على وسائل التواصل الكل يعلق الكل يكتب الكل يريد ان يبدي وجهة النظر هذه مشكلة عليك ان تراجعها يا طالب العلم علم فانها صور من صور الرياء المعاصر يا طالب العلم اذا وجدت نفسك تحب مزاحمة الشيخ اثناء المحاضرة واثناء الدرس تحب ان تتكلم معه كلما تكلم الشيخ والمدرس في قضية انت تتكلم وتزاحم لتظهر نفسك امامك زملائك ان لك حظ من العلم فراجع نفسك فانت في رياء هذه السورة يغفل عنها كثير من طلبة العلم. اعيدها مرة اخرى الشيخ يدرس ويعلم الناس المجالس العامة او الخاصة او ما شابه ذلك فيكون الشيخ يتحدث وبعض طلبة العلم في المجلس يكملون الحديث معه مع ان الشيخ لم يطلب منهم ذلك لم يستنطقهم. لماذا يكملون مع الشيخ ليظهروا فضلهم على ليظهروا فضلهم على اخوانهم ليظهروا له من هذه المعلومة التي يتكلم فيها الشيخ يعني نحن درينا بها سابقا هذا هذا كوريع هذا هو الرياء. اعطيكم اثر عن السلف رحمة الله عليهم في هذه القضية. ذكره الخطيب البغدادي في الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع. يقود الخطيب البغدادي قال مهدي ابن ابراهيم سمعت ابراهيم ابن ادهم احد ائمة السلف رحمة الله عليهم. يقول كنا اذا رأينا الشاب اسمعوا ماذا يقول ابراهيم ابن ادهم هذا الركوب ينبغي ان يذهب ماذا يقول ابراهيم ابن ادهم؟ يقول كنا اذا رأينا الشابة يتكلم مع المشايخ في المجلس. ايسنا من كل خير عنده الله اكبر اذا كنا في مجلس علم فرأينا الشاب طالب العلم يتحدث مع الشيخ في اثناء محاضرة الشيخ ودرسه. ايسنا من الخير الذي عنده. لماذا؟ لاننا ندرك ان هذا الشاب منافق هو يريد الدنيا لماذا تزاحم الشيخ في الكلام؟ لماذا تريد ان تظهر الفضل على الخلان؟ ما احد طلب منك ان تتكلم لماذا تتكلم الادب ان يتحدث الشيخ والطالب يسمع حتى لو كانت المعلومة او الشيخ او الشيء الذي يذكره الشيخ معلوم لديك مسبقا تلزم الصمت من يجهل هذا الشيء مدافعتك للشيء او للشيخ في ذكر هذا الشيء دليل على شيء في القلب وهناك اثر اخر ذكره ايضا الخطيب البغدادي. قال خالد بن صفوان اذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته او يخبر خبرا قد علمته فلا تشاركه فيه حرصا على ان تعلم من حضرك انك قد علمته. فان ذلك خفة. فان ذلك خفة وسوء ادب اعيد هذا الاثر خالد بن صفوان يعطي نصيحة لطلاب الحديث اذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته انت يا طالب الحديث مسبقا او يخبر خبرا قد علمته مسبقا فلا تشاركه فيه هو الشيخ بيقرأ الحديث مع طلبة العلم. اه يا شيخ ذكره فلان وقت تكملته كذا وكذا. طب الشيخ ما طلب منك ذلك لماذا تزاحمه؟ لماذا تقوم بهذه المداخلات؟ قال لا تشاركه فيه حرصا ولماذا يفعل هذا؟ واضحة الامور. حرصا على ان تعلم من حضرك انك قد علمته انك صاحب علم وان هذه الامور تعلمها مسبقا. هذه صورة من صور الرياء والنفاق. هناك صور اخرى ايضا احبتي من سبل الرياء التي يقع فيها طلاب العلم في وقتنا الحاضر الصور التي ذكرها السلف واشاروا اليها ونبهوا عليها اه قضية اه حمل المصنفات العلمية انظروا الى اي درجة نتكلم اذا كان طالب العلم يحب دائما امام اخوانه ان يحملوا المصنفات العلمية ويظهر بها. واذا دخل اخ الى مجلسه يحب هذه المصنفات العلمية اه لينظر اليه زملاؤه وهو يقرأ ويدرس فيثنون عليه خيرا. اذا كانت هذه النية موجودة عندك فاحذر منها هناك بعض الاخوة تدخل عليهم الكتاب مغلق قبل ان تدخل اذا دخلت عليه فتح الكتاب وبدأ ينظر فيه ويأمل ويتأمل وكانه يعلق ويحلل لماذا يفعل هذا؟ حتى يرى الزملاء ان هذا الاخ طالب علم مجد عليه خيرا. بعض طلبة العلم صدقوني احبتي يحملون كتب بين ايديهم لا يفقهون منها شيئا وانما يحملونها ليقال ما شاء الله فلان وصل الى قراءة هذه الكتب ودراستها اذا هذا الرجل ما شاء الله وصل الى درجة عالية في العلم وهو لا لا يفقه منها شيئا وانما يعني يحب ان يرى حاملا لهذه المصنفات حتى يذكر بالخير عند الناس وانه منشغل بالطلب هذا هو الرياء انظروا الفرق بيننا وبين السلف كان احدهم اذا كان فاتحا للمصحف لكتاب الله فدخل عليه رجل من الخارج وضع غطاء على المصحف. حتى لا ينظر اليه انه يقرأ انظروا الى اين وصلوا احبتي والى اين وصلنا يقرأ في المصحف يعني ليس مصنف علمي من مصنفات كبار الائمة. المصحف كلام الله سبحانه وتعالى الكل يقرأ فيه لكن حتى كانوا اذا دخل عليهم احد وهم يقرأون في المصاحف يغلقون المصاحف او يضعون عليها سترا. حتى لا ينظر اليهم وهم يقرأون فيمدحون انظروا كيف كانوا يتابعون الخطرات ونحن اليوم الحمد لله كل شيء مفتوح. الطالب يتحدث ويعلق ويحمل المصنفات ويناقش ويتكلم مع الشيخ ويحب التصدر في المجالس. ثم فبعد ذلك عندما نعطي موعظة عن الاخلاص يقول يا شيخ لا تتكلم عن الاخلاص هذا امر معلوم لدينا مسبقا وتجده منغمس في كل هذه الامور نسأل الله السلامة والعافية. هذه امور انصح بها نفسي اولا وانصح بها اخواني. علينا ان نراقب الخطرات علينا ان نراقب هذه الخطرات الشديدة لان هذه الخطرات اذا دخلت على القلب قد تسلبه الايمان وقد ينكر بك وانت لا تشعر يا طالب العلم ايضا من صور الرياء التي ينبه اليها المتصدرين للتعليم هذه خاصة بالمتصدرين اذا تصدر انسان للتعليم ومنحه الله سبحانه وتعالى علما. وبدأ يجد الطلاب يتكاثرون عنده فوجد اه شيخ اخر بدأ يدرس ويعطي دورات اخرى وشرح ايضا في نفس مسلكه يضيق صدره ويبدأ يشعر ان هذا الشيخ ينافسه في هذا الميدان فيحاول دائما في مجالسه ان يذكر هذا الشيخ بسوء فلان نعم فلان متصدر للتدريس عنده شيء من العلم لكن اصلحه الله عنده بعض الهفوات هو يريد بذلك ان يسقط فلان حتى لا يذهب الطلبة ضاق صدره لماذا فلان يشاركه في هذا الخير وهذا مرض شديد من امراض القلوب وليس يعني ليس وليد الوقت الحاضر بل هو من ايام السلف. يحذرون منه. وكم من عالم سقط اسمه بعد ان آآ لمع نجمه بسبب هذا عمل ومن قرأ سير اعلام النبلاء ومن قرأ في ابن عبد البر وغيره ممن كتبوا في هذه السير وينظر ويتأمل يعرف ان كثيرا ممن تصدروا للعلم في ايام السلف اصابهم شيء من هذه اللوثة لذلك يقولون كلام الاقران لا يقبل في بعضهم كلام العلماء الاقران لا يقبل في بعضهم. فاذا كان عالم من العلماء الاقدمي تكلم في عالم اخر كان صديقه في المدارسة والزمالة وطعن فيه فانه لا يقبلون ذلك حتى في علم الحديث عموما لماذا قالوا انا نخشى ان يكون كلامه في صديقه من باب حسد او شيء من يعني حب اسقاط الاخر واظهار النفس من العمر من الامور الصعبة والعسرة ان يسلم الانسان من هذا الداء فعليك بكثرة المجاهدة. ونظر في هذا القلب والاخلاص لله سبحانه وتعالى. وان تسأل الله ان يوفقك للاخلاص. ولصدق النية. دائما متابعة مستمرة متابعة مستمرة اياك ان تقف ولو لحظة واحدة او تشعر انك سلمت من هذه الافات ولو لحظة واحدة. دائما سل الله الصدق. سل الله الاخلاص ان يجعلك الله مع الصادقين. اذا وقعت في خطأ وستقع. ستقع ربما في شيء من هذه الامور لابد عد مباشرة وباستغفر واذكر هذا الشيخ الذي ذكرته بسوعك فاذكره بخير. وامدحه مرة اخرى. اذا وجدت نفسك تزاحمك امام الناس في المجالس وتطلب منك التصدق اترك هذه المجالس فترة حتى تعالج هذا القلب. وسائل التواصل اذا كنت دائما تتدافع عن الكتابة اغلقها لست بحاجة اليها. المصنفات لا تفتحها الا وقت الحاجة وعندما تكون تقرأ لا تفتحها لمجرد فتح فهذه اذا مظاهر من الرياء. حاول يا طالب العلم ان تعالجها قبل ان تستحكم من قلبك ويضيع كل شيء ويضيع كل شيء في حياتك جميل. الان هذه الكلام الذي انهينا به هذا الفصل تحدثنا فيه عن الاخلاص. ثم سينتقل ابن جماعة للحديث اه عن الفصل الثاني او الباب الثاني الباب الثاني من ابواب هذا الكتاب المبارك وهو في اداب العالم سنتكلم الان عن اداب العالم كم ذهب من الوقت؟ ذهب خمسون دقيقة قال ابن جماعة رحمة الله عليه اذا الفصل الاول او الباب الاول باب في ادب شرف العلم وشرف اهل العلم وطلبة العلم والحديث عن الاخلاص استمر معنا كان فصلا تشويقيا ترغيبيا لسلوك هذا المسلك. ولكنه ايضا فيه تخويف في الاخر تشويق في البداية وتخويف للاخر. حتى لا تظن انه تلك الرغائب وتلك المنازل العالية تنال بالرياء والنفاق. لا تنال الا بالاخلاص الاتباع للكتاب والسنة. بهذا تنال تلك المراتب العالية. بعد ذلك شرعها في مضمون الكتاب مضمون الكتاب الحديث عن الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم وينبغي ان يتحلى بها طالب العلم فالباب الثاني عقده في اداب العالم. سيخصص الباب الثاني بفصوله بفصوله. للحديث عن اداب العالم عالم الذي تعلم والان هو متصدر للتدريس وللتعليم. ما هي الاخلاق والاداب التي ينبغي ان يتحلى بها؟ فالقاضي رحمة الله عليه الباب الثاني في ادب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه سيتكلم اذا عن ادب العالم في ثلاثة امور ادب العالم في نفسه يعني في شخصيته في حياته الشخصية على مستوى على مستواه الشخصي وادبه مع الطلبة وادب في اثناء المحاضرة والدرس سيتكلم عن هذه الامور الثلاث فقال وفيه ثلاثة فصول سيقسم ثلاثة فصول بناء على انه سيتكلم كما قلنا عن ثلاث زوايا الفصل الاول في هذا الباب يتكلم عن اداب العالم في نفسه. على مستواه الشخصي كما قلنا قال وهو اثنا عشر نوعا. اذا الفصل الاول في ادب العالم في نفسه سيذكر فيه اثنا عشر ادبا او اثنا عشر نوعا. نوعا افضل لانه في النوع الواحد وفي الحقيقة يذكر مجموعة من الاداب. سيتكلم عن اثني عشر نوعا ما هي؟ قال النوع الاول بدأ بالنوع الاول النوع الاول دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلانية والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته. واقواله وافعاله فانه امين على ما اودع من العلوم وما منح من الحواس والفهوم اذا بدأ ابن جماعة بالادب الاول الذي ينبغي ان ينتبه اليه العالم على مستوى الشخصي. الادب الاول وهو اهم ادب فهو اعظم ادب دوام مراقبة الله والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته ان يراقب الله سبحانه وتعالى وان يبقى على وجل دائم منه وهو يتكلم وهو يصنف وهو يعلم وهو يقضي وهو آآ ينصب نفسه للناس. كن مراقبا لله يا طالب العلم الذي اصبحت الان كن مراقبا لله احبتي ان كل هذه المظاهر التي نشهدها اليوم من علماء السوء وتجار الدين انما سببها هذا الامر ترك مراقبة الله سبحانه وتعالى والمحافظة على الخوف منه والله لو ان العالم وهو يتكلم يشعر بوجود الرقيب الالهي عليه ما تكلم الا بما يرضي الله لو ان العالم كان قلبه مملوءا خوفا وخشية من الله سبحانه وتعالى ما تكلم الا بما يرضي الله لكن متى يتكلم العالم بما يريد الجبابرة؟ ومتى يشتري الدنيا اذا غفل عن الله وذهب الخوف من ربه سبحانه وتعالى من قلبه حينئذ تبدأ الدنيا تتزاحم على قلبه وتبدأ هذه المظاهر المشوهة التي نجدها في وقتنا الحاضر تطفو وتبرز على الميدان. اذا دوام مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية. في السر عندما تكون وحدك في خلواتك ايها العالم كن مراقبا لله بعض الطلبة الذين يتصدرون للعلم اذا كان امام الناس فهو ما شاء الله العابد الماسك الزايد صاحب الاخلاق والسبت واذا خلا بمحارم الله انتهكها. نسأل الله السلامة والعافية اذا خلا بمحارم الله انتهكها ينظر الى الافلام القبيحة وينظر الى ما يغضب الرب سبحانه وتعالى. يفعل للموبقات في السر ثم ذهب الى العلن. ظهر بصاحب السمك والخلق والاداب هذا احبتي لابد وان يفتضح امره ولو بعد حين. لا تضر لابد وان يفتضح امره ولو بعد حين. لذلك ماذا قال ابن جماعة دوام مراقبة الله في السر عندما تكون وحدك. لا يراك احد وفي عندما تكون امام الناس تتصدر للتعليم والتدريس كن مراقبا لله. اياك ان تحذر ان الله سبحانه وتعالى يغفل ولو ثانية ولو اقل من ثاني لا يغفل سبحانه كل كلمة قلتها سجلت كل تصرف كل نية كل عمل قلب سجل واطلع عليه الرب سبحانه وتعالى. وهناك موعد ينتظرك عليه فنسأل الله السلامة والعافية وان يرزقنا دائما مراقبته في السر والعلان وان يغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا في حقه. فكم اخطأنا احبتي؟ نعم يا طالب العلم اعترف بذنبك. كم اخطأنا؟ كم قصرنا؟ كم فرطنا؟ كم ابتعدنا عن الجادة وحدنا والله سبحانه وتعالى ينعم علينا بستره وعفوه وصفحه وكل ذلك من جوده سبحانه وتعالى فهو الرحيم لكن انتبهوا اياكم ان يغركم ستر الله سبحانه وتعالى. عليكم ان تنظروا ان تعودوا لهذا القلب. الله سبحانه وتعالى يستر ويرحم ويغفر لكن اذا وجد طالب العلم مصرا على الفحشاء والمنكر على الكذب والنفاق على التجارة بالدين على فعل من الموبقات سرا فانه ولو بعد حين سيهتك الستر ويرفع الامر وتنكشف الامور لدى الناس ولديه سبحانه وتعالى وهو الامر الاعظم. اذا دوام مراقبة الله في السر والعلانية والمحافظة على خوفه في جميع حركاته واقواله وافعاله لماذا؟ فانه امين على ما اودع من العلوم. هذه العلوم التي اودعها الله عز وجل في قلبك وعقلك استأمنك الله عليها. فاياك ان تخون الله في امانته. اياك ان تخون الله في امانته يا طالب والعلم اياك ان تتاجر بها وان تطلب بها الدنيا اياك ان تكون مظهرا للصدق امام الناس ومرتكبا للفحشاء والمنكر في الخلوات. اياك من الخيانة. يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول. لا تخونوا الله والرسول. احذروا من الله خيانة الدين خيانة رسالة العلم الشرعي من هي اعظم الخيانات اعظم خيانة ان تخون هذا الدين باسم الدين. اعظم الخيانة ان تتاجر باسم الدين وان تطلب به الدنيا. لا تخونوا الله والرسول. وتخونوا وانتم تعلمون. استأمنكم الله يا طلبة العلم على هذا العلم. اذا تصدرتم للتدريس فكونوا صادقين لله سبحانه اصدقوا بهذا العلم حتى تحيا الامة وحتى يزول الظلام وتنكشف الغمة. سئمنا احبتي من تجار الدين ومن النماذج السيئة هذه الامة تحتاج لطلبة علم ينتفضون من جديد. ليحيوا هذه الامة ليرفعوا شعارها ليعلوا رايتها. لتكون الاسلام هو الحاكم مجتمعات وقلوب واشخاص واحوال في كل الحياة الدنيا يكون الاسلام هو الشعار الذي نرفعه. نعم لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون. نعم انتم على علم بما في هذه القلوب وفي مراقبتها لله سبحانه وفي خشيتها منه فراعوا هذا القلوب فراعوا هذه القلوب وقال تعالى بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. فلا تخشوا الناس واخشون بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون. هذه الاية ايضا تتحدث عن نفس الفكرة وهي ان الله سبحانه وتعالى آآ استحفظ العلماء على هذا العلم جعل العلم امانة لديهم ليحفظوه ليصونوه. وحفظ العلم ليس فقط حفظ كلام وحفظ المتون والالفيات. حفظ العلم ان تحفظ هذا العلم وان تصونه من ان يدنس من ان يتسلق عليه المأجورون وانصاف المتعلمين والرويبضة من ان يتسلط عليه اصحاب الاهواء والافكار الضالة. الله سبحانه وتعالى يستحفظ هذا العلم عندك. يا طالب العلم. الله سبحانه يستحفظك على اهل العلم يطلب منك ان تحفظه الالف والسين والتاء استحفظ الطلب طلب الحفظ. الله سبحانه وتعالى قادر ان يحفظ هذا الدين. اعلم اخي الحبيب لكن الله يريد ان يختبرنا. يختبر طلبة العلم الذين يطلبون هذا العلم ويتصدرون لتعليمه ولتدريسه. هل يطلب منا نحفظ هذا العلم لينظر في اعمالنا هل سنقوم بحفظ هذا العلم؟ هل سنصوله ام سندسه بافعالنا واقوالنا ونكون عارا على هذا الدين وعلى هذا العلم اذا الله استحفظنا في هذه الامانة فانظر ماذا تفعل في امانة الله سبحانه وقال الشافعي رحمة الله تعالى عليه ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع ليس تقليلا من اهمية الحفظ فالامام الشافعي امام كبير في المحفوظات لكنه يركز على القضية الاساسية ان الحفظ في طلب العلم ليس مقصودا لذاته لنباهي به الناس. حفظنا وحفظنا وقرأنا ودرسنا العلم النافع الحقيقي او العلم الذي يمتدحه الله سبحانه وتعالى هو العلم النافع الذي يثمر يثمر خشية من الله يثمر في القلب لله سبحانه وتعالى. يثمر صدقا في السر والعلانية. يثمر عملا لاعلاء هذا الدين. هذا هو العلم النافع. الذي يريده الله سبحانه وتعالى. لذلك الشافعي يعطيك هذه القاعدة. ليس العلم الحقيقي ما حفظ. الحفظ هو وسيلة من وسائل العلم. لكن العلم الحقيقي هو الذي ينفع الناس ويؤسس للخير والصلاح والفضيلة. ومن ذلك اي من الاداب ما زال يتكلم. لذلك هو كما قلنا في النوع الاول عن مجموعة من الاداب انه تكلم عن مراقبة الله عن المحافظة اه على الخوف منه في جميع الحركات والسكنات. ثم الان سيكمل. قالوا ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشية والورع والتواضع لله سبحانه وتعالى والخضوع قال ومن ذلك اي من الاداب الذي ينبغي ان يتمسك بها طالب العلم او عفوا العالم المتصدر. ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع والورع والتواضع لله والخضوع. مجموعة من الاداب ينبغي ان تظهر في سلوك العالم. اذا لم تظهر في سلوك العالم اذا ما فائدة العلم؟ اليس العلم كما يقول الشافي ما نفع؟ ما ظهر اثره على صاحبه وعم خيره للمجتمعات؟ اذا كان العالم الذي يتصدر يفقد السكينة والوقار في حركاته. تجدون عنده طيش وحب للمزح والضحك دائما يضحك ويطيش ويتكلم بكلام غير موزون ولا يوجد عنده تخشع ولا ورع ولا تواضع ولا خضوع اي علم هذا؟ اي علم يرجى ان ينتشر وان ينتفع الناس به؟ اي قدوة يكون هذا العالم. الحسن البصري رحمة الله تعالى عليه يقول ان ربما ذكرت اثره هنا كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث ان يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده هكذا كان السلف يطلبون العلم اذا بدأ في طالب العلم ليس اذا اصبح عالما اذا شرع في طلب العلم لا يلبث ان يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده. كل اعضاء الجسد تتفاعل مع العلم البصر غض بصر اليد لا يفعل بها الا ما يضر سبحانه وتعالى. الاعضاء في سكينة في خشوع في وقار. ينظر الناس اليه يعرفون ان هذا طالب علم اما طلبة العلم اليوم في خفة وطيش وضحك وسهرات وجلوس المطاعم والمشارب والمآكل. حالهم حال الناس اي علم واي طلب علم تريدون وتقصدون احبتي. طالب العلم ينبغي ان يظهر اثر العلم على اعضائه وسلوكه ان يمتزج العلم بباطنه وظاهره حتى يعرف قدر العلم ويعرف شرف العلم وتصان هذه امانة. فاذا كان العالم مستخفا بهذا العلم متكبرا متجبرا. لا يلتفت الى حركاته وسكناته. ينظر في هيئته في لباسه في منظره كأنه بعيد بعيد عن مدارك الشريعة فاي علم يرجى منه واي خير تنتظره هذه الامة من هذه النماذج. اه يقول عبدالله بن المعتز المتواضع من طلاب العلم اكثرهم علما كما ان المكان المنخفض هو اكثر البقاع ماء. اعجبني هذا او هذه الخاطرة من عبد الله بن المعتز في التعليق على تواضع لله. يقول عبدالله بن المعتز المتواضع من طلبة العلم الذي يذل نفسه طبعا يدل نفسه للعلم ويتعامل مع الناس بادب واخلاق وليس المراد المهانة ليس المراد المهانة لاننا سئمنا من المهانة بعض طلبة العلم ذليل النفس. انت تذل نفسك يا طالب العلم لله وللعلم وتتعامل مع الناس كما فقال سبحانه اذلة على المؤمنين بمعنى الرحمة والرأفة بهم والرعاية لحقوقهم. فهذه هي الذلة بمعنى حسن الاخلاق والتعامل. هناك مع الناس بمعنى حسن الاخلاق والتعامل. وهناك ذلة هي المهانة والمهانة ابدا لا تقبل لطالب العلم. عليك ان تشمخ برأسك ونفسك. واياك ان تكون ذليلا ان يطرحك الناس اصحاب السوء والبدع والباطل. فطالب العلم عزيز بعلمه شريف. ولكنه رؤوف رحيم بالناس في اخلاقه وهديه وسمته. لذلك قال المتواضع من طلاب العلم اكثرهم علما. الله عز وجل يحصل له من العلم اكثر من غيره. قال كما ان البقاع المنخفضة من الارض اكثرها ماء لان الماء يجتمع في اماكن المنخفضة وليس في الاماكن المرتفعة. كذلك الانسان المتكبر العلم يسيل عنك ولا يبقى لديك. كالجبل لا يبقى عليه الماء. وطالب العلم المتواضع كانه مكان مستنقع يجتمع فيه العلم وكل روادب العلم تصب فيه. فالله سبحانه وتعالى يبارك باذن الله. مما كتب الى الرشيد يعني الى الخليفة هارون الرشيد يقول مالك في رسالته الى هارون الرشيد اذا علمت علما فليرى عليك اثره وسكينته وسمته ووقاره. وحلمه. لقوله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء ويعجبني في ابن جماعة رحمة الله عليه بشكل عام انه عندما يذكر ادبا من الاداب التي ينبغي ان يتمسك بها فانه يذكر عليه دليلا من الكتاب او من السنة او من كلام السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم. فهنا عندما ذكر اهمية اه السكينة والوقار الخشوع والتواضع ذكر اثرا عن السلف يؤكد هذا المبدأ. وهو الكتاب الذي كتبه ما لك ابن رشيد يقول له اذا علمت علما فليرى عليك اثره يخاطب من؟ يخاطب الخليفة يخاطب الخليفة. يقول له اذا علمت علما فليرى عليك اثره وسكينته وسمته ووقاره. الجملة قريبة من كلام الحسن البصري الذي سردناه قبل قليل لقوله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء فاذا كان العالم يرث ميراث النبوة فميراث النبوة هو الاخلاق ايضا ليس فقط العلم بمسائل الفقه والاعتقاد. ايضا الاخلاق والهدي والسمت. هذا من ميراث النبوة. الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم. وعائشة حينما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وعن هديه كان خلقه القرآن. وعندما يصف الصحابة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير بكل هيبة وبكل سكينة وبكل وقار؟ كيف كان متواضعا صلى الله عليه وسلم خاضعا لله خاشعا. كيف كان يتعامل صلى الله عليه وسلم هذا الاخلاق وهذا الهدي وهذا السمت ينبغي ان يرثه العالم بانه هذا من ميراث النبوة فميراث النبوة ليس فقط مسائل للاعتقاد والفقه كما يظن البعض. بل الاخلاق والهدي والسمت. نحن نتعلمها بالاسلام كما نتعلم الدين فقها واعتقادا وحديثا بالاسناد وقال عمر رضي الله تعالى عنه تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار انظر ماذا يقول عمر وان كان الاثر البعض يضاعف نسبته الى عمر لكن خذوا الفقه منه تعلموا العلم وتعلموا له السكينة فليست فقط انت تتعلم العلم بعض طلبة العلم عندما نقول هناك مجلس في الادب ادب طلب العلم تتعلم فيه الاداب التي ينبغي ان تتحلى بها يزهد في هذه العلوم. يقول ايش نفعل في هذه الامور؟ امور سهلة. نحصلها بقراءة كتاب كتابين. ووالله ان صعوبة هنا احبتي والله ان الصعوبة ان يتمسك الانسان بهذه الاخلاق وهذا الهدي وهذا السب في حياته وان يظهر اثر العلم. لانه هذا يحتاج الى مجاهدة ومجاهدة ومدافعة للنفس ولهواها. لذلك عمر كان عاقل حين قال تعلموا العلم وتعلموا شيء اخر معهم وتعلموا له السكينة والوقار حتى يظهر اثر هذا العلم الناس متى تتقبل منك العلم؟ عندما ترى اثر العلم يشعشع على وجهك وعلى قلبك وعلى حركاتك وسكناتك. هكذا تجد هذا العلم نوره يصل الى قلوب الناس. واما اليوم ما نراه من خفة خاصة بالذين يتصدرون للتدريس الاكاديمي. هذه الخفة احبتي تصرف الناس عن العلم وتجعلهم في حملته وفي اصحابه. والاثر الاخير الذي ذكره عن السلف. قال وعن السلف حق على العالم ان يتواضع لله في سره وعلى نيته ويحترس من نفسه ويقف على ما اشكل عليه فهذا المقولة الاخيرة التي تكلم بها ابن جماعة ونقلها عن السلف فحواها ان العالم يجب عليه ان يتواضع لله وهذه فكرة التواضع مرة اخرى في السر والعلانية يعني حتى تكون في سرك متواضع هذه لفتة طيبة انه البعض احبتي هو يظهر التواضع في العلانية حتى الناس تمتدحه فقط واما في داخله وفي سره فهو متكبر يا طالب العلم اياك ان تتصنع فان تصنعك يظهر ولو بعد حين. لا تتصنع التواضع وتظهر نفسك امام الناس انك متواضع وانت في قلب انما تريد ان يقال عنك انك متواضع. فهذا تواضع في الظاهر تكبر في الباطن. فالتواضع كما قال السلف في الباطن انت متواضع في باطنك لا تريد الظهور. وفي الظاهر ايضا متواضع في جمع الباطن مع الظاهر. قال ويحترس من نفسه من الخطوات التي ترد على نفسه. الخطرات التي تطلبه بالدنيا وبالرياء والنفاق والشهرة والطلاب والانشغال وو في عليه ان يحترس من هذه الخطوات ويقف على ما اشكل عليه. يعني اي شيء يشكل عليك تقف لا تخض في شيء لا تتقنه لا تتكلم في العلم بغير علم من اجل خشية ان يقال والله فلان العالم او المتصدر لا يعرف هذا الشيء وايضا يدخل فيها الورع اذا شيء اشكل عليك حكمه يحتمل ان يكون حلال ويحتمل ان يكون حرام تورع عنه. لا ينبغي للعالم ان يترك الورع اذا اشتبه عليك الحلال مع الحرام قف. كن واقفا حتى تعلم الناس ان يقفوا عند الشبهات. اما اذا كان العالم اذا اشتبهت الامور يقتحم ويدخل تقول يا شيخ شبهة ما في مشكلة نقتحمها ماذا يفعل الناس فالعالم يقف عن الحديث بغير علم وهذا سيمر معنا كثيرا هذا الادب. يقف عن الخوض في المسائل التي لا يتقنها. ويقف ايضا في المشتبهات الراء يعلم الطلبة كيف يكون الوراء. اذا هذا هو النوع الاول آآ الذي تحدث عنه ابن جماعة من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم المراقبة والمحافظة على الخوف من الله وان يظهر اثر العلم في هديه وسمته وتخشعه واخلاقه اه وذكر مجموعة من الاثار عن السلف تؤيد هذا المعنى. وان شاء الله احبتي في المحاضرة القادمة نكمل الحديث في النوع الثاني وفي باقي الانواع الاخرى التي ينبغي للعالم يتحلى بها ليكمل هذا العلم ويشرف ولينبل قدره. هذا نهاية المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم