السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الرابع في شرح الكتاب الثالث من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب العروة الوثقى لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. فقد انتهى بنا البيان الى قوله باب قول رسول الله صلى الله عليه انما من يوضع الامير فقد اطاعني. نعم. احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قلت وفقكم الله ونفعنا بعلمكم. باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من يطع الامير فقد اطاعني. مقصود الترجمة بيان وجوب طاعة الامير. بيان وجوب طاعة الامير. والامير اسم لمن يتولى امر الناس بالسلطنة والحكم. والامير اسم لمن يتولى امر الناس السلطنة والحكم وهذا المعنى له اسماء اخر فيسمى حاكما وسلطانا وخليفة واما ما فتلك الاسماء وان افترقت في المبنى فانها متحدة في المعنى. فتلك الاسماء وان افترقت في المبنى فانها متحدة في المعنى فهي موضوعة في عرف الشرع لقبا على كل من يتولى امر الناس بتدبير السلطان والحكم ومن الغلط توهم ان اسم الخليفة يكون لمن يجمع ولاية الناس كلهم وانه هو الذي له البيعة الشرعية وانه لا بيعة الا لخليفة فان اسم الخليفة في الشرع واللغة لقب لكل من ولي امر احد من الخلق في الحكم سواء كانوا جميع المسلمين ام بعضهم سمي خليفة لانه يخلف من بعده. لمن قبله. سمي خليفة لانه يخلو من قبله فمن انعقدت له الولاية على المسلمين كلهم او على قطر من اقطارهم سمي خليفة باعتبار كونه مسبوقا بغيره ممن تقدمه. ويسمى كما تقدم ايضا اميرا وحاكما وسلطانا واماما فليس لهذه الاسماء من الحق الشرعي لواحد ما ليس للاخر فانها مشتركة في دلالتها على معنى متحد وهو من تولى تدبير شؤون الناس في السلطان والحكم فالذي يسمى اليوم ملكا او سلطانا او اميرا هو خليفة شرعا وعرفا وقابل هذا الغلط الزعم بانه ليس من مقاصد الاسلام نصب الخلافة فان هذا غلط نشأ من مقابلة غلط فان من مقاصد الاسلام جمع الناس على من يدبر ولايتهم في السلطان والحكم بما يحفظ عليهم الدين والدنيا بما يحفظ عليهم الدين والدنيا. وذلك المطلوب نصبه قد يسمى تارة خليفة. وقد يسمى امير وقد يسمى سلطانا وقد يسمى اماما وقد يسمى حاكما. فتلك تلك الالفاظ فتلك الالفاظ متحدة في المعنى. والسنة ان يكون المتولي امرا المسلمين كلهم في السلطنة والحكم واحد. فان تعذر اقامة سنة صحت ولاية كل كل من انعقدت له ولاية السلطنة والحكم في بالذي تولى عليه. وهو الواقع في المسلمين من قرون طويلة من العهد الاول الى يومنا هذا وانعقد الاجماع على صحة ولاية هؤلاء مع تفرق ممالكهم ذكر اجماع اهل العلم جماعة منهم ابن تيمية الحفيد ومحمد ابن عبدالوهاب في اخرين ومنشأ الغلط في تصوير هذه المسائل ومعرفة حكم الشرع فيها هو تسليط الواقع القدري على الحقائق الشرعية. فصار الواقع القدري الذي يسيطر على عقول الخلق متحكما في تفهيمهم حقائق الشرع. فصرت ترى في من ينتسب الى العلم من يتفوق وبان الخليفة هو لقب لمن يلي المسلمين جميعا. وهذا غلط ظاهر فمن تتبع الاحاديث التي ورد فيها اسم الخليفة وجد فيها اثبات اسم الخلفاء لجماعة من المراء من الامراء مع تفرقهم. وكذا سلطان اللغة يدل على هذا انا وناهض هذا الغلط غلط قوم ظنوا ان المطالبين بهذا المعنى المذكور يرومون شيئا ليس من الاسلام. فباحوا باعلان ان نصب الخلافة اي الامارة وهو الولاية ليس من مقاصد الشرع. وهذا غلط ايضا. فانه لا بد للناس شرعا وقدرا من احد يسوسه ويحكم امرهم فيما يتعلق بتدوير شؤونهم لتدبير شؤونهم. حتى ينتظم امر دينهم اياهم ودلالة الخلق الى الحق بالحق تهديهم اليه وتقربهم منه وحملهم على الحق بغير الحق يؤدي بهم الى النفرة منه. وهذا من الشائع بين الناس اليوم فان اشياء كثيرة من الحق تلقى على الناس بغير طريق الحق فتنفر نفوسهم منها وتؤول بهم الى الشر. فهذا الاصل المترجم عليه من وجوب طاعة الامير ينتصب احد لبيانه بالدلائل الشرعية والبراهين النقلية والعقلية فيحسن اقامة الادلة والنقل عن الاجلة فيعظم هذا الاصل في نفوس الناس. ويرونه يدينون به لله. لا يتعلق بامير دون امير. ولا زمان دون زمان. ولا حاكم دون حاكم ولا باحسان دون اساءة فهم يرون فهو يرى ان هذا الذي القاه للناس من دين الناس من دين الله وهم وعوا عنه بما ذكر لهم من الادلة ان هذا دين فيتقربون الى الله سبحانه وتعالى به. وترى في الناس من ينتصب للناس لبيان هذا الاصل فيجري فيه على غير الحق. مزمجرا ومهددا. ومتهما للناس بمنازعة والخروج عن الولاية فيفشي فيهم الظنون السيئة. فينفرون من الكلام الذي ذوقه وقال لانه القى التهم عليهم مجازفة واوهم الناس انهم في هذا الاصل الشذرة ترى غير قائمين به ولا وافين بالحق الشرعي الذي طلب منهم من الله سبحانه وتعالى فيتشوف هذا الاصل في قلوبهم. ويزيد في الطنبول نغمة في رفع ملوك الزمان فوق ملوك العدل الذين تقدموا مما لا يقبله كل عاقل من المتولين في الازمنة المتأخرة عقلاء الولاة في الازمنة المتأخرة وينصلحوا لا يرون انفسهم يقعون موقعا اعلى ممن بعد الخلفاء الراشدين من ولاة العدل كمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه او عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الى غير هذين من ملوك المسلمين. فمن اراد ان يبين الحقائق الشرعية في هذا الباب خاصة وفي غيره فانه لا بد ان يحسن معرفة مواقع هذه الاحكام في الشرع ثم يحسن طريق ايصالها الى الخلق. ليهديهم الى الحق. فانه اذا ادرك مقاصد شرعي في هذه المعاني التي ذكرنا ثم سلك طريق الشرع و رأف بالناس في هدايتهم اليه قبل الناس منه. واذا كان مشوشا يفرق بين الخليفة الامير تارة موجبا الخلافة وتارة اخرى ملغيا الخلافة ثم يجري في هذا تارة بما ينفر الناس من ولاتهم وتارة بما ينفر الولاة من الناس فهذا طريق غير شرعي اذا اردت ان تعرف من ولي هذا الامر فقام به على الطريقة الشرعية المرضية فانظر الى علماء الدعوة من اهلها هذا القطر فان لهم في هذا الباب كلاما كثيرا يدينون به لله دينا وعبادة لا يتقربون به الى احد من فانهم لا يرون شيئا من الدنيا حقيقة بالنظر اليه فهم يفون لولاتهم بحقهم ويشيعون في الناس ذكرهم بالخير ترغيبا في اقامة هذا الاصل وحفظه. واذا خلوا بولاتهم نصحوهم وحثوهم على الخير وذكروهم بما يجب عليهم من حق الناس. وترى كثيرا مما يشفي غريرك ويرويه في اجوبة شيخنا محمد ابن عثيمين على الاسئلة التي كان يلقيها الطلبة حول هذا الامر في شرحه على العقيدة السفارينية. فالنسخة المطبوعة من شرح العقيدة السفارينية له المشتملة على الاسئلة والاجوبة المتعلقة بهذا تبين لك كثيرا من الحق الحقيقي الذي ينبغي ان يكون في الناس وكثيرا من الزغل والباطل الذي ينبغي ان ينفى عن الناس سواء ممن يأخذ ذات اليمين تارة او ممن يأخذ ذات الشمال تارة اخرى. نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وعن ابادة بن الصامت رضي الله عنه انه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما قضى علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا. والا ينازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله في برهان. متفق عليه. زادا في رواية واللفظ لمسلم وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. وعن انس بن مالك رضي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. رواه البخاري. وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم كما انه قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية ان فلا سمع ولا طاعة. متفق عليه. وعن عوف ابن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قيل يا رسول الله افلا ننابذ بالزيف فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة. واذا رأيتم لولاتكم شيئا تكرهونه فاكره عمله. ولا يدا من طاعة رواه مسلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها. قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم متفق عليه واللفظ للبخاري ومن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الا تسبوا امراءكم ولا تعيبوهم. واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب. رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصبهاني في تاريخ اصبهان. واللفظ له حسن. وقال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم ولعن الولاة. فان لعنهم الحالقة وبغضهم عاقرة قيل يا ابا الدرداء فكيف نصنع اذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت. رواه ابن ابي عاصم في السنة ورجاله ثقات. وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما شاء قوم الى سلطان الله في الارض ليضلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا. رواه معمر في الجامع افناده صحح به الحاكم حديثا. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة عشرة ادلة فالدليل الاول قوله صلى الله عليه وسلم من يطع الامير فقد اطاعني وهو قطعة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعصي الامير فقد عصى متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله من الامير فقد اطاعني. فطاعة الامير من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاخر في قوله ومن يعصي الامير فقد عصاني. فمعصية الامير من معصية الرسول صلى الله عليه وسلم وموقع الجملتين من الطاعة والمعصية باعتبار موافقة الشرع. وموقع الجملتين من الطاعة والمعصية باعتبار موافقة الشرع. فلو دعاه الامير الى معصية الرسول صلى الله عليه عليه وسلم لم يطعه. فان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة ذلك كالامير في معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والدليل الثاني قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واولي الامر منكم وهم اهل الولاية المتولون عليهم. وهم اهل الولاية المتولون عليكم الذين هم العلماء والامراء في اصح الاقوال الذين هم العلماء والامراء رؤوا في اصح الاقوال لان تدبير اهل الاسلام يكون في العلم والحكم. لان تدبير اهل الاسلام يكون في العلم والحكم ولكل اهله. والجامع بينهما هو اعلى اولي الامر. والجامع بينهما هو اعلى اولي الامر. كالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين فانه صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين كانوا بالمحل الاعلى. في ولاية العلم والحكم ثم ضعف الامر بعد ذلك حتى تفرق في الناس فصارت ولاية العلم علماء وولاية الحكم للامراء. والجمع في قوله تعالى اولي الامر والجمع في قوله تعالى اولي الامر يراد به من يرد اليهم. يراد به من يرد من جماعة العلماء والامراء من جماعة العلماء والامراء ويصح ارادة واحد به. ويصح ارادة واحد به. اذا رد اليه امر الناس في شيء منهما اذا رد اليه امر الناس في شيء منهما. فالاية تتناول من تولى الناس في الحكم وكان واحدا. فالاية تتناول من تولى الناس في الحكم وكان واحدا. ما الدليل ما الدليل الاية تتناول الواحد نعم لانها منه ففي الصحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم نزلت في عبد الله بن حذافة السالم. نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي. وكان خبر ذلك ان عبد الله ابن حذافة رضي الله عنه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على رأس سرية فوقع بينه وبين من معه شيء مما يقع بين الخلق عادة فغضب غضبا شديدا فامر بنار فاوقدت ثم امرهم بان يلقوا انفسهم فيها ثم سكن غضبه فنزل هذه الاية في ذلك فيما وقع بينه وبينهم من بيان طاعة الامير ثم بيان النبي صلى الله عليه وسلم ان الطاعة تكون في المعروف كما سيأتي في الادلة المستقبلة. فالاية تصح في الواحد وتصح في جماعة من يرد اليهم الامر من العلماء والحكام. والدليل الثالث هو حديث وعبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ام بايعنا على السمع والطاعة وهي حقيقة عقد البيعة للامير وهي حقيقة عقد البيعة للامير فان بيعته هي عقد السمع والطاعة له. فان بيعته هي عقد السمع والطاعة له. والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. فعلى المسلم السمع والطاعة لولي الامر بالمنشط والمكره والعسر واليسر والاثرة اي ما يخص الامير به نفسه ومن يحب من امر الدنيا اي ما يخص به الامير نفسه ومن يحب من امر الدنيا والا فينازع الامر اهله ما لم يرى كفرا بواحا اي ظاهرا عنده من الله فيه برهان واللفظ الاخر عندهما وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم يبين ان قول الحق لا يقدح في عقد السمع والطاعة. يبين ان قول الحق لا يقدح في عقد السمع والطاعة. بشرط ان يكون بالحق. بشرط ان يكون بالحق فقول الحق بالحق من الدين الحق. فقول الحق بالحق من الدين الحق. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيعته التي بايع بها هؤلاء وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. فالخوف من الله اعظم من الخوف ممن سواه فان حكم الله لا يزول وحكم غيره يزول. وحكم الله ينفذ وحكم غيره لا ينفذ لكن شرطه ان يكون قول الحق بالحق. فمن اراد ان يقيم العهد الذي عهد به النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه في بيعة اولي الامر وجب عليه ان يقوم بالحق لا يخاف في الله لومة لائم بطريق الحق. وطريق الحق هو الطريق الذي قدره الشرع فما قدره الشرع لبيان الحق كان من الحق وما استحسنه الناس واصطلحوا عليه ولم يأتي الشرع به فلا عبرة به. وليس طريقا لنصب الحق. فمثلا لو ان احدا بنا الولاة صنع ما صنع فعمد اليه رجل مسموع الكلمة من العلماء او الامراء دونه او الوجهاء او غير هؤلاء. فخلى به فنصحه ووعظه وذكره بالله سبحانه وتعالى. فهل يكون هذا قادحا في بسمعه وطاعته له ام غير قادح؟ الجواب غير قادح ويكون حينئذ قولا للحق بالحق ام بغير غير الحق قولا بالحق بطريق الحق. فان عمد اخر بعد حدوث تلك البلية من الامير فانتصب في جمع من الناس. ممن لا تدبير لهم. في شيء من الامور ثم حدثهم بان ما صنعه هذا الامير شر لا خير فيه وانه صادر من عدم تمام رؤية وتقدير حسن للامور وانه يؤول بالناس الى شرور وشرور فحينئذ يكون ما قال وان كان من الحق على تقدير ذلك مسلوكا به غير الحق لان الله قال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف يعني ما يحدث في الامر العام للناس اداءوا به كفعل هذا ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم يعني من تعلق بهم تدبير الشأن لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فالله عز وجل امرنا في مثل هذا ان يرد الى اهل الشام لا الى كل احد. فلا يعمد المرء في جموع الخلق ممن لا يعي كل شيء فيدرك شيئا وتغيب عنه اشياء وهذا متعلقه كذا وذاك متعلقه كذا وهذا ابن عشر سنين وذاك ابن اربعين سنة وذاك ابن ثمانين سنة ثم يحدثهم بخطاب عائم هائم لكل هؤلاء لا يستوون في ولا يملكون شيئا في حله ووثاقه. فحينئذ يكون صنيعه الذي صنع من غير المأذون به شرعا لانه لم يسلك في القيام بالحق طريق الحق. واما من سلك بالحق طريق الحق فانه وان وقع له ما وقع فهو من اعظم الناس عند الله عز وجل مقاما لان مع الله ومع خلقه هو من يبذل لهم النصيحة متقربا الى الله سبحانه وتعالى لا يرجو من الخلق شيئا ولا يهاب من الخلق شيئا. لان معاملته مع الله سبحانه وتعالى. فمثل هؤلاء هم انوار الدجى وشموس الهدى الذين ينتفع الناس بقيامهم بهذا الواجب وتبرأ الخلق من حق القيام بالنصيحة لولي الامر فيستقيم بذلك امر الناس في دينهم ودنياهم فمن الغلط الواقع في هذه الجملة المذكورة خلقوا طائفتين احداهما طائفة ترى ان كل قيام بالحق قادح في السمع والطاعة. وهذا غير صحيح فانما يكون قادحا اذا كان بغير الحق. اما اذا قال الرجل بالحق في نصح ولي الامر فهذا من الحق. والطائفة الاخرى طائفة تقوم بحق بغير طريق الحق فيكون ما يتولد من الشر عن اولئك عن هؤلاء واولئك شيء عظيم هو الذي المسلمون في كثير من البلاد بناره ولهبه. لما ضيعت الاصول الشرعية. وسلك بها وسلكت بها طرق سوى الطرق المرعية عند من له الة العلم والعقل والتجربة له وتجد في احوال علماء هذه البلاد ممن خالطهم وعرف اخبارهم قديما وحديثا من العقل وتمام النصح والصدق مع الله ومع خلقه ما كانوا به اسبابا من ثبوت الدين والدنيا في هذه البلاد. فكم من فتنة دوت قديما وحديثا فكان القائمون بصدها والتحذير منها هم العلماء الصادقون في نصحهم لولاة امرهم. ممن لا يخافون الا الله ولا يرجون الا الله سبحانه وتعالى. ولا يرون شيئا من الدنيا مطلوبا عندهم ولهم في ذلك اخبار كثيرة تدل على صدق دينهم وانهم نصحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم ثم حدث في الناس احوال تخالف تارة من هذه الجهة وتخالف تارة من تلك الجهة ومن اراد ان يسلم فعليه ان يقيم نفسه على الطريقة الشرعية وان يهتدي بهؤلاء فان من دلائل الحق لزوم الكتاب والسنة وظهور العقل في صحة التجربة في وقائع كثيرة سواء ممن ادركنا في سنوات قريبة او ما كان فيما تقدمنا قبل اربعين سنة وسبعين سنة وتسعين سنة من وقائع كانت كل واحدة كفيلة بان تصرم عقد الولاية هنا وان تفرق الناس وان يعودوا الى سالف ما كانوا وعليه من الشر لكن كان صمام الامان لزوم الطريقة الشرعية وبذل النصح للراعي والرعية والتقرب الى الله وتعالى بذلك. والدليل الرابع حديث انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واطيعوا. اي اسمعوا لمن كان اميرا عليكم. واطيعوه. ولو بلغت حال المتولي ان يأنف الاحرار حال الاختيار من ولايته. ولو بلغت حال المتولي ان يأنف الاحرار حال الاختيار من ولايته كالعبد الحبشي الذي يتولى على العرب كالعبد الحبشي الذي يتولى عن العرب فان العرب يرون في انفسهم فضلا عليه فان العرب يرون في انفسهم فضلا عليه فاكد كسر ملاحظة هذا الفضل في نفوسهم بامرهم شرعا بان يطيعوه ولو كان عبدا حبشيا اذا تولى تدبير امرهم في السلطنة والحكم. والدليل الخامس حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال السمع والطاعة على المرء المسلم الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله السمع والطاعة على المرء المسلم. ايهما عليه لولي الامر. اي هم فعليه لولي الامر فان اطلاقهما يتعلق به دون غيره. فان اطلاقهما يتعلق به دون غيره فيجب على العبد ان يسمع ويطيع فيما احب وكره الا في حال واحدة. وهي ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. اي في تلك المعصية. فلا سمع ولا طاعة اي في تلك المعصية. ويبينه حديث عوف بن مالك رضي الله عنه الاتي بعده. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت رأيتم من غلاتكم شيئا تكرهونه فاكره عمله. ولا تنزعوا يدا من طاعة فمن دعا الى معصية الله من الامراء لم يطع في تلك المعصية كره ذلك منه لكن لا تنزع البيعة بالسمع والطاعة منه لاجل تلك المعصية. والدليل السادس حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله قيل يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة فاذا رأى المرء المسلم من اميره ما يكره فانه يحرم عليه ان يساقه بالخروج عليه بالقتال ما بقي عليه اسم الاسلام. فان قوله صلى الله عليه وسلم لا ما اقاموا فيكم الصلاة اي لا ما بقي عليهم اسم الاسلام. ومن اعظم ما يثبت به بقاء اسم الاسلام الصلاة. فانها اعظم اركان الاسلام العملية. والدليل السابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة. الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم. فمن الحق الذي لهم علينا السمع والطاعة يجب على العبد ان يؤدي اليهم هذا الحق. وان رأى منهم اثرة اي اختصاصا لانفسهم ومن يحبون بشيء من الدنيا مهما عظم. فاذا رأى منهم العبد ذلك ورأى امورا ينكرها ادى اليهم حقهم من السمع والطاعة ولم ينازعهم في شيء وسأل الله سبحانه وتعالى حقه ومن وكل حقه الى الله فان الله كفيل له بحقه. فمن ضمن الله عز وجل له حقه فانه اتيه في الدنيا او في الاخرة او فيهما معا فمن كان الله ضمينه وكفيله فويل لمن خالف امر الله سبحانه وتعالى فيه من كان ذا بصر وديانة من الولاة عظم عليه شأنها فان السؤال عن حقوق الخلق عظيم وقد ذكر ابو الفرج ابن رجب في اخبار عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه رؤي بعد بتسع سنين فقيل له ما فعل الله بك يا ابن الخطاب؟ فقال الان الان فرغت من الحساب فاذا كان هذا عمر الذي تؤلمه عثرة بغلة في صنعاء او الكوفة بقي هذه المدة المذكورة في هذه الرؤيا وهي تجري مجرى الاخبار التي توقظ في الناس الانتباه الى هذه المعاني المتقررة في الكتاب والسنة من ان سؤال الله عن حقوق خلقي شديد هذا اذا كان ذو الحق واحدا فكيف اذا كانوا خلقا كثيرا والدليل الثامن حديث انس رضي الله عنه انه قال نهانا كبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا تسبوا امراء الحديث رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصبهاني في تاريخ اصبهان واللفظ له واسناده ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا تسبوا امرائكم ولا تعيبوهم. فمن حق امير المندرج في طاعته عدم سبه. فمن حق الامير المندرج في طاعته عدم سبه ترك عيبه لما ينشأ عن ذلك من الشرور وما يتولد منه من الويل والثبور فينهى العبد عن سب الامراء ولعنهم لسوء عاقبته. فان قال قائل هذا الحديث الذي ذكرت ان اسناده حسن هو منكر المتن لما تقدم في حديث عوف ابن مالك وهو في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وشرار الذين تبغضونهم ويبغضونكم. وتلعنونهم ايش؟ ويلعنونكم. فالخبر المذكور يدل على وقوع لعن الامراء من الرعية ما الجواب انا شخصيا من باب الطلب نعم والجواب ان الحديث المتقدم عن عوف هو حكاية حال من باب الخبر هو حكاية حال من باب الخبر لا تفيد جواز اللعن. والمذكور في حديث انس تقرير حكم وهو النهي عن لعن الامراء وعيبهم وسبهم. ويقدم الطلب على الخبر الطلب على الخبر وباب الخبر يستفاد منه ان لم ينازع دليل. مثل ايش متل ما حكم المنارة في المسجد الائمة وينهم تجدكم فيها منارات طيب غير الائمة المأمومين يفزعون للائمة يوجد حديث في النهي لا يوجد لكن جاء خبر في صحيح مسلم ان المسيح عيسى ابن مريم ينزل عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق فذكر ذلك على وجه الخبر من غير وجود ما ينازعه نهيا لا في الاحاديث ولا في الاثار عن الصحابة والتابعين واتباع التابعين يدل على جواز ذلك. والدليل التاسع حديث ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال اياكم ولعن الحديث رواه ابن ابي عاصم في السنة ورجاله ثقات. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اياكم ولعن الولاة. فنهى عن لعنهم لما يجره. نقض السمع والطاعة لمن اجره من نقض السمع والطاعة له فانه اذا فشى في الرعية لعن الولاة ان الامر الى بغض والنفور منهم. ثم قوى في الناس الخروج عليه. وهو محرم شرعا وعلله بقوله فان لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة. والمراد بالحالقة المذهبة للخير والمراد بالحالقة المذهبة للخير الموجود. والمراد بالعاقرة المستأصلة للخير في مال السقف المستأصلة للخير المطلوب فيما يستقبل. فالحلق اعدام الموجود فالحلق اعدام الموجود. والعقر قطع امل في وجود المفقود والعقر قطع امل في وجود المفقود. والدليل العاشر وحديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما انه قال ما مشى قوم الى سلطان الله. الحديث رواه معمر في الجامع. واسناده صحح به الحاكم حديثا. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا ادلهم الله قبل ان يموتوا. فمن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله فالتعدي على حق الامر في السمع والطاعة للامير يورث الذل. فالتعدي في حق الامر بالسمع والطاعة للامير يورث الذل لانه تعد على حكم الله. لانه تعد على حكم الله. يوقع في معصيته. ومن عصى الله ذله يوقع في معصيته. ومن عصى الله ذل. وسلطان الله اسم لمتولي الحكم في وسلطان الله اسم لمتولي الحكم في المسلمين. والاضافة فيه للتشريف فيه للتشريف. وعد المتولي الحكم سلطان الله لامرين. وعد المتولي الحكم فسلطان الله لامرين. احدهما ان الله عز وجل هو الذي وهبه السلطنة والحكم ان الله هو الذي وهبه السلطنة والحكم فصيره على الناس اميرا. وصيره على الناس اميرا اخر ان الله هو الذي جعل له بطريق الشرع حقا. ان الله هو الذي جعل له بطريق الشرع حقا. فالاول من باب القدر والثاني من باب الشرع. فالاول من باب قدر والثاني من باب الشرع فلما اجتمع هذان المعنيان جعل للامير اسم سلطان الله في الارض. والاضافة هنا من باب التشريف اي في نسبته الى الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فيه مسائل الاولى وجوب طاعة اولي الامر. الثانية على المسلم والطاعة لولي الامر منا في المنشط والمكره والعسر واليسر والاثر. وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لائم الثالثة ان من تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان. الرابعة انها في المعروف فلا سمع ولا طاعة. قال وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. هذه كما تقدم في حديث من باي حديث حديث عبادة من الصامت في البيعة. قال لا يخاف لومة لائم ولو كان اقرب قريب. ولو كان اقرب قريب مما ترى هذا لومة نائم سيكون في الخلق من يلومه وربما كان هذا من اقرب الناس اليه. وقد وقع هذا في تراجم كثير من اهل من اهل العلم ومن اخبار شيخ شيوخنا عبد الحميد بن باديس رحمه الله ان الحاكم الفرنسي تحضره بحضرة ابيه وكان ابوه من وجهاء الناس واثريائهم فانهم كانوا من بيت ملك لمن تقدم في القرون السابقة. ثم حثه الحاكم الفرنسي على ان يسمع ويطيع لاوامر فرنسا. وان يشغب بدعوة الناس الى دينهم. ثم قال له وهذا ابوك يكلمك فتكلم او بكلام يحظه على ترك الامر للنظر عند هؤلاء والا يشغل نفسه بهذه امور فلما فرغ من ذلك التفت اليه الحاكم الفرنسي فقال له ما تقول؟ فقال ان ابي ان الله لا يرضى بان اعصيه سبحانه في طاعته هو فيما يقول. فلا اطيع ابي في معصية ربي فهذا كان ابوه من اقرب الناس اليه وكان ينهاه عن شيء من الحق فيما يتعلق تدبير الولاية في اصلاح المسلمين في ذلك القطر ومثل هذا كثير وقد اخبرني بهذه الحكاية عنه تلميذه عمار مطاطلة رحمه الله تعالى. نعم الثالثة ان من تعمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان. الرابعة النهى في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله واذا رأى منه ما يكره كره عمله ولم ينزع ادم من طاعة. الخامسة الامر بالصبر على ما يكره منهم وان نؤدي اليهم حقهم ونسأل الله حقنا. فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا من الله فيه برهان السادسة الناهي عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم. السابعة ان من اذل سلطان الله في ارضه اذله الله قلت وفقكم الله باب نجاة هذا الامر. مقصود الترجمة بيان ما تحصل به نجاة العبد في هذا الامر. بيان ما تحصل به نجاة العبد في هذا الامر اي الشأن الذي جعل فيه من الابتلاء اي الشأن الذي جعل فيه من الابتلاء العبادة واحسان العمل بالعبادة واحسان العمل. قال الله تعالى الذي خلق الموت الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وفي صحيح مسلم من حديث المجاشعي رضي الله عنه ان الله تعالى قال انما بعثتك يعني محمدا صلى الله عليه وسلم لابتليك وابتلي بك. اي لاختبرك في تبليغ الرسالة اختبر الناس في امتثالهم ما ارسلت ما ارسلتك به اليهم هل يقبلون ام لا يقبلون؟ احسن الله اليكم قلت وفقكم الله وقول الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. وما من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون. وقوله واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. وعن زيد ابن رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ ثم قال اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب. وانا تارك فيكم ثقلي. اولهما كتاب الله في الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيت اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. رواه مسلم ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فينظر احدكم من يخالف رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب وصححه الحاكم. وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني. فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت وما دخن؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم تنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة الى ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوا فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا. فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت فما تأمرني ان ادركني قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام. قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو انت عض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك. متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. رواه البخاري وعن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهرج كهجرة اليه. رواه مسلم. وعن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فاصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على فوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. رواه البخاري. وعن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ولا تزال اصابة من المسلمين يقاتلون على الحق الظاهرين على من ناوئهم الى يوم القيامة. متفق عليه واللفظ لمسلم. وقال ابن شهاب الزهري رحمه وكان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا عاش العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. رواه الترمذي واسناده صحيح عبد الله عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد. اسألك كما هديتني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم رواه مالك واسناده صحيح ايضا. وقال الفضيل ابن ابن عياض رحمه الله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي تظهر فيه البدعة قال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء رواه البيهقي في شعب الايمان وقال ابو بكر المروذي رحمه الله في كتاب الورع قلت لابي عبدالله يعني احمد ابن حنبل رحمه الله من مات على الاسلام والسنة مات على خير. فقال لي اسكت ان مات على الاسلام سنة مات على الخير كله. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر فالدليل الاول قوله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك. الاية والتي بعدها. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. اولها في قوله فاستقم كما امرت اولها في قوله فاستقم كما امرت. فمما ينجو به العبد الاستقامة وحقيقتها اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام وتانيها في قوله ولا تطغوا. اي لا تجاوزوا الحد اللي جعل لكم بالزيادة. اي لا تجاوز الحد الذي جعل لكم بالزيادة مبالغة. فمما ينجو به العبد ترك الطغيان. فمما ينجو به العبد ترك الطغيان وثالثها في قوله ولا تركنوا الى الذين ظلموا. وثالثها في قوله ولا الى الذين ظلموا. اي لا تميلوا الى اولئك الذين ظلموا ممن امر العبد بمباعدتهم. ممن امر العبد بمباعدتهم. من الكفرة والمبتدعة والفساق من الكفرة والمبتدعة والفساق. فمما ينجو به العبد هجر الظالمين. فمما ينجو به العبد هجر الظالمين. من الكفار والمبتدعة والفساق. فان اسم الظلم يشملهم. وان اختلفت حظوظهم منه فان اسم الظلم يشملهم. وان اختلفت حظوظهم منه. فاذا استقام العبد ولم يطغى ولم يركن الى الظالمين كان ذلك من اسباب نجاته واذا عدل عن ذلك فهو على شفا هلكه. والدليل الثاني قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فمما ينجو به العبد رد الامر الى اهله فمما ينجو به العبد رد الامر الى اهله من العلماء والامراء. لانهم به ادرى وعليه اقدر. وقد علق الله ذلك في ذممهم. وقد علق الله ذلك في ذممهم فذممهم مشغولة بالقيام بالشأن العام. في ذممهم مشغولة بالقيام بالشأن العام مما يرجع الى تحصيل امن مطلوب او دفع امن مرهوب فان ذمم هؤلاء وهؤلاء قد شغلت شرعا بهذا الحق هم من اعظم الناس حملا بين الناس. وقد حملهم الله عز وجل تلك الامانة. فمن اداها نجا وسلم ومن خانها كان من اعظم الهالكين. وذكر الله عز وجل في الاية التخويف من العدول عن هذا الى غيره في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. فالعدول عن هذا ودخول العبد فيما ليس من شأنه هو من اتباع الشيطان الذي يؤدي بالعبد الى الشر والهلكة في الدنيا والاخرة. والدليل الثالث حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا الحديث رواه مسلم. وقوله فيه بماء يدعى خما اي بموضع يجتمع فيه الناس على ماء يقال له غدير خم وهو اين مكة والمدينة؟ وقوله وانا تارك فيكم ثقلين اي امرين عظيمين. اي امرين عظيمين فالثقل الامر العظيم الذي يثقل لجلالته ومهابته. ودلالته على مقصود ترجمتي في قوله اولهما كتاب الله. فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فمما ينجو به العبد اخذه بكتاب الله واستمساكه به. وتقدم ان الاستمساح هو شدة التعلق. فمما تدرأ به عن العبد انواع الشرور. ويدرك فنون الخير والحضور شدة تعلقه بكتاب الله واقباله عليه ولا سيما في اوقات الفتن وللعلامة عبداللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله في هذا كتب بها الى بعض اصحابه لما نزل بالناس ما نزل من الفتن بعد مقتل الامام تركي ابن عبد الله رحمه الله فكتب يوصي بلزوم كتاب الله والاقبال عليه والاكثار من قراءته وتدبر معانيه وفهم اياته ومعرفة تفسيره. ويتبع الاعتصام بالقرآن الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فان القرآن يأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويرغب في طاعته احذروا من مخالفته فينجو العبد باعتصامه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واطراح ما يخالفهما من الاهواء وان عظم عند الناس. فانه اذا سطع نور من الكتاب والسنة لم يبقى نور سوى نورهما. واذهب نورهما كل باطن يتعلق به الناس والدليل الرابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله الحديث رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب. وصححه الحاكم. والخليل هو قرين الرجل وصاحبه الذي قويت صلته به. قرين الرجل وصاحبه الذي قويت صلته به. حتى تخللت محبته قلبه حتى تخللت محبته قلبه اي تمكنت من قلبه على مقصود الترجمة في قوله فلينظر احدكم من يخالل. فصحبة من يوثق بدينه عقله من مصاعد النجاة. فاذا صحب المرء الصادق في الدين العارف به. العاقل فيما يأتي وما يذر كان ذلك من اسباب نجاته. والرجال والنساء في ذلك سواء. قال الله تعالى فيا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. اي الزموا انفسكم صحبة الصادقين تحمد من عاقبة تلك الصحبة. والدليل الخامس حديث حذيفة رضي الله عنه انه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير كنت اسأله عن الشر. الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم وقوله فيه نعم وفيه دخل اي شيء غير صافي اي شيء غير صاف ولا اسالم من التلطخ بما يكره. وقوله نعم دعاة الى ابواب جهنم اي الى اعمال اهلها اي دعاة الى اعمال اهلها. فابواب الجنة سميت اعمالي التي تدخل فيها مثل باب الصلاة وباب الصدقة وباب الجهاد كما ثبت في الصحيحين. وابوابه النار هي اعمال اهلها. التي تدخلهم اياها. ودلالته وعلى مقصود الترجمة في قوله تلزم جماعة المسلمين وامامهم. فمن نجاة العبد ان يلزم المسلمين ولا يفارقهم وان يسمع ويطيع لامامهم وهو المتولي للحكم فيه وهذا المرتقى من مصاعد النجاة مما يفقد في الناس في احوال ولذلك سأل عنه حذيفة فقال فان لم يكن لهم جماعة ولا امام. اي اذا لم يكن امرهم منتظما بجماعة من رؤوس الحل والعقد يتولى عليهم امام يرجعون اليه في تدبير شؤونهم قال له النبي صلى الله عليه وسلم فاعتزل تلك الفرق كلها. اي اعتزل ما يصير عليه الناس. من احزاب وجماعات وعصابات فان في ذلك السلامة لدينك. فاذا انفرط العقد وانقطع الحبل وانخرم الامر ولم يبق في الناس جماعة من رؤوسهم يرجعون اليهم ولا امام يسمعون له ويطيعون وصاروا شذر مذر. ودخل بعضهم في بعض فان المأمور به شرعا ان يعتزل العبد الناس حينئذ وهم بلا ريب متفرقون اشتاتا تنتظر اما في باسم احزاب او اسم جماعات او اسم عصابات او اسم عرقيات او غير ذلك من الروابط التي تجمع بعض الناس الى بعض عند انفراط الامر بينهم في جماعتهم وولايتهم. فيؤمر العبد ان يعتزلهم جميعا ولو ان تؤدي به تلك الحال الى ان يعض باصل شجرة اي ان يشد باسنانه على جذع شجرة ليسلم من مشاركة الناس في القيل والقال والوقوع فيما وقعوا فيه من الهرج والمرج واختلاط الامور بينهم ولو بقي على تلك الحال حتى يدركه الموت. فانه نجاته عند الله سبحانه وتعالى واكمل الناس دينا واتمهم عقلا من يطلب نجاته عند الله ولو هلك عند الناس دينا واسقمهم عقلا من يطلب نجاته عند الناس ولو هلك عند الله. فان العبد اذا نجى عند الله تمت له النجاة والسعادة. واذا نجى عند الناس وهلك عند الله لم تكن له سعادة ولا نجاة ابدا ولكن اكثر الخلق محجوبون بحجاب البشرية والانسانية. فتراهم يتوقون الى حقوقهم وحظوظهم بين الناس ويغفلون عن حظ الله وحظه. فتجد كثيرا من الناس من يتحدث عن الموقف وهو يريد موقفك عند الناس. وينسى الموقف بين يدي الله سبحانه وتعالى تجده في اتوان الفتن يأتيك من يصطدم شرا فيقول ما موقفك من الاحداث؟ وهو يريد الموقف عند الناس ينسى رعاية الموقف عند الله سبحانه وتعالى. وفي من انباء من سبق الخبر اليقين بالفرق بين الراسخين وبين الغوغاء المتعجلين ففي طبقات ابن سعد ان رجلا دخل على حذيفة هو ابي مسعود الانصاري رضي الله عنهما وهما في مسجد الكوفة فقال لهما انتما ها هنا وقد اخرج الناس اميرهم يقول انتم جالسين في المسجد والناس طلعوا الامير اين المشاركة الشعبية؟ فسكت شف العقل والدين فسكت لما رأى سكوتهما قال والله انا لعلى الحق فقال له حذيفة والله لا تكونون على الحق حتى تنصح الرعية ويشفق الراعي هذا اللي على الحق. الرعية تنصح ما تطلب حقوقها. وانما تطلب حق الله سبحانه وتعالى. والراعي يشفق ويرحم ويعلم انه مؤتمن على هذه وان الله لا يرحم من عباده الا الرحما. وان من ولي من امر المسلمين شيئا فرفق بهم رفق الله به. وان ولي من امرهم شيئا فشق عليهم شق الله سبحانه وتعالى عليه. فمن استحضر هذه الاحكام الشرعية حقائق الدينية عندما تحصل الفتن نجا. ومن تسلط عليه صوت الخلق من القيل قال خرج عن طريق الشرع ولا يثبت الله سبحانه وتعالى الا من اختاره واصطفاه وهداه ولذلك فان من اعظم شهود المنن والنعم الثبات عند الفتن فانها نعمة عظيمة وقد تقدم في الاثار التي في باب طاعة الامير ان غير واحد من الصحابة يقول اصبروا فان الامر قريب هذا هو المأمور به شرعا بان يسلك الانسان الطريقة الشرعية وان يحمل نفسه عليها ولو كان في ذلك الم على نفسه لانه ليس عبدا لنفسه ولا عبدا للناس وانما هو عبد لله سبحانه وتعالى. فمن راقب عبودية الله عز وجل في الناس نجا وانجى ناس ومن راقب الناس في حق الله عز وجل هلك واهلك الناس ولا ينبئك شاهد عينيك وطارق عما يتصل باحوال المسلمين قديما وحديثا عند عدم القيام بهذه الحقوق كما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه والدليل السادس حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مالك المسلم الحديث رواه البخاري. وقوله فيه شعث الجبال يعني مسالكها الوعرة. وطرقها الملتوية وطرقها ملتوية وقوله ومواقع القطر اي منازل الغيث اي منازل الغيث من مجامع السيول التي ينبت فيها الشجر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يفر بدينه من الفتن. فمن ما ينجو به العبد ان يفر بدينه من الفتن فيتحفظ من الفتن ويتحرز منها ولا يرد على شيء منها ابتغاء حفظ دينه ونجاة نفسه لان لا يدخل في شيء من هذه الفتن فيفتح على نفسه بابا من ابواب الشر لا يغلق والدليل السابع حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الحديث رواه مسلم. ومعنى رده الى النبي صلى الله عليه وسلم اي نسبه اليه وجعله من كلامه. اين اباه اليه وجعله من كلامه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله العبادة في الهرج كهجرة اليه فمما ينجو به العبد الاقبال على العبادة. فمما ينجو به العبد الاكثار الاقبال على العبادة الاستكثار منها في زمن الفتنة. فالهرج هو اختلاط الامور. فالهرج هو اختلاط الامور اعظمه القتل واعظمه القتل. فتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للهرج لما ذكره بقوله القتل يعني اعظم ما يكون من الهرج باختلاط الامور هو ان يقتل المسلمون بعضهم بعضا. وعظم النبي صلى الله عليه وسلم اجر العبادة في تلك الحال بان بلغ منزلة صاحبها منزلة من هاجر اليه صلى الله عليه وسلم. والجامع بين هذا وذاك ان المهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نفسه من ارض الكفر ونزح الى ارظ الاسلام فارق الناس مما فيما كانوا عليه. وكذا المقبل على الله بالعبادة. ينزع نفسه مما الناس من القيل والقال ويقيم قلبه بين يدي الله سبحانه وتعالى متخلصا من حال الناس متفردا بربه مكثرا من مناجاته وسؤاله وقراءة كتابه والتقرب اليه سبحانه وتعالى بما يحبه ويرضاه فان عادة الناس في ازمنة الفتن جمع اخبارها فتراهم زرافات ووحدانا الاخبار من كل حدب وصوب ويسعون في جمع ما يتصل بهذا وذاك من احوالها تقلباتها وما يكون فيها مما لا تعظم منفعته لهم غالبا ويغفلون عن الاقبال على الله سبحانه وتعالى بدعائه وسؤاله مناجاته وملاحظة امره ونهيه ومن رأى يمر بالناس من الفتن يرى صدق ذلك. فانه في زمن مضى لما مرت فتنة الخليج على هذه البلاد ترى ناس يفتحون عدة اذاعات لما كان المذياع هو الغالب فيما يتصل بالنقل الخارجي فهذا الجهاز يعمل على اذاعة مونت كارلو وذاك على اذاعة لندن والثالث على اذاعة روسيا والرابع على اذاعة كذا وكذا ومقصودهم من تتبع تلك الاذاعات هو الوقوف على مستجدات الاحداث كما يقال في هذه الفتن ويغفل احدهم عن ان يتعوذ بالله من شر الفتن. وهذا يبين لك شدة الامر من ان نزع الانسان عما يكون عليه الناس في حال الفتن شديد ولذلك بلغ اجر صاحبه ان يكون ثوابه المهاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم. والدليل الثامن حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. فالاخذ على ايدي التاركين للمعروف او الفاعلين المنكر ينجو به اولئك وينجو به الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر. فمن نجاة العبد امره بالمعروف ونهيه عن المنكر. فمن نجاة العبد امره بالمعروف ونهيه عن المنكر. وهو من الخيرية التي جعلها الله سبحانه وتعالى لهذه الامة فقال كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ومن خصائص هذه البلاد علو شأن هذه الشعيرة فيها. من لدن عهدها الاول في زمن الامام محمد ابن سعود. والامام محمد بن عبد الوهاب الى زماننا هذا. فحقيق باهل رعاة ورعية وحكاما ومحكومين ان يعرفوا مبلغ هذه النعمة العظيمة التي القاها الله سبحانه وتعالى لهم وان يجتهدوا في حفظها وصيانتها والتواصي عليها واقامتها فيهم فانها من اعظم اسباب الاماني والسلامة واستقامة الامور في شأن الدين والدنيا معا. والدليل التاسع حديث معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. الحديث متفق عليه واللفظ مسلم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فمما ينجو به العبد ويحفظ دينه فقهه في الدين ديني واذا كان هذا وصفا لجماعة المسلمين كلهم كان من اسباب نجاتهم والاخر في قوله ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم اي من عاداهم. فمما ينجو به العبد في نفسه والناس في جماعتهم ان يقوموا بحق الجهاد فان الجهاد في سبيل الله من دين الله. والجهاد المأمور به في الشرع هو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم يقاتلون على الحق. فالقتال الذي يكون جهادا هو القتال على الحق. فاذا قاتل العبد على الحق بحق كان مما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. وبه قوة الدين. واما القتال على غير الحق او كانوا بغير الحق فهذا مما لا يحبه الله ولا يرضاه. وعاقبته على المسلمين وخيمة فهو يضعفهم لان كل ما خالف امر الله سبحانه وتعالى رجع على الناس بالنقص في امر معاشهم ومعادهم. والله سبحانه وتعالى قد جعل الجهاد من شعائر الدين وشرائعه بل هو سنام هذا الدين اي اعلاه وارفعه. ورتب في الشرع ترتيبا وكل فيه كل وظيفة منه الى من تعلقت بذمته واعظم هؤلاء من ولاهم الله سبحانه وتعالى امر المسلمين من الامراء والحكام ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به. اي يصدر في القتال عن ويدفى به فذمة ولي الامر مشغولة شرعا باقامة الجهاد وذممنا نحن مشغولة بطاعة ولي الامر فيه. وعند احمد باسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال لا يحمل الرجل على الكتيبة الا باذن امامه. لا يحمل الرجل على الكتيبة الا باذن امامك اي لا يغامر المقاتل من المسلمين في الهجوم على كتائب المشركين الا بما يأمره به ولي وامره لان امر الجهاد موكول اليه وهو واجب عليه ان يقوم بحق الله سبحانه وتعالى فيه فالواجب ولاة الامر من المسلمين ان يقوموا بهذه الوظيفة. والواجب على محكوميهم ورعاتهم ان يسمعوا ويطيعوا لهم في ذلك فاذا اظهروا ذلك حفظ الله بيضة المسلمين وقواهم على اعدائهم. واذا ضيع هذا في اولئك وهؤلاء كان ذلك من اسباب ضعف المسلمين وتسلط اعدائهم عليهم. والدليل العاشر حديث ابن شهاب الزهري وهو احد التابعين واسمه محمد ابن مسلم ابن عبيد الله ابن عبدالله ابن شهاب الزهري انه قال كان من ومن علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. الحديث رواه الدارمي واسناده صحيح. وقوله كان من مضى من علمائنا اي من ادركهم من الصحابة وكبار التابعين فان ابن شهاب ادرك من ادرك من الصحابة وكانوا قليلا الجم الغفير من التابعين. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله الاعتصام وبالسنة نجاة وهذا مطابق لما ترجم به المصنف. فمما ينجو به العبد الاعتصام بالسنة والاخر في قوله فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. اي في بث العلم واحيائه حفظ بقاء الدين والدنيا فاذا بقي العلم منشورا في المسلمين قويا ظاهرا قد عمرت به نفوسهم وبلدانهم حفظ بذلك الدين وبقيت الدنيا واذا ذهب العلم ذهب الدين والدنيا ففشلت الشرور تغيرت احوال الخلق ولابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين وشيخ شيوخنا ابن بليد في منسكه ما هذا المعنى من ان العلم اذا شهر في بلد عمر بالخير. واذا فقد من بلد عمر بالشر والدليل الحادي عشر حديث نافع وهو مولى ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول اللهم انك قلت الحديث رواه مالك واسناده صحيح ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نسألك كما هديتني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم مما ينجو به العبد حسن الخاتمة بالموت على الاسلام. فمما ينجو به العبد حسن الخاتمة بالموت على الاسلام آآ وانما يتهيأ الموت على الاسلام لمن لازمه. وانما يتهيأ الموت على الاسلام لمن لازمه فيعيش عليه حيا ويتوفى عليه ميتا. فيعيش عليه حيا ويتوفى عليه ميتا والدليل الثاني عشر حديث الفضيل بن عياض وهو احد اتباع التابعين انه قال طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. الحديث رواه البيهقي في شعب الايمان وطوبى فعلى من الطيب. وهو اسم جامع لكل ما تنتظم به الحياة الطيبة وهو اسم جامع لكل ما تنتظم به الحياة الطيبة في الدنيا والاخرة. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. فمن مصاعب النجاة حسن الخاتمة بالموت على الاسلام والسنة. فمن مات على الاسلام والسنة نجا. وبلوغ هذه الفضيلة موقوف على اقامة العبد نفسه في الدنيا على الاسلام والسنة. فمن اقام نفسه على الاسلام والسنة توفاه الله سبحانه وتعالى على الاسلام والسنة. وقوله في الحديث ثم بكى على زمان يأتي اي فيما يستقبل فيه البدعة اي تفشوا. قال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. اي ما شاء الله فعل تسليما لامره اي ما شاء الله فعل تسليما لامره فان الله بيده الامر فهو الذي يقدر ما يشاء في الناس من قوة الدين وضعفه. والدليل الثالث عشر حديث ابي بكر المروذي رحمه الله احد اصحاب الامام احمد في كتابه ورع انه قال قلت لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل من مات على الاسلام والسنة مات على خير فقال اسكت الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قول احمد من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله فمما ينجو به العبد الموت على الاسلام والسنة. وانما يترشح له كما سبق من حي عليهما فمن حي على الاسلام والسنة كان الله به رحيما فاماته على الاسلام والسنة. وقول امام احمد اسكت زجر له تعظيما بما ذكر زجر له تعظيما لما ذكره وانه امر جليل. وان من يموت على الاسلام والسنة فانه يموت على الخير كله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يميتنا جميعا على الاسلام والسنة. نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فيه مسائل الاولى الامر بالاستقامة الثانية رد الامر الى اهله من العلماء والامراء. الثالثة الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من بدينه امان من الفتن. الرابعة الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها قامسة فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في انجاء المؤمنين. السادسة في احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا. السابعة حسن الخاتمة بالموت على الاسلام والسنة بحمد الله ليلة الجمعة الثلاثين من شعبان سنة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة بعد اربعمائة والالف. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من بيان معاني هذا الكتاب على ما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع علي الجميع لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب كثير العروة الوثقى بقراءة غيره في البياض الثاني صاحبنا فلان بن فلان يكتب اسمه تاما. فتم له ذلك في اربعة مجالس في الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته اني اجازة خاصة من معين بمعين في معين. والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الخميس الثالث من شهر صفر سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف في مسجد مصعب بن عمير رضي الله عنه بمدينة الرياض في بعض النسخ فيها قصيدة في اخرها وبعضها ما ادري موجودة في داخلها ولا هذي غير موجودة طيب في بعض النسخ فيها في اخرها قصيدة وبعضها سقطت منها فهذه نجدة المعوان وهي وصية من المصنف في نفسه واخوانه بعد ما فرغت من هذا الكتاب حركت شجوني فكتبت هذه الابيات بعد الفراغ من الكتاب. وكنت جعلتها في اخر الكتاب. ثم اشار بعض الناصحين بانه ينبغي تجريد الكتاب والسنة والاثار من مخالطتها الشعر. فرأيت هذا صوابا وان هذا اكمل فاثبتت في بعض نشرات في اخرها فالذي ليس عنده يصورها من النسخة التي عند بقية الاخوان. قلت فيها يا ايها الركب الميمم سيرا لله دونك نجدة المعوان. سر في امورك كلها. سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قعدة واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المختار من عدنان صلى الله عليه وسلم. واخلع رداء الجهل واطرح صنوه لبس التعصب قبح الثوبان. واطلب لقلبك هجرتين هما هما. في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان. هذه الهجرة الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم. وهي هجرة قلب وهي اعظم الهجرتين. ولابن القيم كلام نافع فيها في الرسالة التبوكية وغيرها. واصدع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان واحذر شرور النفس ان جاهدتهم. فالنفس ان تطغى فللخذلان اذا جاهد في بيان الحق ينبغي ان يحذر شر النفس اذا جاء لان النفس تطغى فتجد الانسان وهو يبين الحقائق الشرعية التي ضل فيها من ضل يزهو ويفخر بنفسه ويغتر فتجده يقول دائما ونحن لا زلنا بحمد الله نبين ونبين ونبين ونبين ونرد والانسان يشهد نعمة الله عز وجل عليه ويخاف من الاغتراب ان يزل او يضل فدائما الانسان يظهر افتقاره ومسكنته لله سبحانه وتعالى. قال واحذر شرور النفس ان جاهدتهم. فالنفس ان تطغى فللخذلان والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل المنان نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا جميعا رشدنا وان يقينا شر انفسنا. وفي ختام هذا الدرس ننبه وعلى امور اولها اني اعتذر عن درس الاسبوع القادم لانه يوافق موعدا طبيا وقد لا اتمكن من الحضور للدرس فالافضل ان نرجئه ان شاء الله تعالى الى الوقت الذي يكون لاحقا باذن الله. وهذا دون المستوى الاول اما المستوى الاول فانه باق على موعده يوم الثلاثاء وانما الكلام في درس يوم الاربعاء في المستوى الثاني. والتنبيه ان البدء يكون ان شاء الله تعالى في الاسبوع الاول بعد الاجازة. والتنبيه الثالث اننا بحمد الله قد فرغنا من كتاب عروة الوثقى فيكون بعده اختبار هذا اختبار بحمد الله انه جعل في تقدير الله بعد الاجازة. فامل منكم جميعا ان تعتنوا بتفهم معاني هذا الكتاب والاستعداد للاختبار. والامر الرابع سيقام ان شاء الله تعالى يومين الجمعة هو السبت بعد غد برنامج مفاتيح العلم في مركز تمرة الكائن بين السليل وادي الدواسر وفيه عدة كتب منشورة في الاعلان المختص بهذا البرنامج. والتنبيه الخامس اؤكد على الطلبة المنتظمين في برامج خاصة كبرنامج بداية المتعلم او برنامج رافد المتعلم او برنامج معونة المتعلم من والنساء ان يحرصوا على برامجهم وان يلتزموا بها وان لا يشغلوا انفسهم بغيرها. فمثلا برنامج مفاتيح العلم اذا كان زحم مع متطلبات على برنامجك الخاص فالمقدم هو برنامجك الخاص. وكذلك انبه الاخوان المنتظمين في حلقة لعرظ المتون يوم الثلاثاء ان يحرصوا على مواصلة سيرهم فيها. والتنبيه السادس بحمد الله قد حصل لي نوع تفريغ للعلم. فان شاء الله تعالى سنبدأ في زيادة البرامج والدروس. وامل منكم من عنده رأي او اختيار في شيء من البرامج النافعة ان يعني يرشدنا الى ذلك وهناك برنامجان املوا ان تفكروا بطريقتهما انا عندي فيهما طريقة لكن فكروا فيهما يبدأان بعد الاجازة ان شاء الله ان تيسر هو برنامج القراءة النافعة وبرنامج تقريب المطولة فمن كان عنده فكرة تتعلق بالقراءة النافعة او بتقريب المطولات يبديها اما برسالة او يضع ورقة رسالة جوال او يضع ورقة هنا او غير ذلك من البرامج التي ترون فيها برامج علمية فقد ان شاء الله تعالى ودعنا العمل الاداري ان شاء الله تفرغنا لكثير من العلم نسأل الله العون لنا ولكم. الامر السابع سيقوم الاخوان بعد الدرس بتوزيع مجموع الحصن الذي سبق ان بعضكم حصل عليه فالذين حصلوا عليه فيما سلف يستغنون بما حصلوا عليه ولا يأخذوا لغيرهم فان الحاضر اولى من الغائب وانما هذه النسخ التي توزع للاخوة الحاضرين من الرجال والنساء. وفق الله الجميع الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله