يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه وما زلنا نعيش في افياء الباب الثاني من هذا الكتاب وهو الباب الذي يتحدث عن الاخلاق والاداب التي ينبغي للعالم ان مثلها في حياته سواء كانت هذه الاداب والاخلاق في علاقته مع نفسه ومع ربه سبحانه وتعالى او في علاقته مع طلبته ومع درسه ومع الناس اجمعين. والفصل الذي شرعنا فيه في نهاية المحاضرة السابقة كان يتحدث عن النوع الاول من هذه الاداب والاخلاق التي ينبغي للعالم ان يحرص عليها وهي ادب العالم مع ربه سبحانه وتعالى ومع نفسه فذكرنا الادب الاول الذي ذكره ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه. وهو من اهم الاداب في الحقيقة وهو دوام المراقبة لله سبحانه وتعالى ينبغي للعالم ان يراقب الله عز وجل في حركاته وسكناته في اقواله وفي افعاله. لان هذا الشعور بالمراقبة هو الذي من يورثه الخشية من الله سبحانه وتعالى هو الذي يورثه الخوف فلا يتكلم هذا العالم الا بما يرضي الله سبحانه يعلم ان هناك رقيب عتيد يسجلان كل ما يقوله وما يفعله في هذه الحياة الدنيا نعم احبتي ان هذا الادب وهذا العمل وهو من اهم اعمال القلوب وهو المراقبة لله سبحانه وتعالى وهي اعلى درجات هذا الدين. الم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان بان تعبد الله كانك انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذه هي المراقبة اخي فينبغي للعالم ان يرتقي بعبادته وديانته الى هذه المرتبة ليتأهل ان يكون قدوة للناس. يقتدي به الاخرون في افعاله في مواقفه في عبادته في نسكه في علاقته مع ربه في علاقته مع اسرته في علاقته مع المجتمع هذه الامور لا تجتمع للعالم الا بتحقيق هذا الادب وهذا العمل القلبي في البداية وهو مراقبة لله سبحانه. لذلك جعلنا الاسبوع الفائت اسبوع المراقبة كان الاسبوع وكان النشاط الذي فرضناه على الطلبة ان يمارس الطالب هذه العبادة القلبية ان يمارس الطالب هذه العبادة القلبية خلال اسبوع كامل. اذا كان وحده ينظر الى التلفاز يستشعر المراقبة او ينظر الى الهاتف يستشعر المراقبة او كان يسير في الطرقات او في الجامعات يستشعر المراقبة او كان في موطن عمله يستشعر المراقبة. تعويد النفس على هذا العمل القلبي هو باذن الله سبب من اسباب تغيير حياتك نحو الافضل. يحقق لك التقدم انتم في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى التقدم في الايمان الارتقاء والسمو الايماني في علاقتك مع ربك سبحانه وتعالى وهو امان بخضم هذه الفتن التي نحياها في واقعنا المعاصر. لا اطيل اكثر من ذلك في هذا الادب الاول حتى نشرح في محاضرة اليوم في الادب الذي تحدث عنه ابن جماعة والذي ينبغي للعالم ان يتمسك به. يقول رحمة الله تعالى عليه الثاني ان يصون العلم كما صانه علماء السلف ويقوم له بما جعله الله تعالى له من العزة والشرف فلا يذله بذهابه ومشيه الى غير اهله من ابناء الدنيا من غير ضرورة او حاجة او الى من يتعلمه منه منهم. وان عظم شأنه وكبر قدره هذا الادب الثاني الذي يتحدث عنه ابن جماعة هو حقيقة من الاداب المهمة التي تكاد تندرس في هذه الايام احبتي وهو صون العلم هذا العلم هذه الدرة هذه الجوهرة التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لطالب العلم وللعالم. ينبغي ان وان تحفظ والا تبتذل احبتي وهكذا كان شأن السلف رحمة الله عليهم في صيانة العلم وحفظه. كانوا يعلمون قدر هذا العلم كانوا يعلمون قدر العقيدة وقدر الفقه وقدر التفسير وقدر اللغة العربية واقدار العلوم لما عرفوا قدر العلم صانوه وحفظوه ولم يبذلوه الا لاهله وصيانة العلم هذا المفهوم له اشكال وصور عديدة في الحقيقة احب ان اتكلم عنها معكم منصور صيانة العلم عند العلماء ان يصونوه في هيئتهم وفي لباسهم وفي منظرهم هذه نقطة ان يصون العلم في هيئتهم وفي لباسهم وفي منظرهم لا يصح للعالم ان يخرج في ثياب رثة مهينة تجعل الناس تزدريه. هذا ليس هو الزهد ولا يجوز ايضا للعالم والذي يتصدر لتعليم الناس ان يكون متشبها بلباس الافرنج كما يفعل اليوم للاسف الاكاديميون الذين يدرسون العلوم الشرعية يحرصون على ان يظهروا في هيئتهم في في ملابسهم ان يظهروا بلباس الافرنج دائما نحن لا نتكلم عن قضية ان هذا محرم او غير محرم هو ليس محرما ان تلبس اه هذه الالبسة المعاصرة. لكن احبتي ان يكون حامل الشريعة وحامل العلم لا يختلف في هيئته وفي منظره عن استاذ الحقوق واستاذ الفيزياء واستاذ الطب هذا لا يليق. وليس هذا الشأن السلف. من ينظر في مالك ابن انس رحمة الله تعالى عليه. العمامة التي كان يلبسها آآ في الطيب الذي كان يضعه عند التدريس والتصدر في العباءة في المنظر في الهيئة التي كان يظهر بها اثناء التدريس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قدر العلم وكيف كان مالك ابن انس يعظم العلم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما تنظر في ابي حنيفة وفي حاله كان ينصح به الطلبة من ان يلبسوا الملابس طلبة العلم والعلماء ان يلبسوا الملابس آآ الهادئة والملابس الرائقة التي تليق بالعلم الشرعي يعرف كيف كان السلف يعظمون العلم من خلال تعظيم الهيئات فهذه النصيحة اوجهها لمن يتصدر للتدريس وللتعليم اياك ان تكون حريصا دائما ان تظهر في ملابس الافرنج حاول ان تكون متميزا في هيئتك وفي منظرك امام الناس ان ينظر الناس اليك في علم ان هذا الشخص هو داعية الى الله. من هيئته هو معلم للدين هو حامل للشريعة. فالهيئة تدل وتؤثر هذه الهيئة في نفسك ايها العالم وفي نفس الطلبة من يظن ان الملابس والهيئات الخارجية لا تؤثر في نفوس الناس فهو واهم بل الدراسات العلمية القديمة والحديثة تثبت ان للباس الانسان وللهيئة التي يخرج بها اثر كبير على نفسه وعلى من يسمع منه فاذا كان العالم احبتي لا يمتاز في منظره عن آآ منظر المدرسين الاكاديميين في الدراسات الاخرى ففي الحقيقة مقدار انجذاب الطالب لهذا العالم مقدار تأثر الطالب بصمت العالم يكون اضعف من لو كان العالم متمسكا بلباس اهل الدين بلباس اهل الشريعة يظهر سمت الدين في وجهه في اطلاق لحيته في هيئته ومنظره وسلوكه هذا يؤثر ليس بكلامه فقط في طلبته بل في هيئته وفي منظره يغرس افكار يغرس المبادئ. انا اسمي هذه القضية المحافظة على هوية العلم المحافظة على هوية العلم الشرعي. العلم الشرعي له هوية بصور متعددة منها المحافظة على المنظر والهيئة والا نصبح نسارع الى ان نضاهي المدرسين الاكاديميين في الدراسات الاخرى في مناظرهم وهيئتهم. نحن لا نحتاج الى هذا. لنا هيئتنا لنا رزانتنا اه اه لنا منظرنا الذي ينبغي ان نحافظ امام الناس حتى تبقى لهذا العلم هيبته في قلوبهم. وهذا اسلوب من اساليب صون العلم. طبعا اعيد واكرر نحن لا نقول ان لباس اه هذه الالبسة المعاصرة التي يلبسها الاكاديميون محرمة وما شابه ذلك لا. انا اتكلم فقط عن ما هو الاكمل في هذا الباب وكيف تكون الصيانة الحقيقية للعلم حتى في اللباس وفي المنظر والهيئة لكن كما قلت لكم في المقابل بعض الذين يتصدرون للتعليم يخرج في ملابس رثة لا تليق في الحقيقة هو يحسب ان هذا هو الزهد. في الحقيقة الزهد ليس ان تخرج امام الناس بملابس رثة مع قدرتك على الملابس الجيدة. مع القدرة انا اتكلم مع القدرة على الملابس الجيدة هذا ليس من اه الزهد الحقيقي. الزهد الحقيقي ان تخرج الدنيا من قلبك وان تكون في يدك. واما العلم اذا اردت ان تصونه فافعل كما كان يفعل ما لك انس وكما كان يفعل آآ ابو حنيفة رحمة الله تعالى عليه وكما كان يفعل الائمة الكبار. اما من كان فقيرا معدما فهذا شأنه شأن اخر اذن هذا النمط من انماط صيانة العلم في اللباس والهيئة. كذلك من صور صوم العلم اه في المجالس والمحافل عندما تجلس ايها العالم ايها المتصدر في مجلس او في محفل من المحافل العامة ينبغي ان يظهر صمت العلم عليك لا يجوز لطالب العلم ولا للمتصدر للتعليم ولا للعالم اه ان يكثر الضحك واللهو في مجالس الناس العامة وفي محافلهم عليه ان يظهر بالوقار والرزان والهيئة حتى يعلم الناس كيف اثر هذا العلم على شخصية حامله اما ان تجد للاسف كما نجد في المجالس التي نحياها اليوم ادخل في مجالس نجد من يحمل العلم ان يتصدر للعلم هو اكثر الناس لغوا ولهوا ودخولا في احوال الناس وضحك ومزح. هذا لا يصح احبتي وهذا من اهدار العلم ومن قلة الادب مع العلم ان تنظر بان تظهر بهذه الهيئة. فماذا سيقول الناس؟ ماذا سيقول الطلبة عندما ينظرون الى شيخهم؟ وهو يلعب يضحك لا مانع الشيخ يكون عنده شيء من الدعابة شيء من الدعابة التي تليق بالعلم. لكن ان يكون الشيخ كثير اللفو والمزاح والضحك اه واللغو بحيث ينظر الناس اليه فيقولون ما هذا؟ ما هذا العلم الذي يحمله؟ الم يؤثر هذا العلم على سمته واخلاقه وهديه؟ فهذه في الحقيقة اهانة للعلم ينبغي ان يترفع عنها العالم المتصدر هذا الامر الثاني ان نصون العلم في المجالس والمحافل. ان نصونه في المآكل والمشارب هادي صورة صورة اخرى ان تصون العلم في المآكل والمشارب. فلا ينبغي للعالم ان يكون شريها امام الناس. اذا جلسوا على الطعام فهو اخر من يقوم من المجلس. واذا دعي الى الطعام سباقا الى الاكل والذوق وما شابه ذلك فهذا ايضا منصور الابتداء للعلم. ان تظهر شرها حريصا على المطاعم والمشارب والمآكل. بعض طلبة العلم لا تكاد تفقده مجلس من مجالس الطعام لا تكاد تفقده من مجلس من مجالس الطعام. دائما موجود في مجالس الطعام وبعضهم تشهد له المطاعم والمقاهي العامة بحضوره الدائم فيها. ثم بعد ذلك يصدر نفسه على انه طالب علم. اظن ان القضية تحتاج الى اعادة في اه فيما ينبغي ان يورثه العلم لحامله من السمت والاخلاق والوقار وما ينبغي ان يقدم عليه وما ينبغي ان يكف النفس عن صيانة للعلم ولحرمته. اذا تكلمنا عن قضية اللباس والهيئة. تكلمنا عن قضية الجلوس في المحافل العامة. تكلمنا عن قضية اكل والمشارب اه الصورة الرابعة لن اطيل اكثر من سورة رابعة. هناك سور خامس سادس انا وضعتها في ذهني. لكن لن اكثر عليكم اكثر من ذلك. الصورة الرابعة لكني اجدها مهمة هذه الصورة الرابعة قضية منصور صون العلم ان يعلم هذا العلم بحق ان يعلم هذا العلم بحق وبكل جدية وحرص لاننا احبتي اليوم نحيا في واقع مرير اصبح العلم الشرعي بضاعة مزجاة كاسدة في الجامعات الاكاديمية اكثر المدرسين لم يتأهلوا بعد لتدريس العلوم الشرعية. وما زالوا في في طلبهم للعلم ان كانوا يطلبون العلم اه عندما ننظر في المجالس العلمية التي تقام خاصة في بلدنا عندما ننظر في المجالس العلمية التي تقام للتدريس وللتعليم نجد هناك شيء من الضعف في التعامل مع العلوم الشرعية نجد المدرس يحب دائما الاختصار. والذهاب الى الامور السهلة التي تؤخذ من دون جد وكد وتعب. ويضم انه بهذه الطريقة يتحبب الى طلبة العلم ويوسع دائرة من يتلقى منه ولكن يبقى هذا العلم غريبا بعد ذلك لان العلم الشرعي احبتي له قوانينه له قواعده التي قام عليها. هناك مصنفات انكب عليها اهل العلم بالشرح والتصنيف والتعليق والتعشية هذه ينبغي ان يتعرف الطلب عليها وان يحسنوا التعامل معها. ايها المعلم ايها المتصدر لا تظن ان بقاءك على الكتب المختصرة او الكتب المعاصرة فيه افادة للعلم كبيرة انت في النهاية تعطي ثقافة شرعية بتدريسك للكتب المعاصرة او اقامة بعض الدورات هنا وهناك. لكن نحن لا نبحث عن مثقف نحن نبحث عن عالم راسخ نبحث عن امة تعيد مجدها من خلال صناعة العلماء وهذا يتطلب من العلماء ومن المتصدرين للتدريس ان يكون هناك جد واجتهاد وبذل وتواصل مع الطلبة وان تكون هناك برامج مستمرة يتابع فيها الطالب في تنشأته العلمية. الطالب يسأل والشيخ يجيب. الشيخ اه يظهر حرصه على الطالب في بنائه العلمي. اه له خطة صحيحة ويعلمه ليس فقط تضع خطة للطالب والطالب هو يسير عليها يدبر نفسه مثل ما يقولوا. انت عليك ان تعلم الطالب تبدأ معه من صغار العلم وترتقي به رويدا رويدا حتى يصل الى كبار العلم. ينبغي ايها المعلم ان تكون قدوة للطالب في الجدية في التعليم والحرص على طلب العلم والحرص على اخذ العلم كما قال سبحانه وتعالى في خطاب ليحيى يا يحيى خذ الكتاب بقوة قال اهل التفسير اي بجد واجتهاد فاذا كان العالم هو نفسه في تراخ اليوم يحضر وبعد اسبوعين يحضر مرة اخرى ثم توقف الدورة ثم بعد ثلاثة اشهر مرة اخرى. ويكون العلم متقطعا مهترئا فاذا جلس الشيخ في مجلسه لا يكاد يعطي معلومة او معلومة او ثلاث او اربع معلومات في نصف ساعة ثم ينفض المجلس آآ تبعا لرغبات الطلبة ايها المعلم عليك ان تكون امينا على هذا العلم. عليك ان تعلم الطلاب الحرص اذا كان الطالب يحب التلاعب يحب التراخي. يطلب منك دائما ان تسهل عليه وان تقتصر عليه لا تقبل بل تعامل معه بكل جدية ينبغي على طالب العلم ان يتأدب من شيخه وان يتعلم من شيخه الحرص على العلم وبذل المهج والارواح من اجل العلم ليس فقط بل للوقت نتكلم عن بذل المهج والارواح وان توقف هذه الاعمار لله سبحانه وتعالى. نحن نبحث عن من يقف هذه الارواح وهذه الاجساد لله سبحانه وتعالى في سبيل تعليم العلوم الشرعية. من اجل اعادة نهضة هذه الامة وبناءها من جديد. نحن نعامل يوم كود عام علمي احبتي في شتى الاوساط الشرعية لا تكاد تقف على شيخ او شيخين او ثلاثة في كل في كل بلد من البلدان على درجة عالية. واما الجهل فقد اطبق هذه الارض فلذلك امانة العلم نحن نضعها في رقاب العلماء وهذه الامانة هي ان يعلموا الطلاب بكل جدية بكل حرص ان يفرغوا من اعمارهم اوقاتا لتعليم الطلبة. اما ان يبقى اهل العلم ان يبقى اهل العلم منشغلين بالجامعات يذهبون الى التدريس بها من اجل قبض الرواتب الشهرية. ولا يقومون بتفريغ جزء من اوقاتهم لتعليم الناس. في المساجد وفي المعاهد الشرعية صحيحة وفي المساجد وفي المحاضن التعليمية التي ينبغ منها العلماء فهذا عيب ايها العالم نحن لا نعترض انا كسبت للرزق في النهاية كثير ممن يتصدى او من عنده شيء من العلم قد يدرس في جامعات اكاديمية من اجل ان يحصل لقمة العيش له لاهله. وهذا لا اناقش ايه بقى انا اناقش في هؤلاء الذين يقفون اعمارهم على التدريس في الجامعات وهم يعلمون ما في هذه الجامعات من مفاسد ويزهدون في بذل اوقاتهم واعمالهم لطلبة العلم الحقيقيين. في المساجد وفي المحاضن الصحيحة التي تنشئ العلماء. المحاضن الصحيحة اهل العلم هي المساجد والمعاهد الشرعية والاماكن التي ينبني فيها العلم بوجه صحيح. اما الجامعات فقد خبرناها وصبرناها ونعلم ما فيها من الا الشيء اليسير او النزل اليسير في بعض المناطق. اما اغلب جامعات اليوم احبتي لا تنشئ طالب علم تنشأ مثقف تنشئ انسان عنده شيء من المعلومات هكذا متطايرة لكنها لا تنشأ عالما لهذه الامة. والسبب في ذلك ابتعاد من يحمل العلم من يتصدر للتعليم عن المحاضن الحقيقية لبناء العلماء. وعن رسم المناهج الصحيحة لطلبة العلم. وعن التواصل مع طلبة العلم خارج دائرة الدراسات الاكاديمية. هناك ينبني طالب العلم هناك يبنى عفوا طالب العلم هناك تصنع آآ العقول والافكار واما ان نبقى هكذا على ما نحياه اليوم. الطالب يذهب الى جامعة في كم سنة يأخذ شهادة ثم يذهب الى وظيفة وما شابه ذلك والمدرس يبقى في حاله فهذا من قلة صيانة العلم. اذا هي صور متعددة نتزاحم في الاذهان احبتي لقضية صيانة العلم. اه وانا اطالبكم ان تفكروا اكثر واكثر في صور صيانة العلم. كيف ينبغي للعلماء ان احفظوا هذا العلم. هنا ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه ذكر سورة منصور صيانة هذا العلم فقال فلا يذله بذهاب ومشيه الى غير اهله من ابناء الدنيا. من غير ضرورة او حاجة يتكلم هنا ابن جماعة عن صورة منصور صيانة العلم وهي ان العالم لا يجوز له ان يذل هذا العلم من خلال ذهابه الى اهل الدنيا ويقصد باهل الدنيا هنا السلاطين والامراء الذين يشترون هذا العالم بالمال فالعالم الذي شأنه كما تشاهدون اليوم كثر هؤلاء شأنهم ان يذهبوا الى السلاطين والامراء ليغدقوا عليهم بلعاعة من لعاعات الحياة الدنيا. ليفتوا بما شاءوا وهكذا تندرس معالم الشريعة ويظهر الجهل بسبب علماء السوء. الذين لا يصونون العلم. فينبغي للعالم للمتصدر للتعليم ان يحظر من هذه الجزئية لا يجوز لك ان تذل علمك بذهابك الى اهل الدنيا. اصحاب الثروات والاستثمارات والسلاطين والامراء. وان ترى دائما في مجالسهم حاضرا ثالثا يغدقون عليك بالمال لتبتسم في وجوههم ولتبيع دينك لهم احذر ايها العالم من سخط الله قال فلا يذله بذهابه ومشيه الى غير اهله من ابناء الدنيا من غير ضرورة او حاجة. استثنى حالة الضرورة والحاجة. فقد كان بعض رحمة الله عليهم من العلماء الثقات يذهبون الى الحكام في حالة الضرورة او الحاجة من اجل تحقيق مصلحة للمسلمين فهذا لا مانع منه اذا كنت ترجو ان يسمع العالم منك فلا مانع من ان يسمع الحاكم منه فلا مانع من ذلك. اذا الذهاب الى اهل الدنيا مشروط بالضرورة او الحاجة كحد ادنى. اما ان ترى دائما في مجالسهم متفكها اكلا شاربا يغدقون عليك ثم بعد ذلك اه والله انا اريد مصلحة المسلمين انت تضحك على نفسك. ولا تضحك علينا انت تضحك على نفسك ولا تضحك علينا وانت من ستخسر في النهاية وانت من ستخسر في النهاية واتل عليهم. نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث هذه الاية مرعبة لكل علماء السوء الذين يكثرون من الذهاب والعودة من اجل فتات الحياة الدنيا اذا فلا يضله بذهابه ومشيه الى غير اهله من ابناء الدنيا من غير ضرورة او حاجة او الى من يتعلمه منه منهم. وان عظم شأنه وكبر قدره. يتكلم ايضا في هذا النص عن قضية اخرى. ايضا ايها العالم من صيانة العلم الا تذهب انت الى من يريد ان يتعلمه منك. بل طالب العلم هو الذي يأتي اليك ففي الصورة الاولى كان يتكلم عن ذهاب العالم الى اهل الدنيا الصورة الثانية يتكلم عن ذهاب العالم ان العالم هو الذي يذهب الى طلبة العلم في بيوتهم وفي اماكنهم؟ ام ينبغي لطالب العلم ان يتعب ويكيد من اجل الوصول الى الشيخ من صيانة العلم عند السلف ان العلم يؤتى ولا يأتي العلم يؤتى ولا يأتي العالم لا يأتي لطلبة العلم. بل طالب العلم عليه ان يخرج من بيته ليصل الى العالم حيثما كان. وهكذا كان يسافرون من الى الحجاز ثم الى البصرة ثم الى الكوفة ثم الى القاهرة ثم الى صنعاء. انظر كيف كان طلبة العلم يذهبون يسافرون يرتحلون كل المسافات للقي العالم. اليوم تقول لطالب علم هناك مجلس علم يعقد عند الشيخ الفلاني. ربما لا يحتاج الى اكثر من ربع ساعة. التكاسل والملل ويحسب الاموال النقدية التي سيدفعها من اجل الوصول. يا طالب العلم لن تطلب العلم ولن تناله حتى تفتقر هكذا قال الشافعي رحمة الله تعالى عليه هذا العلم لا ينال الا بالفقر. فحتى لو دفعت المال انت لا لا تخسر شيئا. ادفعه من اجل ان تنال والله سبحانه وتعالى يغنيك ويمنحك العزة في الدنيا وفي الاخرة. اذا العلم يؤتى ولا يأتي فهنا يحذر ابن جماعة العلماء من ان يذلوا العلم من خلال ذهابهم لطلبة العلم في اماكنهم. ولكنه ايضا سيستثني صورة اه من هذه الصور. من قضية الذهاب الى طلبة العلم سيستثني صورة تأتي معنا بعد قليل باذن الله وهنا اه يحضرني اثر لابن مسعود رضي الله تعالى عنه ذكره ابن ماجة في سننه وبعض اهل العلم يضعفه من الناحية لكن المعنى صحيح. يقول عبدالله بن مسعود اه رضي الله تعالى عنه لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند اهله لسادوا اهل زمانهم لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند اهله لسادوا اهل الزمان لكنهم بذلوه لاهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا عليهم هذا الاثر يحكي الواقع احبتي هذا الاثر يحكي الواقع لو ان اهل العلم صانوا هذا العلم ووضعوه عند اهله لسادوا اهل زمان اصبحوا هم الرفعة اصبحت كلماتهم مسموعة اصبحت لهم هيبة تجلجل في المجتمعات ولكن لما بذلوه لاهل الدنيا من اجل الحصول على دنياهم هانوا عليهم فعندما يرى الامراء والسلاطين واهل الاموال والاستثمارات العلماء يذهبون اليهم ليأخذوا من فتات الحياة الدنيا. بالله كيف سينظر هذا الحاكم هذا السلطان الى هذا العالم المأجور سيزدريه يقول هذا عالم هذا صاحب دنيا هذا جاء ليملأ جيبه من فتاتها ومن اموالنا ومن ومن ومن فيزدريه ويبقى العلماء في ذل ويبقى صوتهم خامدا في المجتمع خامدا لا يبارك. الله سبحانه وتعالى فيه. لانهم لم يصونوا العلم عندما ذهبوا به الى ام فلان وهذا الاثر بالابن المسعود اذا يصور لنا الحالة الحقيقية من صان العلم اعزه الله سبحانه وتعالى ومن اهان العلم اهانه الله سبحانه وتعالى وجعله مذلولا ايضا بين الناس يقول الزهري رحمة الله عليه ابن شهاب الزهري الامام الكبير يقول هوان بالعلم ان يحمله العالم الى بيت المتعلم منهج ابن جماعة انه دائما يذكر اثار عن السلف في التدليل لما يقعد من الاداب يقول ابن شهاب الزهري هو ان بالعلم ان يحمله العالم الى بيت المتعلم. هذا من الهوان. ان العالم هو الذي يذهب بعلمه الى بيت المتعلم هو الذي ينبغي لم يأتي الى العالم كما اسلفنا قال بعد ذلك من جماعة واحاديث السلف في هذا النوع كثيرة يعني فليس الامر يقتصر عليه من شهاب في هذه الفائدة. بل كلام السلفي هذا يطول ومن نظر في السير والطبقات ادرك ذلك. قال وقد احسن القائل وهو القاضي ابو شجاع الجرجاني نسب هذه الابيات من جماعة اه لابي شجاع الجرجاني وفي الحقيقة المشهورة ان هذه الابيات التي سيذكرها رحمة الله عليه لعلي الجرجاني علي ابن عبد العزيز الجرجاني وليس لابي شجاع الجرجاني لكن ربما اختلطت النسبة على ابن رحمة الله عليه. هذه الابيات من اجمل الابيات وهي قصيدة مطولة. تذكر في كتب السير والطبقات. اه لكن هنا اقتصر على ثلاثة ابيات منها. ما هي هذه الابيات الثلاث التي تتعلق بالمقصود. يقول الجرجاني علي الجرجاني رحمة الله تعالى عليه ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي لاخدم من لا من لاقيت لكن لاخدم ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي لاخدم من لاقيت. لكن لاخدم ااشقى به غرسا واجنيه ذلة اذا فاتباع الجهل قد كان احزما ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم ابيات جميلة في الحقيقة رائقة يقول فيها الجرجاني ولم ابتدل في خدمة العلم مهجتي. انا لم اتعب في خدمة العلم هو كان خادما للعلم يطلب العلم ويكد ويجتهد ويحفظ ويصنف ويراجع ويذاكر. فخدم العلم وصان هذا العلم فهو يقول انا لم اذل نفسي لهذا العلم من اجل ان اخدم طلبة العلم بالذهاب اليهم بل لاخدم الان يمكن بعض الطلاب يعني عندما يقرأ هذا البيت يقول يعني هل هو يريد من الناس ان يعظموه فقال لاخدم من لاقيت لكن لاخدم هل يريد من الناس ان يأتوا اليه يعني حتى يخدموه ويقدموا له العرفان والمعروف لا هو لا يقصد هذا المعنى اياكم ان تظنوا هذا بالعلماء لكن هو يتكلم اه عما رآه في عصره من هوان بعض طلبة العلم اه وكيف ان العلم اصبح زهيدا عندهم. يطلبون من الشيخ ان يأتي اليهم وان يتعب نفسه من اجلهم. وهم في مجالسهم وفي مآكلهم ومشاربهم لا يريدون التعب والتحصيل كما تعب الشيخ في التعب والتحصين. لا يريدون هذا التعب. فيقول ابتذل في خدمة العلم مهجتي لاخدم من لاقيت لكن لاخدم. فكما انني خدمت العلم من اجل الوصول اليه فكنت اخدم الذين تعلمت على ايديهم وخدمت مشايخي ودرست وتعبت وقدمت لهم كل شيء من اجل تحصيل العلم فينبغي عليكم ايها طلب ان تفعلوا كما فعلت حتى تنالوا العلم مني اما ان تظنوا انكم ستنالون العلم من دون خدمة للعلماء وللاشياخ وللافاضل الذين تتعلمون منهم فهذا جهل قلة احترام منكم للعلم. فهو اراد ان يوصل هذه الفكرة وليس هو يريد من الناس ان يخدموه وان يأتوا اليه بالمعروف وصنائع الاحسان ولا يريد ذلك ولكن يريد ان يعلم الطلب الادب مع العلماء قد اشقى به غرسا واجنيه ذلة اي اتعب وانا اطلب هذا العلم وانا اغرسه في نفسي وعقلي وانا احلل. ثم بعد ذلك اصبح ذليلا اذهب الى ابواب الطلبة حتى يفتحوا لي الباب اطرق عليه من اجل ان يتعلموا مني فاشقى به غرسا واجنيه ذلة اذا فاتباع الجهل قد كان احزما لو ادري ان الامور ستؤول الى هذا كان بقيت جاهل. وما ذهبت الى كل هذه القصص. طبعا كما قلت لكم هو يريد ان يرسخ ويوصل الرسالة الصحيحة للطلبة ويعني بعض الطلاب قد يقولوا يا شيخ وهذا الرجل يعني يطلب من الناس ان يعظموه يعني ويقول آآ اذا فاتباع الجهل قد كان لا هي هذا اسلوب من اساليب العرب في تعبيرهم ان يبين اه الشاعر الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها. فواضح انه رحمة الله عليه كان يعاني. كان يعاني من طلبته كثيرا. وهذه المعاناة صورها في خلال هذه الابيات التي يفوح الحزن منها والشعور قلة احترام الطلبة لاستاذهم ولشيخهم قال ولو ان اهل العلم صانوا حصانهم فهو يبين انني سأصون هذا العلم ان هذا العلم شقيق من اجل التحصيل وخدمته وخدمت اهله وخدمت العلماء ساصونه ولن ابتذل هذا العلم ولن اطرحه بضاعة مزجاة عند هؤلاء الطلبة الذين لا يحسنون الادب مع مشايخهم. ويخبر ولو ان اهل العلم صانوه صانهم اذا صمت العلم ايها العالم العلم سيصونك العلم سيصونك سيصون هيبتك سيصون شخصيتك ستبقى عزيزا بين الناس وان هجرك الناس. ولو ان اهل العلم صانوه قالهم ولو عظموه في النفوس لعظم. هذا البيت من اشهر الابيات. التي آآ يذكرها العلماء والكل اتفق على صحة هذا المعنى ولو عظموه في النفوس لو ان هؤلاء العلماء الذين يذهبون الى السلاطين والحكام ويشترون الدنيا لو عظموا العلم في نفوسهم لعظم هذا العلم عند الناس وعرف الناس حرمة هذا العلم واهمية تعلمه واهمية الارتقاء في مدارج التعليم الشرعي وينبغي الرجوع الى العلماء في كلامهم. لكن لما العالم زهد عليه علمه العلم هم زهدوا الناس في هذا العلم لما قل احترام العالم للعلم وتعظيمه له قلت حرمة هذا العلم عند العوام واصبحوا يذهبون في مشاكلهم الحياتية والاجتماعية لرجال السياسة والاقتصاد والقانون وما شابه ذلك لانهم ما عادوا يجيدون قيمة العلم وحرمة العلم واثر هذا العلم في حل مشاكلهم وفي حل قضاياهم. والسبب ان العالم لم يعظم العلم واهانه بما يفعله. اذا نكمل كلام ابن جماعة بعد ذلك حتى لا يستهلكنا الوقت هنا. قال فاذا دعت الحاجة والان هذه الاستثناءات. قال فاذا دعت حاجة الى ذلك او ضرورة او اقتضته مصلحة دينية راجحة على مفسدة اه بذله وحصلت فيه نية صالحة فلا بأس به ان شاء الله تعالى قال وعلى هذا يحمل ما جاء عن بعض ائمة السلف من المشي الى الملوك وولاة الامر كالزهري والشافعي وغيرهما لا على انهم قصدوا بذلك فضول الاغراض الدنيوية. اذا هو يتكلم كما قلنا عن الاستثناءات. فالذهاب الى السلاطين والى امراء خاصة اذا كانوا من امراء الجور والظلم امر مذموم عند العلماء قاطبة. ولا يذهب اليهم ويعتاد معهم الا عالم زهد بعلمه ولكنه سيستثني الان فيقول يجوز الذهاب الى هؤلاء الامراء والسلاطين اذا كانت هناك مصلحة دينية تربو وتزيد على مفصلة الذهاب اليها اذا كانت المصلحة الدينية المرجوة تحقيقها من الذهاب الى هؤلاء والحديث معهم من رفع مشاكل العوام اليهم او التخفيف عن بعض المظلومين او او وما شابه ذلك من الامور. هذه المصلحة المرجوة تربو على مفسدة الذهاب اليهم. فيجوز للعالم حينئذ ان يذهب الى هؤلاء من اجل تحقيق هذه المصلحة انتبهوا من اجل تحقيق هذه المصلحة. وليس لي انس بالجلوس معهم وليأنسوا به تحقيق مصالح الناس هذا نعم يسوغ للعلماء ان يذهبوا وليجالسوا ائمة الجور وسلاطين الظلام وهذا ما ذهب او ذكره او ما ثبت عن ابن شهاب الزهري او الشافعي رحمة الله تعالى عليه في دخولهم على بعض السلاطين وانظروا الى السلاطين في عصرهم خلفاء الدول الاموية والعباسية وكان عندهم ظلم بعض الامراء كان فيهم خير وكان فيه شيء من الظلم في تلك الفترة وكان العلماء في تلك الفترة مع ان هؤلاء الامراء صاحب الدولة العباسية والاموية كانوا يفتحون الامصار ويقيمون حدود الشرع ويعظمون الشرائع وانما كان فيهم شيء من اللهو اه اه والمجون بشيء من متاع الحياة الدنيا فكانوا يحذرون طلبة العلم والعلماء من الذهاب الى هؤلاء الامراء الى هذه النوعية فانظروا وتأملوا وقيسوا بتعقل فالزهري والشافعي وغيرهما كما قال ابن جماعة ذهبوا الى بعض السلاطين في تلك الفترة او الحقبة الزمنية التي عاشوا فيها من اجل تحقيق مصالح معينة حماية الشريعة صيانة الشريعة. المهم هناك مصالح معينة ارادوها بالذهاب. ولم يذهبوا اليهم طلبا للدنيا والشافعي والزهري من ائمة الدنيا زهدا وورعا ومن عظام العلماء الذين صانوا العلم فخلد الله سبحانه وتعالى ذكرهم وجعلهم ائمة يهتدى بهم فهذه سيرهم عبقها يصل الينا الى يومنا هذا وثنايا الكلام الطيب الذي بذلوه نجده في مصنفاتهم وفي واخلاقهم وسمتهم ويقول ايضا من جماعة وكذلك اذا كان الماتي اليه من العلم والزهد في المنزلة العلية والمحل الرفيع فلا بأس بالتردد اليه لافادته واستشهد على ذلك قال فقد كان سفيان الثوري رحمة الله عليه المحدث الكبير يمشي الى ابراهيم ابن ادهم ويفيده وكان ابو عبيد يمشي الى علي ابن المدين يسمعه غريب الحديث هو الان يدلل على القضية الثانية التي قلت لكم سيستثني منها وهو ان الاصل ان العلم كما قلنا يؤتى ولا يأتي فلا يصح ولا ينبغي للعالم ان يذهب الى الطلبة بل عليه ان يعلم الطلبة ان يذهبوا هم الى مجالس العلم هذه القاعدة لكن هناك استثناء وهي انه اذا كان الطالب واصالة من اهل العلم ومن اصحاب الرفعة والمكانة العالية في الزهد والورع والتقوى والعلم. واراد هذا الطالب ان يتعلم علما فحينئذ وكان عنده صعوبة في الذهاب الى العالم بسبب مشكلة من المشاكل او ظرف من الظروف. فهنا يجوز ويباح للعالم ان يذهب الى هذا الطالب صاحب المكانة الرفيعة في العلم والمنزلة والديانة ليعلمه هذا العلم وهذا ما فعله سفيان الثوري. فسفيان الثوري كان يذهب الى الامام السالك المؤدب المربي ابراهيم ابن ادهم ليعلمه اه من الطالب طالب العلم هنا ابراهيم ابن ادهم الامام السالك القدوة الزاهد رحمة الله عليه صاحب منزلة عالية فحق له ان يحظى بهذا الشرف ان يأتي سفيان الثوري رحمة الله تعالى عليه ليعلمه في بيته وفي منزله لعدم قدرته على الذهاب اليه. وكذلك ابو عبيد رحمة الله عليه كان يمشي الى علي ابن المدين تلاحظوا من هو الطالب الطالب علي ابن المدينة امام من ائمة الدنيا في معرفة الحديث والرجال والعلل. وشيخ البخاري وشيخ طائفة كبيرة من العلماء. ما محقق فلما تقول ابو عبيد يذهب علي ابن المديني ليعلمه ليعلمه غريب الحديث فهذا ليس امر مستهجن وليس في هذا اذلال للعلم لان ان علي ابن المدينة يعلم قدر العلم ويعلم شرف العلم فالذهاب اليه ليس اجلالا للعلم. بل هو امام من ائمة الدنيا يستحق ان نذهب بالعلم اليه. لذلك كان ابو عبيد لعلي بن المدينة يذهب ليعلمه غريب الحديث. غريب الحديث هي الالفاظ اه اه الالفاظ المبهمة في الاحاديث النبوية التي يحتاج في معرفة معناها الى ائمة اللغة. وابو عبيد معمر ابن مثنى كان الائمة اللغة علي ابن المديني كان منشغلا بالحديث. فاستفاد علي ابن المديني معرفة غريب الحديث اي الكلمات الغريبة في الاحاديث من ابي عبيد وكان ابو عبيد اجلالا لعلي بن المدينة كما ذكرنا يأتي هو الى علي بن المدين ليعلمه غريب الحديث. فهذه الصور نعم مستثنى اذا كان طالب العلم في مكانة ابراهيم ابن ادهم في مكانة علي ابن المدينة فلا اشكال ان يذهب العالم اليه لان هذا الطالب هو اصالة العالم هذا الطالب وصالة العالم صاحب منزلة عالية. فمثله يعرف قدره وتحترم منزلته. لكن الكلام عن الطلبة الناشئة طالب علم يريد ان الشيخ يأتي اليه ويدرس في منزله ويقول للشيخ حاول ان تحضر في هذا الوقت ولا تتغيب يعني يخاطب الشيخ كأن الشيخ هو الذي الذي يعمل عنده وهذه قلة ادب آآ مع العلم ينبغي للشيخ ان يترفع عنها. طيب انتهينا من هذا الادب من قضية صيانة العلم. نذهب الان الى الادب الثالث الذي ذكره ابن جماعة فقال رحمة الله عليه. الثالث ان يتخلق بالزهد في الدنيا ليقلل منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله فانما يحتاج اليه لذلك على الوجه المعتدل من القناعة ليس يعد من الدنيا يتكلم في هذا الادب الثالث عن قضية الزهد في متاع الحياة الدنيا وما اجمل العالم عندما يزهد في هذه الحياة وينكب بكليته على العلم الشرعي ما اجمل العالم حينما يقف روحه وجسده لله سبحانه وتعالى ليعلم الناس الخير ليرشدهم الى درب الصلاح لا ايطلب منهم شيئا من متاع الحياة الدنيا. لا يريد منهم الا دعاء في ظهر الغيب وهو يريد ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى في زرع الخير. ونشر الوعي والفكر الصحيح وارشاد الناس الى درب السلامة والنجاة. واخراج الناس من الظلمات ومن الزيغ ومن الفتن. ما اجمل هذا العالم عندما يكون زاهدا بما في ايدي الناس وما اذل العالم عندما يكون نظره دائما الى ما في عيد الناس. فاذا علم واذا ارشد يريد من الناس ان يكافئوك وان يقابلوا معروف بالاحسان وصنائع الخير. فهذا عالم ذليل لم يعرف قدر العلم العالم الشريف صاحب النفس العالية الرائقة لا يقبل ابتدال العلم ولا ينظر الى ما في ايدي الناس زهد في الدنيا. وزهد في الدنيا احبتي كما قلت لكم قبل قليل لا يعني ان تظهر بثياب رثها وان تظهر امام الناس اه على هيئة وعلى منظر يجعلهم يزدرون العلم. ليس هذا هو الزوج في الحقيقة الزهد كما قلت لكم ان تخرج الدنيا من قلبك وان تجعلها في يدك الا تنظر ايها العالم الى ما بايدي الناس من متاع الحياة الدنيا من بيوت ودواب واموال وارصدة بنكية لا ليس هذا هو الهم ليس هذا الذي يشغل ذهنك وبارك وفكرك. لا تحزن عندما تفوتك لعاعة من لععات الحياة الدنيا. نعم هكذا تكون زاهدا في الدنيا. اما ما جاءك من هذه الدنيا من رزق حلال طيب اه تصرف به على اهلك وعلى عيالك وعلى نفسك. فهذا لا مانع منه وينبغي للانسان ان يكون عنده شيء من قوت الحياة الدنيا ومن الكفاية التي تمنعه من ان ينظر الى ما في ايدي الناس. العالم اذا كان فقيرا معدما ربما يسبب له او تسبب له تلك الحالة النظر الى ما في ايدي الناس والطمع آآ اليهم. والرجاء منهم. لذلك ينبغي ان يقطع فعل نفسه هذا الامر من خلال ان تكون له حرفة يمتهنها او عمل يعمل ويكتسب منه رزقا يكف به قلبه وعينه عما في ايدي الناس. لذلك قال ان يتخلق بالزهد في الدنيا وليقلل منها بقدر الامكان فاذا رزق الله عز وجل العالم مالا كثيرا اخذ ورث من والده او ما شابه ذلك. فحتى لو رزقت ايها العالم مالا كثيرا. لا ينبغي ان تظهر امام الناس بمنظر اه الانسان على هذه الحياة بمفاتنها نعم اجلس في بيت جيد وخذ دابة جيدة لا مانع من ذلك. لكن لا تظهر للناس ان همك جمع الدنيا واكتنازها وان قلبك مشغول بها اليوم بسيارة واغدا بسيارة اخرى واليوم في منزل وغدا في منزل اخر واليوم في مطعم من المطاعم او مقهى وغدا تحاول ان تكثر تكثر من هذه الحياة الدنيا وتقول انا معي مال. لا اخي الكريم حتى لو كان معك مال عليك ان تظهر الناس ان هذا المال لا يجعلك تطغى ولا يجعلك تسرف في ملذات الحياة الدنيا المباحة لا يجعلك تسرف عليك ان تظهر لهم بمظهر الانسان المتزن الذي يبذل هذا المال اذا رزقك الله مال اه اصرفه على الخير وعلى مسالك النجاة وعلى تعليم طلبة العلم وعلى شراء الكتب وعلى اه شراء الكتب للفقراء ولمن يحتاجه على تعليم الناس اصرف هذا الماء في هذه الوجوه الطيبة الخيرة وخذ ما تحتاجه انت وعيالك لا مانع من ذلك. فلذلك كما قال ابن جماعة ان يتخلق بالزهد في الدنيا وليقلل منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله يعني بعض الناس لما نقول الزهد في الدنيا يذهب الى صورة عكسية تماما خلص لا اريد مالا يبقى معدما يجلس على حصيلة نحن لا نقول هذه الصورة اذا هذه الصورة خاطئة لمن كان يقدر على ان يكسب قوت عياله من كان يقدر ان يكون في هيئة حسنة ووضع جيد ليس الفقر مقصدا شرعيا له ليس الفقر مقصدا شرعيا له. لكن ما نطالب به عدم الاسراف على النفس. والا تصبح الدنيا هي الشغل الشاغل لهذا الطالب ولهذا العالم لذلك قالوا وليقدر منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله فان ما يحتاج اليه لذلك على الوجه المعتدل من القناعة ليس يعد من الدنيا ايش يعني ليس يعد من الدنيا يعني الدنيا دائما العلماء يحذرون من الدنيا ومن فتنتها ومن زينتها والانكباب عليها. فكان ابن جماعة باسلوب لطيف اذ يقول لك المال الذي تكتسبه من اجل ان تصرف على عيالك او تصرف على نفسك وان تحيا حياة بالكفاف هذا جمعه والسعي في طلبه لا يعد من الدنيا المذمومة لا يعد من الدنيا المذمومة آآ التي يطلب منك ان تبتعد عنها وان تزهد فيها. فالزهد في الدنيا ها هذا المصطلح الزهد في في الدنيا لا يدخل فيه الزهد في كسب الرزق هذا مفهوم خاطئ عليك ان تكسب الرزق وان تعمل من اجل لقمة العيش فما تكسبه من مال من اجل آآ قوت عيالك هذا ليس من الدنيا لا يعد من الدنيا المطالب بالزهد فيها فهمنا المقصد؟ لا يعد من الدنيا اي لا يعد من الدنيا التي تطالب بالزهد فيها. وانما هي حاجة الانسان فطرة الله وسنة الله التي اه فطرى الناس عليها وخلق الناس عليها وسنن الحياة احبتي لا تتغير ولا تتبدل. ثم يقول ابن جماعة بعد ذلك رحمة الله عليه واقل درجات عالم ان يستقذر التعلق بالدنيا واقل درجات العالية يعني هذا الحد الادنى الذي نقبله من العالم. الحد الادنى الذي نقبله من العالم قال ان يستقذر التعلق بالدنيا لانه اعلم الناس بخستها وفتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها. فهو احق بعدد فمن التفات اليها والانشغال بهمومها لماذا الحد الادنى الذي نقبله من العالم كما قال ان يستقدر التعلق. يعني حتى لو اكتسبت المال وكنت تتمتع بالحياة الدنيا ايها العالم الحد الادنى الذي ينبغي ان يوجد في جميع العلماء هو استقدار التعلق يعني خذ من المال وتمتع بمالك الذي وهبه الله سبحانه وتعالى لك. لكن ينبغي ان يكون عندك استقدار للتعلق بالحياة الدنيا. لماذا لان علمك الذي تعلمته ايها العالم. الم يقضك الى ان هذه الحياة الدنيا مجبولة على الاكدار وعلى التعب وان الحاصل فيها الان ذاهب غدا الم تتعلم بهذا العلم ان الدنيا سريعة الزوال ان الدنيا سريعة الفناء وانك في لحظة ما بين غمضة عين وانتباهة قد تكون من اهل الاخرة هذا العلم الذي تعلمته يجعلك تعلم قبل غيرك من عوام المسلمين ان الحياة الدنيا لا تستحق ان تبذل من اجلها وانه ينبغي ان تزهد في زينتها وفي زخارفها نحن نعمر هذه الارض من اجل رضا الله سبحانه وتعالى لكن لا نتعلق بها باننا نعلم اننا عما قريب سنغادر هذه الحياة الى دار اخرى. هي دار المقام باذن الله في جنات النعيم. فالعالم وتعلم وقرأ ونظر في احوال الدنيا وفي احوال الناس. فهو اكثر دراية من غيره بهذه الامور. فكيف تتعلق ايها العالم بالدنيا انت عالم بخستها. كيف تتعلق بها؟ فهذا لا يقبل منك وليس هذا من الاداب المرضية لك ثم ذكر اثار المجموعة من السلف قالوا وعن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال انظروا الى الكلمة الجميلة من الشافعي ايش يقول؟ يقول لو اوصي لاعقل الناس صرف الى الزهاد ما معنى هذا الكلام لو اوصي لاعقل الناس صرف الى الزهاد جميلة هذه العبارة. يقول الشافعي لو ان رجلا عند وفاته اوصى بثلث ماله فرضا ان يصرف وان يعطى لاعقل الناس. هكذا كانت الوصية. رجل عند موته كتب وصية ادفعوا ثلث مالي باعقل الناس ومات لمن تدفع هذه الوصية؟ من اعطى للناس الشافعي يقول تدفع الى الزهاد. لانهم اعطن الناس الشافعي طبعا هو يريد بهذه الكلمة الطيبة الخفيفة ان يرشد الى من هم اعقل الناس في هذه الحياة الدنيا. اعقل الناس هم من زهدوا في الدنيا. لانه من علم حال الحياة الدنيا وانها لا تثبت. وانها سريعة التقلبات سريعة الزوال. اليوم في فرح وغدا في حزن وغدا في حزن وبعدها في فرح الصديق يصبح عدوا والعدو يصبح صديقا. من نظر في هذه التقلبات وفي سرعة الفناء وفي من يغادرون هذه الحياة الدنيا الى القبور ينبغي عليه ان يزهد وان يعمل عقله. لماذا احرص على دنيا فانية؟ لماذا اتكالب عليها اصارع واخاصم وارفع قضايا في المحاكم على دنيا فانية. لماذا افعل هذا فلاشغل نفسي بما ينفعني وبما يعود علي بالسعادة في الدار التي ابنيها عند الله سبحانه وتعالى. هذا هو اعقل الناس. فيقول الشافعي اعطى للناس هو من زهد في هذه الحياة الدنيا. قال فليت شعري يقول ابن جماعة فليت شعري من احق من العلماء بزيادة العقل وكماله من حق من العلماء وباش تفهموا الامراض منه التعجب. في هناك شخص احق من العلماء بهذا الزهد في الحياة الدنيا العالم كما قلنا الذي تعلم وعرف حقيقة الحياة الدنيا هو احق الناس بالزهد فيها. فليت شعري من احق من العلماء بزيادة العقل وكماله. يقول وقال يحيى ابن معاذ لو كانت الدنيا انظروا هذه العبارة الجميلة ايضا البهية يحيى بن معاذ ماذا يقول؟ يقول لو كانت الدنيا كبرا. التبر هو الذهب لو كانت الدنيا تبرا يفنى والاخرة خزفا يبقى لكان ينبغي للعاقل لكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على الفاني اظن هذي عبارة فيها شيء لكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على التبر الفاني لانه قال عندي هنا على الفاني على التبر. واظن هذه العبارة فيها خلل بهذا السياق. لكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على التبر الفاني بهذه الصيغة. اذا كان عندكم في النسخة خطأ فعدلوها بهذه الصيغة. على التبر الفاني فكيف والدنيا خزف فان والاخرة تبر باقي فهمتم ماذا يقول احمد بن معاذ احبتي؟ يقول لو كانت الدنيا هي الذهب فعلا والآخرة خسف لكنه يبقى لك ابد الاباد فالعاقل ماذا يفعل سيفضل هكذا يفعل العاقل يفضل الخزف الذي يبقى ولا يذهب على تحصيل التبر الذهب الذي سيذهب عما قريب فكيف والامر بالعكس ان الدنيا خزف ذاهب والاخرة ذهب الباق فاذا انطلب الدنيا والانكباب عليها ضمن هذه المعادلة هو سفه ورق وانتقل الى النقطة التي تليها يقول ابن جماعة في الادب الرابع انتهينا من قضية الزهد في الدنيا. اذا الادب الاول دوام المراقبة لله سبحانه وتعالى الادب الثاني صيانة العلم بكل ما تحمله كلمة صيانة من مدلول الادب الثالث الزهد في الحياة الدنيا وعدم الاكتراث بها وتعليق القلب بها الان نذهب الى الادب الرابع. يقول في الادب الرابع ان ينزه علمه عن جعله سلما يتوصل به الى الاغراض الدنيوية من جاه او مال او سمعة او شهرة او خدمة او تقدم على اقرانه. قال الامام الشافعي رضي الله عنه وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم على الا ينسب الي حرف منه على الا ينسب الي حرف منه هذا الادب الرابع يتكلم وفي الحقيقة بعض الاداب تتداخل مع بعضها البعض صعب ان افصلها فصلا تاما كاملا. هناك نوع من التداخل بينها. يتكلم هنا الادب الرابع ان العالم يجب عليه ان يرتقي بعلمه والا يجعله سلما لتحصيل الاغراض الدنيوية. وهذا في الحقيقة هذا الرابع يدخل ضمن الادب الثاني في صيانة العلم يدخل ضمن الادب الثاني في صيانة العلم من صيانة العلم الا تجعل هذا العلم سلما ترتقي به للين المناصب الدنيا هذا اذلال للعلم قلة احترام للعلم وما اكثرهم احبتي في هذا الزمان الذين يتاجرون بالعلم والدين من اجل تحصيل مناصب في القضاء او ما في شاب او ما شابه ذلك من مناصب الدنيا تجده يقاتل ويكافح ويكد ويتعب وتذهب هذه الحياة الدنيا فقط لينال مرتبة من المراتب او منصب شرفي. وينال اه موضع موطن في شركة او ما شابه ذلك ليحصل على الاموال وتذهب هذه الحياة الدنيا بدل من ان يفرغ وقته وجهده من اجل تعليم طلبة العلم من اجل ان يرتقي بنفسه وبمجتمعه تذهب هذه وثورة الشباب في تحصيل المكاسب وفي التسلق من اجل المناصب وهذا ما ترونه في مجتمعنا وفي كل المجتمعات السائدة اليوم. اصبح العلم وسيلة لشراء الحياة الدنيا وسيلة لنيل المناصب وسيلة للعب في دين الله سبحانه وتعالى. فنسأل الله السلامة والعافية. الشافعي هذا الامام الكبير يقول وددت ان الناس تعلموا مني العلم ولا ينسب اليه حرف منه كلمة كبيرة يعني الانسان اليوم لو اعطى دورة واحدة يحب ان يظهر امام الناس اني انا اعطيت هذه الدورة. وانا تقدمت بها ويحب ان ان يسمع اذنه وان يطربها بثناء الناس عليه شيخنا جزاه الله خيرا ونفعنا الله بعلومه وادى لنا وازدى اذنه تتشوف الى سماع هذه الكلمات هذا همه الشافعي بعلمه الغزير الضخم. يعني هذا العالم المعاصر ربما دورة مختصرة. ما بدل شيء بعد الشافعي بعلمه الغزير علم عالم كبير في الفقه وفي اصول الفقه وفي مقاصد الشريعة. هذا الامام الكبير يقول وددت ان الناس تعلموا مني العلم ولا ينسب اليهم منه حرف يذهب اهل العلم الناس تتعلم العلم الصحيح ولا تعرف من اين اتى ولا تعرف ما هو مصدره؟ انه الشافعي؟ ومن هو مصدره لانه يريد الله سبحانه وتعالى يريد الاخلاص يريد ان يلقى الله سبحانه وتعالى فحينما يسأله ربه ماذا فعلت بالعلم يكون صادق انني تعلمت من اجلك يا رب ليس من اجل الثناء وليس من اجل المناصب. وليس من اجل ان يحمدني الناس ولا ان يشار الي. فيقول الله له صدقت. هو يريد هذا رحمة الله عليه واما اليوم ننظر في حالنا ننظر في حال علمائنا او من يتصدر للعلم فنجد ان الامر يحتاج الى اعادة نظر مرة اخرى في مقاصدنا في نياتنا في بواعدنا التي تبعثنا للتدريس وللتعليم وفيما نقصده من العلم جملة ويؤصل بعد ذلك من جماعة قاعدة اخرى يقول وكذلك ينزهه عن الطمع في رفق من طلبته بمال او خدمة او غيرهما. بسبب اشتغالهم عليه وترددهم اليه هذه القاعدة مهمة جدا جدا. وهذا الكلام دقيق ويدخل في دقائق آآ النفوس. يبحث في دقائق النفوس ابن جماعة رحمة الله عليه بعض المشايخ احبتي وبعض يتصدر للتعليم اه بعد ان بعد ان يعلم الطلبة المتون والمصنفات يحب من الطلبة ان يساعدوه ويعاونوه في امور دنياه فابن جماعة رحمة الله عليه يبين هنا ادبا ينبغي للعالم ان يتفطن له يقول له عليك ان تتنزه عن الطمع في رفق يعني في احسان في معروف من طلبته. بعض المشايخ يدرس الطلبة ويريد منهم مثلا ان يعطوه او يهدوا اليه هدية مما عندهم. قد يكون الطالب ممن انعم الله عز وجل مثلا عليه اه بسيارات بمنصب في دولة بشيء من ذلك وهذا كثير اليوم يأتي الى بلادنا والى بلاد اخرى طلاب مثلا يكونون مبتعثين من دول اخرى ولهم مناصب في دولهم فتجد العالم او الشيخ الذي يدرسهم يطلب من هؤلاء الطلبة اه ان يبحثوا له عن منصب في دولتهم ان يبحثوا له عن شيء من لعاعة الحياة الدنيا والطلاب تجدهم من اجل الحرص على درجة من الدرجات الاكاديمية. يقدمون للشيخ هذا المعروف وهذه حقيقة مأساة نعيشها لاني وقفت على كثير منها طالب مبتعث يطلب منه استاذه في العلوم الشرعية ان يبحث له عن وظيفة في بلده مقابل ان الشيخ والاستاذ يساعد الطالب في اطروحة شرعية واكاديمية وما شابه ذلك عيب ايها العلماء عيب ايها المتصدرون هادي اهانة للعلم ان يدرس ويستغل هذا التدريس من اجل الانتفاع من الطلبة يأخذ منهم مال يأخذ منهم جاه يأخذ منهم منصب. موطن قدم في دول عيب ان يكون هذا هدفك من التعليم ومن التدريس. اذا حصل شيء عربي انا لا اناقش في ذلك لكن اناقش في بعض الذين يتصدرون وهمهم وشغلهم ان ينظروا الى ايدي الطلبة او الى ما في ايدي الطلبة من المناصب والاموال وما شابه ذلك. فهذا اجلال للعلم وقلة صيانة له. والعلم اشرف من ان يوضع عند هؤلاء كان منصور لا يستعين باحد يختلف اليه في حاجة لا اعرف الحقيقة من يقصد بمنصور ولعله منصور ابن المعتمر رحمة الله عليه احد رجالات البخاري وامام من ائمة النقل كان منصور انظروا الادب لا يستعين باحد يختلف اليه في حاجة. الله اكبر اي انسان كان يعلمه منصور ولعله ابن معتمر كما قلنا اذا علم منصور طالب من طلابه لا يستعين به ابدا في حوائج الدنيا لماذا؟ لانه يريد ان يربي نفسه وان يؤدبها على الا يجعل العلم سببا ووسيلة للطمع بما في ايدي الطلاب وطلب الحوائج منه. هذا ادب يؤدب العالم نفسه. ويربي نفسه على هذا الامر. انني ابذل العلم ولا انتظر المقابل من الطلبة. انتظر المقابل من الله سبحانه وتعالى فقط ابدا لا اريد شيئا من الدنيا. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا نريد وجه الله سبحانه وتعالى. فهذا امر مهم وهذا الادب جدا رائق من منصور ابن المعتمر رحمة الله عليه انه لا يستعين بطلبته على قضاء حوائج الحياة الدنيا له. يا الله! اين لنا امثال منصور ابن المعتمر اليوم سفيان ابن عيينة يقول كنت قد اوتيت فهم القرآن انظروا ماذا الذي يتكلم؟ سفيان ابن عيينة امام من ائمة الحديث ومن ائمة الدنيا ومن ائمة الاتقان. انظروا ماذا يقول هذا الامام وقارنوا انظروا كيف كانوا يحاسبون انفسهم على الدرهم على الدينار. فبذلك سادوا. وانظر اليوم من يتصدر للتدريس وبطونهم وشبعت من اموال السلاطين انظروا المقارنة بين كلام سفيان ابن عيينة وبين حالنا اليوم قال سفيان ابن عيينة كنت قد اوتيت فهم القرآن. الله عز وجل اعطاه فهما بديعا لكتابه باسم مراد الفهم العام الذي يفهمه عامة الناس. المراد فهم حقائق القرآن. ومقاصد القرآن كنت قد اوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة من ابي جعفر اي المنصوري الخليفة العباسي سلبته. فنسأل الله المسامحة الله اكبر سفيان ابن عينة ماذا يقول؟ كان الله اعطاني فهم بحقائق القرآن. فلما قبلت صرة سرة مال بعث بها ابو جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الى سفيان ابن عيينة. قال فقبلت هذه الصرة ففقدت فهم القرآن الله اكبر فهو يقول فنسأل الله المسامحة يحاسبون انفسهم على صرة مال. ليس على ارصدة بنكية دائما تتجدد وتغذى بالاموال يتكلم عن صرة مال ارسلها ابو جعفر وتتكلم عن ابي جعفر من هو ابو جعفر عنده اخطاء وعنده الكثير من الخير بعث الى سفيان ابن عيين سر من مال فقبلها سلبه الله فهم القرآن. وتريد ماذا تريدون منا ايها المشايخ اليوم اذا ماذا نقول اليوم لمن يتصدرون للتدريس وللافتاء وللمناصب العالية وهم لا يقبلون السرة بل يقبلون حسابات بنكية تشترى بها الذمم والديانة كيف سيكون حال العلم احبتي؟ هذا الامر عليكم دائما ان تفكروا فيه. لتعرفوا من اين جاء الضعف؟ وكيف نصنع الانتصار لهذه الامة ان انبه على قضايا نعيشها يوميا بعض الطلبة قد لا يهتم بها ويظنها قضايا هامشية لكنها سبب كبير من اسباب الهزيمة وضياع الشريعة في حياتنا المعاصرة طب اذهب الادب الخامس والاخير يقول اه الاخير في محاضرة اليوم المراد يقول ابن جماعة في الادب الخامس ان يتنزه عن دني المكاسب ورديلها طبعا وعن مكروهها عادة وشرعا كالحجامة والدباغة والصرف والصياغة. اه يقول ابن جماعة في هذا الادب الخامس ينبغي للعالم اذا عمل في شيء من او احترف في شيء من اجله ان يحصل قوت عياله ان يعمل في مهنة تليق بمقامه ان يعمل في مهنة تليق بمقامه ويبتعد عن الوظائف اه التي يستقبحها الناس او تكون مرذولة في عرف الناس الان احبتي الله سبحانه وتعالى خلق الحياة الدنيا ليتخذوا بعضكم بعضا سخريا هناك وظائف وضيعة في المجتمع ولا احد ينكر انها وضيعة وهذا لا يعني ان اصحابها آآ اقل شأن عند الله سبحانه وتعالى فالمعايير عند الله هي معايير التقوى وليس معايير الوظائف لكن نحن نتكلم عن طبيعة وظيفة طبيعة مهنة وليس عن من يمتهنها عن اشخاصها هناك وظائف وديعة وهناك وظائف عالية فوظيفة العالم الذي يعلم الناس الخير ويرشدهم الى الصلاح ليست كوظيفة مثلا اه اه انسان مشغول مثلا لم القمامات او ما شابه ذلك. هذه وظيفة وهذه وظيفة. لكن قد يكون هذا الذي يعمل في لم القمامة صادق عابد زاهد لله وهذا الشخص الذي يعلم الناس وراء المنافق يطلب بعلمه الدنيا وثناء الناس فيرتفع الشخص على ذاك مئات الدرجات عند الله سبحانه وتعالى. ويكون هذا الرجل الفقير المعدم الذي يعمل بهذه الوظائف عند الله سبحانه وتعالى في اعلى المقامات فالنظر عند الله عز وجل في الحساب ليس بوظيفتك. لكن الكلام الان عن امور ادبية. هنا الكلام عن امور ادبية ينبغي للعالم ان يحرص عليها قدر الامكان فقط هذا المراد منه. ان تكون الوظيفة التي تعمل بها وظيفة تليق بالعلم وهنا ذكر يقول مثلا هناك بعض الوظائف في ايامهم خاصة كانت وظائف وضيعة لا تقبل اه يعني لا يقبل للعالم ان ينشغل بها. قال مثل الحجامة كانت في اعرافهم حتى في اعراف العرب القديمة كانت تعتبر وظيفة الحجامة وظيفة وضيعة فينبغي للعالم ان لا ينشغل بها حتى لا يصفه الناس بانه اه يشتغل بالوظائف الوضيعة المهينة. فيكون هذا سبب في نفور الناس عنه. بل حاول ان تعمل في وظائف رفيعة المستوى ترتقي او تليق بالعلم الشرعي حتى يكون هذا ادعى لقبول دعوتك هذه هي الفكرة التي يتكلم عنها ابن جماعة. فيقول عليه ان يتنزه عن دني المكاسب ورديلها. الوظائف الدنيئة اه الرذيلة عند الناس طبعا وردينها طبعا يعني الطبائع هناك اذا امور طبيعية نفسية لا نستطيع ان نتخلص منها. وهي ان هناك مكاسب رذيلة وهذه امور طبيعية في نفوسنا نحن ندركها. ولا نستطيع ان نتخلص من ذلك. فاذا ينبغي على العالم ان يجتنبها. وهناك بعض المكاسب المكروهة ايضا ليست فقط دانية مكروهة شرعا مكروهة شرعا ووقع خلاف بين السلف في جواز اخد الاجرة عليها كالحجامة. الخلاف فيها مشهور بين العلماء في جواز اخد الاجرة عليها. وقال كذلك دماغ الجنود الحيوانات لا تليق هذه الوظيفة بالعالم والصرف صرف الاموال والصياغة وهذا كما قلنا في عرف زمانهم وفي كل زمان له اعرف. كل زمان له اعراف الوظائف الوضيعة. والوظائف عالية. يعني اليوم الحجامة بالنسبة لينا بعد ان اصبحت علم وله دراسات وله اساليبه وتعمل بطرق متقدمة قد لا تعتبر وظيفة وضيعة. اليس كذلك؟ فهو اذا التمثيل هنا ليس بحد ذاته مقصودا وانما المقصود الفكرة العامة. انه ينبغي اعلم ان يجتنب الوظائف الوضيعة وكذلك الان فكرة اخرى ضمن هذه النقطة الخامسة. وكذلك يجتنب مواضع التهم وان بعدت ولا يفعل شيئا يتضمن نقص مروءة او ما يستنكر ظاهرا وان كان جائزا باطنا. فانه يعرض نفسه بالتهمة وعرضه للوقيعة ويوقع الناس في الظنون المكروهة وتأثيم الوقيعة. فان اتفق وقوع شيء من ذلك منه لحاجة او ونحويها اخبر من شاهده بحكمه وبعذره ومقصوده كي لا يأثم بسببه او ينفر عنه فلا انتفعوا بعلمه وليستفيد ذلك الجاهل به ماذا يريد بهذا الكلام ابن جماعة يريد بهذه القاعدة وهي حقيقة قاعدة مهمة انا لا ادري اذا استطعت اختصرها في هذه الدقائق المعدودة يتكلمي من جماعة عن قضية اه ابعاد العالم نفسه عن مواطن التهم فلا ينبغي للعالم احبتي ان يظهر في مظهر او في موطن تهمة اعطي مثال من الواقع بعض الناس الذين يتصدرون للتعليم تجدهم يجلسون في المقاهي واماكن اجتماع البطالين واصحاب اه الفراغ واللهو وهذا موطن تهمة ليس لك ان تجلس فيه حتى لو قلت انا لا افعل شيئا حراما انا ربما اتناول شيئا من الطعام اقول لك هذا الموقف الذي تجلس فيه موطن تهمة لا يليق لك ان تجلس معه فيه موطن جلوس البطالين والفارغين واصحاب آآ الدخان والاراجيل وما شابه ذلك هذا ليس موطن لك فعندما يراك العامي وانت العالم فلان الفلاني في هذا الموطن ماذا سيقول ماذا سيكون اثر ذلك على نفسية العام حينما يراك عليك ان تدافع عن نفسك بشيء بعذر مقبول اذا كان عندك عذر مقبول والله ذهبت. هناك حالة معينة اضطررت ان اذهب بها دافع عن نفسك وبين ذلك ولا تكتم ولكن احرص على المبدأ العام عليك ان تبتعد عن مواطن التهم. بعض الدعاة بعض الناس يجلسون اه اه في مجالس وفي في محافل يحضرها اصحاب البغي والفجور والفساد الذين يمكرون لدين الله سبحانه وتعالى ليل نهار يحضر في مجالسهم وهذه مواطن تهم. انت عندما تحضر في مجالس الذين يمكرون لدين الله صباح مساء. وتكون معهم على دوائرهم. وتكون على مجالسهم. ولك كرسي ووضوع لك واسمك موضوع ثم تقول بعد بعد ذلك احسنوا بي الظن يا ايها العالم هذه مواطن التهم ابتعد عنها ارحموا قلوب العوام ايها العلماء ايها المتصدرون ارحموا قلوب العوام اذا اضطر احدكم الى فعل شيء يجلب له التهمة فتخلقوا بما قال لكم ابن جماعة بينوا عذركم في ذلك حتى لا تلاموا. اليوم احبتي بعد ما حدث من فتن في عالمنا العربي. كثير من الدعاة والاسماء المشهورة والاسماء المصدرة دخلها شيء من الدخن واصبح العوام يتكلمون في مواقفها اليس كذلك؟ لماذا؟ لان هؤلاء الذين تصدروا في المرحلة السابقة كثير منهم وضعوا انفسهم في مواطن التهم. يذهبون الى فلان فلان يجلسون في تلك المحافل والمجالس وما شابه ذلك. ثم في لحظة من اللحظات سقط وذهب كل شيء. ولم يكن واضحا للعوام ماذا كان يفعل هؤلاء الدعاة وهؤلاء المصلحون في تلك المواطن. فجلبوا هؤلاء الدعاة وهؤلاء العلماء لانفسهم التهم من دون ان يبرروها بشكل من الواضح المقنع فادى ذلك الى سقوطهم في لحظة من اللحظات فلذلك ينبغي ان نتعقل ايها الدعاة ايها العلماء اسمعوا هذه النصائح انا احبتي لا احب ان اشرح هذا الكتاب على طريقة المتون ان نبقى في مسائل نظرية علينا ان ننظر في واقعنا وان ننظر ماذا يحدث؟ وماذا نصحنا السلف؟ وهل انتقلنا الى نصائحهم؟ السلف كانوا يقولون للدعاة تجنبوا مواضع التهم. وان بعدت. يعني حتى لو كان مجلس التهمة فيه لك بعيدة ابتعد واترك هذا المجلس وان بعدت التهمة عنك في هذا المجلس لكن تحرى يا اخي ابتعد لا تكن حريصا على مجالس الدنيا اذا كانت تجلب لك المصائب قال ولا يفعل شيئا يتضمن نقص مروءة بعض الدعاة يتصرف تصرفات احبتي تقطع المروءة من اصلها وليس فقط تنقص المروءة في ضحكه في خروجه في وسائل التواصل بصورة مضحكة بصورة استهزاء بعضهم يخرج في برامج تلفازية فكاهية من اجل ان يضحك الناس عليه. حقيقة شيء مبكي ما نراه اليوم بعض الناس في احدى الدول العربية يخرج في برنامج تلفزيوني رجل مشهور بالافتاء وبالعلم. يخرج في برنامج فكاهي من اجل ان يمثل دور مخرج سينمائي وحوله النساء العراة يمثلون معه وهذا الرجل بعد ذلك بشاغله بالبنات وفي وطنه على انه صاحب علم من اجل ان يضحك الناس عليه. بالله عليكم هذا نقص مروءة او قطع للمروءة. واذلال للعلم فرحم الله عز وجل حال هذه الامة في شيء مبكي احبتي ان نرى بعض الناس الذين ينتسبون للعلم هؤلاء في الحقيقة ليسوا اهل العلم هؤلاء ليسوا اهل علم وانت زينوا وان تكلموا لان العلم له حرمته له قواعده له قوانينه الادبية وادبياته نحن هنا نتعلم الادب فامثال هؤلاء الذين يظهرون بهذه المواطن الرديئة ينبغي ان يعلم الناس انهم سلخوا انفسهم من مجالس العلم ثم قال اوما يستنكر ظاهرا وان كان جائزا باطنا؟ هناك بعض المسائل الشرعية قد يكون العالم يتبنى فيها رأي بالجواز ولكن العوام يظنون انها على الحرمة ولا يعلمون ان المسألة تقبل الخلاف بعض المسائل تسود بين العوام انها على الحرمة. وهذا العالم بنظره وبحثه وصل الى انها ليست على حرمة على الحلية فحتى لو وصلت ايها العالم الى ان هذه المسألة حلال في شرع الله باجتهادك عليك ان تتجنب فعلها امام العوام حتى لا توصف بانك تفعل الحرام ارحموا قلوب العورة. اقولها مرة اخرى. هذا العامي السائد في مجتمعه ان هذه القضية محرمة. فايها العالم اذا رأيت هذه القضية حلال لا تفعلها حتى تشيع بين الناس رأيك. ويثبت الرأي الذي تتبناه وتظهر ادلتك. بعد ذلك لو فعلتها ما في لان العوام الان يعقلون ان انك ترى هذه المسألة جائزة بالادلة لكن ان تفعلها ولا يعلم العوام الرأي الذي تتبناه فهذا فيه فتنة لقلوب العوام وفيه صرف للناس عن علمك قال فانه يعرض نفسه للتهمة وعرضه للوقيعة. الناس تخوض في عرضك. هذا واقع الناس لا تطلبوا من العوام ان يكونوا مثاليين. بعض الناس بعض الدعاة في طرحه يقول للناس اه اياكم ان تتكلموا اياكم ان تخوضوا اياكم واياكم. نحن نعم نعلم الناس الادب وان ينشغلوا ما يعود عليهم بالنفع. لكن اخاطب ايضا العلماء والدعاة والذين يتصدرون. عليكم ايضا ان ترحموا الناس. هؤلاء عوام ليسوا مثقفين بدرجة عالية وليسوا على درجة عالية من الديانة وعمق الايمان ان يجنبوا السنتهم الخوض. فلا تجعلوا انفسكم فكاهة المجالس لا تجعلوا مواقفكم هي حديث الناس. اتقوا الله سبحانه وتعالى تسود الناس. اما اذا فعلتم ما ينقص المروءة واذا قبحتم هذا العلم بتصرفاتكم فعليكم ان تتحملوا النتائج انتم ايضا. لذلك قال فانه يعرض نفسه للتهمة وعرضه الوقيعة ويوقع الناس في الظنون المكروهة وتأثير الوقيعة. يعني انت بتصرفك بهذه الافعال ان تفعل شيء في ظنك حلال ولكن عند المجتمع في عرف انه حرام انت توقع الناس في الظنون المكروهة يبدأ يقول هذا الشيخ قليل الديانة يفعل المحرمات قال وتأثيم الوقيعة قال فان اتفقا وقوع شيء من ذلك منه. يعني ان اتفق اي حصل عرضا ما معنى اتفق كلمة اتفق احيانا تأتي في اللغة بمعنى اجتمعا على الشيء. واحيانا تأتي بمعنى اه اتفق لي اني فعلت هذا الشيء. يعني وقع من غير قصدي هذا معنى اتفق وقع من غير قصد. فقوله فان اتفق وقوع شيء اي ان حصل منه شيء من هذه الامور من غير قصد لحاجة او نحوها ماذا يفعل؟ قال اخبر من شاهده عالم من العلماء تصرف تصرف امام الناس امام الجماهير امام امام اي شيء تصرف تصرف وهو موطن تهمة او يخشى ان يتهمه الناس بفعل حرام اذا تصرف هذا التصرف عليه مباشرة ان يبرر هذا التصرف حتى يرحم قلوب العوام ويبعدهم عن الشكوك والوقوع فيه وفي عرضه لذلك ابن جماعة يعلم الادب عليكم ان تتعلموا يا طلبة العلم قبل ان تتصدروا قبل ان تصلوا الى المراتب العالية اسمعوا من الان ماذا يقول ابن جماعة وتعلموا على يديه ان لم تجدوا عالما معاصرا يعلمكم هذه الاداب فهذا ابن جماعة يبث بينكم كلاما عقلانيا واقعيا فيه باذن الله الخير لنا ولمجتمعاتنا في المستقبل. قال اخبر من شاهده بحكمه وبعذره وبمقصوده كي لا يأثم بسببه او ينفر عنه فلا ينتفع بعلمه. وليستفيد ذلك الجاهل به. فالعالم حينما يبين عذره هذا العامي حينئذ يكف عن الخوض فيه. اليس كذلك؟ فبالتالي يرتفع الاثم عن العامي العامي كان واقعا في الغيبة للعالم صحيح؟ فبالتالي هذا العامل انا اثم. لانه واقع في الغيبة للعلماء من دون ان يستفسر منهم لذلك احنا ايضا نقول للعوام عليكم الا تخوضوا في العلماء حتى ولو فعلوا او وقفوا في مواقف الريبة انتظروا تمهلوا حتى تظهر الامور على حقيقتها. فالعامي نعم عليه ان يكف لسانه عن العلماء الربانيين ونحن بينا من الذي ينبغي للعالم ان يكف عنه؟ من هم؟ اصحاب اللحوم المسمومة من العلماء ومن هم اصحاب اللحوم المهدورة من المتسلقين على العلم. لكن الكلام كما قلنا ان العالم حينما يبين عذره لهذا العامي. يمنع العامي من الغيبة. فبالتالي يرفع عنه الاثم. كذلك العامي قد يكون اخد موقف من العالم نفر عنه. فانما يعلم عذر العالم يعود لينتفع منه مرة اخرى. ثالثا ويستفيد ذلك الجاهل به يريد ان يقول ان هذا العامل قد يكون جاهل انه هذه المسألة التي فعلها العالم فيها رأي بالجواز والعالم يتبنى هذا الرأي فعندما يبرر العالم موقفه هذا العامي الجاهل كما قال ابن جماعة يستفيد ان هذه المسألة من مسائل الخلاف وتقبل النقاش والعالم انما فعلها على صورة الجواز لانه يتبنى هذه الرؤية وبعد ان ذكر هذه القاعدة المهمة ختم بذكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد ويؤصل فيه هذا المبدأ مبدأ الابتعاد عن التهم واذا قدر ووقعت في موطن تهمة ايها العالم مباشرة برر ووضح موقفك. حتى ترحم قلوب الناس. النبي صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فجاءته صفية بنت حيي زوجته لتزوره في المسجد تتحدث معه فحدثته ساعة ثم قامت لتعود الى منزلها فالنبي صلى الله عليه وسلم معها ليعيدها الى منزلها كانت الدنيا في المساء. فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يريد ان تذهب وحدها وكانت تسكن في دار اسامة ابن زيد كما جاء في المتفق عليه فالدنيا ظلام في المدينة ما في عندهم اضواء ليلية او ما شابه ذلك ظلام دامس فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج في هذا الظلام الدامس مع صفية امرأة متجلبة بجلباب الحياء اذا برجلين من الصحابة يريان النبي صلى الله عليه وسلم في خلال هذه الظلمة ويريان اي من معه امرأة لم يعلما من هي تمام فعندما رأي النبي صلى الله عليه وسلم اسرعها في السير فالنبي صلى الله عليه وسلم قال على رسلكما انها صفية بنت حيي هذان الرجل ان من الانصار قال يا رسول الله يعني انتهمك؟ يعني نشك فيك يا رسول الله انك تسير مع امرأة اجنبية لا تحلك؟ اكيد نحن نعلم ان كعذر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان انظروا الحكمة ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخفت ان يقذب ان يقذف في قلوبكما شيئا فتهلكها فتهلكها لماذا سيهلكها لان من يظن في النبي صلى الله عليه وسلم انه يبعد الحرام ويفعل ما ما يغضب الرب سبحانه وتعالى هذا يهلك اليس كذلك؟ تظن في النبي صلى الله عليه وسلم انه في عهد المحرمات يغضب الرب سبحانه وتعالى هذا قتل في الشريعة وقدح في الاله مباشرة. انه بعث رجلا يفعل المحرمات فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم رحم قلوبهما رحم قلوبهما. فقال لهما على رسلكما هذه المرأة التي معي صفية بنت حيي فهذا نرجع من الانصار كما قلنا دافع يا رسول الله لم نشك بك قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم شيطان خبير في قذف الشبهات وسوء الظن في قلوب العوام. فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يحسم مادة الشيطان ويقطعها رأسها فيعلمنا هذا الامر اذا كنا في موضع يخشى منه الريبة او في موطن تهمة وقع عرضا النبي صلى الله عليه وسلم ما تقصد هذا وانما وقع عرضا ان زارته صفية فاراد ان يوصلها الى منزلها. فلما خشي ان يقذف الشيطان في قلوب هذين الرجلين شيئا فيهلكا لقدحهما ما في النبي صلى الله عليه وسلم رحمهما. وعلل وبين ان هذه صفية وانتهى الامر. فهكذا ايها العلماء. اذا فعلتم المواقف التي قد تفهم بشكل خاطئ ارحموا الناس وبينوا لهم العلل. حتى يفهم الناس ما هي المقاصد الشرعية التي تبنون عليها هذه التصرفات. خاصة في هذا الزمن اختلطت الامور واختلط العالم الرباني بالتاجر بالدين اختلط اصحاب اللحى العفيفة الطاهرة باصحاب اللحية المهجورة وهذا ختام مجلسنا ولا اكثر من ذلك باذن الله في مجلس قادم نتحدث عن ثلة اخرى من اداب العلماء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم