السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه رسولا لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم. اما بعد فهذا المجلس الاول لشرح الكتاب الخامس من المستوى الثاني من برنامج افق العلم رسالة الخامسة سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب الغراب مما الاثر لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم. احسن الله اليكم والحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين وللمسلمين اجمعين. قلتم وفقكم الله تعالى في كتابكم الغرر من موقوف الاثر. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وعلى عبده ورسوله محمد اتم تسليما واتم صلاة وعلى اله وصحبه ومن والاه اما فان الصحابة رضي الله عنهم هم خير الناس بعد الانبياء والاقتداء بهم دين والانتفاع بعلومهم اهتدى اربعون اثرا مما مما ثبت عنهم من غرر الاقوال مسندة عن اربعين من اعيانهم انموذجا يحقق المقال. تجمع اصولا من اصول الاسلام وتهدي باذن الله الى سبل السلام. نفع الله بها في الدارين ورزق اهلها طيب الحياتين ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. ثم ثنى بالحمدلة. ثم تلف بالصلاة سلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه. وهؤلاء الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا. فمن صنف كتابا استحب له ان يستفتحه بهن وقوله اتم تسليم واتم صلاة اي اكملهما والتام منهما ما جاء في خطاب الشرع واثبت المصنف رسم كلمة صلاة بالهاء مع كونها بتاء مربوطة لان من قواعد كتابة الكلام رسم التاء المربوطة هاء في السجع رسم التاء المربوطة هاء في السجع. ذكره شيخ شيوخنا عبد السلام هارون رحمه الله في رسالة ثم صدر المصنف ديباجته بعدما استفتح بما استفتح به بجملتين تتعلقان بالصحابة. فالجملة الاولى في ذكر فضلهم وهي قوله فان الصحابة رضي الله عنهم هم خير الناس بعد الانبياء والجملة الثانية في ذكر حقهم وهي قوله والاقتداء بهم دين والانتفاع بعلومهم اهتداء وهاتان الجملتان مفردتان في ترجمتين في كتابين للمصنف اما الجملة الاولى فافرد لها بابا في كتاب النورين في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضل المدينتين واما الجملة الثانية فافرد لها بابا في العروة الوسطى وتقدم اقراء دينك البابين وبيان ما يتعلق بمعانيهما. ثم بين شرط كتابه ذاكرا ان جماعه يرجع الى عشرة امور اولها ان عدة المذكور في الكتاب اربعون جاريا على عادة المحدثين وسنتهم في تصنيف الاربعينيات. وتقدم بيان وجه هذا في شرح الاربعين النووية وثانيها ان تلك الاربعين اثار واسم الاثر في عرف اهل الحديث يراد به المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره وربما اطلق على ارادة المروي عن الصحابة فقط والمصنفون للكتب المسماة بالسنن والاثار يريدون هذا. فالسنن عندهم هي ما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم والاثار ما كان عن غيره. واعظمهم الصحابة رضي الله عنهم وثالثها ان تلك اثار ثابتة والثابت في عرف المحدثين هو المقبول. الذي يشمل الصحيح والحسن ورابعها ان تلك الاثار الثابتة هي عن الصحابة فالضمير في قوله عنهم متعلقه قوله فان الصحابة وخامسها ان تلك الاثار الاربعين من غرر الاقوال. اي من عيونها ورؤوسها المقدمة. فان كلام غير الشرع يتفاضل كما تفاضل كلام الشرع فان كلام الشرع قرآنا وسنة بعضه افضل من بعض نص القرآن والسنة والاجماع. فغيره اولى بجريان التفاضل فيه. فهذه المذكورة عن الصحابة هي من اتم ما نقل عنهم معنى. واجله قصدا وسادسها ان تلك الاقوال مسندة ان تلك الاقوال مسندة اي طرفة الى من رواها من المحدثين. اي مضافة الى من رواها من المحدثين فان اسم المسند يطلق ويراد به المروي باسناد. فان اسم المسند يطلق ويراد به المروي باسناد فهذه الاثار مروية باسانيد في الكتب التي عزيت اليها وسابعها ان هذه الاثار المذكورة عن الصحابة هي عن اربعين من اعيانهم. فهي اربعون اثرا عن اربعين صحابيا واعيان الصحابة مقدموهم. وكبراؤهم. فان الصحابة رضي الله عنهم متفاضلون في مقاماتهم. وليسوا هم على رتبة سواء في الفضل وقدم المصنف ما اثر عن الخلفاء الاربعة الراشدين ثم اتبعهم بثلاثة من العشرة المبشرين بالجنة ثم اتم بقيتهم مرتبين على سني وفياتهم وما اختلف في سنة وفاته جعله في الموضع الذي ذكر انه اقدم ما قيل في وفاته فاذا اتفق انه اختلف في وفاة صحابي انه توفي سنة اثنتين وثلاثين او سنة خمس وثلاثين فانه يجعله في سنة اثنتين وثلاثين. متابعا ما ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب. وتاسعها ان هذه الاثار الاربعين تجمع اصول ان من اصول الاسلام ان هذه الاثار الاربعين تجمع اصولا من اصول الاسلام فهي مشتملة على عيون المسائل وعاشرها ان هذه الاثار تورث الهدى ان هذه الاثار تورث الهدى فانها مقتبسة عن خير المهتدين في امة خير المرسلين. صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كما تقدم يقتدى بهم وينتفع بعلومهم فانهم يهدون الى الرشد. ثم ختم المصنف مقدمة كتابه بالدعاء بنفع الله بها في الدارين اي في دار الدنيا ودار الاخرة اهلها طيب الحياتين اي الحياة الاولى والحياة الاخرة. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الاولى عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اياكم والكذب فان الكذب مجانب للايمان. رواه احمد واسناده صحيح وروي مرفوعا ولا يثبت. وابو بكر الصديق هو عبدالله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي مشهور بكنيته والصديق لقب له. توفي سنة عشرة بالمدينة زيد زيدو بعد والصديق لقب له ويلقب ايضا العتيق والاواه والصاحب والاتقى. ويلقب ايضا العتيق والاواه والصاحب والاتقى. نعم. والصديق اتقوا الله. احسن الله اليكم والصديق ابو الله ويلقب ايضا العتيق والاواه والصاحب والاتقى. توفي سنة ثلاث عشرة بالمدينة. وهو اول العشرة المبشرين بالجنة موتى. ذكر المصنف وفقه الله الغرة الاولى من الغرر الاربع عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد باسناد صحيح عن ابي بكر رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اياكم والكذب فان الكذب مجانب للايمان واطلاق العزو لاحمد يراد به كتابه المسند وروي هذا الاثر مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم. ولا من كلامه صلى الله عليه وسلم وفي الاثر النهي عن الكذب بالزجر عنه. وفي الاثر النهي عن الكذب بالزجر عنه في قوله اياكم والكذب. وعلله بقوله فان الكذب للايمان اي مباعد له اذ حقيقة الايمان دائرة مع الصدق. اذ حقيقة الايمان دائرة مع الصدق والكذب نقيض الصدق وخلافه. فانه الاخبار بما يخالف الواقع فلا يكون الكذب من خصال المؤمنين فلا يكون الكذب من خصال المؤمنين. بل هو من خصال المنافقين. ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث ثم منها قوله واذا حدث كذب وابو بكر الصديق قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله بن عثمان بن القرشي التيمي مشهور بكنيته. والصديق لقب له. ويلقب ايضا العتيق والاواب والصاحب والاتقى. توفي سنة ثلاثة عشرة بالمدينة. وهو اول العشرة المبشرين بالجنة موتى وقوله القرشي التيمي نسبة الى القبيلة عموما وخصوصا فالاسم العام لقبيلته قريش والاسم الخاص لعشيرته كيم وهم بطن من قريش وما نسب الى الاعلى والادنى من قبيلته قدم الاعلى. وما نسب الى الاعلى والادنى من قبيلته قدم الاعلى فيقال القرشي التيمي. ولا عكس. فلا يقال التيمي القرشي. لان الاصل ان كل تيمي فهو قرشي وما شارك هؤلاء في نسبتهم من العرب فانهم يمتازون عنهم في البلاد التي يسكنونها فاسم تيب يقع نسبة لبطون عدة من قبائل مختلفة من العرب. فيمتاز بعضهم عن بعض اظن في البلدان التي يكونون فيها من بلادهم التي كانوا يسكنونها من جزيرة العرب. وهذا الاصل خلاف ما عليه الناس اليوم من تقديم الادنى الى الاعلى على الاعلى فسنن العربية تقديم الاعلى ثم اتباعه بالادنى. وقوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه. فلا يكاد يذكر الا بها. والمذكورون بالكنية تارة. تكون تلك الكنية اسما لهم. فلا يعرفون الا بالكنية. فهي اسم في صورة كنية وتارة يكون للمرء منهم اسم وغلبت عليه كنيته كالواقع لابي بكر الصديق. وقوله والصديق لقب له اي دال على مدحه فانه يقال له الصديق واحسن ما قيل في وجه هذا اللقب انه لقب بالصديق بامرين احدهما مبادرته الى التصديق بالرسول صلى الله عليه وسلم. فانه سبق غيره الى الايمان به والاخر ملازمته الصدق في جميع اقواله واحواله. ملازمته الصدق في اقواله واحواله. فانه كان صادقا في جميع ما اثر عنه رضي الله عنه من الاقوال والاحوال. وقوله ويلقب ايضا العتيق والاواه والصاحب والاتقى. اي هذه القاب. اخرى له وباب الالقاب غير توقيفي واعظمه ما قد فان اللقب القديم اصدق في موافقة الحال. فان المتأخرين صاروا ينشئون القابا للمعظمين من الصحابة فمن بعدهم يقع فيها ما يقع من الغلط ولقب الصديق مما ورد في السنة وانعقد عليه الاجماع. نقله النووي في بالاسماء واللغات والسيوط في تاريخ الخلفاء وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة وغيرهم. وقوله وهو اول العشرة المبشرين بالجنة موتا اي المشهورين بهذا اللقب. اي مشهورين بهذا اللقب. فان المبشرين من الصحابة باعيانهم فوق العشرة بكثير وشهر من شهر منهم بلقب العشرة المبشرين بالجنة لم اجئ بشارتهم جميعا في حديث واحد لمجيء بشارتهم جميعا في حديث واحد. نعم احسن الله اليكم قلت وفقكم الله تعالى الغرة الثانية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لزياد ابن حزير هل هل تعرف ما يهدم الاسلام؟ قال قلت لا. قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب. وحكم الائمة المضلين. رواه الدارمي واسناده صحيح. وعمر بن الخطاب هو عمر بن الخطاب بن نفير القرشي العدوي يا ابا حفص ويلقب بالفاروق توفي سنة وشهيد المحراب. زيدوها ويلقب بالفاروق وشهيد المحراب توفي سنة ثلاث وعشرين بالمدينة. ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثانية من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه الدارمي باسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لزياد بن حدير هل تعرف ما فيهدم الاسلام؟ قال قلت لا. قال يهدم الاسلام. قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الائمة المضلين. واطلاق العزو الى الدارمي يراد به كتابه المسند واطلاق العزو الى الدارميين يراد به كتابه المسند ويسمى ايضا ويسمى ايضا السنن. وفي الاثر بيان ما يهدم لا ما ايدينا الخلق المتمثل فيهم. اي دين الخلق المتمثل فيهم اما دين الله فهو في نفسه رفيع المقام. عزيز الجناب يعلو ولا يعلى عليه. فالمقصود الدين الذي يتدين به الناس المقصود به الدين الذي يتدين به الناس. وهدمه ازالته. وهدمه ازالته وهذا يكون في احادهم وجماعتهم. وهذا يكون في احادهم وجماعتهم فتارة يهدم اسلام عبد منه. وتارة يهدم جماعة المسلمين كلهم في زمن او قطر او غير ذلك ويكون ذلك تارة بنقلهم من التوحيد الى الشرك وتارة بنقلهم من السنة الى البدعة وتارة بنقلهم من الطاعة الى المعصية وتارة بنقلهم من الفاضل الى المفضول. فان كل هذه الاحوال مما يوهن الدين ويضعفه. وربما ازال اصله. بالكلية وربما ما زال كماله. وقد ذكر عمر رضي الله عنه ثلاث وسائل تهدم دين الاسلام فالوسيلة الاولى زلة العالم. والوسيلة الثانية جدال المنافق بالكتاب والوسيلة الثالثة حكم الائمة المضلين. فكل واحدة من هذه الوسائل تعمل في دين الخلق. فتفسده وتظعفه. فاما الوسيلة الاولى هي زلة العالم اي خطؤه. فاما الوسيلة الاولى وهي زلة العالم اي خطأه فان من الناس من يتابعه على خطأه. فان من الناس من يتابعه على لا خطأه فيضعف دينه ويهدم بمتابعته عالما زلة ومن الناس من يجعل زلة عالم سلما للواقعة فيه. ومن الناس من يجعل زلة عالم سلما للوقيعة فيه. فيهدم اسلامه من هذه الجهة فزلة العالم تكون بلاء لطائفتين الطائفة الاولى من تابعه وجرى على موافقته في خطأه مع ظهور ذلك لهم وربما يزيد شرهم بالغلو فيه وطلب ما يصححون به زلته. فيعظم البلاء. ويهدم الاسلام والطائفة الثانية من يرصد زلة العالم ويجعلها سلما للوقيعة فيه فهو يترصد ما كتبه الله على ابن ادم من نقص بصدور تلك الزلة حتى اذا بدرت منه الزلة نصب مشانق القول في الطعن عليه والتنفير منه. فيهدم اسلامه ويضعف دينه واما الوسيلة الثانية وهي جدال المنافق بالكتاب فالمقصود حجته به فالمقصود محاجته به الباسا للحق بالباطل. الباسا للحق بالباطل فان من شر الناس منافق عليم اللسان. يكون له يد في معرفة الكتاب وهو القرآن. ويلحق به الشرع كله. فيجعل علمه بالكتاب مرقاة يطعن بها في الدين. ويلبس الحق الباطل فهو يورد في نصرة شر من الشرور اية من القرآن. او حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يكون تارة من المتشابه ويكون تارة من من المنسوخ ويكون تارة مما اخطأ في حمله على معنى ادعاه. فيكون ملبسا للخلق لانه يظهر لهم الباطن في ثوب الحق. فهو يدعو الى ما يدعو اليه من الشر بابراز اشياء يتوهم الناس منها انها حق فهو يقرر باطلا بشيء من دلائل الكتاب والسنة. لا يدل قطعا عليه. لكن يقع في وهمه انه ينصر هذا المعنى فيتابعه من يتابعه من الناس ويهدم اسلامهم بهذا وهذا كثير في الازمنة المتأخرة. فان من المنافقين من تسور محراب الشريعة وتكلم بلسانها في نصرة اشياء من الباطل لم يكن احد يظن انه يكون في طبقات الامة من يتكلم بمثل ما تكلم به هؤلاء. والوسيلة الثالثة حكم العلم ائمة المضلين هو احسن ما يفسر به معنى الائمة الوارد في الاحاديث النبوية والاثار السلفية ما رواه البخاري في صحيحه ان امرأة قالت لابي بكر الصديق رضي الله عنه ما الائمة؟ فقال اما كان لقومك رؤساء واشراف اما كان لقومك رؤوس واشراف يأمرونهم فيطيعون فقالت بلى فقال فهم اولئك. اي فهم اولئك الائمة الذين يكونون على الناس وعامة ما ترجع اليه هذه الكلمة اما امامة في الولاية والسلطان واما ولاية في العلم اما امامة في الحكم والسلطان واما امامة في العلم والايمان. فمما يهدم به الاسلام حكم الائمة المضلين الذين يحكمون بغير ما حكم به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بسلطان الحكم وتارة بسلطان العلم. فيقع الناس في الضلال لمتابعتهم. وقد ترجم امام الدعوة رحمه الله تعالى بابا في التحذير من هذا في كتاب التوحيد وهو احسنت وهو قوله باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم في تحليل ما في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احلهم فقد اتخذهم اربابا. وعمر ابن الخطاب قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عمر ابن الخطاب ابن نفيل القرشي العدوي يكنى ابا حفص ويلقب بالفاروق وشهيد راضي توفي سنة ثلاث وعشرين بالمدينة. وقوله القرشي العدوي نسبة الى القبيلة عموما وخصوصا على ما تقدم بيانه. والعدوي نسبة الى بني عدي من قريش والعدوي نسبة الى بني علي من قريش. وقوله ويلقب بالفاروق وشهيد المحراب لانه كان فرقانا بين الحق والباطل. لانه كان فرقان بين الحق والباطل. فسمي الفاروق. وكان مقتله رضي الله عنه في المسجد ابان امامته الناس في صلاة الفجر لما عدا عليه ابو لؤلؤة المجوس فطعنه فكان موته رضي الله عنه من تلك الطعنة. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الثالثة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال والله وقتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميعا. رواه سعيد بن منصور عن ابي هريرة رضي الله عنهما فيه قصة واسناده صحيح وعثمان بن عفان وعثمان بن عفان بن ابي العاص القرشي الاموي يكنى ابا عبدالله وابا ويلقب بذي النورين وشهيد الدار وجامع القرآن توفي سنة خمس وثلاثين بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين هو ما رواه سعيد ابن منصور رضي الله عنه رحمه الله عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه انه قال والله لان قتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميع وهو عند سعيد مسندا عن ابي هريرة وفيه قصة انه قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت يا امير المؤمنين الا ضرار؟ فقال يا ابا هريرة ايسرك ان تقتل الناس جميعا واياي معهم؟ قال فقلت لا. فقال عثمان رضي الله عنه والله لان قتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميعا. واسناده صحيح. واطلاق العزو الى سعيد ابن منصور يراد به كتابه السنن وفي الاثر تعظيم حرمة المسلم بتعظيم سفك دمه بغير حق حتى يعدل قتل رجل واحد قتل الناس جميعا. حتى يعدل قتل رجل واحد قتل الناس جميعا واصله في كتاب الله في قوله تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. واحسن ما قيل الى في وجه التشبيه ان من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل الناس جميعا انه يرجع الى امرين احدهما ان قتل النفس الواحدة هتك لحرمة الدماء. ان قتل النفس الواحدة هتك لحرمة الدماء. فمن قتلها هتك حرمة دماء الناس جميعا. هتك حرمة متى دماء الناس جميعا؟ والاخر انه يقع بقتل نفس واحدة ما يقع بقتل الناس جميعا انه يقع بقتل نفس واحدة ما يقع بقتل الناس جميعا وهو استجلاب العبد غضب الله ولعنه. وهو استجلاب العبد غضب الله ولعنته فمن عدا على نفس معصومة فقتلها فقد استحق لعنة الله وغضبه وكذلك يكون لو قتل الناس جميعا وجعل قتل النفس الواحدة بمنزلة قتل الناس جميعا ابلاغ في تعظيم حرمة دمائك ما تقدم. واتفق صدور هذا عن عثمان رضي الله عنه لما كان محصورا يوم الدار اي محبوسا في بيته. قد احاط به الخارجون عليه منازعون له في السمع والطاعة. فدخل عليه ابو هريرة رضي الله عنه وقال له يا امير المؤمنين اما ضراب اي الا قتال داعيا عثمان رضي الله عنه الى مقاتلة هؤلاء خارجين عليه فانه امام المسلمين حينئذ. فعظم عليه عثمان رضي الله عنه القتلى ولو كان فيه دفع لشر هؤلاء عنهم. فان عثمان رضي الله عنه رضي ان يلقى الله صابرا شهيدا. ولو انه دفع هؤلاء بقتالهم فكان مأذونا له فيهم لخروجهم عليه ومنازعتهم اياه الطاعة عظم عثمان رظي الله عنه الامر وزكى نفسه عن مقابلة هؤلاء بما يريدون سفك الدماء وزجر ابا هريرة لما دعاه الى قتالهم بما ذكر له من تعظيم حرمة دماء المسلمين. وان ابا هريرة ينبغي ان يربى لنفسه ان يكون سببا لقتل الناس جميعا وعثمان معهم. ولو لم يقتل الا نفسا واحدة كما قال له والله لان قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا. وهذه حال المؤمنين الذين يعظمون امر رب العالمين. فينزهون انفسهم. عن هتك ما حرمه الله سبحانه وتعالى من دماء المسلمين. واعظمهم قدرا من جعل له الشرع وسيلة امتنع منها صابرا مقدما للامر الاعظم في منفعة المؤمنين فيما يقدره كالحال وقعت بعثمان رضي الله عنه. وقائل هذا الاثر وهو عثمان هو ما قال المصنف عثمان بن عفان بن ابي العاصي القرشي الاموي يكنى ابا عبدالله وابا عمرو ويلقب بدينه نورين وشهيد الدار وجامع القرآن توفي سنة خمس وثلاثين بالمدينة. وقوله العاصي باثبات الياء هو الافصح فيه. هو الافصح فيه. وقوله القرشي الاموي نسبة للاعلى فالادنى كما تقدم. فهو من بني امية. احد بطون قبيلة قريش وقوله يكنى ابا عبدالله وابا عمرو اي له كنيتان. اي له كنية الثاني فمن الرجال والنساء من يعرف باكثر من كنية فتكون له كنيتان او ثلاث او اربع. وقوله ويلقب بذي النورين وشهيد الدار وجامع ان يسمى بها. سمي ذا النورين. لان النبي صلى الله عليه وسلم انكحه ابنته رقية ثم لما ماتت رضي الله عنها انكحه ابنته ام كلثوم. فسمي بذي النورين هو شهيد الدار اي المقتول في داره لما دخل عليه الخارجون عليه فقتلوه. وثبت عند ابن ابي حاتم ان الدم نز منه فوقع على قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وجامع القرآن لانه جمع المصحف وكتبه الجمع الثاني بعد الجمع الاول ثم فرقه في انصار المسلمين. فصارت كتابة المصحف تنسب اليه فيقال بالرسم العثماني اي نسبة الى عثمان رضي الله عنه. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الرابعة عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما. وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما. رواه البخاري في الادب المفرد وله طرق عدة يصح بها عن علي رضي الله عنه وروي مرفوعا ولا يثبت. وعلي بن ابي طالب هو علي بن ابي طالب ابن عبد المطلب ابن رشي الهاشمي يكنى ابا الحسن ويلقب بحيدرة وابي تراب. توفي سنة اربعين الكوفة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الرابعة من الغار الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال احبب لك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما. وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما وله طرق عدة يصح بها عن علي رضي الله عنه. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه صلى الله عليه وسلم. وفي الاثر الامر بالاعتدال في الحب والبغض. الامر بالاعتدال في الحب والبغض. فقوله هونا اي قصدا لا افراد فيه لا افراط فيه. اي قصدا لا افراط فيه فلا يبالغ العبد في الحب والبغض. فمن احب احدا فهو مأمور بان يعتدل في حبه. ومن ابغض احدا فهو مأمور بان يعتدي الى في بغضه. وموجب الامر بالاعتدال في الحب والبغض هو ما للخلق من انقلاب الاحوال. فانهم يتعلقون بمن يحبونه ثم يبغضونه. وينفرون ممن يبغضونه ثم يحبونه. فان نفس ابن ادم ضعيفة. وهو لا يملك قلبه. وتتقلب عليه الاحوال. فتارة يحب من يحب ثم يبغضه وتارة يبغض من يبغض ثم يحبه. فامر بان اعتدل في الحب لان لا يندم. وان يعتدل في البغض لان لا يستحي. فامر ان يعتد فاذا في الحب لان لا يندم. وان يعتدل في البغض لان لا يستحي. فان من افرط في حب احد ثم ابغضه حصل له ندم شديد على فرط تلك المحبة ومن ابغض احدا وافرط في بغضه ثم احبه حصل له حياء منه منعه منفعته. فمن اراد سلامة قلبه احد نفسه وزكاة روحه الزم نفسه الاعتدال. في الحب والبغض. ومما يعينه على الاعتدال ان يكون موجب الحب والبغض هو حبه في الله وبغضه في الله في حب بموجب الشرع ويبغض بموجب الشرع. اما من جرى مع هوى نفسه الحب والبغض فانه يردم نفسه في هوة سحيقة من الشر. فان اسباب المحبة البغظ اذا عقدت على غير الشرع كانت وبالا على صاحبها وشرا في الدنيا والاخرة. ومن مظاهر ذلك الشر انه قد يفرط في الحب بغير سبب شرعي فينقلب بغضا. او يفرط في البغض بغير سبب شرعي. فينقلب حبا فمما ينجي العبد من غوائل الحب والبغض دوران مع ارادة الله بان يكون حبه لله وبغضه لله فان ذلك من اوثق عرى الايمان وهي من اشق الامور على النفس. فان تجريد النفس في الحب والبغض لمزاحمة الهواء اشق شيء على العبد. ولا يفلت منه الا باتباع هدى فمن اتبع الهدى بحبه وبغضه نجا. وعلي ابن ابي طالب قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف علي ابن ابي طالب علي ابن ابي طالب ابن عبد المطلب القرشي هاشمي يكنى ابا الحسن. ويلقب بحيدرة وابي تراب. توفي سنة اربعين وقوله القرشي الهاشمي نسبة للاعلى ثم الادنى فهو من بني هاشم بطن من بطون قريش. وقوله وقوله يكنى ابا الحسن لانه ابنه الاكبر يكنى ابا الحسن لانه ابنه الاكبر فالحسن اكبر من الحسين وهو افضل منه في اصح القولين. وقوله ويلقب بحيذرة وابي تراب اي يعرف بهذا يعرف بهذين اللقبين مدحا له. فحيذرته والاسد وقد قيل ان امه سمته به. وقد قيل ان امه سمته به. وان اسمه حيدرة ويصدقه قوله لما برز مرحب انا الذي سمتني امي حيدرة موافقة لاسم ابيها اسد ابن هاشم. فالحيدرة كما تقدم هو الاسد. وسمي هي ابا تراب ايضا لقبا في صورة كنية لاجل تسمية النبي صلى الله عليه وسلم له به. لما لقيه مضجعا في المسجد وقد علق به تراب فرفعه وقال يا اباه تراب نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الخامسة عن الزبير بن رضي الله عنه انه قال من استطاع منكم ان تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل. رواه احمد في الزهد ابي شيبة واسناده صحيح ورؤيا مرفوعا ولا يثبت. والزبير بن العوام هو الزبير بن العوام بن خويلد القرشي الاسدي يكنى ابا عبدالله ويلقب بحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة وثلاثين بوادي السباع من نواحي البصرة ذكر المصنف وفقه الله الغروة الخامسة الخامسة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهما رواه احمد في الزهد وابن ابي شيبة باسناد صحيح عن الزبير بن العوام رضي الله عنه انه قال من استطاع منكم ان تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه صلى الله عليه وسلم. وقيد المصنف العزوة لاحمد بقوله في الزهد واطلقه في ابن ابي شيبة. لان اطلاق العزو لاحمد كما تقدم يراد به المسند. فاذا كان المروي مرفوعا او موقوفا في كتاب اخر له كالزهد او فضائل الصحابة لزم تقييده. واما اطلاق العزو لابن ابي شيبة فيراد به كتابه المصنف. وفي الاثر الحث على جعل العبد لنفسه حظا من العمل الصالح. الذي يخفيه عن الخلق والعمل الصالح هو الطاعة التي يعملها العبد فيخلص فيها لله ويتبع فيها رسوله صلى الله عليه وسلم هو الطاعة التي يعملها العبد يخلص فيها لله ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم. والخبيئة منه ما يخفيه العبد الخلق ما يخفيه العبد عن الخلق. فيجعله بينه وبين الخالق وحده. فيجعل بينه وبين الخالق وحده. ومحله ما لم يؤمر باظهاره او نفلا ومحله ما لم يؤمر باظهاره فرضا او نفلا فمن ما امرنا باظهاره. كالاذان والصلوات الخمس جماعة في المساجد. كالاذان والصلوات الخمس في المساجد. ومن النوافل ما امرنا باظهاره ككتابة العلم في مجالسه. ككتابة العلم في مجالسه. والصدقة من متبوع معظم ليقتدي به الناس. والصدقة من متبوع معظم ليقتدي به عند حاجة الخلق ومنفعة اخفاء العمل الصالح مما لم يؤمر باظهاره عظيمة صار اصل الشريعة ان اخفاء العمل افضل من اظهاره. ان اخفاء العمل افضل من اظهاره. ما لم يؤمر بالاظهار. فيكون خلاف الاصل. فيكون خلاف الاصل وجعل العبد لنفسه خبيئة من عمل صالح عظيم الفوائد. جليل العوائد تنتظم فيه منافع كثيرة في العاجل والاجل فمنها تجريد الاخلاص لله عز وجل فان من اخفى عمله جرد اخلاصه في نيته لله ومنها تحقيق الصدق. بتوحيد الارادة. فان ان العبد اذا كان في جمع من الخلق نازعته ارادته في الصدق. واذا كان في يخفيه جمع نفسه على الصدق. ومنها الخلوة الله عز وجل فان من خلا بمن يحبه عظمت حاله فاذا كانت خلوة العبد باعظم محبوب وهو الله سبحانه وتعالى كملت حاله وكان السلف يستحبون ان يكون للعبد ساعة يخلو فيها مع ربه. ومن اطيب الساعات التي يخلو فيها العبد بربه ساعة يخفي فيها عملا صالحا ومنها تقوية النفس. على اتيان الاعمال الصالحة. تقوية نفسي على اتيان الاعمال الصالحة. فمن قويت نفسه على عمل صالح يخفى قويت نفسه على عمل صالح يبدأ. فمن قويت نفسه على عمل صالح يخفى قويت نفسه على عمل صالح يبدا. ومنها زيادة خشية الله في قلبه. زيادة خشية الله في قلبه. فان الذي يخفي عملا صالحا يقوى في قلبه تقوى في قلبه خشية الله لان محركه على العمل هو تعظيم الله واجلاله. ومن تعظيم اجره. فان العمل الصالح اذا اخفي ما اجره وذلك بنص القرآن والسنة. ومنها توقي الشهرة فان اظهار الاعمال يتسلل معه الى القلب محبة شهرة بين الخلق بالعمل الصالح. واذا اخفى العبد عمله لم يجد في نفسه رغبة في الشهرة ومنها حراسة النفس. من مفسدات القلب. في رؤية الاعمال كالرياء والسمعة ونحوها. فان من يظهر عمله يتخوف على نفسه هذه المفسدة. فاذا اخفى العمل صار في صيانة وتنزهت نفسه عن هذه المهلكات. نعم. وقائل هذا والزبير بن العوام قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف الزبير بن العوام بن خويلد القرشي الاسدي يكنى ابا عبدالله ويلقب بحوالي رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي سنة ست وثلاثين بوادي السباع من نواحي البصرة وقوله القرشي الاسدي نسبة للاعلى فالادنى فهو من بني اسد بطن بن بطون قبيلة قريش. وقوله ويلقب بحوالي رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ناصره فالحواري هو الناصر. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة السادسة عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه انه قال اقل بالمرء ان يجلس في داره. رواه وكيع وابو داود كلاهما في الزهد واسناده صحيح. وطلحة بن عبيد الله هو الحسن بن عبيدالله بن عثمان القرشي التيمي يكنى ابا محمد ويلقب بطلحة الفياض وطلحة الجود وطلحة الخير توفي سنة ست وثلاثين بشط كلاء من نواحي البصرة. ذكر المصنف وفقه الله الغرة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه وكيع وابو داود كلاهما في الزهد باسناد صحيح عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه انه قال اقل لعيب المرء ان يجلس في داره. وقيد المصنف عزوه الى وابي داوود بقوله في الزهد لان اطلاق العزو اليهما يخالف هذا اطلاق العزو الى وكيع يراد به كتابه ايش كتاب التوحيد قال رواه وكيع احسنت في كتابه الجامع واما اطلاق العزو الى ابي داوود فيراد به كتابه السنة من وفي الاثر بيان منفعتي قلة الخلطة بالناس. منفعة قلة الخلطة بالناس والحث عليها. بان من منافعها تقليل عيوب المرء فان من حبس قدمه عن الاكثار من مخالطة الناس قل عيب فيكون حبسه نفسه في داره بترك مخالطتهم محرزا لقلة العيوب. وذلك من جهتين. احداهما تقليل العيوب الملازمة لذاته. تقليل العيوب الملازمة لذاته كالعجب والغرور والطغيان واحتقار الخلق فان العبد اذا برز الى الناس واكثر من مخالطتهم هجمت عليهم هذه الافات. فربما اعجب بما عنده وليس عنده واغتر بذلك واستعلى عليهم. واحتقرهم. والاخرى تقليل العيوب المتعدية الى غيره. تقليل العيوب المتعدية الى غيره. من الجور والعدوان والبطش. فمن لم يخالط الناس كان في مأمن من الوقوع في هذه الافات. اذ لا يعدو على احد ولا يدور عليه ولا يبطش به. فيتقلل العبد من مخالطتهم فتقل وعيوبه فاذا كثرت مخالطته الخلق كثرت عيوبه. وكان رحمهم الله يكرهون كثرة الاختلاط بالناس. ويرونها من اعظم ما يفسد القلب ولا ينبغي للمرء ان يخالط الناس الا فيما فيه نفع وما احسن قول ابن ابي نصر للحميدي صاحب ابن حزم الجامع لما ينبغي من المخالطة اذ قال لقاء الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل فاقلل من لقاء الناس الا لاخذ العلم او اصلاح حاله. لقاء الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل وقال. فاقلل من لقاء الناس الا باخذ العلم او اصلاح حاله. فالخلطة ينبغي ان تكون محبوسة على هذين الامرين اما منفعة في الدين كاقتباس العلم. او منفعة في الدنيا باصلاح الحال فيما يحتاجه العبد من الاكتساب او حاجاته وحاجات اهل بيته وما عدا ذلك فانه ينبغي للعبد ان يتقلل من الخلطة ولقاء الناس. وهذه الحال تكاد تكون منسوخة اليوم فان ما اعتاده الناس من اوضاع في تحصيل العلم او اكتساب المال او غير ذلك صارت تجر الى الاكثار من خلطته فينبغي ان يتحرز العبد من تقلبات احوال الخلق في هذا الباب. وان يجري بنفسه في الذي كان عليه السلف. وان يقرأ خاصة ما كتبه ابن القيم في فساد القلب بالخوف ولا سيما في كتابه اغاثة اللهفان. فان كثرة الخلطة مما الشيطان التي يصيد بها العبد فيضعف دينه ويوهنه. نعم. وطلحة بن عبيد الله قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي يكنى ابا محمد ويلقب بطلحة يا رب وطلحة الجود وطلحة الخير توفي سنة ست وثلاثين بشط الكلاء من نواحي البصرة. وقوله القرشي ابن تيمية نسبة للاعلى فالادنى فهو من تين بطن من بطون قريش وهو البطن الذي منه من ممن تقدم ابو بكر الصديق رضي الله عنه وقوله ويلقب بطلحة الفياض وطلحة الجود وطلحة خير ان يعرفوا بهذه الالقاب التي تدور على البذل والعطاء. التي تدور على البذل والعطاء فالفيض هو العطاء. وهو المراد بالجود والخير. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة السابعة عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه انه قال لما تناول رجل رجل خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان عنده وكان بينهما كلاب. انما بيننا لم يبلغ ديننا. رواه ابن ابي شيبة والطبراني واسناد صحيح. وسعد بن ابي وقاص وسعد بن ابي وقاص واسم ابي وقاص مالك ابن نهيب القرشي الزهري يكنى ابا اسحاق ويلقب بالاسد في براثنه وفارس الاسلام. توفي سنة خمس خمسين بالعقيق من نواحي المدينة وهو اخر العشرة المبشرين بالجنة موتى. ذكر المصنف وفقه الله الغرة السابعة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه ابن ابي شيبة والطبراني باسناد صحيح عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه انه قال لما تناول رجل خالد بن الوليد رضي الله عنه عنده وكان انهما كلام انما بيننا لم يبلغ ديننا واطلاق العزو لابن ابي شيبة يراد به كتابه المصنف كما تقدم. اما اطلاق العزو الى فيراد به كتابه المعجم الكبير وفي الاثر الحث على حفظ العبد دينه على حفظ العبد دينه. وصيانته الاخوة الايمانية من اسباب الفرقة وصيانته الاخوة الدينية من اسباب الفرقة. فان سعدا رضي الله عنه كانت بينه وبين خالد بن الوليد خصومة. فجاء اه ذكر خالد بن الوليد من رجل عند سعد بن ابي وقاص يريد الوقيعة فيه. فزجره سعد. عما اراد وقال له انما بيننا لم يبلغ ديننا. اي ان الخصومة الكائنة بينه وبين خالد بن الوليد لم تبلغ ان يتهاون العبد فيما يثلم فيما يتلو دينه وينقصه وهو الوقوع في الغيبة. فان الرجل ذكر خالدا عند سعد بما يسوء مغتابا له. والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب. فلم يتابعه في هوى نفسه وزجره عن غيه بان يقترف الغيبة في مجلسه فيسكت عنه فيكون المتكلم والسامع في ذلك شركاء. وقال له انما بيننا لم يبلغ ديننا. فحفظ دينه من الوقوع في الغيبة وحفظ ايضا الاخوة الايمانية من اسباب الفرقة. فان الغيبة والوقوع في الاعراض من اعظم ما يفصم عرى الاخوة الدينية بين المؤمنين. ورسلها نواب الشياطين في تفريق المؤمنين. فان للشيطان نوابا ينوبون عنه في الشر ومن اعظمهم كيدا واوخمهم عاقبة بين المسلمين نواب الشيطان في الغيبة والنميمة الذين يجرون بهذا بين المؤمنين فيفرقونهم ويحلون هنا ويحلون الاخوة الدينية المنعقدة بينهم. فالعارفون بالله وامره يزجرون الخلق عن هذا. لما فيه من الشر الوقير. واما الجاهلون بالله فهم الذين يطيرون بما يذكر عندهم من غيبة احد ونميمته. وتنبسط اساريرهم اذا ذكر من يبغضون ويخالفون بسوء لاجل ان يكون في ذلك فرجة روحانية لانفسهم فيزيدون الشر شرا. واذا كملت تقوى العبد وراقب الله سبحانه وتعالى كانت حاله كحال سعد ابن ابي وقاص. فانه لم يجري مع الهوى ابتغى ما يحب الله سبحانه وتعالى بمنع هذا الرجل من القول بالسوء في خالد بن الوليد. وفي ابي عبدالله احمد ابن حنبل رحمه الله انه دخل عليه بعض اصحاب الحديث فقال لهم من اين فقالوا من ابي كريب. فقال اكتبوا عنه. فانه شيخ صالح فقالوا انه يطعن عليك. فقال رجل صالح بلي بي. فانظر الى تمام تقواه لما اخبر عن حقيقة الحال بان هذا الرجل صالح في روايته ودينه مستحق للكتاب عنه واخذ العلم ونقله. فلما ذكروا له انه يطعن عليه. وهذه حال الطلبة اخبرهم بما ينبغي من انه رجل صالح بلي بي اي فتن بي بان يتكلم فالعارف بالله وامره لا يلتفت الى مثل هذه الاحوال ولا تعظم في قلبه لانه لا الناس في الزعامة وانما يطلب عند الله الامامة. ومن طلب عند الله الامامة ادركها. وليست امامته بان ان يكون وجيها في الدنيا او ذا منصب ورئاسة. ولكن امامته عند الله سبحانه وتعالى بان يكون قدوة للمتقين ولو قلت اعدادهم ثم معظما عند رب العالمين في الاخرة. وهذه احوال من زكت نفسه وسمت روحه وطابت حياته انه لا ينظر الى الناس بعين الناس. وانما ينظر الى الناس بما امر الله سبحانه على به فهو يحفظ دينه. ويحفظ الاخوة الدينية بين المؤمنين. واذا عصى احد نهى فيه لم يتابعه بمعصية الله سبحانه وتعالى فيه. نعم. وسعد بن ابي وقاص قائل هذا الاثر هو كما ذكر المصنف سعد بن ابي وقاص واسم ابي وقاص ما لك بن وهب القرشي الزهري يكنى ابا ويلقب بالاسد في براتنه وفارس الاسلام توفي سنة خمس وخمسين بالعقيق من نواحي المدينة وهو اخر العشرة المبشرين بالجنة موتى. وقوله واسم ابي وقاص مالك. اي ان ابا وقاص كنية غلبت عليه فشهر بها وان كان اسمه مالك فهو سعد ابن مالك وقوله القرشي الزهري فيه نسبة للاعلى فالادنى كما تقدم. وبنو زهرة بضم الزاي بطن من بطون قريش ومنهم امرأة مشهورة نعم احسنت ومنهم ام النبي صلى الله عليه وسلم امنة بنت وهب. وقوله ويلقب بالاسد في براتنه اي في مخالبه اي في مخالبه. بفرط شجاعته. لفرط شجاعته. فهو بمنزلة الاسد المتوكل الذي لا يخاف شيئا وهو بمنزلة الاسد المتوفي الذي لا يخاف شيئا. وقوله وهو اخر العشرة المبشرين بالجنة موتا اي من اولئك الملقبين بهذا اللقب. فكان اولهم موتا ابو بكر رضي الله عنه وكانت وفاته سنة ثلاثة عشرة. وكانت وفاة اخرهم وهو سعد سنة خمس وخمسين فبينهما كم سنة فبينهما اثنان واربعون اثنتان واربعون سنة. فالعشرة المبشرون بالجنة عاشوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم كم سنة ها اربعا واربعون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم اربع واربعون سنة فهو توفي سنة احدى عشرة واخرهم توفي سنة وخمسين. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الثامنة عن سعد ابن عبادة رضي الله عنه انه كان يدعو اللهم وهب لي حمدا وهب لي مجدا لا مجد الا بفعال ولا فعال الا بما. اللهم لا يصلحني القليل ولا اصلح رواه ابن ابي شيبة وصححه الحاكم وهو كذلك. وسعد بن عبادة وسعد بن عبادة بن دؤلي من الانصاري الخزرجي يكره ابا ثابت وابا قيس ويلقب بالكامل. توفي سنة خمس عشرة وقيل غير ذلك بالشام والمشهور انه بحور قال ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة من القرد الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه ابن ابي شيبة وصححه الحاكم وهو كذلك عن سعد ابن عبادة رضي الله عنه انه كان يدعو اللهم هب لي حمدا وهب لي مجد لا مجد الا بفعال ولا فعال الا بمال اللهم لا يصلحني القليل ولا اصلح عليه واطلاق العزو من ابن ابي شيبة يراد به كتاب المصنف كما تقدم. وتصحيح الحاكم هو باخراجه له في كتاب المستدرك وتصحيح الحاكم هو باخراجه له في كتاب المستدرك على الصحيحين هو الاثر كذلك. فاسناده صحيح. وفي الاثر دعاء العبد نفسه بالخير وفي الاثر دعاء العبد لنفسه بالخير. فان سعدا دعا ربه ان يهب له حمدا وان يهب له مجدا. ومراده بسؤال الحمد احرص احرازه وجوه المحاسن التي يحمد عليه. احرازه وجوه المحاسن التي يحمد عليها ومراده بسؤال المجد ان يشيع ذكره بالخير بين الناس ان يشيع ذكره بالخير بين الناس. فيذكر محاسنه مرة بعد مرة فيذكروا محاسنه مرة بعد مرة. وفيه بيان ان المجد لا الا بفعل فان القول يحسنه كل احد حتى المنافق. واما فعل فلا يقدر عليه الا الصادقون. قال الشاعر لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال. فلا ينال المجد الا بفعل صادق دال عليه من الافعال التي يستحسنها الخلق شرعا وطبعا. وفيه ايضا ان المال معين على طيب الفعال. وفيه ان المال معين على طيب الفعال صديقه ما رواه احمد وصححه ابن حبان عن ابن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الصالح للرجل الصالح نعم المال الصالح للرجل الصالح. قال بعض السلف المال سلاح المؤمن. قال بعض السلف المال سلاح المؤمن. اي يتسلح به فيما يريد تحصيله من الخير. اي يتسلح به فيما يريد تحصيله من الخير وللسلف كلام كثير في مدح المال الصالح اذا جعل في وجوه الخير وفيه ايضا ان من النفوس ما لا يصلح الا بالغنى. وفيه ايضا ان من النفوس ما لا يصلح الا بالغنى. فان من الخلق من يستقيم دينه وتحسن حاله بالفقر. ومنه هم من يصلح دينه يستقيم دينه وتصلح حاله بالغنى. فاذا عقل العبد عن نفسه انها لا لا يصلح الا بالغناء كان له ان يدعو بما دعى به سعد فقال اللهم لا يصلحني ولا اصلح عليه. ومراده بالصلاح اي عند الله وعند خلقه. ومراده بالصلاح اي عند الله وعند خلقه فهو لا يمكنه القيام بحق الله وحق خلقه مع تحصيله القليل من الماء وانما يمكنه ذلك اذا كثر ماله فانه يعقل من نفسه انه يجعل المال في ما احبه الله عز وجل. وكان سعد بن عبادة من كرماء الناس واجواد وفي رواية ابن ابي شيبة في مصنفه اعن عروة ابن الزبير انه كان يرى سعد ابن عبادة يقف على اطمه يعني مواطن مرتفعة مما بيته وبستانه. ثم ينادي من اراد شحما ولحما فليأتي سعد ابن عبادة فكان يدعو الناس الى الطعام ويطعمهم الطعام وهذه فعلة الاجواد والاكارم. وكانت من سنة عرب النداء الطعام فكانوا ينادون اليه ويشاركهم غيرهم فيه وهي محمدة له وكان احدهم اذا لم يكن طعامه الاله كره في نفسه ان يأكل وغيره ينظر اليه فكانت العرب تعد من سقوط المروءة ان يأكل العبد وغيره ينظر اليه. لما من كسي نفس غيره بالنظر الى الطعام وعجز الاكل عن الاطعام. فكانوا يتوقون هذا ثم انقلبت الحال فصاروا يسورون هذه الاطعمة في هذه الاجهزة وينشرونها بمواقع التواصل ولا يدعون الناس الى الاطعام فصارت حالهم مقلوبة عما كانت عليه العرب الاولى وسعد بن عبادة قائل هذا الاثر هو كما ذكر المصنف سعد بن عبادة بن دليم الانصاري الخزرجي يكنى ابا ثابت وابا قيس ويلقب بالكامل توفي سنة خمس عشرة وقيل غير ذلك بالشام والمشهور انه بحوران وقوله الانصاري الخزرجي نسبة الى الاعلى فالادنى فهو من الخزرج بطن من بطون الانصار وقوله يكنى ابا ثابت وابا قيس اي له اكثر من كنية وقوله يلقب بالكامل اي لتمام احواله. اي لتمام احواله وتلقيب احد من الخلق بالكامل ما حكمه نعم ما الدليل ايش الدليل طشوا هذا حديث لا يعود حديث جائز لما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير كمل من الرجال كثير. ولم يكمل من النساء سوى قاسية امرأتي فرعون ومريم بنت عمران. فقوله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكن يفيد ان من الرجال والنساء من يكونوا كاملا. فاذا تم في نظر الخلق حاله ازى ان يسمى ان يلقب كاملا. والمراد بالكمال هناك كمال يناسب حاله فهو الكمال الانساني. فان الكمال نوعان. احدهما كمال الهي. وهذا يختص لا كمال الهي. وهذا يختص بالله. والاخر كمال انساني هذا يوجد في الخلق بما يناسب احوالهم. يوجد في الخلق بما يناسب احوالهم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته في الاسبوع القادم باذن الله تعالى. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد من يوالي وصحبه اجمعين