السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا الثالث لشرح الكتاب السادس من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب الغرر من موقوف الاثر لمصنفه صالح عبدالله بن حمد العصيمي. وقد انتهى من البيان الى قوله الغرة الثامنة عشرة. نعم احسن الله اليكم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قلت وفقكم الله تعالى في كتابكم الغرر من موقوف الاثر. الغرة الثامنة عشرة. عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع واعجاب كل ذي رأي برأيه. رواه احمد ابو داوود كلاهما في الزهد واللفظ لاحمد واسناده صحيح. وابو الدرداء هو عمير بن زيد بن قيس الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته ويلقب بحكيم هذه الامة وقيل اسمه عامر وعويمر لقب له. توفي في اواخر خلافة عثمان وقيل عاش بعد ذلك بدمشق الشام ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة عشرة. من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احد وابو داود كلاهما في الزهد باسناد صحيح عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع واعجاب كل ذي رأي برأيه. واللفظ لاحمد وتقدم ان العزو الى احمد وابي داود اذا كان في غير كتابيهما المشكورين وهما المسند للامام احمد. والسنن للحافظ ابي داود وجبت تقييده في الاثر المذكور هنا فانه عندهما في كتاب الزهد. واللفظ لاحمد وفي الاثر الاعلام بان للفساد اسبابا فانما صلح من شيء يعتريه الفساد تارة باسباب اوجبت فساده فكما يكون في الاشياء امور بها تصلح فيكون فيها امور بها تفسد وفيه ايضا ان معرفة اسباب الفساد تعين على الاصلاح فمن عرف مواقع الخلل وموارده ومنابعه التي متى خلطت افسدت الشيء كانت تلك المعرفة معينة له على تحقيق الاصلاح فلا يتمكنوا من اصلاح نفسه والناس الا العارف بعللهم. التي متى فشت فيهم واخذت بهم فسدوا بها وفيه ان من اعظم موجبات الفساد ما يفسد النفوس والقلوب ان من اعظم موجبات الفساد ما يفسد النفوس والقلوب. فان النفوس والقلوب اذا فسدت فسدت الاديان والاموال والاعراض والنسل. فاعترى الفساد وجوها كثيرة مما امرنا بحفظه. فمن اراد ان يسلم له ما عظم من امره في دينه وماله وعرضه ونسله وجب عليه ان يعتني بحفظ نفسه مما يفسدها. وفيه ان من المفسدات الشح المطاع والشح هو شدة المنع التي تقوم في النفس شدة المنع التي تقوم في النفس فان من اخلاق النفس شحها. بما يجد المرء في نفسه من محبة منع ما يعظم عندهم فهو تارة يمنع ماله. وتارة يمنع علمه. وتارة يمنع ومتعلقات الشح متعددة وجماعها وجود هذه القوة النفسانية الشيطانية من شدة المنع في النفس ويبلغ من عظم افسادها العبد ان يكون مطيعا لها. منقادا لامره بها فهي متحكمة فيه حاكمة عليه وفيه ان من اسباب الفساد ايضا الهوى المتبع وهو النفس وهو النفس هو محبتها الشيء وشهوتها له محبتها الشيء وشهوتها له. فهي تحبه وتشتهيه وتميل اليه فاذا دعا داعيها اجاب العبد وصار تابعا للهوى الذي يجول في نفسه وفيه ايضا ان من اسباب الفساد اعجاب كل ذي رأي برأيه اي استحسانه له وتقديمه على غيره فيكون المرء مستحسنا ما تبديه نفسه من المقترحات وما يجول في خاطره من الواردات. فهو وعظمها تعظيما لنفسه ولو نزع ذلك الرأي بدلائل القرآن والسنة وما كان عليه السلف والاجلة حتى يبلغ من حال بعض الخلق في اعجابه برأيه ان يرد السنن والشرائع فيقع في نفسه النفرة منها اعجابا بذي رأيه. ويطلب من مسالك التخلص من سلطانه شبها مفسدة كأن يقول ان هذا الدليل في زمن ونحن في زمن اخر او يقول ان هذا الدليل مقيد بحال ونحن في حال اخرى الى غير ذلك من شبه الملبسة التي يدفع بها سلطان الشرع عليه. كل ذلك سيرا وراء رأيه واعجابا به وفيه ذم هؤلاء الثلاثة الشح والهوى واعجاب المرء برأيه ذم هؤلاء الثلاث الشح والهوى واعجاب المرء برأيه وفيه ايضا شدة حاجة الخلق الى تهذيب نفوسهم واصلاحها. شدة حاجة الخلق الى تهذيب نفوسهم واصلاحها وملاحظتها بالمحاسبة فان هذه المفسدات التي تتسلل الى النفس تخفى بالغفلة. فالمرء اذا غفل عن نفسه جرت هذه المفسدات فيها كجريان النفس في البدن ولا ينجي العبد منها الا دوام المحاسبة وكان من الساعات المحمودة عند السلف رحمهم الله ساعة يحاسب فيها العبد نفسه عملا بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله. فالعبد مأمون بدواب المحاسبة لما فيها من حفظ النفس واصلاحها وتهذيب اخلاقها ودفع العلل والواردات المسلمة عنها وابو الدرداء رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عويمر ابن زيد ابن قيس الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته ويلقب بحكيم هذه الامة وقيل اسمه عامر وعوير لقب له. توفي في اواخر الخلافة عثمان رضي الله عنه وقيل عاش بعد ذلك بدمشق الشام بدمشق الشام وقوله الانصاري الخزاجي تقدم نظيره غير مرة. وقوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه حتى لا يعرفوا الا حتى لا يعرف الا بها وقوله ويلقب بحكيم هذه الامة تقدم ان هذا القيد يراد به المحاذا لمن سبق فلقبوا خليل هذه الامة او ابراهيمها او امين هذه الامة او فقيهها او غير لذلك من الالقاب يقصد بها محاذاة المذكور بهذا اللقب لمن تقدمه في الامم السالفة وقوله وقيل اسمه عامر وعويمر لقب له اعلام بلقب ثان له وهو عويمر في قول جماعة من اهل العلم يذهبون الى ان اسمه عامل وانه يلقب عومر. وهو تصدير عامر تمليحا لاسمه وبقي مما هو نظير له في الدرس السابق ما يتعلق قائل الاثري السابع عشر وهو عمار ابن ياسر. فان المصنف قال فيه هو عمار ابن ياسر ابن العنسي مولى بني مخزوم يكنى ابا اليقظان ويلقب بالطيب المطيب توفي سنة سبع وثلاثين اتينا في صفينا من نواحي الرقة بسوريا وقوله مولى بني مخزوم هم بطن من قريش وولاؤه لهم ولاؤه حلف اي في النصرة وتقدم نظيره وقوله يكنى ابليقظان هو بسكون القاف ولا يقال اليقظان وقوله بسوريا هي بتاء مربوطة في اللغة الفصيحة نعم احسن الله اليكم الغرة التاسعة عشرة عن ابي مسعود الانصاري البدري رضي الله عنه انه قال عليكم بتقوى الله ولزوم جماعة محمد صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى لن يجمع جماعة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة. وان دين الله واحد واياكم والتلون في دين الله وعليكم بتقوى الله واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر. رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم واسناده صحيح وروية مرفوعا ولا يثبت. وابو مسعود الانصاري البدري هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الانصاري وخزرجي بكنيته والبدري لقب له. توفي قبل الاربعين وقيل بعدها وهو الصحيح واختلف في موضع موته فقيل بالكوفة وقيل المدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة التاسعة عشرة من الغرر الاربعين. عن الصحابة المجلين وهو ما رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم واسناده صحيح عن ابي مسعود الانصاري البذري رضي الله عنه انه قال عليكم بتقوى الله ولزوم جماعة محمد صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى لن يجمع جماعة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة. وان دين الله واحد واياكم والتلون في دين الله وعليكم بتقوى الله واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من وتقدم ان اطلاق العزو الى الحاكم يراد به كتابه المستدرك على الصحيحين والحديث المذكور روي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت عنه فلا يصح من كلامه صلى الله عليه وسلم وفي الاثر المذكور الامر بتقوى الله وتقدم ان اصل التقوى هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشى باتباع خطاب الشرع وتكرار الامر بها في كلامه رحمه الله يبين ان المأمور به هنا تقوى تتعلق بمحل الخاص وتكرارها في كلامه رحمه الله يبين ان المقصود هنا تقواه في معنى خاص فالمأمور به اولا التقوى في لزوم الجماعة والمأمور به ثانيا التقوى في لزوم الطاعة فانه قال عليكم بتقوى الله ثم ذكر لزوم الجماعة فهو امر بملاحظة التقوى في لزوم الجماعة. ثم اعاد التقوى ثانية فقال وعليكم والله واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر اي الزموا تقوى الله في طاعة امراءكم وفيه الامر بلزوم الجماعة وهم رؤوس الناس من اهل الحل والعقد المتبوعين وتقدم بيان ذلك في شرح العروة الوثقى وغيره والجماعة المأمور بلزومها نوعان والجماعة المأمور بلزومها نوعان احدهما جماعة المسلمين العامة جماعة المسلمين العامة الممتدة من زمنه صلى الله عليه وسلم حتى يرث الله الارض ومن عليها وهي التي يتعلق بها الاجماع. وهي التي يتعلق بها الاجماع والاخر جماعة المسلمين الخاصة في زمان او مكان جماعة المسلمين الخاصة في زمان او مكان ولا تلازموا الاجماع فقد تنعقد جماعة المسلمين في زمان ومكان ولا ينقل عنهم اجماع في شيء من مسائل العلم وفيه ايضا نفي اجتماع هذه الامة على ضلالة فهذه الامة محفوظة في دينها فهذه الامة محفوظة في دينها وهذا الحفظ هو الذي يسمونه العصمة وهذا الحفظ هو الذي يسمونه العصمة فالامة محفوظة في دينها لا تجتمع على ضلالة. ومن وعى هذا الاصل ووقر في قلبه عظم عمل المسلمين فلا يهجم على شيء جرى به العمل حتى يتبين له كون العمل حادثا غير قديم فانه اذا حدث العمل ولم يكن قديما فانه محل للغلط. اما تتابع الامة قرنا بعد قرن في مدة طويلة على امر من امور دينها فان هذا هو دينها الذي جعله الله عز وجل وان لم يقف العبد على دليل خاص من القرآن والسنة. وهذا في احكام الدين خبرا وطلبا يوجد في طبقات الامة ما تداولوه وتناقلوه وعملوا به خبرا او طلبا ثم لا تجد ما يبينه بخصوصه في القرآن والسنة. واشهر شيء في ذلك هو التكبير المطلق والمقيد في الايام المعينة له في العيدين فغاية ما يروى في هذا اثار عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ولا يوجد في القرآن والسنة ما يبين هذه العبادة بخصوصها. واشار الى هذا معنى ابن رجب في كتاب العيدين من فتح الباري وفيه ايضا تحقيق وحدانية الدين تحقيق وحدانية الدين وهذه الوحدانية نوعان احدهما وحدانية عامة في دين الانبياء جميعا وهي التوحيد وحدانية عامة في دين الانبياء جميعا وهي التوحيد والاخر وحدانية خاصة في الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحدانية خاصة في الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فدين الله الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم في صدر الامة هو المأمور به في اخرها فلا يتجدد لها في دينها ما لم يكن من الدين الاول ويسمى هذا الدين المنزل فان الدين الواقع في الناس ثلاثة انواع احدها الدين المنزل وثانيها الدين المؤول وثالثها الدين المبدل ذكر هذا جماعة منهم ابن تيمية الحديد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم فالدين المنزل هو ما بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم والدين المؤول هو ما تأوله. من تأوله من الناس فيما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فحملوه على اشياء غلطوا فيها واما الدين المبدل فهو ما اختاره من اختاره من الناس وجعله دينا. ونسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقطوع الصلة به تنزيلا وتأويلا. وهو ارذل هذه الثلاثة والعبد مأمور بان يلزم الدين المنزل وهو مقصود ابي مسعود رضي الله عنه مما ذكره. فانه قال وان دين الله واحد. واياكم والتلون في دين الله اي الخروج عن الدين المنزل الى غيره. وفيه ايضا التحذير من التلون في الدين التحذير من التلون في الدين وهو التقلب والتحول فيه. وهو التقلب والتحول فيه فانه مذموم المبتدأ مشؤوم المنتهى فمبتدى التلون في الدين هو الخصومات فيه وترك التسليم لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فمن جعل دينه عرضة للخصومات اكثر التنقل. قاله عمر ابن عبد العزيز وغيره واما منتهاه فهو الشك في الله سبحانه وتعالى ودينه. قال ابراهيم النخاعي رحمه الله كانوا يرون التلون في الدين من شك القلوب في الله عز وجل رواه ابن بطة في الابانة فينشأ من هذا شك العبد في الله ودينه والعبد مأمور باحراز دينه من المغيرات التي تكتسحه فتجعل دينه الوانا والمذموم هو الواقع حينئذ بلا برهان شرعي فان التنقل قد يقع. لكنه يحمد بموجبه الشرعي وبرهانه المرعي وهو الواقع من جماعة من الائمة في اختلاف اقوالهم في مسائل العلم واشقرهم الشافعي فالشافعي رحمه الله لما كان في العراق كان له ما كان من القول في العلم ثم لما تحول الى مصر تغير قوله في مسائل عدها بعض الشافعية سبع عشرة مسألة وقيل اقل وقيل اكثر والمقصود ان ما وقع منه هو او غيره من تحول القول في المسائل ليس من جنس في الدين الذي ذمه السلف فموجبه الدلائل الشرعية والبراهين المرعية وعلامة هذا قلته فالراسخ في العلم لا يكثر التنقل بالقول في مسائله واما التلون في الدين فعلامته كثرته تارة وكونه في اصول عظيمة من الدين اثارة اخرى فذلك الذي يكثر منه فتجده يتجدد له من القول في كل مسألة اشياء واشياء فهو متلون في دينه ونظيره من يقع منه ذلك في مسائل عظيمة من اصول الدين فهو يكون على قول في زمن ويكون على قول اخر في زمن ولا ريب ان اصول الدين ومسائله العظام لا تقبل التجدد والتلون والتغير فيها وفيه ايضا الامر بلزوم طاعة السلطان والصبر على ما يكره من الامراء. الامر بالصبر بطاعة لزوم طاعة الامراء. والصبر على ما يكره من الامراء فقوله وعليكم بتقوى الله واصبروا هو اشارة الى هذا ان يلزم العبد الطاعة لولي امره وان يصبر على ما يكرهه من اميره وهذا الامر بالصبر هو حكم شرعي فالاخذ به اخذ بحكم الشرع غير مسلم بالقدر كما يزعمه من يزعمه ولا هو ترك للمبادرة والاصلاح ولنزواء عن الخلق وبعد عن الدخول في مضايقهم بل هو احتكام الى ما امر به الشرع من الصبر على ما يكره من الامراء. وخيرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين خير من رأيهم. فمن اختار هذا في تلك الملمات ومن عدل عنه الى غيره ندم والصبر اثقل شيء على النفوس ويعظم ثقله اذا انجفل الناس كافة الى امر يطلبونه في دين او دنيا. فانه يثقل حينئذ على النفس حبسها على مراد الشرع. واعتبر هذا في خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن الكنز العظيم الذي يحسر عنه نهر الفرات واخباره بان الناس يقتتلون عليه حتى يفنى من المئة تسعة وتسعون رجلا فسيكون هذا القتال والفناء مع خبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوعه تحذيرا منه لان النفوس اذا ادلهمت الفتن طاشت العقول ولم يقدر العبد على حبس نفسه على مراد الشرع ولو علمه. فان العلم بالشيء غير العمل به. فكم من امرئ يعلم امورا لا يقدر على عملي بها ومن جملتها هذا الاصل المقرر في الشرع فمع وضوحه وجلائه وعظامه لا يزال الناس يتهوكون فيه ويضربون فيه طرائق قددا. وفيه ايضا حسن عاقبة فمن صبر ظفر ولا تدرك الامور العظيمة الا بالصبر العظيم وفيه ايضا الفرق بين استراحة البر والفاجر فالبر يستريح في نفسه والفاجر يستريح منه الخلق فالمرء فالبر يستريح في نفسه والفاجر يستريح منه الخلق والصابر على ما يكره من امر الامراء صاحب بر مستريح النفس ببره الذي سار عليه في دينه وذلكم الامير الواقع فيما لا يحبه الله ويرضاه من الفجور والظلم ينتظر الناس زواله حتى يستريح من شره. فمن صبر على جور هؤلاء تراحى ببره واستريح من اولئك فغاية هؤلاء الموت. وما احد من البشر مخلد وابو مسعود الانصاري البدري رضي الله عنه قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف عقبة ابن عمر ابن ثعلبة الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته والبدري لقب له توفي قبل الاربعين فقيل بعدها وهو الصحيح واختلف في موضع موته ثقيل بالكوفة بالمدينة قوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره قوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه كما تقدم ايضا ظن وقوله البدري لقب له اي عرف بهذا نسبة الى نزوله قريبا من بدري نسبة الى نزوله قريبا من قريب بدر. لا الى شهوده تلك الغزوة. لا الى شهوده تلك الغزوة. فلقب البدري في الصحابة لمن شهد غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم واختص ابو مسعود الانصاري البدري رضي الله عنه بهذه النسبة نسبة الى الموضع. عند القليب المشهور باسم بدر لا انه كان ممن شهد تلك الغزوة نعم احسن الله اليكم الغرة العشرون عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه انه قال يوم قتل عثمان والله لا تريقون محجما من دم الا به من الله بعدا. رواه سعيد بن منصور واسناده صحيح. وعبدالله بن سلام هو عبدالله بن سلام بن الحارث حليف بني الخزرج يكنى ابا يوسف توفي سنة ثلاث واربعين بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة العشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه سعيد بن منصور باسناد صحيح عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه انه قال يوم قتل عثمان رضي الله عنه والله لا تليقون محجما من دم الا ازددتم به من الله بعدا. وتقدم ان اطلاق العزو الى سعيد ابن منصور يراد به كتابه السنن وقول ما ذكر المصنف الغرة العشرون اي على الحكاية. ان محلها النصب لكن مع الحكاية تكون مرفوعا وهو المناسب في التراجم فالتراجم تذكر حكاية كاسماء السور وغيرها وفي الاثر ان سفك الدم بغير حق من موجبات بعد العبد عن ربه ان سفك الدم بغير حق من موجبات بعد العبد عن ربه فمن سفك دما حراما بعد عن ربه ومن بعد عن ربه قرب من غضبه وعذابه وفيه ايضا ان العبد يبعد من الله بمعصيته كما يقرب منه بطاعته. ان العبد يبعد عن الله بمعصيته كما انه يقرب منه بطاعته فمن عصى الله كان من المبعدين. ومن اطاع الله كان من المقربين وفيه ايضا تحريم سفك الدم بغير حق ولو كان قليلا تحريم سفك الدم بغير حق ولو كان قليلا فلا تختص الحرمة والتعظيم بالقتل ويندرج فيه الشجاج وغيره مما ينز معه دم من احد من المعصومين. فمن عدا على معصوم الدم فشج رأسه فخرج منه دم او عدا عليه وطعنه في بدنه فخرج منه دم فقد اصاب دما حراما بالاعتداء عليه فان المسلم على المسلم حرام الدم وتلك الحرمة لا تختص بالقتل فقط. بل يندرج فيها كل ما يتضرر به فيما يتعلق بدمه وفيه ايضا تعظيم حرمة الدم تعظيم حرمة الدم ولو كان قليلا المحجم الة الحجامة التي يستخرج بها الدم الة الحجامة التي يستخرج بها الدم كالقوانين المعروفة عندنا اليوم. كل واحد منها محجم يخرج فيه قدر من الدم وفيه ايضا الحلف على الفتيا تعظيما لها الحلف على الفتيا تعظيما لها وفيه ايضا شرف الثبات عند ورود المزعزعات كرف الثبات عند ورود المزعزعات فان عبدالله رضي الله عنه قال هذا القول لما قتل عثمان رضي الله عنه وظهر اعليه المنازعون له فغلبوه على امره وهتكوا حرمة داره. وقتلوه بين يدي زوجه عاتكة رضي الله عنها وكان يوما عصيبا. والايام العصيبة يقل الثبات فيها فمن ثبته الله عز وجل فتكلم بالحق فهذا من اعظم ما حصل له من الشرف لا تتزعزع قدمه مع عظم الملمة. وهذا عزيز في الناس جدا فان المزعزعات تضج بالخلق حتى تفقد منهم الاحلام ويعود العاقل الحليم سفيها طائشا فطوفان الملمة يأخذ بقلوب الناس فتكون كالكرة يلعب بها الصبي. واعتبر هذا في العظائم التي تقع في الناس في دينهم او دنياهم وكم يوفق راسخا من يثبت الحق فيتكلم فيه بما ينفع كالكلام الذي ذكره عبدالله بن سلام رضي الله عنه لما قتل عثمان ابن عفان وكم من امرئ يلوم الثابتين؟ فما هي الا ايام حتى يرجع الى قولهم فمن عرف هذا لم يلتفت الى لوم الخلق ونظر الى مراد الشرع وحبس نفسه عليه فان ناسا لا يرضيهم شيء ومن تتبع رضا الناس اسخط الله ومن تتبع رضا الله ووقف معه رظي الله عنه وارظى عنه الناس ومما ينبه اليه بمناسبة المقام ان من العلوم المفتقر اليها علم التاريخ الذي ولد منه المتأخرون علوما كثيرة كعلم الاجتماع او طرف من علم النفس او علم الحضارات فان منفعة هذا العلم عظيمة وقراءة اهل العلم له غير قراءة الاخباريين الذين يجعلون تلك التواريخ احداثا عامة يسردونها العارفون بالعلم يقرأون في تلك التواريخ احوالا تجددت للخلق يناسبها ما يناسبها من الاحكام والتاريخ كما يقال يعيد نفسه. فمن وعى التاريخ وانتفع بما مر عليه من احواله وجد يوما من دهره حاجة الى واقعة من الوقائع نظير شيء سبقه فيعمل فيها بما حمد في الزمن السابق فينال بذلك الخير في هذا الزمن اللاحق وهو من العلوم التي قصر فيها المتشرعة وصارت دراستهم لها دراسة اخبارية ليس الا. اما تلك الدراسة التي تستنطق الاحداث والاحوال فتهدي ويهدى بها فقل وجودها بين ظهرانيهم تحقيق بطالب العلم ان يتأمل هذا الاصل وان يعتني بقراءة التاريخ قراءة يستنبط منها الفكر ويستلهم العبر ويجعل ما مر من سابق الاحداث مانعا من لواحق الاحداث فالسير بالسيرة من مضى خير من ان يبتدي المرء رأيا لا يعلم خيره من شره وعبدالله بن سلام رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله ابن سلام ابن الحارث الاسرائيلي حليف بني الخزرج يكنى ابا يوسف توفي سنة ثلاثة واربعين بالمدينة وقوله ابن سلام هو بالتخفيف ولا يعرف من مشاهير الاسلام من اسم ابيه سلام مخففا سوى هذا الرجل من الصحابة رضي الله عنه. وما عداه في الاسماء واسماء الاباء فهو مشدد. سلام ومنهم محمد بن سلام البيكندي شيخ البخاري في اصح القولين. وقوله الاسرائيلي اي الى بني اسرائيل فهو من ذرية اسرائيل وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام فاسرائيل في كلام اليهود وهو لسان العبراني معناه عبد الله. وقوله حنيف بني الخزرج اي حليفهم نصرة نعم احسن الله اليكم الغرة الحادية والعشرون عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال اذا كثر الاخلاء كثر الغرماء رواه البخاري في الادب المفرد واسناده حسن وفسر موسى ابن علي احد رجال اسناده الغرماء بالحقوق. وعمرو بن العاص هو عمرو بن العاص ابن وائل القرشي السهمي يكنى ابا عبدالله وابا محمد. ويلقب بداهية العرب ايضا. توفي سنة الف واربعين وقيل بعد الخمسين والصحيح سنة ثلاث واربعين بفسطاط مصر الذي سمي بعد بالقاهرة الذي سمي بعده صحوها عندكم ذكر المصنف وفقه الله الغرة الحادية والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد حسن عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال اذا كثر الاخلاء كثر الغرماء وفي الاثر ان من العادة الجارية في الخلق اتخاذ الخليل. ان من العادة الجارية في الخلق اتخاذ فالناس مجهولون على اتخاذ اخدان لهم واصحاب واشدهم بهم صلة من بلغ في نفوسهم مرتبة الخلة وهي شدة المحبة حتى كأنه يتخلل بمحبته قلبه ويحاذي نفسه وفيه ايضا الاعلام بان للخليل حقا الاعلام بان للقليل حقا فالصحبة المعقودة بين الخلق تدور على حقوق بينهم تلزم هذا لذاك وتلزم ذاك لهذا وفيه ايضا الامر باداء تلك الحقوق الامر باداء تلك الحقوق فبقاء تلك الخلة فبقاء تلك الخلة وثباتها مرهون بالقيام بحقوقها فمن ادى لخليله حقه دامت خلته وقويت كلفة ومن قصر في حقه تجافاه خليله ونزع ما كان بينه وبينه من الصلة وفيه ايضا حمد التقليل من الاخلاء لمشقة الوفاء بحقوقهم حمد التقليل من الاخلاء لمشقة الوفاء بحقوقهم فمن كثر اخلاؤه كثرت عليه الحقوق. فمن كثر اخلاؤه كثرت عليه الحقوق وهو الذي فسره به موسى ابن علي احد رجال اسناده اذ قال الغرماء بالحقوق اي انه يكثر عليه من يطالبه من الغرماء المتخذين اللاء بحقوقهم التي له فمن المحمود ان يكون الاصدقاء الذين يطوف بهم المرء ويعول عليهم قلة فانه اذا قل اخلاؤه واصدقاؤه امكنه ان تبقى تلك الخلة وتقوى. واذا كثروا عجز عن حقوقهم فقصر فيها ثم ان كثرة الاصدقاء على اختلاف احوالهم يضعف دين المرء فانه يحمله على مداهنتهم ومجاراتهم وفي هذا يقول سفيان رحمه الله كثرة اصدقاء المرء من سخافة دينه. كثرة اصدقاء المرء من سخافة دينه اي من رقة دينه فان الاستكثار منهم يحمله على مجاملتهم ومداهنتهم حتى يسكت عما يؤمر من النصح لهم في دينهم. فمن اراد ان يسلم له دينه قلل اصدقاؤه ومن الشرور التي فتحت على الناس ما يسمى بالتعارف. وجعلوا الاودية قد دية اليه انواعا مختلفة. هم يتعارفون تارة عن طريق الهواتف ويتعارفون تارة عن طريق الايميلات ويتعارفون تارة عن طريق وسائل التواصل المتجددة. وتجد احدهم يفخر بكثرة في اولئك الاخلاء الذين تعرف بهم وهو يفتح على نفسه ابوابا من الشرور. وكم من امرئ رق دينه وضعف ايمانه لما اخلد الى هذه الباقعة من التعارف واستكثر الاصدقاء فحصل له من معرفة اهل الشر والوقوع فيه ما كان محفوظا منه قبل لما كان محرزا من كثرة الاخلاء ممنوعا من ذلك بواقع الناس الذي هم عليه وفيه ايضا ان من كثر اخلاؤه عجز عن القيام بحقوقه ان من كثر اخلاؤه عجز عن القيام بحقوقهم وفيه ايضا ان اداء الحقوق موجب الوفاء ان اداء الحقوق موجب الوفاء فمن ادى للناس حقوقهم وفولهم وان منعها يورث الخصومة. وان منعها يورث الخصومة. فمن اتخذ اصدقاء ثم منعهم حقوقهم ان الامر بينه وبينهم الى الخصومة وعمرو بن العاصي قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي. يقنى ابا عبدالله وابا محمد ويلقب بداهية العرب وانطابول العرب ايضا. توفي سنتين واربعين وقيل بعد الخمسين. والصحيح سنة واربعين بوسطاط مصر الذي سمي بعد بالقاهرة. وقوله العاصي هو بالياء في اللغة الافصح وقوله القرشي السهمي تقدم انها نسبة الى القبيلة الاعلى والادنى فبنو سهم بطن من قريش وقوله يكنى ابا عبدالله وابا محمد تقدم انه يكون بهذا ممن كثرت كناه وقوله ويلقب بداهية العرب العرب ايضا ان يعرف بهذا وهذا فله اكثر من لقب. والارقبون هو في لغة الروم القائد الكبير والرئيس العظيم. وهو في لغة الروم القائد كبير والرئيس العظيم فلقب بذلك في مقابل ارطبون الروم. فلقب بذلك في مقابل ارطبون الروم وقوله بفسطاط مصر الذي سمي بعده بالقاهرة اي انه توفي ودفن في الموضع الذي اتخذه المسلمون اول ما دخلوا مصر وبنوه وسموه الفسطاط ثم بنيت القاهرة قريبة من الفسطاط بناها الجوهر الصقلي في حكم العبيديين ثم عظمت القاهرة اليوم حتى دخل فيها الفساط وغيره. فصار الفسطاط حيا من احياء القاهرة نعم احسن الله اليكم. الغروة الثانية والعشرون عن زيد بن ثابت رضي الله عنه انه قال انه من لم يستحي من الناس لم يستحي من الله رواه هناد بن السريف الزهد واللفظ له وعبد الرزاق واسناده صحيح. ورواه ابو داوود في الزهد باسناد اخر ورؤيا مرفوعا ولا يثبت. وزيد ابن ثابت وزيد ابن ثابت ابن الضحاك الانصاري الخزرجي يكنى ابا سعيد وابا خارجة وينظم بترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة خمس او ثمان واربعين وقيل بعد الخمسين ونقول الاكثر وكانت وفاته بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثانية والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه هناد بن السري في عبد الرزاق باسناد صحيح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه انه قال انه من لم يستحي من الناس لم يستحي من الله واطلاق العزو الى عبد الرزاق يراد به كتابه المصنف والحديث رواه ابو داوود في الزهد باسناد اخر. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه. ولا يثبت عنه وفي الاثر ان من لم يستحي من الناس لم يستحي من الله. ان من لم يستحي من الناس لم يستحي من الله. فان ذهاب حيائه من الناس يؤجج نفسه على فعل المعاصي فان ذهاب حيائه من الناس يؤجج نفسه على فعل المعاصي فهو لا يبالي بعيبهم. فهو لا يبالي بعيبهم فيحمله ذلك على ارتكاب الذنوب والمعاصي فيكون مبتدأ معصيته الله سبحانه وتعالى بزوال حيائه منه انه لم يكن مستحيا من الخلق ففاض هذا الفساد على قلبه حتى صار لا يستحي من الله. اشار الى هذا المعنى ابن القيم في الجواب الكافي. وفيه ايضا ذم من لم يستحي من الناس. ذم من لم يستحي من الناس وفيه ايضا الامر بالحياء منه. الامر بالحياء منهم فان العبد واحد من الناس جدير به ان يسير بسيلهم ويحفظ حرمتهم. ومن جملة ذلك معاملتهم بالحياء وفيه ايضا الامر بالحياء من الله. الامر بالحياء من الله. فان فشأن الله اعظم. واذا كان العبد يعظم حياؤه من الناس فانه يعظم حياؤه من الله سبحانه وتعالى وزيد ابن ثابت رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف زيد بن ثابت بن الضحاك الانصاري ازرجي ركنة ابا سعيد وابا خارجة. ويلقب بترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة خمس او ثمان واربعين اين وقيل بعد الخمسين والاول قول الاكثر وكانت وفاته بالمدينة. وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره وقوله يكنى ابا سعيد وابا خالدة تقدم نظيره ايظا وقوله ويلقب بترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم اي المبين له عن لغة غير العرب المبين له عن لغة في غير العرب ممن كان بالمدينة وهم اليهود. فكانت لغتهم السريانية. وكان زيد رضي الله كان زيد رضي الله عنه عارفا بها. فكان يترجم للنبي صلى الله عليه وسلم ما يأتي اليه من كتبه كتبهم ويتكلمون بين يديه احسن الله اليكم الغرة الثالثة والعشرون عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال مثل هذا القليب مثل ريشة بفلاه الرياح ظهرها لبطنها. رواه احمد في الزهد واسناده صحيح وروي مرفوع ولا يثبت. وابو موسى الاشعري هو عبد الله بن قيس بن سليم الاشعري مشهور بكنيته ويلقب بسيد الفوارس توفي سنة خمسين وقيل بعدها واختلف في موضع موته فقيل بمكة وقيل بالكوفة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه احمد في الزهد هذه صحيح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال مثل هذا القليب مثل ريشة بفلاة تقلبها الرياح ظهرها لبطنها. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر بيان ضعف ابن ادم بيان ضعف ابن ادم انه لا يملك من نفسه شيئا. انه لا يملك من نفسه شيئا فقلبه الذي بين جنبيه يتقلب كصفرة تتدحرج فهو يعجز عن احكام نظام قلبه وفيه ايضا ان القلب يتقلب ولم يسمى القلب قلبا الا من تقلبه فالقلب كثير الجولان والانقلاب فلكون تلك الحال تعتري هذا العضو سمي قلبا وفيه ايضا شدة تقلب القلب حتى كانه ريشة خفيفة في فلاة اي صحراء تقلبها الرياح وانظر حال ريشة خفيفة من ريش طير اذا انقطعت وسقطت في صحراء واسعة وجالت بها ريح عاصفة كيف تقلبها تقليبا شديدا فتلك صورة قلب احدنا انه يتقلب تقلبا شديدا. وفيه ايضا ان الواردات على القلب تقلبه اي تغيره وتحوله. وفيه ايضا ان الواردات على القلب تقلبه اي تغيره وتحوله الواردات رياح القلب الواردات رياح القلب والرياح مختلفة القوة. فمنها ريح عاصف قاصف. ومنها ريح خفيفة وكذلك الواردات فمن الواردات ما يلج على القلب فيقلبه تقليبا شديدا. ومنها ما يقلبه تقليبا خفيفا لطيفا والمرء يحرج نفسه عاز والمرء يحرز نفسه عادة في الريح العاصف القاصف باللجوء الى مغارة او مدخر يقيه شر هذه الريح وحقيق بالعبد ان يحفظ قلبه من تلك الواردات بان يجعله في مدخل محكم وغار متين. وهو التسليم لامر الشرع فاذا سلم العبد لامر الشرع ونازع به الواردات ظعفت تلك الواردات عن تغييره وتحويله وفيه ايضا ان تقلب القلب يؤدي الى تغير الحال ان تقلب القلب يؤدي الى تغير الحال فالعبد يقلب من الاسلام الى الكفر او من السنة الى البدعة او من الطاعة اذا المعصية فيكون في حال تنافي الحالة التي كان عليها وهذا مصداق قوله ظهرها لبطنها بان تكون تلك الريشة على حال ثم تنقلب الى حال مباينة لها بالكلية فهي لا ترتفع فتقف جانبا وانما تنقلب بطنا لظهره وهذه حال من يتقلب قلبه من الخلق فانه ربما عظم انقلاب قلبه حتى تتحول حاله ولا امان للعبد من تغير قلبه وتحول حاله الا بتثبيت الله سبحانه وتعالى له ومن هنا عظم دعاء الداعي لقوله اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك فان المرء يعجز عن تثبيت نفسه. ولا يقدر على امر قلبه. فلا سبيل الى اقامته وتثبيته الا بدعاء الله عز وجل ان يثبته على ما يحبه سبحانه وتعالى ويرضاه فمن عرف حال الانسان عرف انه اعجز شيء عن نفسي واحوج شيء الى عون الله ومدده. فاذا اعانه الله وثبته ثبت. واذا خذل العبد زاغ قلبه فخرج من حال حسنة الى حال سيئة وابو موسى الاشعري رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله ابن قيس ابن سليم الاشعري مشهور بكنيته ويلقب بسيد الفوارس توفي سنة خمسين وقيل بعدها واختلف في موضع موته. فقيل بمكة وقيل بالكوفة وقوله سليم هو بضم السين مصغرا وقوله مشهور بكنيته تقدم نظيره. وقوله ويلقب بسيد الفوارس. تقدم ان السيد هو المقدم على غيره. فاذا قيل السيد القراء فهو مقدمهم المعظم فيهم. ومثله الفارس الفوارس فهو مقدمهم المعظم فيهم والفوارس جمع فارس هو المقاتل الذي يقاتل على فرسه نعم احسن الله اليكم الغرة الرابعة والعشرون عن عمران بن حسين رضي الله عنهما انه قال ان في المعاريض لمندوحة لمن ان في من معاريض لمندوحة عن الكذب رواه البخاري في الادب المفرد واسناده صحيح وروي مرفوعا ولا يثبت. وعمران ابن حصين هو عمران ابن حصين ابن عبيد ان يكنى ابا نجيد توفي سنة اثنتين وخمسين بالبصرة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الرابعة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد صحيح عن عمران ابن قصي رضي الله عنهما انه قال ان في المعاريض لمندوحة عن وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر الاذن في المعاريض اي اباحتها والمعاريض هو الكلام ذو الوجهين او اكثر هو الكلام ذو الوجهين او اكثر يتكلم به صاحب يتكلم به صاحبه يريد امرا يريد امرا ويتوهم سامعه ارادة امرنا ويراد ويتوهم سامعه ارادة امر اخر كقول عبد الله بن قرير فطن الليل في رضي الله عنه لما كان خريثا للنبي صلى الله عليه وسلم اي دليلا له في طريق هجرته فلما عرظ له من عرظ وسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذى هاد يهديني فالسامع يظن انه يريد انه هادي يهديه الطريق اي يدله سبيل السفر وهو يريد انه هادي يهديه الى ما ينفعه مما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه وفيه ايضا كون المعاريض مندوحة عن الكذب. كون المعاريض ممدوحة عن الكذب اي سعة عنه ففي المعاريض سعة وفسحة عن الوقوع في الكذب وفيه ايضا تحريم الكذب تحريم الكذب وفيه ايضا حكمة الشرع في فتح ابواب الحلال المانعة من الحرام حكمة الشرع في فتح ابواب الحلال المانعة من الحرام فان الكذب حرام وجعل من مخارج اللسان الواقية من الوقوع فيه معاريض الكلام وعمران بن الحسين رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي يكنى ابا نجيب توفي سنة اثنتين وخمسين بالبصرة وقوله حوصين هو بضم الحاء مصغرة. وهو الاصل في هذا الاسم فالاصل في هذا الرسم انه يأتي مصغرا حصين. ويأتي حصين قليلا في اسماء العرب وقوله عبيد وبضم العين مصغرا ايضا وقوله يكنى ابا نجيد وبالتصدير ايضا اه احسن الله اليكم. الغربة الخامسة والمنشرون عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قيل لها لا تدخلوا على عثمان فتكلمه قال اترون اني لا اكلمه الا اسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون ان افتتح امرا لا احب ان اكون اول من فتحه متفق عليه واللفظ لمسلم وعند البخاري اني اكلمه في السر واسامة ابن زيد هو اسامة ابن زيد ابن حارثة الكلبي يكنى ابا محمد وابا زيد ويلقب بذي البطين. توفي سنة اربع وخمسين بالجرخ من نواحي المدينة ذكر المصنف ووفقه الله الغرة الخامسة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري ومسلم عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قيل له الا تدخل على عثمان فتكلمه؟ قال اترون اني لا اكلم الا اسمعكم والله لقد كلمت فيما بيني وبينه ما دون ان افتتح امرا لا احب ان اكون اول من مدح واللفظ لمسلم وعند البخاري اني اكلمه في السر وفي الاثر النصح لولي الامر وفي الاثر النصح لولي الامر. والنصح في الاسلام ميثاق من مواثيق النبوة ومن ابوابه نصح من ولاه الله امرنا وفيه ايضا ان من قدر على نصحه نصحه ومن لم يقدر رفع الامر الى من يبلغه ومن لم يقدر رفع الامر الى من يبلغه فان اسامة رضي الله عنه كان من بطانة عثمان رضي الله عنه الذين يدخلون عليه ويتصلون به وهؤلاء الذين كلموا اسامة لا يقدرون على ذلك فجعلوا اسامة رسولا يوصل ما في نفوسهم الى عثمان رضي الله عنه وهذا من احسن ما يقتضيه العقل في ترتيب النصح لولي الامر فان جمهور الخلق ولا سيما مع كثرتهم واتساع البلدان وتباعدها لا يتمكنون من الوصول اليه عادة فمن قدر على الوصول الى احد ممن يتصل به ويقدر على ابلاغه كانت براءة ذمته في رفع هذا الامر الى من يبلغه واياه فاذا ادى العبد ما عليه برئت ذمته ومن الناس من يتخذ طرائق خلاف هذا يظنها تبرئ ذمته فتجده عوض ان يرفع ما يريد الى احد يبلغه ولي الامر يعمد الى نشره. تارة في خطبة جمعة وتارة في مقالة صحيفة. وتارة في لقاء قناة فضائية. وتارة في من في وسائل التواصل. فيحدث من الشر خلاف ما اراد هو من الخير. ولو انه جمع شتات ما يريد بذله من النصح فدفعه الى من يصل الى ولي الامر ليوصله اليه كان في ذلك براءة ذمتي وسلامته هو وغيره من الوقوع في الشرور. وهو الامر الذي جرت به عادة الناس في هذا البلد. فانهم اذا رأوا شيئا ولم يقدروا على ايصاله رفعوه الى رؤوسهم وشرفائهم من العلماء واهل الحل والعقد الذين يقدرون على ايصاله الى ولي الامر مريدين النصح لهم حثا له على الخير وتحذيرا له من الشر هم لا يريدون ما يسمى اليوم بتسجيل الموقف. فتسجيل الموقف من زخارف الشيطان. التي تضيع بها الاديان ويتزاحم فيها فلان وعلان. ويسير هذا في تسجيل الموقف عبر مدرسة فكرية شرقية ويسير اخر عبر مدرسة فكرية غربية. ولا يقعون فيما يراد من النفع بل يقعون في انواع من الشر كانوا هم والمسلمون في غناء عنها لو انهم لزموا الجادة وساروا في طريق من مضى ومما ممن هدوا الى نفع الناس رعاة ورعية وحكاما ومحكومين. وفيه ايضا التحذير من سوء الظن بمن عرف صلاحه من بطانة ولي الامر التحذير من سوء الظن بمن عرف صلاحه من بطانة ولي الامر فهؤلاء تسارعوا الى اسامة يقولون له الا تدخلوا على عثمان؟ فتكلمه يظنون ان اسامة غير بادل للنصح له. فبين لهم اسامة رضي الله عنه ما بين وغاية ما ظن هؤلاء هو ان اسامة لم ينصح لهم. واما اليوم فصار الناس يظنون في خيرة الناس من اهل العلم والفضل والحلم والعقل والحكمة انهم ابواق ينوبون عن الشيطان في تزيين الشر. وتليينه في نفوس الحكام والمحكومين وكانهم يعبدون طريق النار للناس. وهذا من اعظم سوء الظن بهم فان من حباه الله علما او عقلا يعلم ان تلك النعمة هي محض فضل الله عليه وان من حقها اداء النصح لولي الامر فهو يبذل ما يقدر عليه ويتجافى الوقوع في ما لا تحمد عاقبته ويتوقى غرور الشيطان وتزيينه الذي يحمله على الوقوع في شيء لا ينفعه ولا ينفع المسلمين فالواجب على العبد ان يحذر من سوء الظن بهؤلاء ممن عرف صلاحهم ممن هم من ولي الامر. وفيه ايضا حفظ الناصح ما يكون بينه وبين ولي الامر. وعدم ضغطه. حفظ الناصح ما يكون بينه وبين ولي الامر وعدم بثه فان المجالس بالامانة هذا في الناس عامة فكيف مع رؤسائهم ومقدميهم فمن نصح لاحد من ولاة الامر وجب عليه ان يحفظ ما بينه وبينه من الكلام والمراجعة على اي حال كان. فان كان مما يسر ابتهت وان كان مما لا يسر. صبر على حتى يجعل الله للمسلمين فرجا وفيه ايضا ترك اقحام الناس فيما ليس من شأنهم ترك اقحام الناس فيما ليس من شأنهم. فان اسامة رضي الله عنه مع ما كان يبذله لم يكن يحدث به لان هذا ليس من شأن الناس ومن طريقة الشريعة قسمة وظائفها بين الخلق. قسمة وظائفها بين الخلق والاعلام بان تلك الوظائف مما يسأل عنه العبد. وسؤاله عن ذلك يوجب عليه حفظه وفق ما امرت به الشريعة فكل وظيفة لها اهلها. الذين يدخلون فيها ومما ينبغي في حقهم ان يراعوا عدم اقحام احد من الناس فيما ليس من شأنه فرغب ان كل عاقل مثلا يجد من قلة العقل ان تعمد الى صبي صغير في المرحلة الابتدائية ثم تحدثه عن امور عظيمة لا يعي منها شيئا. فانت حدثوا اليه بتاريخ الصراع البارد بين الشرق والغرب. ثم تحوله الى ما يسمى بحرب النجوم. ثم التغيير الذي حصل في القوة الشرقية بانقسام الاتحاد السوفيتي. الى سلسلة طويلة لا يعي منها شيئا ومضرتها في حقه اكبر من نفعها. فاذا كان هذا عند كل عاقل حالا تذم فنظيره اقحام المرء فيما ليس من شأنه وليس هذا مبصورا على هذا الباب. بل صار في امور كثيرة يدخل فيها الناس ليست من شأنه. فالرجال صاروا يدخلون في امور النساء. والنساء صرن يدخلن في امور الرجال. والرعاة يدخلون في والرعية يدخلون في امور الرعاة والحكام وهلم جرا من الفساد الواقع لقلة العلم العقل وضعف الدين وفيه ايضا ان النصيحة لولي الامر تبذل سرا. ان النصيحة لولي الامر تبذل سرا ان اسامة قام بلسان فصيح اني اكلمه في السر اني اكلمه في السر. فالاصل في نصح السلطان ان يكون بسر وان كان مع شهوده ورأى الناصح ان المنفعة هو عدم السر فعل كأن يكون الناصح في مجلس السلطان. ثم يقع منه قول او فعل فيرى ان المصلحة الشرعية استدعي النصح له حينئذ فلا بأس بهذا ايضا. والممنوع منه شرعا هو النصيحة له في غير حضوره فاذا كان ولي الامر غائبا غير شاهد فانه لا يتكلم الانسان في شيء من شأن ولي الامر فمفسدة هذا اكثر من منفعة. واصل النص بالاسلام جعل للنفع والخير لا للفضح والشر فمن ادرك مقصود الشرع في النصح سار بهذه السيرة. ومن الغلط عدم التفريق بين النصح له وبيان المحرم فان بيان المحرم بذكر كونه محرم هو من الدين الواجب نشره بين الناس كما لو قدر ان احدا من الحكام وقع في الربا او غير ذلك من المحرمات. فان المرء يسعه ان يبين للناس حرمة الربا فيقول ان الربا حرام ويذكر الايات والاحاديث ويبين ان الواجب على المسلمين ترك الربا وعدم التعامل به فلا يدخل في شيء منه من قليل ولا كثير ولا يغتر بتلك الدعاوى التي تروج من اتى في الاقتصاد. فمتى بين هذا المحرم؟ بالبيان الشرعي لم يكن ذلك خلاف فالنصح لولي الامر سرا. لكن العيب في توصيف ذلك التحريم مما يوغر نفوس الحكام والمحكومين. فالحاكم يمتلئ قلبه غيظا على هذا الناصح والمحكومون تمتلئ قلوبهم غيظا على ذلك الحاكم. فعوض ما سبق من الكلام في بيان تحريم الربا من يأتي في بين حرمة الربا. ثم لا يحسن القوم ويعمد الى توصيف هذا المحرم. فيقول اليوم على سمع ومرأى من ولي الامر يوجد البنك الفلاني وهو ربوي والبنك الفلاني وهو ربوي والبنك الفلاني وهو ربوي ثم يزيد من القول بما لا ينفع من عيب السلطان في وقوع ذلك وذمه على رضاه به مما لا يجني منفعة للناس في تحريم الربا ولا منفعة لهم في منعه من اي فان السلطان له احكام واحوال من قرأ التاريخ عرفها. ووعاها وادرك كيف يكون اصلاح الراعي والرعية ومن جهلها وقع في انواع من الشرور. وهذا الاصل مما وقع فيه خلل كثير والواقع هنا فيه لا يظن ان جمهورهم يريدون الشر. لكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لن يصيبه فهم يريدون خيرا لكنهم يخطئون طريقه. فمن اراد الخير وجب عليه ان يتعرف طريقه الذي اليه وان يحرص عليه ابتغاء براءة ذمته والفوز عند الله سبحانه وتعالى والنجاة من من عذابه. فمن صدق قصده في هذا هداه الله سبحانه وتعالى الى ذلك وفيه ايضا التحذير من فتح ابواب الشر. التحذير من فتح ابواب الشر فان من فتح على الناس شرا عظم اثمه. فان من فتح على الناس شرا فان هذا الباب الذي يفتح يكون بابا تلج منه السيئات فمن ارتكب سيئة كان على فاتحه وزرها فهذا الذي يملأ قلب ولي الامر على الرعية او ذاك الذي يملأ قلب الرعية على ولي الامر يفتحان ابوابا من الشر فهذا يأتي الى ولي الامر فيخوفه حال الناس وينصحه النار والسلام يا رب فينشأ بنا التشديد والشرع على الناس من كلام هذا الذي فتح باب الشر. ما يكون من السيئات في ترويع الامنين وهتك الحرمات والظلم فيعظم امره في خزينة سيئاته. ويقابله اخر. يملأ قلوب الرعية على ولي الامر ويتكلم بما يتكلم به عيبا له وذما فيتسلط الناس بالسنتهم في غيبته ثم تجري ايديهم في الوقيعة فيه ثم يقعون في اشياء محرمة من سفك الدم حرام والاعتداء على حرمات الامنين من اموالهم وعوراتهم في اعراضهم وغيرهم لذلك فيكون عليه في خزينة سيئاته ما يكون فمن خاف فتح باب الشر عظم دينه ومن لم يبالي رق دينه. وفي اخبار ابي عبدالله احمد ابن حنبل رحمه الله لما دخل عليه جماعة من الفقهاء وشاوروه في الخروج على السلطان. فقال رحمه الله الا السيف اي ان سل السيف بين المسلمين يؤدي الى شرور لا تنتهي فكان من دينه وعقله الامتناع عن فتح هذا الباب. مع ما مسه رحمه الله من الضر في جسده من الحرس الشديد والعذاب الغليظ بالسياط الكثيرة التي جلد بها. لكنه صورة لمن كان يعبد الله ولا يعبد هواه وهو كان يعبد الله ويجري في رضاه. ونزع نفسه من الهوى. فلم يعن على ذلك بان يلتمس لنفسه النصرة ولو ذهب في من يذهب في ذلك نفوس واموال وفيرة. ولذلك فالخائفون من الله المعظمون امره تكون هذه الاصول عندهم الجبال التي لا تزعزعها الرياح واما اولئك الذين يجعلون تلك الاصول مبادئ للنفع والانتفاع فانهم يجعلونها تارة جبالا شاهقة ويجعلونها تارة اخرى عروقا من الرمن. سرعان ما تزول مع الرياء التي تسفها. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الهداية الى الرشد والثبات على الدين ان يلهمنا رشدنا ويقيننا شر انفسنا. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب في هذا المجلس ونستكمل بقيته بعد العشاء باذن الله تعالى والحمد لله اولا واخرا