السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك كذا واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الرابع في شرح الكتاب سادس من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف وهو كتاب الغرم من موقوف الاثر لمصنفيه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. قد انتهى بنا البيان الى قوله الغرة السادسة والعشرون. نعم احسن الله اليكم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين وللمسلمين اجمعين. قلتم وفقكم الله تعالى في كتابكم الغرر من موقوف الاثر. الغرة السادسة والعشرون عن عائشة رضي الله عنها انها قالت انكم لتغفلون افضل العبادة التواضع. اللهم سائي في السنن وهي المشهورة بالكبرى واسناده صحيح وروية مرفوع ولا يثبت. وعائشة هي عائشة بنت ابي بكر واسم ابي بكر عبد الله بن عثمان القرشية التيمية تكنى ام عبد الله وتلقب بام المؤمنين والحميراء والصديقة بنت الصديق توفيت سنة وخمسين على الصحيح بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة السادسة والعشرون. من الغرر الاربعين. عن المجلين وهو ما رواه النسائي في السنن الكبرى باسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت انكم يغفلون افضل العبادة التواضع. روي مرفوعا ولا يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقول المصنف رواه النسائي في السنن وهي المشهورة بالكبرى للتمييز بين هذا الكتاب والكتاب الاخر له المعروف بالسنن الصغرى. فاسمه المجتبى من السنن المسندة فالنسائي صنف كتابين احدهما السنن. والاخر المجتبى من السنن المسندة. فالاول بالسنن الكبرى والثاني يعرف بالسنن الصغرى. واصل اطلاق العزو اليه يراد به السنن الصغرى وفي الاثر بيان تفاضل العبادة فالعبادات ليست على حد سواء في فضلها. فهي متباينة الفضل فبعضها افضل من بعض ولابن القيم كلام جامع نافع في ذكر اقوال اهلي العلم في افظل العبادات والترجيح بينهم في صدر كتابه مدارج السالكين وهو حقيق في قراءته والانتفاع به وفيه ايضا مدح التواضع اذ جعلته عائشة رضي الله عنها افضل العبادة والتواضع هو قبول الحق واعظام الخلق قبول الحق واعظام الخلق. فمن وطن نفسه على قبول الحق ممن جاء به وتعظيم الخلق ومعرفة حقوقهم فانه مصيب هذه العبادة. التواضع ومن عامل الحق والخلق بخلاف ذلك فرد الحق واحتقر الخلق فانه واقع في مهلكة عظيمة هي الكبر وفيه ايضا ان الغفلة حال تعرض للعبد فالعبد يغفل لما يزدانه من المقحمات التي يصدى بها قلبه فيغفل عن ربه فاذا تعاهده بما يجلو قلبه دفع تلك الغفلة عنه وصار يقظ القلب ومن اخلد اليها عظمت تلك الغفلة على قلبه واستحكمت وفيه ايضا لزوم الايقاظ من الغفلات العارضة. لزوم الايقاظ من الغفلات العارضة كقول عائشة رضي الله عنها هذا فانه ايقاظ لمن غفل عن قدر عبادة التواظع. لمن غفل عن قدر عبادة التواظع للتعريف بقدرها والموقد من الغفلة مما يعظم انتفاع القلب به فلا مناص من غفلات القلوب. ولا سيما في هذه الازمنة. فمما تنتفع به الموقظات التي تنهظ بها من سباتها وعائشة رضي الله عنها قائدة هذا الاثر هي كما قال المصنف عائشة بنت ابي بكر واسم ابي بكر عبدالله ابن عثمان القرشية التيمية تكنى ام عبدالله وتلقب بام المؤمنين والحميران والصديقة بنت الصديق توفيت سنة سبع وخمسين على الصحيح بالمدينة. وقوله واسم ابي بكر عبد الله ابن عثمان. هذا عندهم سنن فيمن شهر بكنيتي. انهم يذكرونه بكنيته ثم يبينون اسمه. فلا يقول عائشة بنت عبدالله بن عثمان لانها تخفى حينئذ لكن يقال هي عائشة بنت ابي بكر واسم ابي بكر عبدالله بن عثمان وقوله القرشية التيمية تقدم انها نسبة الى القبيلة الاعلى والادنى فهي من بني تيم من قريش وقوله تكنى ام عبد الله اي نسبة الى ابن اختها عبد الله ابن الزبير فانها لم تعقب احدا. وما روي انها اسقطت لا يصح فيه شيء وقوله وتلقب يرحمك الله. وقوله وتلقب بام المؤمنين والحميراء. والصديقة بنت الصديق اي هذه القاب عرفت بها فهي ممن تعددت القابه. وام المؤمنين لقب لازواج النبي صلى الله عليه وسلم فكل واحدة منهن تلقب ام المؤمنين وقوله الحميراء تصغير الحمراء فكان بياضها مشربا بحمرة وقوله الصديقة بنت الصديقة بنت الصديق اي المنسوبة الى الصدق في خبرها في قصة افك كما كان ابوها ابو بكر رضي الله عنه صديقا وتقدم ذكر هذا في القابه ويحاذيه مما سبق في الترجمة السابقة وغفل عنه قول المصنف واسامة ابن زيد فاسامة ابن زيد قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف اسامة ابن زيد ابن حارثة الكلبي يكنى ابا محمد وابا زيد ويلقب توفي ساد اربع وخمسين من الجرف من نواحي المدينة. فقوله يكنى ابا محمد وابا زيد اي ممن تعددت هنا وتقدم فقوله يلقب بذي البطين البطين تصغير البطن. فكان له بطين صغير بارز نعم احسن الله اليكم الغرة السابعة والعشرون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى زدنا او قال الجذع في عين نفسه. رواه احمد بالزهد والبخاري في الادب المفرد واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا وابو هريرة هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي مشهور بكنيته وينقب بحافل الصحابة. توفي سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين بقصره في العقيق من نواحي المدينة وحمل اليها ودفن بها ذكر المصنف وفقه الله الغرة السابعة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد في الزهد والبخاري في الادب باسناد صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذر او قال الجذع نفسه وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه. وفي الاثر ان ابن ادم آآ وعاء العيوب ان ابن ادم وعاء العيوب فلا يظن انه يخلص احد منهم من عيب يلحقه. فلا يظن انه يخلص احد منهم من عيب يلحقه فقد كتب الله على كل واحد منهم ما كتبه من اصابة الذنوب وفيه ايضا اختلاف مراتب العيوب ومقاديرها فمقادير العيوب التي يعاب بها الخلق متباينة متفاوتة فمنها عيب عظيم ومنها عيب اقل اقل منه والاشارة الى ذلك في ذكر القذاتي والجذري او قال الجذع. فالقذاة الوسخ فسروا في العين فالقذة الوسخ اليسير في العين. والجذر او الجذع هو ساق النخلة والجدر او الجذع هو ساق النخلة وفيه ايضا الحث على الاقبال على معرفة العبد عيوب نفسه الحث على الاقبال على معرفة العبد عيوب نفسه فمن طرائق اصلاح النفس معرفة عيوبها فمن طرائق اصلاح النفس معرفة عيوبها فمن فقه العبد معرفته عيوب النفس فمن فقه العبد معرفته عيوب النفس. وكان هذا من علوم السلف فلهم كلام كثير في معرفة عيوب النفس وافاتها وقوائلها قوى ما مع ما معه من الكتاب والسنة اصل علم النفس على الحقيقة فاصح العلوم في معرفة النفس العلوم الواردة في ذلك من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح ولا سيما مقدموه من الصحابة وهذا العلم في معرفة عيوب النفس مما قصرت عنه معارف المتأخرين وصار القول فيه والاحاطة به والدلالة عليه من العلوم المهجورة التي يراها بعض الناس علوما عامة او طرفا من علوم المخالفين من الصوفية وكل ذلك جهل بحقيقة هذا العلم الذي كان من اجل كلام الذي كان من اجل علم فكلامهم فيه كثير. وفيه ايضا النهي عن تتبع عيوب الخلق النهي عن تتبع عيوب الخلق فالاثر المذكور في دمي من بصر بعيب غيره فالاثر المذكور في ذم من بصر بعيب غيره فلا يحمد للعبد ان يتتبع عيوب الخلق في ذواتهم بان يعرف ان من عيب فلان كذا ومن عيب فلان كذا الى غير ذلك لكن مما ينفعه معرفته عيوب النفس من حيث كونها نفسا من حيث كونها نفسا فيعرف ان من عيب النفس مثلا الغرور ومن عيبها محبة الثناء ومن عيبها الغفلة الى غير ذلك من عيوب النفس. وفيه ايضا ان من التمس عيوب الخلق جعلت له عيوب ان من التمس عيوب الخلق جعلت له عيوب. ويوجد هذا في كلام السلف ان من الناس من كان تحت ستر الله فالتمس عيوب الناس فجعل الله له عيوبا فمن اقحم نفسه هذه السبيل متتبعا عيوب الناس جعل الله سبحانه وتعالى له عيوبا يكشفها للناس فيرون عيبه وفيه ايضا ان الهوى يعمي القلب ويصمه عن معرفة ما ينبغي ان الهوى يعمي القلب ويصمه عن معرفة ما ينبغي فهذا الذي يبصر قذاة اخيه. وينسى الجزع العظيمة وهو في عينه اعماه رواه عن عيب نفسه فلم يرى عيبا كبيرا بمنزلة الساق للنخلة العظيمة. ورأى عيبا لغيره منزلة الوسخ اليسير في العين وحامله على ذلك الهوى. فانه ابتغى اطلاع نفسه على عيوب الناس ضمها عن معرفة عيب نفسه فصارت له هذه الحال. وفيه ايضا ان مما يحمي العبد من الولوغ في مستنقع العيوب ذكر الاخوة الدينية ان مما يحمي العبد من الولوغ في مستنقع العيوب ذكر الاخوة الدينية فمن عرف ان من اراد عيبه هو اخ له في الاسلام تحفظ من ذكر عيبه واذا ضعفت الاخوة الدينية بين المسلمين ابتغى بعضهم عيوب بعض وهذه الحال الواقعة اليوم فان عاصرة الاخوة الدينية لما ضعفت في قلوب الناس ومن جملتهم طلاب العلم صار بعضهم يبتغي كشف عيبي اخواني ولو كان ولاؤه لهم بالاخوة الدينية قويا لعرف ان هذه العيوب اوراة المسلمين وان العورات تستر ولا تكسر فلا تفضح ويكشف عنها. فاذا قويت الاخوة الدينية في القلب امتنع العبد من التشهير بعيوب الناس والقيام على تتبعها. لانه يؤلمه ما يقعون فيه من عيب ولا يجد قلبه فرحا بصدور هذا العيب من فلان ليجعله جسرا يرفع به نفسه ويخفض به غيره وهذا داء عظيم استعرظ في طلاب العلم. منشأه ضعف الاخوة الدينية لان الناس اليوم تحت ضغط المادية صارت من روابطهم النفعية فاذا صار بعظهم ينفع بعظا يقوم له بما يريد. واذا كان لا ينفعه صار يقوم له بما يضره فاذا وجدت هذه النفعية انقلبت العيوب مناقب والرذائل فضائل والنقائص كمالات. واذا لم يوجد نفع صار الكمال نقصا. والفضيلة رذيلة وهذا شر عظيم. فشى في طلاب العلم وما اوسع ما تجده من مدح بعضهم بعضا. وثناء بعضهم على بعض. كل ذلك برابطة نفعية واعظم شيء في القبح ان تكون تلك النفعية تحت ستار نصر الشرع والسنة. فان الشرع والسنة لا ينصران الا بالشرع والسنة. ومن ظن ان هذه الروابط التي ينتفع بها هؤلاء وهؤلاء تمكنهم من نصر الشرع والسنة فهيهات هيهات. فان الناصرين السنة والشرع هم الاخفياء الاتقياء. الذين يجعلون رابطتهم مع الخلق ما يحبه الله ويرضاه فهم يحبون كل احد من المسلمين ولو لم يصل اليه نفع منهم بل من صدقهم في دينهم انه لو ارادهم احد بسوء لم يريدوه هم بسوء. لانهم عباد فليسوا عبادا للمناصب ولا للرئاسات ولا للشارات ولا للشهادات. فينبغي ان يحذر طالب العلم من هذا البلاء العظيم الذي فشى وان لا يستمرئه تحت الى شيطانية تزين له زخرفا من الباطل وان يسير بسيرة من مضى من اهل العلم والفضل والسنة والاقتداء فالكمالات التي كانوا عليها هي التي وقت الشرور الكثيرة. ومن اعظمها الاخوة الصادقة بينهم في الله. ولم يكن من شرط اخوتهم ان يعرف فلان فلانا. او ان يزور فلان فلانا. او وان يمدح فلان فلانا لكنه كان شرط اخوتهم ان من كان على الاثر فهو على الطريق وان لم يروا فاذا لم يسمعوا عنه الا خيرا ولم يعرفوا عنه الا خيرا جعلوه من اهل الخير وفيه ايضا الامر بالورع. بان يلزمه الانسان بل وظعوا خير للعبد في دنياه واخراه. وقلة الورع تذهب الدين فمن تورع عن تلمس عيوب الناس وكشفها استقام دينه. ومن قل ورعه فتطلب عيوب الناس رق دينهم. وفيه ايضا التحذير من البغي. بالجور على الخلق ممن يتتبع عيوبهم ويعظمها فيقع في البغي عليهم الذي حرمه الله عز وجل اشد التحريم. ومن بغى على احد استعجل رسول الخسارة الى نفسه فان مرتع البغي وخيم وعاقبة الظلم سوداء. فمن اورد نفسه هذا المهيأ فانه سيرى في دنياه قبل اخرته سوء عاقبته بغيه على الخلق وابو هريرة قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالرحمن ابن الدوسي مشهور بكنيته ويلقب بحافظ الصحابة توفي سنة سبع وقيل ثمان وقيل تسع بقصره في العقيق من نواحي المدينة وحمل اليها ودفن بها. قوله مشحون بكنيته اي غلبت عليه. وتقدم نظيره. قوله تلقب بحافظ الصحابة ان يعرف بهذا فهو اقدم من شهر بلقب الحافظ. فقد كان احفظ والصحابة رضي الله عنهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم الله اليكم الغرة الثامنة والعشرون عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه انه قال ساعة للدنيا وساعة للاخرة والله او اعلم اي ذلك يغلب علينا فقال له مطرف وهو الراوي عنه ذهبتم بالدنيا والاخرة. فقال لدرهم لدرهم يصيبه احدكم من جهد فيضعه في حق افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا فيضا من فيض. رواه احمد وابو داوود كلاهما في الزهد واللفظ احمد واسناده صحيح. وعثمان ابن ابي العاص وعثمان ابن ابي العاص ابن بشر الثقفي يكنى ابا عبد الله توفي في خلافة معاوية رضي الله عنه فقيل سنة خمسين وقيل في التي بعدها بالبصرة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة والعشرون من الغرر الاربعين يعني الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد وابو داوود كلاهما في الزهد عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه انه قال ساعة للدنيا وساعة للاخرة. والله واعلم ان ذلك يغضب علينا فقال له مطرف وهو الراوي عنه ذهبتم بالدنيا والاخرة فقال لدرهم يصيبه احدكم من جهل فيروعه في حق افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا فيظا من فيظ. واللفظ لاحمد وفي الاثر بيان ان حياة العبد ساعات بيان ان حياة العبد ساعات وفي المأثور عن الحسن البصري رضي الله عنه انه قال ابن ادم انما انت ايام فاذا ذهب منك ذهب بعضه حتى تذهب كلا ومن شعر احمد شوقي قوله ومن شعر احمد شوقي قوله دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق ثواني وفيه ايضا ان من ساعات العبد ما يكون للدنيا في اصلاح المعاش ومنها ما يكون في الاخرة في اصلاح المعاني ان من ساعات العبد ما يكون للدنيا في اصلاح المعاش. ومنها ما يكون للاخرة في اصلاح المعادن فالعبد بين معاش هو فيه وبين معاد يكون اليه فيغتنموا ساعاته في اصلاح تلك الدارين فيصلح الدنيا بالمعاش ويصلح الاخرة بالميعاد. وفيه ايضا الحث على الاشتغال بما ينفع. ولو ترويحا للناس الحث على الاشتغال بما ينفع ولو ترويحا عن النفس فان ساعات الدنيا النافعة منها ما يكون عبادة مقربة ومنها ما يكون عادات مقوية. فيتقوى العبد بالساعات التي تكون في دنياه وفق العادات الجارية ومنها الترويح عن عن النفس ما يعينه على ما هو اقوى من ذلك من العبادات والطاعات فساعة الدنيا النافعة لا تنحصر في العبادات. بل يندرج فيها ما ينفع من العادات. ولو الترويح عن النفس بانواع الترويح المختلفة ومنها الرياضة قل اثار الواردة مرفوعة وموقوفة فيما ان يؤذن به من الساعات لا يراد منها الحرام. ومن منها حديث ابي هريرة رضي الله عنه في قصة حنظلة الاسيدي وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لو انكم تكونون على ما تكونون عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن يا حنظلة ساعة وساعة فالمقصود بقوله ساعة وساعة اي ساعة يحمل فيها الانسان على نفسه فيقرب من ربه سبحانه وتعالى وساعة اخرى يطلب فيها معاشه وما يتقوت به او ما يروح عن نفسه من المباحات واما من يفهم هذا بان تكون الساعة تارة لله والساعة الاخرى تكون لقلب العبد. ويزعمون ان ساعة القلب هي ما يتلذذ فيه بانواع المحرمات من الغنى او غيره فهذا فهم سقيم لم ترده الشريعة. فالعبد مسؤول عن ساعات عمره كلها بما افناها وابلاها. وفيه ايضا ان العبد ينسب الى ما غلب عليه ان العبد ينسب الى ما غلب عليه فمنهم من تغلب عليه ساعات الدنيا فيكون من اهلها ومنهم من تغلب عليه ساعات الاخرة فيكون من اهلها وفيه ايضا الامر بالاعتدال فيما يطلب. الامر بالاعتدال فيما يطلب فلا يميل النفس فلا يميل العبد الى اصلاح المعاد بافساد المعاش او اصلاح المعاش بافساد المعادن لكن يصيب حظه من هذا وهذا ودلائل الوحي في هذا كثيرة. وفيه ايضا مدح الرجل في وجهه. مع الاستحقاق وامن الفتنة. مدح الرجل في وجهه مع الاستحقاق وامن الفتنة في قول مطرف ذهبتم بالدنيا والاخرة. اي فزتم بهما بقول مطرف ذهبتم بالدنيا والاخرة اي فزتم بهما وفيه ايضا تواضع العبد اذا مدح. تواضع العبد اذا مدح بتوجيه الانظار الى ما ينفع النفس. بتوجيه الانظار الى ما ينفع النفس فان عثمان رضي الله عنه لما مدحه مطرف بما مدحه قال تلك الكلمة التي قد تؤول الى تفضيل غيره عليه. فانه قال لدرهم يصيبه احدكم من جهد فيضعه في حق افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا فيظا من فيظ فكأنه يقول ان فيكم من يكون افظل منا من يكون افظل منا اذا صار الى هذه الحال وهو السبيل التي ينبغي سلوكها اذا مدح الانسان فالاصل غلقه باب المدح فان فلتت كلمة من مادح فذكره بمدح بادره هو الى صرفه الى ما ينفعه بان يذكر له كلاما يحمله على شيء يحتاجه هو واياه او يحتاجه ذلك المتكلم وفيه ايضا فظل الصدقة مع القلة. فضل الصدقة مع القلة فمن افضل الصدقة جهد المقل. والانفاق من الاقتار اي مع الحاجة كما تقدم في قول عمار ابن ياسر رضي الله عنه وعن ابيه وامه وفيه ايضا ان كثرة النفقة لا توجب فضلها فكم من منفق قليلا يسبق منفقا كثيرا. وعند النسائي وغيره من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال درهم سبق مئة الف درهم. اي ان منفقا انفق درهما واحدا فحصل من السبق به ما تقدم على من انفق مئة الف درهم. فالشأن في ارادة العبد عند نفقته. وقهر نفسه من شهوة المال. ووظع الصدقة في يد مستحقيها فمن جمعت له هذه الامور عظمت صدقته. وان قل عدها وعثمان ابن ابي العاص رضي الله عنه قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف عثمان بن ابي العاصي ابن بشر الثقفي يكنى ابا عبدالله ففي خلافة معاوية رضي الله عنه فقيل سنة خمسين وقيل في التي بعدها. وقوله ابن ابي العاصي باثبات الياء تقدم انه اللغة الافصح نعم احسن الله اليكم الغرة التاسعة والعشرون عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال لما حضرته الوفاة اخوهما اخاف الرياء والشهوة الخفية. رواه ابو داوود في الزهد وابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء والبيهقي في شعب الايمان النفض لهما واسناده صحيح ورؤية مرفوعا ولا يثبت. وشداد ابن اوس وشداد ابن اوس ابن ثابت الانصاري يكنى ابائي على وينقب بفقيه هذه الامة توفي قبل سنة ستين او بعدها ببيت المقدس ذكر المصنف وفقه الله الغرة التاسعة والعشرون من الغرر الاربعين. عن الصحابة المجلين وهو ما رواه ابو داوود في الزهد وابو نعيم الاصباني من علة الاولياء والبيهقي في شعب الايمان باسناد صحيح عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال لما حضرته الوفاة اخوب ما اخاف عليكم الرياء وشهوة الخفية. واللفظ لابي نعيم والبيهقي. وروي مرفوعا اي مضافا النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت عنه من كلامه. وفي الاثر خوف الصالح على الناس بعده في امر دينهم خوف الصالح على الناس بعده في امر دينهم فالصالحون يتخوفون على الناس فساد الدين لا ذهاب الدنيا. فالصالحون يتخوفون على الناس فساد الدين لا ذهاب الدنيا. فان الدنيا تذهب وتجيء وتقل وتكثر والدين اذا ذهب صعب رجوعه في الناس وعسر وفيه ايظا ذم الرياء وهو اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه وفيه ايضا ذم الشهوة الخفية وللسلف والخلف كلام كثير في بيان معنى الشهوة الخفية واحسن قول اصاب به قائله كبد الحقيقة وهو من عيون افاداته ما ذكره ابن جرير في تهذيب الاثار ان الشهوة الخفية هي شهوة النفس الباطنة لما حل وما حرم. شهوة النفس الخفيفة اياه لما حل وما حرم فان شهوة النفس الباطنة فيما حل تنقل العبد من الفاضل الى المفضول او تجره من المباح الى الحرام واما شهوتها فيما حرم فهي ظاهرة الفساد. ومن طلع كلام اهل العلم من اوائل والاواخر في تفسير الشهوة الخفية ثم نظر الى كلام ابن جرير وجده قال قولا جامعا لافراد ما ذكروه فكلامهم على تفرقه واختلاف فنونه وطرائقه يرجع الى هذه الكلمة التي ذكرها ابن جرير اذ فشفى وكفى واحسن رحمه الله رحمة واسعة وفيه ايضا انهما ان الرياء وشهوة الخفية يفسدان دين العبد ان الرياء والشهوة الخفية يفسدان دين العبد وفيه ايضا تحري الوصية بما ينفع عند دنو الاجل تحرر الوصية بما ينفع عند دنو الاجل وفيه تعظيم الوصية الصادرة حينئذ تعظيم الوصية الصادرة حينئذ. فمن اعظم الوصايا واجل النصائح ما يبدر من احد في احتضاره فمن ابواب العلم الجديرة بالافراد وصايا المحتضرين فمن ابواب العلم الجديرة بالافراد وصايا المحتضرين. فهي عظيمة النفع. رواية ودراية ومقدم تلك الوصايا الوصايا النبوية التي اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم عند احتضاره وشداد ابن اوس رضي الله عنه قائل هذا الاثر وكما قال المصنف شداد ابن اوس ابن ثابت الانصاري الخزرجي يكنى ففي هذه الامة توفي قبل سنة ستين او بعدها ببيت المقدس. وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره وقوله ويلقب بفقيه هذه الامة تقدم نظيره وان المقصود منه محاذاته بالامم السابقة نعم احسن الله اليكم الغرة الثلاثون عن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال لا حلم الا تجربة يعيدها ثلاثا رواه البخاري في الادب المفرد واسناده صحيح وهو عنده معلقا في صحيحه بلفظنا حكيم الا ذو تجربة. وروي مرفوعا ولا يثبت ومعاوية ابن ابي سفيان ومعاوية ابن ابي سفيان واسم ابي سفيان صخر ابن حرب القرشي الاموي ابا عبدالرحمن ويلقب بخال المؤمنين توفي سنة ستين بدمشق الشام ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثلاثون من الغرر الاربعين يعني الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد صحيح عن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال لا حلم الا تجربة يعيدها ثلاثا وهو عند البخاري معلقا في الصحيح بلفظ لا حكيم الا ذو تجربة. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ الثاني. ولا يثبت عنه من كلامه صلى الله عليه وسلم بقي من القول ان هذا اللفظ المثبت معزوا الى الادب المفرد هو بحسب الموجودة في ايدينا والا فان الحافظ ابن حجر عزاه الى الادب المفرد للبخاري بلفظ لا حليم الا لا ذو تجربة فاللغو دائر بينهما فاما ان يكون لا حلم الا تجربة واما ان يكون لا حليم الا ذو تجربة فالنسخ المنشورة من الادب المفرد كالمثبت بايديكم والنقل الذي نقله ابن حجر عن الادب المفرد هو باللفظ الثاني لا حليم الا ذو تجربة ومما يذكر ان الادب المفرد للبخاري عزيز النسخ. فنسخ الخطية قليلة وما وجد منها نسخ متأخرة بخط سبط بن حجر فمن بعده. وهذه من ادواء جملة من الكتب انه لا توجد لها نسخ عتيقة وثيقة. فتكون مظنة التصحيف والسقط والخلل واخذ بعض من نشرها عند ابتداء الطباعة ما انتهى اليه من نسخ الكتاب ثم نشرها على ذاتها فكتاب الادب المفرد من الكتب الاصول الحقيقة بمعارضته على نسخ عتيقة وثيقة طلبا للامن من الغلط والتصحيف فيه كالواقع في الاختلاف هنا بين المنشور وما ذكره ابن حجر في فتح فالله اعلم بحقيقة اللفظي والامر كما سبق وفي الاثر مدح الحلم وهو السكينة والتؤدة مدح الحلم وهو السكينة والتؤدة لان السكون جمع القلب والعقل لان السكون جمع القلب والعقل والسفه والطيش ضياعه والسفه والطيش ضياعه. فمن كان حليما وفق الى ما ينبغي قوله او فعله ومن سلب الحلم فكان ذا طيش وسفه قال من الاقوال وفعل من الافعال ما يندم عليه او يرى سوء عاقبته وفيه ايضا ان الحلم يدرك بالتجارب ان الحلم يدرك بالتجارب وعليه بوب البخاري في الادب المفرد باب التجارب وبوب صاحبه ابو عيسى الترمذي في جامعه على المرفوع الذي لا يصح فقال باب ما جاء في التجارب والتجارب بكسر الراء. جمع تجربة ومن اللحن قولهم تجارب والتجارب هي العادات المتكررة من الاحوال التي عرف الناس حقائقها واورد البخاري اللفظ المعلق في باب لا يمضغ المؤمن من جحر مرتين لان مما يقيه من لدغه فقهه التجارب التي تعرض له في نفسه او تعرض للخلق فيدرك الحلم بالتجارب فاذا مرت بك تجربة فاعتبر ما فيها من المنافع فانها تتكرر عليك. وكذا اذا اطلعت على تجارب غيرك ليكن همك الانتفاع بها. وبهذا امتاز مقام اهل العلم في معرفة التاريخ عن غيرهم. فالتاريخ تجارب وهم ينتفعون من تلك التجارب اه في تكثير عقولهم وتقوية دينهم وتمييز احوال الناس وفيه ايضا انتفاع العبد بحاله وحال غيره انتفاع العبد بحاله وحال غيره المرء اذا مر بحال وان ساءت امكنه الانتفاع منها فالعبد ان مر بحال وان ساءته امكنه الانتفاع منها. واقل انتفاعه ان يعلم ان سلوك تلك الجادة يؤدي الى حال تسوء فلا يصدقها مرة اخرى وهذا اقل الانتفاع فاذا رزق بصيرة ثاقبة وجد في كل امر ساءه منافع عدة فمن دخل في شيء ساءه انتفع اولا بمعرفة ان السبيل التي سلكها تفضي به الى حال تسوء ثم عرف ثانيا ان مما يمنعه من الوقوع في هذه الحالة السيئة الصبر عن الولوج فيها فهو يحبس نفسه وان دعته مرة اخرى الى الدخول فيها بتذكير بان تلك الحال التي كانت عليه في وقت مما يسوءه ثم نفعته ثالثا بالاعلام بان الاحوال السيئة لا تدوم. فالحال التي ساءته لم تدم معه وانتقل الى حال اخرى وانتفع رابعا العلم بان من سأه زمن سره زمن اخر الى اخر وجوه الانتفاع هذا في حاله. والانتفاع باحوال الخلق اكثر. لانها اكثر. فهو بهم في احوالهم فهذا قد يمارس السياسة وذاك قد يمارس الاغتصاب. وذاك قد يمارس التربية والتعليم وانت تمارس شيئا غير ذلك. لكن تنتفع من التجارب التي وقعوا فيها اشياء قد تتعلق بما انت فيه فالذي يعتبر باحوال النفس باحوال الناس على اختلاف ميادينهم فيما يعرض لهم من جاره من التجارب يتسع فهمه ويعظم عقله وفيه ايضا ان الحلم مع الاكابر احرى ان الحلم مع الاكابر احرى. فطول اعمارهم يزخر بتجارب كثيرة فطول اعمارهم يزخر بتجارب كثيرة ومما يعظم بها يعظم به عقلك وان قصر عمرك انتفاعك بحلم هؤلاء الاكابر فانك تضم عقولهم الى عقلك فطول اعمارهم جعلهم يمرون بتجارب كثيرة في انفسهم وفي غيرهم فينتفعون ذلك اندفاعا عظيما في كمال عقولهم. فاذا اويت اليهم انتفعت بهم في حصول الحلم لك وان صغر سنك واذكر مرة انني كنت في المرحلة الثانوية ونشأت حكومة في بلد من البلدان بانقلاب عسكري ولقيت بعد مدة على غير ميعاد في مجلس لفيفا من اناس رحلوا الى تلك الدولة والتقوا بتلك العصبة التي قامت بالانقلاب ثم صاروا يحدثون عن صلاحهم وان منهم من يحفظ القرآن واقلهم من يحفظ ثلاثة اجزاء وكثير منهم يصومون الاثنين والخميس ومنهم من عجز عن ذلك فيصوم ايام البيض الى اخر تلك الاحوال التي تبهج النفس اذا فسمعت وصفا لمحكوم فضلا عن ان تكون وصفا لحاكم فخرجت منطلق الاسارير منشرح الصدر قوي الروح مما سمعت وقدر لي اجتماعي برجل كبير في السن من اهل العلم فحدثته عما سمعت فتركني اتحدث حتى فرغت من كلامي ثم قال ما ارتفع احد على كرسي الحكم الا قال مثلما يقول هؤلاء والايام تبين كل شيء فكان القول كما قال فالانسان يضيف الى نفسه بتجارب هؤلاء وعقولهم ما يحمله على خير كثير في مستقبل عمره فهو لا يمثل له حدثا واحدا فقط لكنه يمثل اصلا راسخا يستعمله في جميع اوقاته واحواله ومعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو معاوية بن ابي سفيان واسم ابي سفيان صخر ابن حرب ابن حرب القرشي الاموي يكنى ابا عبد الرحمن الى القول قال المؤمنين توفي سنة ستين بدمشق الشام وقوله اسم ابي سفيان صاحب تقدم نظيره قريبا في عائشة بنت ابي بكر ابي بكر عبد الله ابن عثمان. قوله القرشي الاموي تقدم انها نسبة الى الاعلى فالادنى من القبيلة فبنو امية بطن من قريش وقوله يلقب وبخان المؤمنين اي في الحرمة لا المحرمية. اي في الحرمة لا المحرمية فاخوة امهات المؤمنين يسمون اخوال المؤمنين. فاخوة امهات المؤمنين يسمون اخوال المؤمنين ولا يقتصر هذا ولا يختص هذا بمعاوية رضي الله عنه. لكنه اشهرهم واذكرهم بهذا اللقب نعم احسن الله اليكم. الغرة الحادية والثلاثون عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال اوصيكم بتقوى الله والقرآن فانه نور الليل المظلم وهدى النهار. فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقه. وان عرض بلاء فقدم ما لك دون نفسك فان تجاوز البلاء فقدم ما لك ونفسك دون دينك. فان المحروم من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه انه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة وان النار لا يفك اسيرها ولا يستغني فقيرها. رواه احمد بالزهد والبيهقي في شعب الايمان واسناده صحيح ورؤيا مرفوعا ولا يثبت. وجنده من عبد الله وجنده من عبدالله بن سفيان جلي العرقي يكلى ابا عبد الله وينقب بجندب الخير وجندب الفاروق وجندب ابن ام جندب. توفي توفي بعد ولم اجد ذكرا لموضع موته ذكر المصنف وفقه الله الغرة الحادية والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه احمد بالزهد والبيهقي في شعب الايمان باسناد صحيح عن جند ابن عبدالله رضي الله عنه انه قال اوصيكم بتقوى والله والقرآن فانه نور الليل المظلم وهدى النهار. فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقه الحديث وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر الوصية بالتقوى وهي وصية الله الى الاولين والاخرين وفيه ايضا الوصية بالقرآن فانه كتاب الله وفيه ايضا الامر بالاهتداء بالقرآن الامر بالاهتداء بالقرآن فانه نور الليل المظلم. وهدى النهار. فانه نور الليل المظلم وهدى النهار اي ما كان من امر مدلهم مظلم فالاهتداء بالقرآن ينير السبيل للعبد وما كان من امر واضح جلي فالقرآن يقوي نفس العبد على اتيانه والاهتداء بالقرآن من احسن المسالك المقوية للايمان النافعة في العلم والعمل ومما يؤسف عليه ان ابن رجب وهو من هو في هذا المقام صنف كتابا عظيما في الاهتداء بالقرآن اسمه الاستغناء بالقرآن لم يوجد بعد ويسلي العبد مع الم ان ابن عبد الهادي الصغير صنف مختصرا لكتاب ابن رجب فحفظ لنا اصل الكتاب والالم ناشئ من ان مختصر ابن عبدالهادي حقق في رسالتين علميتين في احدى الجامعات من سنين طويلة ولم ينشر بعد وفيه علم كثير ولا سيما في بيان هذا الاصل وتقويته في قلوب الناس بالاستغناء بالقرآن الكريم وعليه بوب امام الدعوة في كتاب فضل الاسلام وفيه ايضا الامر بالعمل بالقرآن الامر بالعمل بالقرآن على اي حال كانت من الانسان. على اي حال كانت من الانسان فان العمل به سفينة النجاة في الاولى والاخرة فمهما لحق الانسان من جهد وفاقة اي حاجة لم يترك العمل بالقرآن وفيه ايضا ان الدنيا دار بلاء فيعرض للانسان انواع من البلاء في دينه وماله ونفسه وفيه ايضا ان حفظ النفس مقدم على حفظ المال فمن عرظ له بلاء قدم ما له دون نفسه فجعل المال حصنا دون النفس ولو ذهب المال لتبقى الناس فالنفس اعظم من المال وفيه ايضا ان حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والمال فاذا عظم البلاء وامكن دفعه بالنفس والمال لحفظ الدين وجب بذلهما حفظا للدين وفيه ايضا سوء الحال مع فقد الدين فان المحروم اي المصاب بالحرب الاعظم هو من حرب دينه والمسلوبة المأخوذة منه اشد شيء هو من سلب دينه فالحرب التي تكون متعلقة بالاموال او بالنفوس تهون امام الحرب التي تكون متعلقة بالدين فحرب الاديان اعظم من حرب الاموال والابدان واكثر الناس عن هذا غافلون فان الناس اذا اريدوا في ارزاقهم فغضبوا وعظم مصابهم. فاذا اريدوا في اديانهم رأيت رقة الدين في نفوسهم. فلا تجد فيهم الغضب والحماسة التي كانوا عليها لما اريدوا على الدنيا مع ان حقيقة الحرب المؤلمة التي تأتي على المال والنفس هي حرب الدين فمن حرب في دينه فاستسلم لتلك الحرب سيذهب ماله وستذهب نفسه من بعدك واما من عظم حرب الدين وخوف الناس منه وبين لهم الخطر اعانه ذلك على حفظ دين الناس وحفظ اموالهم ونفوسهم فالصريخ المنذر من حرب الدين اعظم منفعة للناس من الصريخ المنذر في حرب التي تذهب فيها الاموال والنفوس وهذا الامر كما تقدم غفل عنه اكثر الناس. وهان عليهم ما يحيكه المبطلون والمفسدون في حرب الدين. فلا يألمون ولا يغضبون. ولا يقومون في نصرة دين الله سبحانه وتعالى. وكأن الكلب لم يأكل لهم عجينا فالدين الذي يدينون به لله لا يعلمون اذا رزق بمصاب في انتشار الشرور المتعلقة به فاذا نقص شيء من ارزاقهم الشهرية وجدت صيحاتهم وصرخاتهم. وكل هذا من تقديم الدين على الدنيا ومما يحاذي هذا القول الذي ذكره جندب رضي الله جندب رضي الله عنه قول ابن تيمية الحفيد رحمه الله لما القي به في سجن القلعة فقال الاسير من اسره هواه. والمحبوس من حبس عن الله اي ان الاسير حقا هو من صار مقيدا باغلال الهوى وان المحبوس حقا من حبس قلبه عن الله سبحانه وتعالى وتلك الكلمتين ترجعان الى تعظيم الامر الديني نظير ما ذكره جنده في قوله فان المحروم من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه وفيه ايضا الترغيب الترهيب من النار والترغيب في الجنة الترهيب من النار والترغيب في الجنة في قوله انه لا غنى بعد النار. ولا فاقة بعد الجنة اي لا حاجة بعد الجنة. وان النار لا يفك اسيرها ولا فقيرها فمن صار مآله الى النار لم يستغني بشيء استكثر به في الدنيا ومن ادخل الجنة لم تضره فاقة تقدمت عليه في الدنيا ومن ادخل النار فكان لها اسيرة وفيها فقيرا فانه لا يفك اسره ولا يسد فقره فهو لا يزال في سفال من سوء الحال التي انتهى اليها بالقرار في النار اعاذنا الله واياكم من ذلك وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وقد بقيت بقية منه لا احب في مثله الناتي عليها قولا مختصرا يذهب به كثير من العلم النافع وهذه البقية انتم في الخيار فيما تشاؤون من وقتها فان احببتم وهو ما اراه لكم ان نجعلها غدا بعد صلاة المغرب وان احببتم غيره فاشيروا فما رأيكم بالموعد غدا طيب مناسب غدا بعد المغرب ان شاء الله تعالى غدا بعد المغرب ونختم الكتاب باذن الله تعالى. بقي مما يتعلق هذا المجلس تجدونه في اخر المسجد وكذلك الاخوات من يوزع استبيانا يتعلق بالالتحاق ببرنامج معونة المتعلم. وفي اخر هذا التعريف المتعلق بالبرنامج تجدونه فاستمارة من اراد ان يسجل في البرنامج فانه يقوم بملأ هذه الاستمارة واعطائها للاخوان او الاخوات الذين يتولون ذلك. وهذا البرنامج برنامج يعقد كل يعقد كل سنة. في نطاقا معين ومسار محدد ثم يترشح بعده الطالب الى برنامج اخر رافد متعلم ثم يترشح بعده الى برنامج اخر فان لكل احد مشروعا وان مشروع المنتسبين الى العلم توريث العلم من بعده من بعده وهو اعظم المنفعة لهم في العاجل والاجل اذا صحت نياتهم. ولا يمكن ذلك الا برعاية الطلبة. والقيام عليهم وارشادهم وتعاهدهم ودلالتهم على الطريق الاقوى. فانا انصحكم بالتسهيل في هذا البرنامج او غيره من البرنامج الاخرى برامج اخرى عند المشايخ التي تعين طالب العلم على السير فيما ينفعه لقاؤنا غدا ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. من شاء ان يسلم الورقة الليلة ويسلمها غدا