السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الخامس في شرح الكتاب السادس من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنته الخامسة وثلاثين واربعمئة والف وثمان وثلاثين واربعمئة والف وهو كتاب الغرر من موقوف الاثر لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي فقد انتهى بنا البيان الى قوله الغرة الثانية والثلاثون اليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين قلتم احسن الله اليكم الغرة الثانية والثلاثون عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه ابناءكم فانكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل رواه ابو عبيد القاسم نسلم في فضائل القرآن والبيهقي في شعب الايمان واسناده صحيح وعبدالله بن عمرو هو عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي. يكنى ابا محمد وقيل ابا عبدالرحمن توفي في ذي الحجة ليالي الحرة على الاصح وهي سنة ثلاث وستين واختلف في موضع موتهم فقيل بالشام وقيل بمكة وقيل بالطائف وقيل بمصر تذكر المصنف وفقه الله الغرة الثانية والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه ابو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن والبيهقي في شعب الايمان باسناد صحيح عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال عليكم بالقرآن فعلموه وعلموه ابنائكم فانكم عنه هنا وبه تجزوا. وكفى به واعظا لمن عقل وفي الاثر الامر بتعلم القرآن وهو يتناول كل علم يتعلق به بيندرج فيه الامر بتعلم قراءته وتفسيره وغير ذلك من العلوم القرآنية وفيه ايضا الامر بتعليمه واحق الناس بتعليمهم القرآن هم الذرية من الابناء والبنات فمن رزق علم القرآن على اي وجه فيه كان حقيقة به ان يبذله تعليما ويقدموا في تعليمه ابناءه فهم احق الناس بنفعه واعظم نفعه لهم ما يرجع الى الامر الديني واعلاه تعليم القرآن وفيه ايضا الامر بالاستعداد للسؤال عن القرآن وان العبد مسؤول عنه والسؤال عنه يجمعه في اصله السؤال عن الحجة الالهية فيه فالقرآن كلام الله وهو حجته على خلقه فهم مسؤولون عن تلك الحجة الالهية في كل ما اشتملت عليه من التفاصيل وفيه ايضا ان جاز العبد يدور على القرآن فمن جعل القرآن له اماما حسن جزاؤه ومن القاه وراءه ظهريا ساءه جزاؤه وفيه ايضا عظم واعظ القرآن وانه يكفي عن غيره لمن عقل لمن تظم فيه من معاني الوعد والوعيد والجمال والجلال والبشارة والانذار فمن كان له عقل وجد القرآن اتم واعظ يعظه في امره كله وعبدالله بن عمرو قائل هذا الاثر هو عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السامي يكنى ابا محمد. وقيل ابا عبد رحمن توفي في ذي الحجة. ليالي الحر على الاصح وهي السنة ثلاث وستين. واختلف في موضع فقيل بالشام وقيل بمكة وقيل بالطائف وقيل بمصر وقوله القرشي السهمي تقدم انها نسبة لقبيلته في الاعلى والادنى وبنو سهم بطن من قريش وقوله توفي في ذي الحجة ليالي الحارة اي ليالي الوقعة المشهورة باستباحة جيش يزيد ابن معاوية المدينة. ثلاثة ايام فان يزيد ارصد لاهل المدينة جيشا عرمظما بعثه اليهم فاستباح هذا الجيش المدينة وقتل كثيرا من اهلها. وسلبت اموال وهتكت اعراض في تلك الوقعة المشهورة وقتل فيها كثير من اهل القرآن. فقيل مات فيها سبعمئة من حفاظ القرآن كريم وقيل استبيحت فيها الف بكر فاجتذبنا وهذه حال الفتن فان الفتن يختلط فيها الحابل بالنابل. وهي وقعة مشهورة من اعظم الوقائع السيئة الذكر في تاريخ الصدر الاول في بقايا الصحابة واوائل التابعين ومن قرأ وقعة الحرة واحسن فهمها اسبابا وبلاء وما نتج عنها من الشر فهم كثيرا من الاحوال المتجددة اليوم في العالم الاسلامي وتقدم نظيره مما فات تبيينه ما ختم به المصنف الغرة الحادية والثلاثين. فقال وجنده بن عبدالله وجند بن عبدالله بن سفيان البجلي العلقي يكنى ابا عبدالله ويلقب بجندب الخير وجندب الفاروق جند ابن ام جندب توفي بعد الستين ولم اجد ذكرا لموضع موتي فقوله البجلي العلقي تقدم انه نسبة الى القبيلة الاعلى فالادنى فهو من قبيلة مجيدة وقوله يلقب بجندب الخير وجندب الفاروق وجند ابن ام جندب هذه ثلاثة القاب له والاسماء المضافة في القابها الى الخير يراد منها تعظيم الملقب بها في حظه من الخير. فقولهم جندب الخير او حمزة الخير او غير ذلك هذا معناها وقوله وجندب الفاروق اي الذي فرق بين الحق والباطل في قصة قتله الساحر الذي كان يلبس على الناس وهم مجتمعون عليه. فعلاه بالسيف فقتله وقطعا لدابره ومنعا لشره. وقوله ولم اجد ذكرا لموضع موته اي في الكتب المعتمدة انه لم يذكر احد موضع موتي جند ابن عبدالله رضي الله عنه وهذه الجملة من التراجم التي ختمت بها كل غرة فيها انواع من العلم. حقيقة بالافراد من ما افرد ومنها ما لم يفرد. فمما يتصل باخرها مما لم يفرد مدافن الصحابة تبين مواضع وفياتهم ومنها ايضا مقاتل الصحابة اي في من مات ومن قتل ومن غرق ومن احترق الى غير ذلك مما بالمناقيش من تراجمهم نعم الله اليكم قلتم الغرة الثالثة والثلاثون عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما انه قال ان للشيطان مصالين وفخوخا وانما مصارع الشيطان وفخوخه البطر بانعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباد واتباع الهوى في غير ذات الله. رواه البخاري في الادب المفرد واسناده حسن. وروي مرفوعا ولا يتلو والنعمان ابن بشير هو النعمان ابن بشير ابن سعد الانصاري الخزرجي. يكنى ابا عبدالله توفي سنة خمس وستين بقرية بيلين من قرى حمص ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة والثلاثون من الغرف الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد حسن عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما انه قال ان للشيطان مصاري وفخوخا وان مصاري الشيطان وفخور وخروف المطر بانعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله وفي الاثر بيان ان للشيطان مكائد. بيان ان للشيطان مكائد يكيد بها ابن ادم فينصب حبائله ليوقعه في الشر والمصانع جمع مصلاة وهي الشرك الذي ينصب لاصطياد شيء والفخوخ جمع فخ وهو الة تنصب ويصاد بها فيجعل لما اريد صيده طعام او نحوه فيأتي اليه ثم يقع في الفخ الذي نصب له فما يجعله الناس من مصاري وفخوخ يصطادون بها ما يريدون فالشيطان قد جعل لهم هم مصاني وفخوخا نصبها يكيدهم بها وفيه ايضا التوجيه الى الاعتناء بمعرفة مكائد الشيطان وهو من علوم السلف فان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ومما يقي الانسان شره ان يعرف العبد مكائده ومصائده وما ينصبه من الحبائل ويروجه على الناس فان من عرف تلك المصائب والمكائد امكنه ان يحذر منها. ومن جهلها فيها وقد صنف في هذا جماعة منهم ابن ابي الدنيا وابو عبدالله ابن القيم صاحب اغاثة اللهفان وابو الفرج ابن الجوزي صاحب تلبيس ابليس وهذه الكتب الثلاثة من احسن المصنفات في بيان مكائد الشيطان ومصائده وكان هذان الكتابان الاخيران خاصة مما تعظم العناية به في قطرنا فكان كتاب تلبيس ابليس واغاثة اللهفان يقرآن في جملة الكتب المقروءة في حلق العلم ولم يكن كتاب ام الدنيا طبع حينئذ وهو حقيق بجعله معهما. فلا ينبغي ان يغفل المسلم عامة وطالب العلم خاصة عن معرفة هذا العلم النافع الذي يقيه شر شيطان فان من جهل هذه المكائد وقع فيها ومن علمها امكنه ان يأمنها ويحذرها وفيه ايضا ان من مكائد الشيطان البطر بانعم الله والبطر هو الطغيان بان ينعم الله سبحانه وتعالى على العبد نعمة في بدنه او لسانه او ماله او ولده ثم يطغى الانسان فيكون بطرا بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه طاغيا فيها وفيه ايضا ان الفخر بعطاء الله من مكائد الشيطان بان يستطيل العبد على الناس بما اتاه الله بان يستطيل العبد على الناس بما اتاه الله ويرى له مكانا فوقهم وفيه ايضا ان الكبرياء على عباد الله من مكائد الشيطان والكبرياء هي رد الحق واحتقار الخلق فيرد العبد الحق الذي يأتيه ويحتقر عباد الله عز وجل وفيه ايضا ان اتباع الهوى في غير ذات الله مكائد الشيطان والمراد بذات الله هنا طاعة الله. فيميل العبد الى ما يميل اليه مما يجد في نفسه انسا به ومحبة له عاصيا الله سبحانه وتعالى فيه وفيه ايضا تقبيح هؤلاء الاربع وذمهن. تقبيح هؤلاء الاربع وذمهن. وانهن من بالاخلاق والفصال وانهن من مرزول الاخلاق والخصال فمن وجد في نفسه واحدة منهن فليعلم ان الشيطان قد غرس في قلبه منجنيقا من منجنيقاته. فيوشك ان يجره بهذا جنيط الى ابواب الهلكة فمن انس من نفسه بطرا او فخرا او كبرا او اتباعا للهوى فعليه ان يسعى الى تخليص نفسه قبل ان يستفحل هذا المرض فيه. ثم يعسر برؤه منه. فان امراض القلوب كامراظ ابدان تبتدأ صغارا ثم تعود كبارا فيتسلل الى قلب العبد بطر او فخر او كبر او هوى يسير. يؤنسه ويعرفه. ثم عن مداواته ويهملوا دفعه عن نفسه. ثم يسقى بماء الايام والليالي حتى يصير ورما عظيما في قلبه يجره الى الهلكات وربما خرج بهذا من دين الله سبحانه وتعالى. ففي قصص الاولين والاخرين ممن نصب لهم الشيطان واحدة من هذه الحبائل ما اخرجهم به من دين الله عز وجل فعادوا بعد كفارا وفيه ايضا ان من وقع في شيء من هذه المصانع والفخوخ فسد دينه ودنياه. ان من وقع في شيء من هذه المصاري والفخوخ فسد دينه ودنياه فان الشيطان لا يريد به خيرا وهو يدعوه الى الشر ويزين له الفحشاء والمنكر فيقع في فساد عريض اذا سقط في هوة واحد من هذه المصالي والفخوخ فكما ينأى العبد اذا رأى حفرا في طريقه ان غفل عنها وقع فيها وتردى يجب عليه ان يتحرز من الوقوع في مصار الشيطان وفخوخه والنعمان بن بشير رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو النعمان بن بشير بن سعد الانصاري الخزرجي يكنى ابا عبدالله لا توفي سنة خمس وستين بقرية بيرينا من قرى حمصان. وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره. نعم احسن الله اليكم قلتم الغرة الرابعة والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال اذا اصبح الرجل فان اعضاءه او تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا. رواه الترمذي واحمد في الزهد واللفظ له واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا يثبت. وابو سعيد الخدري هو سعد ابن مالك ابن الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته. توفي سنة ثلاث او اربع او خمس وستين. وقيل سنة اربع او وقيل سنة اربع وسبعين بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الرابعة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه الترمذي واحمد في الزهد باسناد صحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال اذا اصبح الرجل فان اعضاءه تكفر تقول اتق الله فينا فانك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا. واللفظ لاحمد في الزهد وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر تعظيم شأن اللسان تعظيم شأن اللسان بجعله مدار الاستقامة والاعوجاج بجعله مدار الاستقامة والاعوجاج. فان استقام استقامت جوارح العبد وان اعوج اعوجت وهو تصديق قوله صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت الجسد كله الا وهي القلب لان اللسان مغراف القلب فالامر الكامن محفوظا محجوبا في القلب يخرج به اللسان. فان كان صلاحا خرج الصلاح على اللسان وان كان فسادا خرج الفساد على اللسان فهدان العدوان متصلان في الصلاح والفساد فالاثر المذكور تصديق للحديث المذكور انفا وفيه ايضا ان اللسان متبوع وبقية الاعضاء تابعة له ان اللسان متبوع وبقية الاعضاء تابعة له. فهي تكفر اللسان اي تخضع وتنقاد له. اي تخضع وتنقاد له. فالتكفير هنا الخضوع والانقياد ذكره قوام السنة الاصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب وفيه ايضا تظلو الصمت وحفظ اللسان فضل الصمت وحفظ اللسان فمن صمت حافظا لسانه بالحبس امتنع من كثير من الشر الذي يكون به فاللسان رسول في الخير والشر ولا يكاد العبد يخلص من شره ويوافق خيره الا مع دوام حبسه فمن قل كلامه فمن قل مقاله جل مقامه وبه عظم مقام السلف. فانهم كانوا يقلون الكلام. وفيهم من كلامه من الجمعة الى الجمعة لقلة ما يجري به لسانه من غير ما تعلق بالوظائف الشرعية من قراءة القرآن والاذكار ونحوهما وابو سعيد الخدري رضي الله عنه قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف سعد بن مالك بن سنان الانصاري الخزرجي مشهور توفي سنة ثلاث او اربع او خمس وستين وقيل سنة اربع وسبعين بالمدينة. وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره وقوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه وتقدم نظيره. نعم احسن الله اليكم الغرفة الخامسة والثلاثون عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان لكي يوقعوا الشك في قلوبكم. رواه مسدد في مسنده وابو عبيد قاسم سلام في فضائل القرآن واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا يثبت منه سوى الجملة الاولى. وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. يكنى ابا العباسي ويلقب ببحر العرب وربما قيل البحر والحور. توفي سنة ثمان وستين بالطائف. ذكر المصنف ووفقهم الغرة الخامسة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه مسدد في مسنده وابوه عبيد القاسم ابن سلام في فضائل القرآن باسناد صحيح عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا تضربوا كتاب الله بعضهم ببعض فان ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التمام ولا يثبت منه سوى الجملة الاولى. الجملة الاولى وهي قوله لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ثبتت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. اما بالتمام المذكور فانه يصح وموقوفا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يثبت مرفوعا وفي الاثر النهي عن ضرب كتاب الله بعضه ببعض. النهي عن ضرب كتاب الله بعض ببعض اي رد بعضه على بعض ابتغاء الفتنة اي رد بعضه على بعض ابتغاء الفتنة بمعارضة اية باية بمعارضة اية باية والمنهي عنه وكما تقدم لابتغاء الفتنة فان كان لرفع الاشكال وتحقيق الاحوال فهذا من العلم النافع وكلام السلف فيه كثير كأن يذكر العبد اية ثم يذكر اية اخرى تشكل عليها في صحة الفهم. ثم يبين ما يرفع التعارض المتوهم بينهما بان يقالا هذه الاية وجهها كذا وتلك الاية وجهها كذا فمثلا قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت. وقوله تعالى وانك لتهدي الى صراط ايتان في حق النبي صلى الله عليه وسلم تدل الاولى على انه لا يملك هداية احد. وتدل الثانية على انه يهدي الى صراط مستقيم ورفع ما يتوهم من تعارضهما ان يقال ان الاية الاولى هي في نفي هداية توفيق والالهام واما الهداية الثانية فهي في هداية البيان والارشاد. فالنبي صلى الله عليه وسلم اثبتت له هداية البيان والارشاد والتعليم فهي له ونفيت عنه هداية التوفيق الهام فليس بيده ان يجعل الكافر مسلما والمعرض متبعا والمكذب مصدقا فاذا ذكرت ايات لرفع ما يتوهم من التعارض بينها كان هذا من العلم النافع. وان اريد بذكر هذه الايات ابتغاء الفتنة بجعل تلك الاية مانعة من معنى هذه الاية فهي حال الزائغين. كما قال تعالى في سورة ال عمران فاما الذين واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء طويلة فالزائغون هم الذين يضربون القرآن بعضه ببعض ابتغاء الفتنة وفيه ايضا ان ضرب القرآن بعضه ببعض يورث الشك. يورث الشك فجعلوا اية منه معارضة اية اخرى يوقع العبد في وهذا الشك منشأه زيغ قلبه لا كلام ربه. وهذا الشك منشأه زيغ قلبه لا كلام ربه. فان كلام الله حق لا ريب فيه ويهدي الله عز وجل به من شاء من عباده فالفساد يأتي العبد من جهة ما في قلبه من الزيغ اما القرآن الكريم فهو حق يورث حقا. وهذا معنى قول الله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه فهو في نفسه حق ولا ينشأ منه الا الحق وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله ابن عباس ابن عبد المطلب القرشي الهاشمي ركنة ابا العباس ويلقب ببحر العرب وربما قيل البحر والحظر توفي سنة ثمان وستين بالطائف. وقوله القرشي الهاشمي تقدم نظيره وبنو هاشم بطن من قريش. وقوله ويلقب ببحر العرب وربما قيل البحر اي بالاضافة وعدم فهو البحو او هو بحر العرب. ويقال له ايضا الحبر. وهذه الارقام الثلاثة القاب لسعة علمه وتبحره في المعارف الدينية واللغوية. فكان رحمه الله رأسا في علوم كثيرة نعم الله اليكم الغرفة السادسة والثلاثون عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه قال انكم اليوم في زمان معروفه ومنكر زمان قد مضى ومنكره معروف زماني يأتي. رواه احمد في الزهد واللفظ له. وابن ابي شيبة والداربي اسناده صحيح وعلي حاتم هو عدي حاتم بن عبدالله الطائي يكنى ابا طريف توفي سنة ثمان وستين وقيل بالكوبة ذكر المصنف وفقه الله الغرة السادسة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد في الزهد وابن ابي شيبة والدارمي باسناد صحيح عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه انه قال انكم اليوم في زمان معروفه منكر زمان قد مضى ومنكره معروف زمان يأتي واطلاق العزو لابن ابي شيبة هو في المصنف كما تقدم وكذلك اطلاقه للدارمي يراد به السنن. وسبق ايضا. واللفظ المذكور لاحمد في الزهد وفي الاثر بيان غربة الاسلام بتغير الزمان فالزمن يتغير شيئا فشيئا تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. رواه مسلم. وفيه ايضا ان ان الخير يقل والشر يكفر ان الخير يقل والشر يكثر فانه يكون في زمان معروف كان يعد فيما مضى منكرا فقل الخير فصار هذا المنكر معروفا وسيكون منكر قوم معروفا في زمان يأتي بعده. وهو تصديق قوله صلى الله الله عليه وسلم لا يأتي عليكم عام الا والذي بعده شر منه. رواه البخاري من حديث انس انه قال فذكره ثم قال سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا ان طريق تعيين المعروف والمنكر هو الشرع. ان طريق تعيين المعروف والمنكر هو الشرع. فان ناس تتباين احوالهم وتفترق اقوالهم. فيعد قوم هذا معروفا ويعده اخرون منكرا ولا سبيل الى نصب الحق بين المختصمين الا باتباع دين ربنا العالمين فما عد في الشرع معروفا فهو المعروف وما عد فيه منكرا فهو المنكر وفيه ايضا ان الخبر عن احوال الزمان لا يكون من سب الدهر ان الخبر عن احوال الزمان لا يكون من سب الدهر. فسبه هو شتمه هو شتمه بانشاء الكلام بانشاء الكلام. لا بالخبر عن احواله قال تعالى في يوم نحس مستمر وقال في ايام في ايام النحسات الى غير ذلك من الايات المشتبهة على الخبر فهو مأدون به. وفيه ايضا اختلاف احوال الخلق في العمل صلاحا اختلاف احوال الخلق في العمل صلاحا وسوءا. اي معروفا ومنكرا متباينون في حظوظهم من المعروف والمنكر. على قدر ما يكون لهم من الصلاح والسوء وعلي بن حاتم رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف علي بن حاتم عبدالله الطائي يكنى ابا طريف توفي سنة ثمان وستين بظرف سيئة وقيل بالكوفة. قوله يكنى ابا طريف هو بالطاء المهملة مفتوحة فليس مصغرا ويقع الغلط فيه تارة بجعلها ظاء مشالة اباء ظريف وتارة بجعله مصغرا ابا طريف وهذان اللفظان يكادان يكون ان مهجورين في اسماء الاوائل المشهورة وفيهم قريب اسما وكنية. نعم احسن الله اليكم الغرة السابعة والثلاثون عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه قال ان الوالد مسؤول عن الولد وان الولد مسئول عن الوالد. يعني في الادب والبر. رواه هنا دون السري في الزهد واسناده صحيح. وعبد ابن عمر هو عبدالله ابن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي يكنى ابا عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وسبعين في اخرها او اول التي تليها بمكة ذكر المصنف وفقه الله الغرة السابعة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه هناد ابن السيد في الزهد صحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ان الوالد مسؤول عن الولد وان الولد مسئول عن الوالد يعني في الادب والدين وفي الاثر بيان اختلاف وظائف الخلق بيان اختلاف وظائف الخلق فالله سبحانه وتعالى جعل لكل احد وظيفة يقوم بها فالرجل له وظيفة والمرأة لها وظيفة والوالد له وظيفة والولد له وظيفة والامير له وظيفة والعالم له وظيفة والمقصود بالوظيفة هنا ما يطالب به شرعا. ما يطالب به شرعا. وفيه ان صلاح الخلق في قيامهم بوظائفهم. ان صلاح الخلق في قيامهم بوظائف وفساده بترك القيام بها. في ترك القيام بها او تعدي العبد على وظيفة غيره او تعدي العبد على وظيفة غيره فاذا قام الخلق بوظائفهم صلح امرهم واذا تركوا تلك الوظائف فلم يقوموا بها او تعدى احد على وظيفة غيره حصل الفساد بينهم. كالمذكور في هذا الاثر. فان الوالد اذا قام بوظيفته صلح ولده وان الولد اذا قام بوظيفته بر والده. فاذا ترك احد منهما وظيفته حصل الشر واذا تعدى احدهما على وظيفة الاخر كان الشر اعظم وفيه ايضا ان القيام بتلك الوظائف المأمور بها شرعا مسئولية. ان القيام بتلك الوظائف المأمور بها شرعا مسؤولية فهو عبء ثقيل ملقى على كاهل العبد فهو عبء ثقيل ملقى على كاهل العبد وفيه ايضا ان العبد يسأل عما استرعي عليه ان العبد يسأل عما استرعي فيه فالوالد يسأل عما استرعي فيه من تأديب ولده. والولد يسأل عما استرعي فيه من بر والده. وفيه ايضا ان والد مسؤول عن ولده في ادبه. ان الوالد مسؤول عن ولده في ادبه وفيه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة قال علي رضي الله عنه علموهم وادبوهم فالعبد مأمور بتأديب ولده وتعليمهم ليقيهم شر النار. ويصله الخير منهم بعد موته وفيه ايضا ان الولد مسئول عن والده في بره. ان الولد مسئول عن والده في بره فبر الوالدين امانة شرعية موكلة الى الاولاد وسيسألون عنها وفيه ايضا الامر ببر الوالدين وفيه ايضا الامر بتأديب الاولاد ومما بلي به الناس فهجر هذا الاصل الذي ذكره عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما مما انتظما في هذه المعاني المذكورة في كلامه فصار الوالد يقول المؤدب الله اذا سئل عن تأديب اولاده وصار الولد يقول كل واحد يخدم نفسه اذا سئل عن بر والده وهذا شر عظيم فان هاتين الكلمتين ليستا من حكم الشرع ولا منطق العقل فالوالد مسؤول عن تأديب ولده. ومن تأديبه ولده ان يدعو الله ان يصلحه له. لا ان يلقي هذا الامر عن نفسه ويجعله على الله سبحانه وتعالى وحده. فان هذا من جنس التواكل المذموم. وكذا في شأن الولد الذي يترك بر ويقول ان كلا يخدم نفسه فهذا كلام الماديين الذين يجعلون ذاتهم الاجتماعية مربوطة بمنافعهم المادية. فاذا تعطلت تبرأ كل واحد من الاخر. واما اهل الاسلام فهم يعرفون لابائهم حقهم فهم سر وجودك ومنبت عودك رعوك صغيرا وادبوك حتى ترعرات وسببت عن الطوق وصرت قويا تكتسب فمن حقهما ان ترد لهما فضلهما الذي ادياه اليه. ومهما دفعت اليهما من بر واحسان فانه لا يمكنك ان تؤدي شيئا مما دفعاه اليك فالمهما وحزنهما وسهرهما في امور اخرى من الاحوال التي تعتريهما لا يكاد البلاء الذي لحقهما لاجلك يكافئ بشيء من عملك لكنك تعمل ما تعمل من الاحسان ثم تديم دعاء الله سبحانه وتعالى لهما بالمغفرة والرحمة والجنة في حياتهما وبعد موتهما. نعم احسن الله اليكم الغرة الثامنة والثلاثون عن ابي جحيفة رضي الله عنه انه قال جالس الكبراء وخالط الحكماء وسائر علماء رواه ابن ابي شيبة والطبراني واسناده صحيح وروي مرفوعا ولا يجوز وابو جحيفة هو ووهب ابن عبد الله ابن مسلم السوائي مشهور بكنيته ويلقب بوهب الخير. توفي سنة اربع سبعين بالخوفة وقيل بالبصرة. ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة والثلاثون من الغرر الاربعين. عن الصحابة مجلين وهو ما رواه ابن ابي شيبة والطبراني باسناد صحيح عن ابي جحيفة رضي الله عنه انه قال جالس كبراء وخالط الحكماء وسائل العلماء وروي مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت عنه. وتقدم ان اطلاق العزو الى الطبراني يراد به معجمه الكبير وفي الاثر الحث على حسن اختيار من يصحب العبد الحث على حسن اختيار من يصحب العبد بان يختار في الصحبة من ينتفع به بان يختار في الصحبة من ينتفع به وفيه ايضا ان من هؤلاء الكبراء والحكماء والعلماء ان من هؤلاء الكبراء والحكماء والعلماء والكبراء في الناس هم رؤوسهم واشرافهم. والكبراء في الناس هم رؤوسهم وحكمائهم المتصفون بالحكمة والعقل وعلماؤهم هم العالمون بالشرع وفيه ايضا الامر بمجالسة الكبرى الامر بمجالسة الكبراء والمقصود اتيانهم في المجالس التي يتصدون فيها للناس والعادة الجارية ان تلك المجالس تكون مقدرة. غير كثيرة فان الكبراء يقومون بحوائج الناس ويرعونها فلا يتمكنون من الجلوس اليهم الا في مدد معينة قليلة فيعمد المرء الى تلك المجالس فيجلس فيها لينتفع بما يصدر منهم فانهم صاروا رؤوس الناس لقيامهم عليهم. ونفعهم لهم. فهم يمر بهم من التجارب والاحوال ما يكون فيه تبصرة لمن جلس اليهم وفيه ايضا الامر بمخالطة الحكماء اي العقلاء والمخالطة قدر زائد على المجالسة والمخالطة قدر زائد على المجالسة ففيه من الصلة والامتزاج ما يكون اكثر العبد يؤمر بمخالطة الحكيم ايدي العقل لان مخالطته تزيد في العقل فمن خالط الحكماء ووعى عنهم اقوالهم وافعالهم واحوالهم عظم عقله وازدادت حكمته طيب لماذا ما امر بمخالطة الكبراء؟ فقط قال جالسوهم وقصر مقام الكبراء عن المخالطة الى المجالسة لان رئاسة الناس تحمل على احوال قد تذم ولا تمدح. لان رئاسة الناس قد تحمل على احوال تذم ولا تمدح فالمخالط لهم تسري اليه هذه الادواء. فالرئاسة لها شأن وهذه العلل والافات لا تلفى في مخالطة الحكيم. فانه لم يكن حكيما الا بتخلصه من تلك الاحوال المردودة التي تحمل عليها الرئاسة والملك وفيه ايضا الامر بسؤال العلماء فان اخذ العلم لا يكون الا من طريقهم فان اخذ العلم لا يكون الا من طريقه. ومن سبل حمل العلم عنهم سؤالهم. ومن سبل حمل العلم عنهم سؤالهم وامر بسؤالهم دون غيرهم لان المرء يعرض له اشياء يريد معرفتها. فلا سبيل له الى معرفة حكم الشرع فيها الا بسؤال العالم. فاذا سأل غيره لم ينتفع بسؤاله وابو جحيفة قائل هذا الاثر هو وهو ابن هو كما قال المصنف وهو ابن عبد الله ابن مسلم السوائي مشهور بكنيته ويلقب بوهب الخير توفي سنة اربع وسبعين بالكوفة وقيل بالبصرة. وقوله مشهور بكنيته تقدم نظيره وقوله ويلقب بوهب الخير اي ينسب الى كثرة الخير وعظمه كما تقدم في نظيره جندب الخير. نعم احسن الله اليكم الغرة التاسعة والثلاثون. عن ابي امامة رضي الله عنه انه قال اقرأوا القرآن ولا تغرن لكم المصاحف المعلقة فان الله عز وجل لا يعذب قلبا وعن قرآن. رواه احمد في الزهد وابن ابي شيبة والدارمي واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا يثبت. وابو امامته وصدي بالتصغير. ابن عجلان ابن الحارث ويقال ابن عمر الباهلي مشهور بكنيته توفي سنة ست وثمانين بحمص ذكر المصنف وفقه الله الغرة التاسعة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد في الزهد وابن وبشيبة والدارمي باسناد صحيح عن ابي امامة رضي الله عنه انه قال اقرأوا القرآن ولا تغرنكم المصاحف المعلقة فان الله عز وجل لا يعذب قلبا وعى القرآن. وروي مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت عنه وفي الاثر الامر بقراءة القرآن الامر بقراءة القرآن وفيه ايضا التحذير من الاغترار بالظواهر. التحذير من الاغترار بالظواهر فان الناس فيما سلف كانوا اذا اتخذوا مصحفا علقوه. فان الناس فيما سلف كانوا اذا اتخذوا مصحفا علقوا فهم يعلقون مصاحفهم في بيوتهم او مساجدهم. فهم يعلقون مصاحفهم في بيوتهم او ومساجدهم وتلك الصورة قد تورث الاغترار بان يظن ان الانسان صاحب قرآن وهو لا يقرأه وانما جعله معلقا وتعليق المصاحف المعروف في السلف هو الذي صار فيما سلف من حال الناس من جعل المصاحف في ادراج مرفوعة ثم ضعف تعظيم القرآن حتى انزلت هذه المصاحف وجعلت على الارض فجعلوها على الارض من البلايا الواقعة التي مشت في الناس وصاروا لا يستغربونها واما من مضى فكانت المساجد القديمة وقد ادركناها ويوجد في رياض بقايا منها جعلت في نفس جدر المسجد كوا اي فتحات تجعل فيها تلك المصاحف. اتباعا لما كان عليه السلف من تعليق المصاحف وعدم وظعها وفيه ايضا الامر بفهم القرآن. الامر بفهم القرآن فوعي القرآن هو فهمه فالغاية العظمى من انزال القرآن هو فهم معانيه والعمل بما فيه الغاية العظمى من انزال القرآن هو فهم معانيه والعمل بما فيه وفيه ايضا فضل فهم القرآن. انه يدفع العذاب عن العبد. ففضل فهم القرآن انه يدفع العذاب عن العبد. لان فهم القرآن حق الفهم يحمل على العمل. لان فهم القرآن حق الفهم يحمل على العمل. فاذا عمل الانسان لم يكن من المعذب ابي وفهم القرآن علم من علوم السلف. وفهم القرآن علم من علوم السلف. هو فوق تفسير قرآنه وفوق تفسير القرآن فان تفسير القرآن يقتصر على مجرد المعاني واما فهم القرآن فهو ثبات تلك المعاني ورسوخها في القلب. وظهور اثارها على اللسان والجوارح وفيه ايضا اتخاذ المصاحف وفيه ايضا اتخاذ المصاحف وجعلها في البيوت والمساجد وفيه ايضا الامر برفع المصاحف. الامر برفع المصاحف اتباعا لسنة السلف. اتباعا لسنة السلف. فمن اتخذ مصحفا فليتعاهدوا برفعه ان كان في بيته او مسجده فانه اعظم في تعظيمه. وابلغ في لاجلاله وابو امامة رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف صدي بالتصغير ابن عجلان ابن الحارث ويقال ابن ويقال ابن عمر الباهري مشهور بكنيته. توفي سنة ثمان آآ ست وثمانين بحمص فقوله مشهور بكنيته تقدم نظيره وبقي نظيره مما تقدم في الغرة السابعة والثلاثين في قول المصنف عبد الله ابن عمر فعبد ابن عمر قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبد الله ابن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي يكنى ابا عبد الرحمن توفي ثلاث وسبعين في اخرها او التي تليها بمكة. وقوله القرشي العدوي تقدم انه نسبة الى القبيلة اعلى فادنى وبني عدي بطن من بطون قريش وتقدم هذا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه. نعم احسن الله اليكم الغرة الاربعون عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال من يكثر يهجر؟ رواه ابن سعد شعب الايمان واسناده صحيح. وانس بن مالك هو انس بن مالك بن النظر الانصاري الخزرجي. يكنى ابا حمزة الى القابض الاذنين وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين بالبصرة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الاربعون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه ابن سعد والبيهقي لشعب الايمان باسناد او صحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال من يكثر يهجر واطلاق العزو لابن سعد يراد به طبقاته وتسمى الطبقات الكبرى وفي الاثر بيان ان من كثر كلامه وقع في هجر القول ان من كثر كلامه وقع في هجر القول وهجر القول منكره ورديئه منكره ورديئه فكثير الكلام يقع فيما لا يحمد من القول لانه يرسل الكلام انسانا ولا يتحفظ من شيء منه فيقع في مرزوله وقبيحه ومنكره وفيه ايضا الحث على قلة الكلام الحث على قلة الكلام فهي امان من الوقوع في القبائح فهي امان من الوقوع في القبائل لان قليل الكلام يتحرز مما يتكلم به. لان قليل الكلام يتحرز مما يتكلم به. فهو يعد الكلمات الصادرة منه وفيه ايضا ذم هجر القول ذم هجر القول اي منكره وفيه ايضا مدح اشتغال العبد بما يعنيه. مدح اشتغال العبد بما يعنيه لان كثرة الكلام لان كثرة الكلام برهان على الاشتغال بما لا يعنيه. برهان على الاشتغال بما لا يعنيه ومن لطيف المناسبات الختم بهذا الاثر فانه وقع قليل المبنى عظيم المعنى وقع قليل المبنى عظيم المعنى فهو ثلاث كلمات وتحته من المعاني البينات والبينات وهو وصف كلام الصحابة رضي الله عنهم خاصة فقد كان كلامهم قليل الالفاظ عظيم المعاني فتلك الاثار الواردة في هذا الكتاب وعدتها اربعون اثرا كلها من قليل كلامهم عظيم المعنى فمن سار بسيرهم واقتدى بهديهم صار الى ما صاروا اليه من الانتفاع بكلامه فان الكلام النافع لا ينحصر في زمن دون زمن ومن وفق الى منابعه تكلم به وكان محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يشبه كلام الحسن البصري بكلام الانبياء لانه رحمه الله اوتي من الحكمة بحسن الكلام ما يشبه به كلام الانبياء في قلة الفاظه وجلالة معانيه مع كونه ليس منهم قطعا ولا من الصحابة. وهو رجل من صلحاء التابعين فمن سار بسير اولئك وفق الى ما كانوا عليه. فمن قل كلامه واختار اطيبه نفع كلامه الناس. وان تأخر زمانه وفي اخبار ابي سعيد الحسن البصري رحمه الله انه وعظ الناس فقام رجل منهم فقال يا ابا سعيد انك ذكرت قوما مضوا على خير دهم بهم وانا على عمر عرج فقال من سار على طريق القوم وصل اي من اخذ بجادة اولئك واتبع اثارهم فانه يصل الى ما وصلوا اليه فالاثار المذكورة عن الصحابة ومن جملتها المذكور هنا من انفع ما يكون للعبد بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفيها من ينابيع العلم ما يصلح الاقوال والافعال والاحوال فلا ينبغي للطالب ان يزهد فيها وليعلم ان منتهى امله من تحصيل اصول علمه ان تبلغه فهم كلام الله. ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم. فانه ينتفع بهذا انتفاعا عظيما وانس بن مالك قائل هذا الاثر هو انس بن مالك بن النظر الانصاري الخزرجي يكنى ابا حمزة ويلقب بذي الاذنين وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي سنة اثنتين وقيل سنة وقيل ثلاث وتسعين بالبصرة وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره ومن اللطائف ان الصحابة الانصاريين المذكورين في هذا الكتاب ليس منهم احد من الاوس فكلهم من الخزرج وقوله ويلقب بذي الاذنين اي لصفة في اذنيه شهر بها فصار ينسب اليها فيقال فيه هو ذو الاذنين وهذه طريقة الالقاب فيما تعلق باعضاء البدن ان يكون اختص بصفة فيه ليست لغيره كذي البطين او ذي الاذنين او ذي اليدين او غيرهما من الالقاب التي وقعت في الصحابة او من بعدهم وهذا اخر البيان على هذا الكتاب النافع ففيه من المعاني ما يجعله نافعا لانه كلام الصحابة رضي الله عنهم وهو احد المقررات لبرنامج الحفظ وكذلك في برنامج اصول العلم نسأل الله عز وجل ان ينفع كاتبه ومن سمعه ومن قرأه وحفظه اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع كتاب الغرر من موقوف الاثر بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فلان بن فلان بن فلان فتم له ذلك في كم مجلس في خمسة مجالس في الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين. والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة ماشي الجمعة كم التاريخ ها الثاني من شعبان سنة الاول وش الرؤية ولا التقويم ها الرؤية غدا واحد طيب ليلة الجمعة غرة شعبان شعبان سنة ثمان وثلاثين واربع مئة وقال في مسجد مصعب بن عمير رضي الله عنه بمدينة الرياض وهنا تنبيهات اولها انه يكون هذا الدرس اخر الدروس في السنة الدراسية وتانيها ان الدروس المستجدة في الرياض او غيرها في المدة التي تكون في الاجازة الصيفية ستعلن قريبا نتابع اعلاناتها في صفحات الانترنت او تويتر او غيرها وثالثها اننا سنستكمل البرنامج باذن الله تعالى قبل ان نبدأ في اصول العلم تلا وانتظروا الوقت الذي سنعلن عنه ان شاء الله تعالى لاكمال البرنامج. ورابعها اني اعتذر عن عدم اتمام البرنامج كما كنا نأمل فساعة يصيب المرء ما يريد ساعة تحدث من العوائق ما يمنع من ذلك ولكننا وانا اولكم بحمد الله استفدنا من هذه الدروس التي كانت في هذه السنة الدراسية والتنبيه الخامس انه سيكون ان شاء الله تعالى يوم الجمعة ويوم السبت في هذا المسجد بعد العصر والمغرب والعشاء كتابان في برنامج اصول العلم في المستوى الاول. فالكتاب الاول يوم الجمعة شرح كشف الشبهات الشيخ عبدالله بن عباس الظاهري ويوم السبت كتاب المقدمة الفقهية الصغرى عن الشيخ فيصل ما جابد فاهيب بكم جميعا ولا سيما الطلاب الذين لم يحضروا هذا البرنامج او هم مشاركون في برنامج معونة المتعلم ان يحرصوا على حضور هذين اليومين اسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا واياكم لما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين