الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين فهذا الكتاب الخامس قصيرة الداعي الى خير المساعي تصنيف شيخنا صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد. واعظم ما نهى عنه الشرك والتوحيد هو اول واجب على العبد ويبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة. ويجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف قبحه وسوء عاقبته. واعتبر بدعاء الخليل وهو من هو ان يجنبه الله وبنيه عبادة الاصنام فكيف بغيره ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. مقتصرا عليها. اتباعا بالسنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك. ثم قال قال اعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. فان المأمورات والمناهج الشرعية مرتبة في درجات. فللحسنات درجات سيئات درجات. فالحسنات فيها الفرض والنفي. والسيئات فيها الصغيرة والكبيرة واعظم الحسنات هو توحيد الله واعظم السيئات هو الشرك بالله ولما كان الامر كذلك كان اعظم مأمور امر الله سبحانه وتعالى به هو التوحيد واعظم منهي نهى الله سبحانه وتعالى عنه هو الشرك. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية. فان الاية المذكورة تدل على الامر في التوحيد واعظمية النهي في الشرك. من وجهين. احدهما ان الله سبحانه وتعالى قدم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على سائر ما ذكره مئات الحقوق العشرة. وانما يقدم المقدم وانما يقدم المقدم. والاخر ان الله عطف عليهما ما بعدهما فقال وبذو القربى واليتامى والمساكين الى تمام الاية والمعطوفات من باب التوابع. والتابع تابع فكل امر امر الله به هو تابع للامر ايش؟ بالتوحيد وكل نهي نهى الله عنه وهو فهو تابع للنهي عن الشرك. ثم قال وهو اي التوحيد وهو اول واجب على العبد. فاول ما يتعلق بذمة العبد لزوما الماء وفرضا محتوما هو توحيد الله سبحانه وتعالى. وكون التوحيد اول واجب على العبد نوعان وكون التوحيد اول واجب على العبد نوعان. احدهما كون الاولية فيه حقيقية كون الاولية فيه حقيقية. وهذا في حق الكافر اذا اسلم. وهذا في حق الكافر اذا اسلمت فان اول ما يطالب به الكافر اذا اسلم هو توحيد الله سبحانه وتعالى والاخر كون الاولية فيه حكمية. كون الاولية فيه حكمية. وهذا في من نشأ في بلاد المسلمين منه. وهذا في حق من نشأ في بلاد المسلمين منهم. فانما يخاف به من الامر والنهي كالوضوء والصلاة من المأمورات وترك الكذب والغيبة واشباهه من المنهيات في حال صغره تابع لامره حكما بتوحيد الله سبحانه تعالى اذ لو لم يكن موحدا لم يقبل منه عمل. اذ لو لم يكن موحدا لم يقبل منه عمل ثم قال المصنف ويبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة. اي يقدم الامر وبالتوحيد على سائر المأمورات. حتى على الصلاة المعظمة شرعا في القرآن والسنة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله قال فاذا عرفوا ذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات. الحديث متفق عليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الامر بتوحيد الله مقدما على الامر باعظم الاركان العملية وهي الصلاة ثم قال ويجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف قبحه وسوء عاقبته. فسلامة العبد في خوفه من الوقوع في الشرك. وذلك لامرين احدهما قبحه في نفسه. والاخر سوء عاقبته. والاخر سوء عاقبته فاما قبحه في نفسه فلما فيه من مسبة الله وتنقصه. وعدم المبالاة بحقه وهو الاله الحق الذي لا يعبد سواه. فله الملك والخلق والرزق وتدبير الامر فهو الحقيق بان يكون المعبود واما سوء عاقبته فذلك ان كل ذنب يذنبه العبد على رجاء مغفرة الا الشيب. قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم ارشد الى الاعتبار بحال ابراهيم عليه الصلاة والسلام. الذي هو خليل الله. اي البال غاية التحقيق في توحيد الله حتى صار لله خليلا. فهو اعظم الخلق مع رسولنا صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوحيد وحاله التي كان عليها هي الخوف بالشرك. فانه قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ويعظم هذا الامر في نفس المرء اذا كان الداعي بهذا ابراهيم لامرين. احدهما ان ابراهيم دعا ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام. ان ابراهيم دعا ربه ان وبنيه عبادة الاصنام اي ان يباعد بينه وبين عبادة الاصنام هو وولده والدعاء بالتجميل انما يكون مما يخاف ويحذر. والدعاء بالتجنيد انما يكون مما يخاف وحدة والاخر ان الداعي بهذا ابراهيم الذي حطم الاصنام. ان الداعي بهذا ابراهيم الذي حطم الاصنام. فاذا كان محطم الاصنام بفأس التوحيد يخاف ان ينفع هو وبنوه في الشرك فما بالك بغيره. قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد رواه ابن ابي حاتم في تفسيره وغيره. فاذا كان ابراهيم بهذه المنزلة يخاف على نفسه التوحيد فاين من يقول التوحيد فهمناه؟ واين من يقول لا خوف علينا من الشرك واين من يقول لا يعقل ان يقع الانسان ذو العقل في الشرك. الى اخر احابيد الشيطان ومكائده التي نصبها للناس ليصدهم عن توحيد الله باضعاف الخوف من الشرك فصار امر الشرك هينا على النفوس. واذا هان على النفس دخلها. واذا عظم على النفس عجز عن دخولها لان الخائف لا يزال يجعل نفسه في حسن يحتاط به من غائلة الوقوع في الشرك واما الامن من الشرك الذي يسلي نفسه بهذه الدعاوى التي ذكرنا فانه يتسلل اليه الشرك حتى يقع فيه نعم. فصل