واعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضيه لنا فلا يقبل من احد دينا سواه. والاديان كلها باطلة الا الاسلام فالدين الحق هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم. ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. عقد المصنف وفقه الله قصدا اخر. يدعو فيه الى مزعا اخر من مساعي الخير. فقال اعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضي لنا. فدين الاسلام دين كامل. قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واذا كاملا فليس بحاجة الى تكميل احد. وهو الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لنا دينه فقال ورضيت لكم الاسلام دينا. وما عدا هذا الدين الكامل المرضي فانه يكون باطلا. قال الله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين فكل دين سوى دين الاسلام هو دين باطل واصحابه خاسرون في الاخرة. فدين اليهود والنصرانية والمجوسية والبوذية والسيخية وغيرها من الاديان اليوم كلها اديان باطلة كلها اديان بعضها. صح ولا لا؟ فان قيل هذا احتكار الحق قلنا احتكار الحق بالحق. هذا احتكار الحق بالحق. لان الذي خص الاسلام بكونه هو الحق هو الحق سبحانه وتعالى بقوله الحق. فما عدا ذلك فهو باطل. وهذه المعاني الجلية في الدين الله بايسر طريق. لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فمن الناس اليوم من قوله تعالى لكم دينكم وليا. دين. ويزعم ان هذه الاية تسليم لكل ذي بدينك وحقيقتها البراءة من دين الكافرين. والذي يدعي ان هذه الاية تمثل اتى الاسلام في قبول الاديان الاخرى نسي ان السورة اسمها سورة كافرون. فكل ما عدا المؤمنين بهذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهم كافرون بخبر الله سبحانه وتعالى فلا دين الا الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وجعله كاملا ورضيه لنا دينا. ثم قال والدين الحق اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى وان هذا صراطي مستقيم لمن؟ فاتبعوه. فامرنا باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال والاهواء والبدع وليست من دينه صلى الله عليه وسلم. لانه صلى الله عليه وسلم قال من احدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد. فالمحدثات والبدع ليست من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فهي على اصحابها. ولذلك قال الله في الاية المتقدمة ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. اي لا تأخذوا في الطرق التي لم يأتي بها محمد صلى الله عليه وسلم فتقعون فيما لا تحمد عاقبته من البدعة والضلالة او الكفر والخروج من الاسلام. ثم قال ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة عافيتي من الاهواء. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان. احدهما نعم ظاهرة. احدهما نعم ظاهرة. كصحة بدنه. وكثرة ولد ووفرة ما له والاخر نعم باطنة. نعم باطنة. كالاسلام والسنة والعافية من الاهواء. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. لان النعم الظاهرة يشارك المؤمن فيها الكافر وتستوي البهيمة العجماء في اشياء مع ابن ادم العاقل. فقد ترى بهيمة اقوى بدنا من بشر او اكثر ولدا من بشر او افره حال من بشر. واما النعم الباطنة فيخص بها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين. فتكون هذه النعم اعظم. ولا ينعم الله سبحانه وتعالى على العبد بنعمته اعظم من الاسلام وما دار في فلكه من كونه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم سنة مع المعافاة من الاهواء التي تجتذب الخلق الى خلاف امر الله سبحانه وتعالى. قال سفيان العوينة ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من ان عرفهم لا اله الا الله رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الشكر فاعظم النعم التي انعم الله عز وجل بها علينا ان جعلنا مسلمين فما جعلنا يهودا ولا نصارى ولا مشركين وثنيين ولا غير ذلك من اديان المبطلين. وهذه النعمة تخفى على من الناس فانهم يغيبوا عنه نفوسهم ان من عبد غير الله لم يزل ضيق الصدر الخاطر في ضنك وكرب. واما المؤمن فانه ان ضاقت به الحياة الظاهرة. فقد به الحياة الباطنة. اذا ضاقت به الحياة الظاهرة من فقر وعوز وحاجة فقد اتسعت هي الحياة الباطلة. ومن هنا كان ابراهيم بن ادهم. وكان اميرا ابن امير لما تزهد وترك بلاده وتحول الى بغداد كان على شاطئ نهر دجلة وبيده كسر من الخبز اليابس ويغمسها في الماء ويأكلها ثم يقول الامير ابن الامير انا لفي سعادة لو يعلم بها الملوك ابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. فقال بعض اصحابه ممن سمعه يا ابا اسحاق انهم ارادوا ذلك وضلوا الطريق. يعني ارادوا ان ينالوا هذه السعادة التي نحن فيها لكن ضلوا الطريق يظنون ان السعادة بالاموال والمراكب الفارهة والقصور المشيدة. وحقيقة الامر انس القلب بالله. قال ابن تيمية رحمه الله ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. ذكرها عنه تلميذه ابن القيم في مدارس السالكين. وما جنة الدنيا الا انس العبد بالله بان يكون على الاسلام والسنة معافا من الاهواء فلا ميل في قلبه لاحد من الخلق سوى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ومن امر محمد صلى الله عليه باتباعه من اهل القرون الثلاثة. فحاله كما قال ابن القيم فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزق قلوبنا تقواه والسير في هداه. نعم. فصله