تصلون واعلم انه يجب على العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. والاقتداء به صلى الله عليه وسلم والحذر من مخالفة امره صلى الله عليه وسلم ان يصيب العبد فتنة او عذاب اليم. فمن اطاع الرسول صلى الله وعليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والبدع المحدثة مردودة على اهلها. فتجب مجانبتها والنفرة منها وان وسلامة دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر الابتداع. ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة. لانهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فهم اعلم بما جاء به من الدين. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. فقال اعلم انه يجب على العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. اي بان لا يزاحم امر النبي صلى الله عليه سلم بامر غيره اي بان لا يزاحم امر النبي صلى الله عليه وسلم بامر غيره. فحقيقة التجريد كمال الاتباع فحقيقة التجديد كمال الاتباع. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قال ابن القيم لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باظهار الحجة والحجة في قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فالفرقان بين الصادق في محبته صلى الله عليه وسلم والكاذب المدعي لها صدق والاتباع بتجريد ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. وقد امرنا بان نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم اي بان نتخذه قدوة نسير بسيله. قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فهو صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة في كل باب. صغر ام كبر عما او خص فلا خير للناس في اي باب من ابواب امورهم السياسية او الاقتصادية او الثقافية او الاخلاقية او غيرها الا بالاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من مخالفة امره ان يصيب احدنا فتنة او عذاب اليم. فقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وهذا الوعيد المتهدد به الخطاب فيه يعم افراد الناس وجماعاتهم. فاذا خالف المسلمون احدا او جماعات افرادا او دول امر الرسول صلى الله عليه وسلم فانهم يستقبلون احد شيئين احدهما الفتنة والاخر العذاب الاليم. وقد فسر الامام احمد الفتنة في هذه الاية بالشرك لانها اعظم الفتنة. فقال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ فيهلك رواه ابن بطة في كتاب الابانة الكبرى. والاخر العذاب الاليم بان يسلط الله سبحانه وتعالى تارة عليهم بأسهم فيكون بينهم فيقتل بعضهم بعضا ويأخذ بعضهم اموال بعض ويهتك بعضهم حرمة بعد وتارة يسلط الله سبحانه وتعالى على بعضهم عدوا من غيرهم. ومن الناس من يتفطن الى معرفة اسباب ضعف المسلمين المتعلقة باحوال دنياهم ويغفل عن اسباب ضعف المسلمين الثقة بامر دينكم. فان اكثر ما اوتي منه المسلمون بهذه الازمنة المتأخرة هو ضعفهم في دينهم. فلما في دينهم صار الامر الى ما توعدوا به في هذه الاية ان يصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ثم قال فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة هريرة الذي رواه البخاري في كتاب الاعتصام قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى فقالوا وما من يأبى يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. ثم ذكر ان البدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب مجانبتها. اي مباعدتها والنفرة منها صغرت لقباحتها في نفسها. فان البدعة وان كانت صغيرة فهي جد قبيحة لان المبتدع ينسب الصادق الامين صلى الله عليه وسلم الى ترك شيء من الرسالة. قال الامام ما لك ابتدع شيئا من الدين فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. اي لانه ترك شيئا من الدين استدركه هذا بعد النبي صلى الله عليه وسلم. واذا كان احدنا يأنف من ان يستدرك عليه احد حرفا ويكون في نفسه شيء عليه. فكيف اذا كان هذا يستدرك على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيكون حينئذ ما وقع فيه بالنفرة وانك لتعجب من اقوام يدعون محبة النبي صلى الله عليه وسلم يتخوضون في البدع صباح مساء. اذ لو كانوا صادقين في محبته صلى الله عليه وسلم لما رضوا ان ينسب الصادق الامين صلى الله عليه وسلم الى ترك شيء من حتى يبتدع فيستكمل الدين بابتداع هذا المبتدع. ولكن اذا عمي القلب ظل العبد نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدي قلوبنا ثم قال وسلامة دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر ابتداع لان الاتباع سير وراء النبي صلى الله عليه وسلم ففيه سلامة العبد لدينه وهجر ابتداع ترك لكل ما احدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء به بعض الناس لبعض فسلامة العبد في بارتفاعه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهجره كل بدعة محدث فان الله يسأله عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يسأله عما جاء به فلان او فلان. فان الله بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم امرنا بطاعته وسيكون السؤال في القبر عنه لا عن غيره. ثم قال ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة رضي الله عنهم اي ما جاء عنهم من اعتقاد او قول او عمل. لانهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا فخص بما لم ينله غيرهم. فاذا كانوا بهذه المنزلة فان من شعار اهل السنة الذي فارقوا به غيرهم انهم اقتدوا باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعظموا اثارهم لعلمهم بان هؤلاء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم اعرف وكانوا على سنته اوقف. قال سعيد بن جبير كل عبادة لم يتعبدها البدريون فلا تتعبدوها. وذكره البدريين لانهم قدماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان شيء من لم يكن عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا خير فيه. والدين فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ونقله عنه اصحابه فتارة ينقلونه بنسبته اليه وتارة ينقلونه بعملهم وقولهم فمتى عرفنا شيئا من الدين بقولهم وعملهم عرفنا ان هذا هو الدين الذي اخذوه عن محمد صلى الله عليه وسلم. نعم