نعم فصل واعلم ان فضل العلم واهله عظيم. وانه يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع طول الصحبة. ومن من اهله فلا يؤخذ عنهم وشر هؤلاء رؤوس الجهال الذين يتبعون المتشابه ويقبض العلم العلم بقبض العلماء احرص على مبادرة الى تلقيه عنهم عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. مبينا ان فضل العلم واهله عظيم داعيا الى اخذه والاعتناء بحمله فانما ثبتت له الفضائل حملت عليه النفوس فانما ثبتت له الفضائل حملت عليه النفوس. والعلم من اكثر ما جاء في القرآن والسنة ذكر فضله. من اكثر ما جاء في القرآن والسنة ذكر فضله. فاطلاع العبد على فضل يحمل نفسه على اخذه والاعتناء به. ولابن القيم كتاب واسع ماتع. هو او اوسع كتاب جمعت فيه فضائل العلم وهو كتاب مفتاح دار السعادة. فكل المجلد الاول وبعض الثاني هو في ادلة فضل العلم وقد ذكر مئين من الادلة التي تبين فضل العلم وفضل اهله. ثم قال وانه يعني العلم يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع طول الصحبة. فمن رام العلم سلك تلك كالمسالك المنعوتة فهو يؤخذ تلهثيا وسماعا. ففي حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم. رواه ابو داوود واسناده صحيح. وهذا سماع وتلقي اخذوا كذلك بالسؤال. قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ولا يمكن هذا وذاك الا مع طول الملازمة. وقد ذكرت لكم قول مالك الذي ينبغي ان يكون نياقا في قلوبكم كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه العلم. رواه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية من حديث العباس بن عبد العظيم عن مالك انس انه قال وفي اخبار ابي القاسم الطبراني رحمه الله تعالى انه قيل له بما حصلت هذا العلم؟ قال على البواري ثلاثين سنة. والبواري فيها الحصن. الحصن التي كانت توجد في مساجدنا تسمى بواري فكان يجلس عليها اعني في ملازمة الشيوخ مدة ثلاثين سنة حتى صار عنده علم انتفع الناس به ثم قال وما ليسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم اي من لم يكن من اهل العلم فلا يؤخذ عنه العلم. فلا يدرك العلم الا باخذه عن اهله. وقد قال جماعة من السلف ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. وقد روي عن علي رضي الله عنه باسناد فيه ضعف وروي عن جماعة من السلف وهو من اصولهم في العلم والدين. ان العلم والدين لا يؤخذ الا عن اهله واهله لهم علامات يعرفون بها اعظمها ما جاء في قول عبد الله ابن عوف لا يؤخذ العلم الا لا عن من عرف بالطلب انتهى كلامه. لان المرء يخرج من بطن امه جاهلا لا علم له. قال تعالى والله اخرجكم من امهاتكم لا تعلمون شيئا فلا سبيل الى حيازته العلم الا بان يطلبه من اهله. فاذا طلبه من اهله فقد سلم اخذ العلم والمعرفة به في اول درجاته. فاذا وجد هذا في نعته فهو من اهله الذين يؤخذ عنه ومن لم يكن من اهله فانه لا يؤخذ عنه. والعلم والدين لا يخفى على احد. قال معاذ بن جبل ان على الحق نورا. رواه ابو داوود السجستاني في كتاب السنن واسناده صحيح فلا يحتاج الى المناصب والشارات. ولا الى الاضواء والكلاشات. ولا الى الاعلام والتذكرة لان الله تكفل بان من قام في نصرة دينه بعد نبيه صلى الله عليه وسلم انه ينصره ببث ما عنده من الحق. ومن تأمل احوال الناس وما كتب لهم من الخير في المعرفة بالعلم وبثه عرفة ان الصادق منهم لم ينله بهذه الاسباب التي بلي بها الناس. فان اكثر الناس حجبوا بالاسباب المادية عن الاعانة الهية. فترى احدهم يحرص كثيرا على ان يصحب اعلانه بصورته. ويحرص على ان ينقل في تلك القناة او تلك. ومن صدق الله نقل الله سبحانه وتعالى علمه الى الناس اذا اعتبرت هذا في ازمنة قريبة رأيت عجبا فقد كان في ذهنه رجل اسمه نذير حسين توفي سنة الف وثلاث مئة وعشرين رحل اليه الناس من كل فج عميق. من الحجاز ونجد بل من تلاميذه من بلاد المغرب. ومن تلاميذه من بلاد الصين حتى قال تلميذه عبد الحي الحسني وتلاميذه العلماء منهم فوق الالف. وقد ذكر بعض تلاميذه ان انه عد مرة من اخذ عنه العلم في مدة فبلغوا اكثر من اثني عشر الفا. ولم يكن عنده قناة ولا اعلام ولا صحف ولا جرائد بل اعتقله الانجليز مدة سنة واحدة في السجن. لما كانوا في ابان للهند وكان في حال حياته. ومع ذلك نفع الله سبحانه وتعالى بهذا الرجل نفعا عظيما. وانتم تسمعون دعوة الشيخ عبد الله القرعاوي التي في جنوب هذه البلاد. وكان هذا الرجل درس في احدى المدارس الهندية التي يقوم عليها بذلك الرجل فكل هذه الدعوة كانت من اجل ذلك الرجل الذي علم شيخ الشيخ عبدالله القرعاوي رحمة الله على الجميع ومن صدق الله جعل الله عز وجل له نشرة علم. ومن تأمل سيرة هذا الرجل عرف انه رجل صادق اذكر لكم خبرا لان الامر كما قال سفيان ابن عيينة الحكايات حبوب تصطاد بها القلوب تصطاد بها القلوب يعني في بما عليها ان هذا الرجل قصده احد اكابر تلاميذه ممن صار بعد ذلك من اكابر تلاميذه ويقال له عبدالله الغزنوي فقصده من غزنة في بلاد افغانستان. فلما نزل محطة القطار وكان رجلا اعمى جاءه رجل فقال هل تريد احدا يحمل لك متاعك؟ فقال نعم. ولكني اريد ان تذهب الى مسجد مياه صاحب وهذا لقبه بلغتهم. قال اريد ان تذهب بي اليه. فقال حسنا انا اذهب فاخذه الى ان ادخله المسجد واوقفه فيه. قال هذا مسجد فلان الذي تسأل عنه فقال كم اجرتك؟ فقال لا اريد منك اجرة انت طالب علم وانا رجل مسلم واريد الاجر غسلنا هذا الرجل ركعتين فلما انفجر من صلاته سمع طلبة في طرف المسجد. فذهب اليهم وسلم عليه ثم قال لهم متى يأتي الشيخ نبيل حسين فكان الجواب كالصاعقة عليه. فقالوا ان الرجل الذي ادخلك المسجد هنا بنفسه قال ان الذي ادخل في المسجد هو نذير حسين. وكان من عادته انه يذهب احيانا الى محطة القطار يتصفح وجوه الناس. فاذا رأى رجلا يريد اخذه الى مسجده. فوقع ذلك الكلام عليك الصاعقة وعظم عليه الامر. فلما اجتمع به بعد ذلك وسلم عليه بكى بكاء واعتذر منه بانه لم يعرفه. فقال له ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يؤمن احدكم حتى يكرم ضيفه. وانت جئت ضيفا لي وانا اكرمتك بذلك. شف كيف النية الصادقة وابتغاء الاجر وعدم طلب الشهرة ما راحوا يصورونه في محطة القطار علشان استقبال طلاب العلم لا هو يعمل لله سبحانه وتعالى وكتب الله عز وجل له من الخير الكثير ما هذا بعظه لكن المقصود ان من كان من اهل العلم بشارته وطريقه فان الله سبحانه تعالى يتكفل باظهاره للناس. ثم قال المصنف بعد امره بتلقي العلم عن من هم اهله وانه لا يؤخذ عن غير اهله قال وشر هؤلاء الرؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابه. فهؤلاء شر الخلق الذي ينبغي ان احذر الانسان منهم فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر حال الناس في اخر الزمان في حديث عبدالله بن عمر في الصحيحين قال اتخذوا رؤوسا جهالا فظلوا واضلوا فلا تحسن لهم هداية. وكذلك الذين يتبعون المتشابه فان الله عز وجل حذرنا منهم واخبر ان هؤلاء تؤول الامر معهم الى زيغ القلوب. فقال تعالى واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. فاذا كان زائغ القلب فانه لا ينتج الا زائغا مثله كان زائد قلب يتبع المتشابه فهذا لا ينتج الا زانغا ملة. وهاتان الطائفتان قد خشى امرهما باثر وامتدت اعناقهما فكثير ممن ينسب الى العلم هو من الرؤوس الجهال او من اتباع المتشابه ولذلك يحذر الانسان على دينه. وكان الناس عندنا فيما مضى يسترشدون باكابرهم. عند طلبهم العلم يأتون الى العلماء المعروفين فيقولون نقرأ عليك واباؤهم يعرفونهم ان هؤلاء علماء او من ترسلون ان نقرأ عليه فيرشدونهم الى اهل العلم. وكما ذكرت لكم فان صاحب العلم لا يخفى حتى على العجائز كبار السن في في البيوت بل فالعجوز التي نقول انها لا تدري تعرف العالم الذي يؤخذ عنه العلم. واذكر في قصة طويلة اخرها ان هذا وهو من اصحاب بزمن مضى قال لجدته متوسلا بها الى ابيه انه يريد ان يذهب الى المكان الفلاني فقالت لاجل ماذا؟ فقال لاجل الدين فقالت ما عرفنا ان من يريد الدين اذهب هنا ولا يذهب هنا بل يريد الدين والعلم يروح لابن باز في الرياض ولا ابن عثيمين في عنيفة؟ هذي عجوز ولا تقرأ امية لكن هي عرفت ما يخفى الحق يجعل الله عز وجل له ظهورا وهذي الظهور ليس بالاعلام والاقلام. هذا يظهره الله سبحانه وتعالى. ولذلك هذه العناية الالهية في حفظ الشريعة الاسلامية تخفى على كثير من الناس لكن من عرف دين الله عرف ان دين الله منصور. قال ابن القيم والحق منصور وممتحن فلا فاجزع فهذه سنة الرحمن الله ناصر دينه ولذلك قال ابن مبارك لو ان احدا من الناس بات يحدث نفسه انه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصبح والناس يقولون فلان كذاب وبات بس يقول ابكتب احاديث بضع احاديث لاصبح والناس يقولون فلان هنا كذاب لان هذه حماية الله الامر ليس باي الناس ولذلك في بعض اقبال من مضى انه كان معروفا بالرياء حتى صار يوسم به. فارعوى واناب في اخر عمره فبينما هو على توبته لم يزل الناس يقولون فلان ابن مرائي فقام ليلة بعد ان صلى في بيته وبكى وتضرع الى الله سبحانه وتعالى ان يدفع عنه ما يجده من الناس وهو قد تاب منذ مدة مر على رجلين من العسف العسس وشهم؟ الحراسة اللي في الليل اللي كان عندنا يسمونهم ايش؟ العسة. فلما رأى رأى وظله اقبل قال احدهما من هذا؟ حتى يخوفه لو كان سالم. من هذا؟ فقال له الاخر هذا فلان عرف يعني جذمه وجسمه قال هذا فلان فقال الاول المرائي؟ فقال الثاني قد كان ثم كافة تاب الله عليه. يعني من الذي انطق هذا؟ الله سبحانه وتعالى اظهر صحة توبة هذا على الاسلام هذا. فمن كان مع الله كان الله معه. ومن توكل على الله كفاه الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر اخرا ان العلم يقبض بفضل العلماء اي بموتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم الجزاء عني جزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء رواه البخاري ومسلم فطالب العلم يبادر ولا يسوف فان سوف شعاع الشيطان وهي من جند ابليس كما قاله جماعة من السلف الطالب العلم يحذر من التسويف والتأخير فضل وقته وقوة بدنه وصحته في اخذ العلم اهلنا