نعم وصل واعلم ان من الواجب شرعا طاعة اولي الامر فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر منا في المنشط والمكره والعسر واليسر والاثر وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. فمن تأمر منهم وجب لهم السمع والطاعة كائنا من كان وهي فرض المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. واذا رأى منه ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة. وقد امرنا بالصبر على ما يكره منه وان نؤدي اليهم حقهم ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواح عندنا من الله فيه برهان ونهينا عن امراء وعيبهم ولعنهم. ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. مبينا ان من الواجب شرعا طاعة اولي الامر امتثالا لامر الله. بقوله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فطاعة اولي الامر هي من الاوامر الشرعية. وليست من الاملاءات الواقعية السياسية. اذ هي ليست من جيب فلان او فلان وانما هي الدين الذي رضيه الله لنا. وانك لتعجب لعبد يتقرب عنده كمال دين الاسلام وان الله رضيه لنا ثم يخالف في هذا الاصل العظيم. فان الله الذي كمل لنا الدين ورضيه لنا امرنا بان اولي الامر فينا. قال فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر في المنشط. والمكره والعسر واليسر والاثرة وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. فيسمع المسلم ويطيع لاولي الامر منا. والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. فيقبل منهم وينقاد لهم في من ومكرهه وعسره ويسره. وان وجدت اثرة عليه. فان منع له شيء من الدنيا وجعل لغيره فانه يبقي السمع والطاعة التي امر الله سبحانه وتعالى بها. ويقول الحق اينما كان لا في الله لومة لائم فان حديث حذيفة الذي امرنا فيه بان نسمع ونطيع امرنا فيه بان نقول بالحق لا نخاف في الله لومة لائم. ومعنى ان نقول بالحق ان يسطع الانسان بامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فليس الصدع بالحق هو رفع الصوت به على المنابر ولا قولوا في المهاترات ولا القيل والقال ولكن الصدع ذي الحق ان يؤديه العبد كما امره الله سبحانه وتعالى به امره الرسول صلى الله عليه وسلم. وان عد الناس ذلك جبنا فاولئك الذين ينقمون على اهل الصلاح والهدى سيرهم في الجادة الشرعية في نصح الرعي والرعية عند العاقل لا يبالي بهم لان مقصوده في القيام بهذا الامر هو التقرب الى الله ما يكون من الناس عبيد للسلاطين يكون من الناس عبيد للناس. فبعض الناس يظن فقط ان هذا يذم بانه من عملاء السلطة وانت ايضا من عملاء الخلق فهو يخاف ان تنكسر سمعته عند الخلق ويخاف ان لا يحظى بالتقدير والتعظيم فيحمله ذلك على ان يرتكب هذه الحماقات والسفاهات التي يخالف فيها امر الله سبحانه وتعالى. لكن العارف بالحق يتبع امر الشر بالامر بامرهم بالحق كما اراد الحق سبحانه وتعالى فهو لا يريد ان يقع فيما تهواه نفسه او تمليه ما يحبه الناس لا هو يجعل نفسه عبدا لله. فالطريق التي امر الله سبحانه وتعالى بها يلزمها واذا كان يمكنه ان يحمل سيفا فهو يكسر سيفه عند امر الله سبحانه وتعالى. هذا الذي يخاف الله عز وجل لانه اجلس بالدعاء ان تعد شجاعا عند الناس. لكن الشجاع ان تعد شجاعا عند الله بلزوم امره. وعدم الالتفات الى احد من اتفضل ثم قال فمن تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان اي من ولي الامرة وهي تدبير والسلطنة وجب له السمع والطاعة كائنا من كان. لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عبد حبشي كأن رأسه زبيب. رواه البخاري من حديث انس بن مالك. اي ولو كان من يأنف من امرته حال الاختيار فان العرب طبعوا على الانفة من ذلك. فلما دخلوا في الاسلام امروا ان ولامر الله سبحانه وتعالى بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان على حال تكره العرب حال جاهليتها الانقياد لمن كانت تلك حاله. ثم قال وهي اي طاعتهم فرض في المعروف. فلا سمع ولا طاعة في معصية فاذا دعي العبد الى معصية الله لم يطعه لان طاعة الله سبحانه وتعالى مقدمة على طاعة خلقه واذا رأى منه ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فاكره ولا تنزعوا يدا من طاعته. رواه مسلم. فيؤمر العبد بان يكره عمله كما ينهى عن طاعته المعصية لكنه لا ينزع يدا من طاعة. ثم قال وقد امرنا بالصبر. على ما يكره منه ما ان نؤدي اليهم حقهم ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان فالعبد مأمور بان يصبر على ما يكره منه وان يؤدي الى اولئك حقهم وان يسأل الله سبحانه وتعالى كما في حديث عوف بن مالك بن مسلم ادوا اليه حقهم واسألوا الله حقكم. واذا كان سائلا حقهم هم فان حقنا سيسأله الله سبحانه وتعالى عنه. واذا وكلت سؤالك الى العظيم ان العظيم سبحانه وتعالى كفيل بان يأخذ لك حقك. فالعبد يؤدي الى هؤلاء حقهم ويسأل الله سبحانه وتعالى ما له من حق ثم قال والا ننازع الامر اهله اي لا ندخل معهم في منازعة ومشاحنة في تدبير امن السلطنة والحكم. لان هذا اليه. فقد قال الله سبحانه وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فالامر امر المسلمين في العلم والحكم فالعلم العلماء والحكم للسلاطين والامراء. فلا يجوز للمرء ان ينازعهم شيئا مما يتعلق بولايتهم فهذا الامر هو اليه. وانما يبذل اليهم النصح. ويصبر على ما يلقى. في خاصة نفسه او في عام امر المسلمين فهو الذي ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ثم قال ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم لسوء عاقبة ذلك. قال انس رضي الله عنه نهانا كبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امرائكم ولا تعيبوهم واصبروا واتقوا الله فان الامر قريب. رواه في عرفة السنة وغيره واسناده صحيح. والامراء يعني المتأملين سواء سمي ملكا او اميرا او رئيسا او حاكما او طعنا او غير ذلك. فنهينا عن سبه ولعنه. سوء عاقبة ذلك. فان مآل ذلك ايثار صدور الناس وايظا صدره هو على الناس وهذه صفة شرار الائمة والملوك فان شرارهم من يلعنهم الناس تلعنونه. قال النبي صلى الله عليه وسلم خيار ائمتكم من تصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار ائمتكم من تلعنونهم ويلعنونكم. رواه مسلم. فاذا وقع الناس في هذا سلط الله عز وجل بعضهم على بعض. اذا فشى بينهم لعن الامراء وسبهم فاعلم ان الامراء يكون منهم كذلك ايضا. فاذا وقع اللعن والسف والشتم بين المسلمين رعاة ورعية وحكاما ومحكومين وامراء وامراء مارينا فان مآل ذلك الى شر العاقبة في الدنيا والاخرة. فالانسان يحفظ لسانه ويركنه عما عنه فان النهي للتحريم وهذا من جملة السنة المستقرة عند الصحابة رضي الله عنهم ثم قال ومن اذل سلطانا الله في ارضه اذله الله. اي من سعى في اذلال من جعل الله سبحانه وتعالى له الولاية فانه والاظافة في سلطان الله للتشريف يعني من جعله الله سبحانه وتعالى حاكما. والله عز وجل هو الذي اعطى فالله عز وجل هو الذي اعطاه هذه الولاية وجعله متسلطا على هؤلاء الناس. فمن مشى لاجلائه اذله الله كما جاء عن حذيفة رضي الله عنه وغيره فعاقبة الخروج على هؤلاء ومنازعتهم شر وبير ولذلك في حديث ام سلمة رضي الله عنها في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جور الامراء يعني ظلمة. فقالوا افلا نقاتلهم يا رسول الله؟ يعني اذا كانوا هم ظلمة ما نقاتلهم؟ فقال لا ما صلوا. لا ما وترك الصلاة اشارة الى الوقوع في الكفر البواح كما تقدم يعني الكفر الظاهر البين الذي يقعون فيه فحين اذ يكون له امر اخر بشروطه وقيوده التي يبينها العلماء واهل الحل والعقل. الذين هم رؤوس الذين يعرفون قبل الفتن لا في الفتن. فالذي يعرف قبل الفتن انه من رؤوس الناس هذا الذي يتبع. واما الذي لا يرتفع رأسه الا في الفتنة فهذا ليس من رؤوس الناس. ويتقي الانسان من لم يعرف الا في فتنة. واهل الحلوى والعقد ورؤوس البلد يعرفون قبل حلول الفتن. فالمرء يلزم ما هم عليه مما ارشدنا اليه. لان لا يقع فيما لا تحمد عاقبته في دينه ودنياه. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهانا عن قتال ائمة الجور امرنا بقتال من خرج عليهم. في الاحاديث التي قال فيها الامام احمد صح في الخوارج في عشرة احاديث عن النبي صلى الله وسلم واستوفاها مسلم في صحيحه. فهو قد نهى عن قتال ائمة الجوف وامر بقتال من خرج عليه. فالعاقل اللبيب الذي يؤمن بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ان هذه هي جادة السلامة. وما عدا ذلك فليس فيه للخلق سلامة ولا امان. وان سماه الناس ما سموه. وان رموا من خالفهم بما رموا. فاذا سموه جبانا او انبطاحيا او خانعا او خاضعا او خائفا لم يبالي بهم. لانه لا ينظر في شيء من ذلك لا الى هؤلاء الولاء الى هؤلاء وانما ينظر الى امر الله سبحانه وتعالى. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ارشده اليه. ولذلك في حديث في الفتن ارشده النبي صلى الله عليه وسلم اذا تفرق الناس قال فاعتزل تلك الفرق ولو ان تعوض تعض على اصل سدر يعني بتشد باسنانك على اصل على اصل شجرة صح؟ صح ولا لا؟ هذا مع الحديث هذا معناه ولا مو معناه معناه طيب وين بيان الرأي وين ابداء الموقف؟ وين اظهار الاستقلالية؟ كل هذي حبائث شيطانية لكن هذا دين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا عني النفوس ولا سيما في الفتن ثقيل جدا على النفوس ولذلك لا تثبت قدم العبد في الفتن بعد تثبيت الله الا بعلم قبلها اذا في علم راسخ قبلها هذا يدخل. اما اذا جت الفتن وقعت المحن وصارت تجدد المساجد صاروا يبحثون في الكتب. يقولون هل يوجد له شيء في الفقه الاسلامي؟ هل يمكن ان تجرى فدا لاجل كذا؟ ان يفعل هكذا لاجل هكذا؟ هذا علم متجدد. اذا هذا علم طالبا يكون خطأ لا خير فيه. لكن العلم الراسخ هو العلم الصحيح. العلم الصحيح الذي يحفظ الانسان من الفتن. ولذلك من اعظم منافع العلم انه يحفظ الانسان من الفتن ليس الفتنة التي تخافها ان تفتن من الناس في نفسك ومالك. الفتنة التي تخافها ان تسلب التوحيد واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وفي اخبار بالدوري انه بكى فقال له صاحب الله اتخاف الذنوب؟ فاخذ شيئا من الارض؟ قال والله لذنوبي اهون علي من هذا ولكني اخاف ان اسلب التوحيد فهو يخاف على نفسه ان يسلب التوحيد والاتباع في مثل هذه الفتن. ولذلك اول فتنة وقعت في الارض وهي عبادة غير في قوم نوح كانت بسبب ايش؟ زوال العلم. ففي حديث ابن عباس لما ذكر الخمسة ودوا اسبوع قال فلما نسي العلم وفي رواية فلما نسخ العلم. وفي الصحيح في فتنة الدجال التي هي اعظم فتنة في قصة الرجل الذي يشقه ان يقول بعد سحبه مرة بعد مرة انت المسيح الدجال الذي اخبر عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف عدم بالعلم عنده علم من صفة المسيح الدجال. فالعلم حفظه من الفتنة. فهذا هو الذي ينبغي ان يشغل قلبه. ان تفتن في الذي تخسر فيه دنياك واخرتك. ان تقع في شيء يبعدك الله سبحانه وتعالى عن جنابك. ويردك عن بابه تخسر الخسارة العظمى. واما ما عدا ذلك فانه ليست شيئا. ليس شيئا لكن الكلام اذا قلت كلمة فسفكت فيها دماء ونهبت اموال وهتكت اعراض وسقطت دول وحصل مرج وهرج ثم جاء حديث حاتم ما منكم من احد الا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان عند ذلك اذا وقف الانسان هذا الموقف سيعلم اي حجة تكون له عند الله سبحانه وتعالى. لابد الانسان يا اخوان طلاب العلم ينبغي له ان يعرفوا دينهم كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. الدين الصحيح الذي في الكتاب والسنة. لا بقول فلان ولا بفلان لا من اهل اليمين ولا من اهل الشمال لكنه على الصراط المستقيم. ويقتدي بسير الاكابر العلماء المعروفين الراسخين من الاحياء والاموات يصير بسيدهم ويصبر على هذا ويعلم انه اذا خرج قيد انملة فانه يريده هذا فيه. وان ذم الناس او مدح الناس لا يساوي عند اهل المعرفة بالله شيئا. فالناس مساكين احدهم لا يملك قلبه الذي بين جنبيه فهو يحب فلان تارة تارة اخرى. فاي قلب تملك اذا كان قلبك يحب احدا تارة ثم يكرهه تارة. وربما يرجع الى حبه تارة اخرى فاذا كان قلبك الضعيف في هذه المنزلة فقال اسمع ان الشاعر قال قد سمي القلب قلبا من تحوله فاحذر على القلب من قلب وتحويل. نسأل الله ان يثبت قلوبنا وقلوبكم. نعم