نعم فاصل واعلم ان نجاة العبد في هذا الامر هي في الاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن. ومن الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين وفي احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة. ونجدة المعوان لمن نظر فيما سلف من بيانه وهي وصيته لنفسه ولاخوانه. يا ايها الركون يمنوا سيره لله دونك نجدة المعوال. سر في امورك راشدا متوفقا بالشرع واحذر بعدة الشيطان واتبع كتاب الله وسنن التي صحت عن المختار من عدنان واخدع رداء الجهل واطرح لبس التعصب قبح الثوبان واطلب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان واصبع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان واحذر شرور النفس ان جاهدتهم سئل تطغى فللخذلان والله ناصر دينه فتيقن بوعده فالصدق للرحمن تمت وصية صالح ولنفسه والصابها المنان تم بحمد الله. ختم المصنف وفقه الله بفصل جامعي يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي وهو بيان ما تكون به نجاة العبد. فذكر ان نجاة العبد في هذا الامر اي في حال الدنيا هي بالاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن. فهؤلاء الخمس امان العبد من الفتن. فهؤلاء الخمس امان من الفتن بدلائل الكتاب والسنة. فيستقيم العبد على امر الله كما قال الله تعالى فاستقم كما امرت. ويرد الامر الى اهله كما قال تعالى ولو ردوه الى الرسول واذا اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ويعتصموا بالكتاب والسنة كما قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. في ايات اخرى ويصحب من يوثق بدينه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله. رواه ابو داوود الترمذي واسناده حسن. وايضا يلزم جماعة المسلمين فان لزوم جماعة المسلمين من اعظم ما يحصل الانسان به الامان كما تقدم في حديث وفيه انه قال له صلى الله عليه وسلم تلزم جماعة المسلمين وامامهم. يعني اذا حصل بين الناس فتن يؤمر العبد بهذا ثم ذكر ان من الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة. فالفتن اذا تكاثرت فالعبد مأمور بان فر منها وفي حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك ان يكون خير مال العبد المسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القبر يفر بدينه من وبوب عليه البخاري باب من الايمان الفرار في الدين من الفتن فمن ايمان العبد الا لا يورث قلبه على الفتن ولا تضره نفسه وانما يحبس نفسه عن الفتن ولا يدخل في شيء منها. وكذلك اكثروا من العبادة لان العبادة هي الحبل الذي يصل العبد بربه. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الارض كهجرة الي يعني عبادة اذا حصل الهرج والمرج واصل الهرج الاختلاط والاضطراب اعظمه وقوع القتل فان من اقبل على العبادة يكون بمنزلة المهاجر لان الذي هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم ترك دياره الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي يعتزل الفتن ويقبل على العبادة يهجر ما عليه الناس من استنشاق الكلام دمعه وبثه في الفتن فان هذه الحال تقطع قلوبهم عن الله. قال عبدالله بن عوف ذكر الله دواء وذكر الناس داء. وقال مكحول ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. ومن جملة ذكر الناس ما يقع في الفتن من جمعها وذكر ما قال فلان وقال فلان وما بث في المكان الفلاني. سواء في الفتن الخاصة او الفتن العامة فالعارفون بدين الله لا يولون الفتن شيئا وان قام الناس وقعدوا. فهم يقبلون على ما يلزمهم من عبادة الله سبحانه تعالى. واذا وجدوا نائبا من نواب ابليس يقوم مقامه في تبليغهم الفتن منعوه وكبحوه. وفي اخبار شيخ شيوخنا محمد بن الشيخ رحمه الله ان رجلا جاء اليه فسلم عليه ثم قال اما بلغك ان فلانا يتكلم فيك ويقول فمنعه وقطعه وقال الم يجد ابليس نائبا له الا انت؟ ثم زجر واما اليوم فيأتي احدنا احد يقول له ان فلانا يتكلم فيه فيقول ماذا يقول؟ فيقول كذا وكذا ثم يقول وماذا يقول ايضا؟ ثم يستمر المجلس قال وقيل لكن العارف بالله اية همة قال الناس لان الناس مساكين لا يملكون شيئا وانما يخاف ربه سبحانه وتعالى فالخوف من سؤال الرحمن اعظم من كلام الانسان وسوء السلطان. فالعارف بالله يقبل على ما يلزم. من عبادة الله سبحانه وتعالى. وما احد اشير اليه في الدين والعلم الا وكان في مبدأ امره من يتكلم فيه. هذا الشيخ ابن باز هذا الشيخ ابن عثيمين هذا الشيخ ابن فوزان. قد ادركنا اناس من اهل العلم كانوا يتكلمون فيه من اهل العلم يتكلمون فيه وجاب اولئك تلميع فلا يعرفهم الا خواص اهل العلم. واما هؤلاء فنشر الله وهذا عبدالرحمن بن حسن الذي له الشهرة اليوم قد كتب فيه من كتب وحذر الامام تركي ثم ابن فيصل منه انه ينبغي له ان يبعده وانه وانه وانه وانه ثم بقي عبد الرحمن ابن حسن ذكرا وعلما وذاب ذلك كالملح. فمن ظن انه يسلم من الناس فهو مجنون كما قال ابن مسعود رضي الله عنه. فالعاقل يعرف ان الذي يجب عليه هو الاقبال على ربه لا ان يقطع بالخمر. قال ابن القيم رحمه الله ان العبد اذا التفت الى قطاع الطريق قطعوه. اذا التفت الى قطاع الطريق قطعوه وانت ما بالناس تريد ما عند الله فاقبل على الله سبحانه وتعالى. فالامر امر الله والدين دين الله والحكم حكم الله والملك لله وان كان للناس في الدنيا شيء ففي الاخرة ليس لهم شيء في الاخرة ما لهم شيء. الحكم لله. هو الذي يرفع وهو الذي يغفل. وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع. سبحانه وتعالى. فيجب على العبد ان يقبل على ربه سبحانه وتعالى ولا يشغل باحد من الخلق. ومن جملته ما ذكره هنا من الاكثار من العبادة في زمن الفتن ثم ذكر المصنف ان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين. فحال السوء التي تعرض مسلمين في بلدانهم وازمانهم مما يدفعها عنهم قيامهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ففي الصحيحين من حديث النعمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ثم ذكر حال ان الناس في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه انه قال فان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا وان تركوهم يعني بلا امر ولا نهي هلكوا وهلكوا جميعا. وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزالوا عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى قيام الساعة. فالجهاد شعيرة من شعائر الله ودين من دين الله سبحانه وتعالى وبه عز المسلمين. فهو باق بعز عزيز ام بذل ذليل احد ان هذه الشعائر الدينية تزول وتخفى وتذهب فان دين الله لا يخفى. لكن الشأن في صدق العبد في ارادته فمن الناس من يسمي قتاله جهادا وهو يقاتل لاجل الدنيا او لاجل الرئاسة او لاجل المال او ذلك من مقاصد النفوس وان البسها لباس الاسلام فلا عبرة في الشعارات. العبرة بالحقائق بان يكون الجهاد لله. ولذلك قال الاحنف ابن قيس لما وقع ما وقع يعني من الامر الذي صار في الصدر الاول من الخلاف اخذت سيفي فخرجت فلقيت ابا بكرة فقال الى اين؟ فقلت انصر هذا الرجل فقال اما اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. فنفعني الله بهذه الكلمة ورجعت تيقن انه كان هناك من يؤز الاحنف للدخول في القتال. لكن اخرجه الله عز وجل بنصف الناصح. وان ذاك الذي ازه كان يقول له الجهاد في سبيل الله ونصوة المظلومين ورفع الظلم عن من اخذت حقوقه. ولكن هدي الاحنف الى ان تيسر له ابو بكرة فنصحه بما نصحه. ولا يستغرب الانسان هذا وجد في الزمن الفاضل فكيف في الزمن الخامل؟ وفي اخبار حذيفة بن اليمان وابي مسعود الانصاري رضي الله عنهما انه لما نزع اهل الكوفة اميرهم وطردوه. نزعوه وطردوه فكان ابو مسعود حذيفة في المسجد. فجاء اليهما رجل فقال يا اخوان التاريخ يعيد نفسه. انتما وقد اخرج الناس اميرهم جالسين هنا يا مشايخ في المساجد وتعلمون وتدرسون والناس اخرجوا اميرهم فسكت شف سبحان الله العالم الراسخ سكت هذا جاهل جاهل جا يفتح باب شر والناس قد انتهوا من الامر ما عاد تنفع الكلمة والامين فسكت فلما طال سكوتهما قال والله انا لعلى السنة قال حنا اللي على السنة حنا على الحق ما هو بذا المشايخ ما هو باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. شف الجراءة يقول هل نراها الحين؟ نرى من الناس من يتهم العلماء بهذا بل يأتي الى المساجد ويقول العلماء هذا في وجوههم من سوء الادب وقلة الديان قال لهما والله انا لعلى السنة. فقال حذيفة والله لا تكونون على السنة حتى تنصح رعية ويرفق الراعي. هذه السنة ان الرعية ينصحون والحاكم يرفض. هذه هي السنة. اما ما عدا ذلك يسمونها السنة يسمونها الدين وتسمونها هذا ليس بدين. ولذلك تأتي الفتن رأينا فتن عظيمة. ويأتي اناس الى المشايخ وتسمع كلام ثم لا يذونهم شيء ولا يتكلمون. لان ما يقع من الناس من حرارة في قلوبهم وضيق في صدورهم بامر لا يحتاج المراجعة والمرادة لكن تبقى على الحق. الحق الذي تعتقده تبقى عليه. وهذا الحق الذي عرفته من دين الله. ليس متعلق بزمان ولا الان اينما كنت دينك دينك وامرك امرك. في اي زمان وفي اي مكان فدين الله واحد. لا يوجد في دين الله سبحانه وتعالى دين هو دين واحد لكن الشأن ان تعرف دين الله سبحانه وتعالى. ولذلك صرنا اليوم بين من يغمس الجهاد حقه ويريد نزعه من ديوان الاسلام وبين منفلت يقدم على شيء يسميه الجهاد والجهاد منه براء. ثم قال وفي احياء العلم ثبات الدين والدنيا فمتى بقي العلم في الناس بقي فيهم دينهم وحفظت دنياهم واذا زال العلم زال الدين والدنيا قال ابن شهاب كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. يعني احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله لذلك من اعظم مقومات حفظ التنمية في البلاد الحفظ على العلم الشرعي ان يبقى العلم الشرعي في البلاد. فثباته للدين والدنيا معه. واذا ذهبت العلوم الشرعية سيذهب الدين وستذهب الدنيا. هذا حكم الله الذي لا يتخلف. فاذا وقر هذا في طالب العلم رأى ان رباطه في حلق العلم تعلما وتعليما من القرى التي يتقرب بها الى الله لحفظ دين المسلمين ثم ختم المصنف بقوله وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة اي احسن حال يختم بها للعبد عند موته ان يمده الله على الاسلام والسنة اماته الله واياكم على الاسلام والسنة. ثم ختم المصنف باليات ينصح وفيها يقول يا ايها الركب نيمم سيره لله دونك نجدة المعوال. سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع احذر قاعدة الشيطان يعني احذر ما يرصده الشيطان من اجتناب الخلق هنا او هنا. قال واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المختار بن عدنان واخلع رداء الجهل واطرح سنوهم يعني اخوه واطرح سنه لبس التعصب قبح الثوبان مطلوب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان ان سبيل الاسلام هو احسان العبد واصدع بامر الله في احكامه. واصبر وجاهد عصبة الطغيان واحذر شرور نفسي ان جاهدتهم فالنفس ان تطغى فالخذلان يعني ان العبد اذا قام في نصرة الحق ينبغي ان يتخوف على الوقوع في الطغيان فمن الناس من يقوم في نصرة الحق فيقع في الطغيان فيظلم هذا ويعتدي على هذا ويبهج هذا فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بالخجلان. فنصرة الحق تكون بالحق والقيام بامر الله يكون بما امر الله سبحانه تعالى ثم قال والله ناصر دينه فتيقن من وعده فالصدق للرحمن اي ان الله لا اصدق منه كما قالوا من اصدق من الله وقال ومن اصدق من الله قيلا. فالله قد تكفل بالقصة دين. فهذا يقين عند الموقنين. تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا لمحابه ومراضيه. اكتبوا طبقة السماع سمع لي جميعا بصيرة الداعي الى خير المساعي صاحب بقراءة غيره. والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا فلان بن فلان بن فلان يكتب اسمه تاما فتم له ذلك بمجلس واحد الميعاد المثبت في محل نسخة واجزت له روايته عني جلسة قاصد معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح من ذلك كتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الجمعة الثانية عشر من شهر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف مسجد العقيد بمدينة الطائف وبهذا نكون قد فرظنا من هذه الدروس التي امتدت هذه الايام نسأل الله ان ينفعنا واياكم بما قلنا ويجعله حجة لنا ولكم ولا يجعله حجة علينا وعليكم. وان شاء الله تعالى غدا في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء. درسان في كتابين في برنامج الدرس الواحد في الحرمين الشريفين احدهما اصول السنة للحميدي بعد المغرب ولاخر عمل اليوم والليلة لابن حجر بعد العشاء وسيتم تعليق على كل كتاب كاملة. وفق الله لما يحب وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين