السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلوم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله قوله صلى الله عليه ما بينت اصول العلوم وابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا شرط الكتاب السادس من برنامج اصول العلم في سنته الاولى ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. واربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب تفسير الفاتحة وقصار مفصل لمصنفه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقلتم حفظكم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ان يكون للعالمين نذيرا وصلى الله على اله ورسوله محمد المبعوث واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان معرفة معاني كلام الله والاشراف على مكنون هداه هي اولى ما عدنا به النظر وحركت نحوه الفكر. فبه تحصل النفوس راحتها. وتحوز القلوب طمأنينتها. قوله على مكنون هداه اي على الهدى المحفوظ فيه وهو ما تضمنه من البيان والارشاد وهداية القرآن نوعان احدهما هداية عامة للعالمين والاخر هداية خاصة للمؤمنين والفرق بينهما ان الهداية العامة لاقامة الحجة والهداية الخاصة لايضاح المحجة فالمؤمنون تؤول هدايتهم بالقرآن الى الانتفاع وسائر الخلق تؤول هدايتهم بالقرآن الى اضمحلال حججهم والانقطاع الاوان قصارى مفصله اللطيف من الضحى الى اخر المصحف الشريف. محل عناية جمهور المسلمين حفظا سياقنا ولكل فضائل مخصوصة ومقاصد منصوصة فهي حقيقة بالتفهم ودبيرة بالتعلم. وهذا تفسير مختصر للسور المنثورة يقرأ تناوله ويسأل تأمله قيدته راجع من فاته التامة وملتمسا بركته تامة مستفتحا بتفسير الفاكهة لما لها من مقام عظيم ومنزل كريم. والله اسأل والسلامة من الزلل سوء القول والعمل قوله فهي حقيقة بالتفهم وجديرة بالتعلم تقدم ان خطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الطلبي المتضمن فعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال والاخر الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للتصديق اثباتا ونفيا ومرد معرفة هذين النوعين من القرآن الى مقدارين منه احدهما قصار مفصل والاخر سورة البقرة فان جل ما في خصال مفصل ما يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري وجل ما في سورة البقرة ما يتعلق بالخطاب الشرعي الطلبي فاذا احاط المتلقي بتفسير هذين الطرفين من القرآن يكون محيطا بجوامع التفسير مستمسكا منه باصل وثيق واخذ تفسير القرآن وتلقيه لا يزال الناس يخبطون فيه خبط عشوائي ويرسلون فيه الكلام على انحاء لا يؤول الامر باخرها الى اصابة حظ منه. لكن من جوامع القول ان تعتني بمعرفة تفسير قصار مفصل اولا ثم تتمم اخذ المفصل ثانيا ثم ترجع الى اخذ تفسير البقرة فان من احاط بهذه مواقع من القرآن يقف على كثير من معاني القرآن. ولا يحتاج الى دراسة كثير من بقية سور القرآن لان هذين المقدارين بمنزلة مفتاح تفسير القرآن الكريم. وكان اخذ التفسير في البلاد الهندية في جنوبها وهي بلاد كيرلا يعتنى فيها اولا بتفسير جزء عم ثم يعتنى ثانيا سورة البقرة وربما انتهى جل اخر التفسير عند كثير منهم الى هذين المقدارين. فيستعينون بما اخذوا معرفة تفسير باقي القرآن الكريم. وهذا مسلك حسن في تلقي تفسير القرآن الكريم. نعم تفسير سورة الفاتحة عن ابي سعيد قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال الم يقل الله استجيبوا لله ولرسوله اذا دعاكم ثم قال لا اعلمك اعظم سورة في القرآن ولن تخرج من مسجدك فاخذ بيده فلما اردنا ان نأخذ قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم سورة من القرآن قال الحمد لله رب العالمين تيسروا المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته. رواه البخاري ونذر لك رضي الله عنه قال فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبده واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى عليه واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فقال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لابني ولاخي ما سأل. رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاول هي السبع المثاني يعني الفاتحة انها تسمى بالسبع آآ وذلك لامرين احدهما يتعلق بالالفاظ والمباني فان اياتها فان اياتها يتبع بعضها بعضا ويتلى بعضها بعد بعض متعاقبا. والاخر يتعلق بالمقاصد والمعاني لاقتران جملة من المعاني المتناسبة فيها في الخبر بالانشاء في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين خبرا. وقوله اهدنا الصراط المستقيم مستقيم ان شاء واقتران صفات الجلال بصفات الجمال. كقوله في الاول ما لك يوم الدين فانها اشارة الى صفات الجلال. وقوله في الثاني الرحمن الرحيم. فان اشارة الى صفات الجمال فلوقوع الاقتران بين المقاصد والمعاني مع ما قارنه مما سبق ذكره في الالفاظ والمباني سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني فقوله في الحديث الاول ايضا والقرآن العظيم جملة لها معنيان احدهما انها وصف للفاتحة ايضا فتقدير الكلام وهي المقروء العظيم ويدل على ذلك كون الفاتحة اعظم سورة في القرآن الكريم والاخر ان يكون العطف فيها من عطف العام على الخاص فيقول انشاء لجملة جديدة يراد بها القرآن كله وقوله في الحديث الثاني هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل اشارة الى عهد وقوله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل اشارة الى وعد والعهد والوعد المذكوران في سورة الفاتحة هما المشار اليهما في حديث شداد المعروف بحديث سيد الاستغفار في قول العبد وانا على عهدك ووعدك ما استطعت فان العهد والوعد المذكوران في حديث شداد يراد بهما عهدا ووعدا يتكرران مع الانسان وليس شيء من العهد والوعد يقع متكررا مع الانسان في يومه وليله كمنزلة التكرر قراءته سورة الفاتحة. وهذا من غوامض المعاني في بيان الحديث فان المتكلمين في الحديث ذكروا ومعاني بعيدة للعهد والوعد والمناسب ما جاء في حديث ابي هريرة هذا من ان الفاتحة متظمنة للعهد والوعد المذكوران المذكورين في حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه. نعم رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. بسم الله اقرأ قرآنا فمقصود باسم في فاتحة القراءة وبسم الله الرحمن الرحيم اقرأ والاسم الاحسن الله عالم على ربنا عز وجل ومعناه المالوم المستحق لاخراجه من عباده والرحمن الرحيم. اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته والاخر دال عليها حالة تعلقها بالخلق باصولها اليهم. واول هذه السورة الحمد لله رب العالمين الحمد هو الاخبار والمحاسن المحمود مع حبه وتعظيمه ورب العالمين اسم اضافي فالرب في كلام العرب المالك والسيد يصلح لي الشيء والعالمين جمع عالم وهو اسم للافراج المتجانسة بالمخلوقات فكل جنس منها يطلق عليه عالم قال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة وربيته عز وجل لم تنج ظلما بل مضمونها العناية بالقبط ورحمتهم ولهذا وصف نفسه بقوله الرحمان الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصي رحمته اليهم قوله رحمه الله لملابسة جميع اجزاء الفعل لاسمائه تعالى المراد بالملابسة المصاحبة ووقوع الفعل نعم وقوله وهو متعلق بمحذوف الى اخره اي ان الجار والمجرور في قوله بسم الله بمحذوف يبين معناه. اذ لا يتحقق المعنى المراد من الجار والمجور الا بذكر متعلقه وقوله وتقديره فعلا خاصا مؤخرا اولى اي اولى في التقديم. وفي ذلك كلام بان التقدير في هذا المحل تعدد القول فيه. واصحه تقديره فعلا خاصا مؤخرا فهو موصوف بثلاث صفات احدها ان يكون فعلا ولا يكون اسما لان المناسب للعمل ذكر الفعل للاسم. والاخر ان يكون خاصا. اي مبينا موضحا بحسب المحل ولا يكون فعلا عاما مرسلا والثالث ان يكون مؤخرا لا مقدما ليناسب تقديم اسم الله سبحانه وتعالى على غيره والمناسب في هذا المحل ان يقدر الكلام بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ قول القائل عند استفتاح قراءته سورة ما او غيرها بسم الله الرحمن الرحيم لا غرو ان الفعل الذي يريده هو فعل القراءة. فيقدر حينئذ فعلا هو اقرأ ويكون ذلك الفعل خاصا لانه ليس عاما فلا يقدر بقول القائل بسم الله الرحمن الرحيم ابتدأ وانما يقدر باقرأ لانه المناسب للمحل ثم يكون مؤخرا مراعاة لتقديم الله سبحانه وتعالى على غيره. وقوله والاسم الاحسن والاسم الاحسن. الله مأخوذ من خذل الله عز وجل عن اسمائه فان الله قال ولله الاسماء الحسنى. فيخبر عنها جميعا بانها حسنى. ويخبر عن الواحد منها بانه احسن. لان حسن فعلى من الحسن وهي هي مؤنثة ومذكرها احسن. فاذا اريد الخبر عن جميع اسماء الله تعالى قيل اسماء الله الحسنى. واذا اريد الخبر عن واحد منها قيل الاسم الاحسن. فمثلا يقال في اعراب جملة. قال الله الحق الله الاسم الاحسن. فاعل مرفوع. وما درج عليه المتأخرون من قولهم لفظ الجلالة فلا يخلو من اعتراضات اقلها عدول خبر الشريعة عنه فان الله عز وجل لم يخبر عن اسمه بذلك ولا اخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. فالموافق للخطاب الشرعي عند ارادة الخبر عن اسم من اسماء الله ان يقال الاسم الاحسن كذا وكذا. وقول والعالمين جمع عالم وهو اسم لجميع الخلق من مبدأهم الى منتهاهم وكل جنس منها يطلق عليه عالم عدول عن القول المشهور ان العالمين اسم لما سوى الله. لان هذه الجملة المشهورة اجنبية عن اللسان العرب. فان العرب لم تضع العالمين للدلالة على ما سوى الله. وان ما وضعت في لسان العرب للدلالة على المخلوقات المتجانسة. فالمخلوقات المتجانسة تسمى عالما كعالم الجن وعالم الانس وعالم الملائكة. وليست كل مخلوقات الله عز وجل متجانسة بل منها افراد لا نظير لها. كعرش ربنا سبحانه وتعالى او كرسيه او الجنة او النار بحسب حالهما التي خلقها الله التي خلقهم الله سبحانه وتعالى عليها. فلا يكون قولهم العالمين اسم لما سوى الله مستنبطا من الوضع اللغوي وانما هو دخيل من طرائق الفلاسفة والمنطقيين فان من مشهور مقدمات المنطقيين والفلاسفة ونتائجهم قولهم الله والعالم حادث فكل ما سوى الله عالم فهي نتيجة منطقية لمقدمتين مشهورتين ثم درجة هذه النتيجة الى كلام المتكلمين في العلم حتى ظنوها معنى في الوضع العربي اشار الى ذلك بايجاز فالعلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى في والتنوير وقوله وفقه الله فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصوا رحمته اليهم مبني على المحقق في الفرق بينهما. فان كل اسم من الله سبحانه وتعالى يتضمن معنى ليس في غيره. ويقتضي ذلك الكمال الرباني. فان انه لو ظن ترادفها باعتبار المعاني لم يكن في كل اسم ما يزيده على غيره. ولو رجع الى اصل واعي كالرحمن والرحيم فانهما يرجعان الى صفة الرحمة. ومع ذلك فان المقطوع به شرعا ووضع نبويا ان بينهما فرق. والفرق بينهما كما تقدم ان الرحمن اسم لله باعتبار تعلق صفة الرحمة به سبحانه وان الرحيم اسم لله باعتبار تعلق صفة الرحمة بالمخلوقين الذين وقعت عليهم ورحمة الله عز وجل فلما اختلف المتعلق تعدد الاسم فانه لما كان منظورا بسم الرحمن الى تعلق صفة الرحمة بالله سمي رحمان. ولما كان المنظور اليه باسم الرحيم وقوع اثره تلك الصفة على الخلق سمي سبحانه وتعالى رحيما. ولا يختص هذا القول الذي ذكرناه بهما بل كما ذكرت لكم غير مرة ان انفع العلم معرفة اصول الاستدلال ووجوه الذهب فالقول في الرحمن والرحيم نظيره القول في العلي والاعلى. والكريم والاكرم فانها في مجرى واحد وسبق ان ذكرت لكم بيتين في الفرق بين الرحمن والرحيم. وهما ابو عبد الرحمن ورحمة لله مهما علقت بذاته بذاته فالاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم تسمه الرحيل فاز من سلم فان هذين البيتين تضبط بهما الفرق بين الرحمن والرحيم. وقد اشار الى المذكور العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد. نعم ثم اكد ربويته بقول ايمانه يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهو يوم القيامة وخاصة لانه يظهر فيه الخلق كمال ممكن لا اهتمام الظهور. من خطايا لا في الخلائق والا فهو مالك يوم الدين وغيره من الايام ونياتنا ومن واياك نستعين. اين خصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا والخضوع والمأمور به فيها خطاب الشرع واستعانة به هي طلب العبد في الوصول الى المقصود. ثم قال اهدنا الصراط اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الاسلام. قوله ثم قال تعالى اهدنا اي لنا وارشدنا الى الصراط المستقيم وثبتنا عليه حتى نلقاه. اعلام بان الهداية المطلوبة المتعلقة بالصراط المستقيم نوعان. احدهما بداية دلالة ووصول اليه. بداية دلالة ووصول اليه والاخر هداية تمسك به وثبات عليه بداية تمسك به وثبات عليه فالعبد محتاج الى دوام سؤال الله عز وجل هذين الهدايتين هاتين الهدايتين فان المرء اذا هدي الى الاسلام بجمالا فانه يحتاج الى هداية في تفاصيل الصراط المستقيم. ولا تخلو احوال بحركاته وسكناته من واردات متجددة يستقر فيها الى استجداء الله عز وجل وسؤاله ان يهديه الى الصراط المستقيم. فما يقع من تكرار الدعاء بالهداية الى الصراط المستقيم. ليس سؤالا لامر اليه وفرغ منه بل الذي وصل اليه هو الهداية الاجمالية لكون العبد من اهل الاسلام. واما تفاصيل تلك الهداية فان العبد يحتاج في كل امره صغيره وكبيره ان يسأل الله سبحانه وتعالى الهداية وشهود هذا المقام يعظم في العبد حاجته الى هداية الله سبحانه وتعالى. ويلحظ بعينيه صدق قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فان الفقر اعظم هو فقرك الى الهداية في احوالك كلها. وانا اضرب لك مثلا يقرب هذا المعنى لك. فانك جملة تفاصيل سلوكك الصراط المستقيم تحرق على العلم. وثبت به ان تناله بحضور مثل هذا المجلس تجد من الخلق من يشد على يدك ويحرضك على على الجلوس فيه والحرص عليه وستجد من الخلق ايضا من يبعدك منه ويشغلك بغيره عنه. واذا لم يكن لك مشهد مع ربك سبحانه وتعالى في سؤال الهداية في هذا الدرس ونظائره فانك شديد العوز الى تلك الهداية وغياب هذا المعنى مما يضعف سير القلب الى الله سبحانه وتعالى. فلا يكون العبد مشاهدا افتقاره العظيم الى هداية الله سبحانه وتعالى. وفوق هذا من سؤالك هداية الله عز وجل لك في تفاصيل الصراط المستقيم انك مفتخر اعظم الافتقار الى سؤال الله عز وجل ان يثبتك عليه. فان الوصول الى الصراط شأن عظيم واعظم منه ان يثبتك الله سبحانه وتعالى عليه. فان القلوب بين اصبعين من اصابع الله سبحانه وتعالى يقلبها كيفما يشاء. واذا امتن الله عز وجل بجلوسك الان في مجلس علم. وحرم اخرون مشغولون بملاهي الدنيا وغير ذلك فانك ينبغي ان تشهد نعمة الله عز وجل عليك في تثبيتك على هذا الخير وتخاف ان يسلب منك هذا الخير وان تحرم منه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن ذكر ابن شاهين ان رجلا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال يا رسول الله ادع الله لي ان اموت الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم والسنة والسنة والسنة وعقد اصابعه ثلاثا في هذا المنام اشارة الى ما يحتاجه العبد من سؤال الله عز وجل ان يثبته على الاسلام الصحيح. وان يبقيه عليه حتى يختم له بذلك فان الثبات في الناس عزيز. وكم من انسان يدعي دعوة ويستكن لها ويلبس لبوسها فما هي الا رويقات يسيرة حتى ينخلع مما كان عليه. وفي حاضر اليوم شواهد صدق على مثل هذا. فينبغي ان يخاف العبد من ان يركن الى الذين ظلموا او ان يتلهى بشيء من حطام الدنيا في صرف قلبه عن المراد الاعظم والانس اكبر بالله سبحانه وتعالى لما عرض له من هذه المواردات ولا ينجيه من ذلك الا ان يمتن الله سبحانه وتعالى عليه بالثبات ولذلك كان من اكثر دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك فينبغي ان العبد في سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية الى الصراط المستقيم. اولا والثبات عليه ثانيا نسأله سبحانه وتعالى ان الصراط المستقيم وان يثبتنا عليه. نعم صراط الذين انعمت عليهم غير امنوا بي وهم يهودا ومن عدل عن الصراط المستقيما ومن عدا عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه شبه منهم ولا ولا الضالين الذين تركوا الحق عن جهل فلم يعتدوا وظنوا عن الطريق وهم النصارى ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة من جاهل ففيه شبه منهم تفسير سورة الضحى عن جن بن سفيان رضي الله عنه قال شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين او ثلاثا فجاءت فقالت يا محمد اني لا ارد ان يكون شيطانك قد ترك فلم اره قربك منذ ليلتين او ثلاثة فانزل الله عز وجل والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما خلى. متفق عليه. بسم الله قوله فلم يقم ليلتين او ثلاثة اي لم يصب حظه من قيام الليل. فانقطع صلى الله عليه وسلم عن دأبه وعادته للصلاة ليلا ليلتين او ثلاثة. نعم قال ضاما فهدى اما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدث. اقسم الله تعالى بالضحى وهو اسم ضوء الشمس اذا اشرق وارتفع. والمراد به هنا النهار كله تصرف لهم الضحى بالقرآن على نوعين احدهما ان يقع بمعنى النهار كله وهذا هو المراد اذا ذكر في مقابل الليل كقوله تعالى واغطس ليلها واخرج ضحاها فان النهار هنا فان الضحى هنا النهار كله. والاخر ان يكون معنى اول النهار وذلك اذا لم يقابل بذكر الليل كقوله سبحانه وتعالى كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها واذا تقرر هذا فان الواقع في سورة الضحى ارادة النهار كله لانه قالت الاية الثانية ايش؟ والليل اذا سجى فوقع الضحى مقابلا لليل فيكون معناه النهار كله. نعم. وبالليل اذا سكن بالخلق وثبت ظلامه على اقتنائه برسوله صلى الله عليه وسلم فقال جواب للقسم وما خلى اي ما تركك ربك وما ابغضك بابطاء الوحي وتأخره عنه. وهذا له من ربه في الدنيا ثم بشره بما له في الاخرة فقال وللاخرة خير لك من الاولى. عداء الاخرة خير لك من دار الدنيا ولسوف يعطيك ربك فسوف يعطيك ربك من مظاهر الانعام ومقامات الاكرام في الاخرة والى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منبيين. اما المنفيان فالاول منهما في قوله ما ودعك ربك اي ما تركك والاخر في قوله وما قال اي وما ابغضك واما المثتان فالاول في قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى والثاني في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى واضح طيب خير كلمة خير من اي ابواب النحو من افعل افعل التفضيل يعني للدلالة على التفضيل. اذا قلت فلان خير من فلان يعني ايش افضل من فلان فيصير الكلام فلان اخير من فلان. هذا تقدير فلان اخير من فلان. طيب لماذا حدث الهمزة ليش طيب يسهل بكثرة دورانها واستعمالها بكثرة دورانها واستعمالها قال ابن مالك في الكافية وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشر. وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم منه واشرت وعلى هذا قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى. يكون تقدير الكلام وللاخرة اخير لك من الاولى يعني اكثر فضلا من الاولى نعم ثم شر يدك يوم فقال الم يجدك الشتاء استفهام تقرير اي وجدك يتيما لا ام لك ولا اب ان مات ابوه وحمل وماتت امه صغير لا يقدر على القيام من مصالح نفسه. فاوى بان ضمك الى من يتفلك. وجعل لك فكفله جده وادس عبد المطلب. ثم لما مات دفله عمه ابا طالب. حتى ايده بنصره وبالمؤمنين قوله فكفله جده عبد المطلب ثم لما مات كفله عمه ابا طالب اتي بهذا الفعل مضعفا كفله دون كفله. لان في التضعيف اشهاد للامتنان الواقع فان الله على الرسول صلى الله عليه وسلم فان كفالة عبدالمطلب وابي طالب صلى الله عليه وسلم انما وقعت بتوفيق الله عز وجل وانعامه واكرامه للنبي صلى الله عليه وسلم فلاظهار هذه النعمة وانها من الله وحده قال المصنف فكفله جده عبدالمطلب ونظير هذا في القرآن بسورة مريم ها يوسف ايش وكفلها زكريا يعني المنة لمن؟ لسورة ال عمران. المنة لمن؟ لله سبحانه وتعالى وليست لزكريا فالله هو الذي عطف قلب زكريا كفل مريم واضح طيب في قراءة بالتخفيف فكفلها زكريا من كيف الجمع بينهما ان التخفيف لارادة نسبة الفعل الى زكريا. والتشديد للاعلام بان اصل فعل زكريا انما انا باعثه منة الله سبحانه وتعالى. والجمع بين القراءتين في ابراز المعاني كالجمع بين الايتين سرقتين في القرآن في تصديق معنى هذه بتلك. فمثلا قوله تعالى مالك يوم الدين فسر في اخر سورة الانفطار في قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس ذي نفس شيئا والامر يومئذ لله فكما يفسر القرآن باية منه في موضع اخر فان من اعظم موارد التفسير القراءات الواردة في الكلمة نفسها في اية وهذا من وجوه تعظيم علم القراءات فان علم القراءات معظم لما يورثه من اكتمال فهم معاني القرآن الكريم وادراك في حقائق الشرع وهذا يغيب كثيرا عن مدارك الاخذين علم القراءات فان منتهى وكدهم ملاحظة الصوتيات الواقعة فيها دون تطلع الى ما في تلك القراءات المتنوعة من المعاني وهذا عظيم النفع في باب الاعتقاد وباب الاحكام بل باب الاداب فانه يوجد في قراءة القرآنية ما يشير الى الاداب في قوله تعالى وقولوا للناس حسنا ففي قراءة سبعية اخرى وقولوا للناس حسنا فينبغي ان يعتني طالب العلم باحرف القراءات في اقل الاحوال. فلا ينبغي ان يكون جاهلا به. وهو امر يسير يمكن ان يدركه طالب العلم بتكرار النظر في مصحف قد وضع على حاشيته القراءات الواردة في احرف القرآن فان ذلك يطلعه على كثير من المعاني التي ينتفع بها في ابواب العلم. نعم وجدك ضالا لا تدري من الايمان فهدى فدلك وارشدك وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلم كما لم تكن تعلم وهذه الاية ووجدك ضالا فهدى مما ارسل جماعة فيها الكلام ارسالا بلغ القول فيها ما لا يحمد من التعرض لجناب النبي صلى الله عليه وسلم. والاكتفاء بالوالد في القرآن مغر عن غيره فان هذه الاية فسرتها ايتان في القرآن. فالجملة الاولى ووجدك ضالا فسرها قول الله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. اي غافلا عما ارادوا بك من الرسالة والنبوة. وقوله في تتمتها فهدى فسرها قول الله تعالى وانزل عليك وانزل الله وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما. فاعظم هداية اصابها النبي صلى الله عليه وسلم في هدايته الى مقام النبوة والرسالة. ومن اعظم مسالك التفسير الاكتفاء بالقرآن الكريم فيه تفسير بعضه بعضا. ومن كلام ابي عبد الله احمد ابن حنبل قوله رحمه الله الحديث يفسر بعضه بعضا لقوله ذلك يقال في القرآن ان القرآن يفسر بعضه بعضا وهو اهم الموارد التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم في فهم القرآن الكريم وهو منهل در لا منتهى له بحسب ما يفتح الله عز وجل للعبد من الفهم في كلام الله سبحانه وتعالى. نعم ان يقنعك به ومن اواك وهداك قوله فاغنى بما ساق اليك من الرزق وقنعك به فيه بيان ان التام مركب من شيئين فيه بيان ان الغنى التام مركب من شيئين. احدهما رزق يحصل به العبد مصالحه رزق يحصل به العبد مصالحه. والاخر قناعة تقطع عن قلبه الطمع فيما سواه قناعة تقطع عن قلبه الطمع فيما سواه. فاذا العبد رزقا تتحقق به مصالحه. ثم قارنه قناعته بما فتح الله عز وجل له من الرزق حاز الغنى التام. وان فاتته القناعة فانه مهما بلغ مقدار ما يرصده من رزق الله لم يره شيئا. وهذا المعنى هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح الغنى غنى النفس. اي ان الغنى عن الحقيقة هو قناعة العبد. بما يوصله الله سبحانه وتعالى اليه من الرزق. وتشتد حاجة الخلق الى تنمية القناعة في وفيه وتذكيرهم بذلك في زمن المال اليوم. فان اعناق الناس قد شرأبت الى الدنيا وعظم تعلق قلوبهم بها حتى صارت حديث الخاصة فضلا عن العامة. فتجد في صفوف المنتمين الى العلم من يكون وكده من الكلام في ذيله ونهاره قضوا ظلمان وانواعه واحوال التجارة حتى تصير هجراه وغالب حديثه. وهذا مذموم في حال العامي. فكيف بحال الى العلم. فينبغي ان يعمر العبد قلبه بالقناعة. وان يستغني بالله سبحانه وتعالى. والا يلهث الدنيا فان الدنيا لا منتهى لها. ومهما اوتي العبد منها فانه لا يزال طامعا في الزيادة منها. ومن لم قلبه بالقناعة فانه يشقى في حياته. واذا اتخذ طلب الدنيا سبيلا يركب به الدين فان ذلك شر مركوب يركبه الناس. وقد ال الامر الى ذلك عند كثير من المنتسبين الى العلم. فان غضبتهم انما هي للدنيا وحماستهم انما هي للدنيا وعنايتهم انما هي بالدنيا حتى صرف كثير منهم عن لانفسهم بما يقربهم الى الله سبحانه وتعالى. واعلموا ان هذا الامر يبدأ مع احدنا صغيرا حتى يكون كبيرا وان لم يكن العبد فطنا الى اصلاح قلبه ورياضة نفسه فيما يتعاطاه من امر المال فانه يفسده عظيما وليس جمع المال مما يذم. وانما الذي يذم ان يكون مستوليا على القلب. فتكون النفس تابعة له كما قال تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا اضاعوا الصلاة واتبعوا شهوات فسوف يلقون غيا فان هؤلاء لم يذموا على تناولهم الشهوات المباحة وانما ذموا على انهم اتبعوها اي جعلوها حاكمة لها. متملكة فيهم يأتمرون بامرها ينتهون بنهيها فاذا بلغت الشهوة هذه المرتبة صار من صارت منهيا عنها وصارت وبالا على العبد نعم ومن اواك وهداك وهناك فهكم مقابلة نعمته بالشكر. ومنه ما ذكر الله عز وجل في قوله اي لا تغلبهم مسيئا معاملته واما السائل عن دينه دنياه. فلا تنهر اي تزجر بل اقض حاجته او رده برفقه واما بهيمة ربك فحدث مخبرا عنها فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها وسبب في محبة القلوب لمن اسداها فان القلوب مجبولة على ان نحب محبة المحسن اليها تفسير سورة الشرق بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك ووضعناك وزرك الذي لك ذكرك فانما العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرعت فانصبه. يقول الله وتعالى ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم الم نشرح لك صدرك استفهام تقرير اي شرحنا صدرك للاسلام وهو عن شرح صدره الحسي الذي وقع مرتين اولاهما في صغره لما كان مسترضعا في بني سعد. والثانية ليلة توصي به في مكة بين يديه رواه مسلم. ووافقه البخاري في الثانية. المصنف في بيان هذه الاية ان الشرح الواقع للنبي صلى الله عليه وسلم في صدره نوعان الاول شرح جسماني شرح جسماني. اذ شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم مرتين اولاهما في صغره. لما كان مسترضعا في بني سعد والاخرى في كبره ليلة اسي به من مكة الى بيت المقدس اي ليلة الاسراء والمعراج. والثاني شرف روحاني اذ حشي قلبه صلى الله عليه وسلم بالمعارف الايمانية والكمالات الدينية لما احتوى عليه من كمال الادراك لحقائق الدين وموافقة احوال كمل خلق رب العالمين والشرح الجسماني توطئة للشرح الروحاني. فانه لما شرح صدره صلى الله عليه وسلم حسا حشي قلبه صلى الله عليه وسلم بالايمان ومعرفة الله عز وجل نعم ووضعنا يحطتنا انت وزرك وهو الذنب الذي انقض لاثقل ظهرك. ورفعنا لك ذكرك فعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء بما شاء الله من محاسن ذكره بين الناس وبما نزل من القرآن ثناء عليه وكرامة له من المحامد في اول نشأته ومن اعظم ذلك ان الله قرن ذكره بذكره في الشهادتين وله في قلوب امته من المحبة عباد الله تعالى ما ليس لاحد سواه. وقوله فان مع العسر فان مع العسر والرشدة يسرا اي سهولة. والفاء فيه نصيحة تفصح عن كلام مقدم يدل عليه التقرير هنا اي اذا ان انت هذا وتقرر فاعلم ان اليسر مصاحب للعسر فالعسر الذي العسر الذي عهدته وعلمته سيجعله الله يسرا. والتنكير للتعظيم وفي تكرارها بقوله فانما نوصي يسرا تأكيد لتحقيق اضطرار هذا الوعد وعمومه. ثم امر الله المذكور الذي وعد النبي صلى الله عليه وسلم بان يقارنه اليسر هو ما كان به صلى الله عليه وسلم من المشقة والبلاء والعنك في دعوة الخلق. فهو العسر المعبود في حقه صلى الله عليه وسلم فالقوله العسر يراد بها العهد والعسر المعهود المعروف في حقه صلى الله عليه وسلم هو ما لقيه من شدة وبلاء وعنت في دعوة الخلق الى الله سبحانه وتعالى وتنكير اليسر في الايتين تعظيم لما افاضه الله عز وجل عليه مما احتف به من عون الله وهدايته وتوفيقه. فان النكرة تقع في كلام العرب على مواقع منها التعظيم في هذه الاية فنكر اليسر اشارة الى تعظيمه. وما يذكره كثير من من ان اعادة العسر معرفا فيها اعلام بانه عسر واحد فالمذكور في الاية الثانية هو المذكور في الاية الاولى. وان تنكير اليسر في الايتين اعلام بتجددهما وان اليسر الثاني غير اليسر الاول. وهذا المعنى الذي ذكره كثير من المفسرين في نظر لان محل هذه القاعدة منفصل من الجمل وتعدد. اما ما تكرر في محل واحد فانه يكون لتوكيل المتقدم منهما. فليس في الاية الثانية اشارة الى اعسر جديد ويسر الى عسر متقدم ويسر جديد. بل الجملة الاية الثانية في معناها هي الاولى واعيدت تعظيما نبه الى هذا الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره وما يروى لن يغلب عسر يسرين لا يثبت فيه شيء مرفوع ولا موقوف. فالمعول على الوضع لغوي والوضع اللغوي في هذا المقام لا يزيد عن كون الاية الثانية توكيد للاية الاولى وليس فيها معنى متجدد. نعم ثم امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بشكره والقيام بواجب نعمه. فقال فاذا خرج فانصبت اي اذا فرغت من عملك عمل اخر لتمرء اوقاتك كلها بالاعمال الصالحة. والى ربك فارغب. فاعظم الرغبة اي في موالاتك مقبلا عليه قوله مقبلا عليه استفيد وصف الاقبال من تعدية الفعل فلما قال الله والى ربك فارغب اشرب فعل الرغبة معنى زائدا عن الطمع لما عند الله سبحانه وتعالى وهو الاقبال عليه. فان الصدق العبد في طمعه بما عند الله سبحانه وتعالى لا يتحقق الا باقباله عليه. واخراب الافعال المعاني هو مذهب البصريين وهو مذهب حسن في فهم القرآن الكريم فيتجدد بالفعل معنى لا يتبادر من وضعه اللغوي عرف ذلك بما عذي به فيستفاد منه معنى جديد ليس في معنى الفعل عند الانفراد كقوله تعالى يشرب بها عباد الله فان تقدير الكلام يشرب يشربها عباد الله لكن لما عدي بالباء كان في ذلك اشرابا للفعل واشباعا له بمعنى قال وهو حصول الارواء وهم يشربون منها حتى يرتوون. وينقطع عطشه وتحصل لهم بها كثيرة نعم. تفسير سورة التين بلادنا امين. لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ثم رددناه اسهل سافلين. الا الذين امنوا وعملوا فما يكذبك بالدين. اليس الله باحكم الحاكمين؟ اقسم الله بالشجرة المعروفتين والزيتون فقال والتين والزيتون وهي ارض الشام ثم اقسم بجبل سيناء قال وطور سنين وهو الجو الذي كلم الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام لغة في سيناء وهي بين مصر وبلاد فلسطين ثم اقسم اخرى فقال وهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة بامن الناس فيها والاشارة ولان نزول السورة واقع فيه. وهذه المواضع هي مواطن اكثر الانبياء. فهي ارض النبوات ومهبط الرسالات فقال والتين والزيتون مريدا منابتهما وهي ارض الشام. المرسل الى هذه الارادة قرنها بموضع بعين هما وطور سنين اي جبل سيناء والبلد الامين اي مكة المكرمة. فلما قرن الشجرتين بهذين الموضعين علم ان المراد من ذكرهما الاشارة الى الموطن الذي ينبتان ينبتان فيه عادة وهي بلاد الشام. فتكون السورة قد استفتحت بذكر مواضع ثلاثة هي بلاد الشام وبلاد مصر ومكة المكرمة وقوله فقال وهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة لامن الناس فيها والاشارة اليهم للتعظيم يعني بذكر اسم الاشارة وهذا البلد الامين. فان تقدير الكلام يمكن ان يكون والبلد الامين. لكن ذكر اسم الاشارة تنويها لمقام البلد الحرام واعظاما واجلالا له مع ما فيه من الاعلام بان السورة نازلة فيه وقوله وهذه المواضع هي مواطن اكثر الانبياء اي ان الله سبحانه وتعالى ترى بلاد الشام اولا بالاشارة الى التين والزيتون ثم ذكر سيناء ثم ذكر مكة المكرمة مشيرا الى اراض عظيمة وقعت فيها نبوة اكثر الانبياء. ولا تنحصر نبوة الانبياء فيها. لان من الانبياء من كان خارج هذه المواضع الثلاثة وهو هود اين بجهة حضرموت وايضا ابراهيم الخليل في جهة بابل في ابتداء نبوته عليه الصلاة والسلام وهي من بلاد العراق الصواب ان ان يقال هي بلاد اكثر النبوات. وليست بلاد النبوات لان النبوات لان النبوات لا تنحصر فيها وكذلك لا يقال هي ارض اولي العزم لماذا لان لان ابراهيم عليه الصلاة والسلام من اولي العزم وكان ابتداء دعوته في البلاد العراقية ثم كان اخر امره في بلاد الشام بمدينة الخليل المعروفة في فلسطين. هذا على قول الجمهور ان اولي العزم هم الخمسة المشهورون وهم نوح وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وليس على ذلك دليل صحيح صريح. والصواب ان اولي العزم من ان اولي العزم هم جميع الانبياء. فقوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل من ليست تبعيضية وانما بيانية فجميع رسل الله عز وجل كانت لهم عزيمة ماضية في ابلاغ ما امروا به بمعونة الله وتأييده لهم هذا قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم من التابعين واختاره علي ابن مهدين الطبري شيخ الثعلب نقله عنه في تفسيره الكشف والبيان. نعم. ثم ذكر جواب الخصم في قوله على توحيده ثم رددناه اسفل سافلين في نار جهنم ان كفر. قوله ثم رددناه اسفل سافلين. في نار جهنم الكفر اختيار كون السفلي المذكور في الاية هو الرد الى نار جهنم ان كفر العبد هو المناسب للامتنان عليه فان الله امتن عليه فقال لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. فاذا كانت هذه الاية للامتنان ان المناسب لما بعدها ان يكون نزعه اذا كفر العبد وذلك في قوله تعالى ثم اسفل سافلين. فان الله عز وجل خلق الانسان في احسن تقويم ممتنا عليه. فمتى كبر وكفر استحق ان ينزع منه هذا الكمال. واعظم ما ينزع به الكمال ان يرد الى عذاب جهنم والتقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان نوعان. احدهما تقويم صورته الباطلة وهو المذكور في قوله تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبه والاخر تقويم المتعلق بالحقيقة الباطنة. تقويم الاحسن المتعلق بالحقيقة الباطنة. وهو ما يقول تاني وهي بجعل الانسان على الفطرة. كما قال تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم الاية فقوم الانسان في احسن صورة باطنة وظاهرة. فاذا انخلع الانسان من ذلك التقويم الاحسن وابى لم له جزاء الا الرد الى السبل لكونه في نار جهنم. وهذا المعنى هو المناسب لسياق الاية واما تفسيره بالرد الى الهرم وكبر السن فانه لا يناسب سياق الاية اذ ذلك يضعف بالاستثناء الوارد بعده. نعم. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فانهم لا يردون اليها بل جزاءهم ما اخبر بقوله يعني ايش لا يردون الى ان ومن بدائع كلام ابن القيم رحمه الله قوله انما جعلت النار لاذابة القلوب القاسية انما جعلت النار باذابة القلوب القاسية. انتهى كلامه. اي ان القلب القاسي الذي لم يلد في الدنيا الى ما جاء من النور والهدى ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم واجساده الينا فانه لم يبقى له شيء يذيبه ويهينه الا عذاب الله سبحانه وتعالى. نعم اي لهم اجر لا يشغور. بقوله فيوم ادن ويوم ممنون اي لهم اجر لا يتوبوك لهما. ولا يلحقه الانقطاع وذلك في جنات النعيم فما يكذبك بالدين وهو الحساب والجزاء عن الاعمال فاي شيء يجعلك ايها الانسان مكذبا بما جاءك الرسل من الشرائع والمناهج وما بشرت به وانذرت من الجزائر من نائب الجنة والنار وانت قد خلقت في احسن تقويم ليس الله باحكم الحاكمين في الفصل والقضاء بين عباده من امن منهم ومن كفر تفسير سورة العلق بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علقه اقرأ وربك الاكرم الذي علمني القلم علم الانسان ما لم يعلم ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى؟ ارأيت ان كذب وتولى اه ان يهتندوا الزبانية كلا لا تطعوا واسجد واقترب صدر هذه السورة الى قوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم هو اول القرآن وكان ذلك بغار جبل حيران من مكة. فانه كان يتعبد فيه الليالي ذوات العدد. فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام قال له اقرأ فقال ما انا بقارئ حتى بلغوا منه زاد ثم ارسل. فقال باسم ربك الذي خلق الى قوله علم الانسان ما لم يعلم. ثبت هذا في الصحيحين من حيث عائشة رضي الله عنها قوله وكان ذلك في غار جبل عراء بمكة حراء اسم للجبل وليس اسما وقد يحذف للعلم به فيقال غار حراء على تقرير غار جبل حراء اما تسمية الجبل جبل النور وتسمية الغاري غار حراء فانها تسمية حادثة متأخرة لعلها شهرت في ولاية العثمانيين ثم شاع الامر الى اليوم. والمختار في المواضع الرجوع الى ما تعرفه العرب منها. فان البلاد التي تعلقت بها الاحكام غالبا هي بلاد العرب والعرب اعرف باسماء مواطنهم ومنازلهم من غيرهم. فينبغي ان يتحقق طالب العلم لمعرفة اسماء المواطن التي علقت بها الاحكام وفق ما عرفته العرب. لا بحسب ما يستجد في حوادث الايام فان من المستجدين اليوم اسماء لم تكن قبل تعرفها او حدود لم تكن العرب تنهي اليها هذه المواطن. فاذا علقت الاحكام بما حدث ربما توهم خلاف الصحيح في فهم الخطاب الشرعي. كاليمن مثلا فان اليمن صارت اليوم في الوضع المعروف مختصة ببعض بلاد اليمن. الذي جعلته العرب اسما لتلك البقعة التي تتيامن عن مكة المكرمة حتى تنتهي الى بحر العرب. فان هذه البقعة اسمها جميعا اليمن وما اختص منها اليوم هو بعظ اليمن فاذا فهم العبد فضائل اليمن انها مختصة بالبقعة المسماة اليوم منع حق كثيرين هم في الارض التي هو العرب باسم اليمن فينبغي ان يتحقق طالب العلم بمعرفة مواطن العرب بالاسماء التي سمتها العرب لانها هي التي علقت بها الاحكام واضحة هذه المسألة واظحة يعني مثلا الكويت علقت بها في الشرع احكاما لكن ما جاءت باسم القول يأتي اسم اخر فاذا بحث عن هذه الاحكام باعتبار الكويت لم يوجد شيء لكن ان علم هذا الموضع ما يسمى عند العرب في الاحاديث الواردة فيه وكذا بلاد الشام فان بلاد الشام اليوم صارت دولا متعددة وهي في الشرع اسم موضع واحد تتعلق به الاحكام جميعا. فما تسمعه اليوم من تخصيص فضائل الشام بالمسمى اليوم بسوريا اياك هو حرمان لكثير من مواضع الشاب من الفضائل الشرعية التي وردت لها. نعم فامره في فاتحة ان يقرأ محسنا الا يمتص من فهمه ملاحظة جلاله معدونا او قيل له اقرأ باسم ربك الذي خلقه خلق الخلق جميع منهم الانسان فانه خلق الانسان من علق. والعلقة هي القطعة من الدم الغليظ الامر بالقراءة اشارة للامر بالعبادة. فمن خلق الانسان لم يكن يتركه سدى. بل سيأمره وينهاه وذلك بارساله يبوسني وانزال الكتب ثم قال اقرأ وربك الاكرم. المتصل بغاية الكرم ومن كرمه عز وجل انهم هو الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. فان الله اخرجه من بطن امه لا يعلم شيئا. وجعله السماء والبصر والفؤاد فعلم ما فعلم ما لم يكن يعلمه من قبل. ومن اعظم اسباب علمه تعليم القلم وهو الخط والكتابة. ولكن الانسان وما الجهول يطغى متجاوزا حده ويعظ عما امر به ونوي عنه اذا ارى نفسه غنيا بما انعم الله عليه قال الله ان الانسان لعطاء ان رأى مستغنى ثم تهدده وتوعده فقال الى الله المصير والمرض واستنزازي كل انسان بعمله. ومن جنس الانسان من تسوء حاله فيعارض الامر والنهي فوق عراظه كمن ينهى عن الصلاة التي هي من افضل الاعمال المذكورة في قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عذنا اذا صلى فتوعده الله او بقوله ارأيت ايها الناهي ان كان العبد المصلي على الهدى او امر غيره بالتقوى ايستقيم ان ينهى من هذا ارأيت اعجب من طغيان هذا الناهي؟ ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى فاعرض عن الامر والنهي؟ الم اي ان الله يرى عمله فهو مطلع على فعليه محيط به. افلا يخاف الله ويخشى عقابه. ولان لم ينزجر فليسه التهليل ان استمر على حاله ناصيتي وهو مقدم شعري اخذا عنيفا فالسحر القبض الشديد بجذب واستحقته ناصيته لاتصافها بوصفين هما مذكوران في قوله ناصية كاذبة خاطئة فهي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها. فليدعو هذا الاثيم وهم اهل مجلسي بيننا زادوا الزبانية وهم ملائكة العذاب ليأخذوه ويعاقبوا وسموا زبانية لانهم يسكنون على النار ان يتبعونه من شدة. والايات السابقة نزلت من شأن ابي الجارم حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وتأدب روى الترمذي والنسائي في السنن الكبرى باسناد صحيح. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فمر به يصلي عند المقام هذا من المواطن التي يحتاجها الانسان بمعرفته اين المقام اين المقام اللي كان يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم ها عبد الرحمن كان ملاصق للبيت كان ملاصقا للبيت ولذلك المقام الموجود اليوم لو صليت امامه فانت تكون قد صليت خلف المقام الذي كان المقام الذي كان كان ملاصقا للبيت. وانما اخر عنه. والمقام الذي هو المقام مما فيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيما سلف قد ذهب وزاد. وانما جعل هذا تذكارا محله. والا فان المقام الذي عرفته والعرب وبقي في صدري الاسلام ذهب في بعض السيول التي اجتالت البيت الحرام والمقصود ان تعرف موضع المقام وما تعلق به من الاحكام وانه كان ملاصقا للكعبة المشرفة. ثم اخر عنها مرارا حتى انتهى الى هذا الموضع نعم فمر به ابو جهل بن هشام فقال يا محمد الم انهى كان هذا؟ وتوعد او فرض الله له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى رأى فقال يا محمد باي شيء تهددني؟ اما والله اني لا ترى هذا الوادي ناديا فانزل الله فليدنا ليحسان الزبانية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما وصار ولما فرغ من وعيد الله وتهليله يتبعه بامر مني وهو العبد المصلي. الا يقيا ناهيه فقال فيما ينهى شأنه ثم امره بما فيه فلاح فقال وهو ساجد ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مساجد فاكثروا الدعاء. تفسير سورة القدر. بسم الله الرحمن الرحيم وما ادراك ما ليلة القدر؟ ليلة القدر خير من الف شهر اليوم سلام هي حتى مطلع الفجر. يخبرنا الله عز وجل في هذه السورة عن انزال القرآن فيقول القرآن جملة واحدة من لوح محفوظ الى السماء الدنيا وفي اسناد الانزال الى الله تشريف عظيم للقرآن في ليلة القدر الثواب العظيم قوله فيقول انا انزلناه اي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا فالانزال المذكور في هذه الاية هو انزال القرآن مكتوبا من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا وليس ابتداء تنزيله الى النبي صلى الله عليه وسلم. بل المراد انه نزل من اللوح المحفوظ مكتوب الى السماء الدنيا. نعم في ليلة القدر اي الشرف العظيم وهو اسم جعله الله لليلة التي انزل فيها القرآن ولم تكن معروفة عند المسلم فذكرها بهذا الاسم تشويقا لمعرفتها ولذلك اتباعه بقوله وما ادراك ما ليلة القدر فاستفهم عنها تفخيما لسانها وتعظيما لمقدارها قال ابن عباس رضي الله عنهما انسي القرآن جملة الى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم انزل بعد ذلك في عشرين سنة قال ولا يأتونك بمثل الا دينك بالحق واحسن تفسيرا. وقرأ وقرآنا انفقناه لتقرأ على الناس على موقف ونزلناه تنزيلا السنن الكبرى واسناده صحيح. اثر ابن عباس هذا كم فيه انزال مذكور كم انزال ذكر الاول يعني انزاله مكتوبا والثاني انه انزل بعد ذلك في عشرين سنة يعني متفرغ وهذا انزاله تكليما. اي ان الله عز وجل تكلم به فسمعه جبريل. ثم سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل فانزال القرآن نوعان احدهما انزال كتابه والاخر انزال تكلم فالانزال له كتابة كان في ليلة القدر لما انزل من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا. فجعل في بيت فيها واما انزال التكلم فانه بقي عشرين سنة واكثر باعتبار المدة التي بقيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها حيا بعد ابتداء الوحي وهي ثلاث وعشرون سنة. نعم وهي ليلة مباركة من ليالي رمضان. قال الله تعالى لذلك الانزال الذي في رمضان في ليلة القدر انزال الكتابة ام ازالة التكلم انزال الكتاب انزال الكتابة. نعم وقال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وسميت ليلة القدر شرفها ولانه يقدر فيها ما يكون بعدها من المقادير الاذان والارزاق وفي تشريف زمان انزاله تشريف ثان للقرآن يظهر علو قدره عند الله تعالى. ذكر المصنفون في تفسير هذه السورة ان تعظيم القرآن وقع فيها من جهتين. اولاهما اسناد انزاله الى الله عز وجل في قوله انا انزلناه فالمنزل للقرآن هو الله سبحانه وتعالى. والاخرى في تثبيته بالانزال في زمن معظم في تشريده بالانزال في زمن معظم في قوله في ليلة القدر. نعم ثم اخذ الله وان بغي بقوله ليلة القدر خير من الف شهر. فالقيام فيها ايمانا واحتسابا خير منها من الف شهر ليس فيها ليلة قدر ومجموع مدتها ثلاثة وثمانون سنة واربعة اشهر وتلك الليلة فالقيام فيها ايمانا خير من عمل الف شهر ليس فيها ليلة القدر اعلام بان العمل المأمور به في ليلة القدر هو عمل مخصوص وهو ما هو العمل المأمور به في ليلة القدر امين القيام فهل هناك فرق بين قوله فالقيام فيها ايمانا واحتسابا؟ خير من عمل الف شهر. وقول العمل فيها خير من العمل في الف شهر. بينهم فرق ام ليس بينهما فرق والاول يختص بالقيام. طيب ايه هو الصحيح ايه هو مستحيل كلاهما الصحيح يعني في ليلة القدر اه بر والديكم وصلوا ارحامكم واحسنوا جيرانكم وتصدقوا نقول للناس هذا معنى ان تقول كل عمل يعم والاول تكون خاصة سلوكيات بينهما فرق ايهما الصحيح؟ العموم ام الخصوص نصوص لماذا ما هو الدليل تاني فالصحيح التخصيص بالقيام لان الادلة وردت بذلك ففي حديث ابي هريرة في الصحيحين من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ولم يذكر عملا اخر العمل المشروع فيها هو قيامها. واما العموم فلا دليل عليه. واضح الانسان يؤمر بان يهتبل ليلة القدر بالقيام اما ان يصرف الى انواع من الخير فهي وان كانت خيرا الا انه ليس هذا وقته فان قال قائل روى اصحاب السنن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ارأيت ان ادركت ليلة القدر فما اقول؟ فقال قولي اللهم انك عفو كريم كريم هذه لا اصل لها هذه لا اصل لها موجود في بعض الطبعات بسنن الترمذي وهي لا اصل له. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني هذا ايران طيب كيف يجيب عني فرد من افراد قال نجيب عنه بجوابين احدهما من جهة النظر من جهة الدراية والاخر من جهة الرواية. فاما من جهة الرواية فيقال ان فرض من افراد الصلاة فمن اعظم الدعاء الدعاء في الصلاة تقدم عندنا حديث اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فمن اعظم الدعاء ان يكون في الصلاة. والاخر من جهة الرواية وهو ان هذا الحديث مع شهرته حديث ضعيف فان اسناده منقطع. نعم وتلك الليلة لي في رمضان وفي العشر الاواخر من مرجاها اوتارها وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة ثم ذكر الله فضلا في قوله اي في تلك الليلة والروح هو جبريل باذن ربه من كل امر من كل من قضاه الله في تلك السنة والسنة التي بعدها وتلك الليلة سلام هي اي سلامة والسلامة تشمل كل خير ان يتصل حتى مطلع الفجر فما ابتدأ غروب الشمس ومنتهى طلوع الفجر. وفي التاريخ ينتهى على اغتنام فضله قبل انتهاء وقتها قوله وفي التعريف منتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها اي ان الله عز وجل اشار الى الغاية التي تنتهي اليها تلك الليلة وهي طلوع الفجر دون ذكر المبتدأ. اغراء بالمبادرة الى العمل الصالح فيها. فذكر المنتهى فيه ايقاظ اعظم الى لزوم العمل الصالح في تلك الليلة من الاقتصار على ذكر المبتدأ طيب في كلام المصنف اشكال الروح ماذا فسر به جبريل هذا مخالف لاية في القرآن الكريم قال الله عز وجل ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي فلا بد اما تردون عليه ولا ان الروح تقع على معاني لكن حصلت للمعنيين. ان الروح في القرآن تقع على معاني اشهرها جبريل اخر النفس التي تكون بها الحياة وهي المرادة بقول الله تعالى ويسألونك عن الروح. نعم تفسير سورة البينة بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين رسول من الله فجاءته بينه وما مروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ان الذين تبغوا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها تنشر البرية ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية رضي الله عنهم ورضوا عنه كان كفار اهل الكتاب يقولون سيبعث فينا رسول وكانوا يقولون لهم اذا دعوهم اليهودية او النصرانية لم يأتنا رسول كما اتاكم فاخبر الله في هذه السورة عن قوله موبخا فقال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتابة وهم اليهود والنصارى والمشركين منفكين عن كفرهم اي زائرين تارهين له حتى تأتيهم بينه وهي الحجة الواضحة التي وعد بها اليهود والنصارى في كتبهم وتلقفا كانوا مشركون ثم فسرت هذه الاية التي صدرت بها سورة البينة وهي قوله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة من غوامض الايات في القرآن الكريم. حتى قال الرازي وغيره هي اغمض اية في القرآن الكريم هذي اغبظ اية في القرآن الكريم عند جماعة من المفسرين لماذا لماذا هذه الاية كاملة اه وجه الاغماض فيها ان الله سبحانه وتعالى ذكر ان الكفار من اهل الكتاب والمشركين فيبقون على حالهم من الكفر حتى تأتيهم بينة وهي الرسول صلى الله عليه وسلم ببعثته ومقتضى الكلام انه اذا جاءت البينة انتهت غاية تحيرهم وتركهم لما امر الله عز وجل به فيكون معنى الاية انه اذا جاءتهم البينة فسيؤمنون ومع ذلك لم يؤمنوا بل امن منهم قليل وكفر كثير. فوقع الاشكال من هذه الجهة واضح؟ هذا وجه الاشكال طيب كيف حله القرار فيه يقول معرفة الاشكال علم معرفة الاشكال في الفروق يقول معرفة الاشكال علم. يعني اذا عرفت الاشكال هذا علم جواب هذا الاستاذ ان حل هذا الاشكال ان سياق الاية لم يؤت به للخبر عن حالهم وانما جيء به بارادة توبيخهم وذمهم. فان اهل الكتاب كانوا يزعمون انه سيبعث منهم نبيا فيتبعونه. وكان المشركون من العرب يزعمون انه لم يبعث اليهم احد وانه اذا بعث اليهم احد فسيؤمنون به. فلما وقع خلاف الامر من الطائفتين ذكرت هذه الحال توبيخا لهم طليعا على ما انتهوا اليه من بقاء اكثرهم على الكفر نعم ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي يتلو ما هو في صحف مطهرة منزهة عن كل ما لا يليق ويصح بالكتاب وهي صحف الكتاب المتنون في اللوح المحفوظ ومتل والنبي صلى الله عليه وسلم من ها هو القرآن الكريم فالبينة المذكورة في قوله حتى تأتيه البينة هي المفسرة في تاليتها رسول من الله يتلو صحفا مبهرة. وهذه الصحف لا يراد بها الالواح والرقاع التي كان يكتب فيها القرآن قالوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانما المراد بها صحف اللوح المحفوظ كما قال تعالى فمن شاء آآ ذكر في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة. والصحف المكرمة التي بايدي السفرة من الملائكة هي صحف اللوح المحفوظ. والقرآن مكتوب فيها. فمتلو النبي صلى الله عليه وسلم من المكتوب في تلك الصحف هو القرآن لان المكتوب فيها يزيد عنه. ففيها التوراة والانجيل والزبور ومتلو النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الكتب هو القرآن الكريم. نعم. وتلك الصحف فيها قيمة اي مستقيمة وهي الكتب التي انزلها الله مع النبيين. قال الله عز وجل عباد الله الذين مبشرين ومنذرين واذنهم الكتاب بالحق ليقوى بين الناس فيما اختلفوا فيه. قوله وتلك الصحف فيها كتب قيمة اي مستقيمة اشارة الى ان تلك الصحف الكائنة في اللوح المحفوظ هي الكتب المنزلة على الانبياء. فالاشارة في قوله وتلك الصحف يعني المكتوبة في اللوح المحفوظ. فهي المذكورة في قول الله عز وجل فيها كتب قيمة اي مستقيمة والاشارة الى الكتاب تأتي غالبا ما يدل على البعد ذلك لقوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه. وتأتي تارة بالاشارة الى الخوف كقوله هذا الكتاب هذا كتابنا ينطق بالحق واما القرآن فلا يأتي ذكره في القرآن الا بالاشارة اليه بايش بالبعد ولا بالقرب بالقرب قال الله تعالى ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل. وقال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. هل فيه اية لذلك القرآن لا يمكن لا يوجد اية فيها ذلك القرآن لان الاشارة عند ذكر القرآن تكون الى قريب وهو المقروء الذي بايديه. اما الكتاب فانه او تارة يشار الى البعيد وهو المكتوب في اللوح المحفوظ. وتارة يشار الى القريب وهو المكتوب في صحوفنا لاحظتوا الفرق بين اشارتين الكتاب يذكر بالاشارة بالبعد والقرب. واما القرآن فيذكر بالاشارة بايش بالقرب وذكر الكتاب بالبعد والقرب اذا ذكر البعد فيراد به المكتوب في اللوح المحفوظ فان القرآن مكتوب فيه واذا ذكر بالقرب المراد به ما بايدينا من كتاب الله عز وجل. واما القرآن فلم يأتي ذكره الا بالاشارة الى القريب. لان فعل القراءة انما يكون بشيء بايدينا. اما امر الكتابة فقد بايدينا وقد لا يكون بايدينا فالذي ليس بايدينا صحف اللوح المحفوظ والذي بايدينا صحف القرآن التي كتب فيها نعم ثم اخبر عن سبب الكفر عن الكتاب فقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة هذه البينة هي بينة اخرى غير الاولى. فاختلفوا فيها وتفرقوا فهي كقوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما لهم عذاب عظيم. قوله وهذه البينات هي بينة اخرى غير الاولى. اي ان البينات المذكورة في هذه الاية غير خير بينة مذكورة في قوله تعالى الا من بعد ما جاءتهم البينة. فان تلك البينة المذكورة في صدر القرآن في صدر السورة هي رسول الله صلى الله عليه وسلم. واما البينة المذكورة في هذا الموضع الثاني فالمقصود بها الحجج والبينات التي جاءت الى بني اسرائيل واما من يقول ان البينة الثانية هي البينة الاولى وان معنى الاية ان تفرقه وقع بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من امن ومنهم من كفر فان هذا قول ضعيف يرد من جهة الاولى من جهة الاثر وهو ما ثبت عند ابي داوود وغيره من حديث ابي هريرة ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة فافتراؤهم كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم اليه ولم يكونوا مجتمعين فلما بعث افترقوا والثانية من جهة النظر فان العارف بتاريخ اليهود واخبار اممهم يطلع على وجود افتراقهم وتعدد محنهم ومذاهبهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فحينئذ يمتنع ان تكون البينة الثانية هي البينة الاولى البينة الاولى المراد بها محمد صلى الله عليه وسلم والبينة الثانية المراد بها الحجج والايات التي اظهرها الله عز وجل لاهل الكتاب من قبل. نعم. ولم يأمرهم هذا كتبهم اي قاصرين الاخلاص وتصفية القلب من ارادة غير الله حنفاء مقبلين عليه معين عما سواه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وخص ما بالذكر فضلهما وشرفهما وذلك المأمور من اخلاص الدين واقامة الصلاة واداء الزكاة القيمة اي من الكتب القيمة وهو الاسلام فلا عذر لهم في الاعراض عنه. ثم ذكر جزاءه بعد ما جاءتهم فقالوا الكتب القيمة يعني الكتب ايش المستقيمة المستقيمة وليس وفقا الكتاب بانه اذا كان له رتبة ومنزلة ان يقال فيه هذا كتاب طيب. الان يقولون كتاب قيم يعني له قيمة. كتاب قيم معناه كتاب مستقيم هذا هو المعروف بلسان العرب. نعم. ثم ذكر الجزاء كانوا المشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية والبرية الخليقة في جزاء مقابليهم فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية جزاء من لربهم جنات عدن اي جنات اقامة لا يتحولون عنها تجري من تحتها الانهار اي من تحت اشجارها في غير شق خالدين فيها قوله على وجه ارضها في غير شق اي ان معنى جريان الانهار من تحت الجنان انها تسري دون شق تجري فيه وهذا من خصائص انهار الجنة فانهار الجنة لا تكون في اخاديد اي مواضع مشقوقة من الارض بل تسيح وتجري على وجه الارض من دون شق تسري فيه وهذا المعنى شهر عند بعض المعاصرين ابطاله. زعما ان هذه الصفة لم يصح فيها حديث وعلى هذا اذا لم يصح فيها حديث تكون صفة ايش غير صحيح هذا ليس صحيح ليس كل ما ضعف الحديث فيه يا اخوان ليس صحيح هذا من مبتكرات الناس في هذا الزمن المتأخر هناك اشياء تكون الاحاديث فيها ضعيفة وتكون هي الدين لان الاجماع ينعقد عليها فينبغي ان تعتني بمعرفة مواقع الاحكام فوق ما جاء في الاحاديث التي يقال انها ضعيفة. ولا سيما اذا شهر الامر عند المسلمين كهذا التفسير فان تفسير انهار الجنة بانها تجري في غير اخدود هو تفسير المشهور عند اهل العلم ويدل على انه قول الصحيح امران احدهما ان هذا التفسير المعروف عن التابعين كمسوق ابن الاجدع وغيره فلم يوجد للصحابة رضي الله عنهم كلام فيه وانما وجد كلام التابعين ولا يعرف بينهم خلاف وحينئذ فان تفسيرهم ايش؟ حجة ذكره شعبة ابن الحجاج رحمه الله تعالى. لماذا تفسير الحجة اذ تجمعهم في ايش؟ عن من اخذ التفسير عن الصحابة القول في التفسير من اعظم العلم. كما قال الشعبي وغيره انما هو الرواية عن الله. يعني امر عظيم عند السلف رحمه الله تعالى فلا يظن انه ابتكروه من بنيات افهامهم بل هو امر تلقوه في علم بان هذا هو المعروف المشهود اذ لا يعرف بين التابعين خلاف بين ذلك والاخر انه صح عند احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر نهر الكوثر قال يجري في غير اخدود انه لما ذكر نهر الكوثر قال يجري في غير اخدود وهذا وصف احد انهار الجنة. فالحاق بقيتها به اولى من ادعاء عدم ذلك لان الاصل انها انهار في الجنة فيكون حكمها في وصفها واحدا. نعم. خالدين فيها ابدا لمن خشي ربه فلا يناله الا من كانت هذه صفته. والخشية خوف مقرون به تفسير سورة الزلزلة عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال نبات اذا زلزلت الارض زلزالا وابو بكر الصديق رضي الله عنه قالوا فبكى ابو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابا بكر؟ فقال ابتكني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى امة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. اذا زلزلت الارض زلزالا الارض اثقالا وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارا بان ربك اوحلها يغفر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا ذكر الله تعالى واخرجت له ادخالا وقال للانسان مستعظما حالها ما لها؟ اي ما الذي حدث لها؟ وما عاقبته؟ ولا تكون زلزلة الا يوم القيامة قوله ولا تكون زلزلتها كلها الا يوم القيامة الزلزلة التي تطرأ على الارض تعاني احدهما زلزلة تتقيد بناحية من نواحيها زلزلة تتقيد بناحية من نواحيها وهي جميع الزلازل التي تكون قبل يوم القيامة والاخر زلزلة الارض جميعها زلزلة الارض جميعها وهي الزلزلة التي تكون يوم القيامة. فلا تختص بناحية من نواهيه بل تعم الارض جميعا. ولها افرزت هذه السورة. فالزلزلة المذكورة في هذه السورة يراد الزلزلة العامة التي تكون يوم القيامة طيب اذا كانت التي في السورة هي زلزلة يوم القيامة ما فائدة الزلازل التي تكون في النواحي قبل يوم القيامة تذكير وتنبيه بالزلزال الاعظم. تذكير وتنبيه للزلزال الاعظم. هذا من طرائق الشريعة. تقديم الصغير تنبيها الى الكبير تقديم الصغير تنبيها الى الكبير. مثل ايش مثل ما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وانه سيكون في امتي دجالون ثلاثون هؤلاء دجاج الى صغار مقدمة للدجال الاكبر وهو المسيح الدجال فمن طرائق الشريعة في تنبيه الناس وايقاظهم من غفلتهم تقديم الصغير تنبيها على الكبير ومن لطائف البدائع في الافادات ما ذكره ابو العباس ابن تيمية في منهاج السنة النبوية وابن سعدي في مجموع الفوائد ان الناس لم يزالوا يستعيذون في صلواتهم من المسيح الدجال مع انه طال العهد ولم يخرج تملأ الان منذ جاء الوعد به الف واربع مئة سنة وزيادة ومع ذلك يستعيدون الناس منه ما الفائدة لكن ما الفائدة من الشيخ عبد العزيز عبد الرحمن ذكر ان الاستعاذة من الاكبر يندرج فيها الاستعاذة من الاصغر. فتكون حصنا يتقي به الانسان شر دجاجلة الصغار في الدنيا قبل خروج الدجال الاكبر. نعم نعمل على ظهرها من خير وشر ذلك بان ربك وحالها اي امرأة ان تخبر به فلا تعصي امره يومئذ يقبلون الى الموقف والحساب اشتاتا اي اصنافا متفرقين ومقصود صرفهم ليروا اعمالهم عملوا من الحسنات والسيئات ويجازيهم عليها وهي النملة الصغيرة خيرا يره خيره ويرى ثوابه في الاخرة. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ان يره وروى النسائي في قوله في الموضع الاول ان يره ويرى ثوابه في الاخرة وفي الثاني ان يره ويرى عقابه فيها اشارة الى متعلق الرؤية وان العبد يرى العمل ويرى جزاءه فلا تقتصر الرؤية على رؤية الجزاء فقط وانما يرى العبد عمله الذي قدم ويرى ما له من الجزاء من ثواب حسن او عقاب شديد نعم وروى النسائي بالنساء الكبرى عن صعصع رضي الله عنه قال قدمت عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول قال صحيح. تفسير سورة العاديات. بسم الله الرحمن الرحيم المؤمنات جيدة وانه لحب الخير لشديد. افلا يعلم اذا بغتر ما في القبور. وحصل ما في الصدور يومين لقبيل اقسم الله تبارك وتعالى بالخير جاريات في سبيل الله فقال والعاريات ضبحا اي العاريات قويا عليه من الاحجار قدحا فتقدح النار ويتوقد شرابها من من ضرب حوافرهن اذا عدو. فالمغيرات الاعداد ما يكره صبحا فانهم فانهم كانوا لا يغيرون على القوم اذا غزوا الا بعد الفجر. فتكون غارة صباحا بادرن به اي هيجنا واصعدنا بعدوهن وغارتهن نقى وهو الغبار فوسطن به اي توسطن بئراكب جمعا وهم الاعداء الذين اغير عليهم والقسم بالخير على تلك الاوصاف لاجل التهويل. وترويع المشركين بها رواية وجواب القسم هو قوله اي لكفروا لتكفروا ربه وانه للانسان على ذلك الكفر لشهيد في فلتات اقواله وافعاله فيبدوا منها على لسانه وفي تصرفه ما يتضمن الشهادة على نفسه بكفر نعمة ربه. وانه اي انسان لحب الخير وهو المال لشديد. اي كثير وحبه هذا الكبور عن عقابه اذا بعثر ما في القبور ايثر ما فيها واخرج الله الاموات منها وحصل ما في الصدور فدمي واحصي ما فيها من كمال الخير والشر. ان ربهم من يومئذ لخبير. اي مطلع على اعمالهم عليها وقدس قبره بيوم القيامة حين تبعث بالقبور ويحصن ما في الصدور. مع انه خبير بهم في كل وقت. لان الجزاء بالاعمال الناس وعن علم الله به واطلاعه عليهم. قوله ان ربهم به يرقهم يومئذ لخبير اي مطلع على اعمالهم ومجازيهم عليها. فالمراد بالقبر هو قبر الجزاء والاعلام بما يكون للعبد من الثواب والعقاب. ومن مسالك البيان في القرآن ذكر الخبر والعلم على ارادة خبر الجزاء وعلمه. فقوله تعالى ان ربهم بهم يومئذ لخبير اي مطلع على اعمالهم خبير بجزائهم ونظيره قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله ايش يعلمه يعني ايش يعلمه يعلم جزاءه. يعلم جزاءه. فهذا هو المراد بذكر الخبر او العلم بعد الاعمال. المراد بذلك كفر الجزاء وعلمه. لان علم الله عز وجل وكبره لا يختصان بحاله. بل الله عز وجل عليم خبير في كل حين وات فاذا خصص بعض تلك الاحوال ذكر العلم او الخبر علم ان المراد معنى اخر غير المتبادل. فقوله تعالى كلا وقوله تعالى ان ربهم بهم يومئذ لخبير هو خبير بهم يومئذ وخبير بهم قبل لذلك لكن الخبر المراد به هنا خبر يتعلق بالاعمال. وكذلك في اية سورة البقرة وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه هو عليم بكل شيء لكن العلم المراد هنا هو علم الجزاء. نعم تفسير سورة القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارئة يوم يكون الناس الفرج المبثوث وتكون الجبال كالليل فهو فيه شتم راضية ما خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية. القارئة من اسماء يوم القيامة لانها الناس وتزعجهم باموالها. ولهذا عظم شأنها واول امرها بقوله القارئة ما القارئة؟ وما ادراك ما قارئة فاي شيء هذه الغاية؟ واي شيء اعلمك بها؟ ثم اخبرنا فقال يوم يكون الناس كالفخيم ثم يكون الناس من شدة الفزع والهول كالفراش المبثوث اي منتشر والفراش طرح الجراد حين يخرج من بيضه يركع او بعضه بعضا وهو المذكور في قوله تعالى وفقه الله ان الفراشة في قوله تعالى كالفراش المبثوث هو فرق الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعضه بعضا. لا كما قال بعض المفسرين ان المراد به تهافت الفراش في النار الفراشة اذا رأى نارا مفتقدة بادر اليها متهافتا فيه فان هذا القول موجود من وجهين احدهما من جهة ما ذكره الله عز وجل في اية اخرى وهي قوله تعالى يخرجون من الاجداث اي القبور لانهم جراد منتشر فهذه الاية تفسر اية سورة القارعة والاخر ان المناسب في ذكر احوال الناس يوم القيامة في مرجهم وامتزاج بعض ببعض هو الصفة التي يكون عليها فرخ الجراد اذا خرج من بيضه فانه لشدة تعيه في الخروج وكثرته يركب بعضه بعضا. وهذه هي حال الناس يومئذ. نعم وتكون الجبال كالعهن اي الصوف المنفوش المتمزق الذي فرقت له اجزائه عن بعض. وفي ذلك اليوم تنصب الموازين ثم ما ثقلت موازينه برجحان حسنات على سيئاته. اي حياة مرضية في النعيم. واما من خفت موازينه بان لم تكن له حسنات تقام سيئاته. اي مواهب تكون له بمنزلة الام التي يؤويها والزمها كما قال تعالى وعظم امرها فقال وما ادراك ما هي؟ ثم فسرها بقوله نار حامية اي شريئة الحرارة وصح في الحديث ان حرارتها تزيد على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفا. تفسير سورة التكاثر ولا الوقود عندكم مظلومة ولا مفتوحة مضمومة مضمومة وقود يعني الايقاد من شدة الايقاد عليه. اما الوقود هو ما توقد به من الناس والحجارة. نعم تفسير سورة التكاثر عن عبدالله رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قال وهو يقرأ قال ابن ادم لي مال قال وهل لك يا ابن ادم من مالك الا ما اكلت فابنيه او لبست فابليك او تصدقت رواه مسلم وما اخشى عليكم الخطأ ولكن اخشى عليكم العمد. رواه رواه احمد واسناده صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم التكاثر حتى زرتم المقابر. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترون اعين اليقين ثم جزءن يومئذ عن النعيم يقول الله تعالى المشركين ومحذرا عباده المؤمنين. الهاكم اي شغلكم عما خلقتم له وهو عبادة الله. التكاثر بينكم وهو التفاخر بالكثرة فيما يرغب فيه من الدنيا كالنساء والبنين وقناطير والفضة والخيل مسومة والانام وحدث المتكاثر به ليشمل كل ما يكاثر به ولم تزال على تلك الحال حتى زرتم المقابر لان متم دفنتم فيها وصرتم اليها وانما جاء المقام في البرزخ زيارة لان المقصود منه النفوذ الى الدار الاخرة فجعلهم الله زائرين لا مقيمين في تلك الدار ولهذا توعدهم بقوله كلا سوف تعلمون ثم سوف تعلمون سوء عاقبة تكاثركم وتشاغلكم عن عبادة ربكم. وكرر الجملة مبالغة في التهجير وزيادة تأكيد قوله وحلف المتكاثر به ليشمل كل ما يكاثر به اي ان كل مكاثر به على وجه المفاخرة فانه مذموم وانما ذكر في القرآن اصوله وهو قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقوقرة من والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. ذلك متاع الحياة الدنيا. فاصول ما يفاخر به هي المذكورة في هذه الاية ولا تنحصر فيها بل كل ما طلب العبد المكفرة به مفاخرا فانه مذموم مثل ايش ايش العلم يقول الاخ مثل العلم توافقون ولا ما توافقون ها لماذا مفاخرا به لان المذموم ان يكون مفاخرا به. هذا مثال جيد لكن دائما انا اقول لكم يا اخوان افهموا الشرع واحكامه بما في حياتنا مثل المتابعين في صفحات التويتر مظاهرة الانسان بذلك والنظر الى العدد مما يذم ويؤذي قلبه لانه ليس الفخر ان يتابعك اعداد كثيرة وانما الفخر ان ينتفعوا به اذا انتفعوا بك فهذا الفخر الذي ليس فوقه فخر. واما مجرد المتابعة لا تسمن ولا تغني من جوع. وانما الذي ينتفع بكلمتك وتغير وتصلح من حاله هذا هو الذي يرجو الانسان بركة اصلاحه لما اوصله من الخير وهذا يدلك ان الانسان اذا فتح له باب من ايصال الدين وتبليغه ينبغي له ان يحرص على ما ينفع الناس حتى واما ان يجعل صفحته مجارا للحديث عن احواله واكله وشربه وقيامه وقعوده فهذا مضاهاة لحال اهل الكفر فيما اصطلحوا عليه من انماط وضع هذه الصفحات عندهم ونحن لنا شأن اخر في مثل فاننا لا نأخذها مستجدين ما يفعلون اننا نأخذها لنستفيد بها في ايصال الخير للناس. فينبغي ان يحتاط الانسان في ما يريد ان يغرد به كما يقال فيجعله فيما ينفع الناس لانه هو الذي يرجو بركته. واما ان يحرص الانسان على الاستكثار من الناس امور تزين له فهذا لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى. وكثرة الناس لا تغني من الحق شيئا. واذا فتح للانسان باب من الخير فينبغي ينبغي ان يحرص على جعله في نصابه. لا ان يجعله في مساق اخر لا يمت الى الشرع بصلة ومما يؤسف له ان تجد ان تجد بعض العبارات التي تشير الى طلب هذا كقول بعضهم اضفني واضيفه فهذا ظاهر المكاثر. هو يطلب العدل. فيقول ان اضفتني اضفته وطالب العلم ينبغي له ان يحتز من هذه الواردات. وان لا يكون مسوقا مع الناس سياق الهمل في الفلاح بل يتميز عنهم بحاله ويختص دونهم بما خصه الله سبحانه وتعالى به. اما ان يكون طالب العلم امعة لا الامر شيئا فهو يدور مع سلف الامور دون عقل ولا روية ولا نظر الى امر الله سبحانه وتعالى ونهيه فهذا علمه الذي يطلبه وتحلى به علم مدخول غير صحيح. ينبغي له ان يصبح من نفسه في علمه الذي يأخذه حتى تظهر منفعته عليه. اما اذا كان يلتمس العلم ثم تقع منه احوال لا تناسب حال صاحب العلم. فاين العلم الذي استفاد منه الانسان هو بعيد منه والعلم ليس اسما ولا لقبا ولا رسما ولا شارة ولا منصبا وانما العلم حقيقة تعمر بها القلوب فتبدو اثارها على النفس. هذا هو العلم. فمن وجد تلك الحال لموافقة الشرع وموافقة الهدى فذاك الذي ينفعه. واما المنتسب الى العلم ثم تظهر منه اشياء لا تمت الى العلم بصلة حتى انك لو وضعت ما غرد به منتسبا الى العلم ووضعت ما غرد به ممثل ساقط لم تجد بينهما فرقا في التغريدتين فاي شيء امتاز به عن هذا عن هذا لكن ذهول العقول وشجهها امام المستجدات والمتغيرات التي تطرأ على حياة الناس تبلغهم هذا المبلغ نعم ثم زجر من غيب مرة اخرى فقال كلا لو تعلمون علم اليقين اي لو تعلمون علما ثابتا في القلب ما تستقبلون الموت لما الهاكم التكاثر عباد الله ثم اقسم الله فقال لترون الجحيم. والجملة جواب قسم محدود تقديره والله لترون الجحيم التي اعدها الله للكافرين. فقال من اليقين اي عيانا بابصاركم وذلك قول الله تعالى فاذا رأيتموها سئلتم حين اجنمنا اي وهو المذكور في قوله تعالى ثم تسألن يومئذ للنعيم اي الله عما تنعمتم به في دار الدنيا شكرتم ام كفرتم؟ عن رضي الله عنهما عن ابيه قال لما نزلت ثم لتسألن يومئذ قال الزبير يا رسول الله واي النعيم يسأل عنه انما هما الاسودان الدم والماء. قال اما انه سيكون. رواه الترمذي بسند حسن. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال اخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومنا وليلة. فاذا هو بابي بكر وعمر فقال ما قدكما من بيوتكما هذه الساعة قال الجوع يا رسول الله. قال وانا والذي نفسي بري اخذني الذي اخرجكما قوموا فقاموا مع وفات رجلا من الانصار فاذا هو ليس في بيته فلما امرأة مرأة قالت مرحبا واهلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اين فلان يستعجب لنا من الماء اذ جاء الابصاري فنظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه. ثم قال الحمد لله ما يومك مضيفا مني. قالت انطلق فجاء منكم رطب. فقال خذوا من هذه واخذ المودية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اياك والحلوب فذبح لهم فاكهة من الشاة ومن ذلك العفو وشربوا وشربوا فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة انا اخرجكم من بيوتكم من الجوع ثم لم ترجعوا حتى اصابكم هذا النعيم. رواه مسلم تفسير سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر النهار قبل غروب الشمس والمقسم عليه ان الانسان لفي خسر. فكل الناس في خسر اي هلكة ونقصان ثم اشتدنا من انفسنا الذين كصوا في الرسل هي المذكورة في قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فالصفة الاولى الايمان وانما يدرك اصله وكماله بالعلم. والثانية العمل الصالح وبما يكبر الانسان نفسه التواصي بالحق يعمو بعضهم بعضا به. والرابعة التواصي بالصبر على امر الله. وبهما يكمل الانسان غيره. قوله فقال والعصر وهو الوقت المعروف اخر النهار قبل غروب الشمس. واختير هذا المعنى دون سائر معاني العصر المعروف اخوتي في لسان العرب لانه المعهود بالخطاب الشرعي. فان العصر اذا ذكر في الاحاديث النبوية والاثار السلفية لم يرد به الا الوقت الذي يكون في اخر النهار. اما اطلاقه على ارادة الجهل او غيره فانه ليس معروفا في الخطاب الشرعي ومن قواعد التفسير تقديم المعهود في الخطاب الشرعي على غيره فالمعهود في خطاب الشرع ان العصر اذا ذكر اريد به ايش اخر النهار الوقت الذي يكون في اخر النهار. فحينئذ يكون قوله تعالى والعصر اقساما بذلك الوقت اه تفسير سورة غمازة وان ما له اخلده كلا لينبذن بالحطمة وما ادراك ما الحطمة نار الله المنقلة التي هذه السورة مستفتحة بالوعيد ففاتحتها وان كلمة وعيد وتهليل تتضمن الدعاء عليه بسوء الحال تعديتها باللام في قوله فتقرير كلام ويل له وهو الذي يهمز الناس بفعله ويلمزهم بقوله فلما زمن يعيب الناس ويطعن عليهم بالاشارة ولى الناس من يعيبهم بقوله والهمزة واللمزة والهماز واللماز للمبالغة. ومن صفته حرص على جمع المال وتعديده فذكره الله فقال الذي جمع قوله ففاتحتها ويل كلمة وعيد وتهديه اي كما تعرفه العرب في لسانها فان العرب اتخذت خمس كلمات متفقة الوزن لارادة التهديد والوعيد. وهي ويل ويح كويس ويل ويك طويف ويل وويح وويث وويك طويب فهذه خمس كلمات على هذا الوزن لارادة التهديد. اشار الى هذا ابن خالوين في كتاب ليس وعقدته نظما فقلت ويح وويل ثم ويك ويش ويل وويح ثم ويك ويس ويل لتهديد تقال الخمس السطر الثاني ويب لتهديد تقال الخمس. ويل وويح ثم ويك ويش ويل تهديد تقال خمس. نعم ومن سببه حرصه على جميع الماء وتعليله فذكر الله به فقال الذي جمع ماله وعدده وهو من شدة طيب والحديث النووي الوادي في جهنم حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم وهو لشدة ولنهيه بماله يحسب يحسب لجهله ان ماله اخلده فابقى في الدنيا لان الخلود فيها اقسام الا يؤمن بحياة اخرى. ثم توعده الله بان الامر على خلاف ظنه فما ماله بمخلده وان الله معاقبه. فقال لينبذن وهو جواب قسم محدود. اي والله ليطرحن في الحكمة التي تعطي ما يلقى فيها وتهشمه ثم اول شأنها وعظمه في قوله وما ادراك ما الحطمة ثم فسرها بقوله نار الله موقدة اي المسعرة مشعلة بالناس ادارة التي من شدتها تطلع على الافئدة فتنفظ من اجسادها والمحرق القلوب اشد من الم وغيرها لنصفها واهلها محبوسون فيها قد ايسوا من الخروج منها بمثل ما لما اخبر الله بما اخبر الله عنه بقوله انا علي الموصلة اي مغلقة عليهم وهم يعذبون فيها في عمل ممددة اي اعمدة طويلة سورة الفيل بسم الله الرحمن الرحيم الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم يجعل كيدهم في تظليل ذكر الله تعالى وباشر بالمخاطب بها الرسول صلى الله عليه وسلم قال ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل وهو استفهام تقريري اي اما علمت كيف فعل ربك باصحاب الفيل الذين كادوا بيته وارادوا هدمه فجعل سعيهم وما دبرهم من شر في تطهير. وهم الحبشة الذين جاءوا مكة غسالة غزاة مقبلين ادم الكعبة انتقاما من العرب فان مليكهم ابرأت بنى كنيسة عظيمة سماها القليس. واراد ان يصف حجا حج العرب اليها فجاء رجل منهم فاحدث فيها تحقيرا لها يتسامى على العرب بذلك فتهون عليهم. فغضب امرأته وعزم على خرج من مكة ليهديم الكعبة فجهز جيشا عظيما لاقبال الى ربه واستصحب معه القيم من هدمها. فلما وصلوا قرب مكة تمكد منها خوفنا على انفسهم فحبس الله الفيل وارسل عليهم طيرا ابابيل. اي جماعات متتابعة متفرقة بهجارة من سجيل يقذفه بحصى صغيرة من سجيل وهو طين متهجر. فجعلهم كعصف مأكول. اي حطمن الزرع الذي دخلته البهايم فاكلته وداسته بارجلها وطهرحت على الارض بعد ان كان اخضر يانعا وكان هذا مولد النبي صلى الله عليه وسلم قوله وكان هذا عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم فيه اشارة الى فائدة لطيفة وهي الاعراض عن موضع ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن. فان الاشارة اليه وقعت في سورة الفيل لما بينهما من التلازم فان واقع تنكيل كانت في عام مولده صلى الله عليه وسلم ومن طرائق ادراك معاني التفسير رعاية الاستدلالات المتلازمة. كهذا المعنى الذي ذكرناه رحمه الله تعالى يصنع هذا كثيرا كقوله رحمه الله باب الحوض وقول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر فانه لم يرد ان الكوثر هو الحوض. ولكن لما بينهما من التلازم ذكر الكوثر مع الحوض. فان الحوض يمد من الكوثر ففيه ميزابان يصبان فيه مددهما من نهر الكوثر كما صحت بذلك الاحاديث نعم تفسير سورة قريش قريش الى فرحة الشتاء والصيف الذين طنهم من جوع وامنهم من خوف. هذه السورة مفردة في قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما له ولهم والجار والمدعو في صدرها لاناث قريش متعلق بقوله فليعبدوا رب هذا البيت ودخلت عليه ينفع بما في الكلام من ارادة الشرط اذ معناه ان نعم الله عليهم لا تحصى فان لم يعبدوا وليضربوا بيدهم المظهرة بنعمه فليعبدوه لاجل الهتهم اي ما واعتدوا مع الانس به ثم فسره بقوله رحلة الشتاء والصيف. ها هي رحلة الفت وهي رحلة تجارة في الشتاء في اليمن وفي الصيف في الشام واخر ما امرهم باعتناء بما قدم فقال فليعبدوا رب هذا البيت. قوله وهي رحلة تجارتهم في الشتاء اليمن وفي الصيف اذا وفي الصيف للشام اين باليمن لماذا يذهبون بالصيف الشتاء لليمن ما هي بصنعة نعم ليس المراد صنعاء لان الصنعة باردة فلا يذهب اليها في الشتاء وانما المراد تهامة هي المرادة لرحلته اليه في الشتاء فانها تكون دافئة وتهامة بكسر التاء لماذا سميت تهامة وليس تهامة ايضا لماذا سميت بهامة؟ لانها موضع منخفض. فالخفظ يناسبه الكسر فاحفظوها انتم منخفض يكسبه يناسبه الكسب ويقال تهامة واما النسبة فيقال التهام بالضم. النسبة اليها يقال التهامي. النبي التهامي بضم التاء. واما البلد والموضع يقال تهامة نعم ثم ابرز بعض ما طواه قبل من نعمه عليهم وجبت عبادتي فقال ومسألة تجارات وامنهم من خوف فسير بلدهم حرما امنا واعظم قدرهم عند الخلق فلا يتعرض لهم احد بسوء انهم جيران الكعبة المعظمة فانتظام سياق معانيها في وضع الكلام لتعبد قريش رب هذا البيت بما انعم عليهم في رحلة ايها الصيف فاطعم امي نجوى وامنهم من خوف. تفسير سورة الماعون. بسم الله الرحمن الرحيم. ارأيت الذي اي يكذب بالدين فذلك الذي يدعو اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين. وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماء. يقول تعالى في ذم من ضيع حقه وحقه كفى حقوق عباده. ارأيت الذي وهو الحساب والجزاء ولا الاعمال والاستفهام للتعجب من حالهم. وما اورثهم تكذيبهم من سوء الصنيع. فذلك الذي يدعو اليتيم اي فهو ذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة. ويمنعه حقه لغلظة قلبه وتكذيبه جزاء ربه ولا غيره والحظ الحث على طعام المسكين واحرى به انه لا يطعمه بنفسه لمحبة ايمان او بخله به. ثم جميع المصلين والمنافقون فقال وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون فلا يؤدونها بوقف ولا يقيمونها على وجهها. وفي صحيح مسند بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تلك منافق يجلس يرقب الشمس وسهوا عن الصلاة والمستشنع المذموم. واما السهو فيها فيقع من كل احد لانه وارد قلبه لا اختيار له السهو عن الصلاة مركب من امرين فالسهل عن الصلاة مركب من امرين. احدهما ترك ادائها في وقتها احدهما ترك ادائها في وقتها واليه الاشارة في الحديث بقوله يجلس يرقب الشمس حتى تكون حتى اذا كانت بين قرني الشيطان والاخر ترك اقامتها على وجهها. ترك اقامتها على وجهها واليه الاشارة في الحديث بقوله فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا. واليه الاشارة في الحديث بقوله فنقرها اربعا لا يذكرها الله فيها الا قليلا. والسهو عن الصلاة هو المستبشع المذموم شرعا. واما السهو في الصلاة فانه يقع من كل احد لانه وارد قلبي يهجم على العبد فلا اختيار له فيه. نعم ثم وسطا بالياء والحرص على الدنيا فقالون اعمالهم الصالحة ليراها الناس ويحمدوهم عليها ويمنعون الماعون اي يمنعون الناس منافع ما عندهم كالزكاة ناقلوا والدلو وما جرت العادة في بذله من شدة حرص مع الدنيا وشحهم بها. فلا هم احسن عبادة ربهم. ولا هم احسن المعاملة خلقه تفسير سورة قوله ويظهرون اعمالهم الصالحة الى اخره فيه ان الرياء هو اظهار العبد عمله ليراه الناس. فيحمدوه عليه واظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه فان قصد ان يسمعوه سمي تسمية سمي تسنيعا. فالفرق بين الرياء والتسميع ايش يا خالد ان الة الرياء البصر والة التسميع تم يعني في حديث جند في الصحيحين من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به. الاول متعلقه الرؤيا بالعين والتالي متعلقه السمع بالاذن. ولذلك ما يكون لا يقال انا بروح اسمع عند فلان او عندنا تسميع نسأل الله العافية عندكم تسميع هذا مذموم في الشرع ولا يصح في اللغة هذا غلط انما يقول الانسان اسمع واحسن منه ان يقول عرب. انا اذهب الى الشيخ فلان اعرضوا عليه محفوظي هذا هو في لغة اهل العلم. واذا قيل اسماع في الوضع اللغوي فصحيح. واما التسميع فلا يصح شرعا ولا لغة تفسير سورة الكوثر. بسم الله الرحمن الرحيم امتن الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال له انا اعطيناك الكوثر وهو نار في الجنة ومنه يشقى ميزابا ان يصبان في حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات يوم القيامة قوله ومنه يشطب ميزابان الصبان في حوض النبي صلى الله وسلم في عرصات يوم القيامة ثبت الوصف المذكور في صحيح صحيح مسلم والشخب جري بشدة وانحداث والشخب جلي بشدة وانحباس. ولذلك الحليب الذي يخرج من الضوء يقال لايش شخص بلهجتنا يقال له شخص بن حليب لانه يخرج بشدة وانحباس. وهذا الحديث يبين اتصال الحوض بالكوثر على ما تقدم ذكره وان مدد الحوض من ماء الكوثر. والميزاب ما هو الميزاب نقول على ايش اه الميزاب هو مرجاب والمرجاب عندنا وبلغتكم المرجاب والميزان هذا الميزان. يعني الميزان هي قطعة من حديد ونحوه تجعل في اعالي موضع مرتفع ليخرج منها الماء المجتمع فيه الموجود في بيوت الناس الى اليوم هذا هو الميزان. طيب ما معنى عرفات تسع ساعات وين مرت علينا مرت عنده توصية في موضعين في الرؤيا وفي يوم القيامة في اخره. نعم وفي صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه قال بين بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين ظهورنا متبسما وكلنا ما اضحكك يا رسول الله الكوثر ثم قال اتدرون ما الكوثر؟ فقلنا الله ورسوله اعلم وربي انه من امتي فيقول ما تدري ما احدثت بعدك. الحديث الذي ذكره المصنف وجعله بالكوثر ورد في معناه احاديث كثيرة تبين ان الكوثر نهر اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم وتفسير الاية بكونه النهر اكمل من تفسيرها بانه الخير الكثير لان الخير الكثير لا يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. بل كل من يدخل الجنة فان له عطاء غير مجدود يعني غير مقتول وكذلك قال الله سبحانه وتعالى في اخر سورة عما قال عطاء حسابا والتنكير للتعظيم فكل داخل للجنة يناله خير كثير. والاية في قتل الامتنان والمناسب الامتنان اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لا يكون بغيره من ذلك الخير. وذلك الذي يكون للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره هو ايش نهر الكوثر نهر الكوثر فانه يكون للنبي صلى الله عليه وسلم واضح؟ واضح الفرق بين الخير الكثير وبين انه النهر؟ وان النهر هو الذي يظهر فيه الامتنان. والاية جيء بها للامتنان. انا اعطيناك الكوثر يعني منة من الله سبحانه وتعالى ومن اللطائف التفسيرية ان في القرآن ايتين بدأتا بهذا تتعلقان بالنبي صلى الله عليه وسلم احداهما ان اعطيناك الكوثر والاخرى انا كفيناك المستهزئين فالاية الاولى للعناية والاية الثانية للوقاية الاية الاولى العناية يعني اية ايش كوثر انا اعطيناك الكوثر هذه العناية به صلى الله عليه وسلم. فقوله تعالى انا كفيناك المستهزئين للوقاية. يعني حفظه صلى الله عليه وسلم لكل من اراده بسوء بقول او فعل. نعم ولما ذكرنك ولي امره بشكرها فقال فصل لربك وانحر اي اقم الصلاة كلها لربك واجعل ذبحك له على اسمه وحده وخاصة سماحة النفس بالمال ثم ذكر من خسار شانئه فقال ان شانئك اي مبغضة هو الابتر المقطوع ومن كل خير وروى النسائي في وقال ان شانئك اي مبغضك والمراد بابغاضه ابغاض شخصه او ما جاء به صلى الله عليه وسلم. فمن ابغض النبي صلى الله عليه وسلم او ابغض ما جاء به النبي صلى الله عليه سلم فهو مقطوع من كل خير واضح؟ طيب طبقوا طبقوا بواقعنا اطبق لكم انا في الواقع الديموقراطية لن تستمر لانها مخالفة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ستنقطع كل ما خالف النبي صلى الله عليه وسلم سينقطع. كما انقطع كل ما تقدم مما خالف النبي صلى الله عليه وسلم فانه سينقطع ما استجد من عند الناس. وان غروا به فرهة من الزمن. فالناس غروا فيما مضى بالشيوعية القومية والوطنية ثم اظمحلك كله. وكل شيء يستجد للناس. يخالف ما جاء به النبي جاء به النبي صلى الله وسلم فانه منقطع لا محالة. ولكن الشأن في صدق اليقين لان كثيرا من الناس يغترون بالحوادث. هذه سنة الله عز وجل التي يميز بها الحق من الباطل والخبيث من الطيب ولذلك في الزمن الماضي هناك كتب الفت في اشتراكية الاسلام وابو ذر الاشتراكي والاشتراكية في القرآن هذي كلها لك ناس منسوبين للعلم والشريعة وذهبت كتبهم الحين لو ذهبت تدورون في الجامعة المكتبات اللي في غنم اشتراكية الاسلام ما تجي وقبل كان كتابا ناريا تتلاقفه الايدي وتنظر اليه انه فكر جديد يمكن ان يحدث تغييرا في العالم المعاصر. فذهب الى مزبلة التاريخ وكل شيء يخالف الشرع سيذهب الى مزبلة التاريخ لكن الشأن في يقينك وثباتك على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والاعتزاز به حتى تبلغ ما قال ابو سليمان الزهراني عن نفسه لو شك الناس كلهم في الطريق ما شككت فيه وحدي. هذي مرتبة عظيمة لو ان الناس كلهم شكوا بالطريق فانه لا يشك فيه لتيقنه بانه واضع قدمه على الصراط المستقيم. فمن وضع ردمه على الصراط المستقيم فلا يبالي بمنهج. فلا تنظر الى من هلك كيف هلك. ولكن انظر من نجا كيف نجا ولا تغتر بكثرة الهالكين فان اكثر الناس هلك ولكن انظر الى حال الناجين. كيف نجا من نجا من هذه الموجات الفكرية التي في العالم الاسلامي في العقود الماضية. وكيف سيهلك اناس بالموجات المعاصرة؟ وسينجوا اناس فينبغي ان ينظر الانسان سبيل نجاته وان يعلم انه يصير الى الله سبحانه وتعالى وحده وانه لا يغني عني فصاحة لسانه ولا قوة جنانه ولا حسن وتغريده ولا كثرة جمعه ولا ارسال جمعه وانما يغنيك عملك عند الله سبحانه وتعالى وامرك الذي عليه في هذه الدار فان ثبت على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم افلحت. وان اخذت يمينا او يسارا فلحت رواه النسائي في السنن الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم كاب من مكة قالت له قريش انت خير اهل المدينة انا من اهل المدينة وسيدهم. قال نعم. قالوا الا ترين هذا المنبت من قومه يزعم انه خير منا ونحن يعني اهل الحديث وارشدانة قال انتم خير منه فنزات ان شانئك هو الابتر ونزلت ان ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب واسناده صحيح الرحمن الرحيم قل يا ايها الكافرون لا انظر ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبده ولا ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبده. لكم دينكم ولي دين. امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه في هذه السورة ان يبلغ الكافرين امرا عظيما. فقال قل يا ايها الكافرون الباقون على كفركم لا اعبد ما تعبدون من الاليات في المستقبل كما اني لا اعبدها الان. ثم اخبر عن حالهم من قوله صلى الله عليه وسلم لا اعبد ما يعبدون تأييسهم من موافقته صلى الله عليه وسلم لهم على دينهم. فهو ثابت على دين الله الذي انزله عليه لا يتغير ولا يتحول عنه صلى الله عليه وسلم. نعم ثم اخبر عن حالهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبده وهو الله المستحق وحده للعبادة فعبادتكم اياه وانتم تشركون ونبيه لا تسمى عبادة ثم كرر براءته من الهتهم فقال ولا انابل مما عبدتم للدلالة على الثبات اسم عبادتي لها. واخبر عن تحقق تكليبهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبده. للدلالة على ان صار وصفا لا اجمل لهم انهم لا يؤمنون. فلكل دينهم الذي رضيوا قال تعالى لكم دينكم ولي دين اين لكم دينكم الذي قضيتموه وهو الشرك الذي رضيتم الذي رضيه لي ربي هو الاسلام. فالفرق بين الاضافتين ان دين المشركين نتاج الاهواء. ودين النبي صلى الله عليه وسلم امر رب الارض فالاول حمله عليه الهوى فاتبعه والثاني حمله عليه الهدى فاحتمل. نعم تفسير سورة النصر. بسم الله الرحمن الرحيم فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. هذه السورة بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشارة عند حصولها وامها. فالبشارة هي البشارة في مكة ودخول الناس لدين الله اي جماعات ينزلوها جماعات وذلك في قوله السبب فين امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تهيأ للقاء ربه كون هذه السورة فيها اشارة الى دنو اجله صلى الله عليه وسلم استنبطه عمر بن الخطاب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما جاء هذا في الصحيحين في قصة طويلة. وامر استنباطي امر فوق التفسير. فان التفسير معرفة المعاني. واما الاستنباط فهو استخراج علوم تعزب الاحاطة بها كثير ممن يفسر القرآن. نعم انه كان توابا. يوفق الخلق للتوبة ويقبلها منهم. فكان صلى الله عليه وسلم يتوالى القرآن ويكثر ان سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي متفق عليه. قوله انه كان توابا يوفق وصدقا للتوبة ويقبلها منهم فيه اشارة الى ان توبة الله على عبده تشمل امرين فيه اشارة الى ان توبة الله على عبده تشمل امرين احدهما توفيقه الى ايقاعها والقيام بها. توفيقه الى ايقاعها والقيام بها والاخر قبولها منه واثابته عليها. قبولها منه واثابته عليها اشار الى هذا ابن تيمية الحديث في قاعدة التوبة المطبوعة باسم رسالة التوبة. نعم تفسير سورة المسد. بسم الله الرحمن الرحيم. تبت يدا ابي لهب وتب. ما غنى عنه ما له وما كسب. سيصل لهب وامرأة حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد. اخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما نزلت صعد النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا فجاء الرجل اذا لم يستطع ان يخرج ارسل رسولا ليمضى معه فجاء غلام وقريش فقال رأيتكم ارأيتكم لو ان خيرا من والي تريد ان تغير عليك ما كنتم مصدقين. قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا. قال فاني نذير لكم فقال ابو لهب تبناك سائر اليوم الهذا جمعتنا فنزلت تبت يدا ابي لهب وتب وما كسب وبلاد من اعمال النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة والاذية له فهلك بذلك. واخبر الله عنه عن في هذه السورة فقال تبت يدا ابي لهب وتب اي خسرت يداه وتب فلم يربح والجملة الاولى دعاء عليه والثانية عنه الله بقوله سيصلى نارا ذات لهب اي سيتفوا نارا عظيما عظيمة تتوقد في اصناعها وامرأته حمالة الحطب يؤم جميلي التي كانت تحمي اغصان الشجر كبيرة ذات الشوك فتلقيها في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية له فاعد الله لها في والمسد الريح الشديد وكان نزول هذه السورة قبل موتها سبحانه وتعالى هذه السورة متعلقة برجل وامرأة. فالرجل هو ابو لهب وذكر فيها بكنيته والمرأة هي ام جميل وابهما ذكرها. فقيل وامرأته حمالة الحطب لماذا وقع هذا في السور لماذا الرجل ذكر في كنيته؟ والمرأة كوي بكية ايش ايوا الاسم يعني اعرض عنه لان فيه عبد العزى طيب اف طيب كان لو قال وامرأته مجاملة صارت هادئة ذكر ابو لهب بكنيته مع ان ذكر الكلية عند العرب تكريم ذكر الرجل بكنيته تكريم له. فلذلك لم يكن العربي اذا سئل من انت؟ قال ابو فلان العرب لا تعرفه الى وقت قريب الى تقريبا الف واربع مئة ما يقال هذا لانك معناه تمدح نفسك انا ابو فلان ولذلك العرب تعرف باسمائهم والعرب اذا عظمت احدا اعلى ما تمنحه من التعظيم ان تناديه بالكلية. ولذلك فان التعريف بالكنية ما حكمه تعرف بالكنية ما حكمه مكروه ذكرنا من هذا اشار اليه الصحيح ان التعريف بالكنية مكروه بما فيه من اعظام النفس ومدها لان هذا عند العرب وجه من التكريم فانت اذا اردت ان معظما لا تقول فلان وانما تقول يا ابا فلان ولا ينبغي للانسان ان يبادر باعظام نفسه واكرامه. فالصحيح فيه الكراه وانما يعرف الانسان باسمه. فيقول فلان ابن فلان هذا هو الذي تعرفه العرب وهو الذي جاء به الشر وجاء ها هنا بذكره مكنى لامرين احدهما ان في ذلك ابلاغا في اهانته واذلاله على حد قوله تعالى ذق انك انت العزيز الكريم. فانه قيل له ذلك للابلاغ في اهانته. فانك ان كنت تزعم انك عزيز كريم فذوق الهوان والمذلة فكذلك ذكر ابي لهب بهذا للامعان في اذلاله واهانته انه وان كان معظما عند الخلق بكنيته فهو مهان عند الله سبحانه وتعالى بذكر ما له من العقاب. والاخر ان في كنيته اشارة الى عقاب لما فيها من اللهب المشير الى صفة النار فان النار تتلهب اي تشتعل. واما المرأة فطوي ذكرها لانها ام جميلة وذكرها بهذه الكنية لا يناسب ذكر عذابها ووعيدها. فطوي ذكر اسمها واشير اليها بقوله وامرأته على وجه الابهام نعم تفسير سورة الاخلاص عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال قل هو الله احد رواه مسلم الله عليه وسلم ينسب لنا ربك فانزل الله. وجه التثليث في الحديث الاول في اصح القرآن في اصح الاقوال هو ان القرآن ثلاثة اتلاف فالاول ثلث ثلث هو خبر عن الخالق فالاول ثلث وخبر عن الخالق. والثاني ثلث هو خبر عن المخلوق والثالث ثلث هو خبر عن حق الخالق على المخلوق ثلث وخبر عن حق الخالق على المخلوق وهذه السورة متمحظة في ايها الاول وهذه السورة متمحضة في الخبر عن الخالق سبحانه وتعالى اختار هذا جماعة من المحققين كابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابي عبدالله ابن القيم نعم بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. لما كان مربيا على الاخلاص اخلص الله هذه السورة نفسها الرسول مبلغا ان الله هو الاحد المنفرد بالكمال. المتبرج بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات. فلا يشاركه احد فيها وانه هو الله الصمد. المقصود في قضاء الحوائج فالخلق اليهم مستغنى عنهم الله تجمع معنيين. صمدانية الله تجمع معنيين. احدهم كمال سؤدده في نفسه احدهما كمال سؤدده في نفسه. والاخر توجه الخلق اليه في ابتغاء حوائجهم توجه الخلق اليه في ابتغاء حوائجهم وافتقارهم اليه. نعم ومن كماله لم يلد ولم يولد فليس له ولد ولا والد ولم يكن له كفوا احد فلا يكافئ احد في ذاته ولا في اسمائه ولا في تبارك وتعالى تفسير سورة الفلق عن عقبة ابن عمر رضي الله عنه قال الم ترى ومعنى لم يرى مثلهن قط في الاستعاذة بهن وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما بالاخلاص ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات رواه البخاري وكان صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى يقرأ على نفسه بمعوذات وينفث ويمسح بيده واذا مرض احد من اهله نفث عليه بها متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قل اعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق اذا وقب. ومن شر ومن شر حاسد اذا حسد امر الله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الاخلاص ان يقول مبلغا. وامره في سورة الفلق والناس ان يكون متعودا فقال له هنا قل اي الجأ واعتصم برب الفلق وهو الصبح من شر ما خلق. الله من شر ما خلق الله من المخلوقات ووجد به بعضها وهو كل مخلوق فيه شر. ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المشتملة على وهو كل مخلوق فيه شر فيه اشارة الى ان العمومة في قوله تعالى من شر ما خلق دخله التخصيص فلا يراد به الاستعاذة من كل مخلوق وانما يراد به الاستعاذة من كل مخلوق فيه شر. لان من المخلوقات مخلوقات لا شر فيها مثل ايش المثل الملائكة ومثل العرش ومثل الجنة. فيكون المستعاذ به هو مخلوق ذو شر. نعم ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المستندة على شرهم فقال والحيوانات المعدية هذا فان هذا هو الغاسق اذا وقب. فاجعل القمر علامة له. فيكون الحديث اشارة الى الليل ذكر علامة تختص به وهي القمر. فاشارته صلى الله عليه وسلم الى القمر لا يراد به بها لا وانما يراد بها الظرف الذي احتواه وهو الليل. لانه موضع للشرور. نعم. ومن سنن النفاثات العقد وهي الانفس السواحل من الرجال والنساء اللواتي يستعن على بالنفخ مع ضيق لطيفة في العقد المشدودة عليه بالنفخ مع رق اللطيف هذا يسمى ايش يعني النفث لابد فيه من ريح لطيفة لابد فيه من الريق لطيفة فان خلا من الريق سمي نفخا من خلا من الريق سمي نفخا فهو الهواء المجرد. نعم ومن شر حاسد اذا حسد وهو من يكره سوء النعمة الى محسوده استعاذ منه اذا ثار حسده وبرز وقد تضمنت هذه من انواع الشرور عموما ومن اصولها خصوصا. تفسير سورة الناس بسم الله الرحمن الرحيم الناس اله الناس من شر وسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس والناس مستهل هذه السورة كسابقة فان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون متعودا فقال له قل اعوذ جوعتكم برب الناس وهو سيدهم المالك والمصلح لهم. ملك الناس وملك ملكه من ربوبيته لكن اخرج لجلاله ويقوي ارادتهم له ويقبح لهم الخير ويثبتهم عنه. فاذا استعاذ منه العبد تأخر واندفع عنه. فالخناس هو المتأخر مندفع اذا والعز ربه في دفعه ومحل وسوسته صدور الخلق من الجنة والناس. تم الكتاب غيره هل لوسوسته صدور الخلق من الجنة والناس؟ اي ان الاية الاخيرة متعلقة بذكر الموسوس فيه. لا الموسوس فمعنى قوله تعالى في صدور الناس من الجنة والناس اي الموسوس منهما. فالناس هم الجنة والانس. ويكون ذكر الناس في اخر الاية من عطف العامي على الخاص وليست الاية بذكر الموسوس. لان الانس يمتنع كون احدهم موسوسا لماذا لماذا يمتنع كون الواحد من الانس موسوسا لان الوسوسة القاء الباطن الخفي. ولا سبيل لشياطين الانس الى ذلك. وانما يكون فعل الانس الوفد احسنت وانما يكون فعل الانس الوسوسة. فالوسوسة فعل شياطين الانس بالقاء الشر في اذان الخلق وسوسة فعل شياطين الجن بالقاء الشر اين في قلوب الخلق بالقاء الشر في قلوب الخلق يعني من الجن والانس. فتكون الاية في ذكر الموسوس فيه الا بذكر الموسوس. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من الكتاب وكان مقدرا له مجلسان الله عز وجل ختمه في مجلس واحد الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى اي كتاب الاربعين النووية بعد صلاة العشاء وسنزيدكم درسا بالرابعة والنصف تقريبا لان يوم السبت القادم يوم ماشي عاشوراء فان شاء الله تعالى في السبت القادم سيكون في هذا المسجد مجلس لاملاء الحديث المسلسل بعاشوراء. الساعة الرابعة والنصف تقريبا وربما ذكرنا قبلها قليلا او تأخرنا يسيرا لكن الاصل ان يكون في الساعة الرابعة والنصف هذا المجلس يحتاج الى نصف ساعة ان شاء الله تعالى العشاء ان شاء الله تعالى اربعين نووية ونجتهد ان نبكر بختم بقية الكتب قبل وفود وقت اختباراتكم النهائية في الجامعات غيرها