غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لامية ابن الوردي للشيخ ابراهيم رفيق الطويل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح لامية ابن الوردي. نصيحة الاخوان ومرشدة الخلان هذه اللامية التي عشنا في ظلالها مجالس ومجالس ونحن نتفيأ ظلالها تبسوا من معانيها ومن حكمها وفوائدها ونصائحها فهي كما قلنا خلاصة حياة. عاشها الامام ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه. خلاصة تجارب متعددة. في جوانب متعددة ومجالات في حياة الانسان واراد ان يقدمها لهذه الامة على شكل ارجوزة لطيفة رائقة يحفظها الكبار والصغار اهتدوا بهذه الارشادات والنصائح وليستلهموا منها طرق التصرف الصحيح في الكثير من قضايا الحياة ويحسنوا معالجتها وفق المنهج الشرعي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى اليوم احبتي ابن الوردي رحمة الله عليه سينتقل بنا للحديث عن شيء من صلب تجربة حياته سينتقل بنا للحديث عن امر من صلب تجربة الحياة. ما معنى هذا تكلمنا ان ابن الوردي رحمة الله عليه احبتي كان قاضيا وحاول ان يتملص مرات عديدة من تولي هذا المنصب وان يعتذر عنه فيا ترى ما هو السبب الذي كان يدفع ابن الوردي وغيره من اهل العلم آآ لمحاولة التملص من منصب القضاء والتورع عن قبوله فان هذا المنهج لم يكن منهج ابن الوردي فقط. بل العلماء الثقات العدول قديما وحديثا. ما زالوا يتملصون من هذا المنصب ويحاولون هنا الهروب منه والا يتولوه فما هو السبب الدافع لهم يا ترى الى سلوك هذا المنهج في الحياة؟ ابن الوردي رحمة الله عليه سيتكلم الان عن هذه القضية باسهاب وتفصيل وسيعلل لنا ما هو السبب الذي جعله ينتهج هذا المنهج فقال رحمة الله عليه في البيت السادس والخمسين لا تلي الحكم وان هم سألوا رغبة فيك وخالف من عدل لا تلي الحكم وانهم سألوا رغبة فيك وخالف من عدل يقول لك ابني الوردي رحمة الله عليه اياك ان تتولى منصب القضاء والفصل بين الناس في الخصومات وان سألك الناس ذلك والحوا عليك رغبة فيك فحاول ان تتملص من قبول هذا العرض الان هذه القاعدة التي يذكرها ابن الوردي وهو ان تحذر من تولي منصب القضاء حتى ولو طبع الناس فيك والحوا عليك فحاول ان تهرب وان تتملص هذه القاعدة في الحقيقة ينبغي ان تقيد بقيد حتى تفهم بالشكل الصحيح. ما هو هذا القيد؟ هو في حالة انه يوجد اكثر من شخص يصلح لتولي منصب القضاء فحاول ان تتملص انت ويقع الاختيار على غيرك. لكن اذا لم يكن في البلدة او في القرية الا شخص واحد يصلح لتولي منصب القضاء. واذا لم يتولى هذا الشخص هذا المنصب فان امور ستسير على فساد وهرج. فهنا يكون توليه لمنصب القضاء فرضا عينيا عليه. لا يجوز له الهروب منه لكن ابن الوردي يتكلم هنا في حالة وجود خيارات عديدة واكثر من شخص مؤهل لان يتولى هذا المنصب فهو ينصحك الا يقع الاختيار عليك. وان تحاول ان تتملص وان تعتذر ما وجدت لذلك سبيلا. هذه هي النصيحة التي يريد ان يقدمها ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه حتى لا يفهم كلامه بالشكل الخاطئ وتكتمل الصورة لدينا. اذا هو يتكلم في حالة وجود خيارات عديدة يقول لك حاول الا تكون انت الشخص الذي يقع عليه الاختيار اذا لا تلي الحكم وانهم سألوا. طبعا المفعول به محذوف. المراد وانهم سألوك لكن حذف المفعول به وقدره تقديرا حتى يستقيم معه الوزن اذا لا تلي الحكم وانهم سألوا رغبة فيك. هم لماذا سيسألونك؟ رغبة فيك ان تتولى هذا المنصب لخير رأوه فيك ثم يقول لك وخالف من عدل وخالف من عدل. يعني اذا جاءك شخص يعدلك اي يلومك ما هو العدل؟ اللوم اذا جاء شخص يلومك يقول لك يا فلان لماذا لم تتولى منصب القضاء؟ وامثالك يستحقون مثل هذا المنصب وبتوليك لهذا المنصب ستحظى على امتيازات في دولة ويكون لك كذا وكذا ويبدأ يعني يلومك لماذا رفضت هذا المنصب ويرغبك في العودة اليه مرة اخرى. اذا جاءك هذا النوع من الناس فقل لهم جزاكم الله خيرا فانني لا اريد ان اورط نفسي في حقوق الناس فانظروا غيري واذهبوا الى من هو خير مني باذن الله. يقول لك تعامل مع هؤلاء بهذا النهج. لان الانسان احبتي اذا اعتذر عن المناصب الشريفة في ورفض ان يقبلها يأتيه اصدقاؤه واحبابه ويرغبونه ويطمعونه ويلومونه. يا فلان لماذا لم تقبل وانت شخص مؤهل ورجل فيك خير وكذا وكذا الان هنا الانسان قد يتراجع ويبدأ يراجع نفسه. لا ابن الوردي يقول لك احسم الامر من البداية اذا جاءك هذا الصنف فخالفه. وقل لهم جزاكم الله خيرا خيرا فاني لا اريد ان اورط نفسي في حقوق الناس وغير موجود لانه هذه الفرضية الفرضية ان هناك اكثر من شخص يمكن ان يلي هذا المنصب فيقول لهم اذهبوا الى غيري ففيه باذن الله غنا وكفاية اذا لا تري الحكم وانهم سألوا رغبة فيك وخالف من عدلك ولامك وخالف من عدل. ثم بدأ ابن الورد رحمة الله تعالى عليه يشرح لنا لماذا اختار هذه الفلسفة في الحياة وهذا النهج؟ نهج الاعتذار عن تولي القضاء ومحاولة الهروب منه ولماذا ينصحك به؟ فيقول في البيت الذي يليه ان نصف الناس اعداء لمن ولي الاحكام هذا ان عدل ان نصف الناس اعداء لمن؟ ولي الاحكام هذا ان عدل. يقول لك ابن الوردي رحمة الله عليه في هذا البيت هذا اول تفسير وتعليل لماذا ينبغي عليك ان تزهد في القضاء؟ هذا اول تعليل يقدمه وتفسير اولا يقول لك ابن الوردي اذا وليت القضاء والفصل بين الناس فستصبح مكروها مبغوضا على الاقل من نصف المجتمع كيف ذلك احبتي اذا بدأ الانسان يفصل بين الخصومات والمنازعات الواقعة بين الناس فجاءك اه اثنان لتفصل بينهم. احدهما ستقضي له والاخر ستقضي عليه وتلزمه بالحق فمن قضيت عليه والزمته بالحق في العادة سيبغضك وسيحقد عليك ويمتلئ قلبه غيظا منك لان الناس احبتي دائما يرون انفسهم على حق وان الطرف الاخر هو الظالم له. هذا حال اكثر الناس يرون انفسهم انه ابرياء وانهم اصحاب الحق وان غيرهم هو الظالم. فاذا جاءك اثنان لتقضي بينهما احدهما كما قلنا ستقضي له والاخر ستقضي عليه. ومن ستقضي عليه وتلزمه بالحق فلابد في العادة ان يبغضك وان يمتلئ غيظا منك وان يحقن عليك وهذا مع كل خصومة وهذه الحالة ستكون لك مع كل خصومة ومع كثرة الخصومات والمنازعات في المجتمع سيزداد خصومك ايها في هذا المجتمع كل يوم عندك خصومة هناك من تقضي له وهناك من تقضي عليه. من تقضي عليه يمتلئ قلبه غيظ لك ومع مرور الايام بالتالي سيكثر خصومك في وهذا كله اذا كنت قاضيا عادلا تتحرى العدل واما اذا كنت قاضيا ظالما جائرا فان المجتمع كله سيبغضك ويحقن عليك حتى هؤلاء الناس الذين حابيتهم في مرة من المرات وجعلت الحكم لهم من اجل ان تشتري ودهم. هؤلاء الناس ايضا سيشعرون بالريبة منك لانهم يدركون انك انما قضيت لهم بالظلم والجور ولم تقض لهم بالعدل والحق. فهم الان نعم انت قضيت لهم سيجاملونك يبتسمون في وجهك لكنهم سيبقون في ريبة منك. انت اليوم قضيت لهم وحابيتهم وغدا ستقضي عليهم فان منهجك هو منهج الجور والظلم. وايضا انت اصلا تنساقط في اعينهم وان قضيت لهم. انت ساقط في اعينهم لعلمهم انك رجل تفقد المروءة والشهامة والعدل والانصاف. فلا توجد لك رفعة في بانفسهم او مكانة او حظوة اياك ان تظن ذلك ايها القاضي الجائر والقاعدة العامة احبتي من اسخط الله بظلمه ودوره ليرضي بعض الناس فان الله سبحانه يسخط عليه ويسخط عليه كل الناس. هذه القاعدة علينا ان نعيها جيدا. الانسان يسعى لمرضات الله سبحانه وتعالى ولو غضب منه طائفة من الناس. المهم انه يسعى في مرضاة الله ويسير في تحقيق هذا الامل. واما من كان سعيه في حياته ودأبه ان يرضي الناس على حساب رضا الله سبحانه وتعالى فهذا والله لن يرضى الله عنه ولن يرضى عنه الناس. اذا يقول لك ابن الوردي فان نصف الناس اعداء لمن؟ ولي الاحكام هذا ان عدل. طبعا النبي يضرب بما فيه شيء من المبالغة ان نصف الناس هذه النصفية ربما فيها شيء من المبالغة لكن هو يريد ان يصور لك الامر بهذه الصورة التي ذكرتها لك. انك ستقضي بين الناس حتى ولو كنت عادلا فكل شخص ستقضي عليه هو سيشعر انه مظلوم وسيحقد عليك يمتلئ قلبه غيظا منك بالتالي مع مرور الايام ومع كل قضية تحلها سيصبح خصومك في المجتمع كثر. فستجد مع الوقت كان نصف المجتمع اصبح ضدك ولا يقف معك والانسان احبتي في هذه الحياة يريد راحة باله ويشتريه كما يقول راحة البال ويزهد في كل هذه المواقف ويعرض عنها امل يعني ما الذي يدعوك لان تقف في هذا الموقف ولان تكون بينك وبين الناس وخصومات ومنازعات. استرح من كل هذه الامور. هذا منهج ابن الوردي في حياته. ان نصف الناس اعداء لمن ولي الاحكام هذا ان عدل وان لم يعدل فان كل المجتمع سيكون خصما له على التفصيل الذي ذكرناه. اذا هذا التعليل الاول الذي يقدمه ابن الوردي لمنهجه في الحياة ننظر الان في التعليل الثاني قال فهو كالمحبوس عن لذاته وكلا كفيه في الحشر تغل هذا تعليل اخر لماذا يزهدك ابن الوردي في منصب القضاء؟ يقول صاحب القضاء في هذه الحياة الدنيا محبوس عن كثير من لذاته فهو لا يستطيع ان يذهب وان يأتي في الطرقات والاسواق والمتنزهات. كما يفعل الناس عموما لا يستطيع ان يفعل هذه الامور بالاريحية التي يفعلها بها الناس. فهو مضطر لان يراقب تحركاته واقواله وافعاله حتى يبقى محافظا على هيبته امام الناس ويحافظ ايضا على هيبة القضاء. لذلك احبتي لو نظرتم آآ القضاة الذين في المراتب العليا في الدولة لا يسيرون الا في مواكب وحراسات مشددة. وكثير منهم يخشى ان يبوح بمكان اقامته وعن منزله. لانه يخشى ان يتردد الناس الى منزله كثيرا هذا يأتي له بمن يشفع له وهذا يحاول ان يسترضيه وهذا يزوره ليقدم له رشوة. وبعض الناس او بعض القضاة يخشى ان يبوح بمكان منزله خشية من ان يأتي الناس ليؤذوه في منزله او يؤذوا اهله لانه قضى عليهم. فتجد ان حياة القاضي حياة لا يوجد فيها ذاك الامان العالي. هو يشعر فيها هذه الحياة الدنيا انه مراقب انه يجب ان يكون حذر. فلا توجد اريحية وهدوء وسلاسة في حياته. في تحركاته في مشيه في ذهابه في عودته يخشى من الخصوم يخشى ان الناس تغضب عليه يخشى ان يظفر به بعض الخصوم يخشى ان يكثر الناس من زيارته وتقديم الهدايا والرشاوى فلا اريحية في حياته في هذه الحياة الدنيا. لذلك يعبر ابن الوردي عن هذه الحالة التي عاشها هو يعني ابن الوردي يجسد الان الحياة التي عاشها هو ويخبرك يقول لك فهو كالمحبوس عن لذاته لا تستطيع ان تاخد اريحيتك في هذه الحياة اذا كنت قاضيا فالانسان كما قلنا يشتري راحة البال لماذا؟ تعرض نفسك لكل هذه المواقف؟ ولماذا تحجر على نفسك بدل من ان تحيا مطمئنا هادئا كما يسير الناس وتذهب وتأتي من دون ان يراقبك الناس فهذا شيء يبحث عنه الانسان في الدنيا والورطة الكبرى ليست في هذه الدنيا بل الورطة الكبرى يوم القيامة فيقول لك ابن الوردي وكلا كفيه في الحشر تغل فان القاضي احبتي كما جاء في الاحاديث وكأن ابن الوردي رحمة الله عليه يشير الى الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده من حديث ابي امامة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يلي امر عشرة فما فوق ذلك الا اتى الله يوم القيامة ويده الى عنقه فكه بره او اوبقه اثمه انظروا الحديث ماذا يقول ما من رجل يلي امر عشرة فما فوق ذلك الا اتى الله يوم القيامة مغنونة يده الى عنقه فكهوا بره او اوبقه اثمه ثم يقول صلى الله عليه وسلم ويكمل الحديث اولها ملامة واوسطها ندامة واخرها خزي يوم القيامة. امر شديد في القضاء وكذلك جاء هذا الحديث من طريق عبادة بن الصابر قال صلى الله عليه وسلم من امير عشرة الا جيء به يوم القيامة مغلولة يده الى عنقه حتى يطلقه الحق او يوبقه فهذا هذا المفهوم مفهوم ان القاضي يأتي يوم القيامة ويده مغلولة الى عنقه جاءت به مجموعة من الاثار. وهذا ما اشار اليه ابن الوردي في قوله وكلا كفيه في الحشر تغل ان القاضي كما جاء في الاحاديث النبوية يأتي يوم القيامة يده مغلولة. حتى ينظر في امره ان كان قضى بالعدل الله سبحانه وتعالى يفك عنه غله. وان كان قضى بالجور فانه يوبق يوم القيامة بسبب ظلمه وجوره طبعا الاحاديث التي تحذر من منصب القضاء وتحذر الناس من التساهل في امر احاديث كثيرة يعني. حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة. هذا على القاضي العدل. ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى فيها انه لم يقضي بين اثنين في تمرة قط. يعني على مستوى تمرة يتمنى انه لم يتولى منصب القضاء لا من قريب ولا من بعيد لشدة حساب القضاة لكن كما ان الشريعة جاءت بالتخويف والترهيب في هذا الباب جاءت ايضا في مدح قضاة العدل لان هذه الدنيا في النهاية لابد فيها من قضاة عدل يقيمون امر الناس ويصلحون حياتهم حتى تسير هذه الحياة على صلاح وخير ويبتعد الهرج والفساد والفساد عن حياة الناس لابد من وجود قضاة العدل. لذلك كما ان الشريعة خوفت وحذرت كذلك رغبت. في الحديث الصحيح عن ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. اولهم امام عادل والقاضي هو من الائمة. امام عادل كذلك جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص الذي رواه الامام احمد ومسلم. قال صلى الله عليه وسلم ان المقسطين ان المقسطين عند الله على منابر من نور ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا او كما قال عليه الصلاة والسلام. فهذا الحديث ايضا يدل على عظم مرتبة القاضي العادل عند الله. ان المقسطين يعني الذين يعدلون ويقسطون في حكم المهم عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين. الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا، وهذا فيه تشريف الذين يتحرون العدل وتقوى الله سبحانه وتعالى. فهذه الشريعة كما قلنا الشريعة متزنة دائما في خطابها. تأتي بالترهيب حتى لا يتجاسر الناس على منصب القضاء وهم ليسوا باهل له ويحذر الانسان ويحسب الف حساب قبل ان يلي هذا المنصب. وفي المقابل تعد القاضي الذي يتحرى العدل ويبذل جهده لان يوصل الحق الى اصحابه ان الله عز وجل يجلسك على منابر من نور عن يمينه يوم القيامة. وهذا ايضا فيه ترغيب للذين يحرصون على العدل ولا يكون مقصدهم من من تولي منصب القضاء اخذ الامتيازات والشرفيات التي هي مشهورة في الدول وفي الانظمة المعاصرة اذا فهو كالمحبوس عن لذاته وكلا كفيه في الحشر تغل ثم انتقل ابن الورد يا احبتي رحمة الله عليه ليبين لكم ثقل منصب القضاء وثقل القاضي بطريقة لطيفة جميلة مستعينا بقواعد الصرف والنحو ابن ورد الان سيبين لكم ثقل لفظة القاضي وثقل منصب القضاء بطريقة لطيفة. مستعينا بقواعد النحو والصرف. فماذا يقول؟ يقول ان للنقص والاستثقال في لفظة القاضي لوعظا ومثل ان للنقص والاستثقال في لفظة القاضي لوعظا ومثل. يقول لكم ابن الوردي لفظة القاضي لو اخذناها وتعاملنا معها من ناحية نحوية صرفية نبدأ وننظر فيها لفظة القاضي. الان القاضي من الناحية الصرفية اسم منقوص لانها ختمت بياء لازمة مكسور ما قبلها والاسم المنقوص في علم الصرف هو كل اسم انتهى بياء لازمة مكسور ما قبلها فلفظة القاضي اذا فيها نقص من الناحية الصرفية هنا الناحية النحوية احبتي فان حركة الرفع وهي الضمة وحركة الجر وهي الكسرة لا تظهر على لفظة القاضي. لماذا؟ لاننا تعلمنا في النحو عندما قل جاء القاضي القاضي فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على اخره. منع من ظهورها الثقل. ففيها ثقل كذلك مررت بالقاضي. القاضي اسم مجرور وعلى مجره الكسرة المقدر منع موضوع الثقل. فحركة الرفع وحركة اه وهي وهي الضمة. الحركة الاصلية للرفع وهي الضمة الحركة الاصلية للجروة هي الكسرة لا تظهر على كلمة القاضي وعلى لفظة القاضي بسبب وجود الثقل في اخرها الناجم عن الياء لان الياء ثقيلة فلا تجتمع عليها ايضا الثقة الاخر بالضمة والكسرة فباختصار القاضي اجتمع فيها في علم الصرف والنحو النقص والثقل ولفظة فيها نقص وفيها ثقل حري الا تتصف بها انت. بالطريقة اللطيفة هذه التي يوصلها ابن الورد اليك. لفظة فيها نقص وفيها ثقل حري الا تتلقب بها والا تتصف بها وان تنفر منها نفورا. لا تحتاج ان بالقاضي انت لا تحتاج الى هذا الامر لذلك يعني كان ابن وردي رحمة الله عليه ماذا يريد ان يقول لك يقول لك لفظة فيها نقص وثقل انا الان اشرح البيت بالالفاظ التي ذكرها. لفظة فيها نقص وثقل فيها عظة كافية لانه ماذا قال يقول ان للنقص والاستثقال في لفظة القاضي لوعظا ومثل فهو يريد ان يقول لك لفظة فيها نقص وثقل فيها عظة كافية ومثل شافية تزجرك ان تتلقب بها وان تحرص عليها. تزجرك ان تتلقب بها وان تحرص عليها. لذلك هذا معنى ان للنقص والاستثقال في لفظة القاضي لوعظا ومثل هذا النقص والاستثقال يعظك موعظة شافية ويعطيك مثل كافي شافي يزجرك ان تتصف بهذا اللقب ويجعلك زهيدا فيه لا تحرص على التلقب به طبعا قوله لوعظا ومثل. الان كلمة مثل الاصل ان تكون ايضا منصوبة لوعظا ومثلا وتنوين النصب في حالة الوقف عليه كما هو معلوم في قواعد الوقف في اللغة ان تنوين النصب اذا وقفت عليه تبدله الفا ولا تحذفه بالكلية بخلاف تنوين الضم وتنوين الكسر. تنوين الضم والكسر في حالة الوقف يحذف ولا يعوض عنه شيء. لكن تنوين الفتح في العربية اذا وقفت على الكلمة المنونة بتنوين فتح فانك تقلب تنوين الفتح الفا. لكن ابن الوردي نلاحظ انه لم يفعل هذا هنا بل حذف تنوين الفتح ولم يقلبه الى الف فقال لوعظا ومثل وقف على اللام. الان احبتي اه هذه الطريقة التي اتبعها من الوردي انه حذف تنوين الفتح ولم يعوض عنه بشيء. هذه لغة لقبيلة من العرب تسمى قبيلة ربيعة قبيلة ربيعة تقف على تنوين الفتح بحذفه بالكلية من دون ان تعوض عنه شيء. والشعراء قديما وحديثا يستخدمون لغة وان لم تكن هي اللغة المشتهرة عند العرب يستخدمون لغة ربيعة ما تحتاج اليها في الشعر حتى يحافظوا على الروي. الان هذه لامية لابن الوردي. فينبغي ان يكون البيت كل بيت ممتهن بحرف اللام. حتى يحافظ ابن الوردي على انتهاءها هذا البيت بحرف اللام بدلا من الالف. ماذا فعل؟ استخدم لغة ربيعة انه قال انا اريد ان اقف على تنوين الفتح على لغة ربيعة من خلال حذفه من دون ان نعوض عنه الفا. فهذه اللغة لغة ربيعة كثير ما يستخدمها الشعراء في آآ المنظومات الشعرية اذا ارادوا ان يحافظوا على الروي في اخر البيت على استقامة الوزن الشهري عموما يعني فهذا تعليق استطرادي سريع. الان هذا التعليل الذي قدمه ابن الوردي حينما قال لك ان للنقص والاستثقال في لفظة القاضي لبعض ومثل. ليس طبعا تعليل حقيقيا علميا حتى لا تتولى منصب القضاء وانما اسميه انا تعليل استئناسي استلطافي. هو مجرد استئناس واستلطاف. يعني كلمة فيها نقص وثقل. ايش بدك بها؟ خلها بعيدة عنك. كانه يريد ان يقول بهذه الطريقة. اما هذا ليس تعليل علميا ان الانسان لا يصلح ان يقول والله انا لا اريد الى منصب القضاء لماذا؟ قال لان لفظة القاضي فيها نقص في علم الصرف واستثقال في علم النحو فبالتالي انا غني عنها. يعني لا يصلح هذا تعليل علمي. لكن كما قلت لك هو من اجل ان في الاجواء ابن الوردي في خلال هذه المنظومة اتى بهذا التعليل الاستئناسي. ثم انطلق ابن الوردي ليكمل رحلته في بيان فلسفته في منصب القضاء قلل لماذا؟ ينبغي عليك ان تزهد فيه. فيقول لك لا تساوي لذة الحكم بما ذاقه الشخص اذا الشخص انعزل يقول لك ابن الوردي رحمة الله عليه في هذا البيت كل اللذات التي تسعى لتحصيلها من خلال تولي منصب القضاء لذة يعني فخامة المنصب ونظر الناس اليك بنظر عالي ومدح الناس لك والاشارة اليك بالبناء يعني الناس لماذا يحبون تولي منصب القضاء لانهم يشعرون بالفخامة بالهيبة ان الناس تنظر اليهم بوقار واجلال. هذه لذات ترغبها بعض النفوس. فيقول لك ابن الوردي هذه اللذات التي تلهث خلفها وتسعى لتحصيلها من خلال توليك لمنصب القضاء لذة البهرجة وابهة المنصب وفخامة النظر الناس اليك واحترام الناس وتبجيلهم سيدنا واجلسوا وافسحوا له. كل هذه اللذات ستذهب في لحظة واحدة ادي رسالة ابن الوردي. يقول لك كل هذه اللذات التي تبحث عليها وتنافس في طلبها ستذهب في لحظة واحدة وهي لحظة العزل حينما تأتي نهاية الخدمة يقولون لك جزاك الله خيرا على خدمتك في منصب القضاء. وانت الان معزول حتى نترك مجال للشباب. بمجرد ان تعزل ستذهب كل هذه الالقاب وستكتشف ان كل ما كنت تنهث خلفه هو سراب. انتهى في لحظة واحدة. ذهبت الالقاب والفخامات وتوقير وانظروا احبتي في واقعنا المعاصر. وماذا بقي؟ بقيت عليك الحسرة. والخشية من سؤال الله لك يوم القيامة عما فعلته طوال التي توليتها في هذا المنصب. في لحظة واحدة ستذهب كل الالقاب وستجلس وحدك في البيت خصومك كثر في المجتمع وعند الله سبحانه وتعالى الامر اعظم واشد لانك ستسأل عن كل قضية لم تتحرى فيها العدل. ستسأل عن كل اه تصرف وكل نظرة خاطئة ارتكبتها في خلال هذا المنصب. لم ترضي بها وجه الله سبحانه وتعالى. فانت في ورطة في الدنيا وفي الاخرة وكل هذه اللذات التي قاتلت من اجلها ذهبت في لحظة واحدة وانتهت. فاياك ان تلهث خلف السراب. هذه نصيحة ابن الوردي رحمة الله عليه. ويتبع كلامه في هذه فكرة يقول فالولايات وان طابت لمن؟ ذاقها فالسم في ذاك العسل ثم نعتذر احبتي لشيء من التعب عل به في هذه الايام اسأل الله ان يصرف عني وعنكم كل شر وسوء فيقول ابن الوردي رحمة الله عليه فالولايات وان طابت لمن؟ ذاقها فالسم في ذاك العسل. يقول هذه الولايات وهذه المناصب وهذه البهرجة. وهذه اللذات التي تذوقونها ايها القضاة وان طابت لكم لكن احذروا فان هذه اللذة لذة مسمومة قد يكون فيها الهلاك في الدنيا وفي الاخرة فالولايات وان طابت لمن ذاقها. الولاية والقضاء في لذة في طعمه. لذلك تجد ناس تقاتل عليه. فيه لذة لكن ابن الوردي يقول لكم هذه اللذة احذروها. هذه اللذة التي تتذوقونها هذه النشوة التي تبحثون عنها لذات مسمومة السم في ذاك العسل هذا العسل الظاهر امامكم هذا عسل مغشوش عسل مغشوش عسل مشوب بالسم فاحذروا منه ايها القضاة ويا اصحاب الولايات يا من تقاتلون من اجل هذه المناصب احذروا فان هذا الطعم وهذه البهرجة وهذا الزخرف مشوب ليس خالصا ليس نقيا بل فيه سم قد يكون سبب في هلاك في الدنيا وفي الاخرة. ان كثير من القضاة بعد ان يتركوا منصب القضاء الناس الذين ظلموا يكونون يتحينون لهم ويتربصون بهم حتى يظفروا بهم ليأخذوا حقهم من جلودهم وهناك كثير من الجرائم وقعت في حق القضاة بعد ان تركوا هذا المنصب ظنوا انهم سيعيشون في هدوء وطمأنينة بعد ان اخذوا لذة القضاء فاذا هم يحيون في هذا المجتمع في اضطراب وقلق وخوف. وهذا خاصة في قضاة الجور قضاة الظلم الذين يظلمون الناس الناس لا تسامحهم ابدا هناك ناس لا تسامحك ابدا ايها القاضي الجائر. بل تريد ان تأخذ حقها منك في الدنيا قبل الاخرة. فاحذر فاحذر من موضوع القضاء. وحاول ان ازهد فيه وان تلقي تبعة هذه المناصب على غيرك فانت والله لست حريصا على كل هذه المتاعب في الدنيا وفي الاخرة ثم انتقل ابن الوردي رحمة الله عليه ليشكو لنا حاله مع القضاء فقال نصبوا المنصب اوهى جسدي وعنائي من مداراة السفل يقول ابن الوالد رحمة الله عليه نصب المنصب اوهى جسدي اي منصب القضاء لقد اتعب جسدي في هذه الحياة. والسبب في ذلك اني كنت اعاني كثيرا وانا اعالج واداري سفلة الناس وسقط الناس. لان القاضي في العادة احبتي انما يتعامل في الخصومات والمنازعات مع سقطة الناس وسفلتهم. واما اصحاب النفوس والهمم العالية اصحاب العمل والانجاز في هذه الحياة لا يجدون وقتا للذهاب الى القضاء ولا يجدون وقتا للخصومات والمنازعات بين الناس. وانما الى القضاء في حالة الاضطرار يعني لا يوجد لديهم مخرج الا الذهاب للقضاء. حينئذ يذهبون اليه والا فشرف نفوسهم ومروءتهم تأبى ان يذهبوا الى النزاع والخصومات بين يدي القضاة. واما الذين عادتهم الذهاب اه المشاكل والخصومات والمنازعات في هذه الحياة. الخصومات. هؤلاء هم الناس الذين لا يحسنون شيئا ولا يتقنون شيئا يفعلونه في الحياة الا النزاع والشقاق. لذلك القاضي في العادة اكثر من يزوره ويأتي الى مجلسه ويتخاصم عنده ام هذه الطبقة من الناس طبقة سفلة الناس المغفلون الذين لا يجدون شيئا يفعلونه في هذه الحياة الا كما قلنا النزاع. فمعاملة هذه الطبقة كثرة معالجتها ومحاولة مداراتها وتهدئة نفوسها ويا فلان لأ مشي الموضوع ولا وانت لا تخاصم وانت لا تضرب وانت لا تمد يدك عليه. معالجة طبق امر متعب جدا يقول لكم ابن الوردي معالجة هذه الطبقة ومداراتها مع الوقت تصبح امر ممل ومتعب وهذا الامر لا يعرفه الا القضاة فعلا الذين يرون المشاكل التي تأتي على اتفه الاسباب. هذا القى عليه شيء وهذا نظر اليه بنظرة وهذا تكلم معي بطريقة. وهذا آآ اذاني بسيف وهذا ضربني بسيف كل هذه المشاكل انما تصدر من سفلة الناس وان تتعامل مع هذه الطبقة سنوات طويلة امر متعب فعلا للانسان ويشعره مع الوقت بالملل والضجر اذا نصب المنصب اوهى جسدي وعنائي من مداراة السفل. انتهى هنا كلام ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه عن موضوع القضاء وتزهيده لك فيه. وذكر لك الاسباب فعلا المقنعة لان تزهد في هذا المنصب ما دام هناك شخص يستطيع ان يحل محلك في هذا الميدان. ثم عاد ابن الوردي رحمة الله عليه بعد ذلك. ليتكلم عن النصائح العامة في الحياة حتى تتبعها وتنتهجها. عاد للكلام عن نصائح عامة في شتى جوانب الحياة. فيقول لك قصر الامال في الدنيا تفز فدليل العقل تقصير الامل ان من يطلبه الموت على غرة منه جدير بالوجل. يطلب منك ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه الا تطيل املك في هذه الحياة الدنيا لا تشعر ولا تحيا في هذه الحياة وانت تظن انك ستعيش كثيرا طويلا الى ابد الابد. بل قصر الامل. لماذا؟ لان طول الامل احبتي يجعل الانسان المسلم بطيئا عن الطاعة سريعا الى المعصية ينغمس في اوحال الذنوب والمعاصي لانه يشعر ان معه فسحة من العمر فيسوف التوبة ويبقى غارقا في ذنوبه وفي معاصيه حتى يأتيه الموت على غرة منه في لحظة لم يحسب لها حساب وهو غارق في الذنوب والمعاصي ولم يستعد للقاء الله بالتوبة في لحظة غرة يأتي الموت لينهي كل شيء. كم من انسان مات احبتي وهو في صورة وفي هيئة لا ترضي الله سبحانه وتعالى. احدهم يموت وهو يتعاطى المخدرات وذاك يموت وهو في حضن آآ عاهراته وذاك يموت وهو يسمع الغناء والفجور وذاك يموت في مرقص وذا قصص كثيرة في التاريخ قديما وحديثا. في اناس من اهل الاسلام لكنهم اسرفوا على انفسهم بالذنوب والمعاصي وظنوا ان هناك مجال كثير للحياة واننا نتوب في المستقبل حينما كبر فاذا الموت يأتيهم فبغتة وهم لا يشعرون طول الامل احبتي من اضراره ايضا على الانسان انه يقسي القلب كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الم يأني للذين امنوا هذه نصيحة من الله سبحانه وتعالى لكم وتوجيه وارشاد وحث الم يأن للذين امنوا ان تخشوا قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد اي طولوا الامل. فهذه من صفة اليهود والنصارى يظن احدهم انه سيحيا في هذه الحياة ولن يموت. وانه من الخالدين عنده طول الامل في هذه الحياة هو لا يعتقد طبعا الخلود الابدي ولكنما اقصد انه يظن ظنا في تعاملاته في ممارساته في الحياة انه لن يموت. وان كان هو يعني في باطنه الداخلي يعلم ان الموت حاصل لكن يحاول ان يطرد عن ذهنه هذه الفكرة من خلال التسويف وطول الامل لا لا لا مع عيسى عيشة الثمانين للتسعين معاي فرصة طويلة يبقى يسوف يطول الامل هذي صفة اهل الكتاب لكن ما يهمنا انظروا ماذا ترتب على طول الامل. قال سبحانه فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. انظروا هذا الارتباط فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. اذا طول الامل الانسان الذي يحيا بهذا القلب وبهذه النفسية نفسية اطالة الامل واني ساعيش وساعيش. هذا مع الوقت يقسو قلبه. لانه كما قلنا سيغرق في اوحال الذنوب والمعاصي. لانه يشعر ويشعر نفسه ان معه فسحة من الوقت بعد فيغرق في الذنوب في المعاصي في اللذات في الشهوات حتى يصبح الران على كل قلبه قد غشاه. فيقسوا هذا القلب اطال عليهم الامد فقست قلوبهم. اذا طول الامل له مفاسد كبيرة على الانسان المسلم. في ابعاده عن واحة الطاعة وطلب العلم والخير والمسارعة فيه وفي دفعه للمعاصي والذنوب والاغراق فيها وفي تسويفه للتوبة وفي تجرؤه على الله سبحانه وتعالى وفي قسوة قلبه. لذلك ابن الوردي يقول لك هذه النصيحة الوردية قصر الامل في هذه الحياة هذه الحياة ينبغي ان تحياها وانت على خوف ووجل من ان يفجأك الموت من وطن قلبه احبتي على قصر الامل. يعني ممكن شخص يقول لي ما فائدة قصر الامل؟ قصر الامل احبتي في الحياة هو سبب في اجتماع القلب على الله سبحانه تعالى تقصير الامل سبب في اجتماع القلب على الله سبحانه وتعالى. ويقلل من الهموم والاحزان والغموم. التي تصيبك. فان الانسان وطن قلبه على قصر الامل وادرك واستشعر دائما ان هذه الحياة قصيرة فانه لا يحزن على ما فاته من ملذات الحياة الدنيا. لا احزن ان فلان اصاب مالا وهو لم يصب. لا يحزن على البلاء الذي نزل به. لا يحزن آآ الا حزن العابرين يعني حزنا سريعا تغشيه دائما حلاوة اجتماع القلب على ربه سبحانه وتعالى. فهذا القلب الذي يحيا بقصر الامل مجتمع على ربه يسعى افي رضاه قليل الهموم والاثقال والاحزان جعل الدنيا في يده وسار بقلبه الى الله. هي هذه الخلاصة. جعل الدنيا في يده وسار بقلبه الى الله سبحانه وتعالى. لذلك ابن الوردي يحثك على تقصير الامل وافضل طريقة حتى تبقى مستشعرا لهذه القضية قضية قصر الامل ان تبقى متذكرا للموت. يعني لو سألتني يا شيخ ما هي افضل طريقة ابقى من خلالها مقصرا لاملي مستشعرا آآ آآ ان هذه الحياة الدنيا قصيرة ان تبقى دائما متذكرا للموت. لذلك ابن الوردي ماذا قال؟ وبين لك هذه الوسيلة قال ان من يطلبه الموت على غرة منه جدير بالوجل. يعني اذ لو انك تصور هذه الصورة انت انسان يوجد شخص يريد ان يقتلك ويتربص بك الدوائر ويحاول ان يأتيك على غرة. بالله عليك كيف ستحيا في هذه الحياة؟ يعني لو قيل لك يا فلان ترى هناك شخص يلاحقك في كل مكان تذهب اليه وهو يريد ان يقتلك وينتظر غرة ولحظة المناسبة لينقض عليك بالله عليك كيف ستحيا في هذه الحياة الدنيا الن تكون خائفا وجلا مترقبا متربصا تنظر دائما حولك. لانه خلص وصلتك رسالة اكيدة ان هناك شخص يتبعك ويترصد لك ويحاول ان يقتلك هناك وستبقى خائفا وجلا لا تخرج من بيتك واذا خرجت تنظر يمينا وشمالا تلتفت. لا تشعر بالراحة في هذه الحياة الدنيا. تشعر ان الموت سيأتيك في اي لحظة وهذا الشخص هو الموت هذا الشخص الذي يطاردك ويتربص بك ويرتقبك في لحظة معينة سيأتي لينقض على هذا الجسد وليأخذ هذه الروح. هذا الشيء هو اخي الكريم اياك ان تظن انك تستطيع ان تهرب منه. انا وانت هناك من يتبعنا ويلاحقنا ويتربص بنا. وحينما تأتي اللحظة المناسبة سينقض علينا. فجدير بنا ان نحيا بوجل وخوف واشفاق. وان نبقى دائما على استعداد لتلك اللحظة التي سينقض علينا فيها هذا الموت ليأخذ هذه الروح فنكون مستعدين ببضاعة نلقى بها ربنا سبحانه وتعالى. استعداد بالطاعة بالتوبة بالاقبال على الله سبحانه وتعالى بالانجاز بالعمل بالتقديم لهذه الامة ان يكون شيء نضعه في هذه الحياة الدنيا بصمة نفتخر بها اذا لقينا الله سبحانه وتعالى تقول يا رب انا كنت خادم لدينك في مجال معرفي وذاك يقول وانا كنت في مجال اخر وانا جاهدت في سبيلك وانا دعوت اليك وانا يعني صنعت دواء اختم به عبادك وانا كتبت شيئا في العربية نفعت به الخلق اكتب شيئا اصنع شيئا آآ افعل امر تفتخر به امام الله سبحانه وتعالى فان الموت والله يا اخي سيأتيك في لحظة. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث وان كان ضعفه البعض حديث رواه النسائي والترمذي قال صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكر هادم اللذات الموت. اكثروا ذكرى هادم اللذات الموت. فالنبي صلى الله عليه وسلم وجهنا هذه النصيحة ان نكثر من ذكر هادم اللذات الموت الذي يهدم كل لذة ويجعلنا دائما نحتقر الذنوب والمعاصي وننظر اليها بعين الازدراء هذا الموت يجب دائما ان نجعله حيا في حياتنا في عقولنا في قلوبنا لنبقى دائما على استعداد للقاء الله سبحانه وتعالى ولا نغوص نغرق في اوحال الذنوب والمعاصي ان من يطلبه الموت على غرة منه جدير بالوجل يقولون ان الامام مالك ابن دينار رحمة الله تعالى عليه خرج مرة الى القبور ليتذكر الموت وليلين هذا القلب وليتذكر الرحلة الى الدار الاخرة وليقصر امله في هذه الحياة الدنيا ويبقى دائما شاهدا مستحضرا لهذه الحقيقة فيقول مالك بن دينار اتيت المقبرة في يوم من الايام فرضمت شعرا وقلت فيه اتيت القبور فناديتها فاين المعظم والمحتقر واين المذل بسلطانه؟ واين العزيز اذا ما افتخر يبحث عن كل هؤلاء الناس اتيت القبور فناديتها فاين المعظم اين كان الذي يتعاظم في هذه الحياة الدنيا على الناس واين المحتقر الشخص الحقير المسكين الذليل؟ اين هم؟ الكل في قبور متساوية فاين المعظم والمحتقر؟ واين المذل بسلطانه؟ اين جبابرة الارض الذين طغوا؟ واذلوا الناس بسلطانهم. واين العزيز اذا ما افتخر؟ اين الناس الذين كانوا اعزاء ويفتخرون لما نظم هذين البيتين قال فسمعت صوتا من بين القبور ينادي ويقول تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا واضحوا عبر وساروا الى ملك عادل عزيز مطاع اذا ما امر فيا سائلي عن اناس مضوا اما لك فيمن مضى معتبر هذا صوت من بين القبور والله اعلم بحاله ونحن نأخذ العبرة من القصة هذا الصوت اجاب على مالك بن دينار حينما سأل اجابه قائلا له تفانوا جميعا كل هؤلاء العظيم والحقير الجبار الذي اذل الناس بسلطانه والعزيز الذي كان يفتخر بنفسه الكل الان في حفر تحت الارض. تفانوا جميعا فما مخبر وما جميعا واضحوا عبر وساروا الى ملك عادل عزيز مطاع اذا ما امر فيا سائلي عن اناس مضوا اما لك فيمن مضى معتبر؟ فيا ايها السائل يا ما لك بن دينار ويا كن سائل عن هؤلاء الذين ذهبوا اليس لك عبرة في هؤلاء القوم الذين اضحوا تحت الثراء اعتبر قبل ان تلحقهم وتصبح واحدا منهم في يوم من الايام البيت الاخير الذي نشرحه اليوم هو بيت تربوي توجيهي يوجهك فيه ابن الورد رحمة الله عليه للاسلوب الامثل الذي يجب ان تعامل الناس به حتى تحافظ على ودهم لك ولا تشعرهم بالسآمة نصيحة تتعلق بجانب سلوكي هذه النصيحة تتعلق بجانب سلوكي وهو كيف تحافظ على ود الناس وحب الناس لك من دون ان آآ تشعرهم بالسآم والضجر منك. يقول ابن الورد رحمة الله عليه غب وزر غبا تزد حبا ثمن اكثر التردد اضناه الملل غب وزر غبا تزد حبا فمن؟ اكثر الترداد اضناه الملل. يقول ابن البرد رحمة الله عليه اذا صادقت شخصا في هذه الحياة فاياك ان تمله منك فاياك ان تمله منك بل عليك ان تكون خفيف الظل. خفيف الزيارة تغيب عن اصدقائك حتى يشتاقوا اليك واذا زرتهم فانك تزورهم غبا. ما معنى غبا؟ اي تزورهم يوما بعد يوم. هذا معنى غبا. اي تزورهم يوم وتترك يوم. ثم تزور يوم وتترك طبعا ليس هذا والفرد يعني بالعكس قد يكون الافضل احيانا ان تزورهم كل اربعة ايام مرة. لكن المراد اصل الفكرة انك لا تكن دائما عندهم كثير الزيارة لهم بل زرهم غبا وغب حتى يشتاقوا اليك. نوع عليهم حتى لا تشعرهم بالسئم. اه والضجر. فان الناس احبتي انما تحب الشخص الخفيف اللطيف. وضجر من الشخص الثقيل للمزوار. هذا حال الناس. اذا كان شخص يزورك يوميا وجالس عندك يوميا مع الوقت تشعر بالملل والسئام لكن اذا كان هناك شخص يتعاهدك بالزيارة والسؤال كل فترة بهاتف او زيارة منزلية. ودائما يوصيك وتتناصح انت واياه ثم يغيب عنك فترة ثم تعود. هذا يساعد على الحفاظ على الود وان تبقى محبتك قائمة وان يبقى الود بينك وبين اصدقائك قائما الى اطول فترة ممكنة. فهذه نصيحة من تجربة الحياة. يقول لك ابن الورد اياك ان تكون شخص ثقيل على الناس دائما جالس عندهم دائما امامهم في وجههم ملك كن خفيفا لطيفا في زيارتك في كلامك في حديثك تحافظ على تلك العلاقة متينة لاطول فترة ممكنة بل تحافظ عليها ان شاء الله في هذه الحياة الدنيا والى ان تلقى الله سبحانه وتعالى تجتمع معهم منابر من نور. اذا غب وزر غبا تزد حبا فمن اكثر الترداد اضناه الملل. هناك اناس فعلا ثقيلون جدا دائما يتحدثون دائما يثرثرون دائما آآ يزورونك يريدون الجلوس معك. وهذا الثقل احبتي في الحقيقة سبب في انقطاع العلاقة ولا يفعله انسان عاقل اولا يحترم نفسه وقيمة نفسه ويحترم قيمة وقته وشرف زمانه ثم يريد كما قلنا ان يذكر بين الناس بالخير وان اثنى عليه بانه انسان راقي انسان صاحب مروءة يحسن التصرف وليس انسان ثقيل لا يحسن يعني الكلام والحديث ولا يحسن التصرف بل هو ودائم مبغوء بل هو دائما مبغوض ينفر الناس عنه. اذا هذه الفكرة الاخيرة التي نختم بها شرحنا لهذا اليوم وان شاء الله باذن الله في المحاضرات القادمة تكون مسك الختام مع ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه في الابيات الاخيرة من هذه اللامية المباركة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ