السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما بينت اصول العلوم وابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس التاسع في شرح الكتاب الثامن من برنامج اصول العلم في سنته الاولى ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف فقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله باب ما جاء في المصورين نعم سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مقصود الترجمة بيان حكم المصورين وليس المقصود ذواتهم وانما المقصود الحكم على فعلهم وعدل المصنف عن الابانة عن ذلك بقوله باب ما جاء في التصوير الى قوله باب ما جاء في المصورين يقطفاء بالادلة الواردة فان الادلة الواردة علق فيها حكم التصوير بذكر فاعله فاقتفى المصنف رحمه الله تعالى الواردة وعبر كتعبيره وادرج المصنف رحمه الله هذا الباب في كتاب التوحيد لان التصوير من اعظم الوسائل المفضية الى الشرك قديما وحديث فلشدة ضرره وعظيم خطره وكبر كرره الافضاء الى الشرك عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتاب التوحيد نعم صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلقك خلقي الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي اي لا احد اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي وتقدم ان هذا الترتيب موضوع في القرآن للدلالة على بلوغ الغاية من الفعل المذكور معه وقول الله تعالى مثلا ومن اصدق من الله قيلا اي لا احد بلغ الغاية في الصدق فربنا عز وجل وقل مثل هذا في قوله ومن اضل او قوله ومن اظلم فان المراد بلوغ الغاية من الفعل المذكور معه والفعل المذكور معه في هذا الحديث هو الظلم. فلا احد اعظم ظلما ممن ذهب يخلق كخلق الله عز وجل وهو دال على حرمة الفعل المذكور وهو التصوير وهذا الظلم يبلغ تارة الاكبر بان يكون كفرا وتارة لا يبلغ ذلك وانما يكون كبيرة من كبائر الذنوب على ما سيأتي بيانه في حكم التصوير والدليل الثاني والوجه الاخر في قوله فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا تعيرة فانه امر بذلك على وجه التقريع لهم والتنكيت على فعلهم لبيان شناعته وتبكيتهم على ذلك وتقريعهم على فعلهم اخبار بحرمة ذلك الفعل الذي اتوه. وان الله عز وجل لا عاقبهم تبكيكا وتقريعا بامرهم بما لا يستطيعون. وهو ان يخلقوا ذرة او يخلقوا حبة او يخلقوا شعيرة والدليل الثاني حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اشد الناس عذابا يوم القيامة ثم عينهم بقوله الذين يضاهئون بخلق الله والمضاهاة المشابهة الذين يشابهون بما يصنعون خلق الله عز وجل على وجه المضاهاة له وجعله نظيرا لخلق الله عز وجل قم من اشد الناس عذابا يوم القيامة وكونهم كذلك دال على حرمة فعلهم بل على انه من كبائر الذنوب لان من علامات كبيرة الوعيد باستحقاق العذاب عليها. واذا كان العذاب معظما كالوارد في هذا الحديث ببلوغهم غاية الشدة في العذاب اقتضى ذلك ان يكون فعلا محرما تحريما عظيما مما نعته في الشريعة يندرج في اسم كبيرة والدليل الثالث هو حديث ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار الحديث متفق عليه ايضا. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم كل طول في النار فهو خبر عن استحقاق كل مصور دخول النار ثم بين عذابه فيها بقوله يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم وهذا يدل على حرمة التصوير بل يدل على انه كبيرة من كبائر الذنوب. والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما ايضا مرفوعا من صور صورة في الدنيا. الحديث متفق عليه ايضا وجلالته على مقصود الترجمة في قوله كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ وهذا التكليف تكليف تعجيز بارهاقه بالعذاب بما لا قدرة له عليه فانه يعذب بهذا بان يكلف بان ينفخ الروح في تلك الصور ثم لا تكون له قدرة على ذلك كما قال في الحديث وليس نافخ فيستحق بذلك العذاب الاليم على فعلته التي اقترف والدليل الخامس حديث ابي الهياج الاسدي رحمه الله احد التابعين قال قال لي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم وحده ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا تدع صورة الا صمستها والامر بالصمت يقتضي حرمة الصورة فان المراد بالصمت ازالة ذلك الفعل المخالف حكما الشرعية فلما اخبر بالامر بالطمس علم ان وجود الصورة محرم وانه يجب ازالتها وان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا في هذا الشأن وهذه الاحاديث الخمسة دالة على حرمة التصوير وانه من كبائر الذنوب وهي تفيد ان المصور له حالان الحال الاولى ان يكون حكمه الكفر عياذا بالله اذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله اذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله اي تشبيه خلقه القاصر بخلق الله الكامل اي تشبيه قلقه القاصر لخلق الله الكامل والاخرى الفسق والاخرى الفسق اذا خلا من القصد المتقدم فيصور الصورة لا على ارادة ان تحاكي ان تحافي خلق الله عز وجل وهذا كبيرة من كبائر الذنوب ومقارف الكبائر الملازم لها من اهل الفسق والاحاديث المذكورة عامة في التصوير قله لا فرق بين شيء من افراده حتى ذوات الارواح فالاحاديث حتى غير ذوات الارواح فان الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى تدل على حرمة طويل بكلكله وانه لا يخرج شيء من الافراد عن تلك الاحكام المذكورة في تلك الاحاديث الا انه جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين انه قال فان كنت لابد فاعلا فصور الشجر وما لا روح فيه فان كنت لابد فاعلا فصور الشجر وما لا روح فيه ولا يعرف له مخالف من الصحابة فكان كالاجماع ان ما ليس من ذوات الارواح يجوز تصويره واما ما كان من ذوات الارواح فانه باق على حرمته. فالصور كلها محرمة وانما تزول حرمتها بتصوير غير ذي روح كشجر وجبل ونهر وسحاب وشمس وقمر واشباه ذلك او بازالة الرأس منها والازالة تكون لطمسه فقد صح عند البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انما الصورة الرأس اي ان محل التحريم هو وجود الرأس فاذا طمس الرأس لم تبقى الصورة وروي مرفوعا ولا يثبت والمحفوظ كونه موقوفا فاذا صور احد صورة فطمس رأسها فقد زال حكم التحريم منها والمقصود بالصنف ازالته بالكلية بان يضرب عليه حتى يخفى واما ما يضعه بعض الناس من خط تحت الرقبة او ضرب على الوجه فان هذا لا يزيل الحكم وانما يرفع الحكم ان يكون الصاص مطموسا وهذه الاحاديث المتكاثرة من النبي صلى الله عليه وسلم تدل على حرمة التصوير وان عظمت البلوى به فان خشوع شيء من المحرمات لا يدل على بجوازه. فاليوم في بعض البلاد الاسلامية فش فسد الخمور وظهرت وصار لها مواقع لبيعها وتصنيعها فلا يدل ذلك ان الخمر يكون حلالا بل يبقى على حرمته لكن بقي الانباه الى قاعدة نافعة عند اهل العلم تتعلق بهذا الباب وهي ان ما كان تحريمه تحريم وسائل فانه يكره عند الحاجة ولا يحرم والتصوير تحريمه تحريم وسائل فاذا احتيج اليه صار مكروها وارتفعت عنه الحرمة وممن نص على هذه القاعدة ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم في حاشيته على تهذيب سنن ابي داود فاذا احتيج الى التصوير لاجل منفعة معتد بها شرعا كمنفعة التعليم مثلا كان ذلك مكروها وارتفع التحريم وهذا المقام غير مقام الضرورة فان مقام الضرورة مضطرد في كل محرم فاذا اضطر الى التصوير وصار امرا لازما باتا كمثل اثبات الهوية ونحو ذلك فان هذا من جنس الضرورات والضربات ترفع المحرمات لكن الشأن فيما لم يبلغ الضرورة كحاجة التعليم ومنفعته فلا بأس حين اذا باستعمال التصوير فيه على وجه الكراهة لا على وجه التحريم. فاذا لم توجد حاجة فانه لا ينبغي للانسان ان يتساهل بالتصوير لانه محرم والتساهل فيه يوقع الناس في شرور كثيرة فان التصوير باب للشبهات والشهوات فلا بد من تقدير هذا الامر ومعرفته ورده الى حكم الشريعة لا الى التشهي فان من الناس من صار يتشهى نشر صورته في كل مكان فهذا يحكم بهواه لا بحكم الشرع واما حكم الشرع فهو على الذين عثنا مما دلت عليه دلائل الشرع تحريما وكراهة مم نعم انه الله قوله رحمه الله السابعة الامر رمسها اذا وجدت اي بتغطيتها فان الصمت هو التغطية ويكفي من ذلك الرأس كما تقدم لما صح عند البيهقي في السنن الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انما الصورة الرأس فاذا ذهب الرأس لم تكن صورة فاذا طمث الانسان الرأس مزيلا حقيقته بالكلية ارتفع الحكم عن التحريم واذا كان ذلك مما يورث مشقة فان المشقة توجب تيسيرا على الخلق كالحاصل اليوم فان كثيرا من السلع والبضائع التي يشتريها احدنا لا تكاد تخلو من صورة واذا طولب بطمس كل صورة يجدها على السلع التي يشتريها كان في ذلك مشقة عليه فاذا وجدت المشقة ارتفع الامر بالطمث ولم تكن عليه مؤاخذة لاجل وجود المشقة مع بقاء وجود كراهية هذا المنكر وبغضه وعدم محبته. واما التساهل بذلك وعدم رفع الرأس اليه فهذا مما لا ينبغي. فقد سئل شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى عن هذه المسألة وهي ادخال البضائع التي يتقود بها الناس الى البيوت وعليها صور ووجود المشقة في طمثها فهون لذلك لاجل المشقة لانه لم يقصد وانما قصد السلعة التي يشتريها لاجل مصلحة في غذاء الوقود وتكون عليها صورة فيرخص بذلك لاجل المشقة التي تخون وكذلك هذه الصحف التي ابتلي بها الناس وصارت طريقا للاطلاع على احوال الخلق فان الانسان اذا اشترى شيئا منها لا يشتريه لاجل الصور وانما تكون الصور تابعة لكن ينبغي له الا يجعلها في بيته بل يجعلها في مكان منزوي من بيته ثم بعد كل مدة يخرجها من بيته ولا ينبغي له ان يتساهل في الصلاة في المكان الذي تكون فيه هذه الصور بل يتخير لصلاته مكانا لا تكون فيه هذه المحرمات وفي الصحيح من حديث ابي قتادة رضي الله عنه لما غلب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بالنوم حتى فاتتهم صلاة الفجر فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ساروا مسيرا وتحولوا من مكانهم وعلله النبي صلى الله عليه وسلم بانه موضع حضره شيطان والصور هي من موجبات حضور الشياطين وخروج الملائكة فلا ينبغي للانسان ان يتساهل في الصلاة في اماكن توجد فيها الصور سواء الجرائد او غيرها قدر المستطاع نعم مقصود الترجمة بيان حكم كثرة الحلف وهو القسم بالله عز وجل نعم الله اكبر رضي الله عنهما صلى الله عليه وسلم قال ابراهيم ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة الدليل الاول قوله تعالى واحفظوا ايمانكم ودلالته على مقصود الترجمة بالامر لحفظ اليمين والامر للايجاب فحفظ اليمين واجب على العبد ومن جملته عدم الاكثار من الحلف فان من يتحفظ من كثرة الحلف احرى ان يكون ممتثلا ما امر به من حفظ يمينه واما المريق يمينه بكثرة الحلف فانه احرى الا يكون ممتثلا حفظ يمينه والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة السلعة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ممحقة للكسب فاخبر صلى الله عليه وسلم ان الحلف المروج للسلعة يذهب ببركتها وما اوجب ذهاب البركة فهو محرم وانما ذهبت بركة كسبه لانه لم يتحفظ في يمينه بل جعلها ملازمة له في بيعه مما ادى الى التهاون بها وعدم المبالاة بقدرها فعاقبه الله عز وجل باذهاب بركة كسبه والدليل الثالث حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله الحديث وعزاه المصنف الى الطبراني واطلاق العزو اليه يفيد انه في معجمه ايش الكبير وهذا الحديث بالمعجم الكبير والاوسط والصغير فاخرج الطبراني هذا الحديث في معاجمه الثلاثة واسناده صحيح وجلالته على مقصود الترجمة في قوله ورجل جعل الله بضاعته. لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه اي جعل الحلف لله بمنزلة البضاعة الملازمة له في تجارته فان من الناس من يتخذ من انواع البضائع بضاعة يروجها مع كل تجارة له ومن الناس من يتحامق في يمينه فيجعلها بمنزلة هذه البضاعة التي لا تخلو منها تجارته لارادة ترويجها واصابة الكسب منها وما ذكر في الحديث في قوله لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وعيد شديد دال على حرمة فعله وانه من كبائر الذنوب وهذا رجل لم يحفظ يمينه بل جعلها على هذه الحال فيعاقب بهذا العقاب الشديد والدليل الرابع حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتي قرني الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها مدح القرون الثلاثة المفضلة المقتضي حفظهم ايمانهم فان مدحهم مدحا عاما يدل على كمال احوالهم كلها ومن احوالهم التي كانوا عليها حفظهم ايمانهم وثانيها في قوله وينذرون ولا يوفون على وجه الذمي لمن يجيء بعد القرون الثلاثة وان من صفاتهم انهم ينذرون ولا يوفون والنذر كما تقدم يقع على معنى عام وهو التزام الدين كله واولئك الذين ينذرون ولا يوفون من افعالهم الدالة على اتصافهم بذلك انهم لا يتحرون حفظ ايمانهم. فمن لم يحفظ يمينه ولم يرعها حق رعايتها له حظ من هذا الوصف ينذرون ولا يوفون اي يلتزمون بدين الاسلام ثم لا يكون بما التزموا به من دين الاسلام ومن افراد ما لا يلتزمون به حفظ ايمانهم فانهم لا يحفظونها بل يوقعونها في غير ما اليت به الشريعة والثالث في قوله صلى الله عليه وسلم وينذرون ولا يوفون ايضا لما بين اليمين والنذر من المشابهة على ارادة المعنى الخاص بالنذر فان النذر يقع على معنى قاف كما تقدم في شرح ثلاثة الاصول. ومما يضارع معنى النذر الخاص اليمين لان اليمين والنذر يجتمعان في العقد الناذر يعقد حكما والمقسم بيمينه يعقد حكما وهم ذكروا بهذا على وجه الذم كما تقدم. فمن لا يحفظ يمينه هو ممن لا يلتزم لما عقد عليه يمينه بما عقد عليه يمينه فيكون مذموما بالذم المذكور في الحديث والدليل الخامس حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني الحديث رواه البخاري وحده ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء قوم تسبق شهادة احدهم يمينه ويمينه شهادته على وجه الذم لهم وهذا من مسالك عدم حفظ اليمين المقتضي ذم فاعله وهم مذمومون على ذلك. وذموا الفاعل على فعله يفيد حرمة الفعل الذي يأتيه والدليل الثالث اثر ابراهيم النخعي رحمه الله تعالى قال كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار رواه البخاري والعهد هو اليمين وضربهم عليها لارادة التعويد عن الامتناع عن الحلف فلان لا ينشأ الصغير غير مبال بيمينه كانوا يضربونه اذا حلف ليدرك عظمة الحلف بالله عز وجل وانه لا ينبغي له ان يريقه العبد بصرفه في غير موضعه فاذا ادب على ذلك مع صغره تلقن تعظيم اليمين واجلال الله سبحانه وتعالى ومراد ابراهيم بقوله كانوا يضربوننا يعني مشيخة العلم من اهل الكوفة من اصحاب عبدالله ابن مسعود الاسود ابن يزيد وعلقمة ابن قيس ومسروق ابن الاجدع رحمهم الله تعالى وتقدم ان ابراهيم يخبر بهذا كثيرا. فاذا قال ابراهيم كانوا يفعلون او كانوا يأمرون او كانوا يرون فانه يريد اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه من اهل الكوفة نعم قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مقصود الترجمة بيان تكمي العقد على ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم بيان حكم العقد على ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم والمراد بالعقد العهد اي اعطاء العهد في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم نعم وقال اقسم بالله بالله عليكم فانهم عذاب النار فانهم ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين الدليل الاول قوله تعالى واوفوا باهل الله اذا عاهدتم الاية وجلالته على مقصود الترجمة في قوله واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم والامر دال على الايجاب ان العبد يجب عليه ان يفي بالعهد الذي يؤتيه واعظم ما يجب الوفاء به من العهود هو ما اعطي على ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ولما كان عقده على ذلك يخاف معه اي ينتهك نهي عنه فمن اعظم ما ينبغي للعبد في العهود ان يرعاه ان يعطيه بما يمكن الوفاء به واعطاؤه بذمة الله او ذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ربما عرظه بعدم الوفاء به فمن امتثال امر الله للوفاء باعطاء العهود ان يعطيها العبد بما يمكن الوفاء به معه وان هناك ما يتخوف الا تقارنه الموافاة به كالمذكور في الترجمة وهو اعطاؤه بذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني حديث بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر على جيش الحديث بطوله في صحيح مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان جعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه فنهاه ان يعطي العهد بذمة الله وذمة نبيه خشية عدم الوفاء بالعهد مما يوقع فيما يخل بكمال التوحيد الواجب ويجعل العبد عرضة لورود الخلل في توحيده فيكون ذلك محرما فلا يجوز اعطاء العهد بذمة الله وذمة نبيه خشية ان يجر الى عدم الوفاء به مما يقدح في توحيد العبد فحفظا لتوحيد العبد واعظاما لجناب الله عز وجل وتوقيرا لنبيه صلى الله عليه وسلم نهي عن اعطاء العهد في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم بل يعقد العبد العهد لمن طلب منه عهدا من المحاربين بذمته وذمة اصحابه. اي بذمة امير المسلمين القائل لهم او بذمة المسلمين كلهم نعم قوله رحمه الله الارشاد الى اقل الامرين خطرا يعني اعطاء العهد لذمة المسلمين. لانه اذا انتهك المسلمون هذا وقعوا في محرم لكنه ليس محرم الذي يقع اذا انتهكوا عهدا اعطوه بذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم نعم لا المقصود الترجمة بيان حكم الاقسام على الله والمراد به الحلف عليه بان يقول العبد اقسمت عليك يا الله بكذا وكذا نعم القضية ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول حديث جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان الحديث رواه مسلم يرحمك الله ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما قوله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان فانه استفهام استنكاري على وجه الانكار بتلك المقالة مما يدل على بشاعتها وشناعتها وحرمة صدورها من العبد والاخر في قوله اني قد غفرت له واحبطت عملك فذكر جزاءه بالمعاقبة له على احباط عمله والمغفرة لمن حكم عليه بعدم المغفرة فعوقب بنقيض قصده لان الحامل له على ذلك العجب بنفسه والادلال للعمل على الله عز وجل فانه اغتر لما هو عليه من حال فنظر الى نفسه بعين الكمال ونظر الى غيره بعين النقص وجرى كلامه على وجه سوء الادب مع الله وقلة التوقير لجنابه فان المحسن عمله ينبغي ان يرجو رحمة الله مع خوف نزول العقاب عليه ومن رآه من المسلمين على حال تخالف امر الشرع لم يكن يحسن به ان يبادر بالحكم عليه بعدم مغفرة الله له لان الحكم ليس لاحد من الخلق وانما لله عز وجل وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء اي ليس لك نصيب من الحكم على الخلق بل امرهم الى الله سبحانه وتعالى وهذا قالوا من يبادر بالقسم على الله عز وجل اجلالا بعمله واغترارا بنفسه فيعاقبه الله هذا العقاب العظيم الدالة على حرمة فعله والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان القائل رجل عابد الحديث رواه ابو داوود واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الحديث وقال يعني الله وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي فقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للاخر اذهبوا به الى النار وهذا معنى قول ابي هريرة رضي الله عنه تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته اي افسدتهما ففسدت عليه الدنيا والاخرة بهذه الكلمة التي حملها عليه حمله عليها اغتراره بعمله وادلاله على ربه مما اوقعه في قلة الادب مع الله عز وجل وسوء المعاملة لله عز وجل وهذا حال كثير من الناس الذين يغترون باعمالهم فيرون ان لهم على الله سبحانه وتعالى حقا فيرديهم هذا النظر على مناخرهم في نار جهنم والحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد هو شهود النقص في جميع عمله فان المرء لو لاحظ ما يجب لله عز وجل ازاء نعمة الله ثم رأى ما عليه نفسه من تفريق للطاعات ومواقعة للمعاصي والسيئات ادرك انه لا غنى له عن رحمة الله عز وجل وانه متى وكل الى عمله فانه مخذول فانك ان عددت نعماء الله عز وجل عليك ثم عددت عملك الذي تتقرب به الى الله عز وجل رأيت ان كنت صادقا. البون الشاسع بينما لله وبين ما تعمله انت لله سبحانه وتعالى فاذا كان العبد مشاهدا نقصه وتقصيره في جناب الله عز وجل فقمين ان يسوقه ذلك الى من الطاعات والحذر من المعاصي والسيئات ودوام قرع باب الله عز وجل بان يعامله بالرحمة والمغفرة. فان غفل العبد عن ذلك وشهد حسناته واستكثر بها على الله عز وجل فانه ربما زخ في قفاه بحسناته فجعل من اهل النار قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. قال اهل العلم في تفسير ذلك ذلك ان فاعل الحسنة لم يزل يجعلها بين ناظرين يستكبر بها على خلق الله ويمنها على الله فزخ في قفاه في نار جهنم وفاعلو السيئة لم يزل مشاهدا تلك الخطيئة طائفا ان تكون موجبة دخوله النار فلم يزل يحسن من عمله ما يرجو به محو سيئته فيدخله الله سبحانه وتعالى الجنة. وهذا من اعظم مقامات تكبير العبودية بدوام مشاهدة النقص في امريكا وانك مهما احسنت من عمل فان الواجب عليك لله عز وجل كثير وكثير فقد روى الامام احمد رحمه الله تعالى في كتاب الزهد وغيره ان رجلا من عباد بني اسرائيل لما اقيم بين يدي الله عز وجل قال له الله عز وجل يا عبدي ادخلك الجنة بعملك ام برحمتي فقال المغتر بعمله المقصر في معرفة ربه بل ادخلها بعملي يا الله فقال الله عز وجل خذوا عبدي الى النار فقال الرجل اتجعلني من اهل النار وقد عبدتك سبعين سنة لم اعطك فيها معصية فقال الله يا عبدي اتذكر ليلة كذا وكذا يوم ضرب عليك عرق في رأسك فقال نعم يا رب قال فان نعمة تسكين ذلك العرق تعدل عبادة سبعين سنة واذا نظر الانسان الى هذا كيف اذا لج به ضرس من اضراسه او ضرب عليه عرق في راسه كيف يكون به من الالم والتوجع والفزع واللجاءة والاستغاثة بالله سبحانه وتعالى ثم عليه الله عز وجل من صنوف النعماء وانواع الالاء ما يسكن به المه ويذهب عنه ارقه ويفيض عليه بانواع الرحمة ما لا يعدلها شيء ابدا مما يعجز عنه الخلق كافة. فاذا كان مع هذه الحال يقع في شيء من المعاصي ويقصر في شيء من الطاعات فهل اليق به الا ان ينظر الى نفسه بعين العيب والنقص؟ حتى ينظر حتى يرقى الى مقامات كمل عباد الله سبحانه وتعالى هذه هي الحال التي تجب ان التي يجب ان يكون عليها احدنا وانه مهما بلغ من شيء فانه لا شيء مهما كنت من شيء في عبادة الله وطاعة الله فاعلم انك لا شيء امام ملكوت الله سبحانه وتعالى وما يجريه الله عز وجل ليس من انواع النعمة وما يقلبك فيه من صنوف الرحمة فاعرف لله قدره واحذر ان تكون ممن ذكر في هذين الحديثين ممن يغتر بعمله ويدلي على الله عز وجل حتى يتسلط بالحكم على الخلق لان فلانا من اهل النار وانه لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في فم الخياط وان فلانا من المنافقين وان فلانا من الكافرين فان هذا مما يورث العبد قسوة في قلبه ربما جعلته بعد ذلك هو ممن يحكم عليه عند الله عز وجل بانه من اهل النفاق الباقي او اهل الكفر. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ علينا ايماننا والا يكتبنا توحيدنا. وان يحيينا على خير حال ويطلبنا جميعا الى خير زي ما قال نعم قوله رحمه الله الاولى التحذير من التألي على الله اي الاقسام عليه تحكما اي الاقسام عليه تحكما اعجابا للنفس وادلالا بالعمل على الله سبحانه وتعالى وهذا هو المذموم من الاقسام على الله اما اذا اقسم العبد بقوة رجائه وقبول المحل لكمال الايمان وقوة اليقين فلا بأس بهذا كما ثبت عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فالتألي المذموم هو ما كان حامله العجب والاغترار بالعمل. اما ما كان موجبه قوة الرجاء والثقة بالله عز وجل مع حسن العمل فهذا لا بأس به ها مقصود الترجمة بيان النهي عن الاستشفاع بالله على خلقه بيان النهي الاستشفاع بالله على خلقه والمراد بالاستشفاع بالله طلب الشفاعة به عند احد من خلقه طلب الشفاعة به عند احد من خلقه والنهي للتحريم وساقه المصنف في الترجمة نفيا تأكيدا له فان النفي يتضمن النهي وزيادة ونهي عنه لما فيه من تنقص مقام الربوبية ونهي عنه لما فيه من تنقص مقام الربوبية وعدم تعظيم الله حق عظمته. فان الله اعظم من ان يستشفع به عند احد من خلقه نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا وهو حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحديث رواه ابو داوود واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاستثقلنا ربك فان نستشفع بالله عليك اي نجعل الله شفيعا عندك ان تدعو لنا بالسقيا اي نجعل الله شفيعا عندك ان تدعو لنا بالسقيا فجعلوا الله عز وجل شافعا عند مخلوق هو النبي صلى الله عليه وسلم فاتفق منه صلى الله عليه وسلم ما يدل على التحريم من وجوه ستة احدها تسبيحه الله تسبيحه الله تعظيما لمقالة الاعرابي وتقبيحا لها تعظيما لما قال في الاعرابي وتقبيحا لها والتسبيح عند رؤية ما يكره او سماعه من شعار السلف رحمه الله رحمهم الله تعالى كان الامام احمد رحمه الله تعالى اذا قيل له شيء فكره قال سبح نبه وعلى هذا ادركنا جماعة من اهل العلم من تباع الاثار منهم شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى فانه كثيرا ما كان يقول هذا للكلمة اذا اراد كف المتكلم عن كلامه بان يقول له سبح سبح وثانيها غضبه صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا غضبه صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا دل عليه بقول الراوي فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه اي عرف في وجوههم الغضب لغضبه صلى الله عليه وسلم وثالثها في قوله ويحك وهي كلمة وعيد وتهديد وانما تجري في مقابلة ما يستقبح ويكره ورابعها في قوله اتدري ما الله فهو استفهام على وجه الانكار بمقالة الاعرابي التي تفوه بها لبشاعتها وشناعتها وخامسها في قوله ان شأن الله اعظم من ذلك فنزه الله عن مقالة هذا الاعرابي وبين انها لا تليق بالله عز وجل وسادسها في قوله انه لا يستشفع بالله على احد من خلقه وهو نفي يراد به النهي المفيد للتحريم وانه يحرم ان يستشفع بالله عز وجل عند احد من خلقه. فهذه الاوجه الستة دالة على حرمة الاستشفاء بالله على احد من خلقه لمناقضتها حق ربوبية الله عز وجل وتوقيره واجلاله فان الله سبحانه وتعالى اعظم من ذلك فلا يستشفع به عند احد من خلقه وهذا الامر وان لم يكن موجودا عند الناس اليوم بلسان الاعرابي فان من كلماتهم ما يجري هذا المجرى كقولهم ان ندخل بالله عليك او نحن داخلين بالله عليك في كذا وكذا فان هذا استشفاع بالله عند احد من خلقه لارادة قضاء حاجة من حوائج الدنيا فهذا حرام ولا يجوز ان يقول الانسان ندخل بالله عليك او داخلين بالله عليك ان تفعل كذا وكذا فانه من جنس الاستشفاء بالله على احد من خلقه نعم سبحان قوله رحمه الله الرابعة التنبيه على تفسير سبحان الله اي انها موضوعة لتنزيه الله عن كل ما لا يليق اي انها موظوعة لتنزيه الله عن كل ما لا يليق نعم قال اي في حال حياته صلى الله عليه وسلم لا بعدها كما يعرف ذلك من سيرته وسيرتهم رضي الله عنهم ورحمهم نعم مقصود الترجمة بيان حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم لما التوحيد من كل ما ينقصه او ينقضه وسده الذرائع المفضية الى الشرك اي الموصلة الى الشرك والمراد بالذرائع الطرق كما عبر به المصنف رحمه الله تعالى وتقدم نظير هذه الترجمة عند المصنف في قوله باب حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسجده كل طريق يوصل الى الشرك وبين الترجمتين فرق لطيف وهو ان الترجمة الاولى متعلقة لحمايته صلى الله عليه وسلم اما التوحيد من جهة الافعال وهذه الترجمة الثانية متعلقة بحمايته صلى الله عليه وسلم التوحيد من جهة الاقوال تلك الاولى من جهة الافعال وهذه الثانية من جهة الاقوال طيب لماذا المصنف ما اتبع احداهما بالاخرى لماذا فرق بينهما تاني هذا وجه الوجه الاول مراعاة فيه مراعاة لسياق كتاب التوحيد. وان هذه الابواب متعلقة بالاقوال فناسب جعل هذا الباب بينها وتلك للافعال فناسب جعله بينها والثاني ان هذا اشد نفعا للمتعلم فان تفريق الابواب المتناسبة مما يثير المتعلم ويقوي ذهنه بالتفهم لما يلقى اليه لانه اذا جعل الشيء قرينا نظيره ضعفت قوة المتلقي في ادراكه. لكن اذا فرق دل ذلك على تقوية ذهن المتعلم ولهذا فان من اقوى مدارك العلم جمع الوجوه والنظائر كالوجوه والنظائف في التفسير والوجوه والنظائر في الفقه والوجوه والنظائر في النحو وغيرها من العلوم فان المقصود جمع اشياء متفرقة من ابواب متعددة فمثلا النية وهي القصد ذكر النحاس لها احكاما. هذه الاحكام لم تأتي في باب واحد بل جاءت في ابواب متفرقة. فمثلا من احكام النية عند النحاة ما يتعلق بالنكرة المقصودة والنكرة غير المقصودة في النداء فان لها حكما اذا صارت نكرة مقصودة ولها حكما اذا صارت نكرة غير مقصودة والمفرق بينهما ايش القصد الذي هو النية. وهناك مسائل اخرى في ابواب اخرى. فاذا جمعت في صعيد واحد كان ذلك اجمع للعلم لكنها فرقت عند تعلم النحو ليكون ذلك انشط للمتعلم في ادراك علم النحو وهذه الملكة وهي ملكة الوجوه والنظائر في باب التفكير او باب الاعتقاد او باب الفقه او باب النحو او غيرها من الابواب انما تتأتى بعد استكمال طالب العلم احراز اصول العلم في فن ما فاذا احرز اصول العلم ترتب ذهنه بعد ذلك لجمع هذه ولهذا فان سلوك الجادة التي سلكها من سبق في ادراك العلم هي الملاذ الامن في حيازته. فمن اراد ان يحوز العلم وان يفوز به فعليه بطرائق السابقين وليتمسك بها فان طرائقهم انفع من غيرهم هذا هو الاصل في التلقي. سواء فيما رتبوه من الترقي في العلوم او فيما وضعوه من المتون التي ينتفع بها طالب العلم حلمي ذي فن ماء. نعم رضي الله عنه تبارك وتعالى على محمد عبد الله ورسوله ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين. الدليل الاول حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال خلقت مع وفد بني عامر او في وفد بني عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابو داوود والنسائي واسناده صحيح وذكر النسائي مع ابي داوود متعين بما تقدم من ان قاعدته بالعزو اذا خرج عن الصحيحين وكان في السنن ان استكمل عزل الحديث الى من اخرجه من اصحابها وهذا الحديث اخرجه النسائي كما اخرجه ابو داوود واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله السيد الله تبارك وتعالى فاخبر ان السيد الذي كمل تؤجده على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى في هذا تعريف بان الكمال للخالق سبحانه وتعالى فلا يكون ما له من الكمال لغيره من الخلق فلله عز وجل ما يليق بجلاله وللمخلوق ما يناسب حاله على ما تقدم غير مرة وثانيها في قوله قولوا بقولكم او بعض قولكم قولوا بقولكم او بعض قولكم اي ما اعتادته العرب في المخاطبة اي ما اعتادته العرب في المخاطبة وعادة العرب في خطاب كبرائها ترك تعظيمه وعادة العرب بمخاطبة كبرائها ترك تعظيمه فان نفوس العرب طبعت على قوة الشكيمة وعلو النفس فلا يهضم احدهم قدر نفسه لتعظيم غيره تعظيما مبالغا فيه ولا كانت العرب تعرف الالقاب المفخمة فلا كانت لهم القاب كالالقاب التي جعلها ملوك الارض في زمانهم لانفسهم فان الروم جعلوا قيصر لقبا لمن تملك عليهم جعلت الفرس هرقل لقبا لمن تملك عليهم وجعلت وجعلت الحبشة النجاشي لقبا لمن تملك عليه اما العرب فانهم لا يكادون يجعلون احدا الا اميرا واما الملك فلم تكن العرب ترى احدا له الملك عليها وانما شهر بهذا نفر قليل لم ترتضي العرب ذلك منهم وكان منهم من قتلته العرب كم لألقيس او غيره ممن اراد ان يتملك لك على العرب. فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بان يلزموا عادتهم التي كانوا عليها من ترك تعظيم كبرائهم عند مخاطبتهم وهي الموافقة للشريعة. فان الشريعة جاءت عربية كما قرره الشاطبي رحمه الله تعالى في كتاب الموافقة ولم تكن هذه الالقاب رائجة عندهم سواء في رئاسة الدنيا او رئاسة الدين لذلك لا تجدوا عند ذكر احد من الصحابة رضي الله عنهم ما يكون من الالقاب عند من بعده وموجب ذلك فوق ما عادة العرب انهم قوموا كملو فاستغنوا عن الالقاب ونقص غيرهم فاحتاج الى الالقاب فالكامن لا يحتاج الى لقب لان مجرد ذكر اسمه يعرف بحاله. واما الناقص فهو الذي يبذل جهدا عظيما للفوز الالقاب وكان اهل العلم في هذه البلاد على ازدراء الالقاب وعدم المبالاة بها. وكانوا لا يرفعون لها رأسا ولم يكن في بلادنا لقب العلامة والحافظ والمحدث والفقيه ولا كانوا يذكرونها حتى تغيرت احوال الناس وفي اخبار العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى وكان حقا علامة انه مرة هاتف صاحب فندق في شأن خاص بخصوص لضيوف عنده فالح عليه صاحب الفندق القائم بالعمل فيه في معرفة من هو فقال معك محمد ابن ابراهيم فقال محمد ابن إبراهيم من قال محمد ابن ابراهيم قال محمد ابراهيم من قال المفتي المفتي عدد قال له ابشر فبعد ذلك الشيخ وظع السماعة وقال لي مدير مكتبه قال حدنا على كلمة ما نبيها يعني جعلنا نتكلم بكلمة لا نريدها ما يخبر عن نفسه بانه المفتي واذا رأيت الى زهدهم رحمه الله تعالى كان احدهم مع بلوغه علما عظيما يقول عساني اكون طالب علم عساني اكون طالب علم فقط يرجو ان يفوز بطالب علم ولا كانوا يذكرون لاحد من اهل العلم الا ان يكون طالب علم مرة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله وجاءه بعض طلاب العلم من القاصيم يريدون الدراسة عليه فحضروا في درسه بعد العشاء فلما خرج من المسجد من الباب الذي جهة بيته وخرجوا هم من الباب الاخر يريدون الاحاطة فلما ادركوه وهو يفتح الباب وهم يقولون يا شيخ يا شيخ ووقف ثم سلم عليهم وقال لهم الاخوان من خارج الرياض قالوا نعم يا شيخ من القصيم قال انا عارف بان الرياض ما فيها شيخ الا عبد الله ابن عبد اللطيف هذا هو كان رجلا محدثا رحل الى الهند وقرأ كتب الحديث في الهند وكان مشارا اليه بالحديث والفقه في بلاد نجد ولا لا يخفى ما لهم من الحظ وهو النصيب من العلم رحمهم الله تعالى. لكن كانت هذه احوالهم ازراء على انفسهم وعيب بل لها وعدم مبالاة بالالقاب ولا طلب لها ولا فرح بها ولا كانوا يرظون بالمخاطبة بشيء منها واعلى ما كان ترضون بسماعه اسم الشيخ ان رضوا بسماعه. واما المباشرة بهذه الالقاب العلامة اذكر ان الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى قال له رجل يقدم له قال نحن الليلة في لقاء مع العلامة فلما قال العلامة قال له الشيخ اعرف وش معنى العلامة ده السكن قال العلامة هو الذي بلغ الغاية في العلوم كله فلا تقل لاي واحد العلامة العلامة وانت لا تدري ما معنى العلام هكذا ينبغي ان يكون طالب العلم على تلك الحال. طالب العلم الذي يطلب علمه لله ينبغي ان يزري على نفسه والا يأذن لاحد بتلقيبه ولا يفرح بهذه الالقاب اما الحالة التي صارت عليها الناس يقولون تعريف بالنفس حتى صاروا وش يسمونه اذا قبل المحاضرة يقولون تعريف بالمحاضر جابوا به من الغرب يقف امامه يقول هو فضيلة الشيخ فلان ابن فلان الفلاني تلقى تعليمه في الرياض وترعرع في بيئة صالحة حفظ القرآن الكريم صغيرا الى اخر هذه القائمة. هذا شيء يا اخوان للاسف صرت الان تسمع الناس يرونه عادي صارت الناس تسمعه عادي الان مع هذا التويتر صار الشر اكبر تجد احدهم يعمل ايش يسمونه؟ رتويت اعملوا تويتر للي يمدحه يقول اشكركم شيخنا الفاضل المحدث الذي امتعتنا بهذه الفوائد فتلقاه مسوي له رتويت يعني هذا كأنه في مجلس ويمدح فيه ويقول انت فيك وانت فيك وانت فيك ومعنى هذا هو يرتوت يعني راض بهذا المدح فالانسان ينبغي مثل هذا يحدثه لا لا لا يقبل به ولا يرظى به ابدا لانك ان خفي على الناس حالك فانه لا يخفى على الله حالك واذا كنت في نعمة فاعرف قدرها بان تتظعظع لله عز وجل فان من تواظع لله رفعه الله من كان دائرا مع الله عز وجل يرفعه الله عز وجل. ولا تنتظر ان يرفعك الله عند الخلق اهم شيء ان يرفعك الله عنك هذا هو اهم شيء اهم شيء ان يرفعك الله عنده اذا رفعك الله عنده فلا تبالي بالخلق لموك او مدحوك ولذلك من نظر من نظر الى الناس بعين المقت ونظر الى الله بعين الاجلال رفعه الله ومن نظر الى الخلق بعين الاجدال كما ينظر الى الله فيرجو منهم ويأمل منهم ويحب منهم ويميل اليهم فهذا على خطر عظيم يخاف على نفسه ان يزيغ الانسان اذا تعلق قلبه بمحبته الميح المدح والاطراء والذكر فينبغي ان يحذر طالب العلم هذا الامر لانه امر استشرى في الناس وصار هينا عليهم يتهاونون فيه ويتساهلون فيه ويقول له مقاصد حسنة ويعرف الناس يعرف الناس بالمتكلف الذي يعرف الناس بالمتكلم هو الله سبحانه وتعالى الكلام الصدق الله عز وجل يجعل له ظهور. تسمع كلام المتكلم لا تعرف اسمه. وربما لا ترى صورته فتعرف انه رجل صالح وتسمع كلام من انسان يقدم له التقديم العريض الطويل ثم تقول تسمع بالمعيب خير من ان ترى لان الحق هو ما يضعه الله عز وجل لا ما يضعه الخلق الخلق ان وضعوا من التزويق والتنميق الشيء الذي يرونه لا يغني عنك من الله سبحانه وتعالى شيئا وثالثها في قوله ولا يستجرينكم الشيطان. وهذا ايضا شاهد للكلام الذي قلته ولا يستجلينكم الشيطان اي لا اي لا يغلبنكم فيتخذكم جليا اي رسولا ووكيلا عنه اي رسولا ووكيلا عنه في فتح باب الشر على النفس لان الانسان اذا مدح فاستوصل في سماع المادح فان هذا المادح وكيل عن الشيطان في باب الشر عليه والدليل الثاني حديث انس رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا الحديث رواه النسائي واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه اولها في قوله قولوا بقولكم على ما تقدم بيانه انه ما اعددتوه ما اعتدتموه من المخاطبة في لسانكم وثانيها في قوله ولا يستهوينكم الشيطان اي لا يميلن بكم فيفتح عليكم باب الشر على انفسكم وثالثها في قوله انا محمد عبد الله ورسوله فاخبر عن مقامه صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة حماية لجناب التوحيد وانه لا يرتفع فوق هذا المقام ورابعها في قوله ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل ومنزلته صلى الله عليه وسلم هي العبودية والرسالة التي اخبر عنها في الجملة المتقدمة وقوله صلى الله عليه وسلم ما احب ان ترفعوني يدل على كراهته صلى الله عليه وسلم رفعه فوق تلك المنزلة ورفع النبي صلى الله عليه وسلم فوق منزلته له درجتان الدرجة الاولى رفعه فوق منزلته بما يؤول على منزلته بالابطال رفعه فوق منزلته بما يؤول على منزلته بالابطال كمن يرفعه الى مقام الالهية فان هذا الرفع يؤول على مقامه من العبودية والرسالة بالابطال وهذا محرم وكفر والثاني ان يرفعه فوق منزلته صلى الله عليه وسلم بما لا يعود عليها بالابطال كالمدائح المتكلفة المشجعة في مدحه صلى الله عليه وسلم فانه نهى عن ذلك فقال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله رواه البخاري من حديث عمر رضي الله عنه والاطراء هو المدح بالكذب والباطل والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن مدحه بل مدح صلى الله عليه وسلم حيا وميتا في الكتاب والسنة وفي كلام الصحابة رضي الله عنهم لكن المنهي عنه هو المبالغة في المدح المفضية الى الكذب فمثل هذه الحال التي لا تؤول على التي لا تؤول بالنقض على مقامه الذي جعل له صلى الله عليه وسلم هي حال حكمها الكراهة واذا وقع فيها كذب او نحو ذلك صارت محرمة اما اذا كانت تتضمن شيئا من المدائح المتكلفة المشجعة فهذه مكروهة كراهة شديدة نعم كيف كيف لم يقولوا الا الحق ماذا قالوا؟ سيدنا وابن سيدنا وابن من ابوه من عبد الله انت جالس في الخلف حنا قلنا كذا هذه السنة يعني يكون في حلقة واحدة. طيب وعبدالله كان مسلم ولا كافر كافر والمنافق يقال له سيد لا يقال صح ولا لا لا يقال له شيء طيب كيف يكون لم يقولوا الا الحق اه ايش احسنت ارادوا بقولهم وابن سيدنا يعني ابراهيم عليه الصلاة والسلام لان العرب تنتسب الى من انتسب الى ابراهيم وكانت قريش تذكر انها على ميراث من ميراث ابراهيم عليه الصلاة والسلام فقولهم انت سيدنا يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم وابن سيدنا يعني الاكبر الذي ننتسب اليه ممن كان من الانبياء وهو ابراهيم عليه الصلاة والسلام. نعم نعم مقصود الترجمة بيان عظمة الله بيان عظمة الله الموجبة تقديره والقيام بتوحيده الموجبة تقديره والقيام بتوحيده وختم المصنف بهذه الترجمة للاعلام بان فقد التوحيد سبب عدم توقير الله وتعظيمه للاعلام بان سبب فقد التوحيد هو عدم توحيد الله وتعظيمه ومن بدائع هذا الكتاب ابتداء وانتهاء ان المصنف رحمه الله تعالى ابتدأ كتابه بذكر موجب وجود التوحيد وخدمه بذكر موجب فقد التوحيد فموجب وجود التوحيد هو امتثال حكمي ايجابي فان التوحيد واجب فاذا امتثل هذا الحكم وجد التوحيد وختم بذكري موجب فقده وهو عدم توقير الله واجلاله لا صلى الله عليه وسلم حبر او حبر من كلاهما حبر وحبر ها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية الرحمن شكرا وفي وقال تعالى ولا اخرجت مستقبله زيد زيد صحوني رواه مسلم صلوات الله عليه وسلم والله تعالى ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة. الدليل الاول قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله وما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه ما له من التعظيم ففيه اثبات عظمة الله عز وجل وثانيها في قوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وهذا دال على عظمة الله والثالث في قوله سبحانه وتعالى عما يشركون فنزه نفسه عما لا يليق به مما يصفه به المشركون وفي ذلك اثبات الكمالات الموجبة لتعظيمه التي يخبر بها المرسلون وفي ذلك اثبات الكمالات الموجبة تعظيمه مما يخبر بها المرسلون والدليل الثاني حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر يقال حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ما ذكره الحبر من صفة الله عز وجل وضحكوا النبي صلى الله عليه وسلم لقوله على قوله تصديقا له وضحك النبي وضحكوا النبي صلى الله عليه وسلم على قوله تصديقا له فان هذا هو الذي اخبر عنه الصحابي وهو عبد الله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحك تصديقا للحظر يقول بعض المتأخرين انه ضحك سخرية به ما وجهها ما محلها من القبول ساقطة لان المشاهد للواقعة اخبر لان النبي صلى الله عليه وسلم ضحك تصديقا لقول الحبر لا سخرية ولا استخفافا لقوله كما يدعيه بعض نفات الصفات من المعطلة والجهمية وثانيها في قراءته صلى الله عليه وسلم الاية وما قدروا الله حق قدره المشتملة على تعظيم الله عز وجل واجلاله والدليل الثالث حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة الحديث رواه مسلم وفيه لفظة شاذة في اصح قولي اهل العلم وهي قوله ثم يأخذهن بشماله فالمحفوظ ثم يأخذهن بيده الاخرى وهي الرواية المتفق عليها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون وتكرارها عند طي الارض تأكيدا لعظمته سبحانه وتعالى والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ما السماوات السبع والاراضون السبع الحديث رواه ابن جرير باسناد ضعيف واتبعه المصنف بمرسل زيد ابن اسلم بعده قال قال ابن زيد يعني عبدالرحمن ابن زيد ابن اسلم حدثني ابي يعني زيد ابن اسلم واسناده ضعيف جدا والدليل الخامس حديث ابي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الحديث رواه البيهقي في الاسماء والصفات واسناده ضعيف والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال بين السماء الدنيا والتي تليها خمس مئة عام وبين كل سماء خمس مئة عام رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن ومثله لا يقال من قبل الرأي لماذا لماذا لا يقال من قبل الرأي احسنت انه خبر عن غيب والخبر عن غيب لا يكون الا بوحي صادق فان الصحابة اشد تعظيما لله من ان يتكلموا بهذه الامور دون علم بين اخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فما وقع من هذا الباب يقال حكمه الرفع. قال العراقي رحمه الله تعالى في البيته وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على مقالة المحصول نحو من اتى والحاء ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفع لهذا اثبت طيب هذه الخمسمائة عام ضوئية ام غير ضوئية رأيكم طيب عبد الرحمن او سيد عامل معروف خمس مئة عام التي تعرفها العرب بتقديرها العرب تعرف بتقديرها ان العام اثنى عشر شهرا كما هو صريح كتاب الله عز وجل والشهر عندهم تسعة وعشرين يوم او ثلاثين يوم يعني خاطبهم هم بلغتهم ما الذي يأتي يقول الان خمس مئة عام يعني خمس مئة سنة ضوئية في حساب المسافة الظوئي هذا كلام اجنبي عن الشرع لان الشرع لا يخاطب الناس بما لا يدركون التقدير بالسنة الضوئية هذا حادث لم يكن في زمان نزول الوحي فيقدر بالمقادير المعروفة في خطاب العرب وقت نزول احكام الشرع عليهم والدليل السابع حديث العباس ابن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بين السماء والارض الحديث رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجه واسناده ضعيف ووجه دلالة جميع هذه الاحاديث على مقصود الترجمة هو ما ذكر فيها من عظمة الله عز وجل الموجبة تعظيمه وتوقيره واجلاله وتوحيده فان العبد اذا احاط علما بعظمة الله عز وجل في نفسه وفي مخلوقاته وقر الله عز وجل فوحده واذا خلا قلبه من مشاهدة هذا وقع في الشرك ولذلك قال الله وما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه حقا عظمته فوقعوا في الشرك به سبحانه وتعالى ومنه قوله تعالى ايضا ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ اي ما لكم لا ترجون لله تعظيما واجلالا فاذا وقر في القلوب اجلال الله وتعظيمه قام العبد بتوحيده. واذا خلا من القلب اجلال الله وتعظيمه فان انه يتجرأ على محارم الله ومن جملتها عدم القيام بحق التوحيد ولاجل هذا جل النظر في ملكوت السماوات والارض لانه يفضي الى الاقرار بربوبية الله عز وجل ويحمل العبد على التزام الوهيته فان العبد اذا ادار نظره في ملكوت السماوات والارض واحاط علما ببعض قدرة الله عز وجل عظمه وهذا هو المقصود بالنظر فان المقصود بالنظر في ملكوت السماوات والارض ان يورث قلب العبد تعظيم الله عز وجل واجلاله فليس المراد للنظر في ملكوت السماوات والارض ان يحيط العبد علما بتضاعيفه وتصاريفه. فان هذا شيء يشترك فيه والفاجر والمؤمن والكافر لكن المقصود ان ينظر فيه نظرا يورثه تعظيم الله عز وجل واجلاله. فانه يحيط بان هذا الكون لابد له من مكون. وان هذا المدبر لا بد له من مدبر فاذا امتلأ قلبه بذلك عورته خشية الله واجلاله وهيبته قيل لاعرابي تعرف الله فقال نعم وقيل بما عرفته؟ فقال البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير فسماء ذات ابراج وبحار ذات امواج واراض ذات فجاج. الا تدل على الواحد القهار بلى سبحانه وتعالى وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد. فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع الملك عيون من لجين شاخصات باحداق هي الذهب السبيك على كتب وارجني شاهدات بان الله ليس له شريك ينبغي ان يكون لطالب العلم حظ من النظر فيما يعظم به الله سبحانه وتعالى ومن عيون المقيدات في هذا الباب كتاب العظمة لابي الشيخ الاصبهاني من علماء اهل الحديث انه صنف كتابا عظيما ذكر فيه الايات الايات والاحاديث والاثار التي تدل على دين الله عز وجل فينبغي ان يقرأه طالب العلم وان يتفقه ما فيه من المسائل المتعلقة بتعظيم الله نعم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال العلي العظيم سبحان الله قوله رحمه الله الثالثة التصريح بتسميتها الشمال يعني كما وقع في رواية عند مسلم والمختار ان هذه الرواية شاذة وان المحفوظ هو بيده الاخرى وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله ابن عمرو وكلتا يديه يمين نعم الثالثة والحمد لله رب العالمين. الحمد لله رب العالمين. وبهذا نكون قد فرغنا من كتاب التوحيد وهو كتاب عظيم ينبغي ان يلزمه طالب العلم وان يكرر دراسته وقراءته فلما كان امر الناس منتظما في هذه البلاد لم يكن كتاب التوحيد يغيب عن حلقة الشيوخ. فكان احد الكتب الخمسة التي لا تنقطع من حلقة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى فضلا عن قراءة ما يقرأ من الطلاب لكن القراءة الرافظة التي يقرأ فيها رحمه الله تعالى كان كتاب التوحيد اصلا فيها فاذا فرغ منه وختمه ورجع من اوله مرة ثانية وهكذا حتى توفاه الله عز وجل. ينبغي ان يجتهد طالب العلم ان يدرس هذا الكتاب مرة ومرتين وثلاث ربع وخمس وست وعشر ويلزمه حتى يموت لانه من اعظم الكتب التي يحفظ بها التوحيد والتوحيد اذا واصلت دراسته ولزمته بقي في قلبك غظا طريا. واذا تهاون الانسان فيه وصار يدرسه مرة واحدة ثم يتركه اغتر بنفسه فصار له حظ من قولهم التوحيد فهمناه الذي قال فيه الشيخ محمد رحمه الله تعالى وهذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان الواقع عند الناس يقول خلاص حنا درسنا التوحيد مرة واحدة يكفي ما يحتاج الانسان يكرر وهذا من الجهل بالتوحيد التوحيد هو كتاب الله عز وجل القرآن كله توحيد كما قال اهل العلم فانت عندما تقرأ القرآن مرة ومرتين وثلاث لا تنقضي نهمتك منه بما فيه من العلم واعظم ذلك توحيد الله عز وجل والكتب التي وضعت في التوحيد المقصود منها تقريب هذه الحقائق الى الناس فينبغي ان يلزم الانسان كتاب التوحيد وان يكرر دراسته مرة بعد مرة. نحن بحمد الله في ذي السنة ندرس كتاب التوحيد ربما ثلاث او اربع مرات موجود في برنامجي اصول العلم وموجود في برنامج اساس العلم وموجود في برنامج مهمات العلم وفي غيرها من البرامج فينبغي ان يلزم الانسان هذا تابوا ويكثر من قراءته وكان الشيخ عبد العزيز الشعيبي رحمه الله تعالى احد علماء هذه البلاد ممن لا يعرفه الا قليل من الناس كتب في وصيته لابنائه ان يجتمعوا كل شهر مرة يقرأ فيها كتاب التوحيد يعني من اعظم وصاياه ان يحرصوا على قراءة كتاب التوحيد اجتماعهم العائلي يجتمعون مرة ويقرأون كتاب التوحيد في الساعة ساعة ونص يقرأون كتاب التوحيد ما فيه من الايات والاحاديث والمسائل التي تذكر الانسان بما يجد من توحيد الله عز وجل. لانه اذا غابت عنه ربما غفل عن توحيد الله عز وجل ووقع في خلل فيما يتعلق بتوحيد الله عز وجل بهذا