السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما بينت اصول العلوم وابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا شرح الكتاب التاسع من برنامج اصول العلم في سنته الاولى ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب القواعد الاربع في امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر. الشيخ محمد بن عبد وهادئ ابن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمنا الله واياه. بسم الله الرحمن الرحيم. اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة وان يجعلك مباركا اينما كنت. وان يجعلك ممن اذا اعطي الشكر واذا ابتلي صبرا واذا اذنب استغفر فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة. اعلم وقت استفتح المصنف رحمه الله تعالى رسالته بالدعاء لقارئها بثلاث دعوات جامعة اولها ان يتولاه الله في الدنيا والاخرة فيكون وليه الله والولي من اسماء الله الحسنى ومعناه المتصرف في خلقه عامة بتبديدهم المتصرف في خلقه عامة بتدبيرهم وفي المؤمنين خاصة بتوفيقهم الى ما ينفعهم في الدنيا والاخرة وتانيها ان يجعله مباركا اينما كان اي سببا لكثرة البركة ودوامها وثالثها ان يجعله ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب وعدهن المصنف عنوان السعادة والعنوان ما يدل على الشيء ومنه سمي اسم الكتاب عنوانا لانه يدل عليه وسمي موضع النزل في السكنى عنوان المنزل لانه يدل عليه ويرشد اليه والسعادة هي الحال الملائمة للعبد هي الحال الملائمة للعبد والعبد مقلب بين احوال تلاتة او بين احوال ثلاثة نعمة واصلة ومصيبة قاصدة وسيئة نازلة فلا ينفك العبد من التقليد بين هذه الاحوال الثلاثة فاما ان يكون متربعا في نعمة وصلت اليه يتفيع ظلالها او متلمظا في حر مصيبة يعاني شدتها او متلطخا بقذارة سيئة قارفها والمأمور به شرعا عند وجود النعمة شكرها وعند حصول المصيبة الصبر عليها وعند مقارفة الخطيئة الاستغفار والتوبة منا. فمن امتثل المأمور به في هذه الاحوال الثلاثة صار من اهل السعادة فاستعيدوا هو الموفق الى القيام بالمأمور به شرعا فيما يعرض للانسان من الاهوال المذكورة واولها المصيبة الحاصلة فتتلقى بالصبر وثانيها النعمة الواصلة قد تتلقى بالشكر وثالثها الخطيئة الواقعة. فتدفع بالتوبة والاستغفار لله عز وجل. فاذا احتوى العبد على هذه المأمورات شرعا فيما يعتريه من احوال قدرها الله عز وجل على الخلق صار سعيدا جعل الله واياكم من اهل السعادة. نعم عند مغسلك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله الناس وخلقه لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا فان الحنيفية شرعا تقع على معنيين احدهما عام وهو الاسلام والاخر طاف وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولا دينه الميل عما سواه فاصل الحنفي في وضع فلا للعرب هو الاقبال لا الميل والميل لازم له فالرجل الذي تقبل احدى رجليه الى الاخرى في باطنها يسمى حنيفا واذا اقبلتا كل واحدة على الاخرى صار في ظاهر صورته قد مالت كل رجل منهما بل حلف اصله الاقبال ولازمه الميل. ومنه في خطاب الشرع الاقبال على الله بالتوحيد. فان من اقبل على الله بالتوحيد لازم هذا الاقبال ان يميل عن الشرك والحنيفية دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام واضيفت اليه تبعا لوقوعها في القرآن كذلك فان الملة الحنيفية نسبت في مواضع عدة من القرآن الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام دون غيره مع كونها ملة جميع الانبياء والرسل. وموجب ذلك امران احدهما ان الذين بعث اليهم نبينا صلى الله عليه وسلم من مشرك العرب يعرفون ابراهيم عليه الصلاة والسلام ينتسبون اليه في جرثومة اصلهم ويزعمون انهم على ارث من ارث ابراهيم في دينهم فاجدر بهم ان يتبعوه حنفاء لله غير مشركين به. فحسنت اضافتها اليه دون غيره من بانه المقدم منهم عند العرب الذين كان منهم النبي صلى الله عليه وسلم وبعث فيهم وعمت دعوته بعدهم كل احد من الانس والجن والاخر ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده بخلاف سابقيه من الانبياء فان الله لم يجعلهم ائمة لمن بعدهم بالاقتداء بهم تخصيصا في القرآن وانما جعل الامر بالاقتداء والاتباع الخاص بابراهيم عليه الصلاة والسلام. كقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وغيرها من الايات. ذكر هذا المعنى ابو جعفر ابن جرير رحمه الله في تفسيره والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها. والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا فليعبدون فان الخبر عن خلقهم لها صريح لفظها. فان الاية صريحة في كون الانس والجن مخلوقون في كون الانس والجن مخلوقين للعبادة ولازموا ذلك ان يكونوا مأمورين بها. فاذا خلقوا لاجلها فانهم مأمورون بها فتكون الاية دالة على الامرين معه فهي دالة على كون الجن والانس خلقوا للعبادة بصريح لفظ الاية. ودالة على انهم مأمورون بها بلازم ارضها فاذا كانوا مخلوقين للعبادة لزم ان يؤمروا بها والا كان خلقهم عبثا ولم تحققت الحكمة التي خلقوا لاجلها وكون الناس مخلوقين للعبادة مأمورين بها امر مجمع عليه بين اهل الاسلام نعم فاذا اردت ان الله خلقك لعبادته فاعلمن العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع طهارة فاذا دخل الشرك في عبادة فسدت كالحلف اذا دخل في الطهارة. فاذا عرفت ان الشرك اذا قال لعل الله ان يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك. وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه ان الله الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وذلك بمعرفة اربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه لما قرر المصنف رحمه الله ان حكمة خلقنا هي عبادته وهو امر اتفاقي بين اهل القبلة بين ان عبادته لا تسمى عبادة الا مع التوحيد فمن زعم انه يعبد الله ولم يكن موحدا به فانه كاذب في دعوة فانما تصدق دعوى عبادة الله مع التوحيد. فمن وحد الله عبده. ومن اشرك غيره لم يكن عابدا له على الحقيقة. لان العبادة حق الله الذي لا يقبل الشرك. فاذا دخلته الشركه خرج من حقيقته. ولم يكن فعل العبد عبادة لله والعبادة شرعا تطلق على معنيين احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والثاني خاص وهو التوحيد والثاني خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع في بيان المعنى العامي للعبادة دون الذل لامرين احدهما موافقة خطاب الشرع موافقة الخطاب الشرعي. لان الخضوع مما يعبد به الله بخلاف الذل فان الذل يكون كونيا قدريا فقط اما الخضوع فانه يكون شرعيا دينيا وكونيا قدريا. فيتقرب الى الله بالخضوع ولا يتقرب الى الله بالذل. ولا يكون عبادة له وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله وخضوع الملائكة من عبادتهم وروى البيهقي في السنن الكبرى باسناد صحيح في قنوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول ونفظع لك ونؤمن به ولم يكونوا يذكرون الذل عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. فاذا اردت ان تتبع علامات العبادة كالامر بها او محبة فاعلها او مدحه او في ثوابه او ذكر العقوبة على تركها او غير ذلك لا تجد شيئا ابدا في القرآن ولا السنة يتعلق بالذل. وانما هو في هذا موقعي معلق في الشرع بالخضوع. والاخر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر ان الذل ينطوي على الاجبار والقهر وفي ذلك محظوران الاول ان قلب الدليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة ان قلب الذليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة. فان المتعبد لله حقا هو الذي يقبل عليه محبة وخضوعا. ورغبة ورهبة ورجاء وحبا واما الدليل المقهور فانه يكون فارغ القلب ليس في قلبه اقبال على من واذله والثاني انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام العبادة انه يتضمن نقصا لا يناسب مقام العبادة. المورثة كمال الحال ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل وقوله تعالى ترهقهم ذلة فالذل اذا ذكر انما يكون خبرا عن نقص وليس في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حرف واحد يخالف هذا الاصل المطردة في الشرع مما تعرفه العرب في كلامها. وما يتوهم من الادلة عند ليس على الوجه الذي ظنوه كقوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة فان جناح الذل من الرحمة ليس هو الذل والعرب تجعل للكلمة مقاما في الافراد ومقاما في الترتيب والذين لا يفقهون هذا الاصل ويريدون ان يحملوا كلام العرب على شيء واحد يضربون كلام والله بعضه ببعض وكلام العرب بعضه ببعض فانت تعرف ان قول الله عز وجل ومن الناس من يشتري لهو الحديث ان المراد بلهو الحديث هو الغناء صح هذا عن ابن مسعود عند ابن جرير وغيره ولا مخالف له من الصحابة فاذا جاء احد ففسر قول الله عز وجل واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها ان اللهو هو الغناء كان اضل من حمار اهله. لان اللهو في الاية باجماع اهل المعرفة بالتفسير ليس هو الغناء وانما هو ما يشغلهم عن المأمور به شرعا وقد يكون مباحا. لهم والذي لا يفهم الفرق بين الافراد والتركيز يطرد هذا الامر فيجعل اللهو شيئا واحدا والذي يعرف مواقع العرب في كلامها وما فسره به الصحابة فمن بعدهم يدرك ان لهو الحديث شيء وان اللهو شيء اخر. وكذا يدرك ان الذل شيء وان قوله تعالى جناح الذل من الرحمة شيء اخر. فان الله قال جناح الذل ثم افرغه من حقيقة القهر بقوله من الرحمة اي ان موجب ذلك التواضع وهظم النفس هو الرحمة بالوالدين. ومنه قوله تعالى في وسط المؤمنين اعزة على الكفار اذلة على ادلة على الكافرين عزة على الكافرين اذلة ايش؟ مع المؤمنين ولا ايش الاية على المؤمنين. طب شو الفرق بينهم الفرق منها ان عدا الاستعلاء الاستعلاء فهي ليست ذلة ضعف وانما ذلة رحمة فهو هضم للنفس مع حفظ حقها فالموجب لخفض نفسه هو امر الشرع له بان يرعى حقوق اخوانه من المؤمنين. فالذل في كلام وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام العرب اذا جاء مفردا لا يراد به الا ما كان ناتجا من القهر والصغار. فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل. فالعبادة تجمع الحب والخضوع لا الحب والذل وفي ذلك قلت وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده. هما قطبان قاصد هو المتوجه اليه في طلبه ويوجد في كلام جماعة من المحققين العباس ابن تيمية وتلميذين ابلفداء ابن كثير وابي عبدالله ابن القيم رحمهم الله التصريح بان العبادة تجمع الحب والخضوع وما في كلام بعض اهل العربية ان الخضوع هو التدلل فهذا تقريب للمعنى لا يراد به حقيقته التامة. فان الفرق بين الخضوع والتذلل معروف في كلام اهل اللغة وممن صرح به ابو هلال العسكري في كتاب الفروق اللغوية اما التوحيد فله معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق بالمعرفة والاثبات وحق بالطلب والارادة والغصب وينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب لله على العبد ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وبه يعلم ان القسمة الثنائية للتوحيد لا تخالف قسمة الثلاثية له وان القول بان اهل السنة لهم قولان في قسمة التوحيد غلط على اهل السنة بل الصواب ان اهل السنة لهم موردان في قسمة التوحيد احدهما تقسيم التوحيد باعتبار تعلقه بما يجب على العبد والاخر تقسيم التوحيد باعتبار تعلقه بالواجب لله عز وجل. فهم تارة والنظر متوجه الى الله عز وجل. وتارة يقسمونه والنظر متوجه الى العبد قسمته الثلاثية انه توحيد ربوبية والوهية واسماء وصفات قسمة له بالنظر الى تعلقه بالله عز وجل والقسمة الثنائية حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب والقص باعتبار تعلقه بالعبد والثاني خاص وهو افراد الله بالعبادة. خاص وهو افراد الله بالعبادة فالتوحيد يجيء تارة على معنى عام وهو افراد الله بحقه ويجيء تارة اخرى على معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة. والمعهود شرعا هو المعنى الخاص وقد ذكر البغوي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال كل ما جاء في القرآن من الامر بالعبادة فهو التوحيد علقه عنه ولم اجده موصولا وهو ظاهر المروي من كلامه في تفسير الايات التي فيها الامر بالعبادة انه فسره بتوحيد الله سبحانه وتعالى. والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا بحسب المعنى المنظور اليه فلهما حالان الحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله فيكونان حينئذ متحدين في المسمى فيكونان حينئذ متحدين في المسمى فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد له. فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد له وهذا معنى قول المصنف فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد اعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. وان في العبادة عهدية يراد بها ما امر به فالعبادة والتوحيد يتفقان اذا كان المعنى المنظور اليه هو ارادة التقرب. والحالة الثانية افتراقهما اذا كان المعنى المنظور اليه الاعمال المتقرب بها الاعمال المتقرب بها اي احادها وافرادها. فتكون العبادة اعم لان ما يتعبد به الله سبحانه وتعالى انواع متعددة. منها توحيده عز وجل فهو قربة من الكرب وهو مختص بحق الله عز وجل. كالوارد في حديث ابن عمر المخرج في الصحيحين من حديث حنظلة بن ابي سفيان عن عكرمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على شهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة الحديث. فجعل التوحيد قربة من القرب المأمور بها شرعا وفي الصحيحين من حديث ابي معبد نافذ مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة بعث معاذ الى اليمن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يعبدوا الله وفي لفظ ان يوحدوا الله. ثم ذكر له بعد ذلك الصلاة والزكاة. فجعل التوحيد فردا من افراد تعلقي المتقرب بها الى الله عز وجل. فاذا نظر الى افراد المتقرب به الى الله عز وجل فالعبادة اعم وهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اتفاقا وافتراقا فيتفقان في حال ويفترقان في اخرى وموجب الاتفاق والافتراق المعنى المنظور اليه. ثم نبه المصنف الى مفسد العبادة الاعظم وهو الشرك والشرك شرعا يطلق على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فالاصل اذا ذكر الشرك في خطاب الشرع ارادة شرك العبادة. وعدل في حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين ما هما بين لقوله تعالى في سورة البقرة فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون بخلاف الذي فيه مجرد خذ الشيء عن وجهك الاول موافقة الخطاب الشرعي. فان المعبر به في انتقاد الشرع عند ذكر الشرك هو الجعل ومنه قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سئل اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك وما اخبر به خطاب الشرع فهو مقدم على غيره هذه قاعدة عظيمة ذكرها الشاطبي رحمه الله تعالى في اخر الموافقات وابن القيم في اعلام الموقعين ومن سلكها في العلم والايمان والعمل نجا وانجى. ومن عبر بالفاظ مخترعة يفترعها الناس ربما جره ذلك الى الوهن والايهام ولا سيما فيما يتعلق بحق الله او حق رسوله صلى الله عليه وسلم فيقع الناس في الضلال فالمنجي ان تقتفي خطاب الشرع وتقدمه على غيره من انواع الخطاب كهذه المسألة فان الشرع عبر عن الشرك بالفاظ متعددة منها لفظ الجعل وهو والمقدم في بيان حده والا فقد ذكر الاتخاذ وغيره لكن كل لفظ له في الشرع مولد ومتعلم لكن فيما يتعلق ببيان حقيقة الشرك فان في خبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود وهو صريح قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك فجعل حقيقة الشرك جعل ند لله سبحانه وتعالى. والاخر ان الجعل يتضمن تأله القلب واقباله. ان الجعل يتضمن تأله القلب واقباله بخلاف الصرف فانه موضوع في لسان العرب لتحويل الشيء عن وجهه دون نظر الى المحول اليه وينظر فيه الى تغيير جهة الصرف دون ملاحظة مورد المصروف ومنه المشهور عندنا الان ايش يقولون تصريف المياه يعني المقصود من تصريف المياه تفريقها هذا هو المقصود ولذلك تارة يضعونها تنزل على جبل تارة تنزل على ارض فسيحة وتارة تنزل على كذا وتارة تنزل هكذا لان المراد الاكبر هو تحويل الشيء عن وجهه في الصرف. اما الجعل فيراد به اقبال المرء على ما يراد منه ومنه فيما يتعلق بهذه المسألة ان حقيقة الجعل ان يكون القلب مقبلا على الله سبحانه وتعالى ولذلك جاء الامر به في كثير من العبادات ولم يأتي ذكر الصرف اثر الشرك على العبادة يختلف باختلاف قدره. فان منه اكبر ومنه اصغر والمقصود في كلام المصنف هو الشرك الاكبر. فقوله فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت اي الشرك الاكبر لقوله بعد فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من في النار فحصول الخلود في النار مرتب في الشرع على الشرك الاكبر دون الاصغر طيب من اين الدليل على قسمة الاصغر والاكبر هذه من اين لو طلع واحد الان قال وللاسف اننا نضع اشياء لا نجدها في القرآن ولا في السنة هناك تقسيم مشهور عندنا للشرك الاكبر والاصغر بينما هذه الكتب الستة والقرآن الكريم لا تجدون فيها شيئا من ذلك ونلقى كثير من المنتسبين للعلم يعلنون اكتشافا جديدا في ان قسمة الشرك هي اكذوبة من اكذوبات المدارس هذا صار حاليا صار عند الناس شك في دينهم الان بسبب تعدد انواع التلقي وعدم حرص العقد المسلم على معرفة طريق التلقي الصحيح صار الناس الان يفتحون لانفسهم موارد الشر على قلوبهم قبل الانسان كان يتحرز ويخاف على نفسه الان تجد الناس يسارعون ابن سيرين قال له رجل من اهل البدع كيف يسمع مني كلمة؟ قال ولا نصف كلمة خوفا على نفسك ولذلك قال الذهبي رحمه الله تعالى وكانوا يحذرون سماع البدع لان القلوب ضعيفة والشبه خطاء القلب ضعيف لا تخدع نفسك لا تخدع نفسك تقول انا قلبي قوي. لان هذا اول باب الاغتراب تغتر بدينك وبصلاحك. وتقول انا الضامن النفسي ثم فجأة تجده يركض وراء المقالات العاطلة والباطلة لانه جاهل على الحقيقة ولو كان خريج شريعة ولو كان استاذ في الشريعة لان العلم مهو بالشهادات العلم بحقيقة في القلب هذا هو العلم ان الانسان اذا عرف الحق لن يعدل به شيئا قال ابو سليمان الداراني لو شك الناس كلهم في الطريق ما شككت به وحدي هذا اليقين وهذا اليقين لا ينال الا بالعلم ودوام الاتصال بالعلم. العلم ليس يوما ولا يومين. وحتى اذا حصلته تحتاج الى تكراره في التعليم الارشاد والهداية فتثبت فيه. اما الانسان الذي يأخذ العلم فقط مقررات دراسية او دين الاباء والاجداد عند اول اعصار من الفتن ويتغير ويتحول ويتشكك في في دينه كهذه المسائل الان صرنا نسمع في بلادنا اناس يتكلمون في مسائل التوحيد والشرك بما كان الانسان يظن انه يموت لا يسمع احدا من هذه البلاد يتكلمون ومما يؤسف له ان يكون ومما ينسب عليه ان يكون مروجا مقبولا ولما كان دين ابائنا صحيحا ما كانوا يقبلون مثل هذا ولا يرضون بسماعه لانهم يعرفون ان ما هم عليه حق ومن لطائف الاخبار ان رجلا من اصحاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انتهى به السير في دعوته الى بلاد اليمن نظره بعض علماء اليمن وقال له في المناظرة انكم قوم مقلدون وانما تتبعون هذا الرجل الذي ظهر فيكم فقال له هذا الرجل اننا لا نتبع هذا الرجل لاجل شخص وانما لاجل ما عرفنا من الحق مما ذكره في الكتاب والسنة ولو انه قام الان من قبره وقال لنا ان الذي دعوتكم اليه باطل ما قبلنا قوله هذا عرف الحق عرفت ان الحق جاء في الكتاب والسنة وهذا الرجل كان مرشد وموصل لي اليه فلو قدر انه حار او تغير او تلون ولو بعد موته فلو قدر بعتوه بعده فان الذي عرف اليقين لا يرغب التحول عنه فيجب ان يجعل الانسان دينه على يقين فالذي يجعل دينه على يقين يكون في ثبات واما الذي لا يجعل دينه على يقين فانه يتحير ولا يتلون. وهذه المسألة كما سبق ذكرت لكم ما رواه الحاكم باسناد الحسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر فهو تعبير قديم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ويوجد في عدة احاديث واثار ذكر الشرك الاصغر الذي يقابله الشرك الاكبر. فلابد ان تعرف ان الدين الذي وفقك الله اليه هو دين النبي على اصول صحيحة فتجعله اصلا واذا ورد كلام المشتبه فلا تأبه به ولا تتحول اليه وهذه القسوة للشرك تفصح عن ان الشرك باعتبار قدره ينقسم الى قسمين احدهما الشرك الاكبر وحده جعل شيء من حق الله لغيره يزول به اصل الايمان يعلو بشيء من حق الله لغيره يزول به اصل الايمان والشرك الاصغر جعل شيء من حق الله لغيره يزول به كمال الايمان فاذا قام فالعبد شيئا من الشرك الاكبر خرج من الايمان لزوال اصله اما اذا طرف شيئا من الشرك الاصغر فانه يزول عنه اسم كمال الايمان لكنه لا يخرج من الايمان فالفرق بينهما يرجع الى متعلق الحق فاذا كان متعلق الحق يزيل من الايمان اصله فهو شرك اكبر. واذا كان يزيل منه كماله فهو شرك اذا كان ينزله منه اصله فهو شرك كن اكبر واذا كان يزيل منه كمالة فهو شرك اصغر. والمفصح عن زوال هذا او ذاك هو الادلة الشرعية فمثلا حديث ابن عمر عند الترمذي وغيره من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك الاجماع منعقد على ان من حلف بغير الله عز وجل فهو لا يخرج من الاسلام فعلم بهذا الاجماع ان الحلف بغير الله عز وجل شرك اصغر لا اكبر ونجاسة الشرك محلها القلب. وكما يؤمر العبد بدفع النجاسة الظاهرة عنه عند ارادة الصلاة في بدنه وثوبه والبقعة التي يصلي عليها فانه مأمور بتطهير اعمال تطهير اعمال كلها من الشرك بنفيه عن عمله وافراغ قلبه منه وسوء اثره ووخيم عاقبته يوجب الخوف منه. فانه يحبط عمل المرء ويجعله من طالبين في النار. فمن نجا منه نجا. ومن علق به ومن علق قلبه بشبكته فقد هلك. وهذا معنى قول المصنف رحمه الله تعالى عسى ان ينجيك الله من هذه الشبكة يعني من شبكة الشرك والاية التي ذكرها المصنف في التحذير من الشرك وهي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به عامة في الشرك كله في اصح قولي اهل العلم فلا يغفر الله الشرك صغيره ولا كبيره لان المصدر المؤول المسبوكة من الفعل المضارع وان تقديره شركا فيكون نكرة في سياق نفيه فالكلام المقدر ان الله لا يغفر شركا به والنكرات في سياق النفي تفيد العموم. ومما يعين العبد على معرفة الشرك ليحذره معرفة اربع قاعدة ذكرها الله في كتابه تبين حال المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وما كان اليه وتتضح بها حقيقة الشرك ويتميز دين المسلمين عن دين المشركين وهي التي ذكره المصنف فغاية هذه القواعد التفريق بين دين المسلمين ودين المشركين فمن وعاها امكنه التفريق بين الدينين واستمدادها عند المصنف من القرآن الكريم واقتصر على ردها اليه للاتفاق على قبوله والاحتجاج به عند جميع الفرق الاسلامية. فان المصنف ذكر وبكل قاعدة ما يدل عليها من الايات القرآنية الاتفاق جميع المسلمين على الاحتجاج القرآن نعم القاعدة هنا ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو المدبر وان ذلك لم يدخلهم في الاسلام والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السماء والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيخونه الله فخلف لا تتقون. مقصود هذه القاعدة بيان شيئين احدهما ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية وهو افراد الله في ذاته وافعاله واشار المصنف رحمه الله الى ذلك بقوله مقرون بان الله تعالى هو الخالق المجدد لان الخلق والتدبير من اعظم افعال الربوبية. تنبه بهذين الفعلين الى ايمانهم بربوبية الله واستدل على ما ذكره بقوله قل من يرزقكم من السماء والارض. الاية ووجه دلالته المقصود هي في اقرارهم بان بان الرزق والملك والتدبير هو لله سبحانه وتعالى والاخر ان اقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم بالاسلام ان اقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم في الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ولو كانوا باقرارهم بالربوبية مسلمين لما قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر المصنف دليلا خاصا على المقصد الثاني من مقصدي القاعدة اكتفاء بما سيذكره في القاعدة الثالثة التي ستأتي نعم القاعدة الثانية لانهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا بطلب القربة والشفاعة. فدليل فدليل القربى قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا. ان الله بينهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. ودين الشفاعة قوله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفاؤنا عندهم الله والشفاعة شفاعة شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فالشفاعة منفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقنا والكافرون والظالمون مثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم للشفاه. والمشروع له من رضي الله قوله وعمله كما قال تعالى ماذا الذي يشفع عنده الا باذنه مقصود هذه القاعدة بيان ان الحامل للمشركين على دعوة غير الله والتوجه اليه شيئان احدهما طلب القربة والاخر طلب الشفاعة فلم يكن المشركون يعتقدون ان معبوداتهم تدبر الامر ولا تستقل بما شاءت ولكنهم كانوا يتوجهون اليها لهذين الامرين المذكورين. وقد ابطل الله هذا وهذا فاما طلب القربة باتخاذ الاولياء فقد ابطله الله بنفي وجودهم كما قال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا لنقربون الى الله زلوا وهي الاية التي ذكرها المصنف ثم قال في اخرها ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. فاخبر عن كذبهم في دعوى وجود الاولياء لله سبحانه وتعالى. نفيا لهم كما قال تعالى ولم يكن له ولي من الذل والولي المنفي عن الله هو الولي المعين الذي يتصرف معه بما ينفعه هو الولي المعين الذي يتصرف معه بما ينفعه فان هذا المعنى هو الذي كانت تعتقده العرب الاولى فولي الله يطلق على معنيين احدهما الولي الناصر وهذا منفي عنه والاخر المليء الولي المنصور. وهذا ثابت قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اي الاولياء الذين ينصرهم الله سبحانه وتعالى واما الشفاعة فابطلها الله عز وجل في نفي ملك الشفعاء لها وامتناع شفاعتهم دون اذنه واما الشفاعة فابطلها الله بنفيه ملك الشفاعة للشفعاء وامتناع شفاعتهم الا من بعد باذنه قال الله عز وجل قل لله الشفاعة جميعا فملك الشفاعة كله لله عز وجل. وقال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فابطل تقدمهم بالشفاعة الا بعد اذن الله عز وجل ورضاه عن الشافعي والمشفوع. فابطل الله عز وجل هذين الموردين اللذين تعلق بهما المشركون بطريقين. فاما طلب القربة فابطله الله عز وجل بنفي وجود ايش الاولياء واما طلب الشفاعة فابطله الله عز وجل ايش بنفي الشفعاء بنفي ملك الشفعاء للشفاعة وامتناع شفاعة احدهم الا بعد اذن الله سبحانه وتعالى والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في ابواب الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله هنا شرعا سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه. وهي نوعان احدهما شفاعة منفية وهي التي نفاها الله عز وجل وحقيقتها شفاعة الخالية من اذن الله ورضاه شفاعة الخالية من اذن الله ورضاه وهي نوعان احدهما المنفية عن الشافع المنفية عن الشافع ومنها المنفية عن الالهة الباطلة ومنها المنفية عن الالهة الباطنة الباطلة والاخر المنفية عن المشفوع ومنه الشفاعة للكافر ومنه الشفاعة للكافيين فالشفاعة المنفية تارة تتعلق بنفي يرجع الى الشافع وتارة يرجع الى المشفوع له. وذكر المصنف قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. الاية دليلا على الشفاعة المنفية المصرح بها في قوله ولا شفاعة. والثاني شفاعة مثبتة وهي التي اثبتها الله عز وجل. وحقيقتها الشفاعة المقترنة باذن الله ورضاه شفاعة المقترنة باذن الله ورضاه وهي نوعان احدهما المثبتة للشافع ومنها ايش شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم والاخر المثبتة للمشفوع له المثبتة للمشفوع له. ومنها شفاعة لاهل الكبائر من هذه الامة كفاعة لاهل الكبائر من هذه الامة. وذكر المصنف رحمه الله قوله تعالى ما ذا الذي يشفع عنده الا الا باذنه دليلا على الشفاعة المثبتة. لان الله اثبتها بعد حصول اذنه سبحانه وتعالى. والفرق بين الشجاعة المنفية والمثبتة هو المذكور في قول المصنف ما كانت تطلب من غير الله فيما الا يقدر عليه الا الله وقوله والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله ومدار النفي والاثبات على امرين ومدار النفي والاثبات على امرين. ابن الله ورضاه ابن الله ورضاه. فمع النفي يكون ان مانعين فمع النفي يكون ان مانعين هما عدم اذن الله وعدم رضاه عدم اذن الله وعدم رضاه ومع الاثبات يكونان شرطين ومع الاثبات يكونان شرطين هما مثل الله ورضاه. فالشفاعة المنفية لها مانعان والشفاعة المثبتة لها شرطان والشفاعة المنفية مانعاها الاول عدم اذن الله عز وجل. والثاني عدم رضا الله عز وجل. الشفاعة المثبتة لها شرطان. احدهما الاول ابن الله عز وجل. والثاني رضا الله عز وجل واقتصر المصنف على دليل الابل بامكان اندراج الرضا فيه واغتصب المصنف على دليل اذ لامكان اندراج الرضا فيه لانه سبحانه وتعالى يأذن اذا غضب انه سبحانه وتعالى يأذن اذا رضي وذكر معا في قول الله سبحانه وتعالى في اية النجم المتقدمة وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وحذف متعلق الرضا ليعم فيندرج فيه الرضا عن الشافع والرضا عن المشفوع له والشافع مكرم بالشفاعة كما قال المصنف فالله متفضل بها عليه فيكرمه الله عز وجل بان يجعله شفيعا كتفضله عز وجل على نبينا صلى الله عليه وسلم بانواع الشفاعات. او تفضلها على غيره من الانبياء الصالحين والشهداء والعلماء بالشفاعة. نعم القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعوذ الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله ودين الشمس والقمر قوله تعالى ومن ايات الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا ومن يوصل لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. ودليل الملائكة قوله تعالى ولا يأمرن ما تستغفر الملائكة والنبيين اربابا ودليل الانبياء قوله تعالى واذ قال الله مريم ما ليس لي بحق ان كنت قلت فقد علمت تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك من تعلم غيوبه ودليل الصالحين قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى وحديث ابي واقن الليثيه رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حلفاء واهلي بكفر وللمشركين سدرة يقفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات نواط كما لهم ذات انواط الحديث. مقصود هذه القاعدة بيان ان مناط الكفر بيان ان مناط الكفر يعني متعلقه عبادة غير الله بيان ان مناط الكفر عبادة غير الله دون نظر الى منزلة المعبود فمن يعبد النبي والولي والملك كمن يعبد الشجر والحجر واجرام الفلك فالنبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم. اي متفرقين فيها من جهة مألوهاتهم التي يعبدون. لا من جهة الافعال التي يتقربون بها فاقيم المصدر وهو عبادة مقام او مقام اسم المفعول للدلالة على ثبوت المعنى واستقراره فيكون المقصود المعبودات لا العبادات. فقوله ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم يعني ايش معبوداتهم لا افراد العبادات ان منهم من يعبد بالذكر ومنهم من يعبد بالذبح ومنهم من يعبد بالنذر. وانما اراد تفرقهم في انواع المألوهات وجيء بالمصدر للدلالة على استقرار ذلك وثبوته عندهم فلا يختص التكفير والقتال بمن عبد الاصنام. بل هو جزاء كل من عبد غير الله عز وجل. والدليل كما المصنف وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فاعظم الفتنة عبادة غير الله واصل الدين توحيد الله. وذكر المصنف رحمه الله تعالى ادلة ما قرره من تفرق مألوهاتهم في قوله ودليل الشمس والقمر الى اخره. فان المراد دليل وقوع عبادتها. فقوله ودليل الشمس والقمر اي دليل وقوع عبادة الشمس والقمر واتخاذها مألوها معبودا من دون الله. وقوله عبادة ودليل الصالحين يعني ودليل وقوع عبادة الصالحين. وجميع ادلة المصنف التي ذكرها هي من القرآن الكريم سوى احد دليل اي عبادتهم الاشجار والاحجار. وهو حديث ابي وقر الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى حنين الحديث رواه الترمذي واسناده صحيح. تقدم معنا في كتاب توحيد ايش باب ايش اسباب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما نعم القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلب شركا من الاولين لان الاولين يدركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدة. والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الخلف دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاه من البر اذا هم يشركون الاخوان اللي في الاخير تكون في القاعة ما تسولفون اللي يحضر درس يا اخواني يقابله بالانصات انا ما اجلس اللي الان هنا كل واحد يجلس له ليس الجلوس لواحد دون واحد الجلوس للجميع ومن اداب الدرس ان الانسان اذا حضر مجلس درس يقبل على معلمه لان معلمه يقبل عليه المعلم عندما يجلس يريد ان يعلمك يتقرب الى الله بذلك وانت ينبغي ان تتقرب الى الله بذلك ولا تتقرب بذلك الا اذا اوقعت العبادة على المأمور به شرعا وليس من المأمور به شرعا ان تحضر الدرس وتتكلم. ليس هذا تعلما ولا هو من ادب المجلس فينبغي للانسان يحترز من هذه الاشياء لان لا تفسد عباداته. ولن يدرك العلم الا من تأدب به كما قال بعض السلف في ادب تفهم ايش العلم وتقدم بيان وجهه بما سلف. مقصود هذه القاعدة بيان غلظ الشرك اهلي زمانه فمن بعدهم من المتأخرين بيان غلاظه تلك اهل زمانه فمن بعدهم من المتأخرين ومجموع الادلة الشرعية والوقائع التاريخية يدل على ان الشرك المتأخرين اشد من شرك الاولين من وجوه الاول ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة. ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون الشدة اما المتأخرون فشركهم في الرخاء والشدة. ذكر هذا الوجه المصنف هنا في قواعد اربع وفي كشف الشبهات وجعل دليله الاية المذكورة من سورة العنكبوت وركوب البحر في الفلك وهو السفينة حال شدة يخلصون فيها بدعاء الله وحده. فاذا صاروا الى البر وهو حال رخاء اشركوا بالله عز وجل الوجه الثاني ان الاولين كانوا يدعون مع الله خلقا مقربين. ان الاولين كانوا يدعون مع الله خلقا الربيع من الانبياء والملائكة والصالحين او يدعون اشجارا واحجارا ليست عاصية وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفساق والفجار وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفساق والفجار. ذكر هذا الوجه المصنف في كشف الشبهات بعض الاخوان يرد كلام اهل العلم ولا يقوم ان يستفهمه لماذا؟ هذا من اثار التربية الغربية في البحث يقولون اظهار شخصية الباحث هذه من سموم الغرب التي صارت في الكتابات الشرعية. فيأتي احدهم كلام ما فهم وجهه فمباشرة ما يبحث عن احد من اهل العلم يبحث معه هل الكلام هذا متجه؟ عندي اشكال فيه هل يمكن توجيهه؟ هل يمكن حمله على معنى صحيح لا مباشرة يرده فمثلا هذا الذي ذكره الشيخ محمد في كشف الشبهات اعترضه بعضهم فقالوا ان هؤلاء الذين يدعون الفساق والفجار لا يدعونهم وهم يعتقدون فيهم ذلك. وانما يعتقدون انهم اولياء نعم فيكون كلام الشيخ محمد وغيره كلاما غير صحيح. لان هؤلاء لا يدعون فساقا ولا فجارا وهذا الذي ذكره المتكلم لا ينتطح فيه تنتطح فيه عن زاني وانما المقصود ان هؤلاء ان عدوا عندهم اولياء فانهم عند غيرهم فجارا وفساقا. بخلاف الاولين فانهم يدعون من اجمع على صلاحه فالنبي او الرجل الصالح المجمع على صلاحه او الملك فهذا كل الذي يدعوه والذي لا يدعوه يعتقد فيه صلاة اما هؤلاء المتأخرون الذين كانوا في زمن الشيخ كيوسف وتاج وشمسان وغيرهم فهؤلاء كانوا يظهرون الفجور يشهرون المنكرات وكان من الناس من يعتقد فيهم ويعدهم اولياء فهذا وجه كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. انسان لا يعجل في انكار شي جندي يرجع الى اهل العلم الموثوق بهم ويعرض عليهم فان لم يحل اشكاله واحد يذهب الى ثان وثالث ورابع وخامس وسادس لان العلم دين والمجازفة بمصادرة كلام المتقدمين من علامات كون في الرجل اذا وجدت الرجل يصادر كلام من سلف بمصادرته وتزييفه دون ادلة بينة فهذا علامة حمقه لان العلم شيء موروث عن جم غفير ممن تقدم فليس ميراث واحد ولا اثنين. وميراث جماعة من العلماء وليسوا علماء فقط فكثير منهم شهر مع علمه بالصلاة وانت تكتب الرسالة الجامعية وتنام عن صلاة الفجر وتواقع اشياء من المحرمات تعرفها من نفسي. ثم ما اسهل في جبرة قلمه ان تكتب وهذا القول لا يظهر لي رجحانا ومن ذكره من العلماء وان كانوا من كانوا فقد غلطوا في ذلك وان كانوا من كانوا وانت من انت من؟ لا نقول لا نقول اتركونا من العلم اتركونا من الحفظ والفهم والاجهزة هذي الان العقل الخارجي هذا الكمبيوتر نريد الباطل دينك وصلاحك واخلاصك وخوفك ورجائك. اذا قرأت سيرة احمد رحمه الله وانه يصلي ثلاث مئة ركعة في اليوم وانت تأتي يلا تصلي الفرائض ثم اسهل ان تتكلم في بحثك او في رسالتك عن كلام له او لغيره ممن تقدمه من اهل العلم ينبغي ان يتقي طالب العلم ربه عز وجل فيمن سلف من العلماء. وان ينظر اليهم بعين الاجلال وان يتلمس مخارج كلامهم ومواقعه فاذا عجب شيء منه عن فهمه فليطلب مرشدا له. فان لم يتضح له وجهه ولا وجد من يرشده فينبغي له ان ليلطف العبارة في محاكمة اقوالهم. واما تزييف اقوالهم بنحو البطلان والخطأ الظاهر هذه الكلمات فهذا من دلائل رقة الدين الباطل. وان كان الانسان في ظاهره متدين لكن صاحب الدين الباطن يخاف الله عز وجل لما قرأ على ابن ابي حاتم كتاب الجرح والتعذيب في اخر عمره في السنة التي توفي فيها. بكى رحمه الله بكاء شديدا وقال لعلنا نتكلم في رجال حطوا رحالهم في الجنة مع ان كلامه حق ضعيف ثقة صدوق متروك وظاع حق لابد من بيانه. كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى اذا سكت انت وانا فمن يبين للناس الحق؟ لكنه نظر بعين العاقل انه ربما كان هذا الكلام في قوم حطوا رحالهم في الجنة فكيف اذا كان كلام المتكلم في اناس قد شهروا بالامامة في الدين وتتابع على ذلك جم غفير تجد انسان يكتب كتاب يقول ولم ارى من تنبه الى هذا قبلي يعني واحد الله يتجاوز عنا وعنه افضى الى ربه يعني كتب كتاب تصحيح اكبر خطأ في التاريخ الاسلامي. كتاب الام ليس بالسادة يعني مثل هذه الكتاب المجازفة بمصادرة ائمة الشافعية كلهم ينقلون يقول قال الشافعي في الام قال الشافعي في الام قال الشافعي في الام هؤلاء يعتبرون اولاده لانهم علماء مذهبه. فتأتي انت بعد اربعة عشر قرنا لتقوم تصحيح اكبر خطأ تاريخي في الاسلامي ينبغي على الانسان ان يفهم هذا المعقد الذي جر اليه كلام الشيخ رحمه الله تعالى في فهم الفرق الذي ذكره. الوجه الثالث ان الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف دعوة الانبياء والرسل. ان الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف دعوة الانبياء والرسل. فانهم قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ انها شيء عجاب. اما المتأخرون فانهم يدعون انهم موافقون دعوة الانبياء والرسل ذكر معنى هذا الوجه عبد اللطيف بن عبدالرحمن في رده على داوود ابن جرجيس وسليمان ابن سحمان في بعض رسائله الوجه الرابع ان كثيرا من المتأخرين قصدوا معبوداتهم من دون الله على جهة الاستقلال ان كثيرا من المتأخرين قصدوا معبوداتهم على وجه الاستقلال اما الاولون فقصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله عز وجل اما الاولين فقصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله عز وجل. فهي عندهم شفعاء ووسطاء فهي عندهم شفعاء ووسطاء بخلاف من تأخر الوجه الخامس ان المتأخرين يزعمون انهم يزعمون ان قصد الصالحين والتوجه اليهم من حقهم ان المتأخرين يزعمون ان غفلة الصالحين والتوجه اليهم من حقهم وان تركه ازراء بهم وجفاء لهم ولم يكن الاولون يذكرون هذا ولم يكن الاولون يذكرون هذا. الوجه السادس ان عامة شرك الاولين في الالوهية. وهو في غير فيها قليل ان عامة شرك الاولين في الالوهية وهو في غيرها قليل. اما المتأخرون فشركهم كثير في الالوهية والربوبية والاسماء والصفات. اما المتأخرون شركهم كثير في الوهية والربوبية وفي الاسماء والصفات. يعني قول احدهم ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد القهار. في حق معظم من معظميهم من ملوك الباطنية من العبيديين المتسمين بالفاطميين هذا ما قاله المشركون الاول او قول بعضهم ان البلد الفلاني لا يدخله نملة الا باذن الولي الفلاني هذا ما قاله الشوط الاول ما بلغوا هذه المقالات الرديئة. الوجه السابع ان المشركين الاولين كانوا لا يشركون بالله في شيء من ملكي والتصرف الكلي العام ان المشركين الاولين كانوا لا يشركون بالله في شيء من الملك والتصرف الكلي العام بل كانوا يقولون في تربيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا ايش؟ هو لك تملكه وما ملك. اما المتأخرون فقد جعلوا لمن يعظمونه ملكا وتصرفا في الكون وهذا شرك لم تعرفه الجاهلية الاولى. فالذي يعتقدون ان الكون يدبره اربعة اوتاد في جهات الارض وان لهم تصرفا في الكون فهذا لم تقل به الجاهلية الاولى. الوجه الثاني ان المشركين الاولين كانوا يرجون الهتهم في قضاء حوائج الدنيا فقط ان المشركين الاولين كانوا يرجون الهتهم في قضاء حوائج الدنيا فقط تردي غائب ووجدان مفقود كرد غائب ووجدان مفقود. اما المتأخرون فيريدون من معظميهم قضاء حوائج الدنيا والاخرة اما المتأخرون فيريدون من معظميهم قضاء حوائج الدنيا والاخرة. ذكر معنى هذا الوجه حمد بن ناصر ابن معمر رحمه الله الوجه التاسع ان المشركين الاولين كانوا يعظمون الله وشعائره ان المشركين الاولين كانوا يعظمون الله وشعائره. فكانوا يعظمون اليمين بالله ويعيدون من عاد بالله وببيته ويعتقدون ان البيت الحرام اعظم من بيوت اصنامهم. اما المتأخرون فان احدهم يقسم وبالله كاذبا ولا يجرؤ ان يقسم ان يقسم بمعظمه من الاولياء كاذبا ولا يعيذون من عاذ بالله وببيته ويعيدون من عاد بوليهم بمشاهد اوثانهم والتي يعظمونها ويعتقدون ان العكوف في المشاهد افضل من العكوف في المساجد فتجدهم اليها سرعانا زرافات وافراده وهذا الوجه مستفاد من كلام متفرق لحفيد المصنف سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد وبعضه في كلام حمد بن ناصر بن معمر وعبد اللطيف بن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب والوجه العاشر ان الاولين كانوا يقرون بوقوع الشرك منهم ان الاولين كانوا يقرون في وقوع الشرك منه قال الله تعالى لو شاء الله ما اشركنا نحن ولا اباؤنا واما المتأخرون فيدعون برائتهم من الشرك مع تلطخهم به اما المتأخرون فيدعون برائتهم من الشرك مع ترفخهم به وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من كتاب القواعد الاربع واجزت لكم روايته عني بما يصح لي من اسناد نجيب على اسئلة كتاب التوحيد بما يتهيأ وهي على ثلاثة اقسام فنبدأ بالقسم الاول وهو شديد الصلة بالكتاب. ثم ان بقي وقت اما الى ما بعده يقول هذا السائل كيف يمكن الجمع بين حديث ابي هريرة وليقل سيدي ومولاي وبين النهي عن قول السيد الشخص جوابه ان يقال انه لا يوجد في الاخبار نهي عن قول السيد للشخص الا اذا كان منافقا. ومن باب اولى اذا كان كافرا فعند ابي داوود وغيره من حديث قتادة عن عبد الله ابن بريدة عن ابيه بريدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا للمنافق يا سيد ولفظ النسائي يا سيدي فينهى عنه تحريما اي يقال لمنافق او كافر. اما غيره فليس في الاخبار النهي عنه الا ما تقدم معنا في كتاب التوحيد لما في حديث عبد الله بن السفير وانس عند النسائي وغيرهما صحيحان لما فقالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم يا سيدنا قال قولوا بقولكم او بعض قولكم فنهاهم لما فعليهم ان يقعوا في المحذور فاذا خوف هذا من نعمه واما اذا خلا من ذلك فانه يجوز اطلاقه وقد وقع هذا في كلام جماعة من الصحابة فعمر بن الخطاب رضي الله عنه اذ قال ابو بكر ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا يعني بلال. في اخرى عن الصحابة رضي الله عنهم فيجوز ان يقال لاحد من المسلمين السيد فلان والاكمل تركه يقول هل يجوز قول رجل وحياة امي الغالية ان كان لم يرد بها القسم؟ ليس هذا من الكلام الذي يجري ولا تراد به حقيقته فلا يلحق بنظيره الوارد في السنة كقوله افلح وابيه او صدقت وابيك ونظائر ذلك فان هذا يجري بالكلام العربي يريدون به حقيقة القسم فتجري فيه المسامحة باطلاقه واما قول المتكلم وحياة امي الغالية ليس في كلام الناس اطلاقه على عدم ارادة قسم يقول اثر عمر رضي الله عنه اقتلوا كل ساحر وساحرة كان الذي ذكر في وجه الجلالة ان امره بقتله يدل على كفرهم ان كان هذا الذي ذكرتموه فكيف ذلك؟ ليس هذا الذي ذكرناه ذكرنا ان الامر بقتل الساحر يدل على مقارفتهم محرما. لان حرمة دم المسلم لا تنتهك الا بتركه واجبا او مواقعته حراما فيكون قد وقع حراما وهو السحر هذا وجه الدلالة الذي ذكرناه من الاثار في قتل الساحر يقول هذا في مسألة تعليق المشيئة في الدعاء لم يتضح لي وقول العامة في هذا الباب واشكل علي في كون بعضهم ربما اراد ان الله يفعل سبحانه ان شاء. تكرر فيما سلف ان موجب النهي عن قرن المشيئة بالدعاء امران وهو توهم ان الله عز وجل مكره على ذلك غير مختار له والاخر ما يوهمه من ضعف عزم الداعي ووهن ارادته. فاذا خلا ذكره من هذين المحذورين كان للتبرك وهو الواقع في كلام الناس اليوم في قولهم وفقك الله ان شاء الله او هداه الله ان شاء الله فهم يريدون التبرك بذكر الله عز وجل ومنه حديث طهور لا ان شاء الله فانه ذكر لله عز وجل يراد به التبرك يقول هذا هذه الثلاثة لا ينظر الله اليهم الذي مر معنا في كتاب التوحيد من حديث من لا بتمامه سلمان الحارس في عزاء القبائل في معاجمه الثلاثة قال الم يرد في الثالث ملك كذاب بدل رجل جعل الله بضاعته نعم هذا في حديث اخر ليس حديثي ليس حديث سلمان وانما حديث ابي هريرة عند البزار وابي يعلى ولا يثبت يقول هل من كتاب يشرح مسائل كتاب التوحيد تقدم ان من الكتب التي اعتنت بشرح مسائل كتاب التوحيد كتاب التوضيح المفيد شرح مسائل كتاب التوحيد في الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله وسبق اقرؤه في برنامج اليوم الواحد وهو موجود في الموقع ويقول هل الذي يحفظ كتاب التوحيد ويحفظه مع مسائله؟ حفظه مع مسائله انفع ان كانت لك قدرة. فان لم تكن لك قدرة فلا اقل من ان فتحفظ التراجم والادلة وتكثر من تكرار المسائل لان فيها فوائد لا توجد في غيرها. وقد كان الشيخ عبد الله ابا بطين يسميه فيها فوائد كتاب التوحيد يريد بذلك المسائل. يقول لم تذكر الوجه الثاني من الدلالة في الحديث يؤذيني ابن ادم يسب الدهر يعني في باب ما جاء في سب الدهر ذكرنا ان هذا الحديث يدل على الترجمة من وجهين احدهما التصريح بان ذلك سب للدهر في قوله يؤذيني ابن ادم يسب الدهر صرح انه سب للدهر اذا قال ذلك. والاخر في نهيه عن سبه في قوله في الرواية الاخرى لا تسبوا الدهر يقول لم يتبين لي الدلالة في قوله تعالى وان الناس من يقول امنا بالله يعني في باب ما جاء في قول الله من قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. الاية فان فيه قول الله عز وجل ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي بالله جعل فتنة الناس كعذاب الله وذكرنا ان وجه ذلك ان من الناس من اذا عرظت له فتنة طار خوفه منها كخوفه من عذاب الله عز وجل. ونسب هذا الى المنافقين لان هذا الترتيب في القرآن ومن الناس من يقول يراد به اهل من اهل النفاق اذا جاء القرآن ومن الناس من يقول هذه مقالات المنافقين. فاضافته اليهم يدل على انه وقع منهم على للتألف والتعبد وانهم عدلوا الخوف من الناس بالخوف من الله عز وجل تعظيما واجلالا وخوف وصول اذاهم اليهم هذا يقول حديث لا تتخذوا قبلي عيدا وفيه فان تسليمكم يبلغني اين كنتم ذكرتم انه مختصر من لفظ تام فان صلاتكم تسليمكم يبلغني. هل يؤخذ منه افتراض اقتران الصلاة والسلام معا لا لا يؤخذ منه الاشتراط وانما يؤخذ منه انه الاكمل بل اكمل ان الانسان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صلى وسلم عليه. واذا اقتصر على احدهما جاز ذلك. فاذا قال صلى الله على محمد او قال سلم الله على محمد فان ذلك جائز. واما الكراهة التي ذكرها بعض فقهاء الشافعية ففيها نظر يقول ما حكم تعليق الصورة كما في بعض الدوائر الرسمية طيب وبيوت المسلمين ما فيها كذا ولا لا بس المحرم يعني محرم الدولة هذا صار بعض الناس عنده الدين يكون اختياره اذا صار ضد الدولة ولا يكون اختياره اذا صار ضده فتجده يدور مع الدين الدين ان كان الدين ضد الدولة صار دين. واذا صار مو ضد الدولة صار ما هو دين وهذا كله من قلة المعرفة بدين الله دين الله عز وجل كما يجب على الحاكم يجب عليك ان يجب علي انا وكما سيسأل الحاكم ستسأل انت ستسأل انا عن الواجب علينا من دين الله عز وجل فطالب العلم والمؤمن الحق لا يعلق المحرم بالدواء الرسمي اعلق المحرم بمخالفته لامر الله عز وجل. تعظيمه ليس لانه منكر ولي الامر. تعظيمه لانه مخالفة لامر ملك السماوات والارض ولذلك الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال له قائل بعد صلاة الفجر يوما احسن الله اليكم ما حكم الاغاني الموجودة في الجنادرية؟ فقال الاغاني حرام الجنادرية وغير الجنادرية يعني هذا اللي في السيارة عنده اغاني مو حرام؟ حرام الحكم ما يتعلق فقط بجانب لذلك الذي يكون طريقته هكذا ونرجو ان السائل يعني وقع منه استصحابا للحال التي صارت عامة للناس تجد ان الدين فقط اذا كان سيفا نصرة على الدولة قام معه. واذا صار غير الدولة لا. قال يا اخي الامر واسع. ولا تشددون على الناس. وهذي مسائل مختلف في ونحن الان في القرن الخامس عشر وتعايش الحضارات والالتقاء الفكري والانفتاح على الاخرين ومحبة السلام والحريات الدين واحد الدين واحد يجرى على الجميع على الصغير والكبير الذي يخاف الله عز وجل يعظم الله عز وجل يعظمه في امره الكبير وامر الصغير. في امر الحاكم في امر المحكوم. في الحق الذي على الحاكم في الحق الذي على المحكوم ينصح للحاكم وينصح للمحكوم ليست عينه بصيرة بالحاكم وعمي عن المحكوم ولا عينه ايضا بصيرة بالمحكوم عمياء عن الحاكم هذا يقول في الحديث الذي ذكر ان اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انكم تشركون الى اخره. السؤال لماذا لم يسبق النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن قولهم ما شاء الله وشرك قبل ان يأتي اليهودي يقول يعني لماذا النبي صلى الله عليه وسلم ما بادر بالنهي حتى قال لهم اليهودي ما قال شبهة اننا كمسلمين ننتظر حتى يعلمنا غيرنا سيعلمنا يعلمنا غيرنا. يقول هذا الحديث فيه شبهة اننا كمسلمين ننتظر واحد يجينا يعلمنا بعدين نتعلم لا ليس هذا فعل حديث. الحديث فيه ان المسلمين لا يتقدمون بشيء قبل امر الله عز وجل فالنبي صلى الله عليه وسلم قال انكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني منها كذا وكذا. يعني يمنعني منها الحياء من الله سبحانه وتعالى كما وقع في رواية احمد فالمسلمين لا يتقدمون بين امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. لا انهم ينتظرون ان يعلمه يهودي او نصراني. ولذلك اذا صار في قلب انه لا يقدم بين يدي الله ولا يد رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا عظم امر الله عز وجل وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وجد له مسلكا. واما اذا كان الانسان يعني لا بهذا الشيء فانه يتكلم بمثل هذه الشبه والمقالات التي هي كلام مكرور مجرور لمن غمس قلبه ببدعة او فتنة او فون او نفاق وكثير ما هم. ينبغي ان يتقي الانسان بدينه وان يعرف ما امر الله سبحانه وتعالى به ان يحرص على ان يلقى الله عز وجل كما يحبه الله عز وجل لا كما يحبه الخلق. فانك اذا اردت ان ترضي الخلق لا يزالون عليك ساخطين لكنك اذا اردت ان ترظي الله رظي الله عنك وارظى عنك الخلق. وهذا الاصل ربما غاب عني عنا نحن طلاب علم بما صار في احوال الخلق من التقلب والتحول والغلبة والانكسار وتبدل الدول فاغتر الانسان بتأثير الخلق في الخلق ونسي لان الامر لله ما شاء الله كان وما لم يشأ الله لم يكن. فاذا وقر هذا المعنى في قلب الانسان لم ينظر الى الناس الا بعين المقت قال بعض السلاطين لابي العباس ابن تيمية انك تريد ملكي فقال ان ملكك وملك المغلى يساوي عندي فلسين فالذي لا ينظر للناس لا يأبه بشيء عندهم مهما عظم كالملك. فكيف يشغل قلبه بمحبة الناس او مدحهم او ثنائهم او رضاهم عنه ولا تراهم شيئا امام رضا الله سبحانه وتعالى. فيجري مع رضا الله عز وجل ولو اغضب الناس. ويسأل الله له وللناس الهداية والتوفيق. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله عز وجل من الكتاب التاسع موعدنا ان شاء الله تعالى الاسبوع القادم في الكتاب العاشر وهو كتاب كشف الشبهات