السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما بينت اصول العلوم. وابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب العاشر من برنامج اصول العلم في سنته الاولى ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. واربع وثلاثين بعد الاربع وهو كتاب كشف الشبهات لامام دعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المئة والالف نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمنا الله واياه. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وهو دين الرسل الذي الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين واخر رسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويفطرون الله جديرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله يقولون نريد منه التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى وعيسى وعيسى ومريم اناس وغيرهم واناس غيرهم من فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبر من نهى التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيره والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الله ولا يحيي ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات السبع ومن ولا راضين السبع ومن فيهن كل معبيد وتحت تصرفه وقهره ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه ببيان حقيقة التوحيد. فقال التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان ابط في المعرفة والاثبات وحق بالارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله من التوحيد ثلاثة انواع توحيد ربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد اسماء وصفات والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى هو المعهود شرعا اذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع فمتعلقه حينئذ هو افراد الله بالعبادة لانه اجل مطالب التوحيد وغايتها وما دار رحاها ثم بين المصنف ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا فان الرسل لم يأتوا الى اقوامهم ليأمروهم بتوحيد الربوبية لانه مغروس في الفطر. والمنازع فيه في قرون الخلق وطبقاتهم قلة من الملاحدة والدهريين فهم خلق يسير منغمرون في سائر الخلق المقرين بتوحيد الربوبية. وانما جاء الانبياء الى اقوامهم يأمروهم بافراد الله عز وجل بالعبادة. قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فالدعوة الرسالية جاءت الى الخلق بامرهم بتوحيد الله عز وجل في العبادة بان لا يعبد احد سواه سبحانه وتعالى. واول اولئك الرسل الاتون بتلك الدعوة الى الخلق هو نوح عليه الصلاة والسلام كما ذكره المصنف واستدل على اوليته في رسالته الاخرى ثلاثة الاصول وادلتها بقول الله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ووجه دلالتها تقديم نوح بالذكر في الايحاء الواصل اليه والايحاء الذي اختص به نوح على من تقدمه من الانبياء هو ايحاء الرسالة فان الوحي المتعلق بالبعث نوعان احدهما وحي نبوة والمتقدم فيه هو ابونا ادم عليه الصلاة والسلام والاخر وحي رسالة والمتقدم فيه هو ابراهيم هو نوح عليه الصلاة والسلام. ووقع التصريح بهذه الاولية في حديث انس المخرج في الصحيحين من حديث ابي عوانة اليسكري عن قتادة عن انس ان ادم قال في حديث الشفاعة ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض البخاري فاول اولئك الرسل الذين جاءوا بدعوة الناس الى توحيد الله عز وجل بعد وقوعهم الشرك منهم هو نوح عليه الصلاة والسلام. ارسله الله عز وجل الى قومه لما غلوا في صالحين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا وهؤلاء رجال صالحون من قوم نوح وقع قوم نوح في الغلو فيهم بعد موتهم فجرهم ذلك الى الشرك والغلو هو مجاوزة الحد المأذون به شرعا على وجه الافراط ومجاوزة الحد المأذون به شرعا على وجه الافراط. بان لاحكام الشرع حدودا تنتهي عليها ان قصر العبد جفا وان فرط غلى. والحسنة بين سيئتين والهدى بين وخير الامور اوسطها ومن جملة غلوهم فيهم انهم صوروا لهم صورا ونصبوا لهم تماديلا ليشوه الى العبادة. فمتى تبدد لهم هذه الصور ظاهرة للعيال؟ تحركت قلوبهم فيما يتوهمون الى عبادة الله عز وجل فاجتهدوا فيها. ثم طال عليهم الامد. لما نسي العلم فعبدوهم من دون الله عز وجل ثبت هذا في صحيح البخاري من حديث ابن بريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه من كلامه موقوفا. ولما هلك قوم نوح بما عاقبهم الله به من اندثرت عبادة اولئك الخمسة الصالحين حتى جدد عبادتهم امام مشرك العرب وهو عمرو ابن لحي. وكان سيد خزاعة التي كانت قائمة على البيت الحرام وكان يرتاد الشام للتجارة. فكان مما رآه منهم تعلقهم بالاوثان والاصنام التي يعبدون من دون الله عز وجل. فنقل عمرو ابن عبادة الاصنام من ارض الشام الى بلاد العرب. ذكره جماعة من نقلة السيرة كابن اسحاق وابن هشام في اخرين. وكان مما ذكروه ان عمرو بن لحيم انه نقل عبادة الاصنام من الشام الى جزيرة العرب. ثم زين له رأي من الجن كان يصحبه زين له الدلالة على تمارين اولئك الخمسة الصالحين من قوم نوح فدله على موضع امرهم الذي غمرهم بالماء والطين على شاطئ مدينة جدة فاستخرجها عمرو ابن لحي وفرقها في قبائل العرب. فعمرو ابن لحي جدد الملة الشركية بوجهين احدهما بنقض عبادة الاصنام من الشام الى جزيرة العرب والاخر ببعث هؤلاء الخمسة اعني تماثيلهم بعد ان طمارها ففرقها في قبائل العرب وعبدوا من دون الله سبحانه وتعالى فزاد الشرك في بلاد جزيرة العرب وربا وانتشر بين قبائل العرب فلما صاروا الى هذه الحال بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد دين ابيهم ابراهيم ويحذرهم وينذرهم من عبادة هذه الاصنام من دون الله عز وجل فجاءهم نذيرا وبشيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وكانوا يزعمون تعظيم الله عز وجل ويتعبدون له بانواع من العبادات كالصدقة والذكر وحج بيت الله الحرام الا انه كانوا يشركون فيها مع الله سبحانه وتعالى غيرهم. ويقرون ان الله عز وجل هو الخالق الرازق المدبر. فلم يأتهم النبي صلى الله عليه وسلم بامرهم بالربوبية بل جاءهم امرا بتوحيد الله عز وجل في العبادة وان يخلصوا عبادتهم لله عز وجل ولا يشركوا به شيئا فيكون محض تقربهم لله عز وجل. لا يدخلون شريكا لهم في هذا الحق. لا من الانبياء ولا من الملائكة ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح بين ظهرانيهم بالدعوة الى التوحيد ويقول قولوا لا اله الا الله تفلحوا يصبح ويمسي ويقوم ويقعد ويروح ويجيء حتى بلغ الامر مبلغه فقاتلهم صلى الله عليه وسلم حتى اظهره الله عز وجل عليهم فدخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا وطاف على البيت ومعه عصا يزخ بها في تلك الاصنام المنصوبة حول البيت الحرام فتقع على وجوهها متكسرة فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الداعي الى الله الذي رد العرب الى توحيد الله سبحانه وتعالى فكانت دعوته تجديدا لملة ابراهيم. وعودا بالعرب الى ما كانوا عليه من توحيد الله عز وجل وعدم الشرك به. نعم فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليهم يرزقكم من السماء والارض ان من يملك السماء والابصار ومن يخرج الحي من الميت. ويخرج الميت من الحي يدبروا الامر فسيخونون الله. الاية وقوله تعالى قل لمن ارض ومن فيها الى قوله ما تسهرون وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك. اقام المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة الدليل على ان المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية فانهم كانوا يعتقدون ان الله هو الرازق المالك المدبر وساق المصنف رحمه الله تعالى الدليل على ذلك في قوله عز وجل قل من يرزقكم من السماء ايها الارض الى قوله فسيقولون الله ووجه دلالة الاية على المقصود ان الله عز وجل ذكر بهذه الاية ثلاثة من افعال الربوبية هي الرزق والملك والتدبير ووقع السؤال عن كل واحد منها واتفق الجواب بقولهم الله فتقدير سياق الكلام قل من يرزقكم من السماء والارض وسيكون جوابهم فسيقولون الله. ثم السؤال الثاني ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وتقديم الجواب فسيكون الله والسؤال الثالث ومن يدبر الامر وتقدير الجواب معه فسيقولون الله. فهم مقرون بان الربوبية لله عز وجل. والربوبية لا تنحصر في هذه الافعال. لان حقيقة توحيد الربوبية شرعا ايش هلا ابو عبد الرحمن هو افراد الله في ذاته وافعاله هو افراد الله في ذاته وافعاله والمذكور في هذه الاية ثلاثة افعال من اعظم مظاهر الربوبية فان اعظم مظاهر الربوبية من افعالها المذكورة في القرآن المتكررة في مواضع عدة اربعة اولها الخلق وثانيها الملك وثالثها الرزق ورابعها التدبير المشار اليه بالامر ان يعيدها الخلق والملح والرزق والتدبير. هذه الافعال الاربعة هي اعظم افعال الربوبية. فذكرها تكرارا في القرآن الكريم تنبيه الى جلالتها وعظم قدرها في توحيد الربوبية. والمقصود من القول ان تعلم ان المشركين الذين بعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المالك المدبر والايات في ذلك متعددة. نعم اذا تحققت انهم موقظون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا متعددة من الفوائد فذكر ابن الوزير في كتاب ترجيح اساليب القرآن على اساليب اليونان عن صاحب كتاب مذاهب السلف ولم يسمه ان في القرآن خمسمائة اية في الربوبية كم اية خمس مئة طيب لماذا لماذا في القرآن خمس مئة اية في الربوبية لانها قنطرة الى الاقرار في الالوهية. لانها قنطرة الى الاقرار بالالوهية فمن اقر بالله ربا لزمه ان يقر به سبحانه وتعالى مألوها معبودا. نعم اذا تحققت انه موقظون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي يسميه المشركون في زماننا اعتقاده كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا لهم. او يدعو او يدعو رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى. وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك يا احراس العبادة لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقال تعالى صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله ولله واستغاثتكم بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخل في الاسلام وان قصدهم الملائكة والانبياء والاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماء واموالهم عرفت حينئذ توحيد الذي دعت اليه الرسل وابى للاطار به المشركون. وهذا ذكره يصنف رحمه الله سبعة مقدمات رتب عليهن نتيجة جليلة فالمقدمة الاولى في قوله وان اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون توحيد الربوبية وثانيها في قوله انه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرارهم بالربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل قاطبة ومنهم رسول رسولنا صلى الله عليه وسلم بان التوحيد الذي جاءت به الدعوة الانرسالية للرسل والانبياء هو توحيد الالهية المتضمن افراد الله عز وجل بالعبادة وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد. كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل. ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل او رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى انتهى كلامه. فالتوحيد الذي جحدوه هو المتعلق بافراد الله عز وجل بالقرب. اي بالعبادات التي يطلب منها التقرب الى الله سبحانه وتعالى. مما يسميه متأخر المشركين بالاعتقاد فانهم يذكرون ان فلانا معتقد فيه وان للناس فيه اعتقادا حسنا ومرادهم تعلق قلوبهم في التماس النفع وخشية الضر منه لان له قدرة على ايصال النفع لمن اراد ان ينفعه وايقاع الشر لمن اراد ان يوقعه فيه. فلما تقرر هذا المعنى في قلوبهم وصاروا يتعلقون ببعض الخلق وينسبونهم الى افعال الربوبية جعلوا لهم شيئا من عباداتهم فصاروا او ينذرون لهم كما ينذرون لله ويذبحون لهم كما يذبحون لله ويستغيثون بهم في الملمات كما يستغيثون بالله فصارت حالهم كحال اهل الجاهلية الاولى. وكان اهل الجاهلية لا يدعون الله عز وجل ليلا ونهارا فلهم عبادات يتقربون بها الى الله عز وجل. لكنهم يجعلون منها ما هو لغير الله عز وجل. فيدعون الله ويدعون غيره. ويستغيثون بالله ويستغيثون بغيره ويرجون الله ويرجون غيرهم. يفعلون كذلك على وجه طلب القربى والشفاعة منهم ثم صار في هذه الامة من يفعل كفعلهم في من يعتقد تعظيمه ويرجو منه نفعا ويخاف ضراء فصاروا يتوجهون الى خلائق من الخلق يقصدونهم باعمال تقربهم اليهم كتعظيمهم للحسن والحسين رضي الله عنهما او للبدوي او لعبد القادر او غيرهم من المعظمين ولا يعتقدون فيهم انهم يخلقون او يرزقون او يملكون او يدبرون على وجه الاستقلال ولكن لهم تصرف على وجه التبع. فهم قد اتخذوهم شركاء ووسائط عند الله عز وجل كما اتخذ اهل الجاهلية الاولى ما اتخذوه من الملائكة او الانبياء او الصالحين او الاحجار او الاشجار وسائط يزعمون انها تقربهم الى الله عز وجل وان هؤلاء شفعاؤهم عند الله عز وجل. وكان اهل الجاهلية الاولى متفرقون في وكان اهل الجاهلية الاولى متفرقين في مألوهاتهم فمنهم من يدعو ملكا ومنهم من يدعو نبيا ومنهم من يدعو وليا ومنهم من يدعو حجرا او شجرا. وتقدم تقرير هذا في القاعدة من القواعد الاربع ها الثانية الثالثة هذول اثنين جنب بعظ يقولون الثالثة بيترجحون في القاعدة الثالثة فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فهم متفرقون في مألوهاتهم. وكذا متأخر المشركين فان منهم من يعظم الحسن ومنهم من يعظم الحسين ومنهم من يعظم البدوي ومنهم من يعظم الجيلاني ومنهم من يعظم التيجاني الى اخر معظمين فهم متفرقون في معظميهم الذين يتقربون اليهم بانواع القرب ويلتمسون ان يكونوا شفعاء لهم عند الله عز وجل. فوقعوا فيما وقعت فيه قريش ايذاء القذة بالقدة فشرك المتأخرين كشرك المتقدمين بل هو ابشع منه واشنع بوجوه تقدم ذكرها عند شرح القاعدة كم الرابعة من كتاب القواعد الاربع. والمقدمة الرابعة في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى وان ساجدا لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم شيء فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا عليه من العبادة التي يزعمون انها لله لم النبي صلى الله عليه وسلم منهم هذا ولا انتفعوا بعباداتهم ولا صارت عاصمة لدمائهم اموالهم بل كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى عبادة الله عز وجل الخلاص الديني له. وذكر المصنف من الدلائل الامرة باخلاص الدين لله عز وجل اية فالاية الاولى قوله عز وجل وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. والمساجد لها معنيان احدهما عام وهو افعال العبادة احدهما عام وهو افعال العبادة والاخر خاص وهو اماكن العبادة والاخر خاص وهو اماكن العبادة. وارادة المعنى الاول اولى بعمومه وارادة المعنى الاول اولى لعمومه. فمعنى قوله تعالى وان المساجد لله اي جميع الاعمال لله سبحانه وتعالى ثم اردف هذا الامر بالنهي عن عبادة غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا. فنهى عن عبادة غيره ودل على العبادة باسم الدعاء فتقدير سياق الاية فلا تعبدوا مع الله احدا. ومن مسالك بيان العبادة في القرآن الاخبار عنها باسم الدعاء ومن مسالك بيان العبادة في القرآن الاخبار عنها باسم الدعاء وموجبه ان حقيقة العبادة ترجع الى الدعاء فعند اصحاب السنن من حديث ذر ابن عبد الله عن يسير ابن معدان عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة واسناده صحيح وقوله احد نكرة في سياق ايش ها في سياق النهي في سياق النهي فتفيد عموما فتفيد عموما موافقين ولا مخالفين له ها يوسف ليش لكن الاية نفي ولا نهي نهي لماذا؟ كيف عرفتنا نهي الا النفي والنفي والنهي لا اداة النهي لا ومن ادوات النفي لا ما يقال في النفي كما قال الاخ نهي وزياد الناهية الفجر قلنا لكم سورة النهي الوحيدة في كلام العرب وعند الاصوليين هي لاء الناهية المعقبة بالفعل المضاد لا الناهية المعقبة بالفعل المضارع. هنا الفعل فعل ايش مضارع جاء بعد لا فالسياق هنا سياق نهي وقعت النكرة فيه فافادت عموما. وهذا العموم يقتضي الا يعبد مع الله عز وجل احد كائنا من كان ولو كان نبيا رسولا او ملكا مقربا. والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. فمعنى قوله تعالى له دعوة الحق اي له العبادة الصحيحة. اي له العبادة الصحيحة. لقول الله تعالى الا لله الدين خالص الا لله الدين الخالص. اي الدين الذي لا يشرك فيه احد مع الله سبحانه وتعالى فينفرد الله عز وجل به ولا تشوبه شائبة الشرك. لان حقيقة الخلوص هو الفراغ من الشوائب ومن جملتها المتعلقة بهذا المقام ان لا يكون مع الله عز وجل معبود اخر. وقوله تعالى والذين يدعون من دونه عام في كل ما دعي من دون الله عز وجل. لان الاسم الموصول الذين من الاوضاع الدالة على العموم عند علماء العربية والاصول فكل من دعا احدا من دون الله عز وجل لن يستجب له من دعاه كما قال عز وجل ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم وهم عن دعائهم غافلون. اي لا يستطيعون ان يجيبوهم فيما سألوهم فيه وخامسها في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله الله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها اله وجميع انواع العبادة كلها لله. فلا يقبل الله عز وجل من العبد شركا ولا تبعيضا في العبادة بان يدعو الله ويدعو غيره. او ينذر لله وينذر لغيره. ويذبح لله لغيره بل لا يقبل الله عز وجل منها الا ما كان خالصا له. فدين المشركين لا يقبل الله عز وجل منه شيئا وسادسها في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام فاقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاسلام ولم يعصم دمائهم ولا اموالهم ولا اعراضهم والفرق بين المقدمة الثانية والمقدمة السابعة ان المنفي دخولهم فيه في المقدمة الاولى هو امر عام. وهو دين الانبياء الذي الذين بعثوا به والمنفي دخولهم فيه في المقدمة السادسة هو امر خاص وهو دخولهم في الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو دين الاسلام وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم. فلم يكونوا يقصدون من عبادة الانبياء والملائكة اولياء الاعتقاد باستقلالهم بالرزق والخلق والاحياء والاماتة بل لم يكونوا يعتقدون انهم يخلقون ولا يرزقون ولا يملكون ولا يدبرون ولا يحيون ولا يميتون. ولكنهم اتخذوهم شفعاء ليقربوهم الى الله عز وجل فكانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. ويقولون ما نعبدهم الا الى الله زلفى. فالغاية من اتخاذهم هؤلاء امران احدهم احدهما قصد التقرب والاخر قصد الشفاعة وسبق ابطال الامرين معا في شرح القواعد الاربع. ثم ذكر المصنف رحمه رحمه الله النتيجة المرتقبة الثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات السبع فقال عرفت حينئذ الدين الذي التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون اي علم بهذا ان التوحيد الذي اريد منه وطوربوا به هو توحيد العبادة وهو افراد الله عز وجل بقربهم من نذر وذبح ودعاء واستغاثة وتوكل. وهو التوحيد الذي دعت اليه الانبياء الرسل وهو الفارق بين المسلم والكافر. فمن لم يأتي به لا يكون مسلما نعم وهذا هو التوحيد ومعنى قولك لا اله الا الله فانني لا اله الا هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا ونبينا ووليا او شجرة او قبرا او جنيا. لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر. فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك وانما يأنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد. فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كنيسة التوحيد وهي لا اله الا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا لفظها والكفار الجهال يعلمون او الكفار جهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا ان الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فاذا اردت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام. وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار. بل يظن ان ذلك هو التفع بحروفها من غير اعتقاد القلب شيء من المعاني. والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا ولا يدبر الامر الا الله وحده فلا خير في رجل جهال كفار اذ منه بمعنى لا اله الا الله بين المصنف رحمه الله ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله فان الاله هو المعبود فاذا قلت لا اله الا الله اقتضى ذلك الا يكون اقتضى ذلك ان يكون لا معبود حق الا الله. وان تكون العبادة كلها لله. وهذا هو توحيد الالهية والعبادة وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الانبياء وبين اقوامهم لان الاله عندهم هو الذي يقصد وفي قضاء الحاجات وكشف الكربات واغاثة اللهثات. وليس الاله عندهم هو الذي يخلق ويرزق ويدبر سواء كان ملكا او نبيا او جنيا او شجرا او حجرا ولم يكونوا يعتقدون في هذه المعظمات انها تخلق او ترزق او تملك او تدبر. فانهم يعلمون ان ذلك لله سبحانه وتعالى. ولكنهم كانوا يعنون بالاله ما يعنيه متأخر مسرفين باسم السيد فان المتأخرين لا يريدون بنسبة احد الى السيادة كونه ممن كمل اكثره وسؤدده كما يتبادر من هذا اللفظ. بل يعتقدون ان له تصرفا في النفع والضر بشفاعته عند الله سبحانه وتعالى. فالجاري في السنتهم من قولهم السيد البدوي او السيد او السيد التيجاني او غير ذلك لا يريدون اثبات مقام له من السيادة. وهؤلاء منهم من هو صالح ومنهم من هو طالح ولكنهم يريدون ان هؤلاء لهم تصرف في النفع والظلم بما لهم من مقام الله سبحانه وتعالى. فيقصدون منهم ما كان يقصد المشركون الاولون من اتخاذ الالهة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم اولئك المعتقدين في مألوهاتهم يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله واراد منهم ما تضمنته من النهي والاثبات بنفي جميع المعبودات واثبات العبادة لله وحده لا شريك له ولم يكن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من دعوتهم الى لا اله الا الله ان يتكلموا بها هذه الكلمة دون اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها. بل كان يريد منهم ان ينطقوا بهذه الكلمة وان التزموا ما دلت عليه من معنى والكفار الجهال يعرفون ان مراد النبي صلى الله عليه منها ابطال تعلقهم بغير الله سبحانه وتعالى. الذي يستلزم ابطال معبوداته والغاءها بالكلية. ولذلك لم يقبلوا من النبي صلى الله عليه وسلم دعوته ولا اجابوه اليها وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فهذه الاية تدل ان العرب خاف الاول فهموا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا اي اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا. ولكنهم لم يجيبوا النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا. وقالوا اجعل الالهة واحدا ومن اهل الاسلام المنتسبين اليه من المتأخرين من لا يعرف من هذه الكلمة ما عرفه اهل الجاهلية الاولى فتجد منهم من يظن ان المراد هو التلفظ بها وان من قال لا اله الا الله كان من اهلها فتجدهم يقولون لا اله الا الله ثم يذبحون لغير الله على غير الله ويستغيثون بغير الله عز وجل. فلم يفهموا منها ما فهمه اهل الجاهلية الاولى بل ظنوا ان المقصود هو التلفظ بها دون اعتقاد معناها. ولا العمل بمقتضاها. ومن اهل الحلق والفهم من المتأخرين من يظن ان المراد من لا اله الا الله انه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر ولا يملك الا الله وانه قال على الاختراع المحيي المبيت المميت المدبر لكل شيء ويفسرون لا اله الا الله بقولهم لا خالق الا الله او لا قادر على الاختراع الا الله او غير ذلك من افعال الربوبية فظنوا ان المقصود من هذه الكلمة هو اثبات الربوبية لله سبحانه وتعالى. وهذا فهم قاضي كالجهم المتقدم. فان ما ادعوا نسبته الى معنى لا اله الا الله من اثبات الربوبية ينضح القرآن ببيان اقرار المشركين الاولين به. ولو كان هذا هو معنى لا اله الا الله لما قالوا اجعل الالهة الها واحدة لانهم يقرون بان الخالق الرازق المالك المدبر هو الله ولكنهم فهموا ان معنى لا اله الا الله اي لا نعبد حق الا الله. وهذه المعاني للحقائق الشرعية انما سرت الى المنتسبين الى العلم من المتأخرين لقلة الاقبال على الكتاب والسنة والاشتغال بعلوم اهل الفلسفة والمنطق فلما دخلتهم علوم الفلسفة والمنطق معنى عند فئام منهم من علوم العربية والاصول فسروا الحقائق الشرعية المتعلقة بتوحيد الله عز وجل في مواضع عدة بما يخالف ما دلت عليه علوم الكتاب والسنة. كقول هؤلاء القائلين بان معنى لا اله الا الله لا الخالق الا الله او لا مالك الا الله او لا مدبر الا الله. فان علوم الكتاب والسنة في تفسير هذه الكلمة لا تدل على هذا المعنى وانما تدل على المعنى المتقدم. وهذا يفصح بجلاء عن شدة جناية العلو الاجنبية على المعارف الشرعية فان العلوم الاجنبية اذا داخلت افهام المتكلمين في الحقائق الشرعية صرفتهم عن فهم الكتاب والسنة واوقعتهم في مقالات مخالفة للكتاب والسنة. يتوهمون انها الحقائق والمرادة في خطاب الشرع. واذا اردت ان ترى صورة مكررة من هذا فما عليك الا ان تحرك اذنك اذنك او ترسل طرفك في كلام جماعة من المتكلمين اليوم في الحقائق الشرعية الذين اجتذبهم مغناطيس الفلسفة الغربية على اختلاف مدارسها فصاروا يسلطون الاوضاع المبثوثة بالحضارة الغربية على الحقائق الشرعية فيفسرون مقاصد الشرع بما تفسره الحقائق الغربية في كلام فلاسفة الغرب او الشرق فصاروا يقدمون اليوم مثلا مفهوما للحرية او للعدل او للتنمية ليس هو الذي جاء في الكتاب والسنة واذا اردت ان تعرف ذلك فانظر ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من العدل والحرية تنمية في حياته صلى الله عليه وسلم. وكيف ان النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة كان عارفا بما عليه فارس والروم من تقدم وحضارة في وسائل الحياة الدنيا. لكن لم تطمح نفسه صلى الله عليه وسلم الى فيها ولا شجع اصحابه رضي الله عنهم الى اللهات وراءه. لان بناء الحياة السعيدة ليس ببناء الجدران وانما بناء الحياة السعيدة بعبودية القلوب لله سبحانه وتعالى. فاذا امتلأت القلوب بالعبودية لله عز وجل ذاقت لذة الدنيا ولذة الاخرة. واما القلوب اللاهجة وراء بهرج الحياة الدنيا فانها مهما حصلت شيئا ينسب الى الحقوق والمساواة فانها تبقى في عذاب شديد اذا لم تهتدي بنور الوحي فينبغي ان يحرص طالب العلم على عزل معارف الكتاب والسنة عما يخالطها من المعارف الدخيلة التي تكدر صفوها وتغيرها وتظهر للناس حقائق تنسب الى الشرع والشرع منها برأ كجملة من المعاني التي صار يدندن حولها اليوم فيما يتعلق بالحياة السياسية بالحياة الاجتماعية او بالحياة الثقافية او غيرها من انواع الحياة وميادينها فان الفاحشة لها الكاشفة عما وراء روائها يطلع على امور لم تأتي الشريعة بها جعلت الناس في منأى عما اراد الله عز وجل بهم من العبادة وصاروا مقيدين بالعبودية بالدنيا فهم يصبحون على طلب الدنيا ويمشون على طلب الدنيا. ويجرون خلف برق لا يعرفون حقيقته وهل يؤديهم الى او يؤديهم الى شرع فيصيرون بعيدين عن الكتاب والسنة. ومن بعد عن الكتاب والسنة فانه يكون الى شر لا محالة ولا لو حظي بشيء من الخير في منتدى الامر فانه من احابيد الشيطان التي يجره بها الى اعظم النكر والسوء. واذا عرفت هذا عرفت ان ما تقدم ادعائه من ان المقصود من لا اله الا الله هو قولها فقط او ان المقصود منها ان لا خالق ولا مدبر الا الله ان هذه معان باطلة لم تردها الشريعة الغراء تبين لك ان العرب كانوا يدركون المعنى الصحيح للا اله الا الله. فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله كما قال المصنف لانه اعمى عن الحق. اما اهل الجاهلية الاولى فانهم كانوا بصراء بالحق لكنهم استكبروا عنه واما المدعون لهذه المعاني التي تقدمت فهم قوم عموا عن الحق وهذا من اعظم الحجب عن الله سبحانه وتعالى ان ينسب المرء نفسه الى الحق وهو جاهل به. ويزعم انه مسلم وهو على غير دين الاسلام. ومن اعظم نكد العبد ان يكون متوهما انه على خير وهو على شر. فان هذا من اعظم احابير الشيطان التي يزين فيها الناس الخير التي يزين فيها للناس الشر ويجعله في قالب خير. حتى اذا رفع الانسان رأسه وابصر قرأ حاله علم انه كان على شر شديد وبعد من مقصود الشرع من وجوده في هذه الحياة الدنيا من العبادة لله عز وجل. نعم. اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلبت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله ليغوي ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بات به الرسل من ولله الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وعرفت ما اصبح غائب الناس عليه من الجهل بهذا كفاعلتين الأولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فمن يكره هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا اردت ان الانسان يكفر بكلمته من لسانه دون قلبه. وقد يكون ها هو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله فكما ظن الكفار خصوصا اذاهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه اجعل لنا اله كمال وما لها. فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا ذكر المصنف رحمه الله مقدمات اربعة اخرى رتب عليها نتيجة جليلة ثانية. فاولها في قوله اذا ما قلت لك معرفة قلبي وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق المالك الرازق المدبر ويدعو الله عز وجل ويعبدونه الا انهم يدعونه ويدعون غيره ويعبدونه ويعبدون غيره. وقد علم هؤلاء ان مقتضى قولهم لا اله الا الله يقتضي ان لا معبود حق الا الله. فلما ذلك ابوا ان يستجيبوا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيها بقوله وعرفت الشرك وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء اي عرفت الشرك الذي وقع فيه المتقدمون وكانت فيه الخصومة بين الانبياء ورسلهم بين الانبياء واقوامهم وهو الشرك في العبادة. فانهم كانوا يقرون بالربوبية اجمالا لكن انهم كانوا يسرفون في عباداتهم مع الله غيره. والشرك في خطاب الشرع يطلق على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل وتقدم انه عدل عن التعبير بالصرف الى الجعل لامرين ما هما لا الحسن انت حسين وحسن نعم ايوه طيب احدهما موافقة خطاب الشرع. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وفي الصحيحين من حديث عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم؟ فقال انت وجعل لله ندا وهو خلقه. والاخر ايا حسين ان فعل الجعل يتضمن معنى الاقبال والتأله بخلاف فعل الصرف الذي يتضمن تحويل الشيء عن وجهه دون ملاحظة المحول اليه والمقصود من معرفة الشرك التي ذكرها المصنف في قوله عرفت الشرك الذي قال فيه الله عز ان الله لا يغفر ان يشرك به المقصود منها الوصول الى معرفة التوحيد. لان الشرك لا يراد وانما المراد من العبد هو توحيد الله سبحانه وتعالى. واذا كان للعبد علم بالشرك اعانه ذلك على تحقيق التوحيد ولاجل هذا لا يطلب من العبد الاحاطة بتفاصيل السجن. ولكن يطلب منه الاحاطة بتفاصيل التوحيد لان التوحيد هو الامر الذي امرك الله عز وجل به. واذا وقر في قلب الانسان اصيل الحقائق التوحيدية اعانته تلك على معرفة مقابله وهو الشرك. فالشر لا يطلب تفصيل وانما يطلب معرفة اصوله. فان معرفة اصوله الكلية تعين العبد على التحوط التحوط والتحفظ منه. وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخره الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه. والرسل جميعا جاؤوا بالاسلام والاسلام الذي جاءوا به والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. ولا يقبل الله عز وجل من احد دينا سواه قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك يجعلون التوحيد والشرك اثما لغير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ويجعلون من التوحيد ما هو شرك ومن الشرك ما هو توحيد لفرط جهلهم بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى داخلتهم البدع والضلالات والاوهام والخرافات فادخلوا في دين الله ما ليس منه واخرجوا من دين الله ما هو منه. ثم ذكر المصنف رحمه الله النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربع في قوله فادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته. كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته سديد ذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم. فافادك الفرح بفضل الله عز وجل حين جعل لك من البصيرة والهداية ما تميز به بين الحق والباطل والتوحيد والشرك. قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وقد فسر ابي ابن كعب رضي الله عنه وجماعة من السلف فضل الله بالاسلام ورحمته بالقرآن. وافادك ايضا الخوف العظيم من الوقوع في السر لان الانسان اذا عرف ذلك عظم خوفه ان يقع في الشرك وهو لا يدري. ومن دعاء ابي الانبياء الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام قوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام هذا دعاء ابراهيم الذي كسر الاصنام. فاذا كان ابراهيم مع قوة ديانة وشدة معوله في هدم الاصنام يدعو الله عز وجل ان يجنبه عباده الاصنام هو وبنيه وانما يدعى بالتجنيب مما يخاف ويحذر. فكان ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام خائفا من ان يقع في الشرك. قال ابراهيم التيمي فيما رواه ابن جرير من يأمن البلاء بعد اي عبد يأمن على نفسه الوقوع في الشرك اذا كان ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام الذي ابلى بجناب التوحيد ما ابلى يخاف ذلك ويدعو الله عز وجل ان يجنبه الشرك فغيره اولى بالخوف واحرى بان ينأى بنفسه عن الوقوع في براطن الشرك وحبائره. ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه يتكلم بها لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب كما ثبت ذلك في الصحيح. وقد يحبط الله عز وجل عمله بتلك الكلمة ويدخله النار كما وقع من الطائفة المنافقة في غزوة تبوك الذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا واكذب السن واجبن عند اللقاء الى اخر ما قالوه. فاكثرهم الله عز وجل بمقولتهم هذه وصاروا كفارا. وقد يقولها الانسان كما ذكر امام الدعوة وهو جاهل فلا يعذر بالجهل لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. اما مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله عز وجل عنه التعذيب حتى تبلغه حجة الرسل. ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين وهو من احسن من بين هذه المسألة. واصول الدين الكبار وقواعده العلم لا يسع مسلما جهلها بانتشار العلم بها في بلاد المسلمين وقيام الحجة عليهم فيها. اما المسائل التي قد تخفى بغموضها فهذا يقع العذر فيها ومن لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه رسالة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يعذر ويكون كاهل الفترة الذين يمتحنون في الاخرة. وهذا التقرير هو المعروف المشهور عن ائمة الدعوة النجدية وهو الذي وعاه عنهم من خلفهم في ميراث هذا العلم هو من خاتمتهم العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله الله تعالى فانك تجد تقرير هذا المعنى مبثوثا بكلامه في فتاويه الخاصة او في الفتاوى التي كان فيها للجنة الدائمة ومثل هؤلاء هم الذين يعول عليهم في ادراك هذه المسائل. ولا سيما فيما ينسب الى ائمة الدعوة فان الحري بمعرفة ما كان عليه ائمة الدعوة النجدية هم الذين تلقوا علومه. كابرا عن كابر خلفا عن سلف. اما المنبكر عن ميراث هؤلاء ممن يأخذ علمه من الكتب. ثم ينسب الى ائمة الدعوة النجدية فهذا لا عبرة بقوله لان علمه ليس متلقى عن الرجال. ومن انفع الكتب التي تبين ما كان عليه ائمة بالدعوة الندية كتاب الدرر السنية. فان هذا الكتاب جمعه رجل عارف بكلامهم. ثم قرأه على كنة فمن العلماء العارفين بكلامهم كالعلامة محمد ابراهيم والعلامة عبد الله بن عبد العزيز العنجري والعلامة سعد بن حمد بن عتيق والعلامة محمد بن عبد اللطيف فان هذا الكتاب قرأ عليهم. فالمعروف عنهم هو ما رضي او هؤلاء نسبة اليهم ثم صار وراتهم يدركون معاني كلامهم اما الذي يأتي الى هذا الكتاب ثم او وغيره ثم يستوحي شيئا ينسبه الى ائمة الدعوة النجدية لا يعرف عنهم فهذا كاذب في دعواه. كائنا من كان. وقد قال بعض اصحابنا للعلامة بن باز رحمه الله تعالى ان من الناس من يقول ان في كتاب الدرر ما يخالف دعوة الاسلام وانه كتاب ينضح بالتكفير الامر بالارهاب فقال قائل هذا كاذب في دعواه. ومن اشكل عليه شيء من كلامهم فليأت به الاشكال عنه وهذا هو الواجب اذا اشكل عليك شيء من كلامهم او غيرهم من علماء الاسلام ان تفزع الى العلماء تسألهم اما الفزع الى انصاف المتعلمين او الى الشباب التي الذين لم ترسخ اقدامهم في العلم ولم ولم تلأت قلوبهم به مع اجنبية كثير منهم عن التلقي وقلة صحبة العلماء فهذا يوقع الانسان في مهام مهامها مهام فيها من الردى تتعلق بهذه المسائل وغيرها. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى آبدة ثانية من من يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا فتخرجه من الملة. وهو انه يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله كما كان اهل الجاهلية الاولى يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو تملكه وما ملك فهؤلاء كانوا يقولون هذه الكلمة يظنون انها تقربهم الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف عدن من الوقائع المثمرة الخوف في قلب العبد ان يقع في الشرك. وهي ما قص الله عز وجل عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام انهم مع صلاحهم وعلمهم وصحبتهم لنبي من الانبياء العظام مروا على قوم يعكفون على اصنام فاعجبهم حالهم فاتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة. واذا كان هذا واقعا من اولئك علمهم وصلاحهم وصحبتهم نبيا من الانبياء الكبار. فكيف يكون حال غيرهم مع بعد العهد عن النبوة وانطلاس كثير من معالم الرسالة فالخوف عليهم اشد واحرى فينبغي ان يعظم خوف العبد من الشرك وان يحرص على ما يخلصه منه. والا يغتر بالدعاوى الرائجة التي يدعيها بعض الناس في قولهم ان العقل البشري وصل مرتبة عظيمة من الادراك تحول بينهم وبين ان يتعلق بحجر او شجر او غير ذلك فان هذه دعوة فارغة مجردة عن الدليل مجردة عن الدليل انظر الى عباد بوذا وغيره في اليابان وغيرها ممن بلغوا في المعارف الدنيوية مبلغا عظيما ولكنهم يعبدون دون اصناما من دون الله سبحانه وتعالى. فاين عقول هؤلاء؟ كيف لم تمنعهم من عبادة غير الله عز وجل؟ مع تقدمهم في معارك الحياة الدنيا بل من زادت معرفته بالله عز وجل زادت زاد خوفه من ان يقع في السر فينبغي ان يجعل الانسان في قلبه الخوف من الشرك في موضع رفيع لان العبد لا يأمن على نفسه الفتنة لا ينحصر الشرك بمجرد عبادة الاصنام. فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه عند البزار وغيره انه قال الربا بضع وسبعون بابا والشرك مثل ذلك. ورؤيا مرفوعا ولا يصح. اي ان ابواب الشرك ابواب كثيرة. ويكون ذلك بما يتعلق بالاعتقادات والاقوال والافعال. واذا فتشت عن نفسك ثم عرضت ما يقع منك او من وغيرك من بعض الاحوال وجدت ان هذا ربما كان من احوال المسرفين او مما يقرب من احوال المشركين ان يخاف الانسان على نفسه من ان يقع في الشرك وان يسلب توحيده وان يكون ذلك الخوف مقعقعا قلبه فان طعقعة قلبك بالخوف منه تبلغك الله سبحانه وتعالى امنا. قال الحسن البصري رحمه الله بان تصحب قوما يخوفونك الله حتى تأتيه امنا خير من ان تصحب قوما مؤمنونك الله حتى تأتيه تأتيه خائفة. اي ان صحبتك لمن يخوفك بالله انفع من صحبتك ممن يملأ قلبك بالرجاء حتى اذا قدمت الى الله عز وجل قدمت خائفا. وهكذا كانت احوال السلف رحمهم الله تعالى. فقد روى ابو الشيخ الاصبهاني او ابو نعيم الاصبهاني في طبقات الاصبهانيين في تاريخ اصبهان المعروف بطرقات الاصبهانيين ان سفيان الثوري رحمه الله تعالى لما قصد الحج بكى واستعبر بكاء عظيما فقال له صاحبه ابن ابي رواد اتخاف الذنوب يا ابا عبد الله فاخذ شيئا من حشيش الارض كان على ظهر الجمل فقال والله ان ذنوبي اهون علي من هذا ولكن اني اخاف ان اسلب التوحيد فخافوا ان اسلب التوحيد فكان خفو اعظم ان يسلب توحيد الله سبحانه وتعالى لان الايمان يزيد وينقص وربما ورد عليه ما ينقضه ويزيله بالكلية. وقد جاء عنه رحمه الله تعالى لما احتضر ان بعض واصحابه دخل عليه فلما دخل عليه وكان سفيان رجلا مشهورا بالعبادة وكان يقوم الليل حتى هل تورم قدماه فينصبهما على الحائط ليرتد الدم اليهما؟ فقال سفيان لصاحبه يا فلان اتظن ان مثلي ينجو من عذاب الله عز وجل؟ فقال له يا ابا عبد الله انك تقدم على من كنت ترجوه انك تقدم اليوم على من كنت ترجوه. يعني انت خائف وهذا حقيق بالمؤمن لكن انت على رب كريم كنت ترجوه وتخضع له. فانظر الى ما له من كمال الحال رحمه الله تعالى. حتى كان اعظم ان يسلب توحيد الله عز وجل. واليوم من الناس من لا يبالي بامر التوحيد. ولا يذكره ولا يذكر به. ولا يخشى ان يقع في الشرك فهذا ناقص الايمان لان توحيد الله عز وجل اذا لم يضحي من دعوة الانسان صباحا مساء والا تولد في قلبه الغفلة منه حتى الغفلة عنه حتى صار من قول بعضهم كما سيأتي في هذا الكتاب التوحيد فهمناه نسمعه اليوم كما كان من قبل التوحيد فهمناه والامر فيه كما قال المصنف وقولهم واما قولهم التوحيد فهناه فمن اعظم الجهل واكبر مكائد الشيطان. يعني ان هذا من اعظم الجهل بتوحيد الله. ومن اعظم مكائد الشيطان التي ينصبها ليحول بينهم وبين توحيد الله سبحانه وتعالى. نعم. واعلم ان الله سبحانه ومن حكمته لما بعثنا بهذا التوحيد الا جعله عداء. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبينا دوا شاطئ من الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج. كما قال تعالى ما جائته بالبينة فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون رحمه الله امرين عظيمين احدهما ان الله لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء الا جعل له اعداء من المشركين. قال الله تعالى جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وفي الصحيح في قصة ورقة بن نوفل مع النبي صلى الله عليه وسلم ان ورقة قال يا ليتني فيها جدع. يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مخرجي هم فقال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي والاخر ان دعاة الباطل تكون عندهم علو وحجج وكتب يجادلون بها قال الله تعالى فلما جاءت رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم اي ما يدعونه من العلم مما يأثرونه عن الاباء والاجداد ليردوا دعوة الانبياء والرسل. وهذا العلم الذي عندهم وعلم مزور مدعا لا حقيقة له. لان العلم الصحيح يرشد الى توحيد الله عز وجل وافراده العبادة فدعاة الباطل عندهم علوم كثيرة وحجج متنوعة الا انه داخلها الزيت ومازجها البعض والزور فلا تزيدهم الا حيرة وضلالة لانها ليست علوما صحيحة ولا حججا بينة بل حجتهم عند الله وعند اوليائه داحضة. وهذا يوجب على العبد ان يعتني في العلم الذي يطلبه. فان العلم ما الذي ينفعك هو العلم الصافي الذي لم يداخله ما يكدره. اما العلوم الممزوجة بشوائب لها ككثير من علوم الناس اليوم فانها لا تنفع قلب العبد بل تضره. فينبغي ان يجتهد الانسان في العلم الصافي الموصل الى معرفة الله عز وجل ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين. نعم. اذا عرفت ذلك وعرفت ان ان الطريق الى الله لابد له من اداء القاعدين عليك. اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تتعلم من دين الله يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين. الذين قال امام مقدمه لربك عز وجل صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا واكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصغيت الى حجج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. كما قال تعالى وان جنودنا لهم الغالبون الله تعالى هم غالبون بالحجة واللسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان. وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح وقد من الله قدره ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما من الكذب وان الطريق لابد له من اعداء القاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج من ادعياء العلم وارباب البيان المزخرف وجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه فان دفع الانسان الواردات المفسدة للدين اعظم من دفعه العوادي تريد ان تغتال نفسه وتزهق روحه فيحتاج الى سلاح يحمي به قلبه من واردات الشهوات والشبهات ويقاتل به هؤلاء الشياطين. الذين قال امامهم ومقدمهم وهو ابليس عز وجل لاقعدن لهم صراطك المستقيم. اي لاقعدن على الصراط الذي نصبته لهم وهو دين الله عز وجل ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما تطمئن به نفس العبد وهو ان هؤلاء المروجين للباطل من اصحاب الشبهات المخالفة بامر الله سبحانه وتعالى مهما بلغوا فانهم اولي كيد ضعيف فان الله عز وجل قال عن مقدمهم ان كيد الشيطان كان ضعيفا. فلا تخف ولا تحزن لان عمل هؤلاء حابط باطن لا خير فيه. وانما يفرح العبد بذلك اذا قارنه الاصغاء الى حجج الله عز وجل وبيناته. فاذا عرفت ان كيد الشيطان ووراة دعوته ضعيف وان حجج الله عز وجل ظاهرة نيرة ثم اصغيت واتخذت منها سلاحا صار لك من الحفظ والمعونة على رد شبهاتهم ما لا يكون لغيرك فان شبه هؤلاء القوم مدعاة باطلة تتهاوى امام معاول الحق ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى امرا تقوى به عزائم الموحدين وهو ان العامي منهم يغلب الفا من علماء المرسلين وهذه الغلبة منشأها من نداء الفطرة. الذي لم يكدره شيء من الشوائب الوثنية فان المرء الناشئ على فطرة صحيحة صافية لم تتكدر تسعفه فطرته فيغلب علماء المشركين. وموجب انتصاره عليهم انه من جند الله. والله عز وجل يقول وان جندنا لهم الغالبون. فهم غالبون بالحجة والبيان وبالسيف والسنان. فاذا كان موحدا لله عز وجل فان له من التأييد والنصرة شيء لا يكون لغيره من المشركين ومن لطائف الاخبار ان بعض علماء المشركين احتج على بعض الموحدين بمال الشهداء من مقام عند الله سبحانه وتعالى. وان الله سبحانه وتعالى قال فيهم عند ربهم يرزقون. فقال العامي الموحد صدق الله وكذبت. فان الله قال عند ربهم يرزقون ولم يقل عند ربهم يرزقون. فهم يرزقون من الله ولا يرزقون احدا. فهم لهم مقام يتعلق بهم عند الله عز وجل. فلا يقدرون على نفع احد اذا استغاث بهم واذا دعاهم. ثم ذكر صنفوا ان الخوف انما هو عن الموحد الذي يسلك الطريق وليس معهم سلاح اي ليس معه علم يدفع به اذا ابتلي دينه فمن لم يكن عنده علم راسخ ويقين ربما تمكنت الشبهات من قلبه فاصابته في مقتل وقول المصنف رحمه الله تعالى المتقدم والعامي من الموحدين يضرب الفا من علماء هؤلاء المشركين لا يعارض قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. فان الجملة الاولى تدل على ان العامية هي الموحدة مكفي ضلالات المضلين. والجملة الثانية تدل على ان من كان على تلك الحال ليس معه من العلم يخشى عليه في ترك تعلم العلم والاقتصار على نداء الفطرة. ودفع التعارض المتوهم بينهما ان تعلم ان المصنف رحمه الله تعالى نظر الى شيئين احدهما مأخذ كوني والاخر مأخذ شرعي. احدهما مأخذ كوني والاخر ماخذ شرعي ومورد المأخذ الكوني ان الله يقدر احيانا ان يغلب العامي الموحد علماء المشركين ان الله يقدر احيانا ان يغلب العامي الموحد علماء المشركين تأييدا من الله سبحانه وتعالى له ومولد المأخذ الشرعي ان الانسان مأمور بتعلم العلم ان الانسان مأمون بتعلم العلم يكون له سلاحا يدفع عنه شبهات المشبهين فالجملة الاولى منشأها قدري كوني. فالجملة الاولى منشأها قدري كوني. والجملة الثانية منشأها ديني شرعي. والجملة الثانية منشأها ديني شرعي. نعم وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله وتبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب من حجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين مطلانها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا ديناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة ذكر المصنف رحمه الله السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد. وهو كتاب الله عز وجل. فانه لا يأتي احد بحجة متوهمة تخالف الدين الصحيح الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بهرجها قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فكل دعوا على خلاف الحق في القرآن ما ما يبطلها. فآكد ما ينصر به الحق ويزهق الباطل هو كتاب الله سبحانه وتعالى ولا يستدل احد على شيء من الباطل باية او حديث الا وفي تلك الاية او الحديث الذي بنى عليه باطله ما يبطل قوله. ذكر هذا المعنى ما لك بن انس ثم بسطه ابو العباس ابن تيمية ابو العباس ابن تيمية في عدة كتب وتلميذه ابن القيم في كتاب التبيان لا يستدل احد على شيء من الباطل المحض باية او حديث الا وفي الاية ما يردها ويزيفها. او من حديث ما ويوهنه كالاية المتقدمة. فان الله سبحانه وتعالى قال عند ربهم يرزقون. وهذا الدعاء قد طلب منهم فابطلهم مقابله بان الله عز وجل اخبر عن اختصاصهم برزق ليس لغيرهم ولم يخبر عن انهم هم يرزقون احدا من دون الله سبحانه وتعالى. والبصر بذلك انما يكون لمن غرس القرآن والسنة فالمعاني بالقرآن والسنة المقبل عليهما يفتح له من ابواب الفهم في دلائلهما ما لا يكون لغيره. روى ابن ابي حاتم في كتاب الجرح والتعديل عن عبد الله ابن وهب قال كنا نعجب من نزع من القرآن اي وجوه الاستبداد التي يأتي بها من القرآن. فسألنا اخته فقالت انه اذا كان في البيت لم يكن له شغل الا القرآن. اذا كان في بيته لم يكن له الا القرآن اي عظيم الاقبال على القرآن الكريم. فالذي يقبل على القرآن الكريم ختمة بعد ختمة وعلى بالسنة النبوية ويقرأها مرة بعد مرة ويكثر من تحفظ الاية والاحاديث يفتح له من الفهم كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يكون لغيره من الناس. نعم وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مدمن مدمن ومفصل. اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن نقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه ما منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. لما بين المصنف ان القرآن الكريم كاف لاحقاق الحق وادخال شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد. فبين ان الرد على تلك الاقوال الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل والاخر طريق مفصل والمراد بالجواب المجمل الذي قصده المصنف القاعدة الكلية القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة. اما الجواب المفصل فهو الرد على قل لي شبهة مفردة على حدة. وبدأ بالجواب المجمل لانه الكلي وهو الامر والفائدة الكبيرة لمن عقلها. واستدل على تحقيقه قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فان الله بين ان من القرآن ما هو ومنه ما هو متشابه والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن يطلق على معنيين والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن يطلق على معنيين اولهما الاحكام والتشابه الكلي الاحكام والتشابه الكلي. قال الله تعالى كتاب احكمت اياته. كتاب احكمت اياته وقال كتابا متشابها. كتابا متشابها فوصف القرآن كله بانه ووصفه كله بانه متشابه والمراد بالاحكام هنا الاتقان والتجويد الاتقان والتجويد فهو مجود متقن وليس المراد بالتجويد تجويد التلاوة وانما المقصود انه جيد متقن. والمراد بالتشابه تصديق بعضه بعضا تصديق بعضه بعضا. وثانيهما الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي. وفيه هذه الاية التي اوردها المصنف. وهي قول الله تعالى منه ايات محكماتهن ام الكتاب واوفر متشابهات فدلت ان بعض القرآن محكم وان بعضه متشابها. والاحكام والتشابه الجزئي في القرآن نوعان والاحكام والتشابه الجزئي في القرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر. احكام وتشابه في باب الخبر. فالمحكم ما ظهر لنا علمه والمتشابه منه ما خفي عنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه والمتشابه ما خفي علينا علمه فمثلا من المحكم في باب الخبر قوله تعالى الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ فان هذا خبر محكم لانه ظهر لنا علمه وقع لاصحاب الجيل ومن المتشابه منه الذي لم نطلع على علمه كيفيات الصفات الالهية. فانه لا علم لنا بحقائقها وان عقلنا معانيها والاخر احكامنا واحتسابهم في باب الطلب احكام وتشابه في باب الطلب. فالمحكم منه المحكم منه ما اتضح معناه والمتشابه منه ما لم يتضح معناه فالمحكم منه ما ظهر معناه والمتشابه منه ما لم يظهر معناه. فاذا وردت اية او اية وكذا حديث. لكن الكلام يتعلق بالقرآن في باب الطلب اي باب الاحكام من الحلال والحرام والامر والنهي فبان لاحد من الناس علمها صارت في حقه محكمة والذي التي لا يبين علمها تكون متشابهة كقوله تعالى اقيموا الصلاة او فلا تقربوا الزنا ان هذا ظهر علمها لكن منها الايات او الاحاديث في هذا الباب ما لم يتبين لاحد من الناس معناه والمقصود بالتشابه حينئذ ليس تشابها يعمى عن كل الخلق فان هذا لا يكون في الشرع ابدا وانما يكون لناس دون ناس وفي الصحيحين في حديث النعمان ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الامور المشتبهة قال لا يعلمهن كثير من الناس وهذا يدل ان من الناس من يعلمها. فالمتشابه الجزئي في باب الخبر يكون من الناس من يعلمه واما في باب في باب الطلب يكون الناس من يعلمه اما في باب الخبر فلا يكون من الناس من يعلمه. فكيفيات الصفات الالهية فانه لا يعلمها احد من الناس البتة ومن اشتبه عليه شيء في مقابل محكم فانه يتمسك بالمحكم ويعرض عن المتشابه. وهذا هو المصنف في الجواب المجمل ان ما اشتبه عليك تتركه وتهمله وما بال لك تتمسك به فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها في رواية ابن ابي مليكة عن القاسم محمد عن ولذلك فان الاشهر كسر الكاف في اولئك. لان الخطاب موجه الى مؤنث وهي عائشة رضي الله عنها وفيه وجه اخر وهو فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. والحذر من هؤلاء يجب امرين فالحذر من هؤلاء يجمع امرين احدهما الحذر من اشخاصهم فلا المصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. لان الصاحب ساحب والزميل مميت لان الصاحب ساحب والزميل مميل. فربما صحب احد احدا من هؤلاء فاجتروه الى بقالتهم واوقعوه في حبالتهم. والثاني الحذر من مقالاتهم. فلا يقبل الانسان عليهم ولا يتشاغل بها الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها. وقد قال رجل من اهل البدع لايوب قف اكلمك كلمة فقال رحمه الله ولا نصف كلمة. يعني ولا نصف كلمة نصف كلمة ما ارظى انك تسمعني والان الشباب يقولون معنا عقول ونقدر نميز مع العقول ونقدر نميز وهذه من شبهات الشيطان ان يقول للانسان معي عقل واقدر اميز وهذا اول حلقات الخذلان للعبد. لان العبد اذا اغتر بنفسه فوكل اليها خذل وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله اذا اصبح واذا امسى لا تكلني الى نفسي طرفة عين فلا ينبغي للانسان ان يغتر بنفسه والمنقذ له من الضلالة تمسكه بالطرائق الشرعية ومن جملتها ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم لقوله اذا رأيتم الذين يتبعون ما تسابق منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروه فيتجافى الانسان الاستماع اليه ولا يغتر بشيء من ولا يحدث نفسه بان يمر وذلك على قلبه لان القلوب ضعيفة والشبه خطافة. ولما عدل الناس عن طريقة السلف وصاروا يتهاونون فيها هذا ترى الرجل اليوم يمتدح الصحابة وتجده غدا يغمز معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وانما تحولت حاله وتغير امره لانه سمع كلاما لبعض هؤلاء المشبهين فغرهم ما وصل الى قلبه من الباطل فاجرى لسانه بالباطل في هذين الصحابيين الجليلين. فينبغي للمرء ان يحذر من استماع هؤلاء ولا يركن الى شيء من كلامهم ولا يمر على قلبه ما قل منه فان السلامة لا يعدلها شيء. والمرء لا يدري باي كلمة ينقذه الله. ولا يدري باي كلمة يبتلى فان من الناس من يهون على نفسه الولوج في هذه المتاهات فيضيع. وكم رأينا من اناس يحفظون القرآن ويجلسون العلماء لما لم يتمسكوا بهدي السلف صاروا دعاة الى الضلالة. صاروا دعاة الى الضلال لانهم لم يتمسكوا بهدي السلف وغرتهم قواهم وصاروا يميعون دينهم بدعاوى الانفتاح على الاخر. والاطلاع على الحضارات والتعرف الى المدارس الادبية واذا هي حبائل تخرج المرء من السنة الى البدع وتخرجه من الهدى الى الضلالة عوض ان يكون حافظا للسانه عن حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وحق الصحابة والائمة المعظمين صرت تجده متكلما في الله عز وجل. هؤلاء الذين ظهروا باخرة من المنتسبين الى المدارس الالحادية ممن كانوا طلابا في حلقات القرآن الكريم وكانوا حفظة للقرآن الكريم واعرف احدهم اهدى مصحفه الى صاحب لنا لما اتم حفظ كتاب الله عز وجل يرجو منه ان يحفظ القرآن من التي حفظ منها وهو اليوم من دعاة الاتحاد والفجور ما الذي قلبه الا تنقب طريقة السلف والاغترار بهذا البهرج الزائف والاطلاع على الاخر والتعرف على حضارات الانسانية وقراءة الروايات وتتبع طالت الذنوب اليوتيوب وغيره من ابواب الشر. ينبغي يا اخواني الانسان ان يخاف الوقوف بين يدي الله عز وجل. الدنيا غرارة الدنيا غرارة وهي ايام وليال. واذا لقيت الله سالما كنت عنده غانما اذا لقيت الله وانت سالم من هذه النجاسات صرت عنده غانم. واما المرء الذي لا يحفظ قلبه ولا يصونه من هذه الواردات ويظل يتشاغل بها هذا لا يدري في اي واد يضيع ولما كان الناس على فطرة ناجوا ولما تلطخت الفطرة هلكوا فان بعض من اعرفه تذاكروا مرة بعض الاشرطة المتعلقة بسيرة الصحابة فتنازع فيها بحضرة امهما فقال احدهما ان العلماء حذروا منها وقال الاخر ان لدي عقلا اسمع به واميز الحق من الباطل فقالت الناشئة على الفطرة البريئة مما يكدرها اذا كان العلماء قد حذروا منها فلا خير اذا كان العلماء الذين هم رات النبي صلى الله عليه وسلم حذروا منها فلا خير فيه. العالم ليس عنده يا اخوان معلومات انت عندك معلومات انت الان ما شا الله عندك معلومات اكثر من العالم عندك هالاجهزة هذي وعندك كتب لا العالم عنده ما ليس عنده العالم عنده نور الله وتسليمه هذا ليس عندك تحتاج الى مدة مديدة حتى تفوز به. قيل للامام احمد من نسأل بعدك؟ فقال اسألوا فلان فقال له ابنه عبد الله يا ابتاه ان غيره اعلم منه قال ان غيره اعلم منه قال انه رجل مسدد يوشك ان يسأل فيسدد فيمسكه هذا الفرق مسدد معان من الله عز وجل فهذا التجديد وهذا التأييد من الله عز وجل يميزه حتى العوام. حتى العوام يعرفون فلان يقول فلان كما قال احدهم انا اعرف الشيخ فلان من اربعين سنة ما تغيرت له فتوى هذا التشتيت من الله عز وجل وهذا شيء لا يشترى بالألقاب والمناصب والرئاسات ولكنه عون من الله عز وجل. فإذا هيأ الله عز وجل لك من العلماء من يرشدك يبصره ويهديه ويدلك فاي حمق يبلغه المرء اذا اعرض عن هداية هادين وارشاد المسلمين احمق اذا كان الناس يقولون لها الطريق من هنا يقول لا انا بشوفه واطلع من وراه واشوف الطريق من هنا او ذا ثم بعد ذلك يطلع من هنا ثم يسقط في الحفرة هكذا حال الناس هذا حالنا نحن اليوم. فينبغي يا اخوان الانسان يلزم طراز العلما ويعتني بالتفصيل عنه عليك بالعلما لان الله عز وجل امرنا بذلك العلماء المعروفين بالطلب وبالفتوى وبالرسوخ في العلم وبالوصية ممن قبلهم بسؤالهم واستشارتهم والرجوع اليهم هذا هو السلام السلامة للانسان عند الله عز وجل. ما عليك من الناس لو ذهب الناس كلهم الى واد وذهبت انت وحدك الى العلماء وليس فيه الا انت وهم فانك انت الناجي. واولئك سيهلكون لان الذين رتبوا مع سفينة نوح كانوا اكثر ممن كانوا اقل ممن لم يركبوا فيه. فهلك اولئك الاكثر ونجا نوح عليه الصلاة والسلام ومن كان معه نعم مثال ذلك اذا قال اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون او ان الشفاعة حق او ان او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطنه وانت لا تفهم معنى الكلام لا وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زي يتركون المحكم ويتبعون وما ذكرت وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانه كفرهم بتألق ما الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وهذا امر محكم لا ايقدر احد ان يغير ما نهى وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن او كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه ولكن ابقى ان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل وهذا جواب جليل سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا شوف يقول ايش؟ ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى هذا اللي يفهمه هذا التوفيق السر هو التوفيق. لذلك يقول ابو العباس ابن تيمية من لم يجعل الله له نورا لم تزده كثرة الكتب الا حيرة وضلالة من لم يجعل الله له نورا لم تزده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. هذا اللي وقع الان. كثرة موارد المعلومات. حتى يقولون ثورة المعلومات. ثورة المعلومات خرجت اثوارا من الخلق هذه الحقيقة خرجت اناس يغرهم حتى الان يعني يعني يبلغ من الحمق ان يقول احدهم لا حاجة الى العلماء كل واحد منا عالم كذا يقول يقرر يقرر هذا المسكين كل واحد منا عادة يقول لقد مكنت اجهزة الاتصال الاجتماعية وبنوك المعلومات الالكترونية ثروة هائلة من العلم تجعل كل واحد عاري هذا ما يعرف بالعلم وين كان مع دكتوراه في العلوم الشرعية؟ ما يعرف العلم. هذا مغتر بهذه الظواهر. العلم هو الذي يكون في القلب. هذا هو العلم. العلم الذي تكون معك في قلبك ويدلك الى الخير ويهديك ويوفقك الله به هذا هو العلم. اما هذه الاجهزة الصامتة فانها صامتة تحيا صامتة وتفنى صامتة لكن المتحرك الذي يزيد ايمانه وينقص ويقبل ويدبر هو عليه مدار الامر. نعم وهذا جواب بين سليم ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهونه فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما ذكر المصنف رحمه الله ان جواب الشبه المدعاة بباب توحيد العبادة يكون من طريقين احدهما جواب مجمل والاخر جواب مفصل شرع رحمه الله يذكر مثالا يتضح به الجواب المجمل وهو رد الامر الى وترك ما تشابه. فاذا استدل احد بدعاوى باطلة في باب توحيد العبادة. وجاء متثابث فقال الشفاعة حق والانبياء لهم عند الله عز وجل جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا افهموا هذا الكلام فان الجواب القاطع تلك الشبهة ايا كانت هو ما في محكم القرآن الذي دل على ان المشركين الاولين مقرون بتوحيد الربوبية وان الله كفرهم بتعلقهم بالانبياء والاولياء والملائكة لما جعلوهم شفعاء ووسطاء بينهم وبين الله عز وجل هذا امر بين محكم لا يترك ابدا. وما ذكره هذا المشبه الامر فيه كما قال المصنف فانه كلام لا اعرف معناها. وقوله لا اعرف معناه يحتمل شيئين. وقوله لا اعرف معناه يحتمل شيئين احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه. ايها المشبه وتستدل به. لا اعرف معناه الذي تدعيه ايها المشبه وتستدل به والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم فهذا المتكلم بنفي المعرفة عن نفسه قد رد هذا المتشابه ولم يبالي به. وتمسك بما يعرفه من المحكم تمسك بما يعرفه من المحكم. واذا تمسك العبد بالمحكم كان ذلك كفيلا بدفع كل شبهة رديئة ترد عليه في باب التوحيد او غير ذلك من ابواب الديان. فينبغي للعبد ان اعتني بمعرفتي المحكم من احكام الشريعة التي صار الناس يسمونها ثوابت ولا ينبغي تسميتها بذلك. لان الثوابت والمتغيرات نتوء فكري بمآخذ وتصورات معاصرة. والشرع جاء قبل هذه الاصطلاحات. وفي الشرع ما يبين المقصود وهو المحكم ينبغي للانسان ان يمسك بالمحكم. ومن تمسك بالمحكم نجا من كل غلط ومن لطائف الاخبار في هذا الباب ان بعض طلبة العلم فيما فات كتب بحثا في مسألة اجتماع الجمعة والظهر قرر فيه ان الجمعة والظهر ان اذا اجتمع العيد والجمعة قرر فيه ان العيد والجمعة اذا اجتمعا وصلى الانسان العيد فانه يسقط عنه الجمعة ولا ظهر عليه الجمعة ولا ظهر عليه. وقرأ هذا على خلاصته قرأت على رجل من عوام المسلمين ممن صاحب العلما لكنه ليس من اهل العلم فلما قرأ عليه هذا قال ما عرفنا يوم الا فيه خمس صلوات قال ما عرفنا يوم الا فيه خلصان هذا الان تصير اربع فجر وعصر ومغرب وعشاء هذا لا يمكن وفي الحديث خمس صلوات في اليوم والليلة في الصحيحين. فتمسك بالمحكم ولم يغتر ببحث وخرج فيه الاحاديث والاثار وغير ذلك فالانسان اذا تمسك بالمحكم نجا واذا تعلق بالمتشابهات تهاوى دينه شيئا فشيئا وهذا اخر البيان على هذه الجملة من كتاب نستكمل بقيته ان شاء الله تعالى في الاسبوع المقبل. وتاريخه السابع عشر من الشهر ويبقى بعده كم درس بس واحد يا شيخ حسن؟ ها يبقى الشيخ يقول يوم واحد يقول يوم اربعة وعشرين ثم اربعة وعشرين يوم السبت الاسبوع القادم نكمل كسر الشبهات السبت الذي بعده اربعة وعشرين والاحد خمسة وعشرين كلاهما بعد العشاء نسأل الله تعالى كتاب المقدمة الفقهية الصغرى ونكون بهذا قد انتهينا مع بقية نتكلم عنها في وقتها. ويبقى من البرامج ان شاء الله تعالى في هذا الفصل القسم الثاني من برنامج اليوم الواحد يوم ثمانية وعشرين تسعة وعشرين وثلاثين يوم ثمانية وعشرين الاربعاء وتسعة وعشرين الخميس ثلاثين الجمعة برنامج اليوم الواحد ثلاثة ايام كل يوم فيها كتاب والجدول معلن ونسأل الله تعالى الدرس القادم نوزعه عليكم وفق الله الجميع لما يحبه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته