بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضاء اجلا واجل مسمى عنده ثم انتم تمترون. وهم الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن انه كفوا احد. بلغوا ما في السماوات والارض كل له قانتون. بديع السماوات والارض واذا قضى امره فانما يقول له كن فيكون. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم سبحان الله وتعالى عما يشركون. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. واشهد ان ونبينا محمدا عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وننكره كره المشركون صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون. وعلى التابعين وهم باحسان الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدلون. بل اياها يقتفون بها يتمسكون وعليها ويوالون ويعادون وعندها يقفون. وعنها يدبون ويناضلون وعلى جميع من سلك سبيلهم وقف الى يوم يبعثون. اما بعد فهذا مختصر جليل نافع. عظيم الفائدة جمع المنافع. يشتمل وعلى قواعد الدين ويتضمن اصول التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وانزلت به الكتب ولا نجاة هي دين ويدل ويرشد الى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين. شرحت فيه امور الايمان وخصاله وما يزين جميعه او ينافي كماله. وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها يتضح امرها وهي تتجلى حقيقتها ويبين سبيلها. واقتصرت فيه على مذهب اهل السنة والاتباع واهملت اقوال اهل الاهواء والابتداع. ان هي لا تنكر الا للرد عليها وارسال سهام السنة عليها وقد تصدى لكشف عوارها الائمة الاجلة وصنفوا في ردها وابعادها المصنفات المستقلة. مع ان يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده. فاذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار الى استدلال واذا استبان الحق واتضح فما بعده الا الضلال. ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ثم اردفه من الجواب الذي يتضح الامر به ولا يشتبه. وسميته اعلام سنة المنشورة الطائفة الناجية المنصورة. والله اسأل ان يجعله ابتغاء وجهه الاعلى وان ينفعنا بما علمنا علمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضلا. انه على كل شيء قدير. وبعباده لطيف خبير. واليه المرجعون والمصير وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير. ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه هذا بمقدمة كاشفة عن مقصوده في التصنيف وهو انه صنف مختصرا جليلا نافعا عظيما اذا في جنب المنافع يشتمل على قواعد الدين ويتضمن اصول التوحيد. فهو من الكتب المصنفة في باب الاعتقاد ومن محاسن تصنيفه ما اشار اليه بقوله اختصرت فيه على مذهب اهل السنة والاتباع واهملت اقوال اهل الاهواء والابتداع. اذ هذا هو الذي ينبغي ان يشتغل به في حال المبادئ. فان فهم الاعتقاد انما اه يمكن في المبتدأ اذا تعاطى المتعلم مسائله على طريقة اهل السنة دون على نفسه بمعرفة مذاهب المخالفين. ومذاهب المخالفين هي علم مفرد. يعرف فيما سلف في علم الفرق والملل فهي علم اخر يتبع هذا. ولا ينبغي ان يقدم معه. كما ان الفقه فيما سلف كان يقدم بالقراءة في مذهب من المذاهب المتبوعة. ثم اذا ارتفع الطالب نقل الى علم الخلاف. والمراد بعلم الخلاف على اختلاف الفقهاء رحمهم الله تعالى وحجة كل ونصب العدل في المنازعة بينها وترجيع ما يترجح منها والصعود الى علم الخلاف لا يمكن الا لمن وعى مذهبا من المذاهب المتبوعة في فقهه وكذلك معرفة المخالفين في مسائل عقائد الدين لا يمكن الا بعد الاطلاع على عقيدة اهل السنة والاتباع وظبطها ظبطا حسنا اما خلطها بمذاهب اهل البدع فهذا له ضرر على المرء وربما خرج بعد دراسته هذه غير بعقيدة السلف. وكان ينبغي له ان يجمع قوته ووقته في مبدأ امره على فهم عقيدة السلف. ثم اذا صارت له مكنة فيها انتقل بعد ذلك الى فهم عقائد المخالفين. ولما رتب التعليم الاكاديمي على خلاف في اكثر البلدان الاسلامية ومنها هذه البلاد فيما آل اليه التعليم الجامعي صار الانسان يدرس مذهب اهل السنة ومذهب المخالفين سرت اقوال منها من اقوال هؤلاء الى كتب المصنفين في الاعتقاد من اهل السنة لانهم لم يتمكنوا من فهم معتقد اهل السنة رحمهم الله او تعالى فما صحيحا فرجت عليهم مقالات مخالفيهم وهذا موجود في بعض الكتب التي صنفت باخرة في ابواب الاعتقاد فظلا عن غيرها فينبغي ان تجتهد في مبادئ امرك في معرفة عقيدة اهل السنة والجماعة في ابواب المعتقد فاذا تمكنت من ذلك وعرضتها على وجه الضبط فانك تنتقل بعد ذلك الى ما فوقها. وتطلع على خلاف الفرق والملل الاسلامية وغيرها ان اردت الاستفزاز واما الولوج في معرفة مذاهب المخالفين من الفرق الاسلامية والملل الخارجة عن الاسلام فهذا لا ينفعك ابدا. نعم. احسن الله اليكم. ما اول ما يجب على العباد؟ سؤال. سؤال ما اول ما يجب على العباد اشارة بالرمز. وما كان رمزا فانه ينطق بايش باسمي ولا مسماه؟ مسماه. فلا تقل اخرجه خاء وانت مكتوب عندك حديث. مكتوب بعده خاء تقول اخرجه بخاري. كذلك هنا سين تقول تقول سؤال. نعم احسن الله اليكم. سؤال ما اول ما يجب على العباد؟ جواب اول ما يجب على العباد معرفة الامر الذي خلقه الله له واخذ عليهم الميثاق به وارسل به رسله اليهم وانزل به كتبه عليهم ولاجله خلقت الدنيا والاخرة والجنة والنار. وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة. وفي شأنه تنصب الموازين تتطاير الصحف وفيه تكون الشقاوة والسعادة وعلى حسبه تقسم الانوار. ومن لم يجعل الله له فما له من نور. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا هو ما اول ما يجب على العباد؟ ومضمن ان اول واجب على العباد هو معرفة الامر الذي خلقوا لاجله. وسيبين رحمه الله تعالى فيما يتبع هذا الامر نعم. سؤال ما هو ذلك الامر الذي خلق الخلق لاجله؟ جواب قال الله عندك ما هو ذلك الامر الذي خلق الله تعالى؟ لا اين الصدأ نسخة مصطفى من مصر. منو؟ ابو النصر. مصطفى. اله حنا قلنا انها افضل نسخة نسخة آآ الشيخ احمد المدخل لان فيها نسخة المصنف على اخطاء فيها لكن هي امثل هذا في الدرس القادم تأتي نعم جواب قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. النسخ التي نذكرها لكم انا ذكرت هذا في اخر الدرس النشرة التي نرشدكم اليها هي التي تصير معتمدة في الدرس والذي يأخذ اخرى يتضرر بالمخالفة بها قد تسقط كلمة او جملة او توجد شيء من ذلك وتعليم الاحب ربما النسخة القديمة فنيت التي طبعت ضمن اربع اه مختصرات للشيخ رحمه الله تعالى لكن يوجد في مركز التصوير نسخة مصححة مطبوعة طباعة حسنة. نعم. قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا. وقال تعالى وخلق الله السماوات والارض ارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهن لا يظلمون. وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الايات ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا سؤالا اخر وهو ما هو ذلك الامر الذي خلق الله تعالى الخلق لاجله واورد الايات المبينة له وهو ان الله سبحانه وتعالى خلقنا للعبادة وادل اية على هذا المراد الاية الاخيرة التي ختم بها في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فان اللام هنا كاشفة عن العلة. الله عز وجل خلق الخلق من جن وانس لاجل عبادته. نعم. احسن الله اليك سؤال ما معنى العمد؟ جواب العبد ان اريد به المعبد اي المدلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامل ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر تصغيره مدبر بتدبيره. ولكل منهما رسم يقف عليه وحد ينتهي اليه. وكل يجري باجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة ذلك تقدير العزيز العليم وتدبير العدل الحكيم. وان اريد به العدل محبا متذلل خص ذلك بالمؤمنين الذين هم عبادهم مكرمون. واولياؤهم متقون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر هو ما معنى العبد؟ ومظمن جوابه هو ان العبد يقع على معنيين اثنين. الاول ان يكون بمعنى المفعل اي المعبد وهذا يشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر. فان كل من في السماوات والارض معبد لله خاضع له. والثاني ان يكون بمعنى المتفعل. اي المتعبد الذي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بعبادته. وهذا مختص بالمؤمنين واولياء الله المتقين بخلاف الاول فالعبد يطلق على هذا وذاك. وهذان المعنيان للعبد يرجعان الى قسمة العبودية فان العبودية لله سبحانه وتعالى نوعان اثنان احدهما عبودية عامة وهي عبودية الخلق جميعا بكونهم مدبرين بامر الله مسخرين بتسخيره لا يخرجون عن حكمه والثاني عبودية خاصة وهي مختصة بالمؤمنين الذين يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بمحابه ومراضيه ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وعبدالله في جواب له. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما هي العبادة؟ جواب عبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ضاده ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا سؤالا اخر هو ما هي العبادة؟ وذكر ابوابهم بنص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي ذكره في كتاب العبودية. وهذا الجواب مخصوص بالعبادة الشرعية. فالعبادة الشرعية فسرها ابو العباس ابن تيمية بذكر افرادها فافرادها ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. وهذا تفسير لللفظ بلازمه بمعناه الذي وضع له في اللسان العربي وما بني عليه في خطاب الشرع. والتعريف لهذا قد يكون واضحا او محتاجا اليه في البيان. واما باعتبار الحدود التي تنبغي ملاحظتها فان العبادة هي تأله القلب. هذا هو تعريف العبادة. فتأله القلب بالحب والخضوع هذا هو تعريف العبادة. فاذا كان تألهه لله فهي عبادة شرعية. وان كان تأله لغير الله فهي عبادة شركية. وتألهه لله الاصل ان تكون عبادة شرعية ان وافقت الخطاب فان خالفت الخطاب فهي عبادة بدعية فصار تعريف العبادة تأله القلب بالحب والخضوع. واما اقسامها فانها للعبادة قسمين اثنين. الاول عبادة لغير الله وهي العبادة الشركية. والثاني عبادة لله عز وهذا القسم نوعان اثنان احدهما عبادة شرعية وهي تألف القلب لله بالحب والخضوع مع موافقة الشر. والثاني عبادة بدعية وهي تأله القلب لله بالحب والخضوع. مع مخالفة خطاب الشر وهذا الحد يكون جامعا موافقا لما وضع له لفظ العبادة في اللسان والشرع. وكلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى انما مأخذه ملاحظة بيان الافراد المندرجة تحت مسمى العبادة. وهنا سؤال ما هي العلاقة ما بين العبودية والعبادة. ما الجواب نعم العبودية متعلقة بالعامل والابادة متعلقة بالاعمال. واذا كانت كذلك ايهما اعم اعم ام العبادة اعم ما الجواب اللي يعلي في واحد في الجواب يعلي. نعم لماذا طيب كيف في الخاص بها اختيار سواء كان لله او لغير لغير الله. العبودية عامة لانها تكون اختيارا واضطرارا اما ان يضطر تحت ذل الله وخضوع الله عز وجل واما ان يكون مضطرا بالعبودية العظمى ثم يختار عبودية الله سبحانه وتعالى فهي تخص وهذه المسألة من نوادر المسائل في المعتقد قد بينها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابا بطين في جواب له في الدرر السنية في الجزء الاول اظن لكن هو جوابه نعم. احسن الله اليكم. سؤال متى يكون العمل عبادة؟ جواب اذا فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل قال الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله وقال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله ايه؟ انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى سؤالا اخر وهو متى يكون العمل عبادة؟ وابان في جوابه ان العمل يكون عبادة اذا كمل فيه شيئان احدهما كمال الحب والثاني كمال الذل. والى هذا اشار ابن القيم رحمه الله تعالى الا في النية بقوله وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان. فمرد العبادة الى الحب والذل كما ذكر جماعة من المصنفين والمختار تحريرا ان مرد العباد الى الحب والخضوع كما ذكرنا فيما سلف ان العبادة تتأله القلب بالحب والخضوع. وانما هجر لفظ الذل في الاختيار لان الذل يشتمل على معنى الاحتقار كما قال الله عز وجل ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الادلين هذا دال على التحقيق. وما كان محتقرا فانه لا يكون من مطالب العبادة. ولا مما تحصل به وانما يقال هو تأله القلب مع الحب والخضوع ويستعاض لفظ الذل بلفظ الخضوع. لان لفظ الخضوع من العبادات التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى فان الانسان يتقرب الى الله بالخضوع له. اما التقرب بالذل فهذا لم يأتي به دليل مع ما في اللفظ من الاحتقار غير المناسب مراد العبادة. ما الدليل على ان لفظ الخضوع دال على العبادة فالجواب نعم خاشعين وليس خاضعين كل لفظ من الفاظ العبادات فيه معنى غير المعنى الثاني كما بين لكم فيما سلف ان الخوف والرهبة خشوعا الخشية كلها تشترك في معنى عام من فزع القلب لكن تتفاوت باقترانه بمعنى اخر فالفزع لما قرن بالعلم صار خشية. ولما قرن بالعمل صار خشوعا الى اخر ما بيناه فيما سلف. فتكون الاية غير دالة على ما ذكره. ما الجواب طيب وغيره كان يقول شيء نعم نقول ما في الصحيح من حديث ابي هريرة النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اوحى الله بالامر ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا فهي ضربت خضعان المقصود بالخضعان الخشوع لله سبحانه وتعالى انقيادا وطاعة فهو مشتمل على معنى الانقياد والطاعة غير مستقل على معنى الطمأنة. الذي يستكن في لفظ الخشوع فان لفظ الخشوع المقصود به الطمأنة ومنه ارض خاشعة يعني مطمئنة فهذا الحديث اصل في الدلالة على كون الخضوع مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم سؤال ما علامة محبة العبد ربه عز وجل؟ جواب علامة ذلك ان يحب ما يحبه الله تعالى يبغض ما يسخطه فيمتثل اوامره ويجتنب ملاهيه ويوالي اوليائه ويعادي اعداءه. ولذا كان لاوثقور الايمان الحب في الله والبغض فيه. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان العبادة مردودة الى الحب والذل على ما عبر به اورد سؤالا يتعلق ببيان علامة كون العبد محبا ربه عز وجل فقال ما علامة محبتك للعبد ربه عز وجل. واجاب عن ذلك بقوله علامة ذلك ان يحب ما يحبه الله تعالى. ويبغض ما اسخطه فاذا احب العبد محاب الله وابغض مساخطه ومباغضه كان صادقا في دعواه محبة ربه عز وجل وان كان على خلاف ذلك كان كاذبا في هذه الدعوة. نعم. احسن الله اليكم. لماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه؟ جواب عرفوه بارسال الله تعالى الرسل وانزاله الكتب امرا ما يحبه الله ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه. وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة وظفر حكمته البالغة. قال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. اورد المصنف رحمه الله تعالى هنا سؤالا اخر متعلقا بما قبله فقال بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه اي بما ميزوا ما يحبه الله ويرضاه هل استقلوا بمعرفة ذلك من انفسهم؟ فاجاب بانهم عرفوه بارسال الله تعالى الرسل وانزاله الكتب امرا بما يحبه الله ويرضاه ناهيا عما يكرهه ويأباه. فان الخلق لما امروا بالعبادة يحتاج الى من يعرفهم بهذه العبادة. فارسل الله عز وجل الرسل وانزل معهم الكتب لتعرفهم طريق عبادة ربهم سبحانه وتعالى فبنقل الشرع عرف الناس ما ينبغي من عبادة الله عز وجل. ولهذا قال اهل العلم رحمهم الله تعالى العبادات مبنية على التوقيف. يعني على النقل فهي موقوفة على النص لان العقول لا تستقل بهذا وانما تعرف بطريق الوحي النازل على الانبياء وما تضمنته الكتب. وكل ما خرج عنها فان الله عز وجل لا يتعبد به كما قال حذيفة رحمه الله تعالى كل عبادة لم يتعبدها البديون فلا تتعبد الله بها وانما ذكر البديين لانهم اجلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فهم اولى الناس بالقيام بما امروا به من العبادة. فمن اتخذ هذا الطريق وما كانوا عليه عبد ربه سبحانه وتعالى على ما امر به. ومن خرج عن هذا فانه قد خالف الطريق التي توصل الى الله سبحانه وتعالى. وليجل هذا عظمة عناية السلف دم الابتداع لان الابتداع خروج عن مقتضى العبادة التي امرنا بها. فكل من ابتدع فقد زعم ان صلى الله عليه وسلم خان الرسالة كما قاله الامام مالك رحمه الله تعالى وعظم تعظيمهم لمتابعة الامر خوف كن على من خرج عنه ان يصيبه عذاب اليم. كما في قصة الرجل الذي سأل مالكا عن الاحرام قبل الميقات فنهاه عن ذلك فقال له الرجل انما هي اميال ازيدها. فقال اخشى عليك ان تصيبك عقوبة ثم قول الله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة ويصيبهم عذاب اليم. فالابتداع من اعظم ما يخرج به عما امر به العبد من العبادة. فمن اراد ان يعبد الله فليمتثل ما جاءت به الانبياء. وهذه الامة بعث الله فيها محمدا صلى الله عليه مبينا ومرشدا اذا ما يجب من حق الله عز وجل في العبادة فبيانه هو البيان الشافي الكافي الذي لا لا يجوز للعبد ان يخرج عنه. وهذا اخر ما يتعلق من البيان بهذا الكتاب في هذا المجلس